صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > هدي الإسلام

هدي الإسلام معلومات ومواضيع إسلامية مفيدة

ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح\\العمل في الإسلام والمسيحية

ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح ** يا أيها الواعظ، لقد حيرتنى، فما دمت تؤمن بنبوة محمد وعظمته، فلماذا الشغب إذن والضرب تحت الحزام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-2012 ~ 01:35 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح\\العمل في الإسلام والمسيحية
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح

** يا أيها الواعظ، لقد حيرتنى، فما دمت تؤمن بنبوة محمد وعظمته، فلماذا الشغب إذن والضرب تحت الحزام من حين لحين كتلميحك إلى أن محمدا إذا كان قد عاش حياته فى مكة رجل سلام يتحمل الاضطهاد والحقد بصبر نبيل، فقد انقلب فى المدينة رجل عدوان؟ لقد وصلتنى الليلة رسالة بالإنجليزية عن "الهولوكوست الإسلامى"، وهى تكفى فى الرد عليك، إذ إن مرتكبى الهولوكوستات المذكورة فيها هم فى غالبيتهم الساحقة من النصارى الذين يقولون إنهم أتباع المسيح نبى الوداعة والسلام. وهناك هولوكوستات أخرى لم تُذْكَر، كالهولوكوست الذى اجترمه الإسبان فى شبه جزيرة إيبريا غداة انتصار النصارى على بنى نصر آخر حكام الإسلام فى تلك البلاد، إذ لم يبق مسلم هناك بعد فترة قصيرة يوحّد الله! فأين ذهب المسلمون، وكانوا يُعَدّون بالملايين؟ والرسالة تجرى على النحو التالى:



In the Name of Allah, Most Gracious, Most Merciful
Muslims Holocaust and Genocide Remembrance Day
Muslims Against Terrorism
http://www.m- a-t.org
In order to remember more than 32 million Muslims killed / displaced during the past 1400 years, Muslims Against Terrorism (MAT) will be holding two memorial ceremonies in Toronto and Calgary.

يا أيها الواعظ، إذا كنت وقومك تبجلون المسيح فنحن المسلمين نبجله أيضا ونحبه حبًّا جَمًّا وندفع عنه وعن أمه الطاهرة الأذى والعدوان من أية جهة يأتيان، لكننا رغم ذلك لا نؤلهه ولا نرتفع به فوق النبوة، فما هو فى نهاية المطاف إلا عبد الله ورسوله مثلما محمد عبد الله ورسوله، ومثلما نوح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وداود وسليمان واليَسَع ويونس وزكريا وهُود وصالح وشُعَيْب عباد الله ورسله، عليهم جميعا الصلاة والسلام. كذلك فنحن لا نستطيع قبول كثير مما تقصه الأناجيل عنه وتنسبه إليه مما أشرنا إلى بعضه فيما مضى من فقرات. ولكن ما دمت فتحت موضوع المقارنة بين النبيين الكريمين العظيمين فلا بد أن ندلى بدلونا. وسوف تدور المقارنة على ثلاثة محاور: الأول هو مدى توفير كل من الدينين للتشريعات التى تنظم أمور الحياة. والثانى هو القيم الحضارية التى يبشر بها كل من الدينين. والثالث هو عنصر الرجال الذين رباهم كل من الرسولين حسبما نقرأ فى كتب قومه.

