صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > المنتديات المسيحية > لاهوتيات

لاهوتيات دراسات حول الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي

بشارة الملكوت في رسالة المسيح

البشَــــــــــــارَة البؤرة التى تمركزت حولها رسالة المسيح وبعد أن تتبعنا بإيجاز أصول رسالة المسيح عليه السلام وعلمنا أنَّه جاء متمما لما بدأه أنبياء بنى إسرائيل . وتيقنا مِن أنه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-2012 ~ 11:45 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي بشارة الملكوت في رسالة المسيح
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


البشَــــــــــــارَة
البؤرة التى تمركزت حولها رسالة المسيح
وبعد أن تتبعنا بإيجاز أصول رسالة المسيح عليه السلام وعلمنا أنَّه جاء متمما لما بدأه أنبياء بنى إسرائيل . وتيقنا مِن أنه لم يأت بأصول جديدة فى شريعة بنى إسرائيل اللهم سوى الإيمان بالإنجيل الذى كان معه ( كلام الله ) .
وحيث أنه كان آخر أنبياء بنى إسرائيل ولم تختم النبوة ورسالات الله إلى خلقه به ، فقد تمركزت دعوة الإنجيل الذى كان معه حول ما يُسمَّى بالبشارات بما سيأتى مِن بعده ، وبما سيكون ويجرى على بنى إسرائيل فى مستقبل الأيام . فالإيمان بإنجيل المسيح هو إيمان ضمنى بما بشَّر به .

وتنقسم بشارات إنجيل المسيح إلى ثلاثة أقسام :
أولا .. البشارة بملكوت الله القادم مِن بعده .
ثانيا .. بما سيكون من أمر بنى إسرائيل فى مستقبل الأيام .
ثالثا .. البشارة بنبىّ آخر الزمان وخاتم النبيين والمرسلين عليه السلام تحت المسميات البارقليط والمسـِّيـَّا .
وستدور أبحاث الكتاب حول البشارتين الأولى والثانية حيث تم شرح البشارة الثالثة ( البارقليط والمِسِّـيـَّا ) بالتفصيل وذلك فى كتابى " نبىّ أرض الجنوب " فهناك الجديد المفيد ..!!

