صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم > الإسلام في أوروبا

تحليل مضمون موقع (معهد القضايا الإسلامية) التابع لاتحاد الإنجيليين الألمان

تحليل مضمون موقع (معهد القضايا الإسلامية) التابع لاتحاد الإنجيليين الألمان ترجمة وعرض: أحمد فتحي يبذُلُ الغَرْب بأعْيُنٍ لا تنام، وجهودٍ مستمِرَّةٍ لا تنقطِعُ، جُهودًا مُضْنيةً لدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-2012 ~ 06:43 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي تحليل مضمون موقع (معهد القضايا الإسلامية) التابع لاتحاد الإنجيليين الألمان
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


تحليل مضمون موقع (معهد القضايا الإسلامية)

التابع لاتحاد الإنجيليين الألمان

ترجمة وعرض: أحمد فتحي


يبذُلُ الغَرْب بأعْيُنٍ لا تنام، وجهودٍ مستمِرَّةٍ لا تنقطِعُ، جُهودًا مُضْنيةً لدراسة ما يتعلّق بالإسلام، وصاغ على أساسٍ من تلك الدِّراسات موقِفَه وسياساتِهِ تجاه الإسلام والمسلمين، بل وشَكَّل عن طريق ذلك أفكارَ كثيرٍ من المسلمين عن أنفُسِهم وعن الإسلام.

ونحن بحاجةٍ إلى القيام بنفس الخُطوة، ولكن في الاتجاه المُعاكِس؛ اتجاه معرفة الغرب ودراسَتِه، واتخاذِ موقفٍ صحيحٍ من مُعْطَياتِهِ السَّلبيَّة والإيجابيَّة، غيرَ أنَّنا بحاجةٍ أيضًا إلى أن نعرِفَ قبلَ ذلك ومَعَه كيف ينظُر إلينا الغربُ، وكيف ينظرون إلى الإسلام، وهذه فريضةٌ واجبةٌ تفرِضُها علينا واجباتُ الدَّعوة والدفاعِ عن معتقداتنا، وليس في معرفة ما يقولون ترفٌ فكريٌ، بل هي ضرورةٌ سواء في حالَتَي الدِّفاع أو الهجوم. وما ينتشِرُ من دِراساتٍ إسلاميَّة على الشبكةِ العنكبوتِيَّة وحدَها لا يستطيع أن يُحِيطَ بدراسَتِهِ فريقٌ كامِلٌ من الباحثين، لكن دراسة بعض المواقع، ومعرفة خطوطِها العريضةِ، يُعْطِي المسلمَ الحريصَ على المعرِفَةِ اطِّلاعًا عامًّا حولَ صورَتِنا وصورةِ الإسلام في أَعْيُنِ الآخرين.

يَتَناول هذا المقالُ - وما يَلِيه من مقالاتٍ - تحليلاً لمضمونٍ واحدٍ من المواقع الاستشراقيَّة التي تم تأسيسُها من قِبَلِ "معهد القضايا الإسلاميَّة" التابع لاتِّحادِ الإنجيلييِّن الألمان. يتميزُ هذا الموقِعُ بأنَّه يُوَجِّه خِطابَه إلى الألمان أنفسِهِم، وهذا الحوار الداخليّ يُعْطِي مِصْداقِيَّة أكبر لِمَا يُقال، فضلًا عن ذلك، فإنَّه يتم التعبيرُ عن الأفكار والأهداف الخاصّة بالموقع بطريقةٍ واضِحَةٍ وصريحةٍ ومُخاطِبة للعَقْليَّة الأوربية، وحتى نبتعدَ عن التَّحيُّزِ الفكريّ أو استنطاقِ الكَلِمات بما لا تقولُه، فسوفَ أقوم بترجمة التعريف الذي يقدمه الموقع لنفسه تحت عنوان: "مَنْ نَحْنُ" عن أسباب نشأتِهِ ووسائِلِه وأهدافِهِ، مع إضافة بعض الجمل التي تربط بين أَجْزاء النَّصِ المُتَرجَم لبيان المعنى.