ونبدأ بالتشريعات، ومعروف أن النصرانية تخلو تماما من أى شىء يتعلق بتنظيم المجتمع أو الدولة: سواء فى مجال السياسة والحكومة، أو الاقتصاد والعمل والإنتاج والصناعات والحرف والبيع والشراء والربا، أو العلاقات التى تربط أفراد الأسر والأقارب والجيران بعضهم ببعض، أو الحروب والمبادئ التى ينبغى الالتزام بها أثناءها. ذلك أن النصرانية ليست سوى طائفة من النصائح الأخلاقية المغرقة فى المثالية الساذجة التى تتأبى على التطبيق مهما كانت رغبة الشخص أو المجتمع فى ذلك لأنها تدابر الفطرة البشرية وتفترض فى الناس أنهم مجموعة من الملائكة الأطهار الأبرار، أو من ألواح الثلج، فهم لا يحسون ولا يغضبون ولا يتألمون ولا يقلقون على شىء ولا يرون له قيمة، ومن ثم لا يثورون ولا يتمردون على أية إهانة أو إذلال. وبطبيعة الحال فإن الناس ليسوا كذلك ولا يمكن أن يكونوا كذلك، ولهذا كان لا بد من تشريعات تنظم أمورهم فى مجالات الحياة المختلفة، وهو ما قام به الإسلام على خير وجه، وراعى فيه إقامة توازن عبقرى بين واقعية القوانين ومناسبتها للطبيعة الإنسانية مع العمل فى ذات الوقت على السموّ بتلك الطبيعة إلى أقصى ما يمكنها بلوغه من درجات الرقى والسموق رغم ذلك. وعلى ذلك فمن الظلم وضع الإسلام موضع المقارنة مع النصرانية، إذ لا تستطيع هذه الديانة الأخيرة أن تصمد لحظة من نهار أو ليل لتلك المقارنة إلا على سبيل المكابرة من جانب بعض الناس. وينبغى ألا ننس ما قاله المسيح عليه الصلاة والسلام من أن مملكته ليست من هذا العالم، وهى كلمة قاطعة الدلالة على أن النصرانية، حتى دون تحريف، لا تصلح للحياة الدنيا، فكيف تصح مقارنتها بالإسلام، فضلا عن تفضيلها عليه؟ إن هذا كلام لا يدخل العقل! وهنا ننتقل إلى المحور الثانى فى المقارنة بين محمد والمسيح عليهما جميعا السلام، وهو محور القيم الحضارية.

ومن المعروف أن الحضارة تقوم على عدة أسس هى العقيدة، والأخلاق، والقانون، والعلم، والذوق، والعمل. وليكن آخر شىء هنا، وهو العمل، هو أول ما نتناوله فى المقارنة بين الإسلام والنصرانية. وكان المسيح عليه السلام، طبقا لما يقوله كتّاب الأناجيل، ينظر إلى العمل على أنه عائق فى طريق دعوته، ولهذا كان يأمر كل من يدخل فى تلك الدعوة أن يترك وراء ظهره مهنته التى يأكل منها، وكذلك أسرته، ويتبعه: "من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات واذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل ابصر اخوين سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين. فقال لهما هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه. ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه في السفينة مع زبدي ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما. فللوقت تركا السفينة واباهما وتبعاه" (إنجيل متى/ 4)، "فقال له يسوع للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار.واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه. وقال له آخر من تلاميذه يا سيد ائذن لي ان امضي اولا وادفن ابي.فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم ( متى/ 8)، "9 وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى.فقال له اتبعني.فقام وتبعه" (متى/ 9. ) وبالمناسبة فهذا النص الصغير يدل دلالة قاطعة على أن كاتب هذا الإنجيل ليس هو متى حوارى عيسى، فهو يتكلم عن متى نفسه بوصفه شخصا آخر، وهذا ظاهر من استعمال ضمير الغائب لا المتكلم"، "24 حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (متى/ 16).