الملكــــــــــوت


الحمد لله ذى الكبرياء والملكوت ، والعظمة والجبروت ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير . باعث الرسل مبشرين ومنذرين بالثواب والعقاب ، ومُنزل عليهم الكتب مبينة للخطأ والصواب ، وجاعل الشرائع كاملة لا نقص فيها ولا عاب . لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل .
والصلاة والسلام على عبده أحمد . الذى أسْرىَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأطلعه الله على ملكوت السموات والأرض وأراه آيات ربه الكبرى . جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه فيما رواه الامام أحمد فى مسنده من حديث المعراج أنه قال لجبريل : ما هذا يا جبريل ..؟ فقال له جبريل : هذه الشياطين يحومون على أعين بنى آدم أن لا يتفكروا فى ملكوت السماوات والأرض . ولولا ذلك لرأوا العجائب .
أمَّا بعد :
إنَّ الباحث فى سيرة المسيح وأقواله عليه السلام المسجلة فى الأناجيل الحالية . يعرف جيدا أنَّ رسالة المسيح تمركزت حول ما يسمى بـ الملكوت والتبشير بقرب حلوله على الناس واقتراب زمان ظهوره . وضرب لهم عليه السلام أمثالا كثيرة يشرح فيها معنى الملكوت تبدأ فى معظم الأحيان بعبارة " يشبه ملكوت السموات كذا .. " . ثم يذكر بعدها المثل المضروب ثم يعقبه شرح مفردات المثل ليفهم تلاميذه المعنى المقصود .
ومن بعد بعثة المسيح عليه السلام وإلى الآن لم يفهم الأتباع المعنى المقصود من كلمة ملكوت . ويقولون بأنَّ المسيح عليه السلام لم يبينها لهم بتعريف جامع محدد . وسبب ذلك أنهم تركوا كلية لغة المسيح ولسانه الآرامى الذى كان يتكلم به ونهلوا من اللسان اليونانى وما تفرع منه من لغات عدة .
وكلمة ملكوت فى الأصول اليونانية هى باسيليا ( βασιλεια ) والتى تترجم فى الإنجليزية إلى كلمة كِنجدَمْ ( Kingdom ) بمعنى امبراطورية أو مملكة كبيرة . فإذا كانت هذه الكلمة بمعنى امبراطورية فى الأصول اليونانية أو مملكة فى الترجمات الإنجليزية فقد ضاع معناها فى لغتها الأصلية على الأتباع وهذا هو الذى حدث فعلا . فلم يأت المسيح عليه السلام ليقيم مملكة أو امبراطورية ليهود بنى إسرائيل ، ولم تأت هذه المملكة المزعومة إلى الآن ..!!
وكلمة ملكوت عند علماء المسيحية معناها حكم وسلطان ومملكة . فإذا أضيف إليها كلمة السماوات أى ملكوت السماوات كما قال متى فى إنجيله صار معناها حكم السماء أو مملكة السماء أو سلطان السماء . وكل ذلك لا معنى محدد له ويحتاج إلى شرح آخر . فهل كان المسيح عليه السلام يبشر بقرب حلول حكم السماء أو سلطانها أو حتى مملكتها ..!؟ ومنذ متى كان للسماء حكم أو سلطان أو حتى مملكة على الأرض وهى خلق من خلق الله تعالى ..!؟
فإن أضيف إليها اسم الجلالة الله ، أى ملكوت الله صار معناها عندهم حكم الله أو سلطان الله أو مملكة الله ، كأنه لم يكن هناك قبل بعثة المسيح عليه السلام حكم لله أو سلطان لله أو حتى مملكة لله . لدرجة أنَّ المسيح صار ينادى فى المدن باقتراب حلول ومجىء حكم وسلطان الله ..!!
وهم لا يزالون إلى الآن يدعون فى صلاتهم الربَّانية بأن يأتى ملكوت الله .. ولم يأت عندهم الملكوت بعد !!. فكأنهم يقولون بأنَّ حكم الله وسلطانه ومملكته لم يكن لهم وجود فى الماضى وحتى الآن . فالعالم منذ خلق وإلى الآن بدون حكم الله وسلطانه . فهل يعقل ذلك يا أهل الأفهام والعقول ..!؟
إنَّ الملكوت عندهم عبارة عن حدث تاريخى له بداية ومنطقة نفوذ . ولا تسألنى عن معناها عندهم حينئذ ، لأنهم لا يعلمون أكثر من ذلك . وإن ضيقت عليهم الخناق قالوا لك إنَّ المسيح لم يبينها لهم بشكل محدد قاطع فى معناه ..!!
من أقوال المسيح عليه السلام كما جاء فى إنجيل لوقا ( 4 : 43 ) قوله : " إنه ينبغى لى أن أبشر المدن الأخرى أيضا بملكوت الله لأنى لهذا قد أرسِلتُ " . و قوله عليه السلام كما جاء فى إنجيل مرقس ( 1 : 14 ) : " قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله " . ونجده عليه السلام يُرسل تلاميذه ليبشروا بملكوت الله ( لوقا 6 : 20 ) . وعلَّم الأتباع بأن يقولوا فى صلاتهم " أبانا الذى فى السماوات : ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض " .
فما هو ذلك الملكوت الذى اقترب زمانه وأوشك على الظهور للناس ..!؟
وما هو ذلك الملكوت الذى من أجله كانت رسالة المسيح عليه السلام ..!؟
وما هو ذلك الملكوت الذى يدعوا المسيحيون بمجيئه فى صلاتهم الربَّانية ..!؟
يقول الدكتور القس فهيم عزيز عن معنى ملكوت الله : " ومنذ بداية خدمته ـ أى المسيح ـ إلى أن رفع على الصليب ، استمر يسوع فى التبشير بملكوت الله وشرحه وتفسير ظواهره فى أمثاله وتعاليمه ، ثم أظهره فى حياته وعمله عندما شفى المرضى وأقام الموتى وطهَّر البرص . وأخيرا عندما مات وقام . ولقد كان موته وقيامته الطريق الوحيد لمجىء ملكوت الله على الأرض وظهوره فى حياة الناس كعامل فعَّال مجدد . ومن هذا يتضح أنَّ حياة يسوع ورسالته التعليمية والعملية قد تركزت حول ملكوت الله .
ومع ذلك فلم يعط يسوع تعريفا محددا كاملا لهذا الاصطلاح . بل كان يتكلم عنه ببساطة ويسر مما يوحى بأنه كان يعلم أنَّ سامعيه لا تنقصهم معرفة المعنى الحقيقى للملكوت . ولكن هذا لا يعنى أنَّ ملكوت الله شىء غامض غير محدد المعالم . فكل دارسى الكتاب يستطيعون من خلال كلام يسوع وعمله أن يعرفوا معناه ويتأكدوا مما كان يرمى إليه فى تعاليمه وعمله " (1) .
ثم يسترسل الدكتور القِسّ العربىّ فى الكلام عن المعنى اللغوى قائلا :
" لعل أجلّ دراسة ظهرت فى هذا الموضوع هى تلك التى قام بها العالم الألمانى

