صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع مسيحية

كتب ومراجع مسيحية بحوث ودراسات وكتب مفيدة للباحثين في الدين والعقيدة المسيحية

قصة الكتاب المقدس لـِ فريدريك كينيون

he Story of the Bible A Popular Account of How it Came to Us by Frederic G. Kenyon (1936) قصة الكتاب المقدس فريدريك

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-2012 ~ 11:00 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي قصة الكتاب المقدس لـِ فريدريك كينيون
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


he Story of the Bible
A Popular Account of How it Came to Us





by Frederic G. Kenyon (1936)





قصة الكتاب المقدس
فريدريك كينيون (1936)

إعداد

فريق الترجمة بالجريدة





مقدمة تعريفية بالمؤلف :

فريدريك جورجي كنيون ولد يناير عام 1863م بلندن ، عمل مدير للمتحف البريطاني ، ورئيساً للأكاديميات البريطانية من عام 1917م وحتى عام 1921م ، له علامة بارزة في اللغة القديمة كعالم بريطاني ، قاضياً جزءاً كبيراً من عمره في دراسة الكتاب المقدس وخصوصاً تلك المتعلقة بتاريخية نص العهد الجديد ، مخلفاً بعض المؤلفات الشهيرة مثل ( كتابنا المقدس والمخطوطات القديمة ) والذي اهتم فيه بدراسة وتحليل البرديات المصرية القديمة وأثرها علي النص المقدس ، قبل ان يتوفى عن عمر يناهز 89 عاماً – أغسطس 1952 –




مقدمة تعريفية بمضمون المقال

في واحدة أخرى من أشهر أعماله ألا وهو كتاب ( قصة الكتاب المقدس ) والذي نشر لأول مرة عام 1963م قدم دكتور " كينون " فاصلاً آخر من الدراسات الرائعة في تاريخية النص المقدس من خلال الوقائع النقدية المعاصرة والإستكشافات الحديثة وأثرها علي مراحل التطور النصي عند المسيحيين علي مدي القرون الماضية.
من ذلك ونظراً لما رأيناه من أهمية كبيرة للقارئ المسيحي او غير المسيحي في معرفة تلك المعلومات وخصوصاً تلك التي تتعلق بتاريخ النص النقدي والمستلم للعهد الجديد فقد كانت الحاجة إلى تقديم جزء من ذلك البحث للدكتور " كينون " يحتوي علي ثلاثة فصول فقط من الكتاب ( السادس ، السابع ، الثامن ) ، تغطي المرحلة التاريخية للنص المقدس من عصور النسخ القياسية الي عصور النسخ النقدية من خلال سرد شيق لتفاصيل تلك الفترة وصعوباتها ومشاكلها بالإضافة الي بطاقات تعريفية بأهم العلماء ممن شاركوا في صناعة ذلك التاريخ المجهول عند كثير من مسيحي الشرق تحديداً ، ومدخل بسيط سلس لأهم المخطوطات اليونانية والترجمات القديمة للعهد الجديد.





