صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-2014 ~ 07:30 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 6
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الفصل السابع
في الصحة العامة

7/1 العدوى:
انتقال العدوى ـ سواء بالفيروسات أو البكتريا أو الطفيليات ـ ليس سببا في ذاته للإصابة بالمرض، بل قد ثبت أن تأثيره إنما يكون بأمر الله، إن شاء نشطت الجراثيم واستفحلت، وإن شاء سكنت أو استكانت لجهاز المناعة، وقد أظهرت الدراسة الإحصائية أن من بين آلاف يحملون مرضا معينا ـ وباء كان أم غيره ـ لا يمرض منهم سوى نسبة قليلة من الناس؛ ينشط فيهم الداء دون غيرهم من بني جنسهم، بل إن المرء قد يحمل المرض سنين طوال دونما أعراض، حتى ينشط المرض فجأة دون سبب طبي مفهوم، وهنا يظهر الإعجاز العلمي فيما هدى الله إليه نبيه ليؤكد لنا أن العدوى ليست وحدها سببا حتميا للمرض:
*(لا عَدْوَى ولا طِيَرَة ولا هامَةَ ولا صَفَرَ، وفِرّ مِنَ المَجْذومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ) (البخاري ومسلم).
*(لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا هامَةَ، فقال أعْرابِيٌّ: يا رسولَ اللهِ فما بالُ الإبِلِ تكونُ في الرَّمْلِ كأنَّها الظِّباءُ فيُخالِطُها البَعيرُ الأجْرَبُ فيُجْرِبها؟ قال: فمن أَعْدَى الأَوَّلَ؟). (البخاري ومسلم).
إلا أنه صلى الله عليه وسلم أمرنا بالاحتياط والتحرز عن مخالطة المرضى في حديثه:
*(لا يورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ). (مسلم والبخاري).
كما أمر بعزل المرضى ذوي الأمراض المستعصية، لسد الأبواب أمام انتقالها إلى من لا يملك المناعة الكافية (انظر: الحجر الصحي).
ولتقليل احتمالات انتشار الأمراض لم يغفل الهدى النبوي أن يأمرنا بنظافة الأيدي قبل وبعد تناول الطعام:
*(أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أَرادَ أَنْ يَأْكُلَ وهُوَ جُنُبٌ غَسَلَ يَدَيْه) (ابن ماجة).
*(أنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) أَكَلَ كَتِفَ شاةٍ فَمَضْمَضَ وغَسَلَ يَدَيْهِ) (ابن ماجة).
*(مَنْ باتَ وفي يَدِهِ ريِحُ غَمَر[1] فأصابَهُ شيءٌ فلا يَلومَنَّ إلاّ نَفْسَه) (الترمذي).
*(إذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فلا يَغْمِسْ يَدَهُ في الإناءِ حَتَّى يَغْسِلْها ثَلاثًا، فَإنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ باتَتْ يَدُه) (مسلم).
وأمر بتغطية أواني الطعام لحمايتها من الحشرات والهوام:
*(غَطُّوا الإناءَ وأَوْكُوا السِّقاء) (مسلم).
*(اتقوا الذر -الغبار- فإن فيه النسمة). والمقصود بالنسمة أصغر الكائنات أي ما نسميه الميكروبات[2].
*(أمرنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن نوكِىَ[3] أَسْقِيَتَنا ونُغَطِّيَ آنِيَتَنا) (ابن ماجة).
*(عن عائشة: كنت أصنع لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثَةََ آنِيَةٍ مِنَ اللَّيْلِ مُخَمَّرَةً[4]: إناءً لِطَهُورِهِ، وإِناءً لِسِواكِهِ، وإناءً لِشَرابِه). (ابن ماجة).
كما نهى صلى الله عليه وسلم عن الشرب في القدح المشروخة ـ لما قد تختزنه من قاذورات في شقوقها.

7/2 الدواء:
علمنا الرسول الأمي الذي نشأ في أمة من أفقر أمم الأرض علما ومالا أن لكل مرض دواء، وأن علينا البحث والتجريب لنهتدي إلى الدواء الناجح، ثم أن علينا التداوي وعلى الله الشفاء بإذنه، ومضت قرون ساد فيها التداوي بالسحر، وغيره من ضروب الجهل، شتى بقاع الأرض، حتى نشأة علم الأدوية الحديث ـ والذي وضع أساسه علماء المسلمين، وها هي الأحاديث النبوية تنطق بحكمة وعلم من أنزل الوحي على عبده الأمين:
*(ما أنْزَلَ اللهُ داءً إِلاّ أَنْزَلَ له شِفاء) (البخاري).
