صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

إنها الفوضى الخلاقة ياولدي..!!

إنها الفوضى الخلاقة ياولدي..!! يوسف ابو الشيح الزعبي أغلب ما يحدث في بعض بلادنا العربية من ثورات قد جرى إعداد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-2012 ~ 04:32 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي إنها الفوضى الخلاقة ياولدي..!!
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


إنها الفوضى الخلاقة ياولدي..!!




[9/19/2011 1:18:52 am]
يوسف ابو الشيح الزعبي
أغلب ما يحدث في بعض بلادنا العربية من ثورات قد جرى إعداد سيناريوهات بعضها خارج الحدود العربية، فمن يتذكر " مؤتمر هرتسليا / يناير 2011 " وهو يعتبر الملتقى السياسي الأهم على الإطلاق لإسرائيل ويبحث كل التصورات السياسية والأمنية لهذا الكيان، يدرك أن سيناريو زوال الحاكم وبقاء نظامه وتغيير وجوه الحكم وبقاء المواقف والسياسات أحد أهم هذه السيناريوهات التي صيغت بعناية لإحداث الفوضى الخلاقة في الوطن العربي وتساغ حديثاً حسب الظروف وسير الأحداث.

إذاً فبرغم رغبة الشعوب وأحقيتها في تغيير ألأنظمة في عدد من دولنا العربية في ما يسمى " الربيع العربي " ورغم كسر الناس حاجز الخوف في قلوبهم كما في ممارساتهم وقد سقطت"ألوهية السلطة"، إلا ان هناك أطراف خارجية وداخلية تحركها الأصابع الخفية تعمل جاهدةً على تحويل رغبة الشعوب وتغيير مسار بعض الثورات الى أن تكون في إطار مؤتمر هرتسليا ونواياه وسياساته وخططه، ذلك ان هدف الصهيونية العالمية الأسمى والذي خلصت له من خلال المؤتمر هو الحصول على :"ذخائر جغرافية – إستراتيجية ذات أثر جوهري على مواطني الدولة ومكانة سياسية للزعامة الاسرائيلية التي تقود المنطقة"، وهي مخططات قديمة منذ أيام هرتزل وحركة الصهوينية العالمية، وقد ساعد على ذلك المخاض الذي تعيشه الامة العربية من خلال نظام الحياة العربية المعقد المليء بالكبت والظلم والتخلف والتحكم والهيمنة الداخلية والخارجية في نموذج ساعد على تشكيله موروثات الحكم العثماني والإستعمار الاوروبي وإملاءات الهيمنة الامريكية راكبة موجة التكنولوجيا وثورة الاتصالات والمعلومات المرتهنة الى الصهيونية العالمية، أدى في النهاية على عجز العرب عن إقامة دول ديمقراطية حديثة للنهوض بمطلبي العدالة والتنمية.

صحيح أن بعض الأنظمة العربية الفاسدة والديكتاتورية تساعد الغرب والصهيونية على ما يحدث من ظلم وسبات في عالمنا العربي، لكن الأهم هو حركة الاصابع الداخلية والخارجية في تحريك مسار الثورات الشعبية وإحتجاجاتها قبل وخلال وبعد انتهائها،حتى تصب النتائج في مصلحة اسرائيل والدول الاقليمية والدولية التي تتنافس للهيمنة علينا واشغالنا وليس في مصلحة بلداننا وأجيالنا العربية القادمة، فهل نعتقد بأن الحال في مصر سيسطلح وهذا المخاض العسير ولو بعد 20 عاماً !! وليبيا التي تتجه الى خلاف وحرب بين الثوار أنفسهم وإنقسام على كل الاتجاهات واليمن الى حرب أهلية وتقسيمات طائفية ليس لها من سلطان!! وسوريا وما أدراك ما سوريا حيث أخذنا نسمع عن أقاليم وتقسيمات عرقية ودينية مثل حوران وجبل العرب والديرية والاكراد وعلويين وسنة وإخوان مسلمين وهكذا على غرار ما حدث في العراق، حتى في حالة تونس أول " ثورات الربيع العربي الحديثة"، فما زالت الاوضاع ترواح مكانها إذا ما انحدرت أكثر، وبالمحصلة فان الجسد العربي هو أوهن مما عليه في السابق وهو الآن أكثر عرضة للنهش والتدخل والإستغلال.

لذا فان الامور وللصراحة غير مبشرة بالخير للدرجة التي نعتقدها، فهناك مبالغةً كبيرةً في تسمية ما يحدث بأنه:"ربيع عربي نحو مستقبل واعد" في ظل هذه الفوضى الكبرى التي دعت الصهيونية العالمية الى إنتاجها وبالتالي إستغلالها الآن، مستغلةً تحركات الشارع العربي، تمهيداً لهدف صهيوني أُعلن في اقامة شرق أوسط جديد أو شرق أوسط كبير لصالح اسرائيل وتمزيق الجسد العربي وتفتيت كياناته وأوصاله وزيادة عددها لتصل الى 30 دولة او كيان ضعيف، الأمر الذي أخذ يتضح في العراق وفي السودان وربما في ليبيا ومصر وسوريا وغيرها.

