صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة الطيبي أمام عربة المثلجات طنجة انتر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:47 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, للرحيل, الطيبي:, اغتيال, حياتي, رحلة, سبتة, ودفعي, “مخازني”


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة

رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة 9-620x424.jpg

الطيبي أمام عربة المثلجات




طنجة انتر



رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة 10476992_86058053063محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”..
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة التاسعة:

- لنعد إلى مانولو، فعبره ستعرف حياتك تغيرا كبيرا، عندما ستنتقل معه إلى طنجة، حدثنا عن كيفية مرافقة له؟
نعم، فقد كنت في هاته الفترة قد أوقفت مشروعي وعدت للمعمل مع السي إدريس، فقط لأنني لم أكن اجد مكانا أعيش فيه، فالمحل كان ضيقا جدا ولا يكفي للعمل والعيش، وعند عودتي سألتقي بمانولو، كما قلت لك، كوني لم ألتق به في فترة عملي الأولى، وبعد مدة ستطفو على السطح خلافات بين صاحب المحل ومانولو، فقرر الذهاب للعيش مع والدته في طنجة، بعدما رحل شقيقه إلى ألمانيا، ومانولو في الأصل ابن حي المصلى بطنجة.
كنت احب مانولو جدا، فألححت على مرافقته، فرفض في البداية وحاول جاهدا ثنيي عن هذا القرار، لكنني صرت ألح عليه، ثم بدأت أبكي وأترجاه أن يسمح لي بمرافقته، فوافق أخيرا.
- في أي فترة أتيت إلى طنجة؟ احك لنا عن ظروفها آنذاك.
أتيت على طنجة في سنة 1957 أو 1958، وكانت المدينة قد تخلصت من الحكم الدولي للتو، حيث بدأ المغاربة يتولون مقاليد المسؤوليات.
طنجة كانت مختلفة عن العرائش، من ناحية الحجم، وأيضا بتنوعها العرقي والثقافي، ففي منطقة الدرادب مثلا، كان يتمركز الإيطاليون، وبمحاذاة الشاطئ البلدي كان يعيش الإسبان، وفي وسط المدينة كان الفرنسيون.. وعندما أتيت كنت ألاحظ أن رجال الشرطة الأجانب قد انقرضوا على عكس ما هو معروف عن طنجة، وبدأ البوليس المغربي ينتشر في كافة أرجاء المدينة.. كانت طنجة في تلك الفترة نظيفة ومنظمة جدا، ولم تكن بحجم المدينة الآن…
- هل استضافتك عائلة مانولو بطنجة؟
نعم، لقد كان أشقاؤه يتامى مثلي، يعيشون مع والدتهم الأرملة، ولم يكونوا أثرياء، فبعض الناس يعتقدون أن كل الأجانب الذين عاشوا بطنجة، كانوا ميسورين.. كانت ظروفهم الاجتماعية الصعبة تجعلهم أكثر الناس إحساسا بي.. وهذا طبع الإنسان، لا يحس بآلام الآخر إلا إذا عانى منها.
- ماذا حدث بعد ذلك؟
مانولو قرر أن يفتتح معمله لإعداد حلوى “الكاراميلو” بساحة موزار، فاتفق مع رجل إسباني يدعى غارسيا، فدشنوا مشروعهم، وأنا كنت أشتغل معهم، فأتقاضى بعض المال، في حدود 50 بسيطة في الأسبوع، كما وفروا لي المأكل ومتسعا لأبيت فيه في المعمل، لكن الأمر لن يطول، فسيتوصل مانولو برسالة الحكومة الإسبانية التي كانت تقترح على المستوطنين الإسبان العودة إلى بلدهم الأصل، مقابل توفير مسكن بثمن رمزي وعمل، فقرر وأسرته الذهاب لمالقا.
- قبل أن نتحدث عن هاته المرحلة، دعنا نتكلم عن تعلق بالسينما في طنجة.
نعم، كنت مدمنا على الذهاب إلى سينما باريس أو كازاروكبيطول أو موريتانيا، وكانت الأفلام تعرض بالإسبانية، وقد بدأت أفهمها قليلا.. أتذكر أنني لم أكن أفوت الذهاب إليها يوم الأحد، وأستغل أي فرصة في باقي الأيام، لقد أحببت السينما كثيرا حتى أنني سأمثل في فيلم للهواة في الثمانينات، وهي مغامرة سأحكي لك عنها فيما بعد..
