صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > هدي الإسلام

هدي الإسلام معلومات ومواضيع إسلامية مفيدة

قصة أبو عبدالله أيوب بن عبدالله العماني

جاء أم عبدالله الطلق فأخذتها للمستشفى ثم بعد أن وقعت على الأوراق وحجزوا لها سريرا رجعت للبيت وحاولت أن أنام قليلا أغلقت الجوال من عناء اليوم السابق .. وبعد نصف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-2014 ~ 11:47 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي قصة أبو عبدالله أيوب بن عبدالله العماني
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012






جاء أم عبدالله الطلق فأخذتها للمستشفى ثم بعد أن وقعت على الأوراق وحجزوا لها سريرا رجعت للبيت وحاولت أن أنام قليلا أغلقت الجوال من عناء اليوم السابق .. وبعد نصف ساعة فتحت الجوال إذا برسالة منها بأن الدكتور يريدني .. اتصلت بها ما الخبر ؟ قالت ما أدري .. وضعت غلاما وأخذوه ولكن الطبيب يريد والده .. ذهبت وإلا يكثر من التحقق إن كنت والد الغلام .. ثم أخذني لقسم الأطفال المواليد .. ثم أخذني لقسم المواليد الخُدج .. فانقبض قلبي .. ثم إذا به يشير لولد على ظهره بقعة بيضاء مخضرة بحجم الدرهم .. فسألني بسذاجة غريبة لا تليق بالأطباء : تعرف ما هذا ؟ .. أنا لم أرد عليه وظللت أنظر للبقعة على ظهر الولد المقلوب على بطنه أقول في نفسي : لو لم يكن هذا هو النخاع الشوكي فلا أدري ما هو ! .. ثم قال : هذا النخاع الشوكي .. ثم صفعني بالبشارة الجميلة وقال : إبنك هذا سيكون مشلولا مجنونا ليس أكثر من كومة لحم أنتم مبتلين به ( انتهى كلامه ) .. هو كان يتوقع مني أن أضطرب أو أتوتر أو ارفع صوتي .. فما زدت أن نظرت للفتى ثم أطرقت للأرض وقلت ثلاث كلمات بالكاد سمعت نفسي وسمعني : لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. الحمدلله .. الحمدلله .. فشعر الرجل أنه قال حماقة كبيرة فقال : أنا آسف .. ابتسمت قلت بهدوء : لا باس إن شاء الله .. الحمدلله .. فكررها : أنا آسف .. وهم بذلك يقلدون الغرب لأن هذه الكلمة لا تحمل معنى الإعتذار بل المواساة .. فقلت : يا دكتور .. أنا رجل مسلم .. وهذا لم تخلقه أنت ولا أنا .. هو جاء هكذا .. الحمدلله .. ولم أقل له إني رجل مؤمن لأني والله استحيت من الله أن أزعم أني مؤمن وأنا دخلت في قاعة الإمتحان وصرت الان إما أن أنجح وإما أن أفشل .. وكنت أدرك أني دخلت امتحانا صعبا وبلاء كبيرا أأصبر أم أجزع ؟ .. كنت أتكلم معه بهدوء شديد وصوتي منخفض .. لا أكون هكذا إلا في الكروب الكبيرة أهدأ وتعلوني السكينة حتى لا أعرف نفسي .. ثم قال موضوعه عند الدكتور فلان جراح المخ والأعصاب تأتي في الصباح وتجده إن شاء الله .. ثم خرجت من عنده وأنا أمشي بهدوء وبي من الداخل من الكرب ما لا يعلمه غير الله ..............