يبدأ الموقع تعريفَ نفسِهِ بذِكْرِ المُسَلَّمَةِ التي قام عليها، والتي يَرى أنَّها واضحةٌ بنفسِها لا تحتاج إلى استدلالٍ، قائلاً: "لم نَعُدْ في حاجَةٍ إلى بيان أنَّ الإسلام أصبح يُشَكِّل تحدِّياً كبيرًا للكنيسة، والمجتمع، والدَّولة". ثم يَذْكُر مُبَرِّرًا هذا التَّحدِّي بالجُملة التَّالية: "فقد بلغ عددُ المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا حوالي3.2 مليون مسلم، وقرابة 15-20 مليون مسلم في أوروبا كلِّها، أغلبهم سوف يبقى في أوروبا، ولن يعودوا إلى بلادهم مرة أخرى". جاعلاً من مُجرَّد وجود المسلمين بهذا الشَّكْل خَطَرًا يُمْكِن أن نُطلِق عليه "الأَرَق الدِّيمُوغْرافي" لدى الغَرب.

ثم يَصِف في واقِعيَّة صريحةٍ كيف كان يُفكِّر الغرب حين سَمَح بتواجد المسلمين في أوروبا منذ عدَّة عقودٍ: "وقد ساد الاعتقادُ لمدَّةٍ طويلةٍ - من وِجْهَة النظر الغربيَّة والتي هي عَالَمانيِّة في أغلب الأحوال - أنَّ الأقليَّة المُسْلِمة سوف تتكيَّف مع المجتمع بمرور الوقت، بالإضافةِ إلى أنَّهم سوف يَندمجون بسرعةٍ من النَّاحية اللُغَويَّة، عِلاوةً على ذلك فقد كان من المُنْتَظر أنْ يَفْقِد الإسلامُ أهميَّته بطريقةٍ تدريجيَّة في تلك المنطقة التي يعيشون فيها كأقليَّةٍ، وأنْ يتزايدَ تخلِّي الأقليَّة المُسْلِمة عن تطبيق دينها في البيئَة الغربيَّة".

غيرَ أنَّ النتيجة التي وَصَل إليها حالُ المسلمين كانت على غير ما تَشْتَهي السُّفنُ الغربيَّة: "ولكن ما حدث كان على العكس من ذلك تماماً، فإنَّ مُحاوَلات الاندِماج اللُّغويّ لم تأتِ بثمارها التي تمنيناها، فكثيرٌ من أطفال العرب والأتراك يبدءون دراستهم وإجادَتُهم لِلُّغة الألمانيَّة ضعيفةٌ جدًّا أو منعدمةٌ بالكلِّيَّة، والنتيجةُ: أنَّ مُستقْبَل الجيلِ الثَّاني، والثَّالث من المهاجرين يبدو قاتماً؛ نظراً لِقِلَّة وسوءِ فُرَص التَّعليم والعمل".

بلْ إنَّ الأَمْر قد ازداد سُوءاً من وِجْهَة نَظَر القائمين على الموقِع بعودةِ المسلمين إلى الاهتمام بدينهم: "فضلاً عن ذلك فإنَّ العقدين الأخيرين قد شَهِدا تضاعُفاً في عودة الوَعْي بالإسلام مُقترِنا بإعادة التَّوجُّه إلى قِيَم الثَّقافَة الإسلاميَّة المنتَشِرَة في الشرق الأَوْسَط. وفي بعضِ المُدُن الكبيرة نَلْحَظ وجودَ مجتمعاتٍ مُغْلَقة تُمَثِّل "جيتو إسلامي" بالمعنى الدَّقيق للكلمة، ويبدو أنَّ الاستعدادَ لمزِيدٍ من الاندِماج ما زال في تراجُعٍ مُستَمِرٍ، ومع شعورِ المسلمين بالرَّفض من المجتمع الألمانيّ، والإحساسِ بأنَّ الوطن لم يَعُد هُنا (ألمانيا)، ولا هُناك (الموطن الأصلي)؛ فقدْ عاد الإسلامُ مرةً أُخرى ليُشَكِّل أحدَ مُحدِّدات الهُويَّة بالنسبة إلى كثيرٍ من المسلمين، بل أصبح هو هُويَّتهم الأُولى؛ فكثيرٌ من المسلمين اليوم يعتقدون أنَّ الإسلام هو البديل الوحيد للمجتمع الألمانيّ المُلْحِد".


