بوكو حرام وآخرون والجناية المتعمدة على الإسلام وتعاليمه وصورته

المتعمدة, الإسلام, بوكو, حرام, وآخرون, والجناية, وتعاليمه, وصورته

بوكو حرام وآخرون والجناية المتعمدة على الإسلام وتعاليمه وصورته

أ.د. عاصم حمدان
الثلاثاء 20/05/2014


** لم تعد التيارات اليمينية المتطرفة في الغرب والمدفوعة بنزعتها القومية، أو بتعاطفها مع الترهات التلمودية والصهيونية، ولم تعد كذلك مراكز البحث الغربية والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، لم يعد هؤلاء وسواهم بحاجة إلى وضع الخطط المستقبلية للهجوم على الإسلام، وتشويه صورته عن طريق صناعة الإعلام التي يتقنونها، ونعترف بعجزنا عن مجاراتها أو مضاهاتها، فلقد كفاهم مؤونة ذلك كله ما تقدم عليه التيارات المنتسبة إلى الإسلام زورًا من سلوكيات هي أبعد ما تكون عن جوهر الدين الإسلامي، ومقاصد الشرع الحنيف، وفي مقدمتها حركة "بوكو حرام" التي تنشط إرهابيًّا في البلاد الإفريقية مثل نيجيريا، والتي حذرتُ مرات عدّة في مقالاتي بهذه الصحيفة من مغبّة السكوت عن نقدها وتعريتها.
** فقبل مدة أقدمت هذه الجماعة على إتلاف وحرق الكتب والمخطوطات بمدينة "تومبكتو" المعروفة بنشاطها العلمي والمعرفي منذ قرون عدة؛ بذريعة أن هذه المخطوطات تحتوي على مخالفات عَقديَّة.
ولم أطلع على استنكار صريح لهذه الفعلة الشنيعة سوى بيان مقتضب من منظمة التعاون الإسلامي على عهد أمينها السابق الدكتور إحسان أوغلو، ولعل ذلك الصمت غير المبرر من كثير من المنظمات الإسلامية المسؤولة هو الذي شجّعها لارتكاب ما هو أشد وأنكى، فلقد أقدمت هذه الجماعة على اختطاف 200 فتاة من مدرستهنّ بذريعة أنهنّ يتلقين تعليمًا غربيًّا -وهو أمر غير صحيح- وخرج زعيمها في القنوات الأمريكية والغربية متبجحًا ومفتخرًا بفعلته الشنيعة، وأنه مأمور من الرب! بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما زعم بأنه سوف يبيعهنّ كرقيق في سوق النخاسة؛ لأنه مأمور بذلك!!
** ولقد استمعت إلى معالي السيد إياد مدني الأمين الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي في لقاء خاص يعبّر عن استيائه من تسابق القنوات الإعلامية الغربية على تصريحات هذا المتحدّث المعتوه باسم الجماعة، وعدم إتاحة الفرصة للرأي الآخر الذي يعبّر أو يتحدّث بصدق عن جوهر الإسلام وتعاليمه الحقيقية، الموجودة في مدوّنات الفقه الإسلامي والسُّنة النبوية، وخصوصًا في علاقة المسلم بالآخر، ففي كتاب كتبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للناس كافة يتحدّث النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم عن حق الآخر المختلف دينًا في العيش بمأمن وسلام، فهو يؤكد بما أوحاه الله إليه بأن "أحمي حماهم، وأذبَّ عنهم، وعن كنائسهم، وبيعهم، وبيوت صلواتهم، وأن أحرسَ دينهم، وملّتهم أين كانوا بما أحفظ به نفسي وخاصّتي، وأهل الإسلام من ملّتي، وأن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل أذى ومكروه".
** ونصّ هذا الكتاب النبوي أورده الباحث محمد حميد الله في مجموعة الوثائق السياسية.
** وفي الختام لابد من الإشادة والتنويه بما نقلته صحيفة الحياة عن سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي وصف سلوكيات هذه الجماعة بالضلال، مشبِّهًا صنيعهم بالخوارج، ولقد رفع المفتي صوته بالحق بينما -ممّا يؤسف له- صمتَ آخرون في وضع تحتاج الأمة فيه لردع هذه الفئات الضالة.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain

المصدر: طريق الخلاص