صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 27) الطيبي: العمل في الكنيسة في الجزائر

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 27) الطيبي: عانى مغاربة إسبانيا من مضايقات قُبَيْلَ استرجاع الصحراء في 1975 طنجة في السبعينات طنجة انتر- 25

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 11:23 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 27) الطيبي: العمل في الكنيسة في الجزائر
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, الجزائر, العلم, الطيبي:, الكنيسة, رحلة


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 27) الطيبي: عانى مغاربة إسبانيا من مضايقات قُبَيْلَ استرجاع الصحراء في 1975

رحلة تيه | (الحلقة 27) الطيبي: العمل في الكنيسة في الجزائر 27-620x414.jpg
طنجة في السبعينات





طنجة انتر- 25 يوليو 2014 ( 11:40 )
رحلة تيه | (الحلقة 27) الطيبي: العمل في الكنيسة في الجزائر 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة السابعة والعشرون:


بعد قرارك العودة للكنيسة، ألم يستغرب الرهبان من غيابك الطويل؟
فعلا، وأنا حكيت لهم عن الحقيقة، فاستغربوا أن بني جلدتي المغاربة عاملوني بقسوة، ورحبوا بي معهم.
ما كان عملك في الكنيسة بالجزائر؟
كنت أقوم بخدمة بعض الرهبان الذين كان وقتهم ضيقا، وخاصة المهندسين، فالقاعدة كانت هي أن يخدم كل راهب نفسه، لكن كان لبعضهم الكثير من العمل فكان رهبان آخرون يتولون خدمتهم.
أي أنك لم تكن تمارس التبشير بشكل مباشر؟
صحيح، ثم أني لم أستمر معهم طويلا، فقد لبثت هناك لحوالي 3 أشهر فقط.
خلال هاته المدة بقيت في تلمسان فقط؟
لا، فقد انتقلت مع رهبان للجزائر العاصمة لزيارة عائلة فرنسية لمدة أسبوع، كما قضيت فترة وجيزة بتيزي وزو، وهناك علمت أن التبشير يمارس في مختلف مدن الجزائر.
هل لا تزال هاته الكنيسة موجودة إلى الآن؟
نعم وهي في حالة مريحة مقارنة بالسبعينات، فوقتها كان الرهبان يخافون على أنفسهم، وكانوا يحذرونني من أن أتعرض لأذى، فقد كان بعض الجزائريين يعلمون بمخططاتهم التبشيرية فكانوا يخشون من أن يهاجموهم.
أين انتقلت بعد الرحيل عن الجزائر؟
كان هناك راهب إيطالي يدعى أوليسي، تربطني به علاقة طيبة، ومرة قرر الذهاب لمدينة بيرغامو لزيارة عائلته، وهنا فكرت في أنها فرصتي للعودة لإيطاليا ومنها إلى إسبانيا بواسطة جوازي المغربي، وفي الحقيقة كان هذا هو الأمل الخفي وراء اختيار الذهاب للجزائر.
فأقنعت أوليسي بمرافقته، وانتقلت معه إلى إيطاليا، ولبثت مدة وجيزة مع عائلته، فأخبرته أني أريد العودة إلى إسبانيا، فذهب معي إلى محطة القطار في ميلانو، واقتنى لي تذكرة برشلونة، وفعلا تمكنت من عبور الحدود حيث توجهت إلى أحد معارفي هناك.
متى كان ذلك؟
في سنة 1975
هل كانت المغرب قد استعاد الصحراء وقتها؟
كانت إرهاصات ذلك قد بدأت، وكان لذلك تبعاته السلبية على المغاربة هناك، فقد تعرضوا لمضيقات كثيرة، وتعرضت أنا لإحداها، حيث ألقى شرطي القبض علي واقتادني إلى قسم الشرطة في منطقة رامبلاس في برشلونة.
كيف علم أنك مغربي رغم أن ملامحك لا تشي بذلك؟
كنت رفقة شخص آخر كان واضحا من ملامحه أنه مغربي
ما الذي فعلته الشرطة لكما؟
ظللنا في المخفر لساعتين، ثم طُلبت منا وثائقنا الشخصية، وهنا كدت أموت خوفا من أن يكتشفوا أني جندي فار مبحوث عنه، لكن تسلمنا وثائقنا ورحلنا لحسن الحظ.
بعد فترة وجيزة من ذلك سيموت الجنرال فرانكو لتدخل إسبانيا عهد الانتقال الديمقراطي، فهل اختلف الامر بالنسبة لك؟