جوستاف دلمان (2) فهو أول من نبه الأذهان إلى أنَّ المعنى الأساسى للكلمة العبرية والآرامية التى تترجم ملكوت هو سلطان الله وحكمه . أمَّا ما يظنه البعض من أنَّ الكلمة تعنى المكان أو المنطقة التى يظهر الله فيها سلطانه فهو من قبيل تحميل الكلمة من معان لا تحتملها " (3) .
وتبنى الدكتور القس العربى المعنى الأوروبى لهذا المصطلح العربى وقال كما يقولون بأنَّ " الكلمة الآرامية التى كان يسوع يستخدمها ، لم تكن تعنى سوى سلطان الله وحكمه " (4) . مع تركيزه على " أنَّ يسوع لم يضع تعريفا محددا للاصطلاح ملكوت الله " (5) . ولذلك لم يلتزم حضرته بهذا المعنى فى كتابه الكبير والبالغ عدد صفحاته 370 صفحة وضاع منه معنى المصطلح اللغوى العربىّ . ولم يكلف نفسه مشقة البحث عن معنى الكلمة فى التراث العربى الآرامى ، أى فى اللسان الذى يتكلم به فضيلته ..!!
وعلماء المسيحية لا يحبون أن يضعوا لأتباعهم معنا محددا للكلمة . لأنها عندهم هى سلطان الله وحكمه مبدئيا ، ثم وفى النهاية فالله عندهم هو المسيح والمسيح هو الكلمة والكلمة هو الابن والابن هو الكل فى الكل . فيجب على الأتباع أن يقيموا ملكوت الله فى أنفسهم بدون فهم أو وعى لمعنى كلمة ملكوت ..!!
افتحوا أيها القرَّاء الأعزاء أى شرح للأناجيل العربية وابحثوا عن معنى كلمة ملكوت التى كان المسيح يبشر باقتراب زمان حلولها . لن تجدوا شيئا اللهم إلا كلاما مبهما لا يُسْمِنُ ولا يُغنى من جوعة المؤمنين ومحبى لغة المسيح عليه السلام .
وعلماء المسيحية وقسوسها منقسمون أمام الملكوت على فريقين :
فريق يرى أنَّ الملكوت موجود الآن بين الناس وإن كان البعض لا يراه ، وفى ذات الوقت سيتم إعلانه فى المستقبل عندما يحين الوقت .