أتذكر أيضا أن أغلب الأفلام كانت هي أفلام الويسترن أو أفلام “الهينديوس” كما تسمى في طنجة، لأنها كانت رخيصة الثمن، كما كانت تعرض أفلام “جيمس بوند”، وكان يؤدي دوره آنذاك شون كونري الذي سيشتهر فيما بعد كثيرا في طنجة لأنه سيمثل فيلما عن الأمير الريسولي.
- هل لا زلت مرتبطا بالسينما؟
الآن لا، لم أعد مدمنا على الأفلام كما في الماضي، هوايتي الحالية أصبحت هي الإنترنيت، خاصة ما يتعلق بمواقع ومنتديات محاربة التنصير، التي أساهم فيها كثيرا رغم لغتي العربية الضعيفة، لأنني أعلم جيدا ما يجري في دهاليز كنائس المنصرين.
- لنعد لرحيل مانولو وأسرته الذي سيعيدك للوحدة، كيف شعرت وقتها؟
أحسست بنفس شعور الإنسان الذي يموت عزيز عليه، إنه مزيج من الآلم والإحباط، وكنت ألح على مانولو كثيرا بأن أرافقه، لكن الأمر كان معقدا فأنا لا املك هوية ولا جواز سفر، لكنه قال لي”لا تقلق سأتركك عند شخص سيعتني بك”.
- من هو هذا الشخص؟
إنه صاحب محل كبير لبيع الحلويات والمثلجات الباهضة الثمن، لديه محل في حي مونوبوليو بمالاباطا، وكان ثريا جدا، يدعى “غابرييل لوبيز بلاطا”، وكانت ابنته ماريا تشتغل معه، وهي التي ستفتح لي باب الذهاب إلى سبتة ومنها إلى الكنيسة.
كان السيد غابرييل رجلا صارما جدا عكس ابنته، وكان يسمح لي بالمبيت داخل المحل، فقد كنت أنام فوق الفرن، وهو أول من سيعطيني أجرة شهرية، كانت حوالي 1000 بسيطة، بالإضافة إلى الطعام، وفي الصيف كنت أشتغل على عربة لبيع المثلجات اسمها “لاسيبيليس”، وأجرتي تحدد وفق الكمية التي أبيعها.
- هاته هي العربة التي ستغير حياتك وتجعل هدفك الأول مغادرة المغرب؟
نعم، ففي يوم كان يصادف ذكرى عاشوراء، كنت كما هي العادة أجول على الشاطئ البلدي لأبيع المثلجات، وفجأة سيأتي رجل أمن ليطرد الباعة المتجولين، وأنا كنت أحمل الرخصة وأشتغل بشكل قانوني، فاقترب مني ونهرني وطلب مني الرحيل، فأجبته بأني أتوفر على ترخيص، فما كان منه إلا أن شتمني وضربني، فلما طلبت منه التوقف اعتبر أني أتحداه، فضربني ضربة قوية حتى أصبت بالدوار وسقطت على الارض غارقا في الدماء، فأخذ يضربني بقدمه ضربا مهينا مؤلما.
تأثر أحد المارة بحالي، فطلب منه التوقف عن ضربي، لكنه كذب عليه وقال له إنني حاولت أن أسرق امرأة، رغم أنني كنت أرتدي ثوب العمل، فلما اعترضت اقتادني إلى مخفر الأمن، وهناك وجدت مجموعة من أصدقائي الباعة المتجولين، لكنهم لم يتعرضوا مثلي للضرب.
فلما علمت ابنة صاحب العمل بالأمر أسرعت إلى المخفر، وعندما رأتني مضرجا في دمي شرعت في البكاء وبدت منفعلة وهي تخاطب مسؤولي المخفر ثم أخرجتني.
لكنني ظللت لعدة أيام مصدوما خائفا، أرفض الطعام وأرفض الخروج للشارع أو الذهاب للعمل، وفي النهاية طلبت من ماريا أن تساعدني على مغادرة طنجة والتوجه إلى سبتة، التي لا زالت تعد جزءا من التراب الإسباني بحكم أنها محتلة، وبعد توسلات طويلة استجابت لي.. يمكنك أن تعتبر قصتي مشابهة لقصة البوعزيزي، لأن كلانا فقد الأمل في بلده، فقط هو اختار الانتحار وأنا اخترت الرحيل نحو المجهول.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, للرحيل, الطيبي:, اغتيال, حياتي, رحلة, سبتة, ودفعي, “مخازني”


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:41 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM
رحلة تيه | (الحلقة 1) الطيبي: اسمي محمد والكنيسة منحتني اسم خيسوس ماريا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:34 AM


الساعة الآن 02:38 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22