صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

تركيا تدرس تكلفة التصعيد مع سوريا

تركيا تدرس تكلفة التصعيد مع سوريا الاحد 27 نوفمبر 2011 ماثيو ريد ـ جيمس تاون ترجمة: هاني عبد القوي مفكرة الاسلام: بعد فترة طويلة من الدفء والتقارب،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-2012 ~ 06:02 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي تركيا تدرس تكلفة التصعيد مع سوريا
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


التصعيد, تدرس, تركيا, تكلفة, سوريا

تركيا تدرس تكلفة التصعيد مع سوريا
الاحد 27 نوفمبر 2011

ماثيو ريد ـ جيمس تاون[1][1]

ترجمة: هاني عبد القوي

مفكرة الاسلام: بعد فترة طويلة من الدفء والتقارب، ازدهرت الروابط بين تركيا وسوريا ووصلت إلى آفاق جديدة في عام 2009، حين بدأ الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والدخول بها إلى مرحلة جديدة، فقد تم رفع القيود على تأشيرات الدخول وازدهرت التجارة البينية بين البلدين بعد شهر من اللقاءات التي عقدت على مستوى رفيع أثمرت عن إنشاء اتفاقية مجلس التعاون الاستراتيجي السوري – التركي والتي ساعدت على إجراء الاتصال المباشر بين البلدين للمرة الأولى مما نتج عنه سلسلة من المعاهدات.

وقد تم عقد اجتماعات على مستوى الوزراء كما أجريت تدريبات عسكرية مشتركة في عام 2009 والعام الذي تلاه، وتكمن أهمية تلك التطورات أنها جاءت بعد عقود من الصراع والتوتر الذي صاحب الحرب الباردة بين البلدين والتي كادت أن تنشب الحرب بسببه مرتان، وقد بدأت كل من سوريا وتركيا من ذلك التاريخ في العمل معًا نحو الوصول لمستقبل علاقات أكثر ودًّا وازدهارًا.

وفي شهر مارس من العام الحالي انقلب الحال وبدأت تزول وتتبخر آمال التقارب والتعاون بين البلدين حين أطلق بشار الأسد قواته على المتظاهرين الديمقراطيين ضده.

وفي البداية حاول القواد الأتراك استثمار العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين البلدين لإيجاد حلول سلمية، فقد قام أردوجان بالاتصال بالأسد مرارًا، كما عاتب أخاه ماهر الأسد لاستمراره في ممارسة عمليات القمع؛ وذلك أملاً في أن ينأى بشار بنفسه عن معترك النظام السياسي، ويوقف عمليات العنف ضد شعبه (جريدة تودايز زمان عدد 10 يونيو)، إلا أن الوضع تفاقم وقامت القوات الموالية للأسد بمهاجمة السفارة التركية في دمشق في الثالث عشر من يونيو، كما قام المسئولون السوريون باتهام الأتراك أن توجهاتهم تأتي من واشنطن، وردت تركيا بالسماح للمعارضة السورية بتنظيم أنفسهم داخل إسطنبول، وذلك كله مع تواصل جهود الحل الدبلوماسية.

وفي أغسطس الماضي قام السفير التركي لدى سوريا بزيارة مدينة حماة التي قام الأسد بتدميرها، وأعلن أردوجان في اليوم التالي عن انفراجة وشيكة لذلك الموقف المتأزم حيث أدلى بتصريح قال فيه: "إنه من الجدير بالذكر أن مبادراتنا قد أثمرت عن نتائج إيجابية، فقد قام سفيرنا بزيارة مدينة حماة، وأفاد أن دبابات الجيش وقوات الأمن بدأت في مغادرة المدينة"، وأضاف أردوجان أن "ما وعد به الأسد من إصلاحات سوف يتحقق خلال أيام معدودة" (وكالة الأنباء الفرنسية في العاشر من شهر أغسطس 2011) ومع ذلك فلم تحدث أية إصلاحات ملموسة، بل إن العنف قد تصاعد.

وقد أعرب أردوجان في سبتمبر الماضي عن أن العلاقات بين البلدين قد تدهورت، وتم تعليق الاتصالات بينهما مما قضى على المكاسب الدبلوماسية التي تحققت في عام 2009.

وأدى الهجوم على السفارة والقنصليات التركية في سوريا في الآونة الأخيرة وتحديدًا في العاشر من نوفمبر الماضي إلى قيام وزير الخارجية السوري بتقديم الاعتذار، كما أدى كذلك إلى قيام وزير الخارجية التركي بعقد لقاء مع المعارضة السورية.

إن موقف تركيا اليوم يعتبر موقفًا "عدائيًّا" ولكنه يتم بضبط النفس.

وبعدما ادعت وسائل الإعلام القومية السورية التابعة للنظام أن ما يجري في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا يعتبر عمليات عزل للاجئين واغتصاب وتعذيب، تعهد أردوجان بالقيام بزيارة تلك المخيمات وهدد بفرض عقوبات أحادية الجانب على سوريا (جريدة حرية وقناة العربية بتاريخ 21 أكتوبر).

وفي أواخر شهر أكتوبر السابق قامت وزارة الخارجية التركية بتصعيد الأمور حينما رتبت لقاء مجموعة من الصحافيين مع العقيد السوري المنشق رياض موسى الأسعد، وهو قائد "الجيش السوري الحر" الذي يقود المقاومة ضد سوريا انطلاقًا من الأراضي التركية (انظر نشرة الإرهاب الموجزة عدد 14 أكتوبر).

كما تغيرت لهجة أردوجان بشكل كبير في هذه الآونة حيث أشار إلى أن المعارضة السورية هي "المقاومة المجيدة" (انظر جريدة تودايز زمان عدد الأول من نوفمبر).