Chapter 6
The Search for Manuscripts



الفصل السادس


البحث عن المخطوطات


http://www.bible-researcher.com/kenyon/sotb6.html


بحلول عام 1611 , كان العالم الغربي يمتلك نسخة من الكتاب المقدس باللغة اليونانية (النص المستلم لايرازموس بطبعاته المختلفة يقصد) , و أما انجلترا فقد امتلكت نسخة باللغة الإنجليزية (نسخة الملك جيمس يقصد) , و ربما يظن أن هذا نهاية المطاف , و لكنه في الواقع كان البداية لعمل جديد .
كما أوضحنا قبل ذلك , فإن الكتاب المقدس اليوناني جرى إعداده اعتمادا على أول المخطوطات التي كانت بحوذتنا في تلك الفترة , و من هذا النص اليوناني جرى إعداد ترجمة باللغة الإنجليزية .
كان "العهد القديم اليوناني" في حالة أفضل من "العهد الجديد اليوناني", لأن البابا " سيكستوس الخامس" تسبب عام 1587م في إخراج طبعه من الترجمة السبعينية اعتمدت بصوره رئيسيه على مخطوطة الفاتيكان العظيمة , و التي كانت و لا تزال أفضل شاهد للعهد القديم اليوناني , و أعيد طبع هذا النص مرارا , بعكس نص ايرازموس الذي أعده للعهد الجديد و الذي أصبح فيما بعد مع بعض التغييرات الطفيفة " النص المستلم" , فقد جرى إعداده اعتمادا على مخطوطات قليلة متأخرة .
استحوذ النص المستلم و هذه الترجمة الإنجليزية على الساحة لمدة 250 عاما وحتى مدي أبعد يصل إلى اليوم , و قليل من الناس من كان يشعر بعدم الرضا تجاههما , و تطلب الأمر ثلاثمائة عاما من أجل جمع المواد اللازمة لتحسين هذا النص , و لعرض نتائج هذا البحث على العالم بأسره .
هذا هو العمل الذي انغمس فيه الباحثون في أوربا و أمريكا , و الذي قام فيه الباحثون الإنجليز بدور مشرف و في غالب الأمر كان لهم الدور القيادي في هذا الأمر .
جاءت الشرارة الأول من انجلترا , بعد ستة عشر عاما فقط من نشر "النسخة المعتمدة" , عندما وصلت "المخطوطة السكندرية " العظيمة إلى هذا البلد , التي أهداها " سيريل لوكار" بطريرك القسطنطينية بواسطة السير " توماس رو " سفير انجلترا في " بورت" إلى الملك " جيمس الأول" , و لكنها في واقع الأمر لم تصل إلى انجلترا حتى عام 1627م , عندما اعتلى العرش " تشارلز الأول" . إنها مخطوطه قديمة جدا , كتبت بحسب اتفاق العلماء فى النصف الأول من القرن الخامس الميلادي , ربما في مصر .
كان " سيريل" بطريركا على الإسكندرية , و يعتقد أنه جلب المخطوطة معه من هناك , عندما نقل في عام 1621م إلى القسطنطينية . إنها كتاب جميل , كتب على أوراق رقوق تمتاز بالرقة , تبلغ مقاساتها حوالي اثنى عشر و مصف بوصه في عشره و نصف بوصه , و يوجد في كل صفحه عمودان للكتابة .

فى الوقت الحاضر , توجد فى أربعة مجلدات و عليها الحروف الأولى من اسم الملك " تشارلز الأول" , و تستطيع أن تراها فى المتحف البريطانى فى أى يوم , الذى توجد فيه مع بقية المكتبه الملكيه , التى أهداها " جورج الثانى" فى عام 1757م .
انها تحتوى على الكتاب المقدس كاملا باليونانيه , باستثناء بعض التشويهات العرضيه التى تسببت بفقدان كل انجيل متى تقريبا , و أجزاء كبيره من المزامير , و انجيل يوحنا , و رسالة كورنثوس الثانيه , و توجد بعض التشوهات الأخرى الصغيره فى مناطق متفرقه .

