صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

لماذا لم تنجح فرنسا في تنصير الجزائريين؟

لماذا لم تنجح فرنسا في تنصير الجزائريين؟ 15/7/2019 يقدر عدد النصارى القاطنين بالجزائر اليوم بأقل من 20 ألفا حسب إحصائيات غير رسمية، أي ما يقدر بـ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-2019 ~ 11:18 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي لماذا لم تنجح فرنسا في تنصير الجزائريين؟
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


لماذا, الجزائريين؟, تودي, تنصير, فرنسا

لماذا لم تنجح فرنسا في تنصير الجزائريين؟

15/7/2019




يقدر عدد النصارى القاطنين بالجزائر اليوم بأقل من 20 ألفا حسب إحصائيات غير رسمية، أي ما يقدر بـ 0.5 بالمئة من عدد السكان (42 مليونا)، ويمكننا القول بأنّ هذا العدد يعتبر من بين الأضعف مقارنة بباقي الدول العربية والإسلامية، وللناظر المتفحّص فهذا يكشف مدى نفور الجزائريين من اعتناق النصرانية، على الرغم من انتشار بعض الأكاذيب والشائعات التي تروّج بأنّ منطقة القبائل تشهد موجة تنصير أو أنّ سكانها يميلون لاعتناق النصرانية، وسنحاول في هذا المقال كشف حقيقة التبشير في الجزائر أثناء فترة الاستعمار الفرنسي وكيف واجه الجزائريون هذه السياسة الخبيثة التي كانت تصبو لجعل الجزائر مقاطعة نصرانية تابعة لفرنسا والقضاء على الإسلام والعروبة فيها..

لقد كانت بدايات التبشير في الجزائر سنة 1838م بتأسيس أول كنيسة جزائرية، وتعيين الأسقف "أنطوان دوبوش" على رأسها، إلا أنّ الأوضاع كانت هادئة نسبيا، ولم تحظى دعوة التبشير بذلك الزخم والقوة، مما ألجأ الأساقفة الى الاعتراف بعدم نجاح عملية تنصير الجزائريين بالمدن، ويمكن أن نُرجع سبب ذلك الى أنّ السلطة الفرنسية لم تكن تؤيد هذا الأمر، زيادة على ذلك فقد كان هناك اتفاق بين الأهالي وجنرالات الجيش الفرنسي على عدم المساس بالدين الإسلامي مع إعطاء الأهالي العهد بلزوم السلم والابتعاد عن العنف.





ولكن تغيّر الوضع تماما مع مجيء الأسقف "لافيجري" الذي تولّى عملية التبشير سنة 1867م حتى 1892م، وكان شديد الحماسة لهذا العمل الذي وهب عمره له ووضع له خطة تكون ثمرتها تنصير جيل كامل من الشباب الجزائري الذي سيشرف على مهمة التبشير بعد ذلك.. "لافيجري" يتميز بخصائص لم تتوفر عند سابقيه، منها العمل الدؤوب الذي أبداه في نشر المسيحية، بغضه للإسلام والقرآن وتعصبه للنصرانية، مكانته الرفيعة لدى الفاتيكان، علاقاته القوية مع بعض كبار الجنرالات.

وقد كتب لافيجري رسالة إلى الرهبان الجزائريين آنذاك يقول لهم فيها: "سآتيكم اخواني في ساعة مشهودة في تاريخ أفريقيا المسيحية، إنّ الكنيسة وفرنسا متحّدتان على إحياء الماضي".. حينها شرعت فرنسا على تأسيس المدارس التي كان هدفها دمج الشباب الجزائري وتغذيته بالعقلية الفرنسية وبالديانة النصرانية، كما استغلت فرنسا المجاعة التي ضربت الجزائر سنة 1867م وقامت بتخصيص مساعدات وتبرعات للشعب الجزائري، ولكن خلف ذلك العمل الإنساني مآرب ماكرة تهدف لكسب تعاطف الفقراء والمساكين واللعب على وتر الإنسانية لدفعهم لاعتناق النصرانية وتحبيبهم في الحكومة الفرنسية.

كما أنّ فرنسا عملت على تزوير تاريخ منطقة القبائل بدعم الدراسات التي تخدم مخططات المستعمرين، والتي تتناول تاريخ أفريقيا والجزائر، وحرصوا على تصوير الفتوحات الإسلامية على أنها استعمار واحتلال تم بالاكراه وبحدّ السيف، وأظهرت بأنّ الفاتحين العرب هم عبارة عن غُزاة وقسّمت على هذا الصدد السكان إلى بربر -أمازيغ- وإلى عرب، بعد أن عاشوا شعبا واحدا طيلة قرون طويلة من الزمن في ألفة وتناغم وحب.. هذا وربطت فرنسا منطقة القبائل بالحقبة الرومانية والعقيدة النصرانية التي ادّعت بأنها هي التاريخ الحقيقي الذي ينبغي للسكان العودة إليه.

يمكننا القول بكل صدق بأنّ كل تلك المخططات والمؤامرات قد بائت بالفشل واصطدمت بصخرة العقيدة القوية الراسخة لدى الشعب الجزائري الذي رفض سياسة التبشير، بل وازداد اصرارا على الصبر على دينه وعقيدته الإسلامية، حتى إنه نُقل أنّ أحد سادات منطقة القبائل قال للعسكر الفرنسي: "لإن يقتل أطفالنا جميعا أو نرحل من ديارنا لهو أهون عندنا من أن نغيّر ديننا أو أن يبقى أسقف يمارس التبشير بيننا".

وقد انتبهت السلطة الفرنسية إلى خطورة الوضع الذي ورّطها فيه المبشّرون والأساقفة بسبب رغبتهم في تغيير دين السكان بكافة الطرق والوسائل، فقضت بتوقيف أكثر التمويل عنهم، وطمأنت الأهالي بأنّها ستضع حداً لحركة التبشير بالمنطقة.. وفي الحقيقة هذا ليس تحسينا منّي لصورة فرنسا الاستعمارية ولكنه ما وقع بالفعل. لقد أظهر الجزائريون بكافة أطيافهم ومشاربهم إبّان الاستعمار الفرنسي بأنهم متمسكون بهويتهم العميقة المتمثلة في اللغة العربية والدين الإسلامي، وأن لا تنازل عن ثوابت الدين مهما كلف الأمر من أشلاء ودماء، وما قدمته الجزائر من ملايين الشهداء لخير دليل على صدق ذلك..

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, الجزائريين؟, تودي, تنصير, فرنسا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
«العفو الدولية» تندد بالتمييز ضد مسلمي اوروبا نور الإسلام الإسلام في أوروبا 0 27-04-2012 08:29 PM
نيجيريا: تجدد المصادمات بين المسلمين والنصارى تودي بحياة 12 شخصًا مزون الطيب الإسلام في أفريقيا 0 16-03-2012 10:43 AM
مجزرة بالرستن.. قذيفة تودي بحياة 16 سوريًا مزون الطيب أخبار منوعة 0 02-03-2012 07:15 PM
30 ألفا من الجزائريين ضحايا التجارب الذرية الفرنسية مزون الطيب أخبار منوعة 0 14-02-2012 10:36 PM
كواليس قصر الرئاسة ليلة تنحي مبارك مزون الطيب أخبار منوعة 0 11-02-2012 08:30 PM


الساعة الآن 08:29 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22