ويَصِل الأمرُ إلى ذُروَته عند الحديث عن الجماعات التي ترى العودة إلى الإسلام في جميع جوانب الحياة الاجتماعيَّة والسياسيَّة: "أمَّا الجماعات النَّاشطة سياسيًّا (الإسلاميين) فإنَّهم يَرْبِطون بين هذه القناعات الدينيَّة والدعوةِ المُتحَمِّسة للإسلام، وبين العمل على انتزاع المزيدِ من الحقوق في المجتمع متعدِّد الثقافات، وقد حَظِيَت بعض تلك القضايا بالتَّأثير في الرأي العام في بعض الأحيان، كما عُرِضَ بعضها الآخر على أعلي درجات المَحاكِم (مثل قضايا: الذَّبح الشرعي، والحجاب، وإعلان الأذان عبرَ مُكَبِّر الصوت)، كما لا يُستَبْعد محاولة استخدام الإسلام من قِبَلِ المتطرِّفين في التحريض الجهادي. فالإسلاميُّون لا يَنْتَمون إلى العُصور الوُسْطى، ولا هُم ضد التكنولوجيا والتقدم، بل على العكس من ذلك، فإنَّ الجيل الثَّاني والثَّالث من المسلمين الذين تَلَقَّوا تعليماً جَيِّداً يسعون إلى الوصول إلى المواقع ذات التَّأثير في المجتمع وفي المجال العلميّ؛ لكي يُقَدِّموا للمجتمع الغربيّ البديلَ الإسلاميّ".

ولأنَّ الإسلام بزَعْمِهم هو صندوقُ الشرِّ الذي نَتَج عنه كلُّ هذه المخاطِرُ - وليس المسلمون فحسب -؛ فإنَّ الهدف المفقود هو توعيةُ الغرب بالإسلام، أو بالأحرى بخطورة الإسلام: "وبالرَّغم من تزايُدِ عدد المسلمين في ألمانيا وأوروبا، وبالرَّغم من زيادة الدعوة العَلَنيَّة للمُنَظَّمات الإسلاميَّة في أوروبا، فإنَّ المعرفة بالإسلام ما زالت في الجُمْلة قليلة فعلاً، وخاصَّةً عندما يكون الحديثُ عن القضايا الجوهريَّة، مثلَ: قانون الزَّواج، والعُقوبات في الإسلام، أو العلاقة بين الإسلام والديمقراطيَّة، أو مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام. وبدون هذه المعرفة المتكامِلَة عن الإسلام فسيبقى الحوارُ بلا فائدةٍ، ولن تُسْفِر الحواراتُ اللَّاهوتيَّة والأصوليَّة الضروريَّة والمُلِحَّة بين المسلمين والمسيحيين عن نتائجَ تُذْكَر. كما أنَّه من المُسْتَبعد أن تضَع الحركات الإسلاميَّة الناشطة سياسيًّا حدًّا يفصلون فيه بين عدم إمكان حرمان المسلمين من مُمَارسة حَقِّهِم الذي تَكْفُله لهم الدولة في ما يخصُّ حريَّة الاعتقاد من جهة، وبين خلط الدين بالسياسة من جِهَةٍ أُخرى".