وفي شهر سبتمبر السابق، حذر رئيس الوزراء التركي الرئيسَ السوري بشار الأسد أن "عصر الأنظمة السياسية القمعية قد ولى" (قناة الجزيرة -17 سبتمبر) وأخذت الصحافة التركية نفس منحى أردوجان في مهاجمة سوريا.

ومما زاد من تعقيدات الموقف بين البلدين، الهجمات الإرهابية التي قام بها الانفصاليون الأكراد التابعون لحزب العمال الكردستاني على تركيا، والتي يعتقد الكثيرون في تركيا أنها تمت بإيعاز من سوريا وإيران ردًّا على موقف تركيا المتصلب من سوريا.

ومما يساعد في تهدئة الموقف السياسي لتركيا تجاه سوريا ويجعل موقفها يبدو سلبيًّا بعض الشيء خشيتها من توابع المواجهة مع سوريا، فبالرغم من أن ميل أردوجان نحو إرضاء شعبه سيدعم اتجاهه لإدانة وحشية الرئيس السوري نحو شعبه؛ إلا أنه عند الكشف عن وجود متمردين سوريين في تركيا قامت وزارة الخارجية التركية بكبح جماحهم والحد من تأثيرهم، وبالرغم من التهديدات التي تلقتها تركيا منذ عدة أشهر فإنها لم تقم بفرض عقوبات على سوريا؛ خوفًا من الخسائر التي قد تلحق برجال الأعمال الأتراك أيضًا من جراء ذلك، ومما يزيد الأمر وضوحًا عدم التزام أردوجان على الوفاء بوعده وزيارة المخيمات السورية في تركيا؛ وذلك أن المسئولين الأتراك يقومون بدفع حساب تكلفة التصعيد المحتملة على سوريا، ويعلم الأتراك جيدًا أنه إذا أقدمت تركيا على تشجيع قلب النظام الحاكم السوري فسيؤدي ذلك بسوريا وحليفتها الوحيدة إيران للرد بدعم حزب العمال الكردستاني المناهض للحكم التركي.

وبالرغم من أن العلاقات بين البلدين تشهد مزيدًا من التدهور إلا أن المواجهة العسكرية تظل أمرًا بعيد الاحتمال؛ وذلك أن ضرب حزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا يتطلب عملاً عسكريًّا في العراق بدلاً من سوريا، وكذلك مهاجمة نظام بشار الأسد لتشجيعه للإرهابيين الأكراد يمكن أن يتسبب في نشوب حرب شاملة، بالإضافة إلى أن ذلك لا يحظى بتأثير شعبي داخل تركيا.

وبعد إجراء المزيد من الحوارات يبدو أن تركيا لم تعد تهتم بإنشاء منطقة عازلة للسكان على الحدود السورية، وقد اعترف في شهر أكتوبر الماضي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن خيارات المواجهة العسكرية مطروحة على طاولة النقاش، وإن لم يكن من بينها خيار الغزو العسكري ( جريدة الحرية عدد 7 أكتوبر) وفي الوقت الذي يشير فيه أردوجان إلى اعتبار سوريا (مشكلة داخلية تركية) (جريدة ميليت عدد 31 أكتوبر) فإنه تبرز في الوقت ذاته أصوات أخرى معارضة لهذا الاتجاه داخل الجيش التركي فقد رفض رئيس هيئة الأركان التركي نجدت أوزيل في مقابلة تلفزيونية في شهر أكتوبر السابق اعتبار أن القلاقل والاضطرابات التي تحدث في سوريا هى في المقام الأول تخص تركيا (جريدة ميليت عدد 31 أكتوبر).

ويبدو جليًّا أنه توجد عدة أسباب تجعل من التصعيد العسكري مع سوريا أمرًا بالغ الكلفة بالنسبة للقادة الأتراك، ومن تلك الأسباب احتمال اندلاع حركات إرهابية، وكذلك التعقيدات الذي تتسم به الحلول العسكرية، وأخيرًا التهديدات التي لا يمكن التنبؤ بها، وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تستمر عمليات الإدانة التي تقوم بها تركيا لفترة إلا أن نقطة التحول للتصعيد العسكري قد تأتي بعد عدة أشهر.

إن مشكلة تركيا أن سوريا تعتبر الجار الوحيد لها الذي يتمتع ببعض النفوذ في المنطقة، وتربطه كذلك علاقات اقتصادية مع تركيا، والتي يمكن أن تنقطع لتنتعش العلاقات السابقة مع دول أخرى.

وبالتالي فإن دولاً أخرى سوف تضغط على تركيا لاتخاذ إجراءات حاسمة تجاه سوريا، ولكن في النهاية يظل الخيار العسكري هو الأبعد في الوقت الراهن.

[1][1] ماثيو ريد كاتب متخصص في قضايا الشرق الاوسط.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التصعيد, تدرس, تركيا, تكلفة, سوريا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يحدث داخل "الفاتيكان" - تحرش جنسي بالأطفال نور الإسلام نصرانيات 0 05-07-2013 08:33 PM
قضية تحرش جنسى تطيح بمساعد نتنياهو مزون الطيب أخبار منوعة 0 19-02-2012 07:05 PM
تركيا تدرس تكلفة التصعيد مع سوريا مزون الطيب المقالات 0 10-02-2012 05:30 PM
أمريكا تدرس استخدام الخيار العسكري ضد نظام الأسد مزون الطيب أخبار منوعة 0 10-02-2012 05:15 PM
تركيا وألمانيا تحملان روسيا والصين مسؤولية إراقة الدماء في سوريا مزون الطيب أخبار منوعة 0 06-02-2012 04:51 PM


الساعة الآن 11:02 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22