صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

معجم افتراءات الغرب على الإسلام

العنوان : معجم افتراءات الغرب على الإسلام المؤلف : أنور محمود زناتي – جامعة عين شمس نبذه عن الكتاب : تعرض الإسلام ورسوله الكريم منذ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-2012 ~ 09:42 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي معجم افتراءات الغرب على الإسلام
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012





العنوان : معجم افتراءات الغرب على الإسلام
المؤلف : أنور محمود زناتي – جامعة عين شمس

نبذه عن الكتاب :
تعرض الإسلام ورسوله الكريم منذ زمن طويل لهجوم عنيف من قبل خصومه وأعدائه ، وهؤلاء الأعداء منهم الظاهر المجاهر في عدائه ، ومنهم المستتر غير المجاهر الذي يدس السم في العسل .وقد وجدنا بعض الأقلام الحاقدة، من ذوي الأفكار المشوهه، قد اهتمت بإثارة الشبهات وتدوين التشكيكات، ضمن حالة من الاستنفار العام للهجوم على الاسلام وأهله .
وفي هذه الدراسة سوف نقوم بعرض شبهات علماء ومفكري الغرب وافتراءاتهم على الإسلام في محاولة النيل منه ، ومحاولة الرد عليها بعلمية وموضوعية
أنور محمود زناتي

















[IMG]file:///E:%5CUsers%5Cibtesam%5CAppData%5CLocal%5CTemp%5Cms ohtmlclip1%5C01%5Cclip_image001.gif[/IMG]
أنور محمود زناتي
جامعة عين شمس



الإهداء
إلى روح
أبي وأمي
أنور











الفهرس
معجم افتراءات الغرب على الإسلام
والرد عليها
……………………………………….................. الإهداء
لماذا هذا الكتاب؟……………………………………
أ

- آربري، آرثر جون……….…..….…………
- اِرْبيْنُيوس………...….……………………
- ايرلنجي ، فيليب ………..…..………..………….
- ايزادور الباجي….....................................

ب
- بارت، رودي ……...……………………………..
- بارتولد ، ف.ف. …......….………………..
- باريه الفرنسي …………………………………..
- باسيه، رينيه …......…………………………...
- بدول ، وليام…….…………………………….
- بْرُوفَنْسال، لِيفي …….…………………………….
- بروكلمان ، كارل …….…………………………….
- بروي…..….…………………………..
- بطرس المبجل… ....…..………………………..
- بل ، ريتشارد …..……………………………..
- بودلي………………………..
- بوكوك ، إدوارد …..…………………………….
- بولانفلييه ، هنري دي …….………………………………
- بوليت ، ريتشارد …….………………………
- بوهل ، فرانتس……….……………………….
- بلاشير ، ريجيس ……....……………..…………...
- بيكر ، كارل هينريش………...………………………….
- بيكون ، روجر……..…………..……..……………
- بين ، روبرت……..………………..……….
- بينيدكت السادس عشر….............................………

ت
- دي تاسي ……………………..…………………….
- تاكلي ، جون ……………………………….
- تنيمان الألماني ……………………………..

ج
- جايجر ، أبراهام ………………………………
- جب ، سير هاملتون ……………………………….
- جبيردنوجن ...............................................
- جرونباوم ، جوستاف فون ………………………….
- جلادستون ، وليم.................................................. .....
- جريفّيني…………………………….
- جريمي ، هوبرت …………………………..
- جولد تسيهر ، أغناطيوس ……………………….
- جويدي…………………………

ح
- حتى ، فيلب.................................................

خ
- خويه ، مايكال ……………………………………

د
- دانيال ، نورمان …..……………………………..
- دانتي أليجييري ………………………..
- درمنجهايم …..…………………………….
- دُوزِي …….……………………………….
- ديدرو …….………………………
- ديمومبين ……….……………………….
- دينيه ، ألفونس آتين ……....……………..…………...
- ديورانت ، ول ………...………………………….

ر
- رايت ، روبد ……..…………..……..……………
- رنتز ، جورج ……..………………..……….
- رودنسون ، مكسيم ….............................………
- روزنثال ، فرانز ……………
- روش ، ليون ……………………………….
- ريتر ، هيلموت ……………………………..
- رينان ، ارنست ………………………………
- ريلاند، هادريان ……………………………….

ز
- زويمر ، صمويل ………………………….

س
- سارتون ، جورج.................................................. .....
- دي ساسي ، سيلفستر …………………………..
- سانتيلانا ، ديفيد ……………………….
- سميث ، ويلفرد كانتويل …………………………
- ستواسر ، باربرا ريجينا فراير.................................................
- سوندرز ……………………………………
- سِيدِيّو …..…………………………….
- سيل ، جورج …….……………………………….
- سيمونيت ، فرانسسكو …….………………………

ش
- شاخت ، جوزيف ……….……………………….
- شبرنجر……....……………..…………...
- شمتز ، باول ………...………………………….
- شولومو جويتاين ……..…………..……..……………

ف
- فانديك ، كرنيليوس ……..………………..……….
- فاينز ، جيري ….............................………
- فرانشيسكو ،جابرييلي ……………
- فلهوزن، يوليوس ……………………………….
- فلوجل ، جوستاف ……………………………..
- فنسنك،أرنت ………………………………
- فو، كارادي ……………………………….
- فوستر ، فرانك ………………………….
- فوكوياما ، فرانسيس.................................................. .....
- فولتير، فرانسوا …………………………..
- فويلز……………………….
- فيلا ، بوش …………………………

ك
- كازانوفا.................................................
- كَازِيمِرْسْكي ……………………………………
- كانتاكوزين ………...………………………….
- كايتاني ، الأمير ليوني ……..…………………
- كراج ……..………………..……….
- دي كوزا ، نيقولا ….............................………
- كولسون ، نويل ……………
- كولي ……………………………….
- كونت ، أوجست ……………………………..
ل
- لوبون ، جوستاف ………………………………
- لوت ……………………………….
- لوجيس ، جون ………………………….
- لوودفيجومراش.................................................. .....
- لوفنيان …………………………..
- لول ،رايموند ……………………….
- لويس، برنارد …………………………
- لِيتمان ، اينو.................................................

م
- مارجليوث ، ديفيد صامويل ………………………
- ماكدونالد ، دنكان بلاك....................................
- مونتيه ، ادوارد …………………………..
- موير ، وليم ……………………….
- ميل ، جورج …………………………

ن
- نولدكه ، تيودور.................................................
- نيكلسون ، رينولد ………………………
- نللينو ، كارلو.................................................. .....
- نيكيتاس البيزنطي …………………………..

هـ
- هوارت ، كليمان ……………………….
- هورجرونيه، سنوك …………………………
- هورنستاين ، بيرسي.................................................
- هيك ………………………

و
- وات ، مونتجمري....................................
- واردنبرج ، جاك …………………………..
- ويت ، جاستون ……………………….
- ويلز ، إتش جي …………………………

لا
- لامارتين ، ألفونس.................................................
- لامنس ، هنري ………………………


ي
- لامنس ، هنري ………………………










" وإن كنتم فى ريب مما نزلّنا على عبدنا ، فأتوا بسورة من مثله وادعوا من شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "

( البقرة : 23 )




















الإهداء



الى دين الاسلام
والسلام .....

أنور زناتي







معجم افتراءات الغرب على الاسلام
والرد عليها
لماذا هذا الكتاب ؟
من ذا يعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عيناً للبكاء تعار !!
العباس بن الأحنف
تعرض الإسلام ورسوله الكريم منذ زمن طويل لهجوم عنيف من قبل خصومه وأعدائه ، وهؤلاء الأعداء منهم الظاهر المجاهر في عدائه ، ومنهم المستتر غير المجاهر الذي يدس السم في العسل .
وقد وجدنا بعض الأقلام الحاقدة، من ذوي الأفكار المشوهه، قد اهتمت بإثارة الشبهات وتدوين التشكيكات، ضمن حالة من الاستنفار العام للهجوم على الاسلام وأهله .
ومن المعلوم أن أكثر المستشرقين ومفكري الغرب كانوا يعملون في نطاق الأهداف السياسية والتنصيرية للدول التي ينتمون إليها ؛ فقد كان الدافع الرئيسي الذي دعا الأوربيين إلى الاستشراق، هو الدافعالديني في الدرجة الأولى .
ولا يزال مسلسل التربص بالإسلام ورجاله مستمراً ؛ في مخطط يستهدف اسئصال دين الإسلام واجتثاث أصوله ، وتقويض بنيانهوذلك بمحاولة التشكيك في الدين والألوهية ومحاولة التشكيك في الرسالة .
ومحاولة التشكيك في النبوة وعالمية الدعوة الاسلامية، محاولة اختراق السيرة النبوية وإخضاع حياة النبي لعلوم التربية والسيكولوجيا في محاولة للنيل منها ،والطعن فيها.
والافتراء على التاريخ الإسلامي جملة ، والبحث عما ظنوه ثغرات وتناقضات في محاولة لتشويهه ومحاولة تفسيره بمنظور بشري عاجزرغبةمنهم في إطفاء نور القوة والحق فيه.
فالدين الاسلامي بحق هو الدين الذي لا يهاب العلم وحقائقه بل ويدعو كل عاقل أن يتفكر ويتأمل ويستجمع كل قواه الذهنية ليميز الخبيث من الجيد .
ويجب أولاً أن نقرر مجموعة من الأسس التي دائماً أشير اليها وهي :
أولاً : أن الدراسات الاستشراقية حتي الموضوعية منها ، لم تسلم من تعصب وهوى والعمل علي خدمة نزعات دينية و استعمارية -إلا من رحم ربي-.
ثانياً : لا تخلو هذه الدراسات من هنات وأخطاء لغوية وأحيانا علمية وتاريخية مقصودة أوغير مقصودة .
ثالثاً : هؤلاء القوم مهما بلغت معرفتهم بلغتنا فأنه يغيب عنهم روح الشرق وعبقرية ألفاظه وتعبيراته التي تؤدي إلي معان شتي ولذا قد نجد بعض من نتائجهم العلمية خاطئة ناهيك عن تعمد البعض منهم ذلك .
وفي هذه الدراسةسوف نقوم بعرض شبهات علماء ومفكري الغرب وافتراءاتهم على الإسلامفي محاولة النيل منه ، ومحاولة الرد عليها بعلمية وموضوعية وأعاننا علي ذلك العديد من علماء الاسلام الأفاضل المشهود لهم بالعلم ونخبة من فرسان الاسلام من أمثال : ( مع الاحتفاظ بالألقاب )
- محمود حمدي زقزرق
- جاد الحق علي جاد الحق
- مالك بن نبي
- محمد الغزالي
- ناصر الدين الألباني
- محمود شاكر
- محمد بن سرور زين العابدين
- جعفر شيخ ادريس
- مصطفي الشكعة
- ساسي سالم الحاج
- مازن مطبقاني
- رضوان السيد
- فؤاد كاظم المقدادي
- محمد مصطفي هدارة
- شوقي أبو خليل
- أحمد شلبي
- عماد الدين خليل
- محمد سليم العوا
- محمد مصطفي الأعظمي
- محمد حسين علي الصغير
- التهامي نقرة
- علي مشاعل
- عبد المتعال الجبري
- محمد قطب
- حسن عبد الرحمن سلوادي
- محمد سرور بن نايف
- محمد طه بدوي
- عبد الوهاب بوحديبه
- مصطفى السباعي
- أحمد نصري
- محمد أحمد العزب
- عبدالجبار الرفاعي
- محمد بهاء الدين
- عبدالله محمد الأمين
- أكرم ضياء العمري
- عبد العظيم ابراهيم المطعني
- محمد محمد أبو شهبة
- عوض عبد الهادي العطا
- محمد احمد حمدون
- السيد محمد الشاهد
- أحمد محمد بوقرين
- عبـد اللطيـف زكـي أبو هاشم
- محمد احمد العزب
- مجتبي العلوي
- حسن عزوزي
- محمد فتح اللّه الزيادي
- أكرم ضياء العمري
- نور الدين عتر
- عبد العظيم الديب
- عبد الكريم سلمان
- محمد رضا وصفي
ومن المنصفيين الغربيين
- زيجريد هونكه
- جوته
- آنا ماري شميل
- هنري دي كاستري
- اللورد هدلي
- آتين دينيه
- مراد هوفمان
- البروفسور (مونتيه)
- موريس بوكاي
- ديزيريه بلانشيه
- لورافيتشا فاليري
واني ليرضيني قليل نوالكم
وان كنت لا أرضي لكم بقليل

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أنور محمود زناتي
أ





تاه الدليل فلا تعجب إذا تاهوا
أو ضيّيع الركب أشباحٌ وأشباه
تاه الدليل فلاتعجب إذا تركوا
قصد السبيل وحادوا عن سجاياه














أ

اِرْبيْنُيوس(992 ـ 1033هـ = 1584 ـ 1624م)

توماس فان إربينيوس Thomas Van Erpeniusمستشرق هولندي, يعد مؤسس النهضة الاستشراقية ومنظمها في بلاده. ولد في جوركم (Gorkum)بهولندة وتعلم في ليدن, وساح في انجلترة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. ويقال إنه درس العربية على مصري يلقب بأبي ذقن. وأنشأ في بيته مطبعة عربية صارت أساس المطبعة العربية المعروفة اليوم في ليدن بمطبعة بريل (Brill) وعين أستاذاً للغات الشرقية في جامعة ليدن سنة 1613م, وتوفي بليدن. له كتاب في «قواعد اللغة العربية » وعني بنشر «منتخبات عن شعر الحماسة لأبي تمام » ونشر «تاريخ المسلمين » وهو قسم من تاريخ ابن العميد (الشيخ المكين جرجس ابن العميد) مع ترجمته إلى اللغة اللاتينية .


شبهة "القرآن لا يعدوأن يكون تقليداً مضحكاً للكتاب المقدس" !!

خلص إربينيوسالى أن ما في القرآن لا يعدو تقليداً مضحكاً للكتاب المقدس !! وقد شارك غيره النفور من النبي محمد r ومن تعاليمه

الرد

الدارس المتفحص لايجد فى القرآن الكريم أية ملامح يهودية ؛ فليس فيه تفضيل لشعب على شعب كما قال بنو إسرائيل بأنهم "شعب الله المختار" ، ولكن الإسلام سوّى بين الخلق جميعاً قال تعالى " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ( الحجرات :13 ) .

وليس فى القرآن أبدا ما يرفع شأن محمد rعن عالم البشر أو تأليهه كما قالت بذلك بعض الجماعات المسيحية بالنسبة للمسيح ولو كان هناك تأثير للمسيحية لتسرب الى الإسلام أهم مبدأ مسيحى وهو تأليه محمد rكما ألًّه عيسى عليه السلام([1])

ونستعرض معاً النقاط التالية :

1–أن وحدة المصدر
الالهي تجعل من الممكن وجود تشابه القصص القرآني مع القصص التوراتي.

2–إن المقارنة بين القصص القرآني والقصص في الكتب السابقة توضح مدى التحريف الذي تعرضت له الكتب السابقة، فهم يرمون القرآن بالأخذ منهم حتى يداروا ما بكتبهم من تحريف، فالقصص المذكورة في الكتب السابقة يطغى عليها الجانب المادي والصنعة البشرية التي تهتم ببعض التفاصيل والجزئيات التي لا تظهر في القصص القرآني، كما إن كتابة هذه القصص في الكتب السابقة تحوي صوراً فاحشة لا يليق أن يكون مثلها في الكتب المقدسة
على عكس القصص القرآني المعجز
ولك ان تقارن بنفسك بين قصة يوسف عليه السلام في التوراة والقرآن لتري وتسمع الفرق الواضح بدون وسيط .

3–أن الرسول كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ولم يثبت له صلة باليهود أو النصارى في مكة قبل البعثة فكيف يتأتى له أن يأخذ منهم، فقد ورد في القرآن الكريم الرد على هذه المزاعم حين زعم كفار قريش أن الرسول كان يعلمه غلام نصراني وهو قوله تعالى
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )

فكيف يمكن للأعجمي أوالرومي أوالفارسي أواليهودي أوالنصراني أن يعلم العربي ويأتيه بقرآن عربي مبين عجز العرب عن الإتيان بمثله !! .
إن هذه الافتراءات لشيء عجاب لا تصدر عن شخص يحترم عقله وعلمه وأبحاثه، لكن الحقد يعمي ويصم .


آرنولد ، توماس وولكر Sir Thomas Walker Arnold "1864م-1930"


بدأ حياته العلمية في جامعة كامبردج حيث أظهر حبه للغات فتعلم العربية وانتقل للعمل باحثاً في جامعة على أكرا (عليكرا) في الهند حيث أمضى هناك عشر سنوات ألف خلالها كتابه المشهور (الدعوة إلى الإسلام)، ثم عمل أستاذاً للفلسفة في جامعة لاهور، وفي عام 1904م عاد إلى لندن ليصبح أميناً مساعداً لمكتبة إدارة الحكومة الهندية التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وعمل في الوقت نفسه أستاذاً غير متفرغ في جامعة لندن، واختير عام 1909م ليكون مشرفاً عاماً على الطلاب الهنود في بريطانيا، ومن المهام العلمية التي شارك فيها عضوية هيئة تحرير الموسوعة الإسلامية التي صدرت في ليدن Leiden بهولندا في طبعتها الأولى والتحق بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن بعد تأسيسها عام 1916م، عمل أستاذاً زائراً في الجامعة المصرية عام 1930م. له عدة مؤلفات سوى كتابه الدعوة إلى الإسلام ومنها (الخلافة) وكتاب حول العقيدة الإسلامية وشارك في تحرير كتاب تراث الإسلام في طبعته الأولى، بالإضافة إلى العديد من البحوث في الفنون الإسلامية.

شبهة الفتوحات الإسلامية كانت بحثاً عن الغنائم والمكاسب المادية

عندما تحدث هؤلاء المتعصبون عن الفتوحات الإسلامية حاولوا تفسيرها انطلاقا من تاريخهم الأوروبي ونظرتهم المادية للأمور، فقد كانت الفتوحات في نظرهم بحثاً عن الغنائم والمكاسب المادية، ووصفوها بأنها كانت آخر موجات الهجرة من جزيرة العرب التي عرفت مثل هذه الهجرات في السابق حينما تضيق مواردها.


الرد

لا يكلف المستشرق نفسه البحث في حقيقة دوافع المسلمين في الفتوحات الإسلامية ، وهي نشر رسالة الإسلام التي تدعو إلى تحرير البشر من العبودية للإمبراطوريات السابقة بل من كل أنواع العبوديات، وفتح الطريق أمام دعوة الله عز وجل. وقد أثبتت الفتوحات نفسها مدى بُعد الغالبية العظمى من الجيش الإسلامي عن الطمع في الغنائم، وهذا جندي ينقل كنوز كسرى إلى المدينة المنورة فيسلمها كما هي فيتعجب عمر بن الخطاب من أمانته، فيقول علي بن أبي طالب "عففت فعفت الرعية، ولو رتعت لرتعوا" وكان جنود المسلمين "رهباناً بالليل فرساناً بالنهار".

وهنا نحب أن نقرر أن العرب عاشوا فى انزواء وانهزامية بجزيرتهم عدة قرون وحولهم الغنى والخصب ، ولم يخطر لهم قبل الإسلام أن يستولوا على ثراء الفرس والروم وهذا يؤكد أن الدافع لم يكن الفقر ، فالفقر قديم عند العرب ، بل كان الدافع هو الحرص على نشر دين الله .

ونحب أن نقرر أن فكرة ربط الدعوة الإسلامية بالرغبة فى الحصول على المال قديمة جدا ، بدأت منذ بدء الإسلام وأتهم بها محمدr نفسه ، فقد اتهمت قريش محمدا rبأنه طالب مال وعرضت عليه ثرواتها لتكفه عن دعوته ، فصاح : "والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى شمالى ما تركت ذلك الأمر حتى يظهره الله ".

وافتقر محمدr بعد غنى ، وافتقر أبو بكر بعد غنى ، وافتقر عمر الذى آل له السلطان على الإمبراطوريتين العظيمتين وظل يعيش فى تقشف ظاهر ، وافتقر عثمان بعد غنى عظيم ومع هذا بقيت التهمة بأن المسلمين حاربوا لأنهم كانوا طالبى مال وثراء .

وعند البدء فى غزو الفرس برزت هذه التهمة فى عقل رستم قائد الفرس وظن أن يستطيع أن يرضى هؤلاء البدو بحفنات من ذهب الفرس وينجو من قتالهم ، فطلب من سعد ابن أبى وقاص أن يوجه إليه بعض أصحابه ، فوجه إليه المغيرة بن شعبة فقال رستم له : قد علمت أن لم يحملكم على ما أنتم فيه إلا ضيق المعاش وشدة الجهد ونحن نعطيكم ما تشبعون به ونصرفكم ببعض ما تحبون ، ولقد صرخ المغيرة بن شعبة فى وجهه قائلا : لا مناص لكم من واحدة من ثلاث : الإسلام أو الجزية أو القتال ، ودارت المعركة وانتصر المسلمون ، وكان الحرس الخاص لرستم أول من أعلن إسلامهم .

والذى ظنه رستم ظنه فيما بعد ملك الصين عندما زحف قتيبة بن مسلم على هذه الأصقاع ، وطلب الملك الصينى مندوبا من المسلمين للحوار فأرسل له قتيبة هبيرة الكلابى ، فقال له الملك : قل لصاحبك ( يقصد القائد قتيبة ) : إنى عرفت حرصه وقلة أصحابه ، وأنا مستعد أن أعطيكم بعض المال لقضاء حاجتكم وتعودوا . فأجابه هبيرة : كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله فى بلادك وآخرها فى منابت الزيتون ؟ وكيف يكون حريصا من خلف الدنيا قادرا عليها وغزاك ؟

ولعل Stanlay Lone Pooleستانلي لين بول كان أقرب المستشرقين إلى الاتجاه السليم فهو يقول : إن المحقق أن تحمس العرب للفتوح كان يؤججه عنصر قوى من حب للدين ، والرغبة فى نشره ، فقد حاربوا لأن مثوبة الشهداء وكئوس السعادة والنعيم كانت تنتظر من يقتلون فى سبيل الله .

ثم أى مال كان يمكن أن يتطلع إليه المسلمون والوصول إليه محفوف بالمخاطر .

وقد حافظ المسلمون على حياة الزهد والتقشف فعندما حاصروا حصن بابليون بمصر بعد أن فرغوا من فارس والشام كانوا لا يزالون على بساطتهم وصفائهم ، وقد أرسل لهم المقوقس رسلا ليتعرفوا له أحوال المسلمين فعاد الرسل إلى المقوقس وقالوا له : رأينا قوما الموت أحب إليهم من الحياة ، والتواضع أحب إليهم من الرفعة ، ليس لأحد منهم فى الدنيا رغبة ولا نهمة ، جلوسهم على التراب وأميرهم كواحد منهم ، لا يُفرق كبيرهم من صغيرهم ، ولا السيد فيهم من العبد .

ثم بعد ذلك طالت حرب المسلمين مع سكان شمالى إفريقية –أكثر من 60 سنة –وسقط فيها عدد كبير من الضحايا ، وكثير من بقاع الشمال الأفريقى صحراء قاحلة .

وقد استمرت الحروب دائرة بين الفرس والروم مئات السنين ، وكانت حروب أطماع ودنيا ، ولكن هؤلاء وأولئك لم يستطيعوا أن يحرزوا نصراً مؤزراً لشئ واحد هو قلة العقيدة فلما هاجمهم المسلمون بسلاح العقيدة فل سلاحُهم كل سلاح وتهاوت جيوش الفرس والروم تحت أقدامهم .

وكان المسلمون يدخلون الأقطار لتحريرها من الاستعباد ثم يتركونها لأصحابها كما فعلوا فى الشام ومصر وغيرها من الأقطار .

شبهة نظام الخلافة يخلو معه أي نظام للمعارضة وحرية الرأي

وقد أعد المستشرق توماس أرنولد دراسة عن نظرية الخلافة في الإسلام باعتبارها كانت تمثل نظام الحكم إداريا وانتهي في دراسته إلي عدة تصورات واهمة ، وأحكام لم ولن يساعده عليها دليل ؛ فكان يري أن نظام الخلافة يخلو معه أي نظام للمعارضة وحرية الرأي كما يحدث الآن في أوروبا .

الرد
1- الطاعة في الإسلام واجبة للحاكم العادل أما الحاكم الظالم فلا
2- الحاكم في الإسلام ليس ذا سلطة مطلقة كما قال ارنولد بل هو مقيد من ناحيتين

أ‌- الالتزام الكامل بشريعة الله بمعناها الشامل للكتاب والسنة واجماع المسلمين
ب –موافقة الأمة له علي ما يفعل أو يترك ، وهنا يبرز مبدأ الشورى وهو من أعظم أسس الحكم في الإسلام ؛ فعلي ولي الأمر أن يستشير الرعية في الأمور الطارئة المهمة .

3–إذا انحرف الحاكم عن هذه المبادئ وجب نصحه ؛ فإذا أصر علي انحرافه وكان الخطأ جسيما فلعلماء المسلمين حياله مذهبان : الصبر علي جوره وظلمه حتى يحكم الله ما يريد وهذا مذهب أهل الحديث ؛ ثم نزع الثقة وعزله إذا لم يؤد عزله إلي فتنة طاحنة وهذا مذهب الفقهاء والمتكلمين .


أما المعارضة فكانت ملازمة لنظام الحكم في الإسلام بدءا من حياة النبي
وكان الرسول يعدل عن رأيه أحيانا ويعمل بالرأي الآخر إذا رآه أكثر صوابا .


شبهة تآمر الصحابة الكبار

يزعم أنه ما أن لحق الرسول عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى حتى تآمر ثلاثة من الصحابة على اقتسام السلطة وتوارثها .

ويرد الدكتور شوقي ابو خليل
" لو كانت هناك مؤامرة ثلاثية فكيف خفيت علي جميع المعاصرين لها ؟ !
فلم يذكر أحد شئ من ذلك ؟
وكان بين المؤمنين وحولهم من اليهود والمنافقين والمشركين وكثير من الأعداء الذين يتحينون الفرص ، بل ويختلقون التهم ، فكيف بهم أن يروا أو يسمعوا بمثل هذا التآمر ولا يشيعونه أو ينقلونه ؟
ما سمعنا أحد قط أشار أو قال مثل هذا الكلام من قريب أو بعيد
فكيف كتمت هذه الاخبار طيلة تلك الأعوام واكتشفها أرنولد ولامنس وفيليب حتي وأمثالهم ؟!
إنه التعصب والعداء ، والمهارة في الاتهام([2])
وما بعث الله نبيا إلا كان أصحابه وحواريوه أقرب الناس إلى الله تعالى، فمن آمن مع نوح، وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط، ومن بعدهم أتباع داود وسليمان وموسى وعيسى عليهم جميعا السلام، ويكفيك وصف القرآن للحواريين، ولما كان محمد r، فلا بد أن يكون أتباعه والمؤمنون برسالته في أعلى عليين.
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على الصحابة عامة، وعلى السابقين من المهاجرين والأنصار خاصة يقول سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً، ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}


ايرلنجي ، فيليب :

شبهة اتصال الرسول باليهود في مكة

ادعي كثرة اتصال الرسول باليهود في مكة
ويدعي المستشرق اليهوديفيليب ايرلنجيأن الرسولكان يسأل خادمهزيداوهو مملوك المسيحيين، عن الديانة اليهودية والمسيحية ليأخذمنهما

الرد ( أنظر ‘ اربينيوس )





ايزادور الباجي

موسي بن نصير لم يفتح سرقسطة الا بحد السيف

يذهب الي ان موسي بن نصير لم يفتح سرقسطة الا بحد السيف

الرد
ليس ثمة شك في ان هذا الخبر مكذوب من أساسه ، ذلك ان المسلمين في فتوحاتهم لم يعرف عنهم أن عمدوا الي هذا السلوك ، وهم ملتزمون بأحكام اسلامية ثابتة حددتها الشريعة .

ولم يشر مرجع عربي واحد ، أو أجنبي فيما نعلم ، الى هذا الذي ذكره ايزيدورو وقد كان المؤرخون المسلمون يلتزمون الامانة فى كل ما أوردوه من أخبار
وكل ما سجلوه من أحداث ( [3])







ب








التواضع فضيلة من تعوزه الفضائل

نيتشه












ب
بارت ، رودي Rudi Paret
ولد عام 1901، درس في جامعة توبنجناللغات السامية والتركية والفارسية في الفترة من 1920 حتى 1924وتخرج على يدالمستشرق الألماني ليتمان.امضى سنتين في القاهرة (1925-1926)، كان اهتمامه فيالبداية بالأدب الشعبي ولكنه تحول إلى الاهتمام باللغة العربية والدراسات الإسلاميةوبخاصة القرآن الكريم.
تولى العديد من المناصب العلمية منهامدرّس في جامعة توبنجن وأستاذاً بجامعة هايدلبرج ثم عاد إلى توبنجن أستاذاً للغةالعربية والإسلاميات من عام 1951-1968.ومن أهم مؤلفاته (محمد والقرآن) وترجم معانيالقرآن الكريم إلى الألمانية وله كتاب عن القرآن بعنوان( القرآن تعليقوفهرست )

شبهة التأثير النصراني

وعن التأثير النصراني يقول بارت:
لقد كانت معلومات الناس في مكة ـ في عصر النبي ـ عن النصرانية محدودة وناقصة ولم يكن النصارى العرب سائرين في معتقداتهم في الاتجاه الصحيح. ولهذا كان هناك مجال لظهور الآراء البدعية المنحرفة. ولولا ذلك لما كان محمد rعلى علم بأمثال تلك الآراء التي تنكر صلب المسيح وتذهب إلى أن نظرية التثليث النصرانية لا تعني الأب والابن وروح القدس ، وإنما تعني الله وعيسى ومريم. وعلى أية حال فإن المعارف التي استطاع محمد rأن يجمعها عن حياة المسيح وأثره كانت قليلة ومحدودة . وعلى عكس من ذلك كان محمد rيعرف الشيء الكثير عن ميلاد عيسى وعن أمه مريم .
وما يقصد أن يقوله ( بارت ) هنا واضح وهو أن المعلومات التي وردت في القرآن عن النصرانية وعن المسيح ، وأمه كانت المعلومات الشائعة آنذاك إما خاطئة أو محدودة. فمحمد rإذن هو مؤلف القرآن

التشكيك في صحة النص القرآني

يقول ( رودي بارت ) في مقدمة ترجمتة الألمانية للقرآن الكريم ـ وكأنه يرد على زملائه الذين راحوا يشككون في صحة النص القرآني ـ
يقول بارت:

ليس لدينا أي سبب يحملنا على الاعتقاد بأن هناك أية آية في القرآن كله لم ترد عن محمد r)

ويتصل بالتشكيك في صحة القرآن القول بأن لغة القرآن ( لا تتميز عن لغة الأدب الدنيوي بعصمة يقينية ).


الرد

القاصي والداني يعلم أن لغة القرآن لها خصوصية التفرد . وقد عجزت فصاحة العرب وبلاغتهم ـ وهم أصحاب الفصاحة والبلاغةـ عن محاكاة لغة القرآن . وقد تحداهم الوحي أن يأتوا ولو بسورة من مثله، ولكنهم عجزوا عن قبول التحدي الذي لا يزال وسيظل قائماً إلى أن تقوم الساعة.



وقد حاول البعض محاكاة القرآن ولابد أن نورد بعضها :
يقول مسيلمة الكذاب:
" يا ضفدع بنت ضفدعين ، لحسن ما تنقنقين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، امكثي في الارض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين ، لنا نصف الارض ولقريش نصفها ، ولكن قريش قوم يعتدون "
وقال أيضاً :" ألم ترى كيف فعل ربك بالحبلى ، أخرج من بطنها نسمة تسعى ، من بين شراشيف و حشى "
ويقول " الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل " !!
ويقول "نقي كما تنقين ، لا الماء تدركين ، و لا الشراب تمنعين"
فيما قال النضر بن الحارث : " و الزارعات زرعاً. و الحاصدات حصداً. و الطاحنات طحناً. و العاجنات عجناً. و الخابزات خبزاً…." .
وكان الأقدمون قد عرفوا قدر معارضات مسيلمة و النضر فزادت يقينهم بالقرآن و إعجازه ، و قد صدق ابن المقفع عندما أراد معارضة القرآن ، ثم رأى عجزه عن مثل هذا البيان فقال: أشهد أن هذا لا يعارض، و ما هو من كلام البشر.

ويقول جابريللى الباحث الإيطالى : الأقوال غير المسئولة من بعض المستشرقين بأن محمدا rمؤلف القرآن أقاويل باطلة لا صحة لها ، وهى محاولات فاشلة للنيل من هذا الدين ومن نبيه .


فلو كان القرآن غير خارج عن العادة لأتوا بمثله أو عرضوا من كلام فصحائهم وبلغائهم ما يعارضه . فلما لم يشتغلوا بذلك علم أنهم فطنوا لخروج ذلك عن أوزان كلامهم وأساليب نظمهم وزالت أطماعهم عنه


باريه الفرنسي :

انتفاء أمية الرسول صلى الله عليه وسلم

ذهب المستشرق الفرنسي باريه في دائرة المعارف الإسلامية إلى انتفاء أمية الرسول ، حيث يقول: إن آية "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِما ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (آل عمران: 75)

لا يقصد بها من لا يعرفون القراءة والكتابة؛ حيث إن كلمة أمي أو أميين وضعها أهل الكتاب للدلالة على الوثنيين ويصعب الجزم بالمعاني التي كان يقصدها محمد rمن كلمة أمي .

ثم يذكر باريه أقوالا لبعض المستشرقين، فيقول: ذهب بول أخيرا إلى أن كلمة أمي معناها الذي لا يقرأ ولا يكتب وليس معناها الوثني، ولكن باريه عقب على هذا الرأي بقوله: هناك عوامل لغوية تجعل من الصعب أن نقول إن كلمة أمي معناها "الذي لا يقرأ ولا يكتب" فلا الكلمة العربية "أمة" ولا العبرية "أماع" ولا الآرامية "أميتا" تدل على الأمة في حالة الجهالة، وقد استدل البعض بإطلاق لفظ الأمي على محمدr بأنه لم يكن يقرأ أو يكتب، والحقيقة أن كلمة "الأمي" لا علاقة لها بهذه المسألة؛ لأن الآية "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ" (البقرة: 78)

التي تدعو إلى هذا الافتراض لا ترمي الأميين بالجهل بالقراءة والكتابة بل ترميهم بعدم معرفتهم بالكتب المنزلة.