وبناءً على ذلك فقد تَوَلَّى الموقِعُ مسئوليَّة التعريف بالإسلام من وِجْهَة نظرٍ مسيحيَّة، ومُنازَعة الإسلامييِّن في طريقةِ عَرْضِهم للإسلام: (ولهذا السبب؛ ومنذُ بَدْء تأسيس "معهد القضايا الإسلامية التابع لاتحاد الإنجيلييِّن الألمان" في عام 1999م نشَأَت لَدَينا قناعةٌ احتلَّت مَكَانةً مُهِمَّةً، وهي : ( ألَّا نَدَع "حقل" نَشْر المعلومات عن الإسلام في أَيْدِي المُنَظَّمات الإسلاميَّة فَحَسْب، بل نقوم بدراسَةٍ لهذه القضايا من منظورٍ مسيحيّ، مساهمةً مِنَّا في النِّقاش السياسيّ الاجتماعيّ الرَّاهن. وانطلاقاً من هذا؛ فقد أَعطَينا الأَوْلَويَّة للدِّراسة العِلميَّة والموضوعيَّة للإسلام من خلال تقييمٍ دقيقٍ لكيفِيَّة فَهْمِ المسلمين وعَرْضهم للإسلام، ثمَّ تَلِي ذلك مقارَنةُ هذِهِ المفاهيم الإسلاميَّة بالقِيَم المسيحيَّة والتطبيق الواقعيّ للمجتمعات الغربيَّة.

ووُصولاً إلى فَهْم ما يُناقَش في العالم وفي أوروبا كلِّها حول الإسلام فإنَّ كلَّ عددٍ من مَجَلَّتِنا سوف يُناقِش واحدةً من هذه القضايا الجوهريَّة: هلْ يُسْبِغ الإسلامُ شرعيَّته على الاعتداءات الانتِحاريَّة؟ هلْ يقوم الإسلام بالتَّبشير؟ وكيف يتمُّ ذلك في أوروبا؟ ما هي العلاقة بين اتِّحادات المسلمين الكُبرى والدولة الألمانية؟ كيف يري المسلمون المسيحيين؟)

أمَّا أهمُّ الوسائِلِ التي رآها الموقع مُناسِبةً لاطْلاع الغرب على حقيقة الإسلام فهي: (عَرْض وِجْهَة نظرِ القُرآن والسُّنَّة "المرويات" بطريقةٍ يستطيع أن يَفْهَمَها الجميع، وكذلك آراء العُلماء المُعاصرين. وسوف تُعْطِي مختاراتٌ من الفَتاوى الإسلاميَّة ومواقع الإنترنت العربيَّة نظرةً على وِجْهات النَّظر الإسلاميَّة المختلفة).

ثُمَّ ذَيَّل المعهدُ بذِكْرِ المهام التي تَكَفَّل بتحقيقها كما يلي:
الاهتمام العلميّ الموضوعيّ بالإسلام.
النقاش النقديّ حولَ الإسلام دينًا ونظاماً سياسيًّا واجتماعيّا.
اجتماعاتٌ، وحلقاتُ مناقشةٍ، ومحاضراتٌ، ومطبوعات ٌدوريَّة.
التَّمثيلُ العصريّ للقِيَم والمفاهيم المسيحيَّة.
إعدادُ المسيحييِّن لمواجَهَة المسلمين بطريقةٍ مُناسِبةٍ.

وفي النهاية يرى كاتب هذه السطور أن كثير من دعاة الاندماج في بلاد الغرب بحاجةٍ إلى تَأملِ هذه الحقائِقِ التي يعْرِضُها "معهد القضايا الإسلامية" وغيرُه مِنَ معاهدِ الاسْتشراق في وضوحٍ وصراحةٍ؛ ليعلموا أن ترك الدين هو شرط الاندماج الأساسي، وقد كان يكفيهم تدبر قول الله تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].





المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عندما يعتنق الألمان الإسلام! نور الإسلام لماذا أسلموا؟؟ 0 21-04-2014 03:09 PM
هذه القضايا تهم المرأة مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-12-2012 01:30 PM
إسبانيا: مد أسبوعين إضافيين للمسلمين للصلاة في معهد قديم نور الإسلام الإسلام والعالم 0 28-08-2012 07:59 PM
هذه القضايا تهم المرأة مزون الطيب هدي الإسلام 0 20-08-2012 10:22 AM
تحريف الإنجيليين للدكتور منقذ السقار نور الإسلام لاهوتيات 0 05-02-2012 10:53 AM


الساعة الآن 10:44 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22