صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

أخطاء في ترجمة القرآن إلى الروسية

مكافحة الأدبيات المتطرفة في روسيا دفاع عن الإسلام لا مواجهة معه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-2013 ~ 08:46 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي أخطاء في ترجمة القرآن إلى الروسية
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012





مكافحة الأدبيات المتطرفة في روسيا دفاع عن الإسلام لا مواجهة معه

أخطاء في ترجمة القرآن إلى الروسية 3115-4.jpg الاحترام المتبادل بين ممثلي مختلف الديانات في روسيا أحد أهم الأركان التي تقوم عليها الدولة الروسية حيث يكفل القانون والدستور حرية الاعتقاد الديني والفكري، ويحظر المساس بكل ما هو مقدس لدى ممثلي الديانات الرئيسية في روسيا الاتحادية.
ومع كثرة الوقائع التي تؤكد احترام الإسلام والمسلمين في روسيا، لا يخلو الأمر من بعض المنغصات، وتجري أحياناً بعض الأحداث التي تثير حفيظة المسلمين الروس، نتيجة تصرف إما عن سوء تقدير أو (جهل) بتعاليم ومقدسات الدين الإسلامي. من هذه المنغصات حادثة جرت مؤخراً في واحدة من قرى جمهورية قراشاي- تشيركيسيا العضو في الاتحاد الروسي.