وفريق يرى أنَّ الملكوت لم يأت بعد ، ربما يأتى فى المستقبل مع المجىء الثانى للمسيح  فى آخر الزمان .
وما بين هذين الرأيين تتفاوت أقوالهم فلا يوجد دليل صحيح يعتد به على أقوالهم نظرا لغياب المعنى الأساسى اللغوى لكلمة ملكوت . فإن سألت قسيسا مثقفا عن ملكوت الله سيؤكد لك أنَّ ملكوت الله سوف يتحقق بتغلب الكنيسة على بقية الكنائس الملحدة . وسيقول لك قِسٌ آخر عن الفترة الألفية السعيدة فى آخر الزمان . ويقول لك قِسٌ ثالث لا بد أولا من أن تقيم ملكوت الله فى نفسك حتى تشعر به ..!!
وغالبية المسيحيين تائهون بين تلك الآراء ، ولا يوجد لديهم تعريف مُحَدَّد لهذه الكلمة الآرامية أو العربية . ومع ذلك فهم مترقبون للحظة مجىء الملكوت الذى يدعون بمجيئه فى صلاتهم الربانية " ليأت ملكوتك " .
والمتأمل فى أقوالهم وأحوالهم يعلم جيدا بأنَّ حالهم يشابه تماما حال اليهود وترقبهم لمجىء المسيح ابن داود الملك إلى الآن . مع أنه قد جاءهم منذ ألفى سنة وهم له ناكرون لأنه جاء من نسل هارون ، وليس كما يتوقعون ويتمنون وتهواه أنفسهم ..!! فقل مثل ذلك فى حق المسيحيين ، فقد جاءهم ملكوت الله منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وهم له ناكرون وعن الحق مبتعدون لأنه ليس بالذى يتوقعون ويتمنون وتهواه أنفسهم ..!!
فهل يقبل الأتباع أن نرجع بالنصوص الإنجيلية إلى أصلها الآرامى ونجرى عليها ما يسمى بعملية الاقتراب الآرامى لنفهم المعنى المقصود منها . إنها كلمة عربية آرامية دارت حولها بعثة المسيح عليه السلام . وكانت السبب الرئيسى للبعثة كما جاء فى إنجيل لوقا من قول المسيح عليه السلام " لا بد لى من أن أبشر المدن الأخرى أيضا بملكوت الله لأنى لهذا أرسلت " ( لوقا 4 : 43 ) .. ؟؟ سوف أحاول واجتهد راجيا من الله العون والسداد فى الأمر .
فهذا تراثنا وتلك لغتنا ولسان أجدادنا ونحن خير من يفهم عنهم ، ولساننا الحالى شاهد على الاتفاق . خلاف اليونانيون وسائر الأوربيون الذين لا يمكنهم النطق بلساننا ولا فهم كلام أجدادنا . فعيب علينا كبير أن نأخذ عن الألمان والأمريكان الفهم السليم لأقوال أسلافنا وأجدادنا المتكلمون بلساننا وعلى الأخص إن كان ذلك دينا يُتـَّبَع ..!!
وكلمة ملكوت كلمة عربية اللسان آرامية اللغة موغلة فى القدم من قبل رسالة الإسلام . ولا وجود لها فى الكتابات اليهودية من قبل زمن بعثة المسيح ابن مريم عليه السلام . فأول ظهور لها بين الإسرائيليين كان على يد المسيح عليه السلام . ثم بدأت فيما بعد فى الظهور فى كتابات الربَّانيين والأحبار اليهود من بعد القرن الأول الميلادى . ولذلك لا نجد شرَّاح الأناجيل يلجئون فى شروحهم لكلمة الملكوت إلى اللغة العبرية سواء كانت القديمة أم الحديثة .
وكلمة ملكوت لا تزال مسجلة فى القرآن وأحاديث سيد الأنام عليه السلام وفى أشعار العرب القدماء سواء كانوا على الجاهلية أم على الحنيفية أم على النصرانية لا دخل لها باسم دين معين . فاللغة لغة فى جميع الأحوال ، بها نفهم ونعبـِّرَ عما نريد ، وبها نفكر ونكتب . فتعالوا أيها القراء الأعزاء نبحث عن معناها فى لسان الأجداد .

ع . م / جمال الدين شرقاوى

(1) .. كتاب ملكوت الله فصل معنى ملكوت الله لغويا ص 9 .
(2) .. جوستاف دلمان . كلمات يسوع من ص 91 إلى ص 101 .
(3) .. ملكوت الله ص 10 .
(4) .. ملكوت الله ص 13 .
(5) .. ملكوت الله ص 17 .

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشارة دانيال بالنبي الخاتم جمال الإسلام مناظرات وحوارات 4 07-06-2018 11:27 AM
فيديو.. رسالة مبكية من المسجد الحرام إلى أهل الشام نور الإسلام أخبار منوعة 0 15-06-2013 10:20 AM
الملكوت في الكتاب المقدس نور الإسلام لاهوتيات 0 15-05-2013 06:09 PM
بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون مزون الطيب كتب ومراجع مسيحية 0 13-01-2012 08:08 PM
رسالة إلى من يهمه الأمر أو رسالة إلى من يملك بقية من إحساس.. نور الإسلام أخبار منوعة 0 12-01-2012 06:44 PM


الساعة الآن 03:01 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22