خرجت من عنده وأنا أمشي بهدوء وبي من الداخل من الكرب ما لا يعلمه غير الله .. ركبت سيارتي وسقت كأهدأ ما أسوق قط .. أظنني ما تجاوزت سرعة 40 كيلومتر في الساعة طيلة المسافة من المستشفى للبيت .. دخلت البيت وجلست على سريري أتأمل الحال وأظنني عضضت إصبعي السبابة بقوة لأتأكد أني في الواقع ولست في حلم مزعج سيتلوه استيقاظ وحمدلة .. ثم دعوت الله بأن يرزقني الرضا والثبات .. ما سألته أي شئ آخر .. كنت هذه الليلة أنانيا جدا لم أدعو لغير نفسي .. سألت الله الرضا بقضاءه وسألته أن يرضى عني ويثبتني .. ثم لما كان الصبح ذهبت وقابلت الدكتور فكان عنده علم بالموضوع بكامله فشرح لي وأطال الشرح عن كيف أن هذا ليس مرضا بل هو حالة غير مفهومة لا سبب لها تأتي بعض الأطفال بصورة شديدة الندرة .. هي طفرة جينية مباشرة وليس مرضا وراثيا ولا غيره ولا يُعلم له سبب يقال له ( سباينا بيفيدا spina bifida ) .. والأهم من ذلك كله أنه لا علاج له البتة في العالم كله .. وولدي كانت له مشكلة أخرى أهم من السباينا بيفيديا .. أن عنده تفاقما في السائل السحائي في الدماغ وأحيانا تأتي الحالتان متصاحبتان في الأطفال .. فتحتاج لعمليتين الأولى تغطية النخاع الشوكي كمجرد عملية تجميل والثانية هو زرع أنبوبين في راسه لتفريغ السائل السحائي للبطن ويتم تمريره من تحت الجلد من الراس حتى البطن .. الذين قمع العمود الفقري غير مفتوح حتى هؤلاء لا علاج لهم ولا ينجون من شلل سفلي جزئي .. بينما ولدي له ثلاث فقرات بالكامل مفتوحة كليا بالعمود الفقري قد خرج منها النخاع الشوكي - يعني حالة مستعصية جدا - أما العمود الفقري فمجرد تجميل وتغطية النخاع وليس علاجا في شئ .. وأما الذي بالرأس فحتى لا يكون هناك ضمور في الفص الدماغي فيجب تفريغ الماء الزائد عن المخ .. فذهبت للبيت ودعوت الله أن يكتب في الولد خيرته .. والله أشفقت عليه من الحياة ذليلا محتاجا لإحسان الناس .. فكرت فيه عميقا جدا .. فكرت فيه لأربعين سنة قادمة .. أبواه فسيموتان .. إخوته فسيتزوجون وينشغلون .. فما الذي سيكون حاله وهو كومة من اللحم والجنون ؟! .. لن يطيقه أحد ولن يجد حوله أحدا .. فرحمته رحمة شديدة ودعوت الله بشديد الإضطرار أن إذا كانت حياته ستذله هكذا فاللهم اقبضه إليك وارحمه من كبد الدنيا .. كان دعاء الوالد الرحيم العارف بما سيؤول إليه حاله إنه مات أبوه وأمه ولن يكون إخوته مثل أبويه في رحمتهم له .. رحمته رحمة تسع الدنيا كلها فدعوت الله أن يأخذه إليه ويأجرني فيه ويدخلني به الجنة .. وإن كان الله أراد له الخير فليعنني وأمَه على الصبر عليه واحتساب الأجر فيه .. لاني كرجل مطلع جدا على الطب الباطني والطب البديل وغيره أعرف أنه سيكون غير قادر لا على التغوط ولا على البول ولا على الأكل ولا على شئ نهائيا من أمر نفسه سيعيش محتاجا للناس حتى في الحركة لأنه كل نصف ساعة يجب تحريكه حتى لا يصاب بالتهاب الفراش .. فمن يرضى أن يقوم له بكل ذلك إذا صار رجلا ممتلئا شعرا وقذرا ؟ .. رأيت كل ذلك بين عيني وحسبته وقدرته حق تقديره .. ولأجل ذلك دعوت الله بأن يسترجعه ويرحمه من هذا الذل الشديد .. إن مات أبواه فمن الذي يقوم على تغويطه وتبويله ؟ الأمر عظيم وليس مجرد مولود وخلاص .. فكرت وفكرت وقدرت وقدرت .. ودعوت ودعوت ودعوت .. ثم تركت الأمر والتدبير بين يدي رب العالمين وأرحم الراحمين .. ومن حسن تقدير الله أني كنت قرأت جيدا حول تشريح المخ ووظائفه في أكثر من كتاب أكاديمي متخصص جدا قبل ولادة عبدالباري كأشبه ما يكون الأمر دراسة عميقة على المستوى العالي فنفعني الله بهذا الفهم .. شرح لي الدكتور في أول يوم وأفهمني جيدا .. ثم جلست كل وقتي مع الدكتور google ولم أنم ولم آكل شيئا ثم رجعت له اليوم التالي وناقشته وفي كل مرة يقول : من أين أتيت بهذه المعلومات ؟ أقول له من الدكتور قوقل فيضحك .. لاني ما تركت موقعها ولا جامعة ولا أكاديمية إلا وقرأت فيها كل شئ عن كل شئ يتعلق بهذه الحالة .. المحصلة أنه قال إن جراحة الظهر تجميلية ليست علاجية ولا علاج لها في العالم .. وكان في هذا صادقا بإجماع أطباء العالم أنه لا علاج لها .. والثانية زرع الأنبوع المطاطي تحت الجلد من الراس بعد ثقبه ثم يتم تفريغه بالبطن وكلاهما هو الذي سيجريهما .. وذلك علاجي وليس تجميليا .. وأجمع أطباء الدنيا أن تفاقم السائل السحائي إن لم تُجرى له عملية زرع الأنبوب فإنه سيفضي لضمور المخ بنسبة 100% ولا يمكن أن يبقى المخ على حاله إن لم تحصل زراعة الأنبوب .. ولا سيما أن السائل كان في ولدي نسبته من باقي الفص الدماغي 50% بما يعني أنها نسبة شديدة الكثرة وعالية الخطورة ماداموا يحتمون على إجراء زرع الأنبوب في 30% .. بالنسبة لنا كان يجب زرع أنبوبين اثنين كل واحد بجانب أذن ! .. فسألته هل هناك آثار جانبية أو أضرار من عملية زرع الأنبوب ؟ قال أبدا .. قلت متى سيحتاج لنزعه ؟ قال لن ينزعه إلا أن يبلغ 25 سنة ويستقر حجم راسه وحجم الفصين الدماغيين .. قلت وطيلة هذه المدة ؟ قال يظل على هذا الأنبوب .. هذا في الإجتماع باليوم الأول .. ولكن لما رجعت له سألته .. قلت دكتور أنت أمس أكدت لي بأنه لن يكون هناك تبديل للأنبوب .. ولكن جامعة كامبريدج تقول احتمالية انسداد الأنبوب واردة بين كل سنتين لثلاثة فيحتاج لجراحة جديدة وتغيير الأنبوب ! .. كيف كذا ؟ .. فسقط في يده وقال : أنا ما أردت أخيفك .. قلت له : يا دكتووور - معاتبا شامتا - أنت ذهبت لزوجتي المسكينة وصفعتها بأن ولدها سيكون مجنونا مشلولا .. ستراعيني وتراعيها أكثر من ذلك ؟ ( كان معنى كلامي هو : يا كذاب ) .. وسبب هذا الإخفاء هو أن الدكتور حريص على أن يجري هذه العمليات النادرة حتى تسجل في ملفه الوظيفي كإنجازات كبيرة .. إن نجح كان بياض وجه وامتلاء جيب له وحده يطالب بزيادة راتب وعلاوات .. وإن فشل فخطأ طبي وليمت من يموت فليس هو بأول ميت ولا آخرهم .. وما الذي يهمه هو ؟ فقلت أجر عملية الظهر إن شاء الله .. وأما الراس فلكل حادث حديث .. ثم ذهبت أطالع وأقرأ وأبحث حتى قرّ في نفسي قرار هو أسوأ من الجنون .. استخرت فيه واستخرت حتى قررت .. ثم ذهبت لأم عبدالله بالمستشفى بعد أن أُجريَتْ عملية الظهر التجميلية بنجاح والحمدلله في رابع أو خامس يوم من ولادته وقلت لها : شوفي .. الدكتور يحاول أن يجري له عملية زرع أنبوب في الراس .. وهو يقول إنها ضمونة لأنها بالنسبة له عملية شديدة الأهمية في مساره الوظيفي ثم لما حاصرته بالنقاش والتحقق - بخلاف غيري من الأهالي المساكين يقولون : أنت أدرى يا دكتور - وجدته يريد يعملها لأجل نفسه ومشواره الوظيفي .. وهو خبأ عني الأخطاء والسلبيات الشبه حتمية لهذه العملية .. منها انسداد الأنبوب بين كل سنتين أو ثلاثة وربما أسرع من ذلك .. ومنها امتلاء البطن بالسائل السحائي ويحتاج لعملية شفط ماء من البطن .. ومشاكل كثيرة تترتب على هذه العملية وربما لن يحصل اي نفع نهائيا .. فأنا أرى أن نمتنع عن العلمية .. قالت والحل ؟ قلت ما عليك .. عندي - ضربت لها على صدري - .. ومن حسن حظي فيها أم عبدالله أن عقلها في رأسي .. الذي أقول لها فهو الصحيح بالنسبة لها .. وذلك قليل في الرجال أن يرزق بحليلة تثق في زوجها هكذا وتعتبر كلامه قانونا لا يقبل النقاش لا خوفا منه ولكن ثقة فيه وتصديقا له .. و تأكد أن نفسية زوجتك تجاهك أنت الذي ترسمه .. إن أقنعتها بأنك ثقة مأمون عاقل بصير مشت معك على ذلك .. فقالت : اصنع ما تشاء وأنا معك .. قلت لها - يجب تنويرها لأن الأمر جد - أنا لن أعالجه لا في الرياض ولا غيره لأنهم كلهم نفس هذا برنامجهم وكلهم يجزمون أن هذا أمر لا علاج له وأنه مجرد محاولة استدراك ما يمكن استدراكه وحسب .. سأعالجه بالحبة السوداء .. هؤلاء لم يضمنوا لي نجاح العملية وهمهم ثقب راس ولدي على كل حال .. بينما رسول الله ضمن لي نجاح عمليته وقال : " الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام " ( رواه البخاري ومسلم ) .. قالت طيب .. قلت هم سيغامرون بنتائج غير مضمونة لهم .. ونحن نغامر بنتائج يفترض أن تكون مضمونة لأن رسول الله قال ذلكو ورسول الله لا يقول إلا حقا ولا يجزم إلا بحق ولا يمكن أن يكون كلامه خطأ أبدا .. فما دام قال إنه شفاء فهو إذن شفاء بلا كلام ولا نقاش .. أنت معي ؟ قالت معك .. قلت لن تلوميني بعد ذلك إن لم ننجح .. الجميع يغامر ولكن مغامرتنا أضمن وأقل مخاطرة لأننا نتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينطق يوما عن الهوى وضمن لنا ما لم يضمنوه .. لن تلوميني إن حصل له مكروه ؟ قالت لن ألومك .. قلت باسم الله .. قالت باسم الله .. ( ابتسامة ) .. ثم طمأنتها أكثر وقلت لها : لو كان سينتفخ راسه وينفجر كما يتوعدوننا فلكان سيحصل ذلك طيلة التسعة أشهر وهو في بطنك .. ما عليك منهم ما يهمهم غير إجراء العملية .. ولو كان حقا سينتفخ راسه لانتفخ ببطنك .. نحن لم نكن راكبين على جمال ثم قفزنا منها فوجدنا أنفسنا في سيارات مكيفة .. نحن درسنا ومتعلمين ونعرف أيضا كثيرا مما يعرفون .. فاطمأن قلبها .. ثم بعد ذلك سميته عبدالبارئ .. وأمه ألحت على ضرورة كتابة الهمزة في الياء آخر الإسم ..وطلبت منهم في شهادة الميلاد أن يكتبوها كما هي طلبت .. وسميته لنية وهدف .. جعلت اسمه مملوكا لله مخلوقا له .. ثم جعلت شفاءه بيد خالقه .. البارئ الذي برأه هو الذي يبرئه .. فكان عبدالبارئ .. ( هو الله الخالق البارئ المصور ) و ( وأبرئ الأكمه والأبرص ) .. تفائلت بالإسم عسى بارئه أن يبرئه .. فذهبت اليوم الثاني للدكتور وأخبرته أني لن أوافق على العملية وأريد أخراجه .. جن جنونه ولم يفهم شيئا .. أين ستأخذه ؟ لم أخبره قلت سأتصرف .. تتصرف إزاي ؟ قلت ما عليك أنت .. أعتذر عن قبول العملية .. قلت مش على كيفك .. قلت له وأنا أبتسم ولازلت هادئا : على كيف من ؟ فسكت .. وقال ولكن يا شيخ هذا خطأ .. الولد يجب أن تُجرى له العملية وإلا فسيحصل ضمور في مخه .. يا شيخ أنت رجل دين وأنا أقول لك إتقي الله سينتفخ راسه ويضمر مخه وسيكون مجنونا .. واشتغل علي دور الواعظ وأنا أستمع له وأنا أبتسم .. ثم لما انتهى .. قلت : أعتذر عن إجراء هذه العملية .. أنت الذي قلت إنه سيكون مجنونا فكيف الان تغير الأمر ؟ قال ما أنا حعمل له العملية وسيشفى .. قلت : معلش لن أوافق .. قال طيب حتوديه فين ؟ بريدة ؟ الإخوة أيضا هناك أطباء جيدين ربما أحسن مني ودول أساتذتي .. وبدأ يلعب لي لعبة التواضع والإستعطاف والمسكنة التي أعرفها في مشوار قرائتي في علم النفس ويسموها - التراجع خطوة للوراء - ( ابتسامة ) .. قلت يا دكتور لن آخذه لبريدة .. قال الرياض ؟ قلت دكتور .. معلش لا أريد إجراء العملية وأريد سحبه من المستشفى سامحني ما أقدر .. قال : أوع تقول لي حتوديه البيت وحتعمل له لبخة - هكذا .. ابتسامة - واللبخة أي شغل العطارة والأعشاب ودهن ومسح ومساج .. قلت ما عليك .. سأعالجه .. سآخذه للرياض أو لأمريكا أو للقمر أو لألفاسنتوري - اسم نجمة - .. لما رأى أنه لا فائدة مني اتصل بإدارة المستشفى فطلبوني .. ذهبت لهم وكلمت مدير المستشفى .. ونفس الكلام وعنفني قليلا وأنا كامل الهدوء في منتهى السكينة .. ثم لما ضاق صدري ولكني حافظت على هدوئي فقلت لمدير المستشفى : يا دكتور .. هل تقدرون تعملون له العملية بغير موافقتي و توقيعي ؟ قال لا .. قلت إذن لن تحصلوا عليها إلا إن مت .. لا تتعب نفسك .. وزاد انفعالي وارتفع صوتي وقلت : لن تشق راس ولدي وأنا حي .. لأنه إن مات سواء بيدكم أو بيدي فتأكد أنه لن يبكي عليه أحد غيري بالنسبة لكم مجرد طفل آخر مات .. قال لا قلت بلى .. أقتلوني ثم بصموني وافعلوا ما تفعلون .. أما أن تعملوا له عملية وأنا راسي يشم الهواء فلن تفعلي لو تنطبق السماء بالأرض .. ثم سكت وكنت في قمة التحدي والإنفعال وكان صوتي قد ارتفع عليه .. حتى أذكر أني كلمته آخر كلمات وأنا ماد سبابتي لوجهه .. سكت مندهشا من كلامي المفاجئ وغضبي الشديد .. ثم قال يائسا : ستخرجه على مسؤوليتك .. قلت طبعا على مسؤوليتي وهل أحد مسؤول عنه الان غيري ؟ .. فاتصل بالطبيب وقال دعه يخرجه على مسؤوليته .. رجعت ووقعت وأعطاني الدكتور الجراح رقمه وقال اتصل بي بأي وقت لو لم ترتاح أو فكرت بأن تأتي به .. أيقظني من نومي في أية لحظة .. خرجنا .. ذهبت لمحلات العطارة أبحث عن زيت حبة سوداء للشرب فرأيتها كلها مغشوشة مخلوطة إما بزيت الزيتون أو بزيت السمسم .. بتحركت بالسيارة للرياض - كنت يومها اسكن بالقصيم - وجلبت زيت الحبة السوداء علامة الحصان .. هي أجود ما رأيت في السوق حتى الان .. بدأت من أول يوم مع الشيخ .. أول يوم قطرت في فمه قطرة واحدة من زيت الحبة السوداء - ولازال في اليوم الخامس أو السادس من عمره .. أول يوم قطرة واحدة .. ثاني يوم قطرة صباحا وقطرة مساء .. نعم طعمه شديد اللذاعة ولا يطاق .. و لكنها ضريبة لا بد منها .. وفي ثالث يوم سقيته مليلترا واحدا فقط طيلة اليوم .. وهكذا كل يوم مليلتر واحد إلى أن أكمل شهرا ونحن على ذلك .. نسقيه ونحن نوقن بأنه سيشفى لأن رسول الله قال سيشفى .. إذن سيشفى لا محالة .. ولو جزئيا .. طبعا لا أنصح أحدا أن يفعل مثلي .. أنا رجل أصلا لي بالأعشاب والطب البديل وما فعلته إلا عن علم ودراية .. وفعلي هذا ليس نصيحة ولا توصية لأحد بأن يقلدني .. فعلته عن قلب حاضر ونية شديدة التأكد والناس يختلفون .. وأنا لم أقلد فيه أحدا .. فلا أنصح أحدا أبدا بتقليدي .. إن عملتموه فاعلموه بقناعتكم الشخصية لا بتقليدي .. بقلب حاضر ويقين لا يقين فوقه ولا بعده ولا يقبل الإضطراب ولا حتى بنسبة 00001% على أن الله لا يقول إلا حقا .. ورسول الله لا يقول إلا حقا .. ولأجل ذلك لما عرف الإخوة والأحباب والمشايخ والدعاة وبعض أهل العلم بأني أخرجته من المستشفى لأعالجه بالحبة السوداء جن جنونهم وأيقنوا بجنوني .. فما منهم أحد إلا واتصل بي يعاتبني .. والذي لامني .. والذي قرعني .. كيف أخرجه من المستشفى وهم أهل علم ودراية وفهم ثاقب بينما أعالجه بالحبة السوداء ؟! .. أمجنون أنت يا أيوب ؟ .. بعضهم تهيب أن يكلمني بحزم - خاصة من المعارف المقربين - ومن لا يعرفني تفلسف قليلا وزاد حتى بلغ قلة الادب .. ولا باس فالناس أيسر شئ عندهم هو إسداء النصيحة للغير بداعي وبغير داعي وذلك أمر أتفهمه ويمكنني أن أرد عليه بالسكوت أو الإبتسام .. بل بعضهم ينصح حتى لو لم تستنصحه ثم يغضب إن لم تطعه حتى لو لم تكن طلبت نصحه .. ما علينا فهكذا الناس ولا تنسى أننا في الدنيا فتقبل منها كل ما يأتي منها وتحمل من أهلها كل ما تكرهه فالناس تتكلم بما هي توقنه لا بما أنت توقنه .. أحدهم نهرته بشدة لأنه كان خطيبا وله مستمعين لما كلمني قال إن كلام رسول الله صالح في زمانه ونحن في عصر الطب ليس كل شئ قديم يصلح الان .. فقلت له وقد طفح كيلي : ألا تتقي الله يا شيخ ؟ أنتم تصيحون في الناس من فوق المنبر السنة والسنة وصالحة في كل زمان ومكان ثم تحت المنبر تقولون السنة عتيقة ولا تصلح في زمان الطب ؟ ثم أغلقت في وجهه وما كلمني بعدها ولا كلمته بل حذفت رقمه من عندي .. وبعدها ظللت مغلقا الجوال طول الوقت حتى مر شهر وجاء وقت الموعد الأول للمراجعة و الفحص .. قبل الموعد بعيادة المخ والأعصاب بيوم واحد أجريت له تصوير الراس بالاشعة المقطعية ليطلع عليها الطبيب .. فلما دخلت - أم عبدالله وأنا - بالطفل على الدكتور ورأى رأسه تغير وجهه .. نظر مليا وأمعن حتى رأيت أنه صار وجهه أصفرا أو أخضرا ورأيت الرعشة والإضطراب بشفتيه وكل وجهه .. أظنه خاف أن أفتح ضده شكوى رسمية .. أظنه خاف أن أفتح ضده ملف شكوى رسمية .. الرجل أضاع عقله .. ولا يدري أني لا يمكن أن