ويتصل بهذا تهوينه عليه السلام من شأن المال، مع أن المال فى أصله عنصر رئيسى من عناصر الحياة، إذ هو ترجمة الجهد المبذول فى العمل والإنتاج أو فيما يحتاج إليه الإنتاج كى يمكن إنجازه. ولا يمكن أن يُدَان المال ومالكوه، اللهم إلا إذا كان قد أتى من حرام، أو يُنْفَق فى حرام، أما إدانته والتنفير منه والدعوة إلى كراهيته كأنه شرٌّ فى ذاته كما كان المسيح يفعل طبقا لما يقول مؤلفو الأناجيل فهو ما لا يمكن الموافقة عليه، لأنه يهدم ركنا من أركان الحياة والعمران البشرى، وإلا فمن أين يأكل الناس ويشربون ويلبسون ويسكنون إذا أهملوا العمل وما يترتب على العمل من كسب ومال؟: "19«لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا. سراج الجسد هو العين.فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا. وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما.فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون لا يقدر احد ان يخدم سيدين.لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر.لا تقدرون ان تخدموا الله والمال. لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون.ولا لاجسادكم بما تلبسون.أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس انظروا الى طيور السماء.انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن.وابوكم السماوي يقوتها.ألستم انتم بالحري افضل منها. ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة. ولماذا تهتمون باللباس.تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو.لا تتعب ولا تغزل. ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فان كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جدا يلبسكم انتم يا قليلي الايمان. فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس. فان هذه كلها تطلبها الامم.لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها.لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد.لان الغد يهتم بما لنفسه.يكفي اليوم شره ( إنجيل متى 6 )

ولقد يبدو أن ما يقوله المسيح هنا يشبه ما قاله الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام عندما أشار إلى أن الله سوف يرزقنا كما يرزق الطير. بيد أن هناك فرقا ضخما وخطيرا بين الكلامين، ألا وهو أن الرسول محمدا قد وضّح ماذا يقصد بالمقارنة بيننا وبين الطير، وهو ألا نركن إلى الكسل ونهمل العمل، بل علينا أن نطلب الرزق من مظانّه. وإذا كانت الطير تترك أعشاشها وتطير فى فضاء الله الوسيع سعيا وراء الحبة والدودة، وحينئذ تحصل على رزقها، فكذلك ينبغى أن نتحرك نحن أيضا ونجتهد ونتعب حتى نحصل على رزقنا، فالرزق لا يأتى دون تعب وعرق وكد وكدح. وهذا معنى ربطه صلى الله عليه وسلم بين الرزق وبين شرط التوكل على الله حقّ توكُّله: "لو توكلتم على الله حَقَّ توكُّله لرزقكم كما يرزق الطير: تغدو خِمَاصًا، وتروح بِطَانًا". وهذا ما لا نجده فى حديث السيد المسيح عليه السلام، بل فيه أن الله يرزق الطير دون مجهود من جانبها، وهذا غير صحيح كما يعرف جميع الناس.

ولنتابع: "»
واذا واحد تقدم وقال له ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية. فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.ولكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. قال له ايّة الوصايا.فقال يسوع لا تقتل.لا تزن.لا تسرق.لا تشهد بالزور. اكرم اباك وامك واحب قريبك كنفسك. قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي.فماذا يعوزني بعد. قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا.لانه كان ذا اموال كثيرة فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السموات. واقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله. فلما سمع تلاميذه بهتوا جدا قائلين.اذا من يستطيع ان يخلص. فنظر اليهم يسوع وقال لهم.هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع فاجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك.فماذا يكون لنا. فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر. وكل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية. ولكن كثيرون اولون يكونون آخرين وآخرون اولين .»" متى/ 19. ولو قيل إن الغِنَى إذا كان من حرام أو يدفع إلى حرام أو يشغل صاحبه عن طاعة الله ويغريه بالإثم فإنه يشكل عندئذ عقبة تمنع صاحبه من دخول ملكوت السماوات ، أما التنفير من المال مطلقا فلا أدرى كيف يكون!).