الرد
لقد اقتضت إرادة الله تعالى أن يكون النبي أمّيّا ً ، حتى صارت تلك الصفة من خصائصه ، ولعل الحكمة من ذلك أن النبي لو كان يحسن القراءة والكتابة ، لوجد الكفار في ذلك منفذاً للطعن في نبوته ، أو الريبة برسالته ، وقد جاء تصوير هذا المعنى في قوله تعالى : { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون } ( العنكبوت : 48 ) .
وفي هذا المقام نجد محاولة جديدة لطمس الحقائق وتزوير الأحداث ، ويتمثل ذلك في إنكار بعض المستشرقين ما استفاضت شهرته من إثبات أمّيّة النبي صلى الله عليه وسلم ، متغافلين عن نصوص الوحيين الصريحة في ذلك ، ثم ساقوا لتأييد أطروحتهم جملة من الأدلة مستصحبين معهم أسلوبهم الشهير في تحريف النصوص وليّ أعناقها ، واستنباط ما لا يدل عليه النص أبدا لا بمنطوقه ولا بمفهومه ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إننا نجد منهم اللجوء إلى الكذب الصراح متى ما كان ذلك موصلا إلى هدفهم من التضليل والتشويش .
وكان أول ما استدلوا به هو ما رواه الإمام البخاري في قصّة الحديبية عن البراء رضي الله عنه قال : " لما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة ، أبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله . قالوا : لا نقر لك بهذا ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئاً ، ولكن أنت محمد بن عبد الله . فقال : ( أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله ) . ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( امح رسول الله ) ، قال علي : لا والله لا أمحوك أبدا . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب ".
قالوا : لقد نصّت الرواية على مباشرة النبي صلى الله عليه وسلم لكتابة ما نصّه : " هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله " ، ومادامت الكتابة قد ثبتت عنه فلا شك أنه كان يحسن القراءة من باب أولى ، لأن القراءة فرعٌ عن الكتابة . وهذه الشبهة تُعدّ من أقوى شبهاتهم .
والجواب على هذه الشبهة فيما يلي :
أولاً : لا نسلّم بأن الرواية السابقة جاء فيها التصريح بمباشرة النبي صلى الله عليه وسلم للكتابة ، بل هي محتملة لأمرين : أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المباشر ، أو أن يكون علي رضي الله عنه هو الذي قام بالمباشرة ، وتكون نسبة الكتابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مجازيةً باعتبار أنه هو الآمر بالكتابة ، ونظير ذلك قول الصحابي : " ونقش النبي صلى الله عليه وسلم في خاتمه : محمد رسول الله " أي أمر بنقشه ، وإذا أردنا معرفة رجحان أي الاحتمالين ، فإنه يجب علينا العودة إلى مرويّات الحديث وطرقه .
لقد روى هذا الحديث المسور بن مخرمة و مروان و أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين ، واتفقت تلك الروايات كلها على أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بالكتابة ، فقد جاء في البخاري عن المسور بن مخرمة و مروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا : " ..فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبد الله ) " ، وكذلك قال أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم ما نصّه : " ..فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكتب من محمد بن عبد الله ) ".
أما رواية البراء رضي الله عنه ، فنلاحظ أن الرواة الذين نقلوها ، اقتصروا على بعض الألفاظ دون بعض ، ومن هنا حصل اللبس والإيهام في هذه الرواية .
فرواية عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه ذكرت : " ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( امح رسول الله ) ، فقال علي : لا والله لا أمحوك أبدا . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله " . ورواية إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه جاء فيها : " فقال لعلي : ( امح رسول الله ) ، فقال علي : والله لا أمحاه أبدا ، قال : (فأرنيه ) ، قال فأراه إياه ، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ".
ويضاف إلى روايات البخاري السابقة رواية أخرى مهمة لحديث البراء ، تلك الرواية التي أوردها ابن حبان في صحيحه عن محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : " فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب فأمر فكتب مكان رسول الله محمداً ، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله " الحديث .
ونخلص من مجموع تلك الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر علياً رضي الله عنه أن يمحو كلمة : ( رسول الله ) ، فرفض عليٌّ ذلك ، فطلب منه أن يريه مكانها ، فمحاها بيده ، ثم أمره بكتابة لفظة ( بن عبدالله ) ، وهذا هو مقتضى الروايات .
ثم إننا نقول : إن رواية البخاري التي ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (فأرنيه ) ، فيها إشارة واضحة إلى احتياج النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي كي يرشده إلى مكان الكلمة ، مما يدل بوضوح على عدم معرفته للقراءة أصلا ، ويضاف إلى ذلك أن المشرك الذي تفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم لو رآه يكتب شيئا بيده في تلك الحادثة لنقلها إلى كفّار قريش ، فقد كانوا يبحثون عن أي شيء يجعلونه مستمسكاً لهم في ارتيابهم ، فلما لم يُنقل لنا ذلك دلّ على عدم وقوعه أصلاً .
ولكن دعنا نفترض أن المباشر للكتابة هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل يخرجه ذلك عن أميته ؟ يجيب الإمام الذهبي فيقول : " ما المانع من تعلم النبي صلى الله عليه وسلم كتابة اسمه واسم أبيه مع فرط ذكائه وقوة فهمه ودوام مجالسته لمن يكتب بين يديه الوحي والكتب إلى ملوك الطوائف " ، فمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم لطريقة كتابة اسمه واسم أبيه لا يخرجه عن كونه أمّياً كما هو ظاهر ، فإن غير الأميّ يحسن كل كتابة وكل قراءة ، لا بعضاً منها .
وختاماً ، فإن ما ذكره المستشرقون ومن تبعهم من محاولات للتشكيك في أمّيّة النبي صلى الله عليه وسلم لا يصمد أمام حقيقة هامة ، وهي أن أهل مكة الذين عاشوا معه وعلموا أخباره ، وعرفوا مدخله ومخرجه وصدقه ونزاهته ، قد أقرّوا جميعا بأميّته

([1] ) أنظر ، أحمد شلبي ، الاستشراق ، تاريخه وأهدافه ، مكتبة النهضة المصرية ، ص35.

([2] ) شوقي أبو خليل : فيليب حتي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، ط1 ، 1985 ، ص40.

([3]) مصطفى الشكعة : المغرب والأندلس ، آفاق إسلامية وحضارة إنسانية ، ط1 ، دار العلم للملايين 1987 ، ص59 .
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
قديم 02-08-2012 ~ 09:43 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 2
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012



بْرُوفَنْسال ، لِيفي (1311 ـ 1376هـ = 1894 ـ 1955م)

إيفارسْت ليفي بروفسال EvaristeLévi-Provençal: مستعرب افرنسي الأصل. كثير الاشتغال بتصحيح المخطوطات العربية ونشرها. ولد وتعلم في الجزائر. وحضر حرب الدردنيل في الجيش الفرنسي, فجرح, ونقل إلى مصر, ثم أعيد إلى فرنسة. وعُين سنة 1920 مدرساً في معهد العلوم العليا المغربية في الرباط فمديراً له (سنة 1926 ـ 35) وانتدب في خلال ذلك (سنة 28) لتدريس تاريخ العرب والحضارة الإسلامية في كلية الآداب بالجزائر, كما انتدب لتدريس تاريخ العرب وكتاباتهم, بمعهد الدراسات الإسلامية في السوربون (بباريس) واستقال من إدارة معهد الرباط (سنة 35) ودعي لإلقاء محاضرات في جامعة القاهرة (سنة 38) وألحقه وزير التربية الفرنسية بديوانه في باريس (سنة 45) وعين في السنة ذاتها أستاذاً للغة العربية والحضارة الإسلامية في كلية الآداب بباريس, ووكيلاً لمعهد الدراسات الساميّة في جامعتها. وكان من أعضاء المجمعين: العلمي العربي بدمشق, و اللغوي بالقاهرة. ومات بباريس. تعاون مع محمد بن أبي شنب, على تصنيف «المخطوطات العربية في خزانة الرباط ـ ط» ومما نشر «كتابات عربية في أسبانيا» و «نص جديد للتاريخ المريني» و «أسبانيا المسلمة في القرن العاشر» و «الحضارة العربية في أسبانيا» و «وثائق غير منشورة عن تاريخ الموحدين» و «منتخبات من مؤرخي العرب في مراكش» و «البيان المغرب» لابن عذاري, و «مقتطفات تاريخية عن برابرة القرون الوسطى» و «أعمال الاَعلام, القسم الثاني, في أخبار الجزيرة الأندلسية» لابن الخطيب و «مذكرات الأمير عبد الله آخر ملوك غرناطة» و «صفة جزيرة الأندلس» اختزله من الروض المعطار, و «سبع وثلاثون رسالة رسمية لديوان الموحدين» و «جمهرة أنساب العرب» لابن حزم, و «نسب قريش» للزبيري. وكان يكتب اسمه بالعربية «إ. ليفي بروفنسال» وأحياناً «إ. لابي بروفنصال».

بعض كتابات ليفي بروفنسال عن الأندلس، تَبْرزُ فيها الروح الاستعمارية، وخاصة في مجال الصراع القبلي بين العرب والبربر .

المسلمين فرقوا في المعاملة بين من أسلم صلحاً ومن أسلم عنوة

قسم بروفنسال الذين أسلموا الي فريقين : فريق دخل في طاعة المسلمين صلحاً ، وفريق دخل في طاعة المسلمين عنوة ، ثم قرر ان المسلمين فرقوا في المعاملة بين من اسلم صلحاً ومن أسلم عنوة

الرد

وهو حكم مغاير للحقيقة كل المغايرة وذلك بحكم كبار مفكري الدراسات الاندلسية مثل الدكتور حسين مؤنس ومصطفى الشكعة .

وأكد الدكتور مؤنس ان كل من أسلم من الاندلسيين تمتع بكل الحقوق التي يتمتع بها المسلم الفاتح ، وأما الذين لم يسلموا فقط اعتبروا أهل ذمة وطبقت عليهم الاحكام الاسلامية تبعاً لنصوص الشريعة ولقوا من السماحة والعدالة في المعاملة ما قد تعارفت عليه احكام الشريعة السمحة في هذا السبيل([1])

العرب كانوا يشكلون أرستقراطية خاصة في الاندلس

وذكر ان العرب كانوا يشكلون أرستقراطية خاصة في الاندلس ،

الرد

والحقيقة أن ايراد الخبر علي هذا النحو يشكل خطأ فادحاً ، لم يكن العرب طبقاً لما ذهب اليه بروفنسال يشكلون أرستقراطية في الاندلس برغم ان الامير كان منهم ، بل ان الامر علي العكس من ذلك تماماً فإن الموالي هم الذين كانوا الارستقراطية الحقيقية ، وظلوا كذلك حتي اخر الخلافة الاموية ، أي ما يزيد علي ثلاثة قرون .
ولو أن بروفنسال كلف نفسه ، الاطلاع علي تاريخ ابن القوطية لكان له رأي آخر فيما اخترعه من الارستقراطية العربية في الاندلس ، فالاخبار في ذلك كثيرة
ولم يكن العرب يشكلون طبقة ارستقراطية في الاندلس ، ولم يكونوا ذوى استعلاء علي الناس وترفع عنهم ، وانما كانوا يعيشون بكدهم وكفاحهم ، شأنهم في ذلك شأن الاخرين .


العرب الفاتحين كانوا يكرهون انتشار الاسلام

خطأ آخر تاريخي يقع فيه بروفنسال في معرض خبر يسوقه عند حديثه عن فتح الاندلس ، فيقرر أن العرب الفاتحين كانوا يكرهون انتشار الاسلام ، لأن انتشاره يضر بيت المال ، والامر هنا يبدوا غريباً كل الغرابة ، ففي الوقت الذي يذهب فيه اكثر المستشرقين خطأ الي ان العرب كانوا ينشرون الاسلام بالسيف ، يذهب بروفنسال الي النقيض ويري انهم يكرهون انتشار الاسلام لكي تمتلئ الخزانة بالاموال بسسب فرض الجزية علي الذين لم يسلموا .
والحقيقة ان الفريقين كليهما علي خطأ فقد أرسل الله محمد هادياً ولم يرسله جابياً ، والاسلام ينتشر بأصوله ومبادئه واقتناع الناس بها جميعا([2])


بروكلمان ، كارل Carl Brockelmann (1868-1956)

بروكلمن(1275 ـ 1375 هـ = 1868 ـ 1956 م) كارل بروكلمن
Carl Brockelmannمستشرق ألماني عالم بتاريخ الأدب العربي. ولد في ا روستوك (بألمانيا ونال شهادة « الدكتوراه» في الفلسفة واللاهوت. وأخذ العربية واللغات السامية عن « نولدكه» وآخرين. ودرّس في عدّة جامعات ألمانية وكانت ذاكرته قوية يكاد يحفظ كل ما يقرأ. ودرّس العربية في معهد اللغات الشرقية ببرلين (1900) وتنقل في التدريس. وتقاعد سنة 35 وعمل في الجامعة متعاقداً سنة 37, ثم كان (ستلا 45) أميناً لمكتبة الجمعية الألمانية للمستشرقين. وأمضى أعوامه الأخيرة في مدينةهالة (Halle) وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي وكثير من المجامع والجمعيات العلمية في ألمانيا وغيرها. وصنف بالألمانية Geschichte der Arabischen تاريخ الأدب العربي, في مجلدين. وأتبعهما بملحق Supplementband في ثلاثة مجلدات. وكلفته جامعة الدول العربية, أن يُدخل الملحق في الأصل, وينقلهما إلىَ العربية فباشر ذلك وترجم نحو ثلاثين ورقة, ترجمة متقنة ما زالت محفوظة بخطه العربي الجميل, في خزانة الأمانة العامة بجامعة الدول بالقاهرة. وشُغلت الجامعة عنه, ومرض, فوقف عن الاِتمام. وقام بالترجمة ابتداءً من أول الكتاب عبد الحليم النجار, فتوفي أيضاً قبل إتمامه, وقد صدر منه ثلاثة أجزاء. ولبروكلمان « تاريخ الشعوب الإسلامية» ترجم إلىَ العربية في بيروت وطبع بها في خمسة أجزاء صغيرة, و « فهرسان لخزانتي برسلاو وهامبورغ» يعرّفان بمخطوطاتهما العربية, وكتاب في « نحو اللغة العربية» بالألمانية, و « معجم للغة السريانية» و « قواعد السريانية» و « ترجمة ديوان لغات الترك» للكاشغري, إلىَ الألمانية وكلها مطبوعة. ومما نشر بالعربية قسم كبير من « عيون الأخبار» لابن قتيبة, ورسالة « تلقيح فهوم أهل الاَثار» لابن الجوزي, وجزء من « طبقات ابن سعد» ورسالة « ما تلحن فيه العوام» للكسائي.


شبهة أن الرسول r اتصل فى رحلاته ببعض اليهود والنصارى
كارل بروكلمان وهو يتحدث عن نبوة محمد r، يردد أكاذيب وأباطيل فيقول : "وتذهب الروايات إلى أنه اتصل فى رحلاته ببعض اليهود والنصارى، أما فى مكة نفسها فلعله اتصل بجماعات من النصارى كانت معرفتهم بالتوراة والإنجيل هزيلة إلى حد بعيد([3])، وعن الوحى يردد بأنه وحى نفسى قائلاً : "لقد تحقق عنده – أى عند الرسول e –أن عقيدة مواطنيه الوثنية فاسدة فارغة، فكان يضج فى أعماق نفسه هذا السؤال : إلى متى يمدهم الله فى ضلالهم، ما دام هو U قد تجلى، آخر الأمر، للشعوب الأخرى بواسطة أنبيائه؟! وهكذا نضجت فى نفسه الفكرة أنه مدعو إلى أداء هذه الرسالة، رسالة النبوة([4])0

الرد
لو كان الامر كذلك فما سبب سكوت قريش على هذا ، وهم قد أجهدوا أنفسهم فى تلمس مصادر النبى التى افترضوها فى المسيحيين الموجودين بمكة ؟!
ويستعرض الدكتور ساسي سالم الحاج النقاط التالية :
إن زعمهم بأن الرسول الكريم قد تلقى تعاليمه الدينية عن بحيرى الراهب ، فهو قول عار من الصحة هو الاخر ، ذلك أنه لم يكن لهذا الراهب أثر فى التاريخ لو لم يذكره مؤرخو السيرة النبوية . وأجمع هؤلاء المؤرخون على أن هذا الشخص هو راهب متبتل عاش فى ديره على أطراف الجزيرة العربية مثل بقية زملائه الذين اتخذوا من هذه الأماكن القصية ملاذاً لهم ، وكان ديره يقع فى طريق تجارة قريش إلى الشام ، وكثيراً ما تأوى هذه القوافل التجارية إلى ديره للراحة من وعثاء السفر ، فيضيفها ، ويزودها بالماء القراح .
لكن المستشرقين أولوا هذه الأخبار وذهبوا بها مذاهب شتى منها : أن الرسول كان يتردد على هذا الراهب إبان سفره للتجارة عندما أصبح شاباً ، وأنه استقى منه العديد من الحكم والمعارف الدينية ، وأنه كان أحد مصادره لتأليف القرآن الكريم ويتبين خطأ هذا الرأى من عدة وجوه منها :
أن الرسول لم يرى بحيرى إلا مرة واحدة وللحظات بسيطة وهو طفل صغير ولا يعقل أن ستقى منه شيئا من المعارف والمعلومات فى هذه الفترة الوجيزة وفى هذه السن اليافعة ، وثبت أن الرسول لم يسافر للتجارة إلا مرة واحدة بعد أن أصبح شاباً ، وذلك عندما استأجرته خديجة لتجارتها . واتفقت الرويات على عدم مروره ببحيرى هذه المرة ولم يشر الإخباريون ومؤرخو السيرة إطلاقاً إلى عودة الرسول إليه مرة ثانية , وإذا صدقنا برواية التقاء الرسول ببحيرى رفقة عمه أبى طالب فإن الإحداث تنبئنا بأنه عاد إلى التجارة وهو قريب السن من الخامسة والعشرين لأنه تزوج بخديجة فى هذا العمر أى بعد عودته من تجارته بالشام فيكون بحيرى قد قضى نحبه خلال هاتين الفترتين .
والأسئلة التى لا إجابة عنها من قبل المستشرقين عن هذا التأثير تتحدد فى الأمور التالية : كيف يتأثر الرسول بهذا الراهب وقد رآه والتقى به مرة واحدة وهو فى الثانية عشرة من عمره ؟
كيف يتسنى له أن يتلقى منه المعارف والقصص ، والأحكام والمواعظ ، والأوامر والنهى الواردة فى القرآن الكريم وهو يمر بهذا الراهب مرور الكرام حتى ولو افترضنا التقاءه به مرة ثانية ؟
وكيف لا يلاحظ مرافقوه من تجار قريش التقاء الرسول به ، والمكوث معه أياماً وليالى طويلة ، وهو يغترف من معين هذا الراهب العلمى ؟
وكيف يتسنى له ذلك وهو أمى لا يتمكن من تسجيل تلك المعلومات وتدوينها للاستعانة بها فى تأليف كتابه ؟ .
ثبت لدى المؤرخين والباحثين وجود اليهود فى الجزيرة العربية ، واستقرارهم بيثرب ، واصطدامهم بالرسول بعد هجرته إليها ، ومجادلتهم إياه فى الأمور التعبدية والمدنية . ويرجع الباحثون قدوم اليهود إلى الجزيرة العربية من فلسطين بعد أن استولى عليها " نبوخذ نصر " البابلى . وأنهم انتشروا فى الأجزاء الشمالية من الجزيرة العربية ، ثم تسربوا إلى جنوبها ، حتى أصبحت اليهودية الديانة الرسمية لليمن ، أما كيفية حصول ذلك ، فليس لدينا إلا رواية الطبرى التى زعم فيها أن " تبع بن حسان " اهتدى إلاى ديانتهم عند مروره بيثرب وهو عائد إلى بلاده من حرب قام بها فى الشمال ، وذلك بتأثير بعض الأحبار عليه .

نعم هناك العديد من التشابه بين الديانات السماوية فى ما يتعلق بالتوحيد والمعتقدات ، وإنكار عبادة الأصنام ، وتقرير بعض الأحكام التعبدية ، وإقرار بع العقوبات الجنائية ، ورواية بعض القصص المتعلقة بالرسل السابقين والأمم البائدة، والسبب فى ذلك أن هذه الكتب المقدسة جميعها مصدرها الله ، إذ يعتقدون المسلمون جميعاً أن مرجعها إلى الله الذى أوحى بها إلى الأنبياء ليبلغوا بها الأقوام السابقة كما بلغ بها نبى الإسلام فيكون مصدر هذا التشابه واحداً ، لأنها صادرة من مصدر واحد هو الله الذى أنزل الديانات السماوية الثلاث ، وكيف يتسنى لنا أن نساير المستشرقين فى تحليلاتهم التى تذهب إلى أنكار الوحى الألهى على محمد ، ونفى مصدر القرآن الإلهى ، والتشديد على بشريته بينما العديد منهم يؤمنون بالرسالات السماوية الأخرى من يهودية ومسيحية ، بل إن بعضاً منهم يتصف بالتدين الشديد فى هاتين الديانتين السماويتين ، ويجوز لنا أن نقبل بتحليلاتهم المليئة بالشكوك فى هذه المسائل الاعتقادية لو أنكروا مسألة الوحى الإلهى ، والإيمان الغيبى ونفى الرسالات السابقة عن الإسلام ، ثم ينصب نفيهم على الرسالة المحمدية فيكونون قد حادوا عن جادة الصواب ، واتصفوا بصفة التعصب العرقى الذى يميز بين الأجناس ، ويبيح لبعض الأقوام التشرف بإنزال الرسالة السماوية عليه ومن خلال أنبيائه وينكر على الشعوب الأخرى هذه الصفة كما فعل اليهود طوال تاريخهم إلى يومنا هذا باعبتارهم شعب الله المختار ، فأنكروا الرسالة المحمدية ، وأبوا التسليم بها ، لأنه لم يكن منهم ، ولأن النبوة لا تكون ـ على رأيهم ـ إلا فى بنى إسرائيل ، فكيف يصدقون بنبى عربى من الأميين ؟




شبهة تعالي العرب الفاتحين عن المسلمين الأعاجم وانتقاصهم من مكانتهم
يحاول المستشرقون أن يؤكدوا تعالي العرب الفاتحين عن المسلمين الأعاجم وانتقاصهم من مكانتهم ، وفي ذلك يقول المستشرق " بروكلمان " في كتابه " تاريخ الشعوب الاسلامية " : " واذا كان العرب يؤلفون طبقة الحاكمين فقد كان الأعاجم من الجهة الثانية هم الرعية أي القطيع كما يدعوهم تشبيه سامي قديم كان مألوفاً حتى عند الآشوريين " .

الرد
فهذا المستشرق قد أعرض عن جميع الوثائق التاريخية التي تؤكد عدالة الفاتحين المسلمين ومعاملتهم أفراد الشعب على السواء من غير تفرقة بين عربي وغيره ، وتعلق بلفظ " الرعية " تعلقاً لغوياً واستنتج منها أن المسلمين نظروا إلى الأعاجم نظرة القطيع من الغنم ، ولو رجعنا إلى مادة " رعى " في قواميس اللغة وجدناها تقول كما في القاموس المحيط : والراعي كل ولي أمر قوم ، والقوم رعية ، وراعيته : لاحظته محسناً اليه ، وراعيت أمره : حفظته ، كرعاه .
فالراعي في اللغة يطلق على راعي الغنم وعلى رئيس القوم وولي امرهم ، والرعية تطلق على الماشية وتطلق على القوم ، ومن معاني الرعاية : الحفظ والإحسان .
فلما أطلقها الاسلام على القوم لم يخص بها الأعاجم ليشير إلى أنه يراهم كالقطيع من الغنم ، وإنما أطلقها على الشعب عامة ، والأحاديث في ذلك كثيرة معروفة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره : " كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته([5]) .
شبهة أن شدة تفكير محمدrفيما عليه قومه من شرك وضلال خلق في ذهنه فكرة دين جديد

وذكر المستشرق الألمانيبروكلمانأن شدة تفكير محمد، r، فيما عليه قومه من شرك وضلال خلق في ذهنه فكرة دين جديد يصلح به حال العبادوالبلاد، يقولبروكلمانأغلب الظن أن محمداً rقد انصرف إلى التفكير فيالمسائل الدينية في فترة مبكرة جداً، وهو أمر لم يكن مستغرباً عند أصحاب النفوسالصافية من معاصريه الذين قصرت العبادة الوثنية عن إرواء ظمئهم الروحي
الرد
إن هذه الصورة التي حدَّد معالمها هؤلاء المستشرقون، تتسم بكثير من المغالطاتوالأكاذيب والادعاءات الزائفة التي ملاكها الجهل بسيرة محمد، rالتي تخبرنا أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يلتفت إلى أمر النبوة ولم يعبأ بها ولميسع إليها، بل كان منذ طفولته ميالاً إلى الوحدة، تواقاً إلى العزلة، مبتعداً عنجهالة قومه وضلالاتهم، تاركاً عبادتهم، فلم يعبد معهم صنماً ولا عظَّم وثناً .
ويقولمحمد رشيد رضا ،التحقيق في صفة حال محمد، r من أولنشأته، وإعداد الله تعالى إيَّاه لنبوته ورسالته: هو أنه خلقه كامل الفطرة ليبعثهبدين الفطرة، وأنه خلقه كامل العقل الاستقلالي ليبعثه متمماً لمكارمالأخلاق، وأنه بغَّض إليه الوثنية وخرافات أهلها ورذائلهم من صغر سنه، وحبَّب إليهالعزلة حتى لا تأنس نفسه بشيء مما يتنافسون فيه من الشهوات والملذات البدنية، أومنكرات القوة الوحشية، كسفك الدماء والبغي على الناس، أو المطامع الدنيئة، كأكلأموال الناس بالباطل، ليبعثه مصلحاً لما فسد من أنفس الناس، ومزكِّياً لهم بالتأسيبه وجعله المثل البشري الأعلى لتنفيذ ما يوجهه إليه الشرع الأعلى·
نستنتج من هذا، أن محمداً، r، كان غافلاً عن أمر الوحي، لميفكر فيه قطعاً ولم يبحث عنه، فلو كان الأمر كما يدَّعون، ما كان له أن يشعر بالرعبوالخوف عندما رأى جبريل ـ عليه السلام ـ وسمع صوته حتى إنه قطع خلوته، وعاد إلىبيته مسرعاً·
وتروي أحاديث بدء الوحي أن النبي، صلى الله عليه وسلم، خاف على نفسهلما رأى الملك للمرة الأولى، ولم تجد زوجته خديجة، رضي الله عنها، أمامها من وسيلةلتهدئ من روعه ـ عليه الصلاة والسلام ـ سوى أن تذكِّره بما سلف من عمله الصالح،وخلقه الطيب، فقالت:
كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحملالكَلَّ، وتُكْسِب المعدوم، وتُقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق ، ثم أخذتهبعد ذلك إلى ابن عمهاورقة بن نوفلليفسر له الحال التي كان عليها ويطمئنهعلى نفسه، فقال له ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله، صلى الله عليهوسلم، بما رأى، فقال لهورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، ياليتني جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أوَ مُخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإنيدركني يومك لأنصرك نصراً مؤزراً([6])·
بروي
تأثير أمية ابن أبي الصلت
كتب المستشرق بروي (H.H.Brau) تحت مادة "أمية ابن أبي الصلت" في دائرة المعارف الإسلامية ما نصه:

"والآراء الدينية في كلام أُمية مطابقة لما جاء في القرآن إلى حدٍّ كبير. ويكاد الاتفاق يقع كلمة كلمة في كثير من الأقوال، ولهذا أُثيرت بالطبع مسألة اعتماد أحد القولين على الآخر. فيذهب
بروي و هيوارإلى أن أشعار أُمية بن أبي الصلت ـ التي تتضمّن قصصاً من قصص التوراة مذكورة عند المقدسي في "كتاب البدء" وهو الكتاب الذي نُسبَ خطأ إلى البلخي ـ هي من المصادر الصحيحة التي استمدَّ منها القرآن رأساً". ويضيف أيضاً في نفس المادة: "... ويمكن أن نعلل مشابهة قصائد أُمية لما جاء في القرآن بحقيقة لا تَحتمل شكاً هي: أنه في أيام البعثة المحمدية، وقبلها بقليل من الزمان، انتشرت نزعات فكرية شبيهة بآراء الحنيفية، واستهوت الكثير من أهل الحضر، وخصوصاً في مكة والطائف.
الرد
ويرد عليه الدكتور فؤاد كاظم المقدادي بقوله :

إن قول بروي هذا صارخ في إنكار الوحي الإلهي للرسول محمد r، وهو يردد بذلك دعوى أسلافه من اليهود والنصارى من الذين ابتدعوا هذه الأشعار، ونسبوها إلى أمية كيداً للإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد ذكرت لنا كتب التاريخ أن أُمية بن الصلت هذا كان من أعدى أعداء الإسلام ونبيه الكريم
من ذلك ما جاء في تاريخ الأدب العربي في ترجمة أُمية بن الصلت ما نصه: "كان أُمية تاجراً من أهل الطائف ينتقل بتجارته بين الشام واليمن. ومال أُمية من أول أمره إلى التحنف، هجر عبادة الأوثان وترك شرب الخمر واعتقد بوجود الله من غير أن يكون له فروض معينة في العبادة. وكاد أُمية أن يسلم لما جاء الإسلام، ولكن موقف قومه ثقيفٍ من الإسلام أملى عليه العداء للرسول وللمسلمين، فكان يُحرّض على قتال الرسول. ولما انتصر المسلمون على مشركي مكة في غزوة بدرٍ ، رثى أُمية الذين قُتلوا من المشركين في تلك الغزوة ... ضاع القسم الأوفر من شعر أُمية، ولم يثبت له على القطع سوى قصيدته في رثاء قتلى بدر من المشركين. وكان أُمية يحكي في شعره قصص الأنبياء على ما جاء في التوراة ويذكر الله والحشر ويأتي بالألفاظ والتعابير على غير مألوف العرب، ولذلك كان اللغويون لا يحتجون بشعره. وشعره كثير التكلّف ضعيف البناء قليل الرونق قلق الألفاظ. أما أغراضه في شعره الباقي بين أيدينا ـ صحيحاً ومنحولاً ـ فهي المدح والهجاء والرثاء وشيء من الحكمة وكثير من الزهد ومن الكلام في الله والآخرة". ومن ذلك نستنتج ما يلي:

1–أنه كان عدوّاً للإسلام ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نُقل أنه: "لمّا ظهر النبي قيل له: هذا الذي كنت تستريب وتقول فيه. فحسده عدوّ الله وقال: إنّما كنت أرجو أن أكونَه، فأنزل الله تعالى فيه: (واتْلُ عليهم نَبَأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) (سورة الأعراف/ 175). وكان يحرّض قريشاً بعد وقعة بدر"، وهذه قرينة على وجود تنافر بينه وبين رسول الله مما يبعد مقولة وجود صلة واستقاء منه خصوصاً بعد البعثة النبوية.
2–أنه كان يحكي في شعره بعض ما جاء في التوراة من قصص الأنبياء
3–أن البيان والبلاغة الإعجازية لآيات القرآن الكريم تأبى وتتنافى ودعوى الأخذ من أشعار أُمية المتكلفة الضعيفة
.

وقد أشار القرآن إلى هذه الافتراءات وما فيها من مفارقات صارخة، وأفحمهم بالبرهان الساطع الذي يثبت به ـ بما لا يقبل الشك والترديد ـ البون المطلق بين ما يدّعى مصدراً لضعفه وهبوط بيانه، وبين البيان الإعجازي للقرآن الكريم وهو قوله تعالى: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنّما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسانٌ عربي مبين)
ثم أشار إلى حقيقة أخرى تدفع هذه الدعوى أيضاً إذ قال: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فأصبر إن العاقبة للمتقين)، وبذلك أثبت أن المشركين آنذاك لا يعلمون مما جاء في القرآن شيئاً ولو كانت أشعار أُمية مطابقة أو مشابهة لما ورد في القرآن الكريم إذن لكانت خير دليل عندهم على دحض نبوة محمد r، وإنكار الوحي والتنزيل الإلهي له صلى الله عليه وآله وسلم.

بطرس المبجل: (1094-1156)
فرنسي من الرهبانية البندكتية ، رئيس دير كلوني ، قام بتششكيل جماعة من المترجمين للحصول على معرفة موضوعية عن الإسلام . وقد كان هو ذاته وراء أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية 1143م التي قام بها الإنجليزي روبرت أوف كيتون



الرسول لم يعتمد علي العقل بل علي السلاح
إتهم بطرس المسلمين بالعنف وأن نبيهم لم يعتمد علي العقل بل علي السلاح ومنذ ذلك الحين واتباعه إخلاصا منه لشريعته يخنقون الحوار بالسيوف والحجاره!

بل ، ريتشارد :

الرسول اعتمد في كتابته للقرآن على الكتاب المقدس
ويرى ( ريتشارد بل Richard Bell (مؤلف كتاب مقدمة القرآن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمد في كتابته للقرآن على الكتاب المقدس، وخاصة على العهد القديم في قسم القصص. فبعض قصص العقاب كقصص عاد وثمود مستمدة من مصادر عربية، ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمدr ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ونصرانية. وقد كانت فرصته في المدينة للتعرف على ما في العهد القديم أفضل من وضعه السابق في مكة حيث كان على اتصال بالجاليات اليهودية في المدينة، وعن طريقها حصل على قسط غير قليل من المعرفة بكتب موسى على الأقل








بودلي

شبهة النبي كان يجالس بحيرا الراهب ويتعلم منه

أما المستشرق الإنجليزي بودلي فيذكر في كتابه "الرسول حياة محمد" أن النبي كان يجالس بحيرا الراهب ويتعلم منه طويلا؛ فقد ظل الراهب يحادث العربي الصغير، وكأنما يحادث رفيقا من رفقائه فأخبره بعقيدة عيسى وسفه عبادة الأصنام، وأرهف محمد rالسمع إلى ما ينطق الرجل به.
وفي موضع آخر من الكتاب ذكر بودلي: وكان على محمد rأن يتلقى نزرا يسيرا من التعليم المدرس، ولكنه كان يحصل أكثر من أي طالب يمضي سحابة يومه في حجرة الدرس.

الرد
إنّ هذه الشبهة لا تنسجم أساساً مع تاريخ حياة النبي كما أنّ الموازين العقلية تكذِّبها ، وإليكم الشواهد على ذلك :

أولاً : إنّ النبي وباتِّفاق جميع المؤرّخين كان أُمِّياً ، لا يعرف القراءة والكتابة ، فهل يمكن أن يعقل من صبي لم يتجاوز عمره أربعة وعشرين عاماً ، وفي سفرة محدودة أن يفهم حقائق التوراة والإنجيل ، ومن ثم يقوم بصَبِّ هذه الحقائق في سن الأربعين بشكل شريعة سماوية متكاملة ؟
بالطبع إنّ مثل هذا الأمر يعتبر أمراً خارقاً للعادة ، وربما إذا أخذنا بنظر الاعتبار مقدار الاستعداد البشري فيمكننا أن نعتبره من المُحالات .
ثانياً : إنّ سفر النبي كان سفراً لأغراض تجارية ، ولم يستغرق – ذهاباً وإياباً – أكثر من أربعة أشهر .
والمعروف أن لقريش رحلتان ، رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام ، وعلى هذا الترتيب لا يمكن أن يعقل حتّى لأكبر عالم في الدنيا أنّ يتعلّم التوراة والإنجيل بهذه المدّة القصيرة ، فكيف لصبي مثل النبي ، لا يقرأ ولا يكتب .
ولم يرافقه راهب في السفر بين مكّة والشام سوى بُحيرا الذي صادفه في إحدى منازل الطريق ، ولم يقضِ معه إلاّ بضع ساعات .
ثالثاً : تؤكّد النصوص التاريخية على أنّ عمَّ النبي أبو طالب كان يريد منه مرافقته إلى الشام .
ولم تكن ( بصرى ) هي النقطة النهائية في الطريق ، وإنّما كانت منطقة استراحة تقع في الطريق بين مكّة والشام ، وتتوقّف فيها أحياناً بعض القوافل للاستراحة ، ثم تواصل مسيرها .
فكيف استطاع النبي تعلُّم التوراة والإنجيل في فترة الاستراحة التي لا تتجاوز بضعة ساعات ؟!
ولو فرضنا أنّ أبا طالب أخذ النبي إلى الشام ، أو عاد به إلى مكّة قبل الموعد المقرر ، أو أنّ النبي عاد إلى مكّة مع شخص آخر .
فهذه الفرضية لا تصح ، لأنّ هدف الرحلة وهدف أبو طالب لم يكن منطقة بصرى ، لكي تكون منطقة استراحة يستطيع من خلالها النبي تحصيل المعارف .
رابعاً : لو كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تعلَّم عند الراهب في بصرى ، لكان هذا الأمر شائعاً ، ومن المسلَّمات بين أوساط قريش في مكّة بعد العودة من السفر .
وبالإضافة إلى ذلك أن النبي لم يستطع أن يدَّعي يوماً ويقول : أيها الناس ، أنا أُمِّي لا أعرف القراءة والكتابة ، بينما رسالته بدأت بعبارة : ( اِقرأ ) العلق : 1 .
علماً أنّه لم نسمع بأحد قال للنبي: يا محمد ، أنت تعلَّمت في سن الثانية عشر من عمرك في بصرى ، عند الراهب بحيرا ، وتعلَّمت كثيراً من الأسرار السماوية من عنده .
وكما نعلم أنّهم ألحقوا بالنبي كثيراً من التهم ، ودقَّقوا في القرآن كثيراً لكي يجدوا دليلاً يحتجون به على النبي.
حتّى أنّهم شاهدوه يجلس مع غلام مسيحي في المروة – مكان في مكّة – فانتهزوا الفرصة ، وقالوا بأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) يأخذ تعاليمه من هذا الغلام .
وهذه التهمة عبَّر عنها القرآن الكريم قائلاً : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ) النحل : 103 .
وخلاصة القول : أنّ قريش لم تدَّعِ ذلك مطلقاً ، وهذا خير دليل على أن هذا الادِّعاء جاء به المستشرقون .
خامساً : إذا كان راهب بصرى بهذه الدرجة من الاطِّلاع بالعلم والدين ، بحيث أنّ النبي استطاع أن يغيِّر بهذه المعلومات التي اكتسبها منه مجتمع الجزيرة العربية ، فذاع صيته في الشرق والغرب ، فلماذا لم يشتهر هذا الراهب مثله ، وهو معلِّمه الأوّل كما يدَّعون ؟! .
بوهل ، فرانتس

بُوهْل(1266 ـ 1351 هـ = 1850 ـ 1932 م) Frantz Buhl:
مستشرق دانمركي. من أعضاء المجمع العلمي العربي. ولد وتوفي في كوبنهاغن. كان أستاذ اللغات الساميّة في جامعتها. كتب في دائرة المعارف الإسلامية فصولاً في تراجم بعض أعلام المسلمين. وله كتاب في « جغرافية فلسطين القديمة» باللغتين الدانمركية والألمانية, وكتاب « حياة محمد» كتبه باللغة الدانمركية, وتُرجم إلى الألمانية. وكان غزير العلم بأدب الجاهلية العربية وتاريخها.