فعلا فرانكو توفي في السنة نفسها، لكن عملية الانتقال الديمقراطي كانت في بدايتها ولم يتم التخلص بعد من كل تركة الديكتاتورية، فلم أحصل أنا على العفو إلا في بداية عهد رئيس الحكومة الاشتراكي فليبي غونزاليس.
أنت كنت تعيش في برشلونة عندما مات فرانكو، وهي عاصمة كاتالونيا التي كانت على عداء معه، كيف استقبل سكانها موت الجنرال؟
بفرحة عارمة، حيث كانوا يخرجون إلى الشارع مرددين “الدكتاتور مات.. الإقطاعي مات”، وكانت المفارقة أن رئيس الوزراء كان ينعي فرانكو باكيا على القناة الرسمية، فيما كان الكاتالونيون يضحكون ويحتفلون بهذا الخبر..
ماذا فعلت بعد عودتك إلى إسبانيا؟
استقريت في نزل، قريبا من ابن خالتي الذي كان يقطن في برشلونة، ويدعى عبد السلام، واشتغلت معه كعامل صباغة في ورشة إسباني، وهو حافظ على سري، لكن بعد مدة قصيرة رحلت عن إسبانيا.
إلى أين ذهبت؟
إلى السويد، حيث عرض علي ذلك صديق كان يعمل معي في الجيش، وكان متزوجا بسويدية، لكن لبثت هناك 5 أشهر فقط، فلم أطق جوها البارد، كما أن اللغة كانت صعبة ولم أتعلم منها إلا عبارة “صباح الخير” (ضاحكا).. وطبعا بدون لغة لم يكن هناك عمل.
كل ذلك بالجواز المغربي؟
نعم، ولهذا كان الحصول عليه شبه مستحيل، فقبل اعتماد التأشيرات كان الجواز المغربي بمثابة تأشيرة لكل الدول.
إلى أين انتقلت بعدها؟
عدت إلى إسبانيا، واستقريت ببرشلونة، فعملت بجد ووفرت بعض المال، وظللت هناك إلى حدود بداية الثمانينات، حيث قررت العودة إلى المغرب.
ماذا فعلت في المغرب؟
كنت قد أجريت تدريبا لـ3 أشهر في إسبانيا يتعلق بمهنة التصوير، استقريت بعدها في طنجة، وعملت مصورا، وكنت وقتها الوحيد في المدينة وربما في الشمال كله الذي يصور بالألوان.. كان لدي استوديو في حي عين اقطيوط وسط المدينة، وقد شتهرت كثيرا، فكنت أصور الأجانب العاملين في القنصليات والهيآت الديبلوماسية، والراهبات المعتكفات القاطنات بسوق البقر، وكان الكثير من زبنائي إسبانيين.
هل كنت قد حصلت على البطاقة الوطنية وقتها؟
نعم فقد أعددتها هنا في طنجة، ولم أجددها فيما بعد لأن الإدارة المغربية رفضت مطابقتها مع الاسم الإسباني.
لم اخترت طنجة بالضبط؟
كانت طنجة تعجبني كثيرا، وقد لبثت فيها لخمس سنوات وكنت ناجحا في عملي، ولأول مرة أحسست بالاستقرار.
كيف كانت طنجة في الثمانينات؟
كانت جميلة جدا ومنظمة، ولم يكن فيها الكثير من أوراش البناء كما الآن، وكان الأجانب لا يزالون يعيشون في المدينة، وإن بدرجة أقل من العهد الدولي.. لقد كان للمدينة رونق خاص.
ألم تفكر في الزواج؟
بلى، وقد تزوجت بسيدة مغربية في الفترات الأخيرة من وجودي في برشلونة، وعاشت معي في طنجة، لكن لم يكتب لنا أن ننجب أطفال وانفصلنا.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, الجزائر, العلم, الطيبي:, الكنيسة, رحلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:14 AM
رحلة تيه | (الحلقة 21) الطيبي: قصة الاعتقال في المفرب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:13 AM
رحلة تيه | (الحلقة 20) الطيبي: عدت إلى قبيلتي فلم أجد سوى خالي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:11 AM
رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:59 AM
رحلة تيه | (الحلقة 11) الطيبي: شعرت بالخوف عند ولوج الكنيسة للمرة الأولى نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:55 AM


الساعة الآن 09:29 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22