بالإضافه لذلك , فإنها تحتوى على كتاب المكابيين الثالث و الرابع عند نهاية العهد القديم , و كذلك رسالتى كليمنت عند نهاية العهد الجديد , بينما يظهر جدولا للمحتويات أنها احتوت فى الأصل على مزامير سليمان الأبوكريفيه , و لكنها مفقوده هى و نهاية رسالة كليمنت الثانيه .
و بشكل اجمالى , فقد تبقى 733 ورقه من أصل 820 ورقه كانت تحتوى عليها المخطوطه فى الأصل .
ان وصول مخطوطه بهذا القدم أثار انتباه العلماء .....لم يضع " باتريك يانج" الذى كان مكتبيا فى المكتبه الملكيه أى وقت , فقد نشر فى عام 1633م رسائل كليمنت , المجهوله حتى الآن , و أعد العده من أجل اصدار طبعه كامله للعمل بأكمله .
أفضى هذا الأمر الى لا شىء , و لكن الأسقف "والتون" فى نسخته من الكتاب المقدس المسماه " بوليجلوت " ( المتقنه لعدة لغات) وضع فحصا للقراءات الرئيسيه فى العهد الجديد عام 1657م .
نشر العهد القديم بالكامل عام 1707- 1720 م , و لكن العهد الجديد لم ينشر الا فى عام 1786م , و لكنه قراءاته كانت قد فحصت بشكل كبير و اقتبست قبل ذلك بفتره .
نشر المتحف البريطانى فى الأزمنه الحديثه نسخا فوتوغرافيه , و التى تخدم أغراض الباحثين بشكل عام . كان هذا الاكتشاف و نشره هو الذى شحذ الهمم من أجل البحث عن المخطوطات , و بخاصه مخطوطات العهد الجديد , و من أجل جدولة القراءات المختلفه التى توجد فى هذه المخطوطات .
بدأت مرحلة البحث فى أرجاء مكتبات أوربا , كان نتيجتها أن نشرت سلسة من الأعمال خلال القرنين الماضيين ( و لا يزال حتى الآن كلما تهيأت الظروف) , و كان للدارسين الإنجليز و الألمان قصب السبق فى هذا العمل .
استمرت طباعة " النص المستلم اليونانى " دون احداث أى تغيير فيه , و لكن القراءات المختلفه كانت توضع كتذييل معه(فى الحاشية يقصد) , و جرى جدولة و ترقيم المخطوطات حتى يسهل استخدامها و العزو اليها .
أشير الى المخطوطات ذات الحروف الكبيره بحروف كبيره من الأبجديه اللاتينيه و اليونانيه , و أشير الى مخطوطات الحروف الصغيره بالأرقام العربيه , و استمر هذا النظام فى العمل ( مع بعض التعديلات الضروريه) حتى يومنا هذا .
ربما يجدر بنا أن نشير الى بعض الملامح الرئيسيه لهذا العمل .....ظهر فى القرن السادس عشر و السابع عشر عدة طبعات فاخره للكتاب المقدس فى العديد من اللغات , و لهذا تعرف باسم " الكتب المقدسه المتقنه بلغات عديده" ( بوليجلوت بايبلز) .
كان أولها ال " كومبلو تينسيان بوليجلوت " عام 1522 م , التى أشرنا لها سابقا , التى احتوت فى ستة مجلدات على العهد القديم بالعبريه و اللاتينيه و اليونانيه ( مع ترجمه لاتينيه ما بين السطور) , و على العهد الجديد باليونانيه و اللاتينيه .
ثم ظهرت ال " أنت ويرب بوليجلوت " ( 1569-1572) فى ثمان مجلدات , أضيفت فيها النسخه السيريانيه ( مع ترجمه لاتينيه) ثم ظهرت ال " باريس بوليجلوت " ( 1629-1645) , فى عشر مجلدات ضخمه , التى أضافت العربيه ( مع ترجمه لاتينيه أيضا) و الأسفار الخمسه السامريه الى اللغات الأخرى , و أخيرا " لندن بوليجلوت" ( 1657م) فى ثمانية مجلدات , حررت بواسطة " برايان والتون " , التى بلغ فيها مجموع اللغات سبعه , و هى العبريه ( للعهد القديم فقط) , اليونانيه , اللاتينيه , السيريانيه , الإثيوبيه , العربيه , الفارسيه ( للعهد الجديد فقط) , مع ترجمات لاتينيه , بجوار الأسفار الخمسه السامريه و العديد من " الترجومات" أو إعادة الصياغات .
هذه المجلدات الضخمه قد تجدها اليوم على أرفف المكتبات الكبرى , أو فى المجموعات القديمه التى توجد فى الكليات و المدارس , و تشعرك بالرهبه نظرا لكمية الجهد المبذول فى تجميعها , و لكن لا يوجد لأى منها قيمه نقديه باستثناء العمل الذى أضاف فيه " والتون " ملحوظات عن قراءات المخطوطه السكندريه , و بالتالى جعلها فى متناول دراسات الباحثين .
و قد أضاف أيضا قراءات موجوده فى خمسة عشر مخطوطه , بخلاف الخمسة عشر مخطوطه التى استخدمها " استفانوس" , و من ضمن هذه المخطوطات اثنتان ذات قيمه كبيره و يرجع زمنها الى العصور القديمه , و هى المخطوطه بيزا للأناجيل و الأعمال ( القرن الخامس) , و المخطوطه الكلارومونتانيه لرسائل بولس ( القرن السادس) .