ولذلك كان من ثمرة هذا الموقف المبدئى من السيد المسيح أنه وتلاميذه كانوا يعتمدون فى مطعمهم وملبسهم ومركبهم... إلخ على ما يجود به عليهم الآخرون، أو على ما يقابلهم فى طريقهم من حقول أو حظائر يهجمون عليها دون إذن من أصحابها، أو على معجزات السيد المسيح الطعامية. وإن لم تأت المعجزة بالثمرة المطلوبة لعن التينة المسكينة التى لم تستجب له لأن الأوان ليس أوان تين، وليس لها ذنب فى ذلك. وليس على تلك الأسس تقوم المجتمعات البشرية، بل على العمل والجِدّ والإنتاج وامتهان الحرف والصنائع المختلفة، وإلا انقرض المجتمع وضاع: "هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا.الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة. وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات. اشفوا مرضى.طهروا برصا.اقيموا موتى.اخرجوا شياطين.مجانا اخذتم مجانا اعطوا. لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا.لان الفاعل مستحق طعامه" (متى/ 10)، "


في ذلك الوقت ذهب يسوع في السبت بين الزروع.فجاع تلاميذه وابتدأوا يقطفون سنابل ويأكلون. فالفريسون لما نظروا قالوا له هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت. فقال لهم أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو والذين معه. كيف دخل بيت الله واكل خبز التقدمة الذي لم يحل اكله له ولا للذين معه بل للكهنة فقط. او ما قرأتم في التوراة ان الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت وهم ابرياء. ولكن اقول لكم ان ههنا اعظم من الهيكل. فلو علمتم ما هو.اني اريد رحمة لا ذبيحة.لما حكمتم على الابرياء. فان ابن الانسان هو رب السبت ايضا ( متى 12 )

. والطريف أن كاتب الإنجيل يعرض المسألة على أنها انتهاك لحرمة السبت، وينسى أو يتناسى انتهاك حرمة الحقل فى غياب صاحبه والأكل منه دون إذنه)، "فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. ولما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء والوقت قد مضى.اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى ويبتاعوا لهم طعاما. فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا.اعطوهم انتم ليأكلوا. فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة وسمكتان. فقال ايتوني بها الى هنا. فامر الجموع ان يتكئوا على العشب.ثم اخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع. فأكل الجميع وشبعوا.ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة. والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والاولاد (متى/ 14


واما يسوع فدعا تلاميذه وقال اني اشفق على الجمع لان الآن لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما ياكلون.ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق. فقال له تلاميذه من اين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعا هذا عدده. فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز.فقالوا سبعة وقليل من صغار السمك. فأمر الجموع ان يتكئوا على الارض. واخذ السبع خبزات والسمك وشكر وكسر واعطى تلاميذه والتلاميذ اعطوا الجمع فاكل الجميع وشبعوا.ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة. والآكلون كانوا اربعة آلاف رجل ما عدا النساء والاولاد. " (متى/ 15)،

"ولما قربوا من اورشليم وجاءوا الى بيت فاجي عند جبل الزيتون حينئذ ارسل يسوع تلميذين قائلا لهما.اذهبا الى القرية التي امامكما فللوقت تجدان اتانا مربوطة وجحشا معها فحلاهما وأتياني بهما. وان قال لكما احد شيئا فقولا الرب محتاج اليهما.فللوقت يرسلهما.(متى/ 21)،


وفي الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط.فقال لها لا يكون منك ثمر بعد الى الابد.فيبست التينة في الْحَالِ" (متى/ 21)،
وفي اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصحفقال اذهبوا الى المدينة الى فلان وقولوا له.المعلم يقول ان وقتي قريب.عندك اصنع الفصح مع تلاميذي" (متى/ 26).

هذا ما تقوله الأناجيل فى موضوع العمل والمال، وهو (كما نرى) لا يصلح للمجتمعات البشرية، فإن المسيح لن يبقى على الأرض طول الحياة حتى يوالى الناس بما يحتاجون، كما أنه لن يظل يصنع معجزات، والدليل على ذلك قصة الحقل وقصة التينة وقصة عيد الفصح، ولن يستفيد من معجزاته إلا من حوله حسبما شاهدنا. ليس هناك إذن سوى سبيل واحد هو العمل والإنتاج والاعتماد على النفس والتعاون وتوزيع الاختصاصات، كل شخص فيما يحسن ويتقن. وهذا ما يقوله الإسلام: لقد تكرر فى القرآن الشريف مراتٍ بعد مراتٍ، عقب الإيمان مباشرةً، الأمرُ بالأعمال الصالحات، وهى تشمل كل شىء تحتاجه الحياة الإنسانية كى تتحرك وتستمر، وأوجب العمل على المسلمين: "وقل: اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". وفى أحاديث الرسول ما يدل على أنه لا بد من العمل واتخاذ كل إنسان مهنة يزاولها ويعيش منها مُعِينًا إخوانه فى المجتمع والإنسانية ومستعينًا بهم، وأن المال خيرٌ ما كان من حلال وما أُنْفِق فى حلال وأُدِّىَ فيه حق الله والآخرين، وأن العمل واجب حتى آخر نَفَس فى حياة الإنسان، بل حتى آخر لحظة فى عمر الدنيا، وأن العبادة لا ينبغى أن تعطل الإنسان عن عمله ولا أن تجور عليه، وربما قُدِّم فى بعض الظروف عليها، بل على العابد بعد أن يفرغ من عبادته أن ينطلق سعيا وراء الرزق ممارسًا مهنته ومؤديًا عمله، وأن المهن كلها محترمة، وأنه لا يكفى أن يؤدى الإنسان العمل، بل لابد من إتقانه على الوجه المطلوب. باختصار ليس فى الدنيا ما يعاب على من يستمتع بطيباتها ما دام يراعى ربه فيها. فالإسلام لا يدابر الحياة ولا يتجهم لها، بل يأخذ بيدها ويتعاون معها على خير البشرية. يقول الرسول الكريم: "من بات كالاًّ من عمل يده بات
ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل معتزل في غُنَيْمَةٍ له يؤدي حق الله فيها"، "المؤمن القوى خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفى كلٍّ خير"، "خير الصدقة ما كان عن ظَهْرِ غِنًى، وابدأ بمن تَعُول"، "دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينارٌ أنفقتَه في رقبة، ودينارٌ تصدقتَ به على مسكين، ودينارٌ أنفقتَه على أهلك: أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك"، "نِعْمَ المال الصالح للمرء الصالح"، "من أحيى أرضا ميتة فهي له"، "من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن أبي فليمسك أرضه"، "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا قوما أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهُرهم. لقد كَفَوْنا المؤونة وأشركونا في المهنأ حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله. فقال: لا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم".

و"عن السائب بن أبي السائب أنه كان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام في التجارة. فلما كان يوم الفتح جاءه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا بأخي وشريكي! كان لا يداري ولا يماري! يا سائب، قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تُقْبَل منك، وهي اليوم تُقْبَل منك. وكان ذا سَلَفٍ وصِلَة"، " ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم. قال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا. كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط"، "الخيل لثلاثة: لرجلٍ أجر، ولرجلٍ ستر، وعلى رجل وزر: فأما الذي له أجر فرجُلٌ ربَطها في سبيل الله فأطال لها في مَرْجٍ أو روضة، فما أصابت في طِيَلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات. ولو أنها قطعت طِيَلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له. ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له. فهي لذلك الرجل أجر. ورجلٌ ربطها تغنيا وتعففا، ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها، فهي له ستر. ورجلٌ ربطها فخرًا ونِوَاءً، فهي على ذلك وزر"، "على كل مسلم صدقة. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قالوا: فإن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: فيعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: فليأمر بالخير، أو قال: بالمعروف. قال: فإن لم يفعل؟ قال: فليمسك عن الشر، فإنه له صدقة"، "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده. وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده"، "عن سعد بن أبى وقاص: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفاتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. قلت: بالشطر؟ فقال: لا. ثم قال: الثلث، والثلث كبير، أو كثير.

إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس"، "أفضل الصدقة ما ترك غِنًى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول"، "عن أبي هريرة قال: إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة. ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا. ثم يتلو: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات... إلى قوله: الرحيم". إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصَّفْق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون"، "كان (معاذ بن جبل رضي الله عنه) يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم "البقرة"... فتجوَّز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا فقال: إنه منافق. فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذا صلى بنا البارحة، فقرأ "البقرة"، فتجوزتُ، فزعم أني منافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا معاذ ، أفتان أنت؟ (ثلاثًا). اقرأ: "والشمس وضحاها" و"سبح اسم ربك الأعلى" ونحوها.

و"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فصام بعض وأفطر بعض، فتحزّم المفطرون وعملوا، وضَعُف الصُّوّام عن بعض العمل. قال: فقال في ذلك: ذهب المفطرون اليوم بالأجر"، " لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك، فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول"، " جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون! قال: ألا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهراَنيْه إلا من عمل مثله؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين"، " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"، "من بات كالاًّ من عمله بات مغفورا له"، " إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسلة فليغرسها"، "عن سلمان (وكان عبدا مملوكا لبعض أهل المدينة، فأراد أن يتحرر من رِقّه، فكاتبهم على أن يغرس لهم شجرا بحيث إذا نجح الشجر أعتقوه) قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال: اغرس واشترط لهم، فإذا أردت أن تغرس فآذِنّي. قال: فآذَنْتُه. قال: فجاء فجعل يغرس بيده إلا واحدة غرستها بيدي، فعَلِقْن إلا الواحدة"، "الدنيا خضرة حلوة... فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ومن أخذها بغير حقها لم يبارَك له، وكان كالذي يأكل ولا يشبع"، "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ. احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز"، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"... إلخ.

كما نظّم الإسلام الصدقات ولم يتركها لمزاج المسلم: إن شاء أداها، وإن شاء لم يؤدها، وإن شاء أخرج كثيرا، وإن شاء أخرج قليلا، وإن شاء استمر فى تأديتها، و إن شاء توقف، بل قننها وجعلها حقا للفقير لا بد من إخراجه، وجعل لها موظفين يقومون على جمعها وتوزيعها. أى أنه أتبع المبدأ بتطبيقه ولم يتركه كلاما فى الهواء. وتمثل النسبة التى يخرجها المسلم القادر من ماله فى مجال الصدقات مقدارا معقولا يكفى للقضاء على الفقر، ولا يسلب الأغنياء كل ثروتهم بل يترك لهم الكثير رغم ذلك. والمقصود بالفقر هنا الفقر الناشىء من عجز صاحبه عن الكسب أو من اختلال الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لا الفقر الناتج عن الكسل والبلادة وقلة الكرامة والطمع فيما فى أيدى الآخرين دون وجه حق. ولأن الزكاة نظام مقنن فى الإسلام فقد استمر حتى عصرنا هذا الذى لم تعد الحكومات الإسلامية فيه تهتم بتطبيقه، إذ لا يزال كثير من المسلمين يخرجون حق المحتاجين فى أموالهم طيبة به نفوسهم راجين قبول الله له وإثابتهم عليه.

الدكنور إبراهيم عوض

لقراءة تتمة هذا الفصل اذهب الى مكانة العلم في الإسلام

بقية فصول الرد على كتاب " أيهما الأعظم "

·كشف مسرحية عبد المسيح

·ولادة محمد والمسيح عليهما السلام
·الوعود الإلهية عن محمد والمسيح

·براءة محمد والمسيح
·الوحي لمحمد والمسيح

معجزات محمد والمسيح
·موت محمد وموت المسيح

محمد والمسيح بعد موتهما
·سلام محمد وسلام المسيح
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح\\براءة محمد والمسيح مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-02-2012 01:43 PM
ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح\\معجزات محمد والمسيح مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-02-2012 01:39 PM
ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح\\المسيح رحمة الله مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-02-2012 01:37 PM
ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح\\مكانة العلم في الإسلام مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-02-2012 01:34 PM
ردا علي كتاب أيهما أعظم ؟ محمد أم المسيح\\الجانب الخلقى في الإسلام والنصرانية مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-02-2012 01:34 PM


الساعة الآن 03:46 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22