ما جرى في واحدة من قرى قراشاي- تشركيسيا أن رجال الشرطة صادروا ما يقارب خمسة عشر كتاباً من بينها (ترجمة معاني القرآن الكريم) الذي وضعه الفيلسوف والعالم المتخصص بالإسلام إلمير كولييف. وفي تصريح رسمي عن وزارة الداخلية في الجمهورية فإن الكتب التي تمت مصادرتها مدرجة على قائمة الأدبيات المتطرفة بقرار من المحكمة المحلية وأخرى مدرجة على قائمة الأدبيات المتطرفة لدى وزارة العدل الروسية. وقد أثار هذا القرار استياء المسلمين في قراشاي- تشيركيسيا، على حين وضح المحامي والناشط الاجتماعي المعروف رسلان كامبييف أن ما قام به رجال الشرطة عمل غير قانوني لأنه لم يمض بعد ثلاثون يوماً على صدور قرار محكمة منطقة أوكتيابرسك بحظر نشر وتوزيع هذه الكتب، وهي المدة التي يدخل بعدها قرار المحكمة حيز التنفيذ. وأكد كامبييف أن قرار المحكمة المذكور جاء بحق ترجمة صادرة عام 2002 وليس بحق الترجمة التي تمت مصادرتها، ناهيك عن أن محامياً قدم اعتراضاً على قرار المحكمة، ما يعني أن ملف القضية لم يُغلق بعد.
الاستياء من هذا التصرف لم يقتصر على المسلمين في روسيا إذ عبر عدد كبير من الخبراء والشخصيات الاجتماعية الروسية الشهيرة عن استغرابهم لمثل هذا التصرف، واعتبر عدد من الباحثين الروس المتخصصين بالدراسات الإسلامية أن اتهام الترجمة بأنها تحمل أفكاراً متطرفة غير منطقي، على حين أشار ميخائيل بيوتروفسكي، المستشرق الروسي الكبير ومدير متحف الإرميتاج الحكومي إلى أنه «يجب أن يدرك المجتمع ما الممكن وما غير الممكن (...) لقد علمونا أنه لا يجوز أن نتحدث بسوء عن الإنجيل. لكن عن القرآن أيضاً لا يجوز أن نتحدث بسوء. لا يجوز أن نقول عن القرآن إنه (متطرف)».
موجة الاستياء هذه، إلى جانب نشاط المحامين في توضيح الأمر، أدى إلى انتهاء الموضوع بسرعة «حيث قام رجال قسم مكافحة التطرف في وزارة الداخلية في جمهورية قراشاي- تشيركيسيا بإعادة المصادرات إلى صاحب المتجر والاعتذار منه. وهذا تصرف سليم وعقلاني من جانب وزارة الداخلية» وفق ما أكدت الصحفية آسيا كبايفا المتخصصة بشؤون القوقاز والإسلام في روسيا في حديث خاص لـ«الوطن». ورفضت كبايفا وضع الحدث في أي إطار آخر باستثناء أنه جاء «نتيجة ضعف في نص (قانون مكافحة التطرف) وكذلك لأن بعض النواب العامين والقضاء يعتبرون الأعمال الأدبية الإسلامية التقليدية على أنها أدبيات متطرفة». وأضافت كبايفا بهذا الشأن: إنه «من الضروري أن يقوم خبراء متخصصين وذوي خبرة بتقويم محتويات الكتب الدينية. وهذا عمل يقوم به في الوقت الحالي أشخاص أغلبيتهم من حملة تخصصات أخرى، ومن الذين لم يدرسوا الإسلام، تاريخه وتقاليده».
المحامي راويل توغوشيف، الذي يتابع قضية قرار حظر كتاب (ترجمة معاني القرآن الكريم) أشار من جانبه إلى أن مصادرة الكتب لم تكن أكثر من «خطأ ناتج عن عدم معرفة وجهل» وقال في حديث لـ«الوطن» إنه «لا لجان من خبراء بالمعنى المتعارف عليه للمصطلح، لكن هناك في روسيا آليات معينة لتحديد إذا ما كانت الأدبيات تحمل أفكاراً متطرفة أم لا». وأضاف: «أرى أنه من الضروري أن يكون الشخص الذي يقوم بهذه العملية من المسلمين، أي أن يقوم خبير ومتخصص من المسلمين بمراقبة وتدقيق الكتب الإسلامية». واعتبر أنه «من المهم تحسين وتحديث آليات التدقيق وجذب خبراء مختصين للعمل في هذا المجال». كما أكد تمتع المسلمين في روسيا بمطلق الحرية والحقوق في الممارسة الدينية «وليس هناك أي مضايقات أو محظورات من أي جهة».
جدير بالذكر أن مجموعات كبيرة من الكتب والكتيبات الإسلامية المترجمة إلى الروسية انتشرت في روسيا الاتحادية بكثرة في التسعينيات من القرن الماضي، ولم تقتصر الظاهرة على الجمهوريات الإسلامية الأعضاء في الاتحاد الروسي، بل وصل الأمر إلى حد توزيعها في مدن ومناطق حيث الأغلبية من المواطنين الروس من غير المسلمين. وترافقت هذه الظاهرة مع انتشار ما يُعرف باسم (الدعوة) في مختلف المناطق الروسية التي يشكل المسلمون فيها أغلبية، إذ كانت وفود تأتي إلى روسيا قادمة من دول عربية ومن باكستان وأفغانستان بهدف نشر تعاليم الدين الإسلامي بين المسلمين الروس الذين حُرموا طوال سبعين عاماً من العبادة ومن إمكانية التعرف على تعاليم دينهم. حينها استغلت جهات معينة حرية الاعتقاد والفكر في روسيا الاتحادية من جانب، وتعطش المسلمين الروس للتعرف إلى تعاليم دينهم بصورة أفضل من جانب آخر، فدخلت الجماعات التي تحمل الفكر الجهادي من هذه البوابة لنشر أفكار هي في الواقع مجتزأة وبعيدة جداً عن روح الفكر الإسلامي، والهدف الرئيسي لـ(جماعات الدعوة) جذب الشباب المسلم إلى الفكر المتطرف ودفعهم نحو اعتناق فكرة (جهاد) (الكافرين) وإقامة (دولة الخلافة الإسلامية).
الرغبة الجامحة لدى المسلمين في الحصول على المعرفة عن دينهم بعد طول حرمان، جعلهم يتقبلون أي أفكار يطرحها دعاة (الجهاد) وكأنها كلام منزّل لا يمكن التشكيك بصحته ودقته وقانونيته، وعليه يجب الالتزام بتطبيق وتنفيذ هذه الأفكار حرصاً على (مرضاة الله)، الأمر الذي دفع كثيرين إلى التورط والانخراط ضمن مجموعات اعتقدوا أنها تضمن لهم ممارسة واجبات دينهم، على حين كانت هذه المجموعات تمارس حقيقة نشاطاً إرهابياً على المستويين الفكري والجسدي، ما جعل الإسلام عند هؤلاء يتحول إلى فكر هدام، وهو في الواقع فكر بناء معتدل، يحرم سفك الدم، ويحترم الديانات الأخرى.
خطورة الأدبيات التي تقدم الفكر الإسلامي بصورة مشوهة، ونظراً لحجم القتل والدمار الذي مارسته هذه الجماعات في أرجاء روسيا الاتحادية دون أن تستثني مسلماً ولا مسيحياً ولا علمانياً، كل هذا دفع السلطات الروسية إلى العمل على مراقبة الأدبيات العقائدية عموماً، وليس الإسلامية فحسب، للحيلولة دون نشر أي أفكار متطرفة في المجتمع الروسي. وكان المسلمون مع هذه السياسة لأنهم المتضرر الأول والأكبر جراء انتشار ظاهرة (الجهاد) التي اجتاحت جمهوريات عدة في القوقاز، وجعلت المسلم يبدو بنظر الآخرين إرهابياً لا يفقه في الحياة شيئاً سوى القتل.
ومما لا شك فيه أن حادثة مصادرة بعض الأدبيات ومنها (ترجمة معاني القرآن الكريم) جاءت ضمن سياسة مراقبة الأدبيات المتطرفة كخطوة من الخطوات الرئيسية لمواجهة التطرف في مهده، إلا أن سوء تقدير الموقف وعدم الالتزام بالآليات القانونية لعملية ضبط ومصادرة هذه الكتب هو الذي أثار موجة الاستياء هذه. ويحذر خبراء من خطورة تكرار أخطاء كهذه في ظل تربص قوى كثيرة تسعى إلى تعميق الشرخ بين فئات المجتمع مستغلة تعدد الانتماءات الدينية والقومية في الاتحاد الروسي، حين حاولت وصف ما يجري بأنه حرب على الإسلام على حين تأتي مكافحة الأدبيات المجتزأة التي تشوه حقيقة الإسلام للدفاع عنه في واقع الأمر لا العكس.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسلمو روسيا يحذرون من حظر ترجمة للقرآن الكريم نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 02-10-2013 05:14 PM
مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة الرابي اليهودي سعيد الفيومي نور الإسلام لاهوتيات 1 22-10-2012 06:36 AM
أسرى في سجون الإلحاد المسلمون في السجون الروسية مزون الطيب الإسلام والعالم 0 02-03-2012 07:40 PM
مسلمو سريلانكا يحتفلون بأول ترجمة لمعاني القرآن نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 20-02-2012 06:45 AM
أخطاء نحوية مزعومة في القرآن مزون الطيب هدي الإسلام 0 30-01-2012 05:55 PM


الساعة الآن 07:08 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22