الخطوات التاليه تمت فى انجلترا أيضا ...فى عام 1675 قام الدكتور " جون فيل" كاهن كنيسة المسيح و بطل أحد المقاطع الشعريه الشهيره بطباعة جهاز نقدى و الذى ادعى أنه استخدمه على أكثر من مائة مخطوطه , بإضافة عدد من المخطوطات " البودليه" الى التى حصل عليها من " استفانوس" و " والتون" و آخرون , و باستخدام النسخ القبطيه و القوطيه .

و لكن العمل الذى يمثل الذروه فى الأعمال الإنجليزيه كان فى القرن السابع عشر , و قام به " جون ميل" و الذى شجعه عليه و ساعده فيه " فيل" , حيث قام " جون ميل" بتجميع الموازنات ما بين النصوص خلال مده تتجاوز الربع قرن , و فى النهايه أنتج عهدا جديدا فى عام 1707م , و الذى ربط فيه نص " استفانوس" بالقراءات المختلفه التى توجد فى ثمانيه و سبعين مخطوطه أخرى بخلاف التى استخدمها استفانوس , مع كل النسخ التى تحصل عليها , و ( لأول مره) اقتباسات الكتاب المسيحيين الأوائل من النصوص المقدسه , و التى تعد شهادتهم بخصوص النص ذات قيمه كبيره , و كتب " جون ميل" مقدمة متقنه , التى يمكن أن يقال عنها بكل إنصاف أنها أرست قواعد علم النقد النصى للعهد الجديد .
لقد كان عملا عظيما , و مع ذلك فقد هاجمه بعض الذين ظنوا أن هذا العمل يلقى بظلال الشك على سلامة الكتب المقدسه , من خلال عرض القراءات المختلفه الكثيره , و التى ظلت محورا أساسيا لعمل الدارسين للعهد الجديد لمدة طويله بعد ذلك .
دافع عن هذا العمل بحراره العالم العظيم " ريتشارد بنتلى" ضد أولئك الذى ظنوا بجهلهم أن توقير الكتاب المقدس يستلزم قبول نص خاطىء دون اخضاعه للنقد , بدلا من مواجهة الحقائق و محاولة الوصول اليها عن طريق العمل البحثى المعتمد على الأدله .