هذه الخطة الآخذة بالتطبيق بشكل مدروس ووافٍ ونكتفي نحن بمثقفينا وسياسينا بالتمسك بما رماه الغرب لنا بـ "مصطلح الربيع العربي"وبتنا نجتره ونردده صباحاً مساءاً، ربيع من المفروض أن تكون براعم زهوره قد بزغت، لكن بعد سقوط بعض الأنظمة تغيّرت شعارات المتظاهرين وتعددت مطالبهم وخالط تظاهراتهم عنفٌ صادر عن سلطة جديدة يفترض بها أن تمثلهم أو على الأقل أن تتجاوب مع مطالبهم، لذلك أصبح الخوف في المستقبل بأن لا نرى سوى خريفاً قد تساقطت فيه الاوراق وقد لا نرى ثماراً له!!

إنها لعبة خارجية متقدمة معدة مسبقاً وخيوطها جاهزة نحو الداخل في الظروف المناسبة التي هيئتها وسارعت على تنفيذيها هنا وهناك الأيادي الصهوينية والفاسدين وبعض الجهلاء الذين لا يدركون ماهية اللعبة، والحبل على الجرار لمزيد من التفكك والإنحدار.

حمى الله الاردن: الأرض المباركة وشعبها الطيب الاصيل وملكها المفدى، من براثن الأيادي الخفية التي فقدت بوصلة الإنتماء والولاء وتسير في نفس التيار الصهيوني والمعادي للأمة، نؤكد لها بأنها لن تنجح بإذن الله أبداً في مساعيها الرامية لتفتيت الوطن، لأن في هذا البلد الشامخ قيادة هاشمية مظفرة ونظام ملكي ناجح يمتلك من عوامل البقاء والاستمراية ما لا تملكه الدول المعادية وأكثر الدول استقراراً في العالم، فهو نظام ترسخت فيه المحبة والشرعية الشعبية الحقيقية التي بُنيت عبر العقود على أسس العدل والمشورة والرحمة والانسجام وقد علت فيه مكانة الإنسان في الأقوال والأفعال: كيف لا وأن:" الانسان الاردني أغلى ما نملك " ؟ أليس أن مقابلة السيئة بالحسنة والصفح دوماً عن المسيئين هو عنوان قيادتنا الحكيمة؟ أو ليس أن الملك عبدالله الثاني هو من بادر ويقود بنفسه منذ إستلامه زمام الحكم عمليات الاصلاح والتنمية التي ينشد من خلالها الرفعة والرقي والتقدم والحياة الكريمة للمواطنين، لذلك مع كل هذه الجهود والأعمال المخلصة للقيادة الهاشمية تجاه شعبها، نحن على ثقة بأن الاردن سيبقى قوي آمن ومستقر ويسير بخطى واثقة نحو التقدم والإزدهار، وستتكسر كل الأمواج العاتية وتتلاشى أمام صلابة قلعة الصمود الاردنية، وستبقى كل المساحات والهوامش للأطراف الداخلية والخارجية المعادية ضيقة، فهي منبوذة ومدحورة قبل ان تبدأ تروج لمخططاتها وأفكارها الهدامة، بدليل أن خطاب الملك الأخير بشأن الهوية الوطنية ومستقبل الاردن والاصلاح المنشود التي حاولت بعض الاطراف اللعب على وتره كان محط أجماع غالبية الأطياف السياسية والشعبية وكافة الاصول والمنابت الاردنية، وقد رسم الملك في خطابه التاريخي الأخير خارطة الطريق الاردنية على الصعيدين السياسي والاقتصادي والتنمية المنشودة، إنه بكل فخر ربان سفينتا التي تسير الى بر الأمان بإقتدار ومسؤولية...إنه شاطيء لا نراه إلا قريباً وجميلاً.

كاتب وباحث اردني


المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حرية الفوضى... ! (خطبة مقترحة) نور الإسلام خطب إسلامية 0 20-07-2013 10:52 AM
إنها صفية! نور الإسلام هدي الإسلام 0 03-05-2013 03:16 PM
وثائق: أعضاء منظمة "إسرائيلية" دخلوا البحرين لنشر الفوضى مزون الطيب أخبار منوعة 0 15-02-2012 09:41 PM
نظرية الفوضى لورنتز بوينكر نور الإسلام المكتبة العامة 0 15-01-2012 12:22 PM
إن الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك نور الإسلام أخبار منوعة 0 09-01-2012 05:39 PM


الساعة الآن 01:57 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22