*(إنَّ اللهَ أنْزَلَ الدّاءَ والدَّواءَ وجَعَلَ لِكُلِّ داءٍ دَواءً فَتَداوَوْا، ولا تتَداوَوْا بِمُحَرَّم)
(أبو داود).
*(عَادَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً به جُرْحُ فقال: رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ادْعُوا لَهُ طَبيبَ بَني فُلان، فَدَعَوْهُ فجاءَ فقالوا: يا رَسولَ اللهِ وَيُغْنِي الدَّواءُ شَيْئًا، فقال: سُبْحانَ اللهِ وهَلْ أَنْزَلَ اللهُ مِنْ داءٍ في الأَرْضِ إلاّ جَعَلَ لَهُ شِفاء تعني الطبيب؟ قال: نعم) (أحمد).
*(بَعَثَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى أبَيِّ بنِ كَعْبٍ فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقًا ثُمَّ كَواه عَلَيْه) (مسلم).

7/3 النظافة:
النظافة من صميم العبادات في الإسلام، الذي انطلق من جزيرة العرب مهد الجاهلية وأهلها في ذلك الزمان؛ نبراسا على أن الوحي ليس نابعا من هذه البيئة؛ بل هو نور أنزله الله بعلمه، لم يترك الإسلام أمرا من أمور النظافة الشخصية إلا وجه إليه وهدى:
أ ـ الغسل: من آيات التربية الإسلامية الصحية ضرورة الاستحمام بعد الجماع، وهو في هذه الحالة فرض لا يصح أداء الصلاة أو مناسك الحج إلا به، ولغير ذلك فإن الاغتسال سنة مؤكدة لصلاة الجمعة الأسبوعية، قال تعالى:
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (. [النساء: 43].
) ... وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (. [المائدة: 6].
وفي الحديث الشريف :
*(حَقٌّ للهِ على كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسلَ في كُلِّ سَبْعَة أَيَّامٍ: يَغْسِلُ رَأْسَهُ وجَسَدَه) (مسلم).
*(غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ واجِبٌ على كُلِّ مُحْتَلمٍ، وسِوَاكٌ ويَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ ما قَدَرَ عَلَيْه) (متفق عليه).
*(مَنْ جاءَ مِنْكُم الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ) (البخاري ومسلم).
*(كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ يَوْمَ الفِطْرِ ويَوْمَ الأَضْحَى) (ابن ماجة)
*(وَقَّتَ لَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في قَصِّ الشَّارِبِ وتَقْليمِ الأَظَفارِ وحَلْقِ العانَةِ ونَتْفِ الإبِطِ أَنْ لا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعينَ يَوْمًا) (النسائي وأبو داود وأحمد).
وقد كشفت دراسات أمراض الجلد أهمية الاستحمام لإزالة إفرازات العرق وما يعلق به من قذر، وما يتكاثر به من بكتريا تصيب الجلد أو الجسم عامة؛ وتفسد الرائحة.
ب ـ الوضوء: قال تعالى:
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ( [المائدة: 6].
يؤكد الطب الحديث الفوائد الصحية العظمى للوضوء في تطهير الجسم ومنع انتشار الأمراض، فقد أثبت دور اليدين كناقل رئيسي للميكروبات، كما أثبتت البحوث التجريبية دور الوضوء الفعلي في الحد من أعداد البكتريا على سطح الجلد، والأحاديث التي تدعو إلى العناية بالوضوء وتشرح كيفيته كثيرة نسوق منها:
*(الطُّهورُ شَطْرَ الإيمان) (مسلم).
*(لا صَلاةَ لِمَنْ لا وُضوءَ له) (أبو داود).
*(مِفْتاحُ الصَّلاةِ الطُّهور) (الترمذي وأبو داود).
*(لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةٍ إلاّ بطُهور) (ابن ماجة).
*(إنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثارِ الوُضوءِ، فَمَن اسْتَطاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ) (متفق عليه).
*(إذا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُؤْمِنُ فَتَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ فيهِ -فمه- فإذا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ أنفِهِ، فإذا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ وَجْهِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أشَفارِ -أطراف أجفان- عَيْنَيْهِ، فَإذا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ يَدَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفارِ يَدَيْهِ، فإذا مَسَحَ رَأْسَهُ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ رَأسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فإذا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الخَطايا مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفارِ رجْلَيْه) (النسائي).
*(مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوْضوءَ خَرَجَتْ خَطاياهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفارِه) (مسلم).