و لكن فى ظل هذا الجو العدائى , فقد توقف العمل البحثى فى إنجلترا لمدة قرن كامل , و تحولت القياده الى ألمانيا فى النهايه , عن طريق تنقيح المراجعة التى تمت للنص وفقا للأدله التى بحوذة العلماء .
ان بنتلى نفسه ( الذى لم يكن ليردعه أى نقد) كان يأمل فى إعداد نسخه للعهد الجديد مع نص منقح , و لكنه لم يتجاوز ابدا مرحلة جمع المواد اللازمه لهذا العمل , و لكن هناك عالمان آخران أقل صيتا هما " ادوارد ويلز" ( فى 1709-1719) و " ويليام ميس " و هو قس مشيخى ( فى 1729م) , أنتجوا طبعات بهذه المواصفات اعتمادا على الأدله التى جمعها " ميل " .
هوجمت كلتا الطبعتين بعنف فى بلادهما , و لم تترك أثرا على مسار النقد , و لكن الباحثين الألمان المعاصرين أظهروا احترما شديدا لهما , و أوضحوا أن الكثره الكاثره من هذه التصحيحات التى قاموا بها على " النص المستلم" , قد أكدها البحث العلمى فى القرن التاسع عشر .و أما فى بلادهم , فقد كانوا أنبياء بلا كرامه.
و لا يعرف سوى القليل جدا من الاسهامات الإنجليزيه فى هذا المجال خلال القرن التالى .
لم يكن العمل فى مجال مراجعة النصوص أمرا مستحسنا فى كافة أنحاء العالم , و لكن بالرغم من ذلك فقد استمر العمل على جمع الأدله و فهرسة المخطوطات بصوره حثيثه .
كان هناك تلميذ سويسرى لـ " بنتلى " هو " جاى جاى ويتستين " , و هو أول من جمع قائمة بالمخطوطات مع وسيله للتعريف باسمها ( كما شرحنا بالأعلى) , و التى جرى اتباعها بشكل عام منذ ذلك الحين , و قد نشرت قائمته فى عام 1751-1752 م , مكونة من 21 مخطوطه من الحروف الكبيره , و أكثر من 250 مخطوطه من الحروف الصغيره , و أضاف " سى اف ماتثاى " 57 مخطوطه الى هذه القائمه فى عام 1782-1788م , و عدد قليل آخر فى عام 1803- 1807 م .
أضيف لها أيضا بواسطة " ألتر" من المكتبه الامبرياليه بفيينا , و بواسطة ثلاثة علماء دنماركيين من مكتبات مختلفه فى ايطاليا و ألمانيا و أسبانيا , الذين واصلوا عملهم فى هذا الأمر حتى نهاية القرن ,
و كل ما فعل حتى الآن خلال السنين المبكره من القرن التاسع عشر فى مسألة فهرسة المخطوطات ان أجملها و شرحها بصوره موسعه " جاى ام أيه شولز " , الذى نشر فى عام 1830-1836 م كاتلوجا عن مخطوطات العهد الجديد الذى تضمن 26 من مخطوطات الحرف الكبير و 469 من مخطوطات الحرف الصغير للأناجيل , و ثمانيه من مخطوطات الحرف الكبير , و 192 من مخطوطات الحرف الصغير لسفر الأعمال و الرسائل الكاثوليكيه , و تسعه من مخطوطات الحرف الكبير و 264 من مخطوطات الحرف الصغير لرسائل بولس , و ثلاثه من مخطوطات الحرف الكبير و 88 من مخطوطات الحرف الصغير لسفر الرؤيا , بالإضافه الى 239 من كتب القراءات الكنسيه و مجموعه من الدروس التى تقرأ فى الكنائس .
لم يكن هدف " شولز " فحص المخطوطات بل فهرستها , بحيث يعرف الآخرون المواد المتوفره بين أيديهم و التى يستطيعون العمل عليها , و شكلت لائحته عن العيوب الأساس الذى جرى مواصلته و البناء عليه , و حتى الآن بلغ المجموع خمسة آلاف .
ان الفتره التى جرى فيها " مجرد جمع " للمخطوطات على حساب أى شىء آخر امتدت من الفتره من عام 1627 م , عندما أتت المخطوطه السكندريه الى انجلترا , وصولا الى عام 1830 م , عندما بدأ " شولز" بنشر كتالوجه , و هى فتره تبلغ حوالى 200 سنه .
بدأت فترة جديده , كما سنرى , فى عام 1831م , و لكن ربما يكون من المفيد حاليا أن نلخص ما تم التوصل اليه .ان ضبط الأرقام أمر خادع , لأن بعض المخطوطات تحتوى على العهد الجديد بأكمله , بينما الآخرى ( و هى الكثره الكاثره) تحتوى على جزء منه فقط , الأناجيل , أو سفر الأعمال و الرسائل الكاثوليكيه , أو رسائل بولس , أو سفر الرؤيا , و لكن يمكننا أن نتكلم فى نطاق أن الدارسين على وعى بحوالى ألف مخطوطه تقريبا .
تشكل مخطوطات الحرف الصغير الجزء الأعظم منها الى حد كبير , و التى تعود الى القرن العاشر أو فتره متأخره عن هذا , و لكن يوجد أيضا مخطوطات الحرف الكبير التى تعود الى فترة مبكره و لها أهمية رئيسيه , و أقدمها و أهمها هى المخطوطه الفاتيكانيه و التى توجد فى مكتبة الفاتيكان منذ عام 1481 م على الأقل , و لكن بالرغم من استفادة البابا " سكستوس" منها فى طبعته للنسخه السبعينيه , فإنها لم تحظ باهتمام كبير فيما يتعلق بالعهد الجديد .
كان لدى " بنتلى" ترتيبا مصنوعا منها , و لكنه لم يستفد منه , و قد استفاد الباحثون منها بدرجة تقل أو تكثر , و لكن هذا لم يحدث الا بعد أن نقلت الى باريس بواسطة نابليون , مع غنيمة أخرى من ايطاليا , و شدت انتباه عالم ألمانى يدعى " هج " الذى أعلن عن عمر هذه المخطوطه و قيمتها .
و عندما عادت الى روما بعد سقوط نابليون , قامت سلطات الفاتيكان بحجبها عن الدارسين الأجانب , لأنه كان لديهم أمل أن ينشروها هم بأنفسهم , و لكن طبعتهم تأخرت حتى عام 1857م , و قد نفذت بشكل سىء جدا لدرجة أنها لم تكن نافعه , و بالتالى فحتى هذه الفتره التى وصلنا اليها لم تكن المخطوطه الفاتيكانيه معروفه أو تحظى بتقدير

كانت المخطوطتان الوحيدتان من الطبقه الأولى المعروفتان بشكل كامل هما المخطوطه السكندريه و مخطوطة بيزا , و كلاهما فى انجلترا .
قام " والتون " و " ميل " و ناشرون آخرون بفحص المخطوطه السكندريه , و تم نشرها بشكل كامل عام 1786م , و قد لاحظ الجميع أهميتها و تصدرها لأهم مخطوطات العهد الجديد .
كانت المخطوطه " بيزا" قد استخدمت بشكل محدود بواسطة " استفانوس" و " بيزا" , و قام بفحصها بالكامل " والتون " و ناشرون أخرون , و نشرت عام 1793م بواسطة جامعة كامبريدج , و لكن صفاتها الغريبه , و اختلافاتها الملحوظه عن النص المقبول من الجميع ( الذى سنتكلم عنه بتفصيل لاحقا) جعل الناس ينظرون اليها بشك , و بالتالى لم يعول عليها كثيرا .
كانت هناك مخطوطتان جديدتان تعودان لفترة مبكره لأجزاء أخرى من العهد الجديد , و هما المخطوطه " لاوديانوس" لسفر الأعمال فى أكسفورد ( نشرت بالكامل بواسطة " هيرن" فى عام 1715م) , و المخطوطه " كلارومونتانوس" لرسائل بولس فى باريس , و كلاهما تعودان تقريبا الى القرن السادس .
سوف يتضح بالتالى أن الدارسين فى هذه الفتره لم تكن لديهم معرفة كبيره بالمخطوطات التى تعود الى زمن مبكر , و بالتالى لا بد أن نلتمس لهم العذر فى عدم ملاحظتهم لأوجه الخلل فى النص الذى اعتادوا عليه .
لقد كانوا متأثرين بكمية المخطوطات الكبيره التى تعود الى فترة متأخره - مع بعض الاستثناءات البسيطه- , و التى تحتوى معظمها تقريبا على النص البيزنطى المتأخر الذى ترسخ فى " النص المستلم " لاستفانوس .
بالرغم من ذلك , أخذ البعص الخطوات الأولى فى تقييم الأدله بناء على أسس البحث العلمى, و كان " بنتلى" ليفعل ذلك لو ظهرت طبعته للنور , و لكن هناك آخرون حققوا انجازا ما , و بالرغم أن عملهم لم يلق القبول التام من معاصريهم , فإنه ينظر اليه بعين التقدير الآن .

هناك ثلاثة علماء يستحقون أن نذكرهم , لأنهم وضعوا حجر الأساس لأسس النقد النصى للعهد الجديد التى نعمل بها اليوم ....أولهم هو "جاى ايه بنجل" و الذى قام فى الطبعه التى نشرت عام 1734م - لأول مره- بتقسيم النصوص أو المستندات التى يستشهد بها , و قد لاحظ أهمية الصفات المميزه لكل مجموعه منها , و التى تفيد فى تقييم قيمة الشواهد , و ليس فقط مجرد الاعتماد على كمية الشواهد .

قام بتقسيم الشواهد ( بما فيها الترجمات أو المخطوطات اليونانيه ) الى مجموعتين , سماهما " المجموعه الأفريقيه" و " المجموعه الأسيويه" , و الأولى تتضمن المستندات القديمه قليلة العدد , و التى يبدو أنها انبثقت من مصر و شمال افريقيا , و أما المجموعه الأخيره فتتضمن الكم الكبير من المخطوطات المتأخره , و التى تشكل ما يعرف باسم " النص البيزنطى" أو " النص المستلم" .
قام " جاى اس سيملر" ( 1767م) بتوسيع هذا التقسيم ليصبح ثلاثة اقسام :
أ- السكندرى : و الذى نسبه الى أوريجين و الذى نسب اليه المخطوطات اليونانيه المبكره , و الترجمات السيريانيه و القبطيه و الإثيوبيه.
ب- الشرقى: و مركزه يقع فى أنطاكيه و القسطنطينيه و يتضمن الكم الهائل من المستندات .
ج- الغربى : و الذى يوجد فى الترجمات اللاتينيه و الآباء اللاتين .
أسهب فى هذه الأطروحه و مددها بشكل أوسع تلميذه " جاى جاى جريسباخ" , العالم الشهير فى النقد الكتابى , و الذى عاش فى القرن الثامن عشر , و الذى قام فى ثلاث طبعات ظهرت ما بين أعوام 1774م الى 1805م بتطبيق تقسيم " سيملر" على المواد التى جمعها " ويتستين" , و قام بتوزيع المخطوطات المتنوعه و الترجمات و أقوال الآباء الى مجموعاتها الخاصه بكل دقه .
فى المجموعه السكندريه , قام بوضع ثلاثه من مخطوطات الحروف الكبيره ( بما فيها المخطوطه الأفرايميه -المبكره و لكن غير كامله- فى باريس) , و سته من مخطوطات الحروف الصغيره ,و الترجمات القبطيه و الأثيوبيه و الأرمينيه و السيريانيه المتأخره ( التى تعرف باسم الهيراقليه) و اقتباسات أوريجين و اكليمندس السكندري و يوسابيوس .
فى المجموعه الغربيه , وضع المخطوطه بيزا و الترجمات اللاتينيه و أحيانا البشيتا السريانيه .
فى المجموعه الشرقيه أو القسطنطينيه , قام بوضع المخطوطه السكندريه و المخطوطات المتأخره .
و كما هو الحال عند " بنجيل" و " سيملر" فقد نظر الى المجموعات الصغيره التى تتضمن الشواهد المبكره بوصفها ذات مقام أعلى من المجموعات التى تتضمن أعداد كبيره من المخطوطات المتأخره مثل " المجموعه القسطنطينيه أو البيزنطيه " .
ان هذا التقسيم برغم تعديله بواسطة النقد الأدق فى بعض جزئياته , يظل بشكل عام حجر الأساس لنظرية النقد الحديثه .
لقد أسس بناء على ملاحظة وجود روابط داخليه ما بين بعض المستندات , و التى تدل على أن هذه المستندات تعود فى أصلها الى مستند مشترك أو عدة مستندات مشتركه ....و الأمر الثانى أن " القيمه " مفضله على " الكميه" ....و الأمر الثالث أنه يمكن التعرف على " قيمة المستند " بناء على الاحتماليه الداخليه .
بناء على هذه الأسس , اتضح ان كمية المستندات الكثيره التى تعود الى عصر متأخر لا تشكل سوى صورة متأخره من النص , و اننا اذا أردنا الوصول الى الحقيقه فعلينا أن ننظر الى مجموعة الشواهد الصغيره التى تسبق هذه المستندات المتأخره فى الزمن أو التى لم تتأثر بالمؤثرات التى تعرضت لها هذه المستندات المتأخره .
كان هذا المبدأ مرفوضا تماما فى العصر الذى ظهر فيه , و حدث نزاع شديد بخصوصه كما سنرى لاحقا , و لكنه المبدأ الذى تم تطبيقه بشكل عالمى بواسطة المحررين للنصوص الكلاسيكيه القديمه , و الذى يقبله الآن كل علماء النقد الكتابي. و سوف نرى المراحل الأخيره من النزاع عند حديثنا عن الترجمه الإنجليزيه المنقحه لعام 1881 م .



المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محمد في الكتاب المقدس نور الإسلام كتب ومراجع مسيحية 0 30-05-2013 06:34 AM
الملكوت في الكتاب المقدس نور الإسلام لاهوتيات 0 15-05-2013 06:09 PM
محمد في الكتاب المقدس نور الإسلام لاهوتيات 0 30-09-2012 04:49 PM
تحريف الكتاب المقدس نور الإسلام لاهوتيات 0 06-08-2012 11:54 AM
فساد أنبياء الكتاب المقدس نور الإسلام لاهوتيات 0 06-08-2012 11:30 AM


الساعة الآن 11:09 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22