صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 18) الطيبي: أمر التجنيد جاءني في إيطاليا فقد كنت أعد مدنيا بعد ترك كنيسة لوغرونيو

الطيبي بلباس الجيش طنجة انتر- 16 يوليو 2014 ( 11:00 ) محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا) محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 11:09 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 18) الطيبي: أمر التجنيد جاءني في إيطاليا فقد كنت أعد مدنيا بعد ترك كنيسة لوغرونيو
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, مدنيا, لوغرونيو, التجنيد, الطيبي:, جالوي, رحلة, إيطاليا, كنيسة





رحلة تيه | (الحلقة 18) الطيبي: أمر التجنيد جاءني في إيطاليا فقد كنت أعد مدنيا بعد ترك كنيسة لوغرونيو 18.jpg
الطيبي بلباس الجيش

طنجة انتر- 16 يوليو 2014 ( 11:00 )
رحلة تيه | (الحلقة 18) الطيبي: أمر التجنيد جاءني في إيطاليا فقد كنت أعد مدنيا بعد ترك كنيسة لوغرونيو 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…
الحلقة الثامنة عشرة:
- الجيش سيشكل منعرجا مهما في قصتك، لنبدأ الحديث عن ذلك منذ توصلك باستدعاء التجنيد الإجباري.
في نظام فرانكو كان المدنيون الإسبان مجبرين على خوض “الكينتا” وهي التجنيد الإجباري، وأنا طبعا كنت أعد إسبانيًا، بحكم أن جميع وثائقي تؤكد ذلك، وهنا أشير إلى أن الكنيسة في سبتة كانت تولت إعداد وثائقي الشخصية، والتي أحمل فيها اسم خيسوس ماريا ديلا أوليفا، المولود في سبتة في 8 دجنبر عام 1943، أي بفارق سنتين عن تاريخ ميلادي الأصلي، وهاته المعلومات هي التي تحملها بطاقتي الشخصية وجواز سفري.
الاستدعاء جاءني وأنا في إيطاليا، وكان أمرا بالالتحاق بقسم التجنيد الإجباري بالعاصمة مدريد، وهناك سلموني قبعة عسكرية وبطاقة لركوب القطار المتوجه إلى ألميرية، وعلى متنه التقيت بالعديد من المجندين الشباب، فوصلنا معا إلى المحطة المقصودة، وهناك وجدنا جنودا في انتظارنا، فطلبوا منا الوقوف في صف واحد، ثم ركبنا شاحنات نقلتنا إلى الثكنة الموجودة خارج المدينة.
وصلنا إلى الثكنة لتبدأ حياتي الجديدة.. كان المكان مقفرا، فصاروا يأخذون معلوماتنا الشخصية، ثم فحصونا وقاسوا أطوالنا وأوزاننا، وتناولنا بعض الطعام، مباشرة بعدها حلقنا شعرنا تماما، وأُخذت لنا صور، ثم وزعت علينا في اليوم الموالي البذل العسكرية.
أذكر أن اللباس العسكري كان أكبر من حجم بعضنا، فكان عليهم أن يستخرجوا بعضا من أموالهم المدخرة ويعطوها لبعض الغجر الموجودين في محيط الثكنة، ليعيدوا خياطتها على مقاسهم.
- كيف كانت تدريباتكم، وفي أي فرقة كُنت؟
في البداية كنا “أُميين” عسكريا، وكان علينا أن نتعلم طريقة المشي والتحية العسكرية، التي لها قواعد خاصة، فالتحية العسكرية الإسبانية تتم ببسط اليد عموديا تقريبا فوق الجبهة، أما الفرنسية فتكون بمد اليد افقيا مع إحكام تقريب الأصابع، وهي المعتمدة في الجيش المغربي، وبعد ذلك كانت خطواتنا الأولى في تعلم استخدام السلاح، قبل أن نصنف كجنود مشاة… ويمكن القول أن الأمور لم تكن شديدة القسوة، فالقسوة الحقيقية ستأتي عندما سألتحق بالمظليين.
- لنبق مع بداياتك، كيف تعلمت حمل السلاح؟
بعد أسبوعين من تدريبات المشي والسلاح ودروس حول الرتب العسكرية، جاءت المرة الاولى التي سأحمل فيها سلاحا ناريا، وكان أول سلاح لي هو “الموسكيتون”، وهو عبارة عن بندقية قديمة الطراز تحمل 5 رصاصات وسادسة احتياطية، ويصوب هذا السلاح إلى حدود 180 مترا، ويزن أقل من كيلوغرامين، ولم نكن نتعلم به إطلاق النار فقط، بل حتى الحركات العسكرية، واستمر هذا التدريب لشهرين.
لا زلت أتذكر أحد زملائي، الذي كان يبكي كلما هم بضرب النار، فيشبعه المدرب شتما قائلا “يا ابن (…) أنت لست رجلا، لا تبك كالنساء أيها الجبان!”، ثم يضربه على رأسه.
- هل كنت مرتاحا داخل الثكنة؟
الواقع أن الحياة لم تكن تخل من صعوبة، فمن لم يكن يملك المال سيظل بلا طعام، فقد كنا نتقاضى شهريا 35 بسيطة، وهو مبلغ هزيل جدا، وكان فطورنا عبارة عن كأس قهوة سوداء مع قطعتين صغيرتين من الخبز، وكنا نظل على هذا الطعام من السابعة صباحا إلى الثانية عشرة زوالا، ومن كان يريد وجبة إضافية عليه أن يقتنيها من الكشك، وكان يبيع مأكولات من بينها سندويشات من لحم الخنزير وحتى الجعة لمن أرادها، وطبعا أنا كنت لا أملك مالا، فأظل جائعا، لكن أحيانا كان أحد زملائي، وأصله من كاتالونيا، يشتري لي بعض الطعام.
- على ذكر الكاتالونيين، هل فعلا كان فرانكو يعاملهم بقسوة؟
الامر ليس كذلك، ففرانكو أصله من غاليسيا شمال غرب إسبانيا، ولا عداوة تاريخية لهاته المنطقة مع كاتالونيا، لكنه كان رجلا عسكريا صارما، لا يتقبل التعالي أو العصيان، وأهل كاتالونيا كانوا دائما يعيشون حياة ترف، فمن المنطقي أن يكونوا أكثر المتضررين من نظام فرانكو.. أما الحديث عن كونه ديكتاتورا، فبمعايير تلك الفترة كانت الأنظمة العسكرية كلها قاسية، وعلينا إذن أن نصف الجينيرال الفرنسي دوغول بدوره بالديكتاتور.
- لنعد إلى يومك في المعسكر، كيف كنت تقضيه؟
كنا بعد الفطور نتوجه للرياضة، ثم تنطلق الدروس والتداريب العسكرية، إلى حدود الزوال، عندها نتوجه للغذاء، وكان يتكون غالبا من القطاني، أما يوم يطبخ اللحم، فيكون بمثابة احتفال كبير للمجندين.. كنا نعيش هذا الروتين اليومي طيلة فترة التدريب، أما العطلة فهي محدد في شهر سنويا، لكن أانا لن أطيل المقام هناك.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, مدنيا, لوغرونيو, التجنيد, الطيبي:, جالوي, رحلة, إيطاليا, كنيسة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 17) الطيبي: قررت الرحيل إلى إيطاليا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:06 AM
رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:02 AM
رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:59 AM
رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:57 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM


الساعة الآن 08:41 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22