بل سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء أيضاً لغير الصلاة:
*(سُئِلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الجُنُبِ هَلْ يَنامُ أو يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ، قال نَعَمْ، إذا توضأ وُضوءَهُ لِلصَّلاة) (ابن ماجة).
*(إذا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أرادَ أَنْ يَعودُ فَلْيَتَوَضَّأْ) (مسلم).
*(إذا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضوءَكَ للصلاة) (متفق عليه).
كما يسن الوضوء عند الغضب وقراءة القرآن والحديث، وتلقي العلم وغير ذلك. وقد بين الطب الحديث أيضاً فوائد الاستنثار أثناء الوضوء في منع الكثير من الأمراض التي تدخل الجسم عن طريق الأنف (الاستنثار: إدخال الماء إلى الأنف ثم إخراجه)، وهذه أحاديث تدعو إلى العناية بالاستنثار:
*(إذا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ في أَنْفِهِ ماءً ثُمَّ لِيَسْتَنْثِرْ) (النسائي).
*(أَسْبِغِ الوُضوءَ وخَلِّلْ بَيْنَ الأصابِعِ وبالِغْ في الاسْتِنْشاقِ إلاّ أَنْ تَكونَ صائِماً) (الترمذي).
*(عن علي رضي الله عنه أَنَّهُ دَعَا بِوَضوءٍ فَتَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ ونَثَرَ بِيَدِهِ اليْسْرَى، فَفَعَلَ هذا ثَلاثاً، ثم قال:هذا طُهورُ نبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(النسائي).
جـ ـ الاستنجاء: تنظيف المخرجين عقب قضاء الحاجة، من المقدمات الواجبة للوضوء، وهو أمر له أهميته الكبيرة في الحد من التلوث وانتشار الأمراض المعدية، وتعالوا نستعرض الأحاديث النبوية التي تعد ثقافة متكاملة في أساليب الصحة العامة وفي حماية سطح الجلد ومنافذه من تسلل الأمراض:
*(عن أَنَسٍ بن مالِكٍ قال : كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا تَبَرَّزَ لِحاجَتِهِ أَتَيْتُهُ بِماءٍ فَيَغْسِلُ بِهِ) (البخاري).
*(ما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ غائِطٍ قَطُّ إلاّ مَسَّ ماءً)
(ابن ماجة).
*(عن عائشة، قالت (تَعلم نساء المسلمين): مُرْنَ أَزْواجَكُنَّ أَنْ يَسْتَطِيبُوا بالماءِ، فإنِّي أَسْتَحْيِيهِمْ، فإنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَفْعَلُه) (الترمذي).
د ـ تقليم الأظافر: كشف الطب الحديث بعد قرون من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام، وأمره بتقليم الأظافر ضمن سنن الفطرة، أهمية ذلك لصحة الفرد، منعا لتخزين الأوساخ، بما تحمله من بكتريا وفطريات وفيروسات وطفيليات:
*(خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتانُ والاسْتِحْدادُ ونَتْفُ الإبِطِ وتَقْليمُ الأظْفارِ وقَصُّ الشَّارِبِ) (البخاري ومسلم).
*(يا أبا هريرة قلم أظافرك فإن الشيطان يقعد على ما طال منها) (الغزالي في الإحياء).
هـ ـ الشعر: أمرنا رسولنا الكريم بالعناية بالشعر في سائر أنحاء الجسم، فأمر بإزالته من الإبطين والعانة وبقص الشارب، وقد أثبت الطب الحديث ضرورة ذلك لمنع نمو البكتريا والروائح الكريهة بسبب إفرازات الغدد العرقية في الإبطين والعانة، ولمنع تراكم آثار الطعام وإفرازات الأنف في الشوارب أو تجمع الملوثات بها، كما جاء في حديث سنن الفطرة أعلاه.
والإسلام رسالة حضارة أحدثت طفرات في الجاهلية العربية، ومنها طفرة في العناية بحسن المظهر والزينة فقال تعالى:
) يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ( [ الأعراف: 31].
وجاء في السنة النبوية:
*(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم في المَسْجِدِ فَدَخَلَ رَجُلٌ ثائِرَ الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ، فأشارَ إِلَيْهِ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنْ اخْرُجْ كأَنَّهُ يَعْني إِصْلاحَ شَعَرَ رَأْسِهِ ولِحْيَتِهِ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ثم رَجَعَ فقالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ هذا خَيْرًا مِنْ أن يَأْتي أَحَدُكُمْ ثائِرَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ شَيْطان) (مالك).
*(أَنَّ أبا قَتادَةَ الأَنْصاريَّ قالَ لِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إنَّ لي جُمَّةً أفأُرَجِّلُها؟ فقال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ وأَكْرِمْها) (مالك).
*(أتانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَأى رَجلاً ثائِرَ الرَّأْسِ فقال: أَمَا يَجِدُ هذا ما يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَه) (النسائي).
*(خالِفوا المُشْرِكِينَ[5] وَفِّرُوا اللِّحَى[6] واحْفُوا الشَّوارِبَ[7]) (متفق عليه).
و ـ الختان: الختان يمنع تراكم الإفرازات وما تختزنه من بكتريا قد تسبب التهابات تمتد إلى الجهاز البولي والتناسلي، والختان سنة من سنن الفطرة للرجال ـ كما جاء في حديث الفطرة الذي سقناه من قبل، أما ختان الإناث فلم يسنه الإسلام أصلا ولم يأمر به، وإنما أجازه النبي عليه الصلاة والسلام لمن يشاء ولكنه نهى عن المغالاة فيه حتى لا يؤثر على وظائف الأعضاء، أو يضر بالعلاقة الزوجية:
*(لا تُنْهِكِي فإنَّ ذلك أحْظَى للمَرْأةِ وأَحَبُّ إلى البَعْل) (أبو داود).
ز ـ السواك ونظافة الفم: في المدرسة الطبية لمحمد بن عبد الله تعلم المسلمون أهمية نظافة الفم والأسنان، قبل نشأة مدارس وعلوم طب الأسنان:
*(لَوْلا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لأأَمَرْتُهُمْ بالسِّواكِ عِنْدَ كُلِّ وُضوء) (الترمذي).
*(السِّواكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ مَرْضاةٌ للرَّبِّ) (البخاري) .
*(ما جاءنِي جِبْرِيلُ إلاّ أَوْصانِي بالسِّواكِ، حَتَّى لَقَدْ خَشيتُ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيَّ وعَلَى أُمَّتِي، ولَوْلاَ أَنِّي أَخافُ أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي لَفَرَضْتُهُ لَهُمْ، وإنِّي لأَسْتاكُ حَتَّى لَقَدْ خَشيتُ أَنْ أُحْفِيَ مَقادِمَ فَمِي -أي أزيل جزءا من اللثة لكثرة السواك) (ابن ماجة).
*(إذا تَوَضَّأْتَ فَمَضْمِضْ). ( أبو داود).
*(مَضْمِضُوا من اللَّبَنِ فإنَّ لَهُ دَسَمًا) (أبو داود).
خرج صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إلى خيبر. . . (ثُمَّ دَعا بأَطْعِمَةٍ فَلَمْ يُؤْتَ إلاّ بسُوَيْق[8] فأَكَلْوا وشَرِبُوا، ثم دَعا بِماءٍ فمَضْمَضَ فاه) (ابن ماجة).
*(كان رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى باللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ثم يَنْصَرِفُ فَيَسْتاك) (ابن ماجة).
*(كان لا يَرْقُدُ مِنْ لَيْلٍ ولا نَهَارٍ فَيَسْتَيْقِظُ إلاّ تَسَّوكَ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأ) (أبو داود).
*(كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ باللَّيْلِ يَشوصُ فَمَهُ بالسِّواك) (متفق عليه).
تتضافر هذه الأحاديث لتؤكد المصدر الرباني لسنة النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم.
من ناحية أخرى كشفت دراسات حديثة عن المزايا الطبية لشجرة الأراك -مادة السواك- بالذات، وهو عود نباتي ينمو بالحجاز، به كيماويات مزيلة لصفار الأسنان، وزيوت عطرية مطهرة.

7/4 الصلاة:
الصلاة ـ كعبادة ـ عماد الدين وركنه المكين، وهي مدرسة المسلم ودرعه أمام همزات الشياطين، ولها إلى جانب ذلك فوائد صحية وطبية عميقة، منها: تنشيط شرايين المخ وتقوية جدران المخ الدماغية، ومنها تجنب جلطة الساق الوريدية، وقرح الظهر التي كثيرا ما تصيب قليلي الحركة، وإذا تأملنا في اختيار أوقات الصلوات الخمس لرأينا آيات أخرى لحكمة الحكيم العليم، فأوقات الصلاة تتناسق مع أوضاع الشمس: يمتد وقت الفجر من حين تكون الشمس مائلة 190 º تحت أفق الشروق إلى وقت ظهورها، بينما يمتد المغرب من غروب الشمس حتى تميل 19 º تحت أفق الغروب، وذلك وقت العشاء، والظهر عندما تكون الشمس رأسية فوق الرؤوس تماما فيختفي الظل، بينما العصر أوانه عندما يكون ظل الشيء كمثله.
كما تتناسب أوقات الصلاة مع نظام الحياة اليومي وأحوال جسم الإنسان، فيأتي الفجر والجسم بعد لم ينفض كسل النوم، والظهر في ذروة العمل والنشاط، والعصر بعد كلال الجسم من العمل والسعي، والمغرب في نهاية صخب النهار وبداية سكون النفس والعقل، وأخيرا يأتي العشاء إيذاناً بالنوم والراحة.
) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ( [النساء: 103].
ومن العسير أن نحصي هنا الشواهد من القرآن والسنة، التي تدعو لإقامة الصلاة والعناية بها، واغتنام ما تفتحه على المرء من آيات رضا المولى في الدنيا والآخرة.

7/5 الحجر الصحي:
أحد أساليب الطب الوقائي الذي لم تعرفه البشرية إلا في القرن الماضي: سنه المصطفى عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا بوحي من العلي القدير، للحد من انتشار مرض الطاعون فقال:
*(إنَّ هذا الطّاعُونَ رِجْزٌ سُلِّطَ على مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ -أو على بني إسرائيل- فإذا كانَ بِأَرْضٍ فَلا تَخْرُجُوا مِنْها فِرارًا مِنْهُ، وإذَا كانَ بِأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوها) (مسلم).
*(إذا سَمِعْتُمْ بِهِ بأَرْضٍ فلا تَقْدَمُوا عَلَيْه، وإذا وَقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بِها فلا تَخْرُجُوا فِرارًا مِنْه) (البخاري ومسلم).
*(عن عائشة رضي الله عنها. . . قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ . . . فما الطّاعُونُ؟ قال: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَعيرِ، المُقيمُ فِيها كالشَّهيدِ، والفارُّ مِنْها كالفارِّ مِنَ الزَّحْفِ) (أحمد).
ومن المدهش أيضا في الحديث الأخير وصف الرسول الكريم لأعراض الطاعون بدقة تتفق مع الوصف العلمي.
كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باعتزال مرضى الجذام في قوله:
*(وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ) (البخاري).

7/6 حماية البيئة:
من عجب أن يرشد النبي صلى الله عليه وسلم وقد عاش في بيئة وزمان لا يعرف ولم يكتشف الطفيليات وأخطارها، ولا وسائل انتشارها والحد منها، إلى فضل الإجراءات الوقائية التي عرفها الطب الوقائي الحديث بعد قرون طوال، وقد ثبت الآن أن الطفيليات كالبلهارسيا والإسكارس والأنتروبيوس والأميبا وغيرها ـ والتي تكمل دورة حياتها في جسم الإنسان ـ إنما تفسد بالجفاف وبارتفاع درجة الحرارة، فتأمل أحاديثه صلى الله عليه وسلم في منع انتشار الطفيليات والحفاظ على نظافة البيئة والموارد المائية:
*(اتقوا الملاعن الثَّلاثَةَ: البَرَازَ في المَوارِدِ وقارِعَةِ الطَّريقِ والظِّلِّ) (أبو داود).
*(اتقوا اللاعِنَيْنِ، قالوا: وما اللاعِنان يا رَسولَ الله؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَريقِ النَّاسِ أوْ ظِلِّهِمْ) (أبو داود).
*(لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ في الماءِ الرّاكِدِ ثم يَغْتَسِل منه) (النسائي).
*(لا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ في الماءِ الدَّائِمِ وهو جُنُبٌ) (مسلم).
وتأمل أيضا ما يتعلق بذلك من الأمر بالاستنجاء بعد قضاء الحاجة، كما فصلنا من قبل.
وفي التوجيه لحماية البيئة أيضا علمنا الإسلام:
‌أ. إماطة الأذى عن الطريق:
*(بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَريقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ على الطَّريقِ فَأَخَذَهُ فَشَكَرَ اللهُ لَه فَغَفَرَ لَه) (البخاري ومسلم).
*(. . . ويُمِيطُ الأَذَى عن الطَّريقِ صَدَقَة) (البخاري ومسلم).
*(الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَة فَأَفْضَلُها قَوْلُ لا إلهَ إلاّ اللهُ وأَدْناها إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّريق. . . ) (مسلم).
‌ب.الرفق بالحيوان:
*(نَهَى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَثَّلَ بالْبَهائِمِ) (ابن ماجة)
*(نