صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم

الإسلام والعالم رصد ومتابعة أخبار الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (3)

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (3) الاحد 10 يوليو 2011 في حلقة اليوم نواصل المسير بين دروب سيبيريا لنتعرف أكثر على أحوال الإسلام والمسلمين,برغم المحاولات الكثيرة التي بذلت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-2012 ~ 07:43 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (3)
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


مسلمون, الثلوج...الإسلام, سيبيريا

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (3)
الاحد 10 يوليو 2011

في حلقة اليوم نواصل المسير بين دروب سيبيريا لنتعرف أكثر على أحوال الإسلام والمسلمين,برغم المحاولات الكثيرة التي بذلت في مراحل مختلفة من تاريخ روسيا لطمس معالم الهوية الإسلامية في منطقة سيبيريا،فإن ذلك لم يقض على نور الإسلام في تلك المنطقة الجليدية الواقعة شمال شرق روسيا,وما يدعو للفخر والسعادة أنه مع بداية هذا العام 2011م تدخل الذكرى 617 لدخول الإسلام في سيبيريا و تثبيت دعائمه.

وكما علمنا من قبل أن الجالية الإسلامية في سيبيريا تتكون من المغول والتتار والأوزبك، وقد عثر في سيبيريا على مقابر سبعة من دعاة الإسلام الأول، وعلى آثار مساجد صغيرة شيدت وفقا للتكنولوجيا المحلية التي استخدمت المواد المتاحة لإقامة هذه المساجد والتي بنيت وفقا للطراز المعماري البسيط.
ونتيجة مباشرة لتعدد القوميات الإسلامية التي تم تهجيرها إلى سيبيريا؛ برزت أول دعوة نادت بضرورة وحدة المسلمين في المناطق والأقاليم التابعة لروسيا في دولة إسلامية واحدة، ولكن هذه الدعوة لاقت معارضة شديدة من الروس، واستمر منهج المعارضة الروسي حتى وقتنا الحاضر، وعموماً نحن نهتم بالاستقلال العقدي.

وللمسلمين وجود في كل مناطق سيبريا ، إلا أن هذا الوجود يكثر في غرب سيبريا،وجنوبها الغربي فتصل نسبة المسلمين في بعض المناطق إلى 40%،ويقل كلما اتجهت إلى الشرق،فترتفع نسبة المسلمين في محافظة تومين -منطقة تيومين في سيبيريا هي أقصى منطقة شمالية في العالم محاذية للقطب الشمالي فيها وجود للمسلمين التتار- وأومسك ، ويقل في سيبريا الشرقية إلى 10% ، وأما في الشرق الأقصى فلا تكاد تتجاوز 5%.

ففي مدينة "توبولسك" على سبيل المثال التي نالت حظاً بالغاً من تلك الجهود، لا يزال مسجد "توختاسين" قائماً يدوي أذانه في سماء المدينة، التي كانت تعج بعشرات المساجد قبل أن تتعرض للهدم لصالح الكنائس التي صار عددها الآن 40 كنيسة.

كما لا يزال مسجدان آخران تحت الإنشاء، أحدهما وضع حجر أساسه في أغسطس من العام الماضي شمال المدينة، بينما الثاني في مرحلة جمع تبرعات لبنائه .ولا يعد أذان المسجد الدليل الوحيد حالياً على الوجود الإسلامي بسيبيريا، فشوارع توبولسك وسكانها توحي إلى الزائر في الوهلة الأولى أن الشعب المسلم الذي تسود فيه اللكنة التركية يمثل أغلبية المدينة، وإن كانت الإحصائيات الرسمية تقول إن نسبة المسلمين لا تتجاوز الـ30%..

والشعب المسلم في سيبيريا حريص على الدين حرصا شديدا وعلى تربية أبنائه التربية الإسلامية كما أنه ليس بعيداعن قضايا أمته الإسلامية كما أن هناك اهتمام في نشراللغة العربية بين أبناءه عن طرق الاهتمام بنشر الحلقات القرآنية في المساجدوبناء مدارس القرآن والاهتمام بإعداد نسخ مترجمة من القرآن للغات الأوردية والتترية والروسية لتسهيل القراءة والفهم.
كما أن الدين الإسلامي ينتشر بسرعة هناك بسبب سهوله تعاليمه وطباع الناس الطيبة ألا أن العائق المادي ونقص الموارد العلمية الشرعية والبشرية تقف عائقا في انتشار الدعوة ففي حين أنآخر النسخ المترجمة من القرآن للغات المحلية تصل من المملكة العربية السعودية إلا أنهم في انتظار الدعاة المؤهلين لإتقان العمل بها.

وقد حققت الجالية الإسلامية في سيبيريا العديد من المكاسب الإيجابية لصالح الدعوة الإسلامية، حتى تأسست هناك دولة إسلامية خالصة منذ عام 978هجرية (1570ميلادية)، قصدها العلماء من المدن ذات الشهرة في التاريخ الإسلامي بمنطقة آسيا الوسطى.
ويؤكد الشيخ طاهر عبد الرحمنوف" مفتي المسلمين" في سيبيريا أن المسلمين في بلده ليسوا في منأى عن قضايا المسلمين العالمية،وأنهم يؤيدون حقوق كافة الشعوب المسلمة؛ فيؤيدون حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته علي تراب الوطن الفلسطيني، ويؤيدون حق تقرير المصير في كشمير، وضد تهجير المسلمين عن أوطانهم مهما كانت المبررات التي ترددها الكيانات التي تضطهد المسلمين.

وأوضح مفتي سيبيريا في حوار له:" أن عدد المسلمين في بلاده في تزايد مستمر بسبب سهولة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وبسبب جهود مؤسسات الدعوة والتعليم الإسلامي في سيبيريا، حتى بلغ عدد المسلمين السيبيريين أكثر من 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من 39 مليون نسمة،وتوقع زيادة أعداد المسلمين في سيبيريا خلال السنوات القليلة المقبلة.

كما أضاف أن:"الأقلية المسلمة في بلاده قد حافظت علي هويتها العقائدية،رغم كافة الضغوط التي مارسها الروس عبر المراحل التاريخية المختلفة،فكلمة المسلمين واحدة،ولا توجد بينهم خلافات مذهبية أو سياسية حتى انصهروا جميعاً في بوتقة الدين الإسلامي الحنيف."
وقال: "أن الأسر المسلمة تحرض على تربية أولادها تربية إسلامية صحيحة،حيث توجد في البلاد مؤسسات إسلامية نشطت في إبلاغ دعوة الإسلام،ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بين المسلمين."

واستطرد: "وفي مقدمة هذه المؤسسات الإدارة الدينية، ودار الإفتاء، والمعاهد والمدارس الإسلامية، بالإضافة إلى المساجد المنتشرة في البلاد، والتي تعتبر من أهم المؤسسات الإسلامية، ونحن نعمل علي إحياء رسالة المسجد باعتباره داراً للعبادة والتثقيف، ودراسة أمور الدين والدنيا، والتعرّف على قضايا أمتنا الإسلامية حتى لا يكون المسلم السيبيري في منأى عن قضايا أمته."

وأضاف مفتي سيبريا:أن مؤسساتهم الإسلامية قد نجحت في تزويد المسلمين بالزاد الثقافي الوفير،و أنهم تعاملوا مع كافة القوانين السوفيتية بذكاء فطري،فحين وضعت العراقيل أمام تحركات الدعاة،وحظرت تلاوة القرآن الكريم؛ صاغ المسلمون قيم الإسلام وتعاليمه،وأوامره ونواهيه في هيئة أناشيد شعبية،تتردد في كل وقت،دون أن يقع مسلم واحد في سيبيريا تحت طائلة القانون الجائر الذي بمقتضاه منع المسلمين من تأدية شعائر دينهم في حرية وعلنية.

وهناك بعض الإنجازات الملموسة كخُطى التعريب التي ما زالت في المهد،رغم وجود مساعي كبيرة لنشر اللغة العربية بين النشء المسلم عن طريق التوسع في إنشاء المدارس القرآنية والاهتمام بنشر حلقات تحفيظ القرآن الكريم بجميع المساجد.
ولقد أنجز علماء الإسلام في سيبريا بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية العالمية ترجمات معاصرة لمعاني القرآن الكريم باللغات المتداولة في البلاد،مثل اللغة الروسية واللغة التترية واللغة الأوزبكية وغيرها لتسهيل القراءة والفهم.
وبجانب ذلك ترد أعداد كبيرة من المصاحف الشريفة وترجمات معانيها باللغات المحلية من الدول الإسلامية لدعم الثقافة الإسلامية.

التحديات والعقبات التي يواجهها المسلمون في سيبيريا:
المسلمون يعيشون في أغلب أراضي روسيا إما في مناطق إسلامية خالصة أو وجها لوجه مع الصليبين الأرثوذكس والإنجيليين والملاحدة وعجائز الشيوعيين،كما يجاور المسلمون في سيبيريا أكبر عدد من الديانات الوثنية في آسيا،وتأتي "الشمانية" على رأس القائمة, لذلك يعتبر التنصير أهم عقبة يواجهها مسلمو سيبيريا.


• تعتبر منطقة سيبيريا منطقة مثالية للنشاط التنصيري. فهنا يعيش مسلمون منسيون، ووثنيون يسهل سحبهم إلى الدين الجديد، وكنيسة روسية غائبة عن الفعل أو عاجزة عن حماية رعاياها الأرثوذكس من التحول إلى البروتستانتية.

وطبقا للمعلومات الرسمية من كبريات جهات التنصير العالمية فإن معهد الإنجيل نجح بالسنوات العشر الأخيرة في تخريج نحو مائتي مُنصر وشماس وقسيس من أبناء المنطقة. ويدرس فيه كل سنة نحو مائة طالب من الجنسين، ليس فقط في كرسنايرسك بل وفي المدن المحيطة.

وتعد مدارس "يوم الأحد" أحد أهم الأنشطة التنصيرية التي يقوم بها المعهد في الفترة الأخيرة، ويتراوح عدد تلك المدارس ما بين خمسين وسبعين مدرسة في مدينة كرسنايرسك وحدها.

وتعتمد خطة معهد الإنجيل على تشكيل قوة عمل محلية للتخلص من شكوى المنصرين المتطوعين من الولايات المتحدة وكندا ودول شرق أوروبا من قسوة المناخ في سيبيريا.

كما أن الهيئات التنصيرية هنا تتحمل نفقات مرتفعة من الإعاشة والسكن وبدلات السفر والعطلات للمنصرين الشبان بما يزيد بعشرين مرة عما يتقاضاه المنصر المحلي.

ويأتي عامل اللغة ليدعم من هذا الخطة، فاللغة الروسية الصعبة تحتاج إلى 2-4 سنوات حتى يتمكن المنصر من استخدامها بسلاسة لتوصيل الأفكار، فضلا عن صعوبة فهم التفاصيل الثقافية للشعوب الوثنية في هذه المنطقة لغير أبنائها.

وفي هذه المنطقة قليلة التنمية في روسيا تلعب الكنائس الجديدة مراكز هامة لتقديم الخدمات الطبية والتعليمية والإعانات المالية بل والخدمات الترفيهية التي يحتاجها السكان.

وقد تم خلال السنوات العشر الماضية زرع أكثر من ثمانين كنيسة إنجيلية جديدة بعد أن كان الرقم لا يتجاوز ثلاثين كنيسة في الأعوام الأولى من سقوط الشيوعية. ولعل في هذا تدعيم للخطة المعلنة الساعية لإقامة خمسمائة كنيسة إنجيلية على الأراضي الروسية.

يهتم الكثيرون ولا يحذرون لما تقوم به عمليات التنصير الإنجيلي من محاولات التغلغل بين سكان المنطقة الإسلامية في سيبيريا الواقعة على نهر أوب. فهناك المزيد من الكنائس التي تزرع في مدينتي تيومين وأومسك أشهر وأقدم المراكز الإسلامية التاريخية في سيبيريا.

وتمثل القرى والمدن التي ينتشر فيها المسلمون في حوض نهر الأوب محطة مهمة للتنصير الإنجيلي، مستغلة صعوبة الظروف الاقتصادية التي يعيشها المسلمون هناك.

ويبدو لافتاً للغاية ما أعلنته إحدى الهيئات التنصيرية الإنجيلية من أنها قامت بتوزيع هدايا وإعانات في مدينة تيومين أقدم المدن الإسلامية غربي سيبيريا.

وحينما وجدت الكنيسة الإنجيلية أن سكان المدينة غير مهتمين وحال ذلك دون الالتقاء بهم في مناطق عامة، اتبعت سياسة "الطرق على الأبواب" للوصول إلى الناس في بيوتهم.
الكنائس الإنجيلية تخفي ما تعلنه من نشاطات بين مسلمي سيبيريا, وتعترف هيئة تنصيرية كبرى مثل سيند (send) بأن عملها في المناطق الإسلامية بسيبيريا وغيرها من مناطق تركز المسلمين يتم في سرية تامة خوفاً من الصدام.
• استمد مسلمو سيبيريا تعاليمهم الدينية ومبادئ الإسلام نتيجة الجهود النشطة اتي بذلتها المراكز الإسلامية في آسيا الوسطى وبصفة خاصة في سمرقند وبخارى، كما هاجرت إلى سيبيريا قوافل من طلائع الصوفية ومن الطريقة النقشبندية على وجه الخصوص وهذه تعتبر من المشكلات التي تقف أمام نشر الدين الإسلامي الحق.

• لا نبالغ إذا قلنا إن انتشار ديانات مثل البوذية والهندوسية في سيبيريا لا يسبب قلقا للكنيسة أو الحكومة الروسية بقدر ما يمثل انتشار الأنشطة الدعوية الإسلامية التي تعاني من قصر النفس وغموض التواصل مع الدول الإسلامية فضلا عن التجريم من قبل الحكومة الروسية.

• لم تعن منطقة سيبريا باهتمام المؤسسات الإسلامية،ولا سيما في مجال الدعوة والتعليم ،ففي الوقت الحالي لا يعمل في مناطق سيبريا إلا الندوة العالمية للشباب الإسلامي،والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن،وما يقومان به عمل يسير جداً لا يكاد يذكر مع الحاجة الشديدة إلى تكثيف العمل الدعوي حيث ترى إقبالا متزايداً من طبقة الشباب وحرصاً على تعلم علوم الشريعة ومعرفة الدين،يصاحب ذلك التزام بشعائره الظاهرة،ورغبة في التمسك بالسنة.

• المنطقة بحاجة ماسة إلى المدارس الإسلامية،والبرامج التعليمية التي تنير للمسلمين هناك طريقهم،وترشدهم إلى معالم الهدى ، وتحيي فيهم محبة الإسلام،والرغبة الصادقة في حمل رسالته.

وأخيراً هذه لمحة موجزة عن تلك البلاد،يمكن القول إنه في ظل الواقع القائم الذي تسيطر عليه الإدارات الدينية ومناصب الإفتاء –وكلها معينة من قبل الكرملين- فإنه ليس بوسعنا توقع تغيير في الشعور المتزايد لدى مسلمي سيبيريا وروسيا بشكل عام من تهديد الهوية نتيجة علمنة المجتمع وتعرضه لآلية حياتية صنعها هجين بين النسختين الروسية المعدلة عن الشيوعية والنظام الرأسمالي الغربي.

فكيف السبيل إلى تدعيم الهوية الإسلامية في مجتمع ما بعد الشيوعية؟ وهل بوسع مسلمي روسيا عامة وسيبيريا خاصة تحقيق ذلك دون أية إمدادات علمية وأدبية ومادية من الدول الإسلامية ترى هل سنجد جواب لتلك التساؤلات ؟

وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه خيري الدنيا والآخرة وإلى الملتقى في قضية أخرى ومع أقلية جديدة من الأقليات الإسلامية المنسية في القريب إن شاء الله.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسلمون, الثلوج...الإسلام, سيبيريا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسلمون من اليابان نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 20-07-2013 11:19 AM
مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (2) مزون الطيب الإسلام والعالم 0 02-03-2012 07:42 PM
مسلمون بين الثلوج... الإسلام في سيبيريا مزون الطيب الإسلام والعالم 0 02-03-2012 07:41 PM
هل نحن مسلمون ام متمسلمون ؟؟!! مزون الطيب هدي الإسلام 0 22-02-2012 07:33 PM
مسلمون من اليابان نور الإسلام لماذا أسلموا؟؟ 0 14-01-2012 02:51 PM


الساعة الآن 12:06 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22