شبهة أن قصتي صالح وهود تناقضان الدعوة المألوفة التي أتى بها محمدr
يقول (بوهل Fr. Buhl) أن قصتي صالح وهود تناقضان الدعوة المألوفة التي أتى بها محمد rفي سور العهد المكّي من حيث انه قال: انه لم يرسل من قبله نبي إلى العرب...) إلى آخره .


الرد

أـ ان الآيات(1) التي استدل بها (بوهل) هذا هي:الآية(46) من سورة القصص التي جاء فيها: (لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك...)، والآية (2) من سورة السجدة التي جاء فيها: (وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم من قبلك من نذير)، والآية (5) من سورة يس التي جاء فيها: (لتنذر قوماً ما اُنذر آباؤهم فهم غافلون)، حيث أن الكاتب قد استدل بها على عدم ارسال الرسل وبعث الأنبياء قبل الرسول محمد rإلى العرب، وبهذا ادّعى اكتشاف تناقض بين هذه الآيات والآيات التي أوردت قصتي صالح وهود، وأنهما نبيّان اُرسلا إلى عاد وثمود وهما من العرب.
وجواب ذلك، واضح لمن يتأمّل في الآيات الاُولى، حيث أنها لم تقصد بالقوم (العرب) عمومهم منذ البدء وإلى عصر دعوة محمد
r، وإنما كانت تقصد ذلك الجيل الذي يستوعب قوم العرب المعاصرين لنبوة محمد rوآبائهم القريبين، وهذا هو الواقع حقاً، حيث انقطع الوحي الالهي فترة من الزمن، ولم يُرسل رسول لهم أو يظهر نبي بينهم، فلا تناقض بين الآيات الاولى والثانية.
ب ـ قول (بو
هل Fr. Buhl) في دعواه هذه من أن عدم ارسال الرسل وبعث الأنبياء للعرب مألوف في سور العهد المكي، الواقع خلاف ذلك فهناك آيات مكيّة تصرّح ببعث الأنبياء وارسال الرسل إلى العرب وكل الأقوام والاُمم، منها قوله تعالى: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من اُمة إلاّ خلا فيها نذير) ، ومنها الآيات المكيّة التي تتحدث عن قصتي النبيين صالح وهود عليهما السلام، منها قوله تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينةٌ من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذابٌ أليم...).

بلاشير ، ريجيس R.L. Blacher "1900م-1973"

ولد في باريس وتلقى التعليم الثانوي في الدار البيضاء وتخرج باللغة العربية من كلية الآداب بالجزائر، تولى العديد من المناصب العلمية منها أستاذ اللغة العربية في معهد مولاي يوسف بالرباط، ومدير معهد الدراسات المغربية العليا (1924م-1935م)، وأستاذ كرسي الأدب العربي في مدرسة اللغات الشرقية الحية بباريس وأستاذاً محاضراً في السوريون ثم مدير مدرسة الدراسات العليا والعلمية، ثم أستاذ اللغة العربية وحضارتها في باريس.من أبرز إنتاجه ترجمته لمعاني القرآن الكريم وكذلك كتابه (تاريخ الأدب العربي) في جزأين وترجمه إلى العربية إبراهيم الكيلاني، وله أيضاً كتاب (أبو الطيب المتنبي: دراسة في التاريخ الأدبي).

الأدب العربي يفتقد عموماً إلى الإبداع والعبقرية
ريجيس بلاشير يزعم أن الأدب العربي يفتقد عموماً إلى الإبداع والعبقرية وان "الفعالية الأدبية، في أدوار عدة، بل في الأدوار الهامة تظل جماعية بمعزل عن كل خلق فردي حقاً، وإذا ما اتفق أن وجدنا خلافاً لذلك فإننا لا نلبث إذا أمعنا النظر أن ندرك أن الظاهرة حركة تجديد أوجدتها فئة أو جماعة أدبية أو هي صفة خاصة إقليمية …. وعلى الجملة فالأدب العربي – وقد نلحق به آداب الشرق الأدنى–لم يعرف إلاّ في ومضات خاطفة، تلك الحاجة المرهقة الخصبة للتجديد، والتميز، والتعارض 0"([7])



الرد

وقد كفانا محمد العزب مؤونة الرد على بلاشير في مقالة أكد فيها حقيقة وجود الإبداع والعبقرية في الأدب العربي على مر العصور ،ولم يكتف بما كتبه النقاد المسلمون منذ القديم ولكنه رجع إلى بعض ما كتبه كارل بروكلمان في هذا المجال. وقدم نماذج من الشعراء المسلمين على مر العصور ([8]). ولكن ألا يمكن أن يكون هذا الرأي الذي قال به بلاشير إنما ينطلق من النظرة الاستعلائية التي تطبع الغرب عموماً فلا يرون عبقرية إلاّ عبقريتهم أو عبقرية من كان مقلداً لهم.

موضوع القراءات بالأحرف السبعة

وقد تكلم المستشرقون كثيراً في موضوع القراءات بالأحرف السبعة محاولين إثبات أن القراءة كانت حرة طليقة، الأمر الذي جعل تعرض القرآن للتغيير أمراً لا مفر منه. وهم بذلك يوهمون بأن التدوين وقع في جو هذه الحرية، وفي هذا الجو تم تسجيل قراءات مختلفة. وهذه القراءات التي نجمت عن ذلك لم تكن هي الصورة التي ورد بها الوحي أساساً. ونتيجة ذلك كله هي القول بحدوث تغيير في النص القرآني.

وقد روّج بعض المستشرقين لفكرة ( القراءة بالمعنى) مما يعطي للمزاعم السابقة سنداً تعتمد عليه

الرد
يحلل الدكتور ساسي المسألة الي ما يلي :
الأول :
إن المراد بالأحرف السبعة هى الأوجه السبعة من المعانى المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو أقبل ، وتعالى ، وهم . والسبب فى ذلك التوسعة على المسلمين فى الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغتهم ، حالة كونهم أمة أمية لا تعرف القراءة والكتابة إلا القليل من أبنائها ، فوسع لهم فى اختلاف الألفاظ من اتفاق المعنى .

الثانى :
إن المراد بالأحرف السبعة هى سبع لغات فى القرآن على لغات العرب كلها ، وليس معناه أن يكون فى الحرف الواحد سبعة أوجه ، ولكن هذه اللغات السبع متفرقة فى القرآن ، فبعضه بلغة قريش ، وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة اليمن .

الثالث :
المراد بالأحرف السبعة ، والتى تعنى اللغات السبع إنما تكون فى لغة مضر ، لأن الخليفة " عثمان " احتج بها عند جمع القرآن فقال " نزل القرآن بلغة مضر " والمقصود بلغة مضر : كنانة ، وأسد ، وهذيل ، وتيم ، وضبة ، وقيس .

الرابع :
إن المراد بالأحرف السبعة هو وجوه الاختلاف فى القراءة منها ما تتغير حركته ، ولا يزول معناه ولا صورته مثل : " هن أطهرُ لكم " وأطهر " ويضيقُ صدرى " ويضيقَ ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب ، مثل " ربنا باعد بين أسفارنا " وباعد ومنها ما تبقى صورته ويبقى معناه : " كالعهن المنفوش " وكالصوف المنفوش . ومنها ما تغير صورته ومعناه ، مثل " وطلح منضود " وطلع منضود . ومنها بالتقديم والتأخير كقوله : " وجاءت سكرة الموت بالحق " وجاءت سكرة الحق بالموت . ومنها بالزيادة والنقصان ، مثل قوله : تسع وتسعون نعجة أنثى وقوله : وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين ، وقوله : فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم .

الخامس :
إن المراد بالأحرف السبعة معانى كتاب الله تعالى ، وهى أمر ، ونهى ، ووعد ، ووعيد ، وقصص ، ومجادلة ، وأمثال ، ورفض معظم المفسرين كابن عطية هذا التعليل لأن هذا لا يسمى أحرفاً ، ولأن الإجماع قد انعقد على التوسعة على الأمة لم تقع فى تحليل حلال ولا فى تغير شئ من المعانى .


فكرة تدوين الوحي لم تنشأ إلا بعد إقامة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة

ليس صحيحاً ما يردده ( بلا شير ) من أن فكرة تدوين الوحي لم تنشأ إلا بعد إقامة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وأن التدوين كان جزئياً وناتجاً عن جهود فردية ومثاراً للاختلاف

فالثابت أن فكرة تدوين الوحي كانت قائمة منذ نزوله ـ وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام كلما جاءه الوحي وتلاه على الحاضرين أملاه من فوره على كتبة الوحي ليدونوه: وقد بلغ عدد كتاب الوحي ـ كما يذكر الثقات من العلماء ـ تسعة وعشرين كاتباً أشهرهم الخلفاء الراشدون الأربعة ومعاوية، والزبير بن العوام، وسعيد بن العاص، وعمرو بن العاص، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت
وأما ما يتعلق بمسألة الأوجه السبعة في القراءة فإن الأمر فيها لم يكن متروكاً لأهواء الناس، وإنما كان محكوماً بما يقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم للناس من أوجه للقراءة كان القصد منها التخفيف على الناس في أول الأمر ( فأذن لكل منهم أن يقرأ على حرفه، أي على طريقته في اللغة، إلى أن انضبط الأمر في آخر العهد وتدربت الألسن، وتمكن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة فعارض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرتين في السنة الأخيرة، واستقر على ما هو عليه الآن ) . وهذا ما عليه أكثر علماء المسلمين

والواقع الذي عليه المسلمون منذ أربعة عشرة قرناً هو تمسكهم الشديد بالمحافظة على الوحي القرآني لفظاً ومعنى ، ولا يوجد مسلم يستبيح لنفسه أن يقرأ القرآن بأي لفظ شاء ما دام يحافظ على المعنى. وليبحث المستشرقون اليوم في أي مكان في العالم عن مسلم يستبيح لنفسه مثل ذلك وسيعييهم البحث ، فلماذا إذن هذا التشكيك في صحة النص القرآني وهم يعلمون مدى حرص المسلمين في السابق واللاحق على تقديس نص القرآن لفظاً ومعنى ؟
إنهم يبحثون دائماً ـ كما سبق أن أشرنا ـ عن الآراء المرجوحة والأسانيد الضعيفة ليبنوا عليها نظريات لا أساس لها من التاريخ الصحيح ولا من الواقع. فنحن المسلمين قد تلقينا القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو بدوره تلقاه وحياً من الله . ولم يحدث أن أصاب هذا القرآن أي تغيير أو تبديل على مدى تاريخه الطويل . وهذه ميزة فريدة انفرد بها القرآن وحده من بين الكتب السماوية كافة، الأمر الذي يحمل في طياته صحة هذا الدين الذي ختم الله سائر الديانات السماوية

بلاشير يتحدث في كتابه "معضلة محمد" عن مصدر القصص القرآني ، ذاكرا بالخصوص أن مما لفت انتباه المستشرقين هو التشابه الحاصل بين هذا القصص ، وبين القصص اليهودي المسيحي([9])


القرآن الكريم كتاب مقلق للغربيين، ومحير لهـم ، ومبلبل لأفكارهم

يقول بلاشير :

(قلما وجدنا بين الكتب الدينية الشرقية كتاباً بلبل بقراءته دأبنا الفكري أكثر مما فعله القرآن )


الرد

الأمر في الواقع ليس مجرد قلق أو حيرة أو بلبلة فكرية، وإنما الأمر أبعد من ذلك بكثير، إنه الشعور بخطورة هذا الكتاب. وقد كان للاستشراق دوره في التحذير من خطورة القرآن على العالم الغربي، فقد تكفل بالكشف عن أخطار القرآن طائفة من المستشرقين الذين أخضعوا بحوثهم العلمية للأهواء الشخصية أو الأهداف السياسية والدينية، فأعماهم ذلك عن الحق وأضلهم عن سوء السبيل .

عندما تدرس هذه الفئة القرآن الكريم دراسة عميقة ، وتتأمل مبادئه الأساسية، وتتبين مزاياه الفريدة، وما فيه من دعوة إلى الترابط، والاعتصام بحبل الله المتين، والتعاون على البر والتقوى، والتحذير من الشر أو الظلم، والنهي عن السخرية بغيرنا أو التجسس عليه، والتحذير من الغيبة والنميمة، والحض على الصدق والأمانة، والعدل والوفاء بالعهد، والحث على طلب العلم والتخلص من الجهل ـ عندما يتبينون ذلك كله يحاولون طمس هذه الحقائق، وإبعاد المسلمين عنها، ويسارعون إلى أولي الأمر في بلادهم من المستعمرين القدامى أو الجدد، ويوحون إليهم بأن هذا القرآن كتاب خطير، لأنه اشتمل على مبادئ تقيم الدنيا وتقعدها، وإذا تحقق فهمها وتطبيقها ساد أهله العالم كله وتحكموا في مصيره.

وهذا يعني ان المسلمين إذا عرفوا كتابهم حق المعرفة، وطبقوه تطبيقاً تاماً، فالويل كل الويل للاستعمار القديم والجديد. إذ أنه لن تقوم له قائمة بعد الساعة التي تتم فيها هذه المعرفة، ويتحقق فيها ذلك التطبيق ؛ ومن ثم يتبين ذلك المجهود الذي يبذله المستعمرون في أن يبقى القرآن مجهولاً، وأن تظل مبادئه مهجورة بعيدة عن التنفيذ

ومن هنا نعرف سبب هلع الغرب وفزعه الذي لا حد له عندما يشعر بوجود تيار إسلامي في أي مكان في العالم الإسلامي، أو ما يعرف الآن بالصحوة الإسلامية، التي تعني ـ لو أحسن ترشيدها ـ عودة إلى هذا القرآن ، الذي يزرع العزة في قلوب أبنائه، ويرفض أن يكونوا أذلاء لأعدائهم. وهذا يعني أيضاً انطلاق المارد الإسلامي من سجنه ليثبت وجوده مرة أخرى، الأمر الذي يهدد أطماع ومصالح الغرب في الشرق الإسلامي. ([10])



بيكر ، كارل هينريش: " 1867-1933م " K.H. Becker
مستشرق هولندي درس اللغات الشرقية وعين أستاذاً لها في جامعات هامبورج وبون ، وكان متضلعاً في التاريخ الإسلامي ، له : نشر مناقب عمر بن عبد العزيز ، مصر في عهد الإسلام ، الإسلام والنصرانية".



الاسلام انتشر في العصور الوسطى وأقام سداً منيعاً في وجه انتشار النصرانية


إنّ أبرز الموضوعات التي تناولها المستشرقون هي موضوعات الدين الاسلامي الذي حل محل النصرانية في أغلب بلدان الشرق، ووقف في طريق امتدادها وامتداد أنظمة دولها في تلك البلدان، بل انه ظل على مدى التاريخ المقارع والمنافس الرئيسي لها بين الشعوب، واستطاع أن يدخل عقر دارها في اوربا.

وبهذا الصدد قال أحدهم وهو المستشرق الالماني (بيكر) (... ان هناك عداءً في النصرانية للاسلام بسبب أن الاسلام عندما انتشر في العصور الوسطى أقام سداً منيعاً في وجه انتشار النصرانية، ثم امتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها).



بيكون ، روجر :[ 1214 م ـ 1294 م ]

روجر بيكون Roger Baconفيلسوف وعالم انجليزي عاش في القرن 13 الميلادي . اهتم بالرياضيات والتجارب العلمية ، ولذا فهو يعتبر من أكبر مؤسسي العلوم الحديثة . تلقى علومه الجامعية في باريس ثم درس في جامعاتها لمدة سبع سنوات غادر بعدها الى جامعة اوكسفورد في انجلترا . في عام 1267 م كتب ثلاثة اعمال تهدف الى اصلاح ، كما اصدر كتابين انتقد فيهما بشدة التعاليم الدينية والفلسفة .

التنصير هو الطريقة الوحيدة التي يمكن بها توسيع رقعة العالم المسيحي

وقد كان من بين الدعاة المتحمسين الذين طالبوا بضرورة تعلم لغات المسلمين لغرض التنصير ( روجر بيكون ) الذي كان يرى أن التنصير هو الطريقة الوحيدة التي يمكن بها توسيع رقعة العالم المسيحيوقد شارك بيكون في أفكاره رايموند لول.

وكان الهدف من كل هذه الجهود في ذلك العصر وفي العصور التالية هو التنصير، وهو إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام واجتذابهم إلى الدين النصراني .

وقد صادق مجمع ( فينا) الكنسي في عام 1312م على أفكار بيكون ولول بشأن تعلم اللغات الإسلامية، وتمت الموافقة على تعليم اللغة العربية في خمس جامعات أوروبية هي جامعات باريس، وأكسفورد ، وبولونيا، وسلمنكا .

([1] ) حسين مؤنس : فجر الاندلس ، ص 436.

([2] ) مصطفى الشكعة : ص 51.

([3]) تاريخ الشعوب الإسلامية ص 34 0

([4]) المصدر السابق ص36، وانظر : أمثلة أخرى لعدم إنصافه فى : دراسات فى السيرة النبوية للأستاذ الدكتور محمد سرور بن نايف ص 127 –137، ومقدمات العلوم والمناهج 1/397، 5/219

([5] ) انظر: مصطفى السباعي : موازين البحث عند المستشرقين.

([6] ) انظر : أحمد نصري:منهج المستشرقين في دراسة السيرة النبوية،مجلة الوعي الاسلامي،العدد رقم: 484،22-2-2006

([7] ) بلاشير، رجيس. تاريخ الأدب العربي.ترجمة إبراهيم الكيلاني. تونس: الدار التونسية للنشر،والجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب، 1986م.ج1..


([8] ) محمد أحمد العزب : الدراسات الاستشراقية والأدب العربي.


([9] ) R. Blachere : le probleme du mahomet : 60 paris 1952.

([10] ) محمود حمدي زقزوق : الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ، دار المعارف ، القاهرة 1997.

  رد مع اقتباس
قديم 02-08-2012 ~ 09:44 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 3
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


بين ، روبرت

المستشرق الأمريكي (روبرت بين) يقول في مقدمه كتابه (السيف المقدس) : إن لدينا أسبابا قوية لدراسة العرب ، والتعرف على طريقتهم ، فقد غزوا الدنيا كلها من قبل ، وقد يفعلونها مرة ثانيـة ، إن النار التي أشعلها محمد rلا تزال تشتعل بقوة ، وهناك ألف سبب للاعتقاد بأنها شعلة غير قابلة للانطفاء)


بينيدكت السادس عشر :

البابا بنديكيت السادس عشر في تصريحاتهالشهيرة يعيد نفس ما قاله البابا يوحنا بولسالثاني.. فبنديكيت جاء لاستكمال مسيرة اقتلاع الإسلام وهو في كل الأحوال يقومبعملية إسقاط رهيبة ضد الإسلام عبر اتهامه للنصوص وشرحه لمفهوم الله.

وعن شخصيتهنجد أن اختياره اسم 'بنديكيت' له دلالة خطيرة فهذا الاسم لأحد أسماء الباباواتالسابقين الذين شاركوا في الحملات الصليبية ضد الإسلام وهو اسم لبابا آخر كان يقول: إنه سيد أوربا وأعلن في أكثر من لقاء أنه لا تراجع عن عمليات التبشير والتنصيرويستخدم كل الوسائل لتحقيق ذلك.


وتولي لمدة 20 عاما لجنة العقيدةوالإيمان في الكنيسة الكاثوليكية وهي بالأساس لجنة محاكم التفتيش التي تعمل عليالتصدي لكل المحاولات الكاشفة لطبقات الأكاذيب عن المسيحية المتراكمة عبرالتاريخ.

يري منافاة الاسلام للعقل

الرد

يرد عليه البروفسور (مونتيه) (1856-1907)

"الإسلام في جوهره دين عقلي، فتعريف الأسلوب العقلي بأنه طريقة تقييم العقائد الدينية على أسس من المبادئ المستمدة من العقل والمنطق ينطبق على الإسلام تمام الانطباق، وإن للإسلام كل العلامات التي تدل على أنه مجموعة من العقائد التي قامت على أساس المنطق والعقل، فقد حفظ القرآن منزلته من غير أن يطرأ عليه تغير أو تبديل باعتباره النقطة الأساسية التي تبدأ منها تعاليم هذه العقيدة، وكان من المتوقع لعقيدة محددة كل تحديد وخالية من التعقيدات الفلسفية، ثم في متناول إدراك الشخص العادي أن تمتلك–وإنها لتمتلك فعلا قوة عجيبة–لاكتساب طريقها إلى ضمائر الناس".

ومن آراءه : انتشار الاسلام بحد السيف

الرد

إن الفكرة التي شاعت أن السيف كان العامل في تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى، وإن مجرد وجود عدد كبير جداً من الفرق والجماعات المسيحية في الأقطار التي ظلت قروناً في ظل الحكم الإسلامي لدليل ثابت على ذلك التسامح.
ومن الشهادات المنصفة شهادة العلامة"دافيد دى سانتيلا" الذي يقول: "إن المستوى الأخلاقي الرفيع الذي يسم الجانب الأكبر من الشريعة الإسلامية قد عمل على تطوير وترقية مفاهيمنا العصرية، وهنا يكمن فضل هذه الشريعة الباقي على مر الدهور؛ فالشريعة الإسلامية ألغت القيود الصارمة والمحرمات المختلفة التي فرضتها اليهودية على أتباعها، ونسخت الرهبانية المسيحية، وأعلنت رغبتها الصادقة في مسايرة الطبيعة البشرية والنزول إلى مستواها، واستجابت إلى جميع حاجات الإنسان العملية في الحياة، تلك هي الميزات التي تسم الشريعة الإسلامية في كبد حقيقتها.


ويقول المستشرق الفرنسي (كارادى فو): "والسبب الآخر لاهتمامنا بعلم العرب هو تأثيره العظيم في الغرب، فالعرب ارتقوا بالحياة العقلية والدراسة العلمية إلى المقام الأسمى في الوقت الذي كان العالم المسيحي يناضل نضال المستميت للانعتاق من أحابيل البربرية وأغلالها، لقد كان لهؤلاء العلماء (العرب) عقول حرة مستطلعة"


إن الإسلام ضد الحرب .. ولكن حين تفرض عليه هذه الحرب فلا مناص من المواجهة ولا مفر من القضاء على قوى الطغيان والشر.


ويقول “توماس كارليل”:

كانت نية هذا النبى قبل عام 622 م أن ينشر دينه بالحكمة والموعظة الحسنة وقد بذل فى سبيل ذلك كل جهد ، ولكنه وجد الظالمين لم يكتفوا برفض رسالته ودعوته ، بل عمدوا إلى إسكاته بشتى الطرق من تهديد ووعيد واضطهاد حتى لا ينشر دعوته.

وهذا ما دفعه إلى الدفاع عن نفسه والدفاع عن دعوته وكأن لسان حاله يقول: أما وقد أبت قريش إلا الحرب فلتنظر إذن أى قوم نحن ...

واستطرد قائلاً يرد على القائلين بأن هذا النبى نشر الإسلام بالسيف فيقول: “أرى أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما تقتضيه الحال ... ألم تروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً ، وحسبكم ما فعله شارلمان بقبائل الساكسون ... أنا لا أحفل أكان انتشار الحق بالسيف أم باللسان أم بأية طريقة أخرى ... فلندع الحقائق تنشر سلطانها بالخطابة أو بالصحافة أو بالنار ... لندعها تكافح وتجاهد بأيديها وأرجلها وأظافرها فإنها لن تنهزم أبداً ... ولن يُهزم منها إلا ما يستحق الفناء ... ”.


أولا : آيات القران الكريم :–" لا إكراه في الدين * قد تبين الرشد من الغي " " البقرة 256"
"
ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه " " النحل 125"
"
لكم دينكم ولي دين " " الكافرون 6 "
"
فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" " الغاشية 21 , 22"

ثانيا : البراهين التاريخية :
1–حينما بدأ الرسول دعوتهوحيدا لا سلاح و لا مال دخل مجموعه من عظماء مكة الدين الإسلامي أمثال آبي بكروعثمان وسعد ابن آبي وقاس وطلحه والذبير ثم عمر فهل هؤلاء دخلوا بالقوة في الإسلام؟؟ وأين القوه في ذلك الوقت , وفي هذا الصدد يقول الأستاذ العقاد في كتابه " عبقريةمحمد " ص48 " أن كثير من الناس لم يخضعوا للسيف ليسلموا و ولكنهم تعرضوا بإسلامهمللسيف "

2
–في بداية الدعوة الإسلامي كان الرسول واتباعه يتعرضون لاشدأنواع الاضطهاد والتعذيب , وفي وسط هذا العناء والضعف الذي كان يلم بالرسول واتباعهكان أهل المدينة يسعون إلى الإسلام ويعتنقونه و فهل يمكن أن نقول أن الإسلام انتشربالقوة بين سكان المدينة ؟!!

3
-جاء الصليبيون إلى الشرق أثناء الخلافةالعباسية للقضاء علي الإسلام وإذا بالإسلام يجذب جموع من الصلبين فيدخلونه ويحاربونفي صفوف الإسلام ويقول توماس ارنود في كتابه " حالات التحول إلى الإسلام بينالصلبين " ص 108 " لقد اجتذبت الدعوة المحمدية إلى أحضانها من الصلبين عددا مذكوراحتى العهد الأول و ولم يقتصر ذلك علي عمه النصارى بل أن بعض أمرائهم وقادتهم انضمواأيضا إلى المسلمين حتى في انتصارات المسجين " فهل يمكن أن تقول بانتشار الإسلامبالقوة بين الصلبين ؟؟

4
–في القرن السابع الهجري هاجم المغول الجانبالشرقي من العالم الإسلامي ودمروا ما دمروا وسفكوا الدماء وحطموا مظاهر الحضارةالاسلاميه بحرق الكتب وقتل العلماء حتى وصل الآمر بقتل الخليفة نفسه , وهوت أمامهمكل مظاهر قوي المسلمين , ورغم ذلك جذب الإسلام هؤلاء الغزاة فدخل كثير من جندالمغول في الإسلام الذي حاربوه عملوا علي تقويضه في بادئ الآمر فهل يمكن أن نقول أنالإسلام انتشر بين المغول بالقوة ؟؟
5
–إن الإحصاءات التي اوردها ابن هشام نقلاعن ابن إسحاق تثبت أن عدد شهداء المسلمين في جميع الغزوات 139 اكبر من عدد قتليالمشركين 112

6
–ويحدثنا التاريخ أن أهم فتره انتشر فيها الإسلام هي فترهالسلم التي تمت بصلح الحديبيه بين المسلمين وقريش والتي استمرت سنتين ويقولالمؤرخون أن من دخل الإسلام في هذه الفترة القليل اكتر مما دخلوه في المدة بينبداية الدعوة وحتى هذا الصلح والذي يقارب عشرين عاما

7
–انتشر الإسلامانتشارا واسعا في إندونيسيا وماليزيا وفي أفريقيا فأين كانت القوه التي نشرت الدينالإسلامي في هذه البلاد وجذبت لها قلوب الملاين
أما عن أجابه السؤال الثاني وهو لماذا حدثت الحروب بين المسلمينوغيرهم ؟؟ والاجابه عن هذا السؤال هي :

1–الدفاع عن النفس : يقرر التاريخ أنالمسلمين قبل الهجرة لم يؤذن لهم بالقتال وقد ضرب عمار وبلال وياسر وأبو بكر وماتياسر من قسوة التعذيب ولم يرفع هؤلاء أيديهم لرد الاعتداء ولكن المشركين ازدادوابغيا حتى قرروا قتل الرسول صلي الله عليه وسلم , وكلما همت نفوس المسلمين لرد هذاالاعتداء والظلم منعهم الرسول ويقول لهم " لم اومر بقتال "

حتى هاجر الرسولإلى المدينة , وبدء المشركون يضعون خططهم للقضاء علي الإسلام في شبه الجزيرةالعربية فكان من الضروري دفاع المسلمين عن دينهم وعن نفسهم , فأذن الله بالدفاع عنأنفسهم بقوله تعالي " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقديروالذين اخرجوا من ديارهم بغير حق ألا أن يقولوا ربنا الله " " الحج 37 "

2
–تامين الدعوة أتاحه الفرصة للضعفاء الذين يردون اعتناق الإسلام :

كانت قريش كما سبق القول تسلك كل الطرق للقضاء علي الدعوة الاسلاميه فكانتهناك الكثير من سكان مكة ومن العرب يملون إلى الإسلام ويردون الدخول فيه ولكنهمكانوا يخافون أن يتعرضون لما تعرض له المسلمون الآخرون من الإيذاء والتعذيب فكانوايلجاءوا إلى الأيمان سرا وهؤلاء نزلت فيه الآبه الكريمة " ولولا رجال مؤمنون ونساءمؤمنات لم تعلموهم أن تطاوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم " " الفتح 25 "
فأذنالله لرسوله وللمؤمنون حماية الدعوة بقوله تعالي "ومالكم لا تقاتلون في سبيل اللهوالمستضعفين من الرجال ولنساء والولدان " "النساء 75"

3
–الدفاع عن الامهالاسلاميه حتى لا تدكها جيوش الفرس والروم :

قبل الإسلام كان العرب ما همإلا مجموعات متناثرة من القبائل وهذا الذي جعل الفرس والروم لا يخشون من العرب فيهذا الوقت لضعفهم ولتناثرهم علي الأراضي الواسعة وللتناحرالذي يشب بينهم بين الحينوالأخر .

وبعد ظهور الإسلام وفي بداية الدعوة الاسلاميه كان الرسول واتباعهيتعرضون لاضطهاد وإيذاء من قبل قريش واليهود وهذا الذي جعل الفرس والروم لا يهتمونبهذه الدعوة لاعتقادهم أنها حركه قام بها شخص عربي واهل قريش واليهود سوف يقضونعليها .

ولكن سرعان ما استقر الإسلام بانتصاراته المتتالية علي أعدائه وبداالدين ينتشر بين العرب , ومن هنا شعر الفرس والروم بخطورة الإسلام و بداءوا يخططونللقضاء علي هذا الدين الجديد والذي وحد العرب تحد رايته .
وعلي الرغم من ذلكالرسول صلي الله عليه وسلم لم يبادر بالعداء لهم ولكنه قام بالإرسال لهم يدعوهم أليالدخول في الدين الجديد حتى بدءوا يضمرون الشر للرسول وللمسلمين فبدأت الحروب بينالمسلمين والفرس والروم لحماية آلامه الاسلاميه من بطش هذين القوتين العظميين فيذلك الوقت .

علاقة الحالة الأقتصاديه بالحروب :
من الشبهات التي تردد عليالحروب الاسلاميه مع الغير هي أن المسلمين قاموا بهذه الحروب لأغراض اقتصاديه فقطبعيدا عن نشر الدين بين أرجاء المعمورة , فكان المسلمون يجتاحون البلاد الغنيةويستولون علي ثوراتها هذا ما كان يدعيه المستشرقين منذ القدم وحتى يومنا هذاوالاجابه علي هذه الشبه هي كما يلي :
أولا : يجب ألا ننكر انه قد يكون هناكبعض من المسمين المحاربين يحبون الأموال والثروات التي في الأمصار المختلفة والتيفتحها المسلمون ولكن هذا الحب لم يكن هو الهدف الرئيسي لدخول هذه الحروب لأنه كانالعامل الأساسي لدي جميع المسلمين هو إعلاء كلمه الله عز وجل والدليل علي ذلك كمايلي :
1
–الحروب التي حدثت بين المسلمين والمرتدين ومانعي الزكاة وكانت تقومهذه الحروب في البادية الفقيرة وليست فيها أي أطماع ثرواتيه ولكن كان هدفهم الأولهو إعلاء كلمه الله عز وجل .

2
–إن الحروب التي قام بها المسلمون حروب معجيوش جراره وعاتية وكانت المخاطر للدخول في حروب معها كبيره والعواقب غير مامونهالعواقب , فكيف سيجازف الرسول والخلفاء بالدخول في حروب بغرض المال وقد تؤدي هذهالحروب ألي القضاء علي الدعوة الاسلاميه من أساسها

إذن بالعرضالسابق يتضح أن العقيدة هي التي رخص من اجلها كل شئ وان المسلم كان بسعي ألي الوصولألي إحدى الحسنيين أما النصر وإعلاء كلمه الله أو الشهادة والثواب العظيم و وكانالمال أو الثروات آخر ما يفكر فيه المسلم والدليل علي ذلك هي الحالة المعيشيةللمسلمين الأوائل من تقشف وزهد كما سبق أن وضحنا

















ت






" يا ضفدع بنت ضفدعين ، لحسن ما تنقنقين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، امكثي في الارض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين " !!
مسيلمة الكذاب














ت

تاكلي ، جون

يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح ضد الإسلام نفسه بأن نعلم المسلمين أن الصحيحفي القرآن غير جديد وأن الجديد فيه غير صحيح .



تنيمان الألماني ت 1819 م :

شبهة القرآن عاق المسلمين عن التفكير الحر !!

الرد

ليس في القران آية واحدة حظرت علي المسلمين التفكير أو فرضت قيودا علي العقول حالت بينها وبين التفكير .

ونجد القرآن حافلاً بالآيات التي تحث علي التفكير والتأمل في أسرار الكون والنفس والحيوان والنبات والبحار " أفلا يتفكرون "!

والإسلام يدعو للفكر وإعمال العقل ، هذه حقيقة أثبتها القرآن الكريم فى عدة آيات ، ولو أجرينا إحصائية عن الآيات القرآنية التى تحث على استعمال العقل وتهاجم من يهمل العقل والفكر لقدمت هذه الإحصائية عدد كبيراُ من الآيات القرآنية فى هذا المجال . ومثل هذا مجموعة من الآيات القرآنية الكريمة التى تحث على إعمال الفكر والاستفادة من البحث والدرس فى هذا الكون ونذكر فيما يلى بعضها :

" إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس ، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة ، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " _( سورة البقرة : 164 )

" أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ، فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور " (سورة الحج :46)

"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " ( سورة الإسراء : 36 ) .

" إن فى خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب "
( سورة آل عمران : 190 )


" ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن فى ذلك لآيات للعالمين " ( سورة الروم : 22 )

وقد وردت آيات كثيرة تعرض نعم الله وتوجيهاته وتختم بقوله تعالى " أفلا تعقلون " ( البقرة : 44 ـ وآل عمران : 65 ـ والأعراف : 169 ـ وهود : 51 ) أو تختم بقوله تعالى : " أفلا تتذكرون " ( الأنعام : 80 )

وقد عنى المسلمون عناية كبيرة بالعلوم العقلية ، وشملت الدراسات العلمية عندهم شتى المعارف ( الحساب ، والجبر ، الهندسة ، الطب ، الصيدلة ، الفلك )

وكان لهم فى ذلك باع طويل وحققوا نهضة علمية مزدهرة لم تضعف إلا عندما ضعف العالم الإسلامى بسبب انشغاله برد حملات الصليبيين والمغول والاستعمار الغربى .

ولا يوجد فى الإسلام خلاف بين العقل والنقل ، فواهب العقل والنقل واحد هو الله سبحانه وتعالى وعندما يظهر أى خلاف فإن ذلك معناه ضعف العقل أو سوء فهم النص .

















ج
"لقد أظهرت الرسالة القرآنية وتعاليم النبي [صلى الله عليه وسلم] أنها تقدمية بشكل جوهري، وتفسّر هذه الخصائص انتشار الإسلام السريع بصورة خارقة خلال القرون الأولى من تاريخه"
مارسيل بوازار





ج
جايجر ، أبراهام :

أبراهام جايجرمستشرق يهودي ألماني عاش في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرنالعشرين، يصنف ضمن المستشرقين اليهود التقليديين في مجال الدراسات الإسلامية، كانيجيد اللغة العبرية، كما كان يعرف اللاتينية واليونانية، هذا بالإضافة إلى تعلمهالعربية ، إلا أن المصادر العربية المتوافرة لديه –غير القرآن–كانت قليلة، إذ اطلع على تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين فقط، إلى جانب بعض المعاجمالعربية التي استعان بها في تحديد بعض المفاهيم اللغوية

وجه اهتماماتهالفكرية إلى الإسلام، وإلى نبي الإسلام، ونتيجة لذلك أصدر كتابه المعروفماذاأخذ محمدr من اليهودية، مما مكنه من الحصول على جائزة الدولة

ولقدمارسجايجرفي كتابه هذا تأثيرا لا يستهان به على كل الذين عالجوا موضوعتأثر الإسلام باليهودية، من بعده سواء كانوا يهودا أو مسحيين أو غير متدينين حتىالثلث الأول من القرن العشرين·

أخذ الرسولمن اليهود بعضالتعاليم، ومخالفته لهم في بعضها الآخر

أخذ الرسول من اليهود بعضالتعاليم، ومخالفته لهم في بعضها الآخر، والسبب –كما يرىجايجرهو أنمحمداr أراد ان يثبت لنفسه الاستقلالية عن التعاليم اليهودية من جهة، والاعتراف بهفي نطاق الرسالات السماوية والمرسلين السابقين من جهة أخرى، ويسوِّغ للعالم كلهضرورته وضرورة دعوته لتصحيح ما حرفه اليهود والمسيحيون·

محمداrليس نبياموحى إليه، بل هو رجل واع طموح

إن محمدا r ليس نبياموحى إليه، بل هو رجل واع طموح يريد النهوض بقومه ونفسه

وكانجايجرينظر إلى كل التراث الديني اليهودي نظرة التقديس· فلا يفرق بين التوراة والتلمود،كما لا يفرق بين الشروح الشعبية، والعادات اليهودية، وبالنظرة نفسها تقريبا–وإنكان لا يعطي أي اعتبار–تقديسي للدين الإسلامي–تعامل مع الإسلام حين وضع القرآنالكريم وأحاديث النبي ، وشروح القرآن وتفاسيره في المرتبة عينها ولم يحاول أن يميزبينها .

وحاولجايجرأن يثبت زيف دين محمد r بوسائل متباينة، فهو منجهة، اعتمد على عدد من الآيات والأحاديث والمناسبات التي وجدها صالحة للتأويل،والتحريف، وقدمها إلى القارئ الأوروبي بلغة سهلة، وأسلوب مستساغ كأدلة قاطعة علىزيف دين محمد r، كما أنه استفاد في هذا الصدد من منهج الدراسات المقارنة الذي كانينظر إليه في تلك الفترة كأحد العلوم الرائدة التي لا يرقى إلى صدقها شك


جب ، سير هاملتون .Sir Hamilton R. A. Gibb 1895

ولد هاملتون جيب في الإسكندرية في 2يناير 1895م، انتقل إلى اسكتلندا وهو في الخامسة من عمره للدراسة هناك . التحق بجامعة أدنبرة لدارسة اللغات السامية، عمل محاضراً في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن عام 1921م وتدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح أستاذً للغة العربية عام 1937م، وانتخب لشغل منصب كرسي اللغة العربية بجامعة أكسفورد، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل مديراً لمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد بعد أن عمل أستاذاً للغة العربية في الجامعة. بالإضافة إلى اهتمامه اللغوي فقد أضاف إلى ذلك الاهتمام بتاريخ الإسلام وانتشاره وقد تأثر بمستشرقين كبار من أمثال تومارس آرنولد وغيره.من أبزر إنتاج جب (الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى) سنة 1933م ودراسات في الأدب العربي المعاصر وكتاب (الاتجاهات الحديثة في الإسلام) وشارك في تأليف (إلى أين يتجه الإسلام)، وقد انتقل جيب من دراسة اللغة والآداب والتاريخ إلى دراسة العالم الإسلامي المعاصر وهو ما التفت إليه الاستشراق الأمريكي حينما أنشأ الدراسات الإقليمية أو دراسات المناطق، وله كتاب بعنوان (المحمدية) ثم أعاد نشره بعنوان (الإسلام) وله كتاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم


عقلية المسلم–ذرية–ساذجة

يقول في كتابه ( وجهة الإسلام ) بأن عقلية المسلم–ذريةساذجة أي أنه لا يتمتع بالفهم الكلي الشمولي ولا يدرك الأمور إلا بواسطة جزئياتها
ولا تدرك الأشياء إدراكاً كلياً، لكننا نقول إن المستشرقين في دراساتهم الإسلامية يصدرون عن عقلية عجيبة لا هي بالذرية التي تدرك الأشياء بجزئياتها ولا هي بالكلية التي تدركها إدراكا كليا








الرسول أنه مصلح اجتماعي عكس ضرورات البيئة العربية في مكة

قام جب بعقد دراسات مقارنة ، والمقارنات منذ القديم تستهدف شيئاً أساسياً وهو تصوير الرسول أنه مصلح اجتماعي عكس ضرورات البيئة العربية في مكة . ويقول جب Gib : " إنه نجح لكونه أحد المكيين " بمعنى أنه عبَّر عن الحاجيات المحلية ،

وقد ذهب في كتابه " المذهب المحمدي " ان محمداً rصنعتهبيئته الخاصة بمركزها الثقافي والديني والتجاري ، وبحكم مركزها من العالم وصلتها بأرقى شعوبه .

ويقول " إن محمداً rككل شخصية مبدعة قد تأثر بضرورات الظروف الخارجية المحيطة به من جهة ، ثم من جهة أخرى قد شق طريقاً جديداً بين الأفكار والعقائد السائدة في زمانه ، والدائرة في المكان الذي نشأ فيه ... وانطباع هذا الدور الممتاز لمكة يمكن أن نقف على أثره واضحا فى كل أدوار حياة محمد r، وبتعبير إنساني : إن محمداً rنجح ، لأنه كان واحداً من المكيين " .

الرد
وهذهخطة جرى عليها المستشرقون منذ قرون، يصفون النبي صلى الله عليه و سلم بهذهالألقاب، ليظهروه في مظهر المفكر العبقري الذي استطاع بعبقريته وقوة فكره أنيبتكر هذا الدين، وأن يقوم بإصلاح أوضاع المجتمعات العربية ويخرجها من الجهلوالوثنية، ويثبت أسس الحضارة العربية الإسلامية الشامخة التي أثرت في الحضارةالإنسانية تأثيراً بارزاً.

وتَابَعَ المستشرقين في هذه الخطة، عن جهلأو عمد أو غفلةٍ وسوء فهم لدلالة هذه الأوصاف، بعضُ الكتاب المسلمين في العصرالحديث، فكتبوا عن عبقرية الرسول صلى الله عليه و سلم ، تماما كما كتبوا عنعبقرية أبي بكر الصديق، وعبقرية عمر بن الخطاب، وعبقريات أخرى. وهذا حيف كبيرفي حق نبي اللَّه ورسوله.

إن النبي صلى الله عليه و سلم فوق أي عبقري،وأجلُّ من أي زعيم وأعظم من أي مصلح، لقد جمع من صفات هؤلاء خيرها وأفضلهاوأعدلها، ولكنه فوقهم جميعاً، إنه نبيٌّ يوحى إليه، ورسول يبلغ عن ربه، وهذاما لا يدرك ولا ينال، لا بالعبقرية ولا بالفكر ولا بالإلهام، هناك فرق كبيربين العبقري المصلح، وبين النبي المرسل.

ولقد سبق كتَّابنا المعاصرينإلى إدراك هذا الفرق، العباس عم النبي صلى الله عليه و سلم ، رضي اللَّه عنه. ذلك أنه لما أسلم أبو سفيان بن حرب ليلة فتح مكة، وكان العباس قد سبقه إلىالإسلام، قال النبي صلى الله عليه و سلم للعباس : خذ أبا سفيان وقف به عندخطم الجبل، وذلك ليرى جيش الفتح، فمرت به كتائب اللَّه، وفيها الكتيبةالخضراء، كتيبة رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم ، فلم يملك أبو سفيان نفسهأن قال :لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً، فقال له العباس : إنها النبوة يا أباسفيان. قال : نعم، واللَّه إنها النبوة.

والذين كتبوا عن حياة النبيصلى الله عليه و سلم وسيرته من غير المسلمين، لا يؤمنون بنبوته، فمن ثم كتبواعنه بوصفه عظيماً أو عبقرياً أو مصلحاً أو ملهماً، ولا يجوز للكتاب المسلمينأن يجاروهم فيما وصفوا به النبي صلى الله عليه و سلم من الأوصاف والألقابالتي فيها إخلال بمقام النبوة. وعليهم أن يقتدوا بالقرآن الكريم وبسيرةالصحابة وسلف الأمة الصالح.

فالقرآن الكريم لم يصفه لا بالمصلح ولابالعبقري، وإنما وصفه في كل المواضع التي ذكر فيها وما أكثرها، بالنبي أوالرسول ولا حاجة إلى عرض الآيات هنا، حتى إذا ذَكَرَهُ باسمه قَرَنَ به وصفَالرسـالـة، كـما فـي قـوله تعـالى :{ مُحَـمَّدٌ رَسـُولُ اللــَّهِ. }(1) وقـولــه : { وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }.

وكذلك الصحابة رضي اللَّه عنهم، ما كانوا أبداً ينادونه أو يصفونهبأي وصف أو لقب غير وصف النبوة والرسالة، ولم يرد في كتب السيرة ولا فيغيرها، شيء من هذه الأوصاف التي يستخدمها المستشرقون ومن تابعهم من الكتابالمسلمين، لأن كل مؤمن يدرك أن النبوة فوق كل وصف وكل شارة أولقب.

ومن الواضح أن غرض المستشرقين هو إنكار نبوة محمد r، وإظهاره في مظهر المصلح أو العبقري، لأن هؤلاء تنتهي معهم أفكارهم،ويمكن أن يأتي مفكر أو مصلح آخر بما هو خير منها. ولذلك فهم ليسوا جديرينبالخلود، وأفكارهم ليست جديرة بأن يستمسك بها الناس بعدهم، كما يستمسكونبرسالات الأنبياء.

ومن غريب الأمور أن يصر المستشرقون على وصف النبيصلى اللَّه عليه وسلم بهذه الأوصاف، مع أنه كان يتبرأ منها ويجرد نفسـه من كلقوة أو مزايا أرضية كما بينه القرآن الكريم في قوله : { قُلْ مَا كُنْتُبِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْأَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ }.

وفي قوله :{ قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِوَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ، إِنْ أَتَّبِعُإِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ }.

ومن المعلوم أن العبقري والمصلح والبطلـ بل وكل الناس ـ لا يرضى أن يأتي بالأعمال الجليلة ثم ينسب فضلها إلى غيره،فهذا شيء يتنافى مع طبائع البشر، فلو أن محمداً rابتكرهذا الدين،وأتى بهذا المنهج القويم، وقام بهذه الأعمال الجليلة التي غيرتمجرى التاريخ وأنقذت البشرية من الجهل والضلال بعبقريته وقوة شخصيته، لماخالف هذه السنة البشرية، ولكان سعيداً بأن ينسب ذلك الفضل وذلك الشرف إلىنفسه، ولكنه صلى الله عليه و سلم عرف مقامه حق المعرفة، فنسب كل ذلك إلىربه.





إن الإسلام مبنى على الأحاديث أكثر مما هو مبنى على القرآن الكريم

"إن الإسلام مبنى على الأحاديث أكثر مما هو مبنى على القرآن الكريم، ولكننا إذاحذفنا الأحاديث الكاذبة لم يبق من الإسلام شئ، وصار شبه صبيرة طومسون، وطومسون هذارجل أمريكى، جاء إلى لبنان فقدمت له صبيرة فحاول أن ينقيها من البذر، فلما نقى منهاكل بذرها لم يبق فى يده منها شيء

جبيردنوجن

محمداً rمات في نوبة سكر بين

يذكر أن محمداً r مات في نوبة سكر بين ، وان جسده وجد ملقي على كوم من الروث ، وقد أكلت منه الخنازير ، وذلك ليفسر لنا السبب الذي من أجله حرم الاسلام الخمر ولحم الخنزير !!


الرد

هذه صورة بلا شك تنم عن جهل مطبق وتعمد تشويه صورة الاسلام ورسوله الكريم
والمعروف والبديهي أن تحريم الخمر ولحم الخنزير كان في عهد النبي والقرآن يقول
" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير " المائدة : 3




جرونباوم ، جوستاف فون Gustav Von Grunbaumء (1909م-1972م)

ولد في فينا في 1/9/1909م، درس في جامعة فينا وفي جامعة برلين، هاجر إلى الولايات المتحدة والتحق بجامعة نيويورك عام 1938م، ثم جامعة شيكاغو ثم استقر به المقام في جامعة كاليفورنيا حيث أسهم في تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط الذي أطلق عليه اسمه فيما بعد، من أهم كتبه الإسلام في العصر الوسيط، كما اهتم بدراسة الأدب العربي وله إنتاج غزير في هذا المجال.

الاسلام دين غير خلاق وغير علمي واستبدادي

وما يدَّعيه ( فون جرونيباوم ) من أن الإسلام ظاهرة فريدة لا مثيل لها في أي دين آخر أو حضارة أخرى . فهو دين غير إنساني وغير قادر على التطور والمعرفة الموضوعية. وهو دين غير خلاق وغير علمي واستبدادي


جلادستون ، وليم :
وليم جلادستون ( 1809 – 1898 ) سياسى بريطانى شهير ولد فى ليفربول ، زعيم حزب الأحرار .

المسلم إنسان لا إنسانية فيه

نجده يصف المسلم بأنه " الإنسان الذى لا إنسانية فيه "([1])
الرد
الرد هنا بإعطاء نموذج للمسلم الحقيقي وهو صلاح الدين الايوبي
انها صورة القائد " صلاح الدين الايوبى " فى معاملة أعدائه بل وأعداء الإنسانية ، فعندما دخل بيت المقدس اتجه الى المسجد الأقصى الشريف فصلى وسبح بحمد ربه واستغفر ثم اتجه الى قبة مسجد الصخرة فانزل الصليب المعلق عليها وعطرها ، وأراد بعض الجند أن يحولوا كنيسة القيامة الى مسجد ، فأبى القائد المظفر وأمر بتركها مفتوحه ، وكان سقط فى يده سبعين الف صـــليبى ( وهو نفس عدد المسلمين الذين ذبحوا قبل 88 سنة ) وأشار عليه البعض أن يثأر للمسلمين مما فعله الصليبيون عندما دخلوا بيت المقدس فجعلوه مخاضة من الدماء ، فأبى ثم سمح لهم بالخروج آمنين سالمين الى حيث شاءوا من المدن الأخرى ، كما سمح للأميرات بالخروج مصونات مكرمات ومعهن الأمتعة والملابس وكل ما يمكن حمله ومع كل أميرة حاشيتها وخدمها وكلهن فى أمن وطمأنينة ، ثم فرض على كل أسير دية صغيرة قدرها عشرة دنانير على الموسيرين ، ودينار على الفقير ، ثم علم أن هناك أربعة الآف أسير لا يجد الواحد منهم ديناراً يدفعه فدفع من ماله الخاص ديتهم فخرجوا فى سلام وأمان ، حتى الأساقفة خرجوا محملين بمقتنيات الكنائس وفيها تحف من الذهب والفضة فلم يتعرض لهم أحد ، وهكذا من مئات القصص حتى لقد انتقد بعض المؤرخين موقف الناصر صلاح الدين من اطلاق الأسرى على هذه الشاكلة حيث كونوا جيبا قويا فى مدينة " عكا " والتى استقبلت فيما بعد حملة صليبية جديده من البحر ، اليس هذا النموذج كافيا وحده ليوضح انسانية حضارة الاسلام فى مقابل وحشية وعنف ثقافة الغرب ؟ ان القائد العظيم اقتدى برسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عندما قال لمن اذوه واتباعه وضيقوا عليه وبغوا به القتل : " اذهبوا فانتم الطلقاء " ، وبهذا الخلق الرفيع ارتقت حضارة الاسلام ، ولقنت الغرب – كما يقول احد المؤرخين – البرابرة الغربيين درسا فى الأخلاق كانوا فى اشد الحاجة اليه .
جريمي ، هوبرت :

لم يكن محمد rفي بادئ الامر يبشر بدين جديد انما كان يدعو الي نوع من الاشتراكية
يقول " لم يكن محمد rفي بادئ الامر يبشر بدين جديد انما كان يدعو الي نوع من الاشتراكية !! ([2])




جولدتسيهر ، أغناطيوس : " Y.Goldziher " 1850-1921"

مستشرق مجري يهودي درس في برلين وبودابست والجامع الأزهر ، تعلم العربية على شيوخ الأزهر ولا سيما الشيخ محمد عبده ، واشتهر بتحقيقه في تاريخ الإسلام وحركتها الفكرية ، له : العقيدة والشريعة في الإسلام ، آداب الجدل عند الشيعة . العقيدة والشريعة في الإسلام

وجولدتسيهر كتب نحو 400 صفحة في الاستدلال على ان العقيدة والشريعة هبطتا على محمد r من أي ناحية إلا من السماء([3])


الرسول خلال النصف الأول من حياته اضطرته مشاغله إلى الاتصال بأوساط استقى منها أفكاره
يرى المستشرق المجرى "جولدزيهر Golddziher " أن الرسول خلال النصف الأول من حياته اضطرته مشاغله إلى الاتصال بأوساط استقى منها أفكاراً أخذ يجترها في قرارة نفسه وهو منطو في تأملاته أثناء عزلته . واختلطت هذه الأفكار بما يلاحظه من قساوة الحياة ، واضطهاد الفقراء ، وطغيان الأغنياء بمكة ، فتملكه شعور بأن الله يدعوه بقوة تزداد شيئاً فشيئاً ليذهب إلى قومه منذراً إياهم بما يؤدى بهم إلى ضلالهم من الخسران المبين ، أى أنه أحس بقوة لا يستطيع لها مقاومة تدفعه إلى أن يكون مريباً لشعبه أى " منذره ومبشره " .


ويصف " جولدزيهر " وصف القرآن ليوم القيامة وأهوالها والكوارث التي ستنجم من حدوثه ، وإنذاره بنهاية العالم ، وبيوم الغضب والحساب ، وانتهى إلى نتيجة مفادها أن ما يبشر به الرسول والمتعلق بالدار الآخرة ليس إلا مجموعة مواد استقاها بصراحة من الخارج يقيناً ، وأقام عليها هذا التبشير ، ولقد أفاد من التاريخ العهد القديم ـ وكان ذلك في أكثر الأحيان عن طريق قصص الأنبياء ـ ليذكر على سبيل الإنذار والتمثيل بمصير الأمم السالفة الذين سخروا من رسلهم الذين أرسلهم الله لهدايتهم ، ووقفوا في طريقهم ، وبهذا انضم محمد rإلى سلسلة أولئك الأنبياء القدماء بوصفه آخرهم عهداً وخاتمهم .





الإسلام أقر بعض فقه الجاهليين وأحكامهم

وفى مجال الفقه ذكر " جولدزيهر " أن الإسلام أقر بعض فقه الجاهليين وأحكامهم ، مما لم يتعارض مع مبادئ الإسلام فأخذ ـ على رأيه ـ من قوانين أهل مكة أحكامها وأخذ من فقه أهل المدينة ، وهو في نظره أقل تطوراً من فقه أهل مكة ولذلك فإن فقه أهل الحجاز كان من جملة المنابع التي غرف منها الفقه الإسلامي .

ويكتب جولدزيهر عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته فيقول: كانت ولادته نحو عام 570م في الفرع الهاشمي الفقير، المنتمي إلى قبيلة قريش القوية، والذي له القيادة بمكة، وقد ولد يتيمًا رباه أقاربه وكان يكسب رزقه بطريقة قاسية وبسيطة، في آن واحد، فقد اشتغل راعيًا ثم أصبح تاجرًا لحساب سيدة غنية اسمها خديجة عندما بلغ من العمر خمسة وعشرين سنة، وبعد أن تزوج من هذه الأرملة الغنية التي تكبره بخمسة عشر عامًا، انتهت همومه المادية، وأصبح بدوره تاجرًا.. إنه خلال رحلاته المتعددة التقى ببعض اليهود والنصارى الزاهدين، وأصبح يفكر شيئًا فشيئًا في الحياة الخلقية والدينية السيئة بمكة، وأصبح ضميره يتعمق في هذه الأمور عن طريق التفكير والتأمل، وهكذا أصيب بقلق مؤلم ظهر على السطح عن طريق الاضطرابات العصبية، فانزوى في الجبال مفكرًا في مصير أمته، وهكذا أصبح ثائرًا ضد نظام الحياة المكية، واختلطت تجاربه الشخصية بالمعارف التي استقاها من اليهود والنصارى إلى أن تحولت على هيئة رؤى وأحلام وهلوسة، فعكست شعوره بالثورة ضد الماضي، وكونت هذه الأمور في مجملها ما أذاعه وبشر به في قادم الأيام
الرد
لقد ابتعد جولدزيهر كثيرًا عن الفهم الصحيح والموضوعية المنصفة، فهو يتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يترعرع في رعاية الله وعنايته كما لو تحدث عن أبسط إنسان رآه جولدزيهر ويضخم في التصوير بأنه صلى الله عليه وسلم أصبح تاجرًا لحساب خديجة، ويضلل القارئ عندما يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح تاجرًا وانتهت همومه المادية بعد زواجه من خديجة، ويجهل جولدزيهر أو يتجاهل أن خديجة رضي الله عنها هي التي رغبت فيه أولاً.
وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى لمال أو جاه أو تجارة، إنما كان يريد أن يساعد عمه أبا طالب في كسب الرزق وكفاية العيال ليرد له بعض الجميل الذي قدمه له في صغره وكفالته .

الرسول تعلم من بعض اليهود والنصارى
وأما الزعم بأنه صلى الله عليه وسلم التقى ببعض اليهود والنصارى الزاهدين، فهي دعوى باطلة دأب المستشرقون على إثارتها والمبالغة فيها ليصلون إلى الفرية القاتلة بأنه صلى الله عليه وسلم تأثر بهم، مع أن الحقيقة واضحة جلية غنية عن البيان يعرفها مشركو ذلك الزمان بأنه صلى الله عليه وسلم لم يأت بدين من عند يهود ولا نصارى ولا فرس ولا رومان ولا جاهلية ولا عروبة، إنما من عند الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
ولو كانت افتراءات المستشرقين ممكنة ولها مستند من العقل والواقع ،لما سكت المشركون عن مثلها، ولكنهم يعلمون سيرته وبعده عن كل مصدر بشري يمكن أن يكون معلمًا أو مشيرًا، مع أن الذي جاء به محمد rعجز عن بعضه كل الخلق من يهود ونصارى وعرب وفرس وروم وغيرهم، مع أن القرآن يشير إلى سخافات وقع بها العرب وهم يتدافعون الحق والدين والقرآن. فقال:{يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين }ٌ.[النحل: 103].

شبهة التشكيك فى الحديث النبوى

وأول مستشرق قام بمحاولة واسعة شاملة للتشكيك فى الحديث النبوى كان المستشرقاليهودى "جولد تسيهر" الذى يعده المستشرقون أعمق العارفين بالحديث النبوى، كما وصفهبذلك "بفانموللر" وقال : وبالأحرى كان "جولد تسيهر" يعتبر القسم الأعظم من الحديثبمثابة نتيجة لتطور الإسلام الدينى والتاريخى والاجتماعى فى القرن الأول والثانى0فالحديث بالنسبة له لا يعد وثيقة لتاريخ الإسلام فى عهده الأول : عد طفولته، وإنماهو أثر من آثار الجهود التى ظهرت فى المجتمع الإسلامى فى عصور المراحل الناضجةلتطور الإسلام0

كما بارك جولدتسيهر موقف المعتزلة من السنة النبوية، ورأى أنوجهتهم فى رد الأحاديث بالعقل هى الوجهة الصحيحة التى يجب أن تناصر وتؤيد ضدالمتشددين الحرفيين الجامدين على النصوص

وعلى درب "جولد تسيهر" فى موقفه منالسنة صار المستشرقون ورددوا شبهاته واعتبروا أنفسهم مدينين له فيما كتبه من شبهاتحول السنة0
وفى هذا يقول عنه كاتب مادة (الحديث) فى دائرة المعارف الإسلامية : "إن العلم مدين ديناً كبيراً لما كتبه (جولد تسيهر) فى موضوع الحديث، وقد كان تأثير "جولدتسيهر" على مسار الدراسات الإسلامية الاستشراقية أعظم مما كان لأى من معاصريهمن المستشرقين فقد حدد تحديداً حاسماً اتجاه وتطور البحث فى هذهالدراسات"0


السنة مصدر مهم من مصادر التشريع فى الإسلام ، فالرسول مبلغ للدعوة وشارحها ومُبينها ، قال تعالى : " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " (المائدة : 17 ) .
وقال : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "( النحل : 43 )
وقال : " وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا " ( الحشر : 7 ) .

والسنة فى التشريع تشمل ناحيتين أساسيتين ، الناحية الأولى تفسير أيات القرآن وتأويلها وبيان معناها ، وتفصيل المجمل منها ، ومن أمثلة تفسير أيات القرآن الكريم التى بها نوع من الإبهام والغموض ، قوله تعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " ( الأنعام : 82 ) ففسر الرسول الظلم بالشرك .

ومن أمثلة توضيح المجمل موضوع الصلاة فقد أورد القرآن الكريم عدة مرات قوله تعالى : " وأقيموا الصلاة " فوضح الرسول عدد الصلوات وعدد الركعات وكيفية الصلاة وقال : صلُوا كما رأيتمونى أصلى .
ومن أمثلة تخصيص العام أن الرسول فى نظام الميراث الذى أورده القرآن بين أن الميراث يجرى بشرط اتحاد الدين وعدم القتل والرق .

ومن أمثلة تقييد المطلق أن قطع يد السارق تكون مرتبطة بنصاب معين وشروط ضرورية وهكذا .

والناحية الثانية تشرع السنة أحكاما جديدة لم يرد لها ذكر فى القرآن الكريم مثل : ميراث الجدة ، واشتراط الشهود لصحة عقد الزواج ، وتحريم الجمع بين المرآة وعمتا وغير ذلك .

وقد كثرت الأحاديث بالحجاز وشرحت كل ما وُجد من أحداث ، وكان المحدُّثون كثيرين بالحجاز ، وكان العراق على عكس ذلك فقد قلت فيه الأحاديث لأنه لم يجذب المحدثين بسبب ما كان به من ثورات .

ومن هنا فقهاء العراق اعتمدوا على الرأى والقياس لقلة الأحاديث عندهم ، ثم لشيوع القول بوضع أحاديث بالعراق بواسطة الشيعة لتغطية النقص الذى كان موجودا .

وقد تصدى علماء المسلمين للأحاديث فاستبعدوا الأحاديث الموضوعة ، ووُجدت طبقات من المحدثين الذين بذلوا غاية الجد والاجتهاد لتنقية الأحاديث وتدوين ماصح منها .

وقد بدأ هذا الاتجاه فى عهد عمر بن عبد العزيز فى آخر القرن الهجرى الأول ن ثم فى منتصف القرن الهجرى الثانى نشط تدوين الحديث وتحقيقه بواسطة الإمام مالك ( الموطأ ) وسفيان الثورى وحماد والأوزاعى والليث بن سعد ثم أحمد بن حنبل الذى جمع ( مسند أحمد ) .

وفى القرن الثالث الهجرى نشطت حركة النقد وتمييز الصحيح من الضعيف ، وتعديل الرجال وتجريحهم ، ووضعت أسس مصطلح الحديث ، فأخذ علماء الحديث بناء على ذلك يجمعون الأحاديث ويزنونها بهذه المقاييس ، ويختارون منها الصحيح فيدونونه ويستبعدون ما عدا ذلك ، ومن أشهر العلماء الذين أسهموا فى هذه الحركة الأمام البخارى ومسلم ، وابن ماجه ، وأبو داود ، والترمذى ، والنسائى .

وتطهرت الأحاديث الصحيحة تماما من الأحاديث المكذوبة أو الموضوعة .
ويبدو أن وضع الأحاديث قد بدأ فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه واجه هذا بقوة عندما قال " من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار "

وعلى هذا فالأحاديث الصحيحة يجب الأخذ بها ، ولا يوجد تعارض بين هذه الأحاديث والقرآن الكريم ، ولا بين هذه الأحاديث بعضها والبعض .
الحديث بقي مائتي سنة غير مكتوب

يرى أن الحديث بقي مائتي سنة غير مكتوب ، ثم بعد هذه المدة الطويلة قرر المحدثون جمع الحديث

وقد أراد المستشرقون من وراءهذه المزاعم إضعاف الثقة باستظهار السنة وحفظها في الصدور ، والتشكيك في صحة الحديثواتهامه بالاختلاق والوضع على ألسنة المدونين ، وأنهم لم يجمعوا من الأحاديث إلا مايوافق أهواءهم ، وصاروا يأخذون عمن سمعوا الأحاديث ، فصار هؤلاء يقول الواحد منهم : سمعت فلاناً يقول سمعت فلاناً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبما أن الفتنة أدتإلى ظهور الانقسامات والفرق السياسية ، فقد قامت بعض الفرق بوضع أحاديث مزورة حتىتثبت أنها على الحق ، وقد قام علماء السنة بدراسة أقسام الحديث ونوعوه إلى أقسامكثيرة جداً ، وعلى هذا يصعب الحكم بأن هذا الحديث صحيح ، أو هذا الحديث موضوع .

ويمكن الرد هذه الشبهة من عدة وجوه :

1
–أن تدوين الحديث قد بدأ منذالعهد الأول في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وشمل قسماً كبيراً من الحديث ، ومايجده المطالع للكتب المؤلفة في رواة الحديث من نصوص تاريخية مبثوثة في تراجم هؤلاءالرواة ، تثبت كتابتهم للحديث بصورة واسعة جداً ، تدل على انتشار التدوين وكثرتهالبالغة .

2
–أن تصنيف الحديث على الأبواب في المصنفات والجوامع مرحلةمتطورة متقدمة جداً في كتابة الحديث ، وقد تم ذلك قبل سنة 200 للهجرة بكثير ، فتمفي أوائل القرن الثاني ، بين سنة 120 ـ 130 هـ ، بدليل الواقع الذي بين لنا ذلك ،فهناك جملة من هذه الكتب مات مصنفوها في منتصف المائة الثانية ، مثل جامع معمر بنراشد(154) ، وجامع سفيان الثوري(161) ، وهشام بن حسان(148) ، وابن جريج (150) ،وغيرها كثير .


3
–أن علماء الحديث وضعوا شروطاً لقبول الحديث ، تكفلنقله عبر الأجيال بأمانة وضبط ، حتى يُؤدَّى كما سُمِع من رسول الله صلى الله عليهوسلم ، فهناك شروط اشترطوها في الراوي تضمن فيه غاية الصدق والعدالة والأمانة ،معالإدراك التام لتصرفاته وتحمل المسئولية ، كما أنها تضمن فيه قوة الحفظ والضبطبصدره أو بكتابه أو بهما معاً ، مما يمكنه من استحضار الحديث وأدائه كما سمعه ،ويتضح ذلك من الشروط التي اشترطها المحدثون للصحيح والحسن والتي تكفل ثقة الرواة ،ثم سلامة تناقل الحديث بين حلقاتالإسناد ، وسلامته من القوادح الظاهرة والخفية ،ودقة تطبيق المحدثين لهذه الشروط والقواعد في الحكم على الحديث بالضعف لمجرد فقددليل على صحته ، من غير أن ينتظروا قيام دليل مضاد له .

4
–أن علماءالحديث لم يكتفوا بهذا ، بل وضعوا شروطاً في الرواية المكتوبة لم يتنبه لها أولئكالمتطفلون ، فقد اشترط المحدثون في الرواية المكتوبة شروط الحديث الصحيح ، ولذلكنجد على مخطوطات الحديث تسلسل سند الكتاب من راوٍ إلى آخر حتى يبلغ مؤلفه ، ونجدعليها إثبات السماعات ، وخط المؤلف أو الشيخ المسمَع الذي يروي النسخة عن نسخةالمؤلف أو عن فرعها ، فكان منهج المحدثين بذلك أقوى وأحكم وأعظم حيطة من أي منهج فيتمحيص الروايات والمستندات المكتوبة .


5–أن البحث عن الإسناد لم ينتظرمائتي سنة كما وقع في كلام الزاعم ، بل فتش الصحابة عن الإسناد منذ العهد الأول حينوقعت الفتنة سنة 35 هجرية لصيانة الحديث من الدس ، وضرب المسلمون للعالم المثلالفريد في التفتيش عن الأسانيد ، حيث رحلوا إلى شتى الآفاق بحثاً عنها واختباراًلرواة الحديث ، حتى اعتبرت الرحلة شرطاً أساسياً لتكوين المحدث .


الحديث في مجموعه من صنع القرون الثلاثة الأولى للهجرة وليس من قول الرسول
في محاولة المستشرق جولد تسيهر لإثبات زعمه بأن الحديث في مجموعه من صنع القرون الثلاثة الأولى للهجرة وليس من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ادعى أن أحكام الشريعة لم تكن معروفة لجمهور المسلمين في الصدر الأول من الاسلام ، وأن الجهل بها وبتاريخ الرسول صلى الله عليه كان لاصقاً بكبار الأئمة ، وقد حشد لذلك بعض الروايات الساقطة المتهافتة ، من ذلك ما نقله عن كتاب الحيوان للدميري من أن أبا حنيفة رحمه الله لم يكن يعرف هل كانت معركة بدر بعد أُحد أم كانت أُحد قبلها !..
ولا شك في أن أقل الناس اطلاعاً على التاريخ يرد مثل هذه الرواية ، فأبو حنيفة وهو من أشهر أئمة الإسلام الذين تحدثوا عن أحكام الحرب في الاسلام حديثاً مستفيضاً في فقهه الذي أثر عنه وفي كتب تلامذته الذين نشروا علمه كأبي يوسف ومحمد r، يستحيل على العقل أن يصدق بأنه كان جاهلاً بوقائع سيرة الرسول ومغازيه وهي التي استمد منها فقهه في أحكام الحرب ، وحسبنا أن نذكر هنا كتابين في فقه في هذا الموضوع يعتبران من أهم الكتب المؤلفة في التشريع الدولي في الإسلام .
أولهما –كتاب الرد على سير الأوزاعي لأبي يوسف رحمه الله .
ثانيهما : كتاب السير الكبير لمحمد رحمه الله ، وقد شرحه السرخسي ، وهو من أقدم وأهم مراجع الفقه الإسلامي في العلاقات الدولية ، وقد طبع أخيراً تحت إشراف جامعة الدول العربية برغبة من جمعية محمد بن الحسن الشيباني للحقوق الدولية .
وفي هذين الكتابين يتضح إلمام تلامذة الإمام –وهم حاملو علمه –بتاريخ المعارك الاسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين .
وجولد تسيهرلا يخفى عليه أمر هذين الكتابين ، وكان بإمكانه لو أراد الحق أن يعرف ما إذا كان أبو حنيفة جاهلاً بالسيرة أو عالماً بها من غير أن يلجأ إلى رواية " الدميري " في " الحيوان " وهو ليس مؤرخاً وكتابه ليس كتاب فقه ولا تاريخ ، وإنما يحشر فيه كل ما يرى إيراده من حكايات ونوادر تتصل بموضوع كتابه من غير أن يعني نفسه البحث عـن
صحتها ، ولا يخفى ما كان بين أبي حنيفة ومعاصريه ومقلديهم من بعدهم من عداء منهجي فكري ، وقد كان هذا العداء مادة دسمة لرواة الأخبار ومؤلفي كتب الحكايات والنوادر لنسبة حوادث وحكايات منها ما يرفع من شأن أبي حنيفة ، ومنها ما يضع من سمعته . وأكثرها ملفق موضوع للمسامرة والتندر من قبل محبيه أو كارهيه على السواء ، مما يجعلها عديمة القيمة العلمية في نظر العلماء والباحثين .
فجولد تسيهر أعرض عن كل ما دُوِّن من تاريخ أبي حنيفة تدويناً علمياً ثابتاً ، واعتمد رواية مكذوبة لا يتمالك طالب العلم المبتدئ في الدراسة من الضحك لسماعها ليدعم بذلك ما تخيله من أن السنَّة النبوية من صنع المسلمين في القرون الثلاثة الاولى .
ومثال آخر عن هذا المستشرق أيضاً : فقد أعرض عما أجمعت عليه كتب الجرح والتعديل وكتب التاريخ من صدق الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رحمه الله ( 50 –124 هـ ) وورعه وأمانته ودينه وزعم أن الزهري لم يكن كذلك بل كان يضع الحديث للأمويين ، وهو الذي وضع حديث " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد إلخ .. " لعبد الملك بن مروان ، وكل حجته أن هذا الحديث من رواية الزهري ، وأن الزهري كان معاصراً لعبد الملك بن مروان ! .. وقد ناقشت هذا الزعم مناقشة مفصلة في كتابي " السنَّة ومكانتها في التشريع الاسلامي " ص 385 وما بعدها([4]) .

وكان يردد كلامًا يتعلق بالسنة ويدعي بعض الادعاءات ، منها :
–أن هناك أحاديث كثيرة لا يمكن أن تكون قد صدرت عن الرسول .
–أنه لا يمكن القطع بصحة نسبة شيء من أحاديث الرسول .
–أن القسم الأكبر من الحديث النبوي تم وضعه نتيجة للتطور الديني والسياسي والاجتماعي الذي حدث في القرن الأول والثاني الهجري .
–الطعن في حملة الحديث النبوي من الصحابة كأبي هريرة .
–ونرد عليهم بهذا الرد على ادعاءاتهم الأربعة التي ذكرت :
1–الرد على الادعاء الأول :
–هناك أحاديث لم تصدر عن الرسول –صلى الله عليه وسلم –وهي موضوعة وتصدى لها رجال الحديث وأفردوا لها كتبًا خاصة ، ومن هذه الكتب الموضوعات ، لابن الجوزي اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، للإمام الشوكاني .
2–الرد على الادعاء الثاني :
–أما قوله : ( بأن هناك أحاديث لا يمكن القطع بصحة نسبتها إلى الرسول ) ،فنقول له :
هذا محض زور وبهتان وصاحبة إما جاهل أو مغرض ؛ لأن الأحاديث النبوية ميزت ومحصت تمحيصًا تامًا ، والسنة النبوية حملها صحابة أوفياء عدول نقلها عنهم أئمة عدول وهكذا ، ثم أفردت أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم –في مؤلفات .
3–الرد على الادعاء الثالث :
–أما قوله : ( إن الحديث كان انعكاسًا للتطور السياسي والاجتماعي ) ، فنقول له :
لم ينتقل رسول الله –صلى الله عليه وسلم –لربه إلا بعدما اكتمل الدين ، قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا ) ،
فهذا دليل على إتمام السنة . ويكفيكم قوله –صلى الله عليه وسلم –: ( تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم به بعدي فلن تضلوا بعدي أبدًا ) .
والدليل على أن السنة لم يحصل فيها إضافة بعد عهد النبي –صلى الله عليه وسلم –عدم اختلاف المسلمين في عبادتهم لله عز وجل ، وهم يعيشون في شتى بقاع الأرض . ولو صح ما ادعوه لاختلف المسلمون في عبادتهم لله تعالى ومعاملاتهم .
4–الرد على الادعاء الرابع :
–الصحابة –رضي الله عنهم –كلهم عدول وكلهم من الفضلاء ، قال –صلى الله عليه وسلم –: ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ، والطعن في الناقل يضعف الثقة في المنقول .

الهجوم على الأمويين

جولدتسيهر في كتاباته التي ذم فيها الأمويين بناء على نقولات زائفة وأقوال مغرضة، رمى أصحابها إلى تمزيق الأمة وطعن رجالاتها ولعن بعضها ، ونشر الكلام الذي لا مصلحة لأحد فيه إلا للعدو من اليهود والنصارى والفرق الضالة، وقد نقل علماؤنا الثقات حقائق ثابتة ترد على تلك الافتراءات الباطلة.
ورد في طبقات ابن سعد –رحمه الله –ما يدل على نسك عبد الملك بن مروان وعلمه وعبادته وتقواه قبل خلافته، حتى إنه كان يلقب بحمامة المسجد، ولما سئل الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أرأيت إذا تفانى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن نسأل ؟ فأجابهم: سلوا هذا الفتى . مشيرًا إلى عبد الملك بن مروان .
وأما بعد خلافته فقد كان حريصًا على إرشاد العلماء وطلاب العلم إلى تتبع السنن والآثار .
ولما جاء الناس لمبايعته بالخلافة كان يتلو كتاب الله عز وجل على مصباح ضئيل، زهدًا وتقللاً وبعدًا عن رغد الحياة ولذائذها .

وقل مثل هذا في الوليد بن عبد الملك ، فقد أنشئت في عصره أكثر المساجد المعروفة اليوم . وهذا الكلام لا يعني أنهم كانوا خلفاء راشدين –كلا –ولكن كانت لهم أخطاء وتجاوزات، وكانت لهم حسنات وإيجابيات، ثم إن التاريخ يذكر بكثير من الإعجاب فتوحات الأمويين، حتى إن رقعة الإسلام لم تزد كثيرًا في العصر العباسي عمَّا كانت عليه في العصر الأموي، والفضل في ذلك كله لله سبحانه وتعالى ثم للأمويين خلفاء وقادة، فقد كان أبناء خلفائهم على رأس الجيوش الفاتحة لإعلاء كلمة الله عز وجل ونشر دينه ورفع الظلم عن العباد .
إن كلام المستشرقين عن وضع الحديث من قبل العلماء والحكام الأمويين لا أساس له من الصحة ، وإذا تجرأ بعض المغفلين وبعض الخاطئين من الفرق الضالة على وضع بعض الأحاديث لنصر أفكارهم أو الطعن في مخالفيهم، فإن ذلك في نطاق ضيق جدًا، وقد تصدى لهم علماء الإسلام وكشفوا تلك المحاولات وأخضعوا كل الأحاديث للفحص الدقيق ومعرفة الرواة كلهم، فلم يثبت إلا الصحيح، وعرف الموضوع من المسند المرفوع، والصحيح من الضعيف .
لقد كان هناك عداء بين الخلفاء وزعماء الطوائف المنشقة عن جماعة المسلمين كالخوارج، والرافضة، والمعتزلة، والزنادقة .
لكن هذه الطوائف لم تنهض لجمع الحديث ونقده وتدوينه وفق منهج أهل السنة، إنما الذين فعلوا ذلك هم العلماء والحفاظ والأئمة الأتقياء أمثال فقهاء المدينة السبعة: سعيد بن المسيب، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هاشم المخزومي، وعبيد ا لله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق،و خارجة بن زيد، وسليمان بن يسار، ونافع بن شهاب الزهري، وعطاء بن أبي رباح، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعلقمة بن الأسود، والحسن البصري وغيرهم رضي الله عنهم .
وهؤلاء العلماء لم يصطدموا مع الأمويين في معارك ونزاعات إلا ما كان من سعيد بن المسيب –رحمه الله –وجفائه لعبد الملك بن مروان بسبب طلب عبد الملك البيعة لابنه الوليد ثم لسليمان من بعده، فأبى سعيد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في وقت واحد ، فهذا سبب الجفاء، ولا نعلم خلافًا بين سعيد بن المسيب وخلفاء بني أمية قبل هذه الحادثة .
–كما وقع بين الحجاج بن يوسف الثقفي وبعض العلماء شيء من ذلك سببه اشتداد الحجاج في مقاومة خصوم بني أمية مما أوقعه ذلك في كثير من الظلم والعدوان.
–ومما يزيد في تهافت دعوى هذا المستشرق اتخاذه عداء ابن المسيب لعبد الملك ذريعة لرمي علماء المدينة كلهم بالكذب ووضع الحديث، في الوقت الذي لا يذكر شيئًا عن سعيد في مسألة الوضع المزعومة، وكان من اللازم في قياس المستشرق أن يكون ابن المسيب على رأس قائمة الوضاعين، لكنه لم يذكر ذلك؛ لأنه لا يملك دليلاً عليه .
–لقد جهل هؤلاء المستشرقون أو تجاهلوا صفات علماء الإسلام وأخلاقهم وخصائصهم من الترفع عن الكذب، والتحلي بالصدق والأمانة والاستقامة.
–لقد ادعى المستشرق جولدزيهر أن الحكام الأمويين وضعوا الأحاديث كما وضعها خصومهم، ولم يستطع هذا المستشرق ولا غيره أن يذكروا حديثًا واحدًا مما وضعه الحكام الأمويين .
–لكن جولدزيهر كشف عن جهله وقصور علمه في حقائق الإسلام وعلومه، حين زعم أن اختلاف الحديث وتعارض بعضه فيما يبدو أحيانًا دليل على حصول الوضع في الحديث .
وهذا جهل فظيع قد ينطلي على من ليس له باع في علم الحديث، لكن العلماء ذكروا أسباب الاختلاف والتعارض الشكلي والظاهري بين بعض الأحاديث، ومنها:
1–أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم الفعل على وجهين إشارة إلى الجواز، فيروي صحابي ما شاهده في الحالة الأولى، ويروي الثاني ما شاهده في الحالة الثانية كأحاديث صلاة الوتر أنها سبع ركعات أو تسع أو إحدى عشرة .
2–اختلاف الصحابة في حكاية حال شاهدوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: اختلافهم في حجته صلى الله عليه وسلم هل كان فيها قارنًا أو مفردًا أو متمتعًا؟ والحالات الثلاث جائزة ومشروعة مأخوذة من النصوص الشرعية .
3–اختلاف الصحابة في فهم المراد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يفهم الوجوب وذاك يفهم الاستحباب.
4–أن يسمع الصحابي حكمًا جديدًا ناسخًا لحكم سابق ولا يكون الصحابي الآخر قد سمع ذلك الحكم الجديد، فيظل يروي الحكم الأول على ما سمع .
وغير ذلك من الأسباب العلمية والدينية والواقعية التي ظن المستشرقون أنها ذريعة لافتراءاتهم .





([1] ) شوقى أبو خليل : الإسقاط فى مناهج المستشرقين والمبشرين ، ط1، دار الفكر المعاصر ، بيروت1995 ، ص 9 .

([2] ) دائرة معارف العلوم الاجتماعية ، مجلد 13 ص 230.

([3] ) محمد الغزالي : دفاع عن العقيدة والشريعة ، دار الكتب الحديثة ، ط4، ص22.

([4] ) انظر: مصطفى السباعي : موازين البحث عند المستشرقين.

  رد مع اقتباس
قديم 02-08-2012 ~ 09:44 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 4
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012



ح






"الأقوال غير المسئولة من بعض المستشرقين بأن محمدا مؤلف القرآن أقاويل باطلة لا صحة لها ، وهى محاولات فاشلة للنيل من هذا الدين ومن نبيه" .

جابرييللي







ح
حتى ، فيلب : Ph. Hitti "1886-1978"
ولد في شملان بلبنان ، درس في الجامعة الأمريكية ببيروت ونال شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا الأمريكية عام 1915 في اللغات الشرقية وآدابها ، وعمل هناك لخمس سنوات ثم عاد إلى بيروت ومكث حتى عام 1925، حين سافر إلى أمريكا من جديد ليدرس مادة التاريخ في جامعة برنستون، وهناك أقنع الإدارة بإدخال مواد تدريس اللغة العربية و الأدب العربي والدين الإسلامي. تخرج على يديه قسطنطين زريق و جبرائيل جبور. ويعتبر رائد المدرسة الحديثة في التاريخ العربي وأول مورخ لبناني حديث .
له مؤلفات كثيرة عن تاريخ العرب ، و تاريخ لبنان و سوريا وفلسطين .
، وعين أستاذاً فيها ، له : تاريخ العرب المطول ، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين .


لقد أهدي الرسول للعزى شاة عفراء !

ويورد حديث مختلق يقول علي لسان الرسول الكريم " لقد أهديت للعزى شاة عفراء "
ويقول الدكتور شوقي " ومع يقيننا بعدم صحة هذا الكلام ، عدنا الي المعجم المفهرس لألفاظ الحديث الشريف علنا نجد ولو حديثاً ضعيفاً فلم نجد لأن الله عز وجل حفظ نبيه الكريم من كل أمور الجاهلية "([1])

د
".. أن المسلمين العرب لم يعرف عنهم القسوة والجور في معاملتهم للمسيحيين بل كانوا يتركون لأهل الكتاب حرية العبادة وممارسة طقوسهم الدينية، مكتفين بأخذ الجزية منهم.."
جورج حنا
د

دانيال ، نورمان

مصادر القرآن الكريم " أساطير الأولين"

من الشبهات الأخرى التي يثيرها المستشرقون أمثال نورمان دانيال ومن نحا نحوهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) ما جاء بجديد في القرآن وإنما أخذ بعضاً من اليهودية، وبعضاً من النصرانية، وبعضاً من قصص الفرس , فكان القرآن. وقد ذكر لنا ربنا جل جلاله هذا في كتابه الكريم فقال سبحانه :-
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً ) (الفرقان:4)
( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) (الفرقان:5)
( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) (النحل:103)


الرد
إن عنصر المعجزة لا يفارق القرآن ، فإذا ثبت أن محتويات القرآن مقتبسة من اليهود والنصارى والفرس فإن صياغة القرآن ليست منهم لأن لغاتهم أعجمية، ولغة القرآن عربية في مستوى الإعجاز. وإذا بقي عنصر المعجزة في القرآن ـ ولو من ناحية واحدة، وهي ناحية الصياغة ـ يكون دليلاً على أنه من الله، ولا تبقى حاجة إلى إثبات أن القرآن معجزة في محتواه، كما هو معجزة في صياغته.
وقد اختلطت التهمة بالدفاع، فـ( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) (النحل:103) وهذا يعبر عن مدى صدمة القرآن لعقلية الجزيرة العربية.
والواقع: أن القرآن معجزة واضحة في صياغته، وهذه.. ما فهمتها الجزيرة العربية ومن ورائها الأدباء العرب في كل مكان وزمان.
ولكنه: معجزة أضخم في محتواه وهذه.. ما تفهمها العقول العلمية والقانونية إلى يوم القيامة.
غير أن الشبهة التي وسوست في الصدور ولا تزال نتجت من ملاحظة أن الناس شاهدوا في بعض آيات القرآن ما كانوا يتلقونه من ألسنة الأحبار والرهبان ـ بفارق بسيط ـ وما تتبادله الأمم من أمثلة وحكم.
ولا تزال الطوائف والشعوب تحتفظ في تراثها الديني والقومي بأمثال وقصص وحكم وردت في القرآن، وتاريخها يرجع جذورها إلى ما قبل نزول القرآن، فهي لم تأخذها من القرآن، فلا بد أن القرآن اقتبسها منها ونسبها إلى نفسه بعد أن طوّرها وأجرى عليها بعض التعديلات .
والجواب على هذه الشبهة :
إن التراث الديني الذي يحتفظ به الأحبار والرهبان وكل علماء الأديان من تركة الأنبياء (عليهم السلام).
وهذا ما لا ينكره علماء الأديان، وإنما يتبارون في تأكيد انتسابه إلى الأنبياء.
وأما التراث القومي الذي تحتفظ به الشعوب فلا يصح تجاهل تأثره بالأنبياء إلى حد بعيد، وخاصة في لمعاته الذكية لأن العناصر المفكرة في كل الشعوب، لم تكن بعيدة عن الأنبياء، لأن الله كان يواتر أنبياءه إلى كل الشعوب، والعناصر المفكرة كانت تأخذ منهم ـ آمنت أم لم تؤمن بهم ـ فترسبت تركة الأنبياء في مشاعر الشعوب، واحتفظت ببعضها في التراث، وإن لم تحتفظ بسلسلة سند كل قصة وحكمة.
ولهذا نجد في التراث القومي لكل شعب، لفتات روحية لا شك أنها من رواسب تعاليم الأنبياء. بل لو قارن الباحث خطوات الشعوب نحو الأمام مع حركة الرسالات؛ يتأكد من أن كل خير نالته البشرية عليه بصمة أحد الأنبياء، وإن طالت الفترة بين انبثاقه من النبوة ونضوجه كظاهرة على سطح الحياة .
فخير ما في التراث الديني وغيره للشعوب، هو تراث الأنبياء. والأنبياء جميعاً أخذوا عن الله. والله تعالى أعطى لكل نبي بمقدار استعداد قومه للأخذ، وأعطى لمحمد بن عبد الله rأكثر مما أعطى لغيره. فكان في القرآن الكريم ما تركته الأنبياء لشعوبهم وزيادة فوجود مواد من التراث الديني وغيره لسائر الشعوب في القرآن؛ إن دلّ على شيءٍ فإنما يدل على وحدة المصدر، وهو الله سبحانه وتعالى .








دانتي أليجييري:

يعد من أشهر شعراء إيطاليا، اشتهر بعملة المعروف "الكوميديا " ثم اضيف اليها "الإلهية" بعد ذلك وهي ملحمة شعرية تصف رحلة قام بها الشاعر في الجحيم والمطهر والسماء، وقد ترجم هذا العمل إلى العربية.


''فدانتي'' الشاعر الإيطالي المشهور واحد أعمدة حركة النهضة صور الرسول عليه الصلاة والسلام'' وقد القي في الدرك الثامن والعشرين من جهنم وقد شطر إلى نصفين من رأسه إلى منتصفه· وصوره، وهو ينهش بيديه في جسمه عقابا له على ما اقترف من فضائح وآثام وسبب من شقاق، ولأنه في رأيه تجسيد كامل للروح الشريرة''


دانيال ، نورمان

محمداً rتعلمالقرآن الكريم من راهب نصراني اسمه بحيرى

زعم أعداء الإسلام أمثال المستشرق نورمان دانيال أن محمداً r تعلمالقرآن الكريم من راهب نصراني اسمه بحيرى أو جرجيس أو سرجيوس .
وهم يعللون ذلكللتشابه بين بعض محتويات القرآن الكريم وكتب أهل الكتاب .
إن التشابه في بعضالأمور الدينية بين الأديان الثلاث ناتج عن وحدة المصدر وهو الله جلّ في علاه ، ومنالمتعذر أن يكون نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد اقتبس تعاليمه من الإنجيل.

درمنجهايم : " " E. dermenghem
مستشرق ألماني عمل مديراً بمكتبة الجزائر ، له : حياة محمد ، محمد والسنة الإسلامية.

النبي شعر فى العقد الأخير من عمره بالميل الي النساء


ميل درمنجم فى كتابه حياة محمد الذي زعم أن النبي شعر فى العقد الأخير من عمره بالميل الي النساء



دُوزِي(1235 ـ 1300هـ = 1820 ـ 1883م)

رينهارت بيتر آن دُوزي Reinhart Pieter Anne, Dozy: مستشرق هولندي, من أصل فرنسي بروتستانتي المذهب. هاجر أسلافه من فرنسا إلى هولندا في منتصف القرن السابع عشر. مولده ووفاته في ليدن. درّس في جامعتها نحو ثلاثين عاماً. وكان من أعضاء عدة مجامع علميّة. قرأ الآداب الهولندية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والإيتالية, وتعلم البرتغالية ثم الإسبانية فالعربية. وانصرفت عنايته إلى الأخيرة, فاطلع على كثير من كتبها في الأدب والتاريخ. أشهر آثاره «معجم دوزي » في مجلدين كبيرين بالعربية والفرنسية, اسمه Supplément aux Dictionnaires Arabes (ملحق بالمعاجم العربية) ذكر فيه ما لم يجد له ذكراً فيها. وله «كلام كتّاب العرب في دولة العبّاديين ـ ط» ثلاثة أجزاء, وبالألمانية «تاريخ المسلمين في إسبانية» ترجم كامل الكيلاني فصولاً منه إلى العربية في كتاب «ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام ـ ط» وله «الألفاظ الإسبانية والبرتغالية المنحدرة من أصول عربية» بالألمانية. ومما نشر بالعربية «تقويم سنة 961 ميلادية لقرطبة» المنسوب إلى عريب ابن سعد القرطبي وربيع بن زيد, ومعه ترجمة لاتينية, و «البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب» لابن عذاري, وقسم من «نزهة المشتاق» للإدريسي, و «منتخبات من كتاب الحلّة السيراء» لابن الأبار, و «شرح قصيدة ابن عبدون» لابن بدرون.

القرآن كتاب ذو ذوق رديء للغاية ولا جديد فيه

( دوزي) أطلق عبارات مريضة عن القرآن تقول بأنه كتاب ذو ذوق رديء للغاية ولا جديد فيه إلا القليل، وفيه إطناب بالغ وممل إلى حد بعيد.. إذا قال ( دوزي ) ذلك فلا يأخذنا العجب أن يصدر منه ومن أمثاله مثل هذا الهراء،

الرد

ولكنا فقط نتساءل : من أين له الأهلية لإصدار مثل هذا الحكم على القرآن الكريم ؟ إن العلم الذي يتحدث باسمه لا يمكن أن يعطي له مثل هذا الحق على الإطلاق. وبالتالي فهي الأحقاد والنزعات والأهواء التي تدفعه إلى ذلك . ومن هذا شأنه لا يمكن أن يصل إلى إدراك ما ينطوي عليه القرآن الكريم من إعجاز وفصاحة وبلاغة أجبرت المشركين على الاعتراف بها، فراح مندوبهم الوليد بن المغيرة يردد بعد سماعه للقرآن ( والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته).
وشتان بين موقف ( دوزي) وموقف ( الوليد بن المغيرة) ! فالوليد بن المغيرة قال ما قال عن تذوق سليم لبلاغة القرآن، أما ( دوزي) فمن أين له مثل هذا التذوق وهو مهما كانت براعته في العربية ـ غريب عن هذه اللغة وأجنبي عن روحها وإن برع في معرفة ألفاظها؟! ([2])

والقرآن حافل بآراء حضارية لا يوجد لها نظير من قبل ، كالنظام السياسى الذي يُلزم المسلمين بالشورى في وقت كانت الديكتاتورية نظاماً شائعاً في العالم ، وكالنظام الإقتصادى الذي يحتم العدالة الاجتماعية ويجعل للفقير حقا فى مال الغنى ، وكنظام الأسرة الذي يحدد حقوق كل فرد فى الأسرة وواجباته والذي يضمن ترابط هذه الوحدة التى هى لبنة في بناء المجتمع . ومن أجل هذه التوجيهات حافظ المسلمون على العلاقات الأسرية ، ولم يصل لهم الانحلال الذي غمر غيرهم([3])

وكذلك نظام المواريث الذي جاء للمجتمع البشرى لأول مرة ولا نظير له حتى الآن ، وجاء القرآن بأشياء مخالفة لعصره ولبيئته تماما مثل : منع شرب الخمر ووأد البنات ، وعبادة الأوثان .


ديدرو

كاتب وفيلسوف فرنسى ، احد اهم رموز القرن الثامن عشر ، درس الفنون اولا ثم الفلسفة والرياضيات والتشريح ، وتولى الاشراف على تحرير ( الموسوعة ) والتى تعد من اهم انجازات القرن الثامن عشر

الرسول ''قاتل رجال وخاطف نساء وأكبر عدو للعقل الحر''

ووصف'' ديدرو'' وهو من رجال التنوير الفرنسيين ومن كتاب الموسوعة الفرنسية الرسول بقوله:''قاتل رجال وخاطف نساء وأكبر عدو للعقل الحر''



ديمومبين

ديمومبين Gaudefroy–Demombynes مستشرق فرنسي. كان أستاذ العربية في مدرسة اللغات الشرقية بباريس. وصنف كتباً عن العرب وبلادهم وأدبهم بالفرنسية. وترجم إليها «رحلة ابن جبير ـ ط» وألف, متعاوناً مع بلاشير «قواعد العربية الفصحى

النبي كان تائهاً عبر الجبل، مثل أي شاعر، باحثاً عنالإلهام

كان لنبي كان تائهاً عبر الجبل، مثل أي شاعر، باحثاً عنالإلهام، واعتكف في غار حراء إلى أن أصابه فوحان إلهي .




ر
"قامت الانتصارات المدوية للعرب على أسباب متنوعة يتجلى أهمها في الخلق السامي الذي كان قد تشرّبه العرب عن الدين الجديد، فقد طبعهم هذا الخلق على جرأة واحتقار للموت، جعلهم لا يغلبون.."
جاك ريسلر



ر
رايت ، روبد :

العقيدة الإسلامية تشبه العقيدة المسيحية
أن العقيدة الإسلامية تشبه العقيدة المسيحية في تعرض كل منهما للتطور على أيدي الأجيال التالية لعيسى ومحمد –عليهما السلام .
وقالوا : أن فكرة التوحيد لم تكن واضحة لرسول الله وإنما اتضحت له شيئًا فشيئًا وأنه كان قبل ذلك على مذهب الشرك والتعدد ، ثم بدأت عقيدة التوحيد تتطور شيئًا فشيئًا ،وهذا معنى كلام ( روبد رايت ) وهو ألماني نصراني حاقد .
–نرد عليهم بكلام موجز :
1–للرد على الادعاء الأول :
–كلام صحيح على النصرانية ثم انتقل إليها التحريف شيئًا فشيئًا على أيدي الأتباع ، أما العقيدة الإسلامية فهذا الكلام زور وكذب ولم يحصل التحريف بالنسبة للعقيدة الإسلامية ؛ لأن الله قد حفظ كتاب الإسلام فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
2–الرد على الادعاء الثاني :
–نسأل هذا النصراني الخبيث الحاقد هذا السؤال : هل كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم –شخصًا عاديًا أم رسول أرسله ربه ؟
فنقول له : إن كان شخصًا عاديًا فيجوز عليه ما يجوز على سائر الناس . أما إن كان نبيًا مرسلاً فإن الذي أرسله قادر على حفظه ، وهناك أدلة وقرائن تدل على أنه –صلى الله عليه وسلم –عُصم طول حياته ، ولا مجال لهذا الهُراء .

روبسون :

وذهب المستشرق " روبسون Robson " فى مقال له بالموسوعة الإسلامية الثانية جاء فيه : إن السنة تأتى بعد القرآن كمصدر للتشريع الإسلامى ، ولكن هذه النتيجة لم تكن إلا وليدة تطور طويل . فقد كان للرسول أثره الكبير على أصحابه ومعاصريه ولكن عندما انتشر الإسلام فى ما وراء الجزيرة العربية ، فإنه من الطبيعى أن يتحدث عنه أصحابه الذين لازموه بما سمعوه منه ، كما أن لدى المعتنقين الجدد الرغبة الأكيدة لمعرفة المزيد عنه وعن أقواله وأفعاله . وقد استقر الكثير من الصحابة فى الأقطار المفتوحة ونحن نفترض أنهم تعرضوا لاستجوابات وتساؤلات حول الرسول . والظاهر أنه لم تسجل هذه الأقوال أو تدون بصورة رسمية . وفى هذه المرحلة لم يكن التفكير منصباً على اعتبار السنة مصدراً تشريعياً تأتى فى المكانة الثانية بعد القرآن لأنه لا توجد " مدونات " لها .


رودنسون ، مكسيم : "1915-2004 " M.Rodinson


مستشرق وعالم اجتماع، فرنسي الجنسية، يهوديالأصل، ولد في باريس العام 1915م، وهناك تلقى دراساته إلى أن أتمها، عمل سبع سنواتفي الشرق الأوسط أستاذا ثم موظفا في مصلحة الآثار في بيروت، حصل على الدكتوراه فيالآداب وشهادة المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية، وعين مديرا للدراسات فيالمدرسة العملية للدراسات العليا في جامعة السربون >حيث كان يعلِّم الإثيوبيةوالحميرية القديمتين، ويحاضر في التاريخ البشري للشرق الأوسط
عرف >رودنسون< بنشاطه العلمي الواسع، مما أهَّله للحصول على مجموعة من الأوسمةوالمنح .

العلم لا يمت إلى الإسلام إلا بصلة بعيدة

ولا يصادف المرء موقفاً موضوعياً في مجال مختلف تماماً لا يمت إلى الدين الإسلامي إلاّ بصلة بعيدة، وأعني العلم بأوسع معانيه .
وقد أخطأ رودنسونهنا في جعله العلم لا يمت إلى الإسلام إلا بصلة بعيدة. فقد كان الإسلام في حقيقة الأمر وراء كل إنجاز علمي حققه المسلمون في مختلف المجالات .([4])

رينان ، ارنست (1823 / 1892 م)،

ولد عام 1822 بمقاطعة (بريتاني) بفرنسا، ووهب جلّ اهتمامه للبحث العلمي العقلي الذي تركه أتباع محمد r. لقد وضع (أرنست رينان) كتاباً عن العملاق (ابن رشد) وكيف أثرت فيه فلسفته، حتى لقّب هو وأتباعه بأبناء المدرسة الرشدية، وهذه المدرسة هي حقيقة واقعة، وقد انقسمت إلى قسمين، القسم الأول هو المدرسة الرشدية اللاتينية.. وحمل القسم الثاني لقب المدرسة الرشدية العبرية، بينما بقي (ابن رشد) أستاذاً للجميع على مختلف مللهم ونحلهم ومختلف عقائدهم..
وقد كتب (أرنست رينان) بعض الافتراءات على الدين الإسلامي، مما جعل (جمال الدين الأفغاني) يتصدى له، مناقشاً ادعاءاته التي افتراها على الدين الحنيف في كتابه (الإسلام والعلم) حيث رد بحجج علمية وأسانيد ثابتة، جعلت المستشرق الفرنسي يقرّ آخر الأمر، بضعف مصادره التي استقى منها معلوماته عن الإسلام.


شبهة الاسلام حارب العلم والفلسفة

ويصف الدين الاسلامي في كتابه " مساهمة الشعوب السامية في تاريخ الحضارة " بالتحجر والتعصب والرجعية !! " ففيه سذاجة الفكر السامي المفزعة ، المقلصة للمخ البشري ، مغلقة منافذه في وجه كل لطيفة وكل احساس رقيق وكل تأمل ونظر منطقي "

ويري ان الاسلام " حارب العلم والفلسفة " !!


الرد

جاء الإسلام يحمل في طياته الدعوة لنشر العلم بين الناس وكانت الكلمة الأولى هي ( أقرأ ) والإنسان فيه مدعو إلى النظر في حقائق الكون والتفكر فيه والعلم في الإسلام عبادة وفريضة ولم يقم في الإسلام كهنوت يحتكر العلم وعمل الإسلام على نشر العلم وعدم اقتصاره على رجال الدين .

وقـد وضـع المسلمـون أسس البحث العـلمي بالمعنى الحديث وقـد تميّـزوا بالمـلاحظـة والتجـربة والاختبـار وابتدعـوا طـرقاً واخترعـوا آلات وأجهزة([5]) .

تقول زيجريد هونكه : " إن الإغريق تقيدوا دائماً بسيطرة الآراء النظرية ، ولم يبدأ البحث العلمي القائم على الملاحظة والتجربة إلا عند العرب"([6])
وقد استطاع علماء المسلمين أن يفكوا القيود الروحية الجامدة التي عطلت حريةالبحث العلمي خلال العصور الوسطى، وبلوروا حرية البحث العلمي بوحي من تعاليم دينهمالحنيف الذي يحث على الدراسة والتفكير، على عكس ما كان يحدث في اوروبا التي كانتتعذب العلماء وترغمهم على الأفكار العقيمة. لقد كان الخليفة المأمون يدفع للعلماءوزن ما يترجمونه ذهباً، كما شمل الخلفاء المسلمون دور العلم والمعرفة بالرعايةوالاهتمام([7]).
ويشهد استقراء تاريخ الفكر البشري بأن علماء الحضارة الإسلامية كانوا أسبق من الغربيين إلى نقض منطق أرسطو النظري وإتباع المنهج التجريبي قبل بيكون بعدة قرون([8]) فقد استطاعوا أن يميزوا بين طبيعة الظواهر العقلية الخالصة من جهة، والظواهر المادية الحسية من جهة أخرى، وفطنوا إلى أن الوسيلة أو الأداة التي تستخدم في هذه الظواهر يجب أن تناسب طبيعة كل منها، ويعتبر (ابن تيمية) ([9]) من أوائل العلماء المسلمين الذين نقدوا منطق أرسطو الصوري حيث هاجمه بعنف في كتابه ( نقد المنطق) ودعا إلى الاستقراء الحسي الذي يصلح للبحث في الظواهر الكونية ويوصل إلى معارف جديدة.
فقد اتجه علماء الحضارة الإسلامية إلى المنهج التجريبي الاستقرائي عن خبرة ودراية بأصوله وقواعده، وأحرزوا على أساسه تقدما ملموسا في حركة التطوير العلمي والتقني فهذا هو (الحسن بن الهيثم) ([10]) يصف ملامح المنهج التجريبي الاستقرائي الذي اتبعه في بحث ظاهرة الإبصار بقوله (... رأينا أن نصرف الاهتمام إلى هذا المعنى بغاية الإمكان ونخلص العناية به ونوقع الجد في البحث عن حقيقته ونستأنف النظر في مبادئه ومقدماته ونبتدئ باستقراء الموجودات وتصفح أحوال المبصرات وتمييز خواص الجزئيات ونلتقط باستقراء ما يخص البصر في حال الإبصار وما هو مطرد لا يتغير، وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس... ثم نترقى في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدمات والتحفظ من الغلط في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما نستقرئه ونتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوى ونتحرى –في سائر ما نميزه وننتقده –طلب الحق لا الميل مع الآراء... فلعلنا ننتهي بهذا الطريق إلى الحق الذي به يثلج الصدر ونصل بالتدرج والتلطف إلى الغاية التي عندها يقع اليقين ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التي يزول معها الخلاف وتنحسم بها مواد الشبهات... وما نحن من جميع ذلك براء مما هو في طبيعة الإنسان من كدر البشرية ولكننا نجتهد بقدر مالنا من القوة الإنسانية... ومن الله نستمد العون في جميع الأمور )
ويوضح هذا النص بما لا يدع مجالا للشك أن القواعد العامة التي وضعها (ابن الهيثم) لمنهج الاستقراء تتميز عن قواعد المنهج ( البيكوني) بأنها ليست مجموعة من التعليمات والإرشادات التي تلتزم ترتيبا محددا لا ينبغي تجاوزه مما يضفي عليها قدرا كافيا من المرونة يحول دون جمودها أمام حركة العلم وتطوره. كذلك تعكس عبارات (ابن الهيثم) كثيرا من خصائص العلم التجريبي ومقومات نجاح البحث العلمي التي افتقدها كل من (المنطق الأرسطي) و(المنهج البيكوني ) وتوضح المقارنة أن التجريبية خطوة مقصورة في أسلوب البحث العلمي عند علماء المسلمين.
من ناحية أخرى يتضح من القراءة المتأنية للنصوص العلمية في التراث الإسلامي أن الفضل في اكتشاف المنهج العلمي ( التجريبي الاستقرائي ) لا ينسب إلى عالم إسلامي بعينه على غرار ما يقال عادة عن منهج (أرسطو) أو (بيكون) أو (ديكارت) بل إنه يعزى إلى علماء كثيرين مهدوا له في مختلف فروع العلم.
فها هو أبو الريحان البيروني([11]) يدافع عن العلوم عامة والعلوم التجريبية خاصة المتصلة بالفلك والطبيعيات مع توجيه الانتيباه الى المصطلح العلمي بل وتحديده .
وقد ألف البيروني في الرياضيات والفلك والتنجيم والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والصيدلة والطبيعيات وغيرها من العلوم .
ومن مؤلفات البيروني في الفلك ( العمل بالاسطرلاب ) و ( تقاليد الهيئة ) ، وكذا رسائله ( المتفرقة في الهيئة ) التي جمعت 11 رسالة مختلفة منها ( اقامة البرهان على الدائرة للبوزجاني ) و ( كيفية تسطيح الكرة للصاغاني ). وللبيروني في التنجيم ( التفهيم لاوائل صناعة النجوم ) ، وفي الجيوكيمياء ( الجماهر في معرفة الجواهر ) .
وكذلك يؤهله لأن يكون رائداً من رواد البحث العلمي وصاحب منهج علمي دقيق يضعه فى مصاف أصحاب المناهج المحدثين إن لم يتفوق عليهم([12])
وها هو (جابر بن حيان) ([13]) يلقى مزيدا من الضوء على خصائص المنهج التجريبي الذي اتبعه فيؤكد أن "لكل صنعة أساليبها الفنية " ويحذر من الإفراط في الثقة بنتائج تجاربه بالرغم من موضوعيته في البحث العلمي فيقول: (إنا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط –دون ما سمعناه أو قيل لنا أو قرأناه –بعد أن امتحناه وجربناه وما استخرجناه نحن قايسناه على أقوال هؤلاء) ويقول أيضا: (ليس لأحد أن يدعى بالحق أنه ليس في الغائب إلا مثل ما شاهد أو في الماضي والمستقبل إلا مثل ما في الآن) ،
ويؤكد جابر أهمية التجربة أيضاً في قوله : " من كان درباً ، كان عالماً حقاً ومن لم يكن درباً لم يكن عالماً ، وحسبك بالدربة في جميع الصنائع : أن الصانع الدرب يحذق ، وغير الدرب يعطل"([14])والمراد بالدربة عند جابر التجربة .
ونجد في مؤلفات (الرازي) و(البيروني) و(البتانى) و(البوزجانى) و(الخازن) و(ابن النفيس) و(ابن يونس) وغيرهم ما يؤكد إيمانهم بالمنهج الجديد في تحصيل الحقيقة العلمية وممارستهم لهذا المنهج عن إدراك وفهم دقيق لكل مسلماته وأدواته وخصائصه وغاياته وفي هذه الحقيقة الهامة يكمن السر –الدافع –وراء نجاح هذا المنهج ومواكبته لحركة التقدم العلمي التي حثت عليها تعاليم الإسلام الحنيفة ومبادئه السامية متمثلة في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي تكرم العلم والعلماء، وتحث على إعمال العقل، ومداومة البحث في ملكوت السماوات والأرض وتحرر التفكير من القيود والأوهام المعوقة للكشف والإبداع، وتحارب التنجيم والتنبؤ العشوائي والتعصب للعرق والعرف وتحذر من الاطمئنان إلى كل ما هو شائع أو موروث من آراء ونظريات. ولا شك أن هذا كله أوسع وأشمل مما يعرف بأوهام الكهف والسوق والمسرح والجنس وهى الأوهام الأربعة المنسوبة (لبيكون) والتي كثيرا ما يباهى بها فلاسفة العلم وشراح المنهج العلمي
وقد فطن العرب والمسلمين إلى استعمال جميع الطرق المستخدمة في البحث العلمي فقرّبوا المنطق التقليدي وعرّبوه واستخدموه وتوسعوا في القياس، وأدخلوه في دراستهم للعلوم الدينية كأصول الفقه وغير ذلك، كما استخدموا أيضا المنهج الرياضي واستخدموا الرموز ووضعوا قواعد الجبر، بل إن لفظة الجبر في اللاتينية مأخوذة عن العرب وعرفوا الهندسة وابتكروا فيها وأضافوا إليها، وإن الآثار المعمارية الإسلامية خير شاهد على ذلك .
والمطّلع على علوم المسلمين في الكيمياء وشغفهم بدراستها يعلم أنهم هم الذين وضعوا التجربة في علوم الطبيعة، هذا ولم يفصل المسلمون بين المناهج العلمية في أبحاثهم ولكنهم كانوا يستخدمونها حيث يجب أن تستخدم، فلم يقولوا كما قال ديكارت إن المنهج الرياضي يصلح دون غيره لجميع أنواع العلوم، بل آمنوا بكل طريقة وأسلوب يوصل إلى نتائج صحيحة ما دام هذا الأسلوب يتفق مع العقل البشري، ولعلهم عرفوا أن قواعد البحث العلمي يمكن أن يهتدي إليها الباحث عفوا في أثناء محاولته الكشف عن بعض الحقائق، كذلك لم يغفل المسلمون معرفة منهج البحث في التاريخ وربما طبق هذا المنهج على معظم العلوم الإسلامية فعرفوا التحليل والتركيب أي جمع المادة العلمية من الكتب والوثائق والمخطوطات ثم نقدها وتمحيصها، وبيان مدى قيمتها، ثم تحديد الحقائق التي توصل إليها وعرفوا كذلك كيف يصنفون الحقائق الجزئية، واستخدموا الفروض وحاولوا تحقيقها، وعرفوا الصلات بين أجزاء البحث وأبرزوا ما خفي منها، وتحدثوا عن العلل([15]) والأسباب، وقد اهتم علماء المسلمين بنقد الرواة وتمحيص طرقهم في النقد وبخاصة ما يتعلق منها
بأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام .
وقد حدد ابن خلدون([16]) قواعد البحث في التاريخ والعلوم الإسلامية،
وللسخاوي([17]) رسالة رائعة بعنوان: (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ).
وقد فطن علماء الإسلام أيضاً إلى أهمية ذلك، ومنهم حنين بن إسحاق، في العشر مقالات في العين، وابن النديم، في الفهرست، والخوارزمي، في مفاتيح العلوم، و ابن سينا، في القانون في الطب، و ابن البيطار، في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية .
ويمثل مسكويه([18]) خطوة متقدمة في الكتابة الموضوعية، فإنه على الرغم من معاصرة السلاطين والوزراء البويهيين لا نجده يمدحهم أو يتملقهم في كتاباته. ولم يظهر ميلاً إلى تيار أو ملك أو اتجاه، بل حاول أن يرصد عصره ويحلل أحداثه بعقلانية، إلى درجة أنه لقّب بالمعلم الثالث نظراً لتمكنه من الفكر الفلسفي والإفادة منه في الكتابة التاريخية.
ز
".. لم يكن محمد [r] نبي الإسلام فحسب، بل نبي اللغة العربية والثقافة العربية، على اختلاف أجناس المتكلمين بها وأديانهم"

جورج سارتون
ز
زويمر ، صمويل:
مستشرق مبشر ، مؤسس مجلة العالم الإسلامي الأمريكية ، له كتاب الإسلام تحد لعقيدة صدر 1908م ، وله كتاب الإسلام عبارة عن مجموعة مقالات قدمت للمؤتمر التبشيري الثاني سنة 1911م في لكهنئو بالهند .

س
"كانت حياة الذمي عند أبي حنيفة وابن حنبل تكافئ حياة المسلم، ودية المسلم، وهي مسألة مهمة جدًا من حيث المبدأ.. ولم تكن الحكومة الإسلامية تتدخل في الشعائر الدينية لأهل الذمة، بل كان يبلغ من بعض الخلفاء أن يحض مواكبهم وأعيادهم ويأمر بصيانتهم.. وكذلك ازدهرت الأديرة بهدوء.."
آدم متز
س

سنوبرت
محمدrأخذ مفهومالتوحيد من التوراة
زعم المستشرقون أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخذ مفهومالتوحيد من التوراة ، وحاول سنوبرت ، وجوبتن ، إثبات أنمفهوم التوحيد في الإسلام لم يكن صافياً ، بل كان ممروجاً بالشرك والوثنية . معالعلم أن مفهوم التوحيد في الإسلام مغاير تماماً لمفهوم التوحيد في اليهودية ، وذلكمنذ زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى يومنا هذا . إن التوحيد في الإسلام يعنيالإقرار : أن الله هو الإله ، الواحد ، الأحد ، الفرد ، الصمد ، الذي لم يلد ، ولميولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، وأنه سبحانه وتعالى لا يشبه شيئا من مخلوقاته ، وأنكل ما سواه مخلوق بأمره ، خاضع لمشيئته . أما التوحيد عند اليهود –كما جاء فيأسفارهم –فتشوبه كثير من صور الوثنية ، وعبادة الأصنام ، والشرك بالله وتجسيمه ،ووصفه بصفات النقص ، وتشبيه أفعاله بأحط أفعال البشر التخريبية ، بل زعموا أن البشريستطيعون هزيمته ودحره ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً . وعليه فلا يعقل أن يكونرسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أخذ التوحيد عن هؤلاء المشركين كما ادعى غيوموصاحباه . أما أنبياء الله : فقد نزههم القرآن الكريم ونزهتهم السنة النبويةالمطهرة عن الشرك ، وعن الوثينية ، والظلم ، وتضليل الخلق ، بل كانت كل جهودهممنصبة في هداية الخلق وقيادتهم إلى طريق الخير والرشاد ، بينما نجد توراة اليهود قدوصفتهم بأقبح الصفات التي يمكن أن يتصف بها أحقر أنواع البشر : من خيانة ، وخداع ،وكفر ، وغيره . فكيف يمكن أن يدعي غيوم وصاحباه : أن الرسول – صلى الله عليه وسلمقد أخذ قصص أنبياء بني إسرائيل عن أحبار اليهود ، مع وجود هذا التناقض الواضح الجليبين الروايات الواردة عنهم في كل من القرآن والسنة من جهة ، وفي توراة اليهود منالجهة الأخرى . أما افتراءات المستشرقين على رسول الله – صلى الله عليه وسلمواتهامه بالتقرب إلى الأوثان ، وأن زيداً هو الذي هداه إلى التوحيد : فادعاء كاذب ،لأن ما استند عليه غيوم من مراجع ليس مما يعتد به ، وبخاصة أن القصة التي أوردهاتناقض وتخالف ما ورد في المصادر والمراجع العديدة التي يعتد بها جمهور المسلمين ،كما أنه قام بالاستشهاد بحديث أخذ عن مصدر مجهول ، وجزم أنه حديث صحيح ، في نفسالوقت الذي ينكر فيه صحة الأحاديث النبوية المتصلة السند ، والواردة في كتب السنةالصحيحة ، وشكك في أصالتها وصحتها ، كل هذا يدل دلالة واضحة على عدم أمانة غيومالعلمية ، وعدم نزاهته وجديته وموضوعيته في الآراء التي أوردها عن الإسلام


سوندرز:

ما من دليل واف يدل على أن محمداً rكان يتصور ديناً عالمياً لجميع الناس

وكتب سوندرز المحاضر في جامعة كانتر بري يقول: (ما من دليل واف يدل على أن محمداً rكان يتصور ديناً عالمياً لجميع الناس، أو يتصور أنه ارسل لهداية شعب من الشعوب غير شعبه العربي وليس قصة رسائله إلى الامبراطور هرقل وشاه فارس وملك الحبشة وغيرهم من الرؤساء للدخول في دينه بالقصة التي تقوم على أساس)
الرد

القرآن الكريم حافل بالشواهد والأدلّة القاطعة على عالمية الرسالة الإسلامية، ويمكننا أن نجعلها على أقسام:
1 ـ الآيات القرآنية الصريحة في عالمية الرسالة الإسلامية، وعددها كبير جداً.
قال تعالى: (قل يا أيّها الناس إنّي رسول الله إليكم جميعاً) ، (وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس بشيراً ونذيراً) ، (وأرسلناك للناس رسولاً) (وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين) ، (تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) ، (وأُوحي إليّ هذا القرآن لأُنذركم به ومن بلغ) ، (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كله ...) (يا أيّها الناس قد جاءكم الرسول بالحقّ من ربكم ...) (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) ، (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتّقين) (إنْ هو إلاّ ذكرٌ للعالمين) (هذا بلاغ للناس ولينذروا به) ، (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب) (إنّ الدين عند الله الإسلام ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) (لينذر من كان حيّاً ويحقّ القول ...) (قل يا أيّها الناس إنّما أنا لكم نذيرٌ مبين) ، (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كلّ مثل لعلّهم يتذكّرون) ، (يا أيّها الناس قد جاءكم برهان من ربّكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً) (نذيراً للبشر ...)


والسنّة النبوية حافلة بالأدلّة والشواهد القاطعة على عالمية الرسالة الإسلامية.
ويقتضي مقام الاستدلال هنا ايراد عدد من النصوص والشواهد الدّالة على المطلوب، وهي:
1 ـ قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ حينما اجتمع في أوائل بعثته وفي داره بعدد من أقاربه: ((والله الذي لا إله إلاّ هو اني رسول الله إليكم خاصّة وإلى الناس عامّة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن بما تعملون، وإنها الجنّة أبداً أو النار أبداً))
والخصوصية في قوله: (اني رسول الله إليكم خاصّة) لا تعني أن الرسالة قد أعطت أقارب النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ امتيازاً اُسرياً على سائر الناس، وإنما تعني أن الحجة عليكم أقوى منها على غيركم لأنكم إن كذبتموني كان سائر الناس أولى بتكذيبي، وإن صدقتموني فسيبادر الناس إلى تصديقي، وأنتم أقرب الناس مني وأكثرهم ادراكاً لصدقي وحقيقة أمري.
2 ـ قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ: ((بعثت إلى الناس كافة فإن لم يستجيبوا فإلى العرب فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش فإن لم يستجيبوا فإلى بني هاشم فإن لم يستجيبوا لي فإليّ وحدي).
3 ـ قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ: ((لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلاّ بالتقوى))
4 ـ قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ: ((أيها الناس! إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية، ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون عليّ من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن)).
5 ـ رسائله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى قيصر الروم وكسرى فارس وعظيم القبط وملك الحبشة والحارث بن أبي شمر الغساني ملك تخوم الشام وأقيال حضرموت وهوذة بن علي الحنفي ملك اليمامة وإلى رؤساء العرب وشيوخ القبائل والأساقفة والمرازبة والعمال يدعوم فيها إلى الإسلام، وذلك بعد صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة. وكان في بعض رسائله يؤكد على عالمية نبوته ورسالته، ومن ذلك ما جاء في رسالته إلى كسرى حيث يقول: ((... فأني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيّاً)).

وهو عبارة عن أمرين:
1 ـ إن العالمية صفة طبيعية تلازم التوحيد بحيث لا يمكن التفكيك بينهما، وهي مقتضى توحيد الله وعدله، فالإله الواحد لابد وأن تكون نظرته إلى مخلوقاته واحدة دون تمييز لأحد من عباده على آخر، وإذا تصورناه إلهاً يميز بين مخلوقاته وعباده على أساس اللون والعرق أو القبيلة أو النسب فإنما نتصور إلهاً ظالماً، وهو ليس الخالق العظيم الحكيم الرحيم العادل الذي نقصده ونعبده وإنما إلهاً موهوماً خلقته أمراضنا الأخلاقية والاجتماعية، كما هو إله التوراة الذي ميّز بني اسرائيل وجعلهم شعبه المختار، كما يدعي اليهود.
إن التوحيد الصافي الرائق الذي يتميز به الإسلام انتج رؤية اجتماعية مستقيمة تؤكد على الوحدة البشرية المتساوية الأفراد. فالبشرية من وجهة نظر القرآن الكريم بكل أدوارها وأجيالها، ومنذ أول فرد فيها وحتى آخر فرد منها أمة واحدة، قال تعالى مخاطباً أنبياءه: (وإنّ هذه أُمّتكم أُمّة واحدة وأنا ربّكم فاتقون) وهذه الأمة الواحدة ترجع إلى اُسرة واحدة، والاُسرة الواحدة ترجع إلى نفس واحدة، قال تعالى: (يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءاً ...).
فهناك رب واحد، ونفس واحدة، واُسرة واحدة، واُمة واحدة، ودين واحد هو الإسلام، وهكذا يتحول التوحيد الحقيقي الخالص من الشوائب إلى رؤية اجتماعية مستقيمة تؤكد على الوحدة والعدل والمساواة، وإلى مناخ أخلاقي يساعد على اجلاء الفطرة ونمو الفضيلة، وبعبارة أخرى، هكذا يتحول التوحيد إلى رؤية عالمية، فالعالمية هي المولود الطبيعي للتوحيد، والتوحيد هو الأب والمنبع الوحيد للعالمية.
ومن هنا فإن الدين عالمي بطبعه وجوهره. وليس هناك دينٌ قوميٌ وآخر غير قومي، نعم هناك نبوة محلّية تقتصر اهتمامها على بقعة معينة وقبيلة خاصّة، وأخرى تفتح ذراعيها للأرض كلها.

سيدرسكى Siderskey

وألف " سيدرسكى Siderskey " كتاباً أطلق عليه " أصول الأساطير الإسلامية فى القرآن وفى سير الأنبياء " حاول أن يرجع القصص القرآنى إلى المصادر اليهودية والمسيحية وتناول قصة خلق آدم ، ونزوله من الجنة ، وقصة إبراهيم والتلمود ، وقصة يوسف ، وقصة موسى ، وقصة عيسى ، وقصص داود وسليمان ، وحاول إرجاع كل أية قرآنية تناولت إحدى هذه القصص إلى كتاب
" الأغداءه
Aggadah " العبرى والأناجيل المسيحية المختلفة . وقد استند في دراسته هذه إلى ما كان يذيعه المستشرق " كليمان هوار " من أن القرآن مستقى جميعه من المصادر اليهودية والمسيحية ، وأكد له في رسالة مرفقة بمقدمة هذا الكتاب أنه سيجد المصادر الحقيقية للقصص القرآني والتي استقى منها مخبرو
" محمد " معلوماتهم .


ويذهب " سيدرسكــى " فى كتابة " أصول الأساطير الإسلامية في القرآن وفى سير الأنبياء" إلى اقتباس القرآن معلوماته وأخباره عن مولد السيد المسيح من " إنجيل متى " الباب العاشر والذي ورد فيه حرفياً : " فى اليوم الثالث من رحتلهما عبر الصحراء المحرقة رأت مريم نخلة فقالت ليوسف " أود أن أستريح قليلاً تحت ظلها " فقادها يوسف إلى النخلة وأنزلها على مطيتها . وعندما جلست مريم رفعت رأسها إلى قمة النخلة ووجدتها مليئة بالرطب فقالت ليوسف " أرغب فى تذوق رطب هذه النخلة إذا كان الأمر ممكنا " فقال لها يوسف : " أنا مندهش من طلبك هذا ، ألا ترين أرتفاع الشجرة وأنت تحلمين بأكل رطبها ؟ إن ما ينغصنى الآن هو نقصان الماء ، فليس لدينا مياه نستقى منها نحن ودوابنا "

أخطأ " سيدرسكى " فى استنتاجه باقتباس القرآن لقصة مريم وابنها من إنجيل متى من عدة وجوه منها : زعمه أن القرآن قد خلط بين " مريم " ام المسيح وبين
" مريم " أخت موسى وهارون وجعلهما واحدة . وهذا خطأ فاحش يدل على عدم فهم المستشرقين لأسرار اللغة العربية واشتقاقاتها ، وبلاغتها ، ومجازها . لأن مريم أم المسيح من ولد هارون أخى موسى فنسبت إليه بالأخوة لأنها من ولده ، كما يقال للتميمى: يا أخا تميم ، وللعربى يا أخا العرب .

بينما الرواية القرآنية تنص على أن مريم حينما فاجأها المخاض إلى جذع النخلة ، تمنت الموت لخوفها من تلوث سمعتها ، فناداها من تحتها بعدم الحزون والأسف لأنها ولدت العظيم من الرجال ذا الخصال الحميدة ، فأكلت الرطب من النخلة وشربت الماء النقى العذب الزلال .
ولعل تعصبه يشهد به عنوان كتابه الذى وصفه " بالأساطير الإسلامية " بينما لم يجحد ما يقابلها من قصص فى العهدين القديم والجديد من كتب اليهود والنصارى.


([1] ) شوقي أبو خليل : فيليب حتي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، ط1 ، 1985 ، ص40.

([2] ) محمود حمدي زقزوق : الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ، دار المعارف ، القاهرة 1997 ص 18.

([3] ) أنظر ، أحمد شلبي : المرجع السابق ، ص36.

([4] ) محمود حمدي زقزوق : الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ، دار المعارف ، القاهرة 1997.

([5] ) عبد الحليم منتصر : تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه ، دار المعارف 1967 ، ص 59.

([6] ) انظر ، زيغريد هونكه " شمس الله تسطع على الغرب " ترجمة فاروق بيضون ، دار الجيل ،بيروت ، ص 401.

([7] ) أحمد عبدالقادر المهندس : المنهج العلمي عند علماء المسلمين ، 30مقال بجريدة الرياض ، ديسمبر 2005م ،عدد 13703.

([8] ) من أسف نجد من بيننا من يشكك في تلك المعلومات التي اعترف بها علماء الغرب أنفسهم !!.

([9] ) فيلسوف وفقيه حنبلي تركي (1263-1328م ). ولد في حران في تركيا ثم هاجر مع اهله وهو في السابعة الى دمشق . كان ابوه فقيها مشهورا ، عمل مدرسا بالجامع الكبير في دمشق ، وتبعه ابنه تقي الدين فعمل فيه هو ايضا. وقد زار ابن تيمية مصر ودرس فيها ولكنه رجع الى دمشق وتوفي فيها.

([10] ) من أعظم علماء العرب في البصريات، والرياضيات، والطبيعيات، والطب، والفلسفة، وله إسهامات مهمة فيها ولد بالبصرة ودرس بها يعترف المؤرخون الغربيون بأهمية ابن الهيثم في تطوير علم البصريات، فأرنولد في كتاب " تراث الإسلام"، قال >إن علم البصريات وصل إلى الأوج بظهور ابن الهيثم.

([11] ) فيلسوف ومؤرخ وطبيب وكيميائي ورياضي وفلكي خوارزمي . ولد في خوارزم في عام 973 م ، وتوفي في بغداد عام 1051 م..

([12] ) استفدنا كثيراً من آراء الاستاذ الدكتور بركات محمد مراد سيد أستاذ الفلسفة بكلية التربية ، سواء من بعض أعماله أو من خلال محاضراته القيمة فى هذا المجال.

([13] ) جابر بن حيان شخصية بارزة، ومن أعظم علماء القرون الوسطى. وهو أبو موسى جابر بن حيان الأزدي. ويلقب أحياناً بالحراني والصوفي. وعرف عند الأوربيين في القرون الوسطى باسم Geber وهو الذي أدخل البحث التجريبي إلى الكيمياء، وهو مخترع القلويات المعروفة في مصطلحات الكيمياء الحديثة باسمها العربي Alkali، وماء الفضة. وهو كذلك صاحب الفضل فيما عرفه الأوربيون عن ملح النشادر، وماء الذهب، والبوتاس، وزيت الزاج. كما أنه تناول في كتاباته الفلزات، وأكسيدها، وأملاحها، وأحماض النتريك والكبريتيك، وعمليات التقطير، والترشيح، والتصعيد..

([14] ) أنظر جلال محمد عبد الحميد : منهج البحث عند العرب في مجال العلوم الطبيعية والكونية ، – دار الكتاب اللبناني 1972 ، ص 125.

([15] ) في الفلسفة , السببية أو العليّة causality كما يستخدمون عادة مصطلح تسبيب causation أيضا , يشير إلى مجموعة العلاقات السببية أو علاقات "سبب-تأثير" "cause-and-effect" التي يمكن ملاحظتها خلال الخبرة اليومية و التي تستند إليها النظريات الفيزيائية في تعليل الحوادث الطبيعية .

([16] ) يعد "ابن خلدون" عبقرية عربية متميزة، فقد كان عالمًا موسوعيًا متعدد المعارف والعلوم، وهو رائد مجدد في كثير من العلوم والفنون، فهو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وإمام ومجدد في علم التاريخ، وأحد رواد فن "الأتوبيوجرافيا" ـ فن الترجمة الذاتية ـ كما أنه أحد العلماء الراسخين في علم الحديث، وأحد فقهاء المالكية المعدودين، ومجدد في مجال الدراسات التربوية، وعلم النفس التربوي والتعليمي، كما كان له إسهامات متميزة في التجديد في أسلوب الكتابة العربي ، ولد 1332 م وتوفى 1406 م ابرز اعماله " المقدمة " و " العبر "

([17] ) ولد السخاوي بمدينة القاهرة بحارة بهاء الدين على مقربة من باب الفتوح فى ربيع الأول سنة 831 هـ / 1428م فى أسرة أصلها من بلدة سخا من أعمال الغربية قام بالتدريس فى معظم مدارس القاهرة كدار الحديث الكاملية ومدرسة صرغتمش والمدرسة الظاهرية والبرقوقية والفاضلية وغيرها من المدارس ، ثم درس حينا بمكة المكرمة وقرأ بالمسجد الحرام بعضا من تصانيفه وتصانيف غيره ولما عاد إلى القاهرة تبوأ مركز الزعامة الذى كان يشغله أستاذه ابن حجر العسقلاني ، وقد توفي شمس الدين السخاوي سنة 902 هـ / 1497م

([18] ) ابو علي احمد بن محمد بن يعقوب الملقب احيانا بالخازن . مؤرخ وطبيب وفيلسوف فارسي . توفي عام 1030م. ولد في الري ، ودرس الفلسفة والطب والكيمياء القديمة . كان مجوسيا واسلم . خدم عضد الدولة ، ورأس خزانة كتبه ، وكان ايضا صاحب الحظوة عند الوزير المهلبي . ومسكويه من الفلاسفة الارسطيين الاخلاقيين الذين تبعوا ارسطو وحاولوا التوفيق بين فلسفته وتعاليم الاسلام. وقد رفع مسكويه من شأن الاخلاق ، وقال ان الفلسفة لا تبدأ بالمنطق وانا بالاخلاق ، وان سعادة الانسان هي في ان يبلغ كماله الانساني بسلوك الفضيلة ..

  رد مع اقتباس
قديم 02-08-2012 ~ 09:45 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 5
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


سِيدِيّو(1223 ـ 1292 هـ = 1808 ـ 1875 م)

لوي (لويس) بيير أوجين أميلي سيديو Louis Pierre, Eugène, AmèlieSèdillot مستشرق فرنسي. مولده ووفاته بباريس. كان أبوه (جان جاك إمانويل سيديو, المتوفي سنة 1832) فلكياً من المستشرقين أيضاً. أخذ عنه صاحب الترجمة بعض اللغات الشرقية. وتخرّج بكلية هنري الرابع, وعين مدرساً للتاريخ في كلية «بوربون» سنة 1823 واشتغل بعلم الفلك, وعلت شهرته. وهو صاحب كتاب «مؤHistire des Arabes » ألّفه بالفرنسية, وأشرف علي مبارك باشا علىَ ترجمته إلىَ العربية مهذباً, وسماه «خلاصة تاريخ العرب العام ـ ط» ومن آثار «سيديو» العربية, نشره كتاب « جامع المبادىء والغايات في الاَلات الفلكية» لأبي الحسن علي المراكشي, مع ترجمة فرنسية.

عدم انسانية القصاص الاسلامي

وينتقد سيديو القصاص الاسلامي ويمجد التسامح المسيحي فيقول
" بيد انك لا تجد في القرآن – ما في الانجيل – من التسليم الذي يفيد كثيرا عند الشدائد ، فتري محمدا يأذن – بين كثير من المتناقضات – في مقابلة السيئة بالسيئة "



الرد

الهدف من العقوبات فى الإسلام سلامة المجتمع فالحدود وضعت لأمن الناس وإسعادهم ، وبدونها يصبح المجتمع كالغابة تراق فيه الدماء وتنتهك الحرمات .

وهناك جماعة يهاجمون الحدود كما رسمها الإسلام ونقول لهؤلاء إنهم مخطئون ، فالسارق خرج ليسلب أموال الناس ، ومعه سلاح يستعمله ليحقق مطلبه الأثيم ، فهو لا يستحق رثاء ولا عطفا .

والقاتل أراق الدماء ، ومن الممكن أن يكرر هذا العمل الشرير ، والزانى ينتهك الأعراض ولا يتورع عن القتل إذا انكشف أمره ، وعلى هذا فكل هؤلاء لا يستحقون عطفا ولا دفاعا ، فليس من العدل أن نحنو على المجرمين ، والله سبحانه أنزل الأحكام لصالح المجتمع " من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " .

ومن فوائد الحدود التى شهدها التاريخ ما كان يحدث فى الحجاز قبل قيام الحكم السعودى ، فقد كان الحجاج يتعرضون للعدوان والقتل والسرقة ، فلما قام الحكم السعودى وهدد بالحدود الإسلامية أصبح السلام يسود المملكة تماما .

ومع هذا فالاتجاهات الإسلامية ترمى إلى التقليل من تطبيق هذه الحدود بقدر الإمكان ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان قدوة فى هذا الشأن فقد جاءه رجل يعترف بالزنا فقال له الرسول : لعلك قبلت ، لعلك لامست ، وجاء رجل اسمه هزال يشكو رجلا بالزنا ، فقال له الرسول : لو سترت عليه لكان خيراً لك والرسول هو القائل : أدرءوا الحدود بالشبهات ( ابن ماجه ـ باب الحدود ) ، وهو القائل : إن يخطئ الإمام فى العفو خير من أن يخطئ فى العقوبة ( الترمذى ـ باب الحدود )

وقد أوقف عمر حد السرقة فى عام المجاعة ، وكان ابن تيمية يقول : إن للقاضى أن يوقف العمل بالحدود إذا تاب العاصى ، وأحس القاضى أن توبته نصوح ، وقد أدرك الأمير تشارلز هذه الحقيقة فكتب يقول : ان الحدود المتطرفُة نادراً ما تُمارس والذى يقيم الحدود هو الحاكم ، وليس للأفراد أن يتولوا هذا العمل من تلقاء أنفسهم ."


سيل ، جورج George Sale (1697م–1736م)

ولد في لندن التحق في البداية بالتعليم اللاهوتي تعلم العربية على يد معلم من سوريا وكان يتقن اللغة العبرية أيضاً، من أبرز أعماله ترجمته لمعاني القرآن الكريم التي قدم لها بمقدمة احتوت على كثير من الافتراءات والشبهات، ومن الغريب أن يقول عنها عبد الرحمن بدوي "ترجمة سيل واضحة ومحكمة معاً، ولهذا راجت رواجاً عظيماً طوال القرن الثامن عشر إذ عنها ترجم القرآن إلى الألمانية عام 1746م" ويقول في موضع آخر "وكان سيل منصفاً للإسلام برئياً رغم تدينه المسيحي من تعصب المبشرين المسيحيين وأحكامهم السابقة الزائفة


أن محمداً
rكان في الحقيقة مؤلف القرآن والمخترع الرئيسي له

جورج سيل G. Sale ) في مقدمة ترجمته الإنجليزية لمعاني القرآن التي صدرت عام 1736 م ما يأتي([1]) :
أما أن محمداً rكان في الحقيقة مؤلف القرآن والمخترع الرئيسي له فأمر لا يقبل الجدل، وإن كان من المرجح ـ مع ذلك ـ أن المعاونة التي حصل عليها من غيره في خطته هذه لم تكن معاونة يسيرة. وهذا واضح في أن مواطنيه لم يتركوا الاعتراض عليه بذلك )


وقد أصبحت قضية تأليف محمد rللقرآن لدى المستشرقين ( أمراً لا يقبل الجدل ) ، كما يقول ( سيل)

الرد

والعقل الفطن يرفض أن محمداً rجاء بالقرآن من عنده ، فمحمدr رجل أمى والحياة حوله قليلة الثقافة ، وقد قال الأولون ما قاله المستشرقون ، وسجل القرآن الكريم هذه الفرية ورد عليها فى الأيات الكريمة ، " وقال الذين كفروا إن هذا إلا افك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ، فقد جاءوا ظلما وزورا ، وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا ، قل أنزله الذى يعلم ما فى السموات والأرض " ( الفرقان : 4-6 )

ويكفي ان يرد عليه موريس بوكاي([2]) العالم الفرنسي بقوله
"لقد قمتُ بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نصي القرآن ومعطيات العلم الحديث.. فأدركت أنه لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث...".

ويقول هنري دي كاستري([3])
".. إن العقل يحار كيف يتأتى أن تصدر تلك الآيات عن رجل أمي وقد اعترف الشرق قاطبة بأنها آيات يعجز فكر بني الإنسان عن الإتيان بمثلها لفظًا ومعنى. آيات لما سمعها عتبة بن ربيعة حار في جمالها، وكفى رفيع عبارتها لإقناع عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] فآمن برب قائلها، وفاضت "عين نجاشيّ الحبشة بالدموع لما تلا عليه جعفر بن أبي طالب سورة زكريا وما جاء في ولادة يحيى وصاح القسس أن هذا الكلام وارد من موارد كلام عيسى [عليه السلام].. لكن نحن معشر الغربيين لا يسعنا أن نفقه معاني القرآن كما هي لمخالفته لأفكارنا ومغايرته لما ربيت عليه الأمم عندنا. غير أنه لا ينبغي أن يكون ذلك سببًا في معارضة تأثيره في عقول العرب. ولقد أصاب (جان جاك روسو) حيث يقول: (من الناس من يتعلم قليلاً من العربية ثم يقرأ القرآن ويضحك منه ولو أنه سمع محمدًا rيمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة وصوته المشبع المقنع الذي يطرب الآذان ويؤثر في القلوب.. لخر ساجدًا على الأرض وناداه: أيها النبي رسول الله خذ بيدنا إلى مواقف الشرف والفخار أو مواقع التهلكة والأخطار فنحن من أجلك نودّ الموت أو الانتصار).. وكيف يعقل أن النبي [صلى الله عليه وسلم] ألف هذا الكتاب باللغة الفصحى مع أنها في الأزمان الوسطى كاللغة اللاتينية ما كان يعقلها إلا القوم العالمون.. ولو لم يكن في القرآن غير بهاء معانيه وجمال مبانيه لكفى بذلك أن يستولي على الأفكار ويأخذ بمجامع القلوب..".




ش
".. أن الإنسانية والتسامح العربي هما اللذان دفعا الشعوب ذات الديانة المختلفة إلى أن تعيش في انسجام مدهش.. وأن تبدأ نموها وتوسعها وازدهارها ولأول مرة يتحرر أصحاب المذاهب المسيحية.. من اضطهاد كنيسة الدولة فتنتشر مذاهبهم بحرية ويسر"

زيغريد هونكه

ش
شاخت ، جوزيف :

ولد في 15مارس 1902، درس اللغات الشرقية في جامعة برسلاو وليبتسك، انتدب للعمل في الجامعة المصرية عام 1934لتدريس مادة فقه اللغة العربية واللغة السريانية. شارك في هيئة تحرير دائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الثانية. عرف شاخت باهتمامه بالفقه الإسلامي ولكنه صاحب إنتاج في مجال المخطوطات وفي علم الكلام وفي تاريخ العلوم والفلسفة.

وحاول أن يأتي بنظرية جديدة حول أسس الفقه الإسلامي، ونشر لبيانها عدة كتب ومقالات بالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، ووضع كتاب ((المدخل إلى الفقه الإسلامي)) لهذا الغرض.

وإن كان كتابه ((أصول الشريعة المحمدية)) يعد من أشهر مؤلفاته على الإطلاق، كما عبر عنه المستشرق جب بأنه ((سيصبح أساساً في المستقبل لكل دراسة عن حضارة الإسلام، وشريعته، على الأقل في العالم الغربي)).

وقد أثرت نظريات ((شاخت)) تأثيراً بالغاً على جميع المستشرقين تقريباً، مثل ((أندرسون)) و ((روبسون)) و ((فيزجرالد)) و ((كولسون)) و ((بوزورث))

وأكد الدكتور الأعظمي([4]) على أن كتاب شاخت يحاول أن يقلع جذور الشريعة الإسلامية، ويقضي على تاريخ التشريع الإسلامي قضاءً تاماً ... فهو يزعم انه ((في الجزء الأكبر من القرن الأول لم يكن للفقه الإسلامي ـ في معناه الاصطلاحي ـ وجود كما كان في عهد النبي، والقانون ـ أي الشريعة ـ من حيث هي هكذا كانت تقع خارجة عن نطاق الدين، وما لم يكن هناك اعتراض ديني أو معنوي روحي على تعامل خاص في السلوك، فقد كانت مسألة القانون تمثل عملية لا مبالاة بالنسبة للمسلمين، حيث صرح شاخت بأنه ((من الصعوبة اعتبار حديث ما من الأحاديث الفقهية صحيح بالنسبة إلى النبي)).

الرد

وسعى الدكتور الأعظمي لدحض هذه الفرية، من خلال جداول إحصائية برهن فيها على أن تشريعات القرآن الكريم شملت عموم جوانب الحياة كلها، وأكد على أن الإسلام جاء بعقيدة في مجال التشريع، تنص على أن التحريم والتحليل من حق الله سبحانه وتعالى وأنه طلب من المسلمين الخضوع التام لأوامر الله سبحانه وتعالى، وانه أنزل لهم من أصول التشريع ما يكفي لسد حاجاتهم، وتمثيلاً لأوامر الله سبحانه وتعالى كان رسول الله 0ص) يقضي بين الناس. ([5]).









الحديث النبوي لا يعتبر بالنسبة للإمام مالك المستوى الأعلى أو الوحيد فيالموثوقية
يقول شاخت إن الحديث النبوي لا يعتبر بالنسبة للإمام مالك المستوى الأعلى أو الوحيد فيالموثوقية، ذلك أنه من جهة أولى يعطي لعمل أهل المدينة الأولية على الأحاديثالنبوية عندما يتعارضان· ومن جهة أخرى فإنه عندما لا يعثر على حديث أو إجماع مدنيفإنه يضع نفسه مشرعاً II se posait lui méme en législteur، أي أنه يستعمل رأيه إلىالحد الذي رمي فيه بالتعرق >نسبة إلى الرأي بالعراق< لا شك أن الذي يقرأ كلامجوزيف >شاخت< السابق الذي يفيد أن مالكاً يقدم عمل أهل المدينة على حديث رسولالله صلى الله عليه وسلم دون تمييز سيعتقد أن الحديث النبوي لا اعتبار له في أصولالمذهب المالكي وخصوصاً إذا لم يتم استيعاب العمل المدني وكيف أنه بمنزلة روايةجماعة عن جماعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم· وهو خير من رواية واحد عن واحدكما قال ربيعة الرأي: >ألف عن ألف أحب إليَ من واحد عن واحد، لأن واحداً عن واحدينزع السنَّة من أيديكم
وأعتقد أنه لا يخفى على هذا المستشرق وغيره تلكم المقولة الشهيرة عن الإماممالك >إذا صح الحديث فهو مذهبي<، كما أن العمل بخبر الواحد يعتبر من أصولمذهبه، ومن زعم أن مالكاً يشترط في خبر الواحد موافقته لعمل أهل المدينة فقد تقوَّلعلى مالك ما لم يقل، فلا يشترط في الخبر إلا الصحة ولا شيء غير ذلك· ولعل أبرز مثالوجدته في كتابات المستشرقين عن عمل أهل المدينة والذي يمكن اعتباره مغرضاً مبنياًعلى سوء النية ما ذكره المستشرق الفرنسي >لوي ميليو< Louis Milliotعندماقال: >لقد أولى الإمام مالك لعمل أهل المدينة أهمية كبرى حتى إنه فضله علىالأحاديث الصحيحة (II lui a accordé le pas sur les hadith authentiques) فإضافةلفظة >الصحيحة< كانت كافية للتدليل على أن الرجل كان يهدف إلى قلب الحقائقواتهام الإمام مالك بأنه كان يعرض عن الحديث الصحيح إعراضاً تماماً·
نعم إذا كان خبر الواحد وارداً من طريق غير صحيح وخالف ما عليه أهل المدينةفإنه كان يرى أن تقديم العمل أرجح في الأخذ وأقرب إلى الحق والصواب·
وقد سبق أن ردَّ القاضي عياض على من ذهب إلى أن المالكية لا يقبلون من الأخبارإلا ما صحبه عمل أهل المدينة ووصف ذلك بالجهل والكذب وأنهم لم يفرقوا بين ردِّالخبر الذي في مقابل عملهم وبين ما لا يقبل منه إلا ما وافقه عملهم ويظهر أنه فيهذا يرد على ابن حزم الذي قال: >ذهب أصحاب مالك إلى أنه لا يجوز العمل بالخبرحتى يصحبه العمل
وتتضح مسألة تعارض عمل أهل المدينة بخبر الآحاد عندما يتم تفصيل القول في أساسالعمل المدني، هل هو النقل أم الاجتهاد؟ فإذا كان أساسه النقل فهو من دون شك مقدمعلى خبر الآحاد لأنه نقل متواتر وخبر الآحاد لا يعارض المتواتر لأنه ظني والمتواترقطعي، وهذا أمر لا خلاف فيه عند المالكية·
أما إذا كان عمل أهل المدينة أو إجماعهم أساسه الاجتهاد، فالخبر مقدم عند جمهورالمالكية، وقد لخص الإمام ابن القيم (ت 157) هذا الأمر ببرعة عندما ذهب إلى أن >كل عمل مجمع عليه أساسه النقل لا تخالفه سنَّة صحيحة قط، وكل عمل أساسهالاجتهاد لا يقدم على سنَّة قط·([6])
أن السند جزء اعتباطي في الأحاديث
وقد أجرى شاخت دراسة على الأحاديث الفقهية وتطورها –على حد زعمه –أجراها على كتابي " الموطأ " لمالك و" الأم " للشافعي وعمم نتائج دراسته على كتب الحديث الأخرى ، ثم خلص إلى أن السند جزء اعتباطي في الأحاديث ، وأن الأسانيد بدأت بشكل بدائي ، حتى وصلت إلى كمالها في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ، وأنها كانت كثيراً ما لا تجد أقل اعتناء ، ولذا فإن أي حزب يريد نسبة آرائه إلى المتقدمين كان يختار تلك الشخصيات فيضعها في الإسناد " .
الرد
وأما ما يتعلق بتفنيد هذه المزاعم فمن المعلوم لدى كل منصف أنه لم يلق علم من العلوم الإسلامية في جميع جوانبه وفروعه ما لقيه علم الحديث من العناية والاهتمام ، بدءا من عهد الصحابة رضي الله عنهم وإلى يوم الناس هذا ، فما من جزئية من جزئياته إلا وقد فصَّلها العلماء بحثاً ودراسة ، وذلك تحقيقاً لوعد الله في حفظ الذكر ، ومن ذلك ما يتعلق بإسناد الحديث .
فقد درس المحدثون هذه الأسانيد دراسة مستوفية من حيث الاتصال ، ووضعوا القواعد التي تتناول كافة أحوال الاتصال ، وسائر وجوهه ، فنظروا إليه من حيث مبدئه ومنتهاه ، ودرسوا صيغه ، وبينوا شروطها ، ونظروا إلى مسافة السند من حيث الطول والقصر ، وإلى حال الرواة عند الأداء ، ونقدوا الأسانيد في الحديث الواحد وما فيها من زيادة ونقص .
كما درسوا الإسناد من حيث الانقطاع ، وأنواعه ، فبحثوا عن مواضعه من أوله أو وسطه أو آخره ، كما بحثوه من حيث طبيعته في الظهور والخفاء ، وبلغوا في ذلك المنتهى والغاية .

فاستوفوا بذلك جميع أوجه الاحتمالات في اتصال الحديث وانقطاعه ، مما جعل حكمهم على الأحاديث في غاية الدقة والسداد .

إضافة إلى أنهم اشترطوا في الحديث الصحيح شروطاً تضمن أن ينقله الثقة عن الثقة حتى يبلغ به النبي –صلى الله عليه وسلم –مع الاتصال التام ، وكل واحد من الرواة يخبر باسم الذي أخبره ونسبه وحاله ، لا تفوتهم في ذلك كلمة أو زيادة لفظة فما فوقها ، وهذه الشروط هي الضبط والعدالة واتصال السند ، وعدم الشذوذ والعلة ، فاختص الإسناد من ذلك بثلاثة شروط ، واشترك مع متن الحديث في الشرطين الآخرين .
وعرف عن أئمة هذا الشأن الإكثار من الترحال والتنقل في طلب الأسانيد ، للوقوف على أحوال الرواة وسيرهم عن كثب ، وحرصاً منهم على قرب الأسانيد وقلة النقلة والوسائط ، ونظرة سريعة في تراجم الرواة تدلنا على مدى المشاق والصعوبات التي لقيها هؤلاء الأئمة واستعذبوها في سبيل حفظ السنة وسماع أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم –من منابعها الصحيحة ومصادرها الأصلية ، حتى رأينا الصحابي يرحل من المدينة –التي هي بلد رسول الله وموطن الحديث –إلى مصر في طلب حديث سمعه آخرُ من النبي –صلى الله عليه وسلم –.
وأخبار العلماء ورحلاتهم في ذلك كثيرة يضيق المقام بذكرها ، ولا ينقضي العجب منها ، وحسبنا أن نشير إلى شيء منها لنعرف عظم الجهود التي بذلها أسلافنا في جمع الحديث النبوي وحفظه وصيانته .
فهذا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه يرحل من المدينة إلى مصر ليسأل عقبة بن عامر عن حديث سمعه من النبي –صلى الله عليه وسلم –فلما قدم قال له : حدِّثْنا ما سمعته من رسول الله –صلى الله عليه وسلم–في ستر المسلم ، لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك ، فلما حدَّثه ركب أبو أيوب راحلته وانصرف عائداً إلى المدينة ، وما حلَّ رحله .

وهذا جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه بلغه حديثٌ عن صحابي بالشام سمعه من رسول الله –صلى الله عليه وسلم –فاستعظم أن يفوته شيء من حديث رسول الله ، فاشترى بعيرا وشد عليه رحله ، وسافر مسيرة شهر حتى قدم الشام ، فإذا هو عبد الله بن أنيس فقال له : " حديثٌ بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله –صلى الله عليه وسلم –في القصاص ، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، فقال : سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم –يقول : ( يُحشر الناس يوم القيامة –أو قال العباد –عراة غرلا بُهْما ..... ) وذكر الحديث

ومن بعد الصحابة سار التابعون على هذا المنوال فكان أحدهم يخرج من بلده لا يُخْرجه إلا حديث عن صحابي يريد أن يسمعه منه مباشرة بدون واسطة ، يقول أبو العالية : " كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم –فلا نرضىحتى نركب إلى المدينة فنسمعها من أفواههم " .
فهل بعد هذا كله يقال إن الأسانيد لم تجد أدنى اعتناء ، وأنها كانت أمراً اعتباطياً بحيث يتسنى لمن شاء أن يختلق إسناداً وينسبه إلى من يريد لينصر مذهبه أو طائفته أو حزبه –كما يقول المستشرقون وأذنابهم –من غير أن يميز ذلك أئمة هذا الشأن الذين خصهم الله لحفظ دينه وحراسة سنة نبيه ، سبحانك هذا بهتان عظيم([7]) .
الزكاة لا أصل لها تاريخياً في أصول المفردات العربية
عندما كان تحدث شاخت عن مفهوم الزكاة فيالإسلام: قال إن هذه الكلمة التي لا أصل لها تاريخياً في أصول المفردات العربية،عرفها الرسول [ بمعنى أوسع بكثير أخذاً من استعمالها عند اليهود في الآرامية،ومشتقات مادة زكا لا يكاد يكون لها في القرآن في العهد المكي سوى معنى التقوى الذيليس عربيا أصلا، بل هو مأخوذ عن اليهودية، وفي العهد المدني يتضاءل معنى الطهارةوالصلاح ليحل محله معنى العطاء وتغدو كلمة الصدقة مرادفة لكلمة الزكاة حيث عرفالنبي [ ذلك من يهود المدينة معرفة أدق


شبرنجر

السنة انتقلتبطريق المشافهة فقط
رأى " شبرنجر " في كتابه " الحديثعند العرب " أن الشروع في التدوين وقع في القرن الهجري الثاني ، وأن السنة انتقلتبطريق المشافهة فقط
وأشار " شبرنجر " إلى تعاسة نظام الإسناد وأن اعتبار الحديث شيئاً كاملاً سنداً ومتناً قد سبَّب ضرراً كثيراً وفوضى عظيمة ، وأن أسانيد عروة مختلقة ألصقها به المصنفون المتأخرون .



شروش ، أنيس
يقول مخاطباً ديدات:" دعني أتحداك 75% من القرآن الرائع في لغتي العربية الرائعة مأخوذ من الكتابالمقدس"، و يقول:"الواقع أن هناك نصوصاً عديدة من مقاطع العهد الجديد قد استعارهاالقرآن و اقتبسها ، هناك حوالي 130 مقطعاً في القرآن مستوحاة من سفر المزامير ، ونجد الروايات غير القانونية المرفوضة(الأناجيل الأبوكريفا)عند النصارى موجودة فيالقرآن ، إن سورة آل عمران الآية 35-37 تحكي بدقة الرواية الإنجيلية الأسطورية التيتحكي قصة زكريا المشهورة و مولد ابنهما " .


الرد
نلمس في هذه الشبهات الكثير من الكذب الصراح كالزعم بنقل القرآن من الكتاب المقدسأو من أناجيل لا ترتضيها الكنيسة فهذا لا يصح بحال ، و يظهر بجلاء لكل من وقف علىموضوعات الكتاب المقدس و موضوعات القرآن الكريم ، و قد تحدى ديدات القس بأن يأتيبمثال واحد ، فعجز عن ذلك و ينقل ديدات عن العالم ولير قوله : " هناك فقرة واحدة فيالقرآن جرى اقتباسها من كتاب المزامير " و هي " الأبرار يرثون الأرض " (المزمور 37/11).

و قد ذكر القرآن وجود هذه الفقرة في المزامير فقال { و لقد كتبنا فيالزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } ، فالقرآن ذكر أن الفقرةموجودة في الزبور ، فيما نقل متى الفقرة ذاتها في إنجيله (انظر متى 5/5) و لم يشرإلى أنه اقتبسها من المزامير.

و يتساءل ديدات مراراً عن الـ(75%) المقتبسةمن الكتاب المقدس ، و يقول :" أي شيء في الكتاب المقدس يستحق النسخ أو الاقتباس…هذاكتابك المقدس بالعربية ، و هذه نسخة من القرآن بالعربية لأسهل الأمر عليك " .

و لا ريب في أنه لو كان الكتاب المقدس من عند الله لوجدنا صوراً أكثر منالتشابه و التماثل التي تقتضيها وحدة المصدر و الهدف ، و لا يعني حينذاك بأن القرآنمقتبس من الكتب السابقة ، بل ذلك معناه أن الله كما أنزل هذه المعاني على الأنبياءالسابقين أنزلها على رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم.

و من التماثل بينشرائع الله تعظيم الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام و عظمها لأمر الله ، ثمعظمها رسول الله لتعظيم الله لها فقد جعلها قبلة لعباده ، و تقبيل الحجر الأسود منذلك التعظيم ، و قد قال عمر رضي الله عنه عندما وقف عليه يقبله " إني أعلم أنك حجرلا تضر و لا تنفع ، و لولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " .

و لم يكن تعظيم الرسول للكعبة تعظيم عبادة، إنما كان تعظيماً لشعائرالإسلام و هي منها ، فقد أمر الله نبيه إبراهيم ببناء هذا البيت و تطهيرهلعبادته.

هذا و لم يعرف في العرب قط رغم عبادتهم للأصنام أن أحداً منهم عبدالكعبة أو الحجر الأسود.

و أما قول القس و غيره من النصارى عن بحيرا الراهبو نسطور فهو كلام لا دليل عليه البتة ، و الموجود في كتب التاريخ الإسلامي أن رسولالله سافر إلى الشام مرتين إحداهما في طفولته حيث لقيه بحيرا الراهب ، و طلب من أبيطالب أن يحذر على ابن أخيه ، و الثانية في شبابه حيث ذهب في تجارة خديجة ، و عادبعدها مباشرة ، و من الكذب القول بأن بحيرا قد ذهب معه إلى مكة ، و أنه قد علمه قصصالكتاب المقدس ، بل إن مجرد المقارنة بين قصص الكتاب المقدس و القرآن الكريمالمشابهة كقصة آدم و نوح و إبراهيم ، إن مجرد التأمل فيها و المقارنة بينها يكفي فيرد هذه الشبهة.

و هذه الشبهة قديمة ذكرها القرآن الكريم و أجاب عنها قالتعالى { و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذين يلحدون عليه أعجمي و هذالسان عربي مبين } { وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه و أعانه عليه قوم آخرونفقد جاءوا ظلماً وزوراً * و قالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً * قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات و الأرض إنه كان غفوراً رحيماً } { وما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون } .

ومن المعلوم أن أول ترجمة عربية للتوراة كانت بعد ظهور الإسلام بقرن من الزمان ، حيثكان أسقف اشبيلية يوحنا أول من ترجم التوراة إلى العربية عام 750م ، ثم ترجمهاسعدية بن يوسف عام 942م ، وكتبها بأحرف عبرية ، ثم كتبها يافث بن علي في أواخر ذلكالقرن بأحرف عربية .

و يعجب المرء كيف ينسب للنبي صلى الله عليه وسلمالاطلاع على كتب لم يكن بمقدور الأحبار و الرهبان في ذلك الزمان أن يطلعوا عليهاكاملة ، بل كيف يقال بأنه أخذ من الأناجيل غير القانونية التي اختفت في بلادالمسيحية ، و إن كشفت الدراسات و عمليات تنقيب الآثار عن بعض هذه الكتب في هذاالزمان، و لكن كيف لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصل إليها قبل قرون و في بلادلا تعير لكتب أهل الكتاب أدنى اهتمام.

و بقيت أمية الرسول حجر عثرة أمامشبهات القس .

شمتز ، باول

لابد من تبصير أوروبا الغافلة عن قوة الاسلام

المستشرق الألماني (باول شمتز) وقد عاش في القاهرة ربع قرنأثناء فترة الاستعمار استطاع أن يرصد السر الكامن في ثبات المسلمين وقوتهم فيممارسة الدور الإيجابي على مسرح السياسة العالمية

ويكتب المستشرق الألماني (باول شمتز) كتابًا يتناول فيه عناصر القوة الكامنة في العالم الإسلامي ، والإسلام ، فيسمي هذا الكتاب (الإسلام قوة الغد العالميـة) فلماذا كتب هــذا الكتاب ، وقـام بهذه الدراسة ؟، إنه لا يتورع أن يعلن صراحة وبدون مواربة عن هدفه ، الذي هو تبصير أوروبا الغافلة عن هذه القوة التي هي (صوت نذير لأوروبا ، وهتاف يجوب آفاقها ، يدعو إلى التجمع والتساند الأوروبي لمواجهة هذا العملاق ، الذي بدأ يصحو، وينفض النوم عن عينيه .


شولومو جويتاين :
يرىشلومو غويتاين اليهودي " إن فترة الحكم العربي التي امتدت من 1099م–1638م ذات أهمية بالغة لأن القدس لم تتحول خلالها إلى مدينة عربية لا في ظاهرها لأن مخطط المدينة أو الخارطة البيزنطية للمدينة وكثيرا من المباني المسيحية بقيت كما هي ، و لا من ناحية تركيبها السكاني فإن طابعها " الكوسمو بوليني " أثناء تعاقب شعوب شتى فيها لم يغب عنها طيلة تلك القرون"!! .
ويرى الباحث أن نص الكوسمو لم يذكر شيئا كما يسمى بالعمارة اليهودية أو المعالم اليهودية العمرانية في المدينة مما يدل على أن تلك العمارة لم يكن لها وجود في تلك الفترة ولو كان هناك شواهد على هذه العمارة لما تردد هذا الباحث في ذكرها لدعم فكرة التواصل التاريخي والحضاري لليهود في أرض الميعاد .
ويؤكد الباحث أن ما يسمى بالحس اليهودي هو في حقيقته أبنية عربية إسلامية كانت تخص عائلات مقدسية قديمة بصيغة وقف إسلامي وأن حائط البراق الشريف المعلم الوحيد الذي يعتز به اليهود ويجعلون منه ركيزة لدعواهم بحق الاستيلاء على المدينة المبنية القديمة هو أثر إسلامي صرف لا خلاف عليه لأنه يشكل جزء لا يتجزأ من الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى . ويشير الباحث أن محاولات الغمز والتشكيك التي قام بها المستشرقون اليهود لم تطل العمارة الإسلامية في بيت المقدس فحسب بل تعدتها إلى المعالم المسيحية البارزة في المدينة .
وينهي الباحث مؤكدا أن قداسة القدس أهميتها عند المسلمين لا ترتبط بمرحلة تاريخية دون أخرى ولم تخضع نظرة المسلمين إليها وإجماعهم على معظمها للتغيير والتبديل وفق المتغيرات السياسية بل هي نابعة من صميم التطورات العقدية الإسلامية ومرتبطة بها ارتباطا وثيقا لا تنفصم عنه([8])

ف

( لم يكن محمّد من الساعين نحو إشباع رغباتهم الشخصية ، لكن الأعداء اتهموه بذلك ظلماً وعناداً ، لقد كان محمّد زاهداً في ملبسه ، ومأكله ، وسكنه ، وفي جميع جوانب حياته ، وكان كثيراً ما يكتفي بالخبز والماء ، ولعل الشهور تمضي وهو لا يضع على النار قدراً ، أليس من الظلم والتعسّف أنّ يقوم البعض باتهامه ، بأنّه كان يسعى نحو إشباع رغباته وملذاته الدنيوية ) .

توماس كارليل
ف

فاينز ، جيري :

الرسول كان يتحرش بالأطفال،وتزوج اثتني عشرة زوجة
الرد
ما أعلنه القس المعمداني الأميركي (جيري فاينز) من أن الرسول كان يتحرش بالأطفال،وتزوج اثتني عشرة زوجة إحداهن عندها تسع سنوات، وزعم في مؤتمر سنوي للكنيسةالبروتستانتية الأميركية في سانت لويس أن الديانة الإسلامية أسسها محمد rالذي اتخذاثنتي عشرة زوجة آخرها في التاسعة من عمرها!!


واستنكر الشيخ السيد وفا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميةبالأزهر الشريف هذه الادعاءات مؤكداً أن هذا القس المدعي المتهجم ما هو إلا إنسانجاهل ليس لديه أي شيء من العلم، بل إن كلامه هو كلام رجل ملحد، وإنني أتحدي هذاالموتور أن يثبت كلامه بالهجوم علي الرسول . صلي الله عليه وسلم . ووصفه بأنه رجلشهواني كان يمارس الجنس مع الأطفال، اتحداه أن يأتي بسند واحد يؤكد باطلة وحقده،أتحداه أن يأتي بسند واحد ولو في كتب المستشرقين أنفسهم.

ويضيف: إذا كانالرسول–صلي الله عليه وسلم –بهذه الصورة الشهوانية الفجة التي جاءت من خيال هذاالقس، فلماذا ترك شبابه كله حتي الخمسينيات من عمره وهو مع السيدة خديجة بنت خويلد "العزباء"، كما أن جميع المراجع التاريخية سواء ، للعدو قبل الحبيب تؤكد أنه عاشفترة شبابه حتي سن 25سنة شاباً عفيفاً طاهراً نقياً، مولعاً بالتدبر والتفكير.. ولميذكر مؤرخ واحد أن شبابه كان ماجناً، فمن أين يأتي هذا الحاقد بهذا الكلام؟! إنه منخياله المريض.

لقد تجرد الرسول –صلي الله عليه وسلم –من الدنيا وسعي في سبيلالدعوة إلي الله، وسلك كل سبيل لتقدمها ونشرها، وأن عمله هذا وزواجه بإحدي عشرةسيدة كان من هذه الأسباب التي وطدت أركان الإسلام، وثبتت دعائمه، وأظهرت للناسالمقسطين المنصفين عظمة هذا الرسول الأمين، ومبلغ عطفه، وثاقب نظره، وعظيم رحمتهبالمؤمنين.


الرسول -صلي الله عليه وسلم–ما كان بحاجة لأن يتزوج بمن تزوج منالنساء بعد خديجة وقد أمضي معها زهرة شبابه، وصفوة عمره، لولا حرصه -صلي الله عليهوسلم –علي الدعوة الإسلامية..

ورغبه هذا الحرص في مصاهرة من تقوي بهم شوكتهويشتد بهم أزره، بعد أن فقد عمه وزوجته ومن جهة أخري، عطفه وحنانه ورحمته باللاتيتزوج بهن من الأرامل الثيبات اللاتي تزوجهن بعد أن تركهن أزواجهن من غير ناصر ولامعين.
ويضيف الشيخ السيد وفا. ولو كان للهوي والشهوة سلطان في قلب المصطفي -صليالله عليه وسلم –لاتخذ من الزوجات من شاء قبل النبوة، وهو في أول شبابه، واستكمالقواه فلا شرع يمنعه من ذلك، ولا عادة تمنعه من قضاء مآربه وخاصة أنه كان مرغوباًفيه بين الناس لما اشهر به من مكارم الأخلاق وحميد الفعال، والخصال، ورائق الجمال،وكمال القوة والفتوة، لكنه لم يفعل ذلك ولم يتزوج قبل النبوة من شاء من النساء وهوفي عنفوان شبابه، والعرب في ذلك الوقت كانوا يكثرون من الزوجات إلي العشر والعشرينفي وقت واحد.

فلم يتزوج الرسول –صلي الله عليه وسلم –بغير خديجة قبل الإسلام،وقضي معها شبيبته وطائفة من كهولته وبعد أن ماتت خديجة –رضي الله عنها –قبلالهجرة بثلاث سنوات، كان قد مكث معها خمساً وعشرين سنة، بدأ بعدها في حياة أخري معزوجات أخريات، ولم يكن الرسول في هذا بدعاً من الرسل حتي يقول المنافقون إن منزلةالنبوة التي دعا إليها محمد كان يجب أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات،نعم.. لم يكن هو الوحيد الذي تزوج من بين الرسل، فغيره من الرسل قد تزوج، ولا بأسعليهم في ذلك فسيدنا داود . عليه السلام . وسليمان قد تزوجا عدداً كبيراً منالنساء، ولا يستطيع عاقل من العقلاء إنكار نبوتهما وشريعتهما.
ومنـزلة النبوةالتي دعا إليها الرسول الرحيم لا يجوز أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات،بل قد تدعوه إلي الإكثار، لأن الدعوة شيء يحتاج إلي التبليغ وتتطلب الإكثار منالدعاء لنشرها، وهكذا شأن كل دعوة تريد البقاء والخلود والذيوع، فكلما كثر الدعاةوزادوا زاد الإقبال علي الدعوة وعظم أمرها وشاع ذكرها، وتضاعف ناصروها، ومن لوازمصاحب الدعوة الأول المضطلع بدعوته أن يألف الناس ويصل إلي قلوبهم، ولا يوجد اتصالأقوي من المصاهرة والنسب، فكل امرأة يتزوجها يألف بذلك قلوب أهلها وعشيرتها،وقبيلتها، فكانت الزوجة تعدل المئات من الرجال.

وعلي ذلك فقد ألف قلوب أقوامبزواجه بعض النساء، ودفع عنه أذى آخرين بزواجه الأخريات، بل وأنقذ بعضاً منهن منالهلاك، بحيث لو تركهن الرسول لوقعن في شرك المشركين.

وأراد الرسول–صلي اللهعليه وسلم–فوق هذا وذاك أن يجعل من كل واحدة منهن داعية إلي الإسلام، ومدرسة قائمةبذاتها تعلم وتُفتي في أمور الإسلام. ولذلك كانت بيوت الرسول -صلي الله عليه وسلم–تهذب وتعلم وتبين للناس ما يجب أن يعلموه عن رسولهم في شأنه كله بل كانت هذه البيوتمفتوحة للسائلات وبعض السائلين من ذوي القربي.

أما الشيخ محمودعاشور –وكيل الأزهر الشريف –فيدعو هذا القس لقراءة كتاب »حياة محمد« لمسيو ميورالذي قال فيه بالحرف الواحد : "إن جميع المراجع التي بين أيدينا متفقة في وصف محمدفي شبابه –الكلام كان عن هذه الفترة –بأنه كان محتشماً في سلوكه طاهراً في آدابهالنادرة بين أهل عصره« . ويري وكيل الأزهر أنه كان من الواجب علي هذا القس أن يقرأكتب المستشرقين وأبناء دينه قبل أن يتكلم كلاما يحط من شأنه كرجل دين.

ويضيف: »قضي الرسول –صلي الله عليه وسلم –خمساً وعشرين سنة من عمره السعيد في هذا الوقاروالاحتشام الذي يشهد به حتي غير المسلمين، ثم جاء الدور الثاني الذي تزوج فيهبخديجة –رضي الله عنها –وكان عمرها أربعين سنة، ومكث معها ستاً وعشرين سنة ولميتزوج عليها أبداً حتي ماتت وكان عمره –صلي الله عليه وسلم –إحدي وخمسين سنة، ثمتزوج بأم المؤمنين سودة بنت زمعة وهي طاعنة في السن، ومكث معها وحدها ثلاث سنواتفيكون الرسول -صلي الله عليه وسلم –قد أمضي ما يقرب من أربع وخمسين سنة من حياتهالشريفة في العذوبة والزوجة الواحدة فقط.

أما بقية الزوجات فكلهن تزوج بهنالرسول في الفترة التي بدأت فيها الحروب بين المسلمين والمشركين وكثر فيه القتلوالقتال، ومن المعروف أن زمن الحروب يكثر فيها قتل الرجال وهم عماد الأسرة فتُرَمّلالنساء، وييتم الأولاد، ويغدون بلا عائل لهم ولا كافل ولا معين، ولذلك تلطف الرسولبالنساء المترملات وأحسن إليهن وتزوج منهن ليخفف من ويلات الحروب والغزو، وليرحمعزيز قوم ذل، وليترك نساء وأمهات المؤمنين.






فلهوزن، يوليوس : J.Wellhausen " 1844-1918م"
من أشهر المستشرقين الألمان ، ومفكر متحرر ومؤرخ يعتمد على المصادر الأصلية وحريص على نقد الروايات التاريخية ، له : تاريخ الدولة العربية ، التمهيد في التاريخ الإسلامي.

كان محمدr عربياً ، فكانت له بحكم ذلك احساسات بالعشيرة والقبيلة
في كتابه " تاريخ الدولة العربية " يقول " وكان اول من اتبع محمد rافراد من أصدقائه وأقربائه ومن الموالي والرقيق ..... ولقد كان محمد rعربياً ، فكانت له بحكم ذلك احساسات بالعشيرة والقبيلة "
وهو هنا يريد ان يصبغ الاسلام بالصبغة العربية فقط وليست دعوة عالمية فهو كما يرى دين من صنع العرب وللعرب !!

الرد

أي نبي عربيا او غير عربي بدأ أولاً بقومه الاقربين ، ثم ما صلة ذلك بالطبيعة العربية للرسول الكريم ([9])
ويقول تعالى :

{ تَبَارَكَ الذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَلِلْعَالَمينَ نَذيراً } وقوله : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كافَّةًلّلِنَّاسِ بَشِيراً وَنَذيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }(2)، وقولـه تعالــى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِإِلَيْكُمْ جَميعاً }، وقولــه سبحانـــه : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَاالقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ }. وقوله : { وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }.

وفي الحديث الذي رواهالبخاري في صحيحه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال :" أعطيت خمساً لميعطهن أحد من قبلي...، ومن الخمسة كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلىالناس كافة ".

وإذا كنا قد عرضنا هذه الآيات القرآنية لنبين عالميةالإسلام، ونؤكد عموم الرسالة الإسلامية مجاراةً للباحِثَيْن اللذين تجاهلاهذه الآيات، وسلكا في بحثهما الطريقة الانتقائية المنافية لقواعد البحثالعلمي، فإننا نحب هنا أن نقدم شهادات لمفكرين غربيين، شهدوا شهادة الحق فيدين الإسلام، ومن هؤلاء الكاتب الإنجليزي برناردشو الذي قال : " لقد وضعتدائماً دين محمدr موضع الاعتبار السامي بسبب حيويته المدهشة، فهو الدين الوحيدالذي يلوح لي أنه حائز أهلية الهضم لأطوار الحياة المختلفة بحيث يستطيع أنيكون جذاباً لكل جيل من الناس، ولقد تنبأت بأن دين محمدr سيكون مقبولاً لدىأوروبا غداً، وقد بدأ يجد قبولاً لديها اليوم".




فنسنك ،أرنت Arnet Jan Wensink (1882م-1939م)

تتلمذ على يد المستشرق هوتسمان ودي خويه وسنوك هورخرونيه وسخاو .حصل على الدكتوراه في بحثه (محمد واليهود في المدينة) عام 1908م. بدأ في عمل معجم مفهرس لألفاظ الحديث الشريف مستعيناً بعدد كبير من الباحثين وتمويل من أكاديمية العلوم في أمستردام ومؤسسات هولندية وأوروبية أخرى، وأصدر كتاباً في فهرسة الحديث ترجمه فؤاد عبد الباقي بعنوان (مفتاح كنوز السنة) أشرف على طباعة كتابات سنوك هورخرونيه في ستة مجلدات، له مؤلفات عديدة منها كتاب في العقيدة الإسلامية نشأتها وتطورها التاريخي.


لم يكن تحريم الخمر في برنامج النبي منذ البداية
يقول (فنسنك) تحت مادة (الخمر): (ولم يكن تحريم الخمر في برنامج النبي منذ البداية، بل نحن نجد في الآية (67) من سورة النحل مدحاً في الخمر بوصفها آية من آيات الله للناس...، بيد أن عواقب السكر قد ظهرت على الصورة التي بيّنا، فدفع ذلك النبي إلى أن يغيّر من اتجاهه) فيه ما يلي:
أ ـ غمزٌ بنبوة محمد
rوبصدق الوحي الالهي له، وإلاّ فليس القرآن الكريم كلام النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ليبرمجه حسب رأيه، إنما هو كلام الله أنزله نجوماً على رسوله محمد rبواسطة الوحي حسب مقتضيات الحكمة الالهية ومناسبات حركة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ ودعوته للاسلام، فبرنامج التحريم للخمر ـ حسب قول (فنسنك) ـ ليس إلاّ تدرجاً في طريقة ومستوى البيان للحكم الشرعي، من تقبيح وتحريم له مرّةً وبيان لاشتماله على الاثم ـ وهو محرّم ـ أخرى، والزجر عن تناوله لحرمته ثالثة...، ولا تعارض بين الآيات التي تناولت الخمر، فكلّها تحرّمه بصيغ بيانية متنوعة اقتضتها تلك الحكمة الالهية والمناسبات الواقعية، شأنها في ذلك شأن كثير من الظواهر الاجتماعية الفاسدة التي تستلزم تدرجاً زمنياً في طريقة ومستوى بيان الموقف الشرعي الكامل منها، وبالشكل الذي يتناسب وقابلية التلقّي الذهني والنفسي لمجتمع الدعوة والرسالة لهذا التشريع أو ذاك، ليتحقق الهدف الالهي في ادراك الناس له وتحصيل الاستعداد للتسليم به، وهذه سنّة الله في رسالاته وشرائعه للاُمم السالفة (كاليهودية والنصرانية) والتي ألمحنا لأمثلتها في بحث النسخ في القرآن الكريم في الفقرات السابقة من هذا البحث.
ب ـ أما قوله: (ان في الآية 67 من سورة النحل مدحاً في الخمر بوصفها آية من آيات الله للناس...) فليس كذلك، ولعل السبب في سوء الفهم هذا هو روح التحامل على الاسلام من جهة ـ خصوصاً عند (فنسنك) المعروف بذلك ـ وعدم الاحاطة باللغة العربية من جهة أخرى. فالآية الكريمة مكيّة وهي تخاطب المشركين وتجيبهم في سياق الظواهر الطبيعية التي يعايشونها في حياتهم الاعتيادية، عن سؤالهم المقدّر وهو: ماهي ثمرات انزال الماء من السماء؟ فكون اتخاذ المشركين السُكر من ثمرات النخيل والأعناب لا يعني تحسينه لهم، خصوصاً وان الآية الكريمة تنسب السكر إليهم وانه من صنعهم، وليس هو إلاّ اشارة إلى ثمرة طبيعية مألوفة لديهم، بل هناك قرينة واضحة في الآية تدل على نوع من تقبيح السُكر من جهة مقابلته بالرزق الحسن، فلو كان السُكر حسناً لما ميّزته الآية الكريمة عن الرزق الحسن
([10]).

محمد rاعتمد على اليهود في مكّة
الرد

قول فنسنك أن محمداً r كان قد اعتمد على اليهود في مكّة، فهذا ما لم يقله ولم ينقله لنا أيّ مؤرخ، سواء كان من المسلمين أم من غيرهم. بل الذي ورد هو العكس، حيث أن اليهود كانوا أوّل وأشدّ من نصب العداء ومارس تأليب مشركي قريش والتآمر على رسول الله(ص) ودعوته الاسلامية، حتى نزل في ذلك قرآن قال فيه الله تعالى: (لَتَجدنَّ أشدَّ الناسِ عداوةً للذينَ آمَنُوا اليهودَ والّذينَ أشركوا ولتجدنَّ أقربَهُم مودةً للذينَ آمَنوا الذين قالوا إنّا نصارى) ([11]).
أمّا قوله: "وبذلك استطاع ان يخلص من يهوديّة عصره ليصل حبله بيهودية ابراهيم" ففيه:


أولاً: ان اليهودية المدعاة التي كانت على عصر الرسول (ص) هي انحراف عن الدين الحق الذي بعث الله تعالى به انبياء بني اسرائيل وعلى رأسهم موسى(ع)، وفي ذلك قال الله تعالى في محكم قرآنه الكريم: (مِنَ الذينَ هادُوا يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مواضِعِهِ...)، وقوله تعالى ايضاً: (أفَتَطمَعونَ أن يُؤمِنُوا لكُم وقد كانَ فريقٌ منهُم يَسمَعونَ كلامَ اللهِ ثُم يحرّفُونَهُ من بعدِ ما عَقَلوهُ وَهُم يَعلَمونَ).


ثانياً: ان الرسول محمداً
r لم يكن بحاجة لأن يصل حبله باليهودية المدعاة، لأن الأصل في الاديان هو الاسلام، وقد توالى بعث الرسل والانبياء من الله تعالى للتبشير به وردّ التحريف عنه والدعوة له قبل خاتمهم محمد r، أمّا النصرانية واليهودية المدعَيتان فما هي إلاّ انحراف عن الاصل الاسلامي، وبدعة أملتها عليهم أهواؤهم ودنياهم، وفي ذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإذ أخَذَ اللهُ ميثاقَ الّذينَ أوتُوا الكِتابَ لَتُبيِّنُنَّهُ للنّاسِ ولا تَكتُمُونَهُ فَنَبَذوهُ وراءَ ظُهُورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يَشتَرون). وهذه هي العقيدة التي دعا لها النبي محمدrوذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ ما وصّى بهِ نُوحاً والّذي أوحينا إليكَ وما وَصّينا بهِ إبراهيمَ وموسى وعيسى أن أقيموا الّدينَ ولا تَتَفرقوا فيه كَبُرَ على المشركينَ ما تَدعُوهُم إليه اللهُ يجتبي إليهِ من يشاءُ ويهدي إليه من يُنيبُ* وما تَفَرَّقُوا إلاّ مِن بعدِ ما جاءهُم العلمُ بغياً بينهُم ولولا كلمةٌ سَبَقَت من ربِّكَ إلى أجلٍ مُسمّىً لقُضيَ بينهم وإنَّ الذين أُورِثوا الكتابَ مِن بعدِهِم لفي شكٍ مريبٍ* فَلِذلكَ فادعُ واستقِم كَما اُمرتَ ولا تَتَّبع أهواءَهُم وقُل آمَنتُ بما أنزلَ اللهُ من كتابٍ وأُمرتُ لأَعدلَ بينكُم اللهُ ربُّبنا ورَبُّكم لنا أعمالُنا ولكُم أعمالُكُم لا حُجَّةَ بيننا وبينكُم اللهُ يجمعُ بينَنا وإليهِ المصيرُ).

ثالثاً: ان نبي الله ابراهيم (ع) لم يكن يهودياً، لما قلنا من ان الأصل في الاديان المبشّر بها هو الاسلام، وكيف يكو ابراهيم(ع) يهودياً أو نصرانياً حسب دعواهم وقد نزلت التوراة والانجيل من بعده بزمن مديد؟ وهو قول الله تعالى في قرآنه الكريم: (يا أهلَ الكِتابِ لِم تُحاجُّونَ في إبراهيمَ وما أُنزلت التّوراةُ والإنجيلُ إلاّ من بعدهِ أفَلا تَعقلونَ* ها أنتُم هؤلاءِ حاججتُم فيما لَكُم بهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحاجُّونَ فيما لَيسَ لَكُم بهِ علمٌ واللهُ يعلمُ وأنتُم لا تَعلَمونَ).
ثم ينفي الله عزّو جلّ اليهودية والنصرانية المدعيتين عن ابراهيم(ع) ويثبت كونه حنيفاً مسلماً لا غير، وذلك قوله عزّ من قائل في الكتاب الكريم: (ما كانَ إبراهيمُ يهوديّاً ولا نصرانيّاً ولكن كانَ حنيفاً مُسلِماً وما كانَ مِنَ المُشرِكين).
إذن فلو كانت هناك وصلة للنبي محمد
r بابراهيم (ع) فهي وصلة الاسلام، ذلك الدين الحق الذي قال فيه الله تعالى في قرآنه المجيد: (هُوَ الّذي أرسلَ رَسُولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهرهُ على الدينِ كُلّهِ ولو كَرهَ المُشرِكونَ).

ويستمر "فنسنك" في إبرام شبهته هذه فيقول تحت المادة نفسها: "واشتقاق كلمة (صلوطا) الآرامية واضح كل الوضوح، فالأصل "صلأ" في الآرامية يعني الانحناء والانثناء والقيام ... وتستعمل في كثير من اللهجات الآرامية للدلالة على الصلاة الشرعية ... وقد نقل محمد rكلمة الصلاة بهذه المعنى من جيرانه.
ويكشف نظام الصلاة عند المسلمين عن تشابه كبير بصلاة اليهود والمسيحيين ... ومن البيّن أن محمداً
rلم تكن بين يديه أول الأمر المادة الوافية لهذه الشعيرة؛ ولقد كانت تعوزه النصوص التي يتلوها ويرتّلها اليهود والمسيحيون في صلاتهم".
ويستمر "فنسنك" تحت المادة نفسها قائلاً: "ومن ثمّ فنحن نجد فجأةً الصلاة الوسطى تظهر في السور المدنية وهي البقرة، الآية 237. ولابد إذن أن تكون هذه الصلاة قد أُضيفت في المدينة إلى الصلاتين المعتادتين، ويرجّح أن يكون ذلك قد تمّ محاكاة لليهود الذين كانوا يقيمون أيضاً صلاتهم (ثقلاه) ثلاث مرات كل يوم".
ويقول أيضاً: إن "جولد صيهر "
Gold Ziher" وفي معرض ردّه على "هوتسما" في كيفية تقرير الصلوات الخمس يرى عكس ما يراه الأخير ويذهب إلى القول بوجود اثر فارسي في تقرير الصلوات الخمس.

وعن عدد الركعات في الصلوات الخمس يقول "فنسنك" تحت مادة "الصلاة": "... إن الحديث [النبوي] يقول أيضاً إن الصلاة كانت في الأصل من ركعتين وإن هذا العدد نفسه عمل به في صلاة السفر ... ويفترض "متفوخ" وجود التأثير اليهودي في الاختيار الأصلي للركعتين".
أقوال "فنسنك" المتعددة تحت مادة "الصلاة" يرد عليها جميعاً ما أوردناه على "هيك" تحت مادة "سحر" فقد أشرنا هناك أن من الطبيعي وجود مشتركات بين أديان نبعت من مصدر واحد، ونضيف إليه:


1–قوله: "ويبدو أن كلمة صلاة لم تظهر في الآثار الأدبية السابقة على القرآن..." فيرد عليه ما أوردناه على "ر. باريه" تحت مادة "أمة" من أن مجرد وجود شبه لفظي في حرف أو حرفين من كلمة عربية مع كلمة من لغة أخرى لا يمكن أن تعد دليلاً
ناهضاً على الأخذ والاستقاء إذ بهذه الطريق سوف نهدم الكثير من صيغ الوضع اللفظي للغات، إلاّ إذا ساق المدّعي دليلاً أو قرينة معتبرة على مدّعاه. مع تأكيدنا على بطلان ما ادعاه، فإن كلمة صلاة وردت في الشعر العربي الجاهلي قبل نزول القرآن الكريم، كما في قول أعشى قيس:
يراوح في صلواته
لمليك طوراً سجوداً وطوراً جوار
ومعنى الصلاة لغة الدعاء والاستغفار؛ فقد قال الأعشى أيضاً:
لها حارس لا يبرح الدهر بيتها فإن ذبحت صلى عليها وزمزما
أي دعا لها، وقال أيضاً:
وقابلها الريح في دنّها وصلى على دنّها وارتسم
أي دعا لها أن لا تحمض ولا تفسدَ. والصلاة من الله تعالى: الرحمة، قال عدي بن الرقاع:
صلّى الإله على امرئ ودّعتهُ وأتمّ نعمته عليه وزادها
وقال:
صلّى على عزّة الرحمن وابنتها ليلى، وصلّى على جاراتها الأُخر
وأصل الاشتقاق في الصلاة من اللزوم من قوله: تصلى ناراً حامية، والمصدر الصلا، ومنه اصطلى بالنار إذا لزمها، والمصلِّي الذي يجيء في أثر السابق للزوم أثره، ويقال للعظم الذي في العجز صلاً، وهما صلوان.
أمّا في اصطلاح الشريعة الإسلامية فهي عبارة عن العبادة الخاصة التي شرعها الإسلام والمشتملة على الركوع والسجود على وجه مخصوص وأركان وأذكار مخصوصة.
وقيل أنها سمّيت صلاة لأن المصلي متعرّض لاستنجاح طلبته من ثواب الله ونعمه مع ما يسأل ربه فيها من حاجاته.
2–قوله: إن نظام الصلاة عند المسلمين يشابه بدرجةٍ كبيرة صلاة اليهود والمسيحيين... وإن الصلاة الوسطى ظهرت فجأة في سورة البقرة المدنية، وإنها أُضيفت إلى الصلاتين
المعتادتين فأصبحت ثلاثة، ثم يفرع عليها رجحان أن ذلك قد تمَّ محاكاة لصلاة اليهود (ثقلاه) التي تقام ثلاث مرات كل يوم.
يرد عليها أن التشابه يكون مرة بعدد الصلوات، وأخرى بشكلية الصلاة من قيام وركوع وسجود وأمثالها، وثالثة بمضامين الصلاة من قراءات وأذكار، أما الجانب الأوّل فإن الصلاة التي شرعها الإسلام هي خمس صلوات وليس ثلاث صلوات كما لدى اليهود حسب قول "فنسنك" نفسه، وليست سبعاً كما لدى المسيحيين وهي "صلاة" البكور وصلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشرة والثانية عشرة ثم صلاة منتصف الليل". والصلوات الإسلامية الخمسة هذه محددة أوقاتها بموجب آيتين قرآنيتين نزلتا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة وليس في المدينة المنوّرة، وهما في سورة الإسراء في قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً)، وفي سورة هود في قوله تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلفاً من الليل...).
وفي بيان دلالة هاتين الآيتين، روي عن زرارة مسنداً قال: "سألت أبا جعفر عليه السلام عمّا فرض الله عزّ وجل من الصلاة، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سمّاهنّ الله وبيّنهن في كتابه؟ قال: نعم، قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) ودلوكها زوالها، وفيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات، سماهنّ الله وبيّنهنّ ووقّتهنّ، وغسق الليل هو انتصافه، ثم قال تبارك وتعالى: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً) فهذه الخامسة، وقال تبارك وتعالى في ذلك: (أقم الصلاة طرفي النهار) وطرفاه: المغرب والغداة (وزلفاً من الليل) وهي صلاة العشاء الآخرة...".
وفي تفسير الآية الأولى قال ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة: "دلوكها زوالها، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام... وقال الجبائي: غسق الليل ظلمته، وهو وقت العشاء... وقال الحسن: "لدلوك الشمس" لزوالها: صلاة الظهر، وصلاة العصر إلى "غسق الليل" صلاة المغرب والعشاء الآخرة، كأنه يقول من ذلك الوقت إلى هذا الوقت على ما يبين لك من حال الصلوات الأربع، ثم صلاة الفجر، فأفردت بالذكر".
أمّا الصلاة الوسطى الواردة في سورة البقرة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فقد جاء في معنى الآية: الحث على مراعاة الصلوات، ومواقيتهن، وألاّ يقع فيها تضييع وتفريط.
وجاء في روايات متعددة أن الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر، منها ما روي مسنداً عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث) قال: "وقال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وهي صلاة الظهر".
وعليه فلا يضر أن تكون هذه الآية مدنية لأنها لم تكن بصدد أصل تشريع الصلوات الخمس، بل جاءت للحث على مراعاة الصلوات ومواقيتهن وخصوصاً الصلاة الوسطى منهن والتي سبق تشريعها في الآيات المكية السالفة الذكر، وبهذا تبطل دعوى فنسنك" بأنها أُضيفت في المدينة إلى الصلاتين المعتادتين، ويبطل أيضاً قوله بأنها ثلاث صلوات أو ثلاث مرات والتي يفرع عليها دعوى محاكاتها لصلاة اليهود "ثقلاه"، كما يبطل مشابهتها لصلوات المسيحيين من هذه الناحية لثبوت أن الصلوات المشرعة هي خمس وليست ثلاثاً كما عند اليهود، وليست سبعاً كما لدى المسيحيين كما أسلفنا.
أمّا الجانبان الثاني والثالث من التشابه المدّعى ففيه أنه ورد "أن الأصل في جميع صلوات المسيحيين إنما هو الصلاة الربانية التي علّمها السيد المسيح، والأصل في تلاوتها أن يتلوها المصلي ساجداً. وقد تكون الصلاة لفظية، بأن تتلى بألفاظ منقولة أو مرتجلة، وتكون عقلية بأن تنوى الألفاظ ويكون الابتهال قلبياً محضاً".
ثم يحكي لنا مصدر آخر كيفية تطوّر صلواتهم قائلاً: "نشر [الرهبان] الفرنسسكان عادة (طريق الصليب) أو (مواضعه) وهي التي تقضي بأن يتلو المتعبّد صلوات أمام صورة أو لوحة من لوحات أو صور أربع عشرة تمّثل كل منها مرحلة من مراحل آلام المسيح؛ فكان القساوسة والرهبان والراهبات وبعض العلمانيين ينشدون أو يتلون أدعية الساعات القانونية وهي: أدعية، وقراءات، ومزامير، وترانيم صاغها البندكتيون وغيرهم وجمعها "ألكوين
Alcuin" و(جريجوري السابع) في كتاب موجز.
وكانت هذه الأدعية تطرق أبوابها السماء... كل يوم وليلة في فترات، بين كل واحدة والتي تليها ثلاث ساعات".
وعن مضامينها يقول المصدر نفسه: "وأقدم الصلوات المسيحية هما: الصلاة التي مطلعها "أبانا الذي في السماوات" والتي مطلعها "نؤمن بإلهٍ واحد"، وقبل أن ينتهي القرن الثاني عشر بدأت الصلاة التي مطلعها: "السلام لك يا مريم" تتخذ صيغتها المعروفة. وكانت هناك غير الصلوات أوراد شعرية من الثناء والتضرع،... وكثيراً ما كانت الصلوات الرسمية التي تُنلى في الكنائس توجَّه إلى الله الأب، وكان عدد قليل منها يوجّه إلى الروح القدس؛ ولكن صلوات الشعب كانت توجّه في الأغلب إلى عيسى ومريم، والقديسين".
أمّا صلاة اليهود فقد ورد عنها القول: "أما اليهود فليس في التوراة ما يدل دلالةً صريحة على كيفية إقامة الصلاة عندهم، والظاهر أنهم إنما كانوا يتلونها وقوفاً إلاّ في الاحتفالات الكبرى، حيث كانوا يسجدون، وكان لها ثلاثة أوقات قانونية: الصبح والظهر والمساء".
أما الصلوات في الإسلام فقد ذكر الفقهاء كيفيتها استناداً على الأدلّة الشرعيّة من القرآن الكريم والسنة الشريفة فقالوا: "... فهي تتكون من ركعات، والحد الأقصى من الركعات في الصلاة أربعة، كصلاة العشاء مثلاً، والحد الأدنى من الركعات في الصلوات الواجبة ركعتان كصلاة الصبح، وفي الصلوات المندوبة ركعة واحدة وهي ركعة الوتر.
وعلى العموم فالركعات هي: الوحدات والأجزاء الأساسية التي تتكون منها الصلاة، ويستثنى من ذلك الصلاة على الأموات، فإنها مكوّنة من تكبيرات لا من ركعات، وليست هي صلاة إلاّ بالاسم فقط".
وهناك شروط يجب توافرها في كل صلاة وهي على قسمين: أحدهما شروط للمصلي، والآخر شروط لنفس الصلاة، وأهمها أن يكون المصلي على وضوء وطهارة وأن يكون بدنه طاهراً وكذلك ثيابه وأن يستقبل القبلة (وهي الكعبة المشرفة) وأن يقصد بالصلاة القربة إلى الله تعالى.
وقد وردت روايات كثيرة عن الكيفية وعن مضامينها وأجزائها وشروطها، ذكرتها كتب الحديث في باب الصلاة.
بعد هذا الاستعراض نرى بالمقارنة بين الصلوات لدى اليهود ولدى المسيحيين وبين الصلوات في الإسلام وجود اختلافٍ أساسي بينها في العدد وفي الأوقات وفي شكلياتها ومضامينها. فمن أين استنتج "فنسنك" التشابه الكبير بينها ومحاكاة بعضها لبعض وأمثال ذلك في المقولات والدعوات الجزافية التي لا دليل ولا شاهد عليها؟ هذا مع العلم أننا نلحظ من خلال سوقنا لما نقل عن صلاة اليهود وصلوات المسيحيين أن يد التغيير البشرية قد طالت الأصل وأحدثت فيه الشيء الكبير، إذ نجد أن مفرداتها ـ وخصوصاً صلوات المسيحيين ـ غدت مشبّعة بمبدأ التثليث الذي هو من مقولات الشرك بالله سبحانه وتعالى، بخلاف مبدأ التوحيد والإخلاص لله وحده لا شريك له في العبادات الإسلامية الذي تعبر عنه جميع مفرداتها وخصوصاً الصلاة منها التي يشترط فيها كما أسلفنا نيّة التقرّب لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وهذا ما يؤكد حقيقة التحريف في الديانتين اليهودية والمسيحية وفي كتابيهما التوراة والإنجيل، والتي لا نعدم وجود تشابه في أُصولهما قبل التحريف بين الأحكام الواردة فيهما والتي لم تنسخ، وبين نظائرها من الأحكام الواردة في القرآن الكريم والسنة الشريفة لأنها من سراجٍ واحدٍ.


فو، كارادي Baron Carra De Vaux "1868 – 1930"
مستشرق فرنسي معروف من المعهد الكاثوليكي بباريس، درس العربية ودرّسها في المعهد المذكور، وألف في الرياضيات والفلسفة كما حقق عددًا من المصادر. ومن أشهر مؤلفاته ما كتبه عن ابن سينا (1900) والغزالي (1902) و(مفكرو الإسلام) في خمسة أجزاء (1921-19269.

الرسول سمع وتعلم من أفواه بعض الفلاسفة أو الباحثين في الأديان أو من أحد الحنفية
جاء تحت مادة "جبريل" قول المستشرق كارادي فو "وقد اصطنع النبي القصة التي تقول بأَن الرسول السماوي يتحدث إلى الأنبياء واعتقد أنه تلقّى رسالته ووحيه منه ... والظاهر أن النبي عرف جبريل من خبر البشارة الوارد في الإنجيل ولكنه لم يكن في مقدوره أن يعرف الإنجيل من غير وساطة، ولعلّه سمع ذلك الخبر من أفواه بعض الفلاسفة أو الباحثين في الأديان أو من أحد الحنفية وقد وصلهم الخبر مشوّهاً. وفي رأي النبي أن الله بعث بروحه إلى مريم فتمثّل لها بشراً سوياً (سورة مريم/ الآية 19)".

وتحت مادة "سحر" يقول المستشرق هيك "... أن أصول الإسلام نفسها قد تأثرت تأثراً عميقاً بمعتقدات أناس غرباء عن الإسلام كلية".

الرد
يرد الدكتور فؤاد كاظم القدادي
إِِن قول "كارادي فو" تحت مادة "جبريل" فيه انسياق واضح مع إنكار الوحي الإلهي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويشهد لذلك أيضاً تعبيره عن الآية 19 من سورة مريم في آخر قوله المذكور أعلاه بأنه رأي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس قول الله في قرآنه الكريم، وهو في هذا لم يأت لنا بدليلٍ أو حتى شاهدٍ أو قرينة على استظهاره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عرف جبريل من خبر البشارة الوارد في الإنجيل، ولا على احتماله سماعه ذلك الخبر من أفواه بعض الفلاسفة أو الباحثين في الأديان، وغير ذلك من الاحتمالات، فأي قيمة لهذا الاستظهار وتلك الاحتمالات؟!

قول (كارادي فوكس B.Carrade Vaux) في دائرة المعارف الاسلامية تحت مادة (جهنم): (الظاهر ان القرآن قد تردد بعض التردد في مسألة خلود العذاب في جهنم، فالآيات التي تشير إلى ذلك لا تتفق تمام الاتفاق، ولعل هذا التردد إنما يرجع إلى أن النبي محمداً rلم يكن من الفلاسفة المتفكرين...الخ) فيه ما يلي:
أ ـ ان المقطع الأول الذي يشير إلى دعوى تردد بعض آيات القرآن الكريم في مسألة خلود العذاب في جهنم جاء ناقصاً لا يتضمن دليلاً أو مثالاً على التردد المدعى فهو قول جزافي لا قيمة علمية له.
ب ـ ان العذاب الالهي في الآخرة له درجات تتناسب ومستوى الجريمة التي ارتكبها الانسان في الدنيا، فهي تتدرج من المعاصي والمفاسد على اختلاف خطرها وعظمها، إلى الشرك والكفر والطغيان جحوداً بالله وانكاراً لاُلوهيته والاستكبار والعلو في الأرض دونه سبحانه وتعالى:
ولهذا جاءت آيات القرآن الكريم لتؤكد الخلود والشدّة في العذاب لدرجات القسم الثاني ودون ذلك في القسم الأول، وهنا يأتي دور تفسير بعض الآيات للبعض الآخر تخصيصاً لعمومتها وتقييداً لاطلاقها إن كان هناك مخصص أو مقيّد لموردها، فيمتاز بعضها بالقول بالخلود في العذاب وبعضها الآخر بما دون ذلك، فلا تردد ولا تناقض عند اولي الألباب.
ج ـ ان تعليل (كارادي فو) دعواه بتردد القرآن في مسألة خلود العذاب في جهنم بأنه يرجع إلى أن النبي محمداً
rلم يكن من الفلاسفة المتفكرين، فيه: أولاً: غمزٌ بنبوة محمد rوهذا ما أجلنا الحديث فيه إلى فصل مستقل إن شاء الله. وثانياً: لما قلنا سابقاً من أن القرآن الكريم ليس كتاباً مدرسياً ولا مؤلفاً أكاديمياً يعرض المسائل بطريقة تحليلية متسلسلة وبلغة مدرسية ومنهج أكاديمي مقرر، إنما هو كتاب دعوة وتربية للانسان والاُمة وارشاد وقيادة لحركة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـالميدانية عند بعثته وطيلة حياته الرسالية وفهم القرآن واستنباط الحقائق والأحكام والتعليمات منه يحتاج إلى الاحاطة بجملة مقدمات وقواعد تسمى بعلم تفسير القرآن الكريم، الذي يتناول علوماً فرعية متعددة تحقق القدرة على التفسير والتأويل للقرآن، منها علوم اللغة وعلوم القرآن، وعلم الحديث، وأمثال ذلك، وإنما اضطررنا لهذه العلوم لابتعادنا عن زمن التنزيل، حيث أن وجود الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته الطاهرين ـ عليهم السلام ـ كان يغني المسلمين آنذاك عن الاحاطة التفصيلية بهذه العلوم; فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته ـ عليهم السلام ـ تراجمة القرآن وعلماء حقائقه ودقائقه، ثم أن بلاغة القرآن وبيانه كانت واضحة لدى المسلمين في عصر الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ لتذوّقهم الفطري لها، كما أن معاصرتهم للحوادث والوقائع التي تشكل شأن وأسباب النزول كانت تغنيهم عن البحث والاستقصاء عنها لمعرفة مدلول الآيات النازلة بشأنها، وهذا أمرٌ يدركه العقلاء ويلتزمون بلوازمه. فيبطل التعليل كما تبطل الدعوى.

فوستر ، فرانك :
" ان محمدا r ناثر مبدع ، ابتكر النثر الفني الادبي "

ويرد عليه ديزيريه بلانشيه
" كفي هذا القران مجدا وجلالا ان الاربعة عشر قرناً التي مرت عليه لم تستطع ان تجفف اسلوبه ، بل لم يزل غضاً كأن عهده بالحياة أمس "

ويكفي ان الصناعة الوحيدة لقريش كانت الشعر وبسهوله كان يمكن كشفه وتعرية كذبه لو كان كاذب كما يدعي المغرضون
فولتير، فرانسوا : " 1694-1778م" F.Voltaeire
كاتبوفيلسوف فرنسي، اسمه الأصلي فرانسوا ماري آروويه، وفولتير اسمشهرته. عُرف بنقده الساخر، ودعوته إلى الإصلاح، ودفاعه عن الحريةوالمساواة وكرامة الإنسان. وقد تسبب ذلك في إيداعه سجن الباستيلعام 1717م، لمدة أحد عشر شهر، وخلال فترة السجن تمكن من إكمالمسرحيته المأساوية (أوديب)، التي جعلته أشهر مؤلف مسرحي فيفرنسا، بسبب النجاح الذي لاقته.

ومن أشهر آثارهأيضاً: "المعجم الفلسفي" (1764) و"زاديغ" أو "صادق" (1747) وقد نقلهاإلى العربية الدكتور طه حسين، تحت اسم "القَدَر"، و"كانديد" (أوالساذج) (1759)

مثير فتن ودجال يدعي كذبا المناجاة مع روح القدس
يصف الرسول بأنه ''مثير فتن ودجال يدعي كذبا المناجاة مع روح القدس ويزعم أنه صاحب رسالة كل سطر فيها ينم عن السخف الذي يناقض مبادئ العقل الأولى''·

كتاب فولتير هذا يعكس تبدل آراء هذا المفكر الفرنسي الكبير السابقة عن النبي محمد. فكتابه السابق "التعصب أو النبي محمد".
وصف محمداً
rبأنه منافق وخداع ومحب للملذات الجسدية ومستبد. وقد كان فولتير بهذا النعت غير المنصف والطعن بشخصية محمد rيستهدف دحض الأفكار الدينية المتعصبة بصورة عامة في فترة سادت بها حملة عامة واسعة لدحض الافكار الدينية المسيحية تجاوباً مع مبادىء عصر النهضة والتنوير العقلي. وقد ترجم الشاعر الالماني غوته كتاب فولتير هذا الى اللغة الالمانية رغم مخالفته للأراء غير المنصفة التي وردت فيه وذلك تلبية لرغبة رئيسه أمير فايمار كار اوغست.


فويلز :

محمدا rرجلا دفعته طموحاته ووساوسه في سن الكهولة إلي تأسيس دين
يتخيل محمدا r رجلا دفعته طموحاته ووساوسه في سن الكهولة إلي تأسيس دين ليعد في زمرة القديسين ، فألف مجموعة عقائد خرافية وآداب سطحية ، وقام بنشرها في قومه ، فاتبعها رجال منهم([12])










ك
" لم يستبد محمد [r] بالأمور دون أصحابه ، فكان يشاورهم في كل الأمور "

ماسينيون



ك
كازانوفا : " ت1926 " Kazanova
مستشرق فرنسي تعلم العربية وعلمها في معهد فرنسا وقدم مصر فانتدبته الجامعة المصرية 1925 أستاذاً لفقه اللغة العربية، وقد وجه عنايته إلى مصر ألإسلامية ، له : نبذة عن قراقوش وزير صلاح الدين الأيوبي ، تاريخ ووصف قلعة القاهرة. تعلم العربية في معهد فرنسا ، ثم عملأستاذاً لفقه اللغة كما اهتم بدراسة تاريخ مصر الإسلامية . من أبرز آثاره تحقيقكتاب الخطط للمقريزي وله كتاب بعنوان ( محمد وانتهاء العالم في عقيدةالإسلام

" يقول : كان تفسير عدم استخلاف النبى لأحد من أصحابه لتولى أمر المسلمين هو اعتقاده أن نهاية العالم قريبة ، وهى عقيدة مسيحية محضة ، ومحمد rكان يقول عن نفسه : إنه نبى آخر الزمان الذى أعلن أن المسيح أن سيأتى ليتمم رسالته ثم يستطرد فى موضع آخر قائلا : " إن القرآن قد أدخلت عليه بعد وفاة النبى تغييرات قام بها خلفاؤه ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . والدليل على ذلك ما ورد فى الآية " وإن ما نُرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " . فزعم كازانوفا أن أصحاب النبى حين رأوا أن الساعة لم تقم وضعوا فى صيغة التعبير صورة الشك موضع اليقين ، ولا يستبعد أن الآية قبل التبديل هى كالاتى : " وسنريك بعض الذى نعدهم " ويتساءل كازانوفا ، هل يعقل أن الإله ـ وهو سيد الأقدار ـ لم يستطع أن يحدد مسألة بسيطة وأنه يجهل هل النبى سيموت ، أو سيعيش إلى نهاية العالم فى حين أنه علم بالساعة علم اليقين ، ولكنه لم يشأ أن ينبئ الناس بهذا العلم .

ويستطرد كازانوفا فى كتابه الانف بيانه قائلا : " هناك آيتان يشك فى صحة نسبتهما إلى الوحى النبوى ، والراجح أن يكون أبو بكر هو الذى أضافهما على إثر موت النبى ، فأقره المسلمون على ذلك وهما قول القرآن " وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " . وقوله " إنك ميت وأنهم ميتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " .


أما ما ذهب إليه " كازانوفا " من قيام الصحابة بإدخال تغييرات على القرآن بعد وفاة الرسول ، ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . ثم شكه فى الآيتين الخاصتين بموت الرسول ، واحتمال موته حال حياته شأنه شأن بقية البشر الآخرين من أنهما من تأليف أبى بكر ، فإن هذا القول عار من الدليل العلمى الصحيح هو الآخر .

يضاف إلى ذلك أن " بلاشير " نفسه رفض رأى " كازانوفا " فى ما يتعلق باعتقاد الرسول بقيام الساعة فى حال حياته ، لعدم اعتماده على أدلة علمية وقوية سائغة من جهة ، ولأن الرسول لما استقر بالمدينة أصبح يدعو إلى العبادات والمعاملات ، وتنظيم العلاقات التى يجب أن تسود بين المسلمين وغيرهم من جهة أخرى . كما أن انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية فرض على المسلمين منذ عصر النبوة أن يفكروا فى الحياة الدنيا إلى جانب التفكير فى الأخرة .

أما ما ذهب إليه " كازانوفا " فى نسب الآيتين :" وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " والآية " إنك ميت وإنهم ميتون " إلى أبى بكر الذى أضافهما إلى القرآن على إثر موت النبى ، وإقرار المسلمين له على ذلك فهو قول مردود من عدة جهات . منها : أن الآية الأولى نزلت بسبب انهزام المسلمين يوم أحد . وظن الناس أن الرسول قد قتل ، فصاح بعض المسلمين : إن محمداًr قد أصيب فيجب عليهم الاستسلام لعدوم لأنهم إخوانهم وصاح بعضهم الآخر : إنه يجب الاستمرار فى القتال حتى بعد وفاة النبى إذ لا خير فى الحياة بعده فأنزل الله هذه الآية .

إما بالنسبة إلى الآية الثانية فقد نزلت بالمدينة ، وتعنى إبلاغ النبى بأنه سيموت هو الآخر كما تموت بقية الخلق . لا تمييز فى ذلك " لآن كل نفس ذائقة الموت " وهو تحذير له من الآخرة ، وحث له على العمل الصالح والتقوى خاصة أن الخطاب الذى يوجه له موجه إلى بقية المسلمين إلا إذا كان من خصوصياته ، وإبلاغه بموته حتى لا تختلف أمته بعد وفاته كما اختلفت الأمم الأخرى فى غيره قطعاً لدابر الفتنة والشك

أما ما ذهب إليه " كازانوفا " من قيام الصحابة بإدخال تغييرات على القرآن بعد وفاة الرسول ، ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . ثم شكه فى الآيتين الخاصتين بموت الرسول ، واحتمال موته حال حياته شأنه شأن بقية البشر الآخرين من أنهما من تأليف أبى بكر ، فإن هذا القول عار من الدليل العلمى الصحيح هو الآخر .

يضاف إلى ذلك أن " بلاشير " نفسه رفض رأى " كازانوفا " فى ما يتعلق باعتقاد الرسول بقيام الساعة فى حال حياته ، لعدم اعتماده على أدلة علمية وقوية سائغة من جهة ، ولأن الرسول لما استقر بالمدينة أصبح يدعو إلى العبادات والمعاملات ، وتنظيم العلاقات التى يجب أن تسود بين المسلمين وغيرهم من جهة أخرى . كما أن انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية فرض على المسلمين منذ عصر النبوة أن يفكروا فى الحياة الدنيا إلى جانب التفكير فى الأخرة .

أما ما ذهب إليه " كازانوفا " فى نسب الآيتين :" وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " والآية " إنك ميت وإنهم ميتون " إلى أبى بكر الذى أضافهما إلى القرآن على إثر موت النبى ، وإقرار المسلمين له على ذلك فهو قول مردود من عدة جهات . منها : أن الآية الأولى نزلت بسبب انهزام المسلمين يوم أحد . وظن الناس أن الرسول قد قتل ، فصاح بعض المسلمين : إن محمداًr قد أصيب فيجب عليهم الاستسلام لعدوم لأنهم إخوانهم وصاح بعضهم الآخر : إنه يجب الاستمرار فى القتال حتى بعد وفاة النبى إذ لا خير فى الحياة بعده فأنزل الله هذه الآية .

إما بالنسبة إلى الآية الثانية فقد نزلت بالمدينة ، وتعنى إبلاغ النبى بأنه سيموت هو الآخر كما تموت بقية الخلق . لا تمييز فى ذلك " لآن كل نفس ذائقة الموت " وهو تحذير له من الآخرة ، وحث له على العمل الصالح والتقوى خاصة أن الخطاب الذى يوجه له موجه إلى بقية المسلمين إلا إذا كان من خصوصياته ، وإبلاغه بموته حتى لا تختلف أمته بعد وفاته كما اختلفت الأمم الأخرى فى غيره قطعاً لدابر الفتنة والشك


([1] ) أنظر ، محمود حمدي زقزوق : الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ، دار المعارف ، القاهرة 1997.

([2] ) طبيب وعالم الفرنسي معروف. كان كتابه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم) من أكثر المؤلفات التي عالجت موضوعًا كهذا، أصالة واستيعابًا وعمقًا. ويبدو أن عمله في هذا الكتاب القيم منحه قناعات مطلقة بصدق كتاب الله، وبالتالي صدق الدين الذي جاء به. دعي أكثر من مرة لحضور ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينعقد في الجزائر صيف كل عام، وهناك أتيح له أن يطلع أكثر على الإسلام فكرًا وحياة.

([3] ) الكونت هنري دي كاستري (1850-1927)
مقدم في الجيش الفرنسي، قضى في الشمال الأفريقي ردحًا من الزمن. من آثاره: (مصادر غير منشورة عن تاريخ المغرب) (1950)، (الأشراف السعديون) (1921)، (رحلة هولندي إلى المغرب) (1926)، وغيرهما.


([4] ) أنظر ، عبدالجبار الرفاعي : مناقشات لأفكار مستشرقين حول الفقه الإسلامي والسيرة النبوية.

([5] ) أنظر : عبدالجبار الرفاعي : مناقشات لأفكار مستشرقين حول الفقه الإسلامي والسيرة النبوية.

([6] ) انظر: حسن عزوزي: أصول المذهب المالكي في دراسات المستشرقين المعاصرين ، الوعي الاسلامي ، ع 484، بتاريخ 22-2-2006.

([7] ) انظر :محمد بهاء الدين ،المستشرقون والحديث النبوي ، محمد مصطفى الأعظميدراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه ، أكرم ضياء العمريبحوث في تاريخ السنة المشرفة

([8] ) انظر : حسن عبد الرحمن سلوادي : المستشرقون اليهود ومحاولة التهوين من قدسية القدس ومكانتها في الإسلام ، قدم خلال مسابقة حول القدس نظمتها جمعية القدس للبحوث والدراسات في غزة وقد نال البحث الجائزة الأولى ..


([9] ) محمد قطب : المستشرقون والاسلام ، مكتبة وهبة ، ط1 ، 1999، ص158.

([10] ) انظر فؤاد كاظم المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين.


([11] ) أنظر فؤاد كاظم المقدادي : حقيقة النبوة المحمدية في آراء المستشرقين فنسنك وماكدونالد.

([12] ) التهامي تقرة المرجع السابق ، ص31.

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإمام عثمان بن فودي مجدد الإسلام في الغرب الأفريقي نور الإسلام هدي الإسلام 1 02-04-2014 07:28 AM
صورة الإسلام في الغرب.. خطأ في الفهم أم جهل متعمد؟ نور الإسلام المقالات 0 09-11-2013 08:55 AM
القيم الأخلاقية بين الإسلام و الغرب نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 20-05-2013 05:52 AM
الولايات المتحدة: افتراءات سياسي جمهوري ضد المسلمين نور الإسلام الإسلام والعالم 0 25-08-2012 07:34 PM
مفكر إسلامي: الغرب يتلذذ بازدراء الإسلام مزون الطيب الإسلام والعالم 0 06-03-2012 09:33 PM


الساعة الآن 08:48 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22