أصنع ذلك لأني أعرف أن قرار العلاج والشفاء جاء من فوق .. جهات عليا أمرها نافذ جدا .. أخرج جواله من جيبه واتصل بدكتور كلمه بالإنجليزي - وما فطن أني أفهم بعض الإنجليزية - وقال له تعال لعيادتي حالا وهات معك دكتور فلان والدكتور فلان .. هاتهم وتعال بسرعة - هكذا - فإن الطفل الذي كان فيه سباينا بيفيدا حصلت منه بعض المفاجآت ويجب أن تحضر فورا .. بعد خمس دقائق دخل خمسة أطباء اثنان منهم يبدو جليا أنهم مجرد فضوليين التحقوا بالركب المسرع ليعرفوا ما الخبر .. اجتمعوا على سرير الفحص وهم مدهوشين لا يدرون ما الحكاية وما الذي حصل ! .. حتى أني طلبت من زوجي الخروج والإنتظار للخارج وأنا رجعت للخلف حتى التصقت للجدار وهم مشغولين به .. أتوا له بشريط قياس فطوقوا به راسه يقيسون قطره .. ويتحدثون بالإنجليزي بكلمات أنا أزداد معها ابتساما وضحكا من خلفهم .. والدكتور الذي مفروض أن يجري له العملية لم يقدر أن ينطق بحرف من شدة الدهشة .. الطفل لم يزد رأسه إلا سنتمترا واحدا فقط - وهو المعدل الطبيعي جدا للأطفال الأصحاء المستقرين - بينما كانوا يتوقعون ان يزيد ما بين 5 إلى 7 سنتمرات بل حتى الأكاديميات الصحية الكبيرة في المخ والأعصاب يقولون نفس الكلام .. أن عدم إجراء العملية يترتب عليه زيادة قطر الراس من 5 سنتمر بسبب تفاقم السائل السحائي داخل الجمجمة .. فظلوا يقلبون الصبي طيلة عشر دقائق ويرطنون بالإنجليزي ففهمت كثيرا مما قالوا .. ثم قال لي جراح هرم ابيضّت حاجباه كان رئيس قسم المخ والأعصاب بالمستشفى وما ظننت أن له وجودا : إبنك سليم والحمدلله كويس ومافيهوش حاجة وما تخفش عليه ( انتهى ) .. ثم خرجوا من غرفة العيادة وبقيت أنا والدكتور طلبت من أم الغلام ان تأخذه معها .. فسألني بيني وبينه .. قال : إنت وديته فين ؟ .. قلت عالجته .. قال : أيوا عارف .. واضح .. عالجته فين ؟ أصله ده مفيهوش أي أنبوب مزروع في دماغه ! .. إنت عملت إيه ؟ .. أقول بيني وبينكم يا ملتقى أهل الحديث .. قال الله تعالى : ( الان حصحص الحق ) .. الان صار يقول لي بكل تواضع وذلة : إنت عملت إيه .. كأن الذي كلمني قبل شهر كان شخصا آخر .. فابتسمت .. ما عرفت كيف أخبره بها .. فهؤلاء لا يصدقون هذه الحاجات ومن أولها قال لي : أوع توديه البيت وتعمل له لبخه .. أنا ابتسم لا أدري كيف أفجعه بها وهو ينظر لي منتظرا ان اتكلم .. مشكلة ! .. فقلت : يا دكتور .. أنت تصدق رسول الله ؟ .. قال : آه .. قلت : لالا .. هل توقن بأعماق قلبك أن ما يقوله حق ؟ .. سكت قليلا وحس أن المسألة جد وبعد هذه المقدمة كلاما سيأتي .. ثم قال : إن شاء الله .. تلاحظ أنه تراجع خطوة للخلف مرة ثانية .. وباختصار وبلا مقدمات قلت : يا دكتور رسول الله قال الحبة السوداء شفاء من كل داء .. وأنا من يوم أن خرجت من عندك وأنا أقطر في فمه الحبة السوداء إلى صباح اليوم .. فغر فمه وتوسعت عيناه وقال : ياااااامفتري !! .. قلت يا دكتور ألست أنت قلت ستنتفخ راسه ؟ .. في الواقع جميع المواقع والمستشفيات والمتخصصين قالوا مثل قولك .. ولكن هل انتفخ ؟ .. قال مش عارف والله ! .. قلت : كيف مش عارف وانت منذ قليل جلبت نصف أطباء المستشفى لهذه العيادة ؟ .. شفي أم لا ؟ .. قال : آه شفي .. غريبه ! أنا مش فاهم حاجة ! ده كله من الحبة السوداء ؟ .. قلت رسول الله قال هذا .. قال : آه .. صدق رسول الله ( ا نتهى ) لا تحسب أنه صدق كلامي .. هو لم يصدق بأني عالجته بالحبة السوداء وإنما يسايرني بهذه الموافقة ( ابتسامة ) .. ثم قال : مبروك بقه أن الله كفاك العملية أهو بقى زي الفل .. إنت سميته إيه ؟ .. قلت سميته عبدالبارئ .. واسمه من معنيين .. الأول من البرء وهو الخلق لأن الله تعالى قال : ( هو الله الخالق البارئ المصور ) ثم جاء بمعنى الشفاء في قوله على لسان عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم : ( وأبرئ الأكمه والأبرص ) .. فسلمت ملفه لله وحده إذ جعلت خالقه هو الذي يشفيه .. يبرئه بارئه تبارك وتعالى .. فابتسم مستحسنا كلامي .. ولكن بعد قليل سألني - وهي علامة أنه لم يصدق أن هذا الشفاء سببه فقط الحبة السوداء بكل بساطة - .. الرجل فكر ونظر وقال : عماني .. من عمان .. وعمان تشتهر بالسحر .. فتأكد في وهمه أني عالجته بهذه الصورة الكاملة الخرافية بالسحر .. ولا يفعل مثل هذا بهذه الكفاءة غير السحر .. هكذا أوهمه الشيطان ! .. فقال : أنت بتشفي من السحر ؟ .. قلت أعوذ بالله يا دكتور .. الشافي هو الله .. قال : لا بل أقصد تعالج من السحر ؟ .. قلت لا .. فضاقت عينه ولم يصدقني .. الرجل متأكد أن هذا لا يمكن أن يكون إلا بالسحر .. مع أن الأطباء آخر الناس تصديقا للسحر والمس والعين .. ولكن الشيخ عبدالبارئ جعله يؤمن بالسحر ويطلبه .. قلت يا دكتور لك تطلب أم لغيرك ؟ قال بل لي مع بعض أهلي مبتلى بالسحر .. قلت أنا لا أعالج ولكني سأعثر لك على من يرقيكم .. قال لا .. بل أريدك أنت مثلما عالجت عبدالباري تعالجنا .. فقلت سأرى .. كلمت فيه مرة أحد الإخوة الرقاة مستشفعا له فقال طيب لا باس .. فلما كلمت الدكتور قال لي : يا أبوعبدالباري لا تقل لي فلان ولا غيره .. إن أردت أن تعالجنا فنعم وإلا فانسى الموضوع .. إعتذرت منه .. و صار عبدالباري حديث الأطباء وصار كل واحد يعرفه .. لدرجة أنه مرة اندلق على قدمه ماء ساخن وتأذى فجئت به وإذا أحد الأطباء يقول للآخر : ده عبدالباري رجله إتحرقت بالماء السُخنة .. قال الآخر : عبدالباري بتعنا ؟ بتع السباينابفيدا ؟ قال : أيوا عبدالباري بتعنا .. اللي أبوه عماني .. فأقول : صار بتاعهم ! ( ابتسامة ) ولازال يستقر ويحسن حاله حتى تكلم .. حتى ضحك وأضحك معه .. حتى صار يلقي النكات .. هذا الذي قالوا إني سأبتلى بكومة لحم لا عقل ولا حس .. فصار كله حسا وعقلا والحمدلله .. لدرجة أنه هذه الأيام إذا أراد أن يحصل مني على شئ بالأحراج يأتي ويتملقني يقول : بابا .. تثمح لي أجلس جنبك ؟ أول طبعا بابا .. تعال .. فإذا اطمأن يقول : بابا تشتري لي آيكسريم من البقالة ؟ .. فأقول : نعم يا عيار أشتري لك .. أحيانا يقول لي : بابا تثمح لي ألعب بجوالك ؟ أقول لا بابا هذا جوال بابا وليس لعبة .. فيطأطئ متحازنا متباكيا .. أقول له كف عن حركاتك هذه وحيلك واذهب العب مع إخوانك بالكمبيوتر فيرفع راسه ينظر إلي ثم يزحف لإخوته - لأنه لا يقدر أن يمشي وإنما يمشي على كرسي مدولب - .. مرة قال لأمه : ماما أنا أنا أحبك .. فقالت أنا أيضا أحبك .. سكت قليلا ثم قال : ماما أنت روحي .. فالتفتت تنظر إليه لانه قالها لأول مرة وجاءت جميلة منه .. لما رآها سعيدة قال : طيب هاتي جوالك ألعب به .. تقول لما نظرت إليه بعتاب وأحس أن خطته انكشفت انفجر ضحكا لأنه علم أنه أن حيلته فشلت وأنه انكشف .. هذا الذي قالوا سيكون مجنونا ! .. منذ ثلاثة أيام لما جئت من سفري أصر على أن ينام عند بابا .. كلما تريد أن تأخذه لغرفة إخوته لينام عندهم على أسرتهم - في العادة ينام مع عبدالله على سريره - يرفض ويصر على أن ينام بجانب بابا .. فلما زادت عليه النهر بكى بشدة لا يريد أن يخرج من عندنا .. فقلت له : يا بابا .. أنت نونو أم ولد ؟ قال ولد .. قلت والأولاد ألا ينامون مع إخوانهم الأولاد مثلما البنات ينمن مع البنات ؟ .. طيب ما يصلح تنام عند ماما وبابا بينما مكانك عند إخوانك .. صح ؟ .. فهز رأسه موافقا .. ثم قال : طيب هل تسمح لي أنام عندك قليلا ثم أذهب عند إخواني ؟ .. كلمات تقتل من الرحمة .. قلت لا .. بل تنام الليلة كلها عندي وفي حضني .. وغدا تنام عند إخوانك .. إحدى صواحب زوجتي سألتها مرة .. هل أبوه يتحمله ؟ .. قالت يتحمله ؟ أبوه يموت فيه ! .. يقيم الدنيا علينا لو صار له شئ أو سمعه يبكي .. هذا من كثرة ما هو حبيب بابا صار نماما على إخوانه بل يهددهم بأنه سيخبر عليهم بابا .. كان أخوه الأكبر هو الحظي المقرب لبابا وما ظن أحدهم أن أحدا سيقدر أن يسحب البساط من تحت عبدالمجيد .. لو سأل أحدهم من حبيب بابا فعبدالمجيد يشير لصدر نفسه بإبهامه من شدة الثقة .. يوما سألته أمه وتنتظره يقول أنا .. من الذي يحبه بابا أكثر واحد فيكم ؟ فقال : عبدالباري .. قالت بل أنت .. قال لا بل عبدالباري يحبه بابا أكثر منا كلنا .. والان أنا غيرت هذه القناعة السلبية عنده وموقن بأنه أحب الناس إلي .. وعبدالباري أنا أرحمه بشدة .. من النكت أني كنت أسر لكل واحد من أولادي بيني وبينه بأنه أحبهم إلي .. كل واحد بيني وبينه أنه أحب الأولاد إلي ثم أقول لا تقل لإخوتك ذلك حتى لا يحزنوا .. وفي يوم من الأيام تكلم عبدالمجيد متفاخرا ونحن نأكل في شئ من الوجبات قال : أنا أعرف أن بابا يحبني أكثر واحد .. وإذا بالآخر يقول : بل أنا وهو أخبرني .. ثم يقول آخر : بل أنا هو بنفسه أخبرني .. وأنا ساكت - طايح وجهي - لا أتكلم بشئ .. ثم كلهم سكتوا والتفتوا ينظرون إلي بخبث .. لسان حالهم : يا كذااااب .. ( ابتسامة ) .. ثم عالجت ذلك بسرعة والان كل واحد يظن نفسه هو المحبوب المقرب الأكثر لبابا .. في يوم من الأيام رأت زوجي عبدالباري جالس يلعب بشئ من سياراته ثم يتكلم مع نفسه يقول : بابا يحبني أكثر واحد .. هو الوحيد الذي يحبني .. البقية لا يحبوني .. يقبلني .. ويشتري لي .. ويلعب معي .. أنا لا أحبهم .. فقط أحب بابا .. وسر هذا الحب هو أن أمه مرة رأت مناما - لا أذكره الان - وكان ذلك في أول أيام ولادته فعبرته لها بأن هذا الغلام سيتعافى جدا ويحسن حاله ثم يكون قرة عين لي ولها ويحظى من الحب ما لم يحظاه أحد من إخوته .. وحصل .. ثم شفى الله كومة اللحم المجنون المشلول ببركة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم واليقين بأنه لا يقول إلا حقا .. لا يخزي الله من يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لأن مثله حق أن يكون هو المتبوع المصدق .. مادمنا ائتمناه على خبر السماء وتبعناه في الموت والحياة نبتغي الجنة ورضوان الله .. فما لنا لا نتبعه فيما هو أحقر وأسخف من ذلك ؟ .. هو قال شفاء من كل داء .. وغيره قال ( احتمال ) أن علاجهم شفاء .. فنقول : الشك ينقطع باليقين .. شكفهم يطيش أمام تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فكان كما وعد .. عند كلمته صلى الله عليه وسلم .. وأبرأ البارئ عبده .


أسأل الله أن يرزقني وإياكم حسن الإيمان بالله وحسن تصديق رسول الله .. أنا لست بذاك الذي يخطر بالبال في الحقيقة .. ولكنه توفيق من الله من جهة .. ورحمة منه تبارك وتعالى لهذا الغلام المسكين من جهة أخرى .. وإلا فعند الواحد من الذنوب ما يستحي أن يرفع يديه يطلب الله شربة ماء .. بحسبنا غرقنا بذنوبنا .. ولولا الثقة برحمة الله والثقة بأنه يحب أن يُسأل لما تجرأ الواحد أن يقول : يا رب .



المصدر http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=320785

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة جمعة بعنوان: العام الهجريالشيخ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد نور الإسلام خطب إسلامية 0 02-11-2013 04:29 PM
عبدالله بن سلام: قرأ أوصاف النبي في التوراة فلم يتردد في اعتناق الإسلام عندما قابله نور الإسلام هدي الإسلام 1 11-09-2013 07:04 AM
عبدالله بن مسعود .. أول صادح بالقرآن نور الإسلام هدي الإسلام 0 26-04-2013 03:37 PM
مقتــطفات رائــعة :: من مناظرة الداعية وسام عبدالله (هل أعلن يسوع من هو الإله) مع القمص بسيط نور الإسلام مناظرات وحوارات 0 20-02-2013 07:05 AM
مناظرة الأخ وسام عبدالله مع القس عبد المسيح بسيط ...مناظرة هل أعلن المسيح من هو الاله نور الإسلام مناظرات وحوارات 8 02-08-2012 10:56 AM


الساعة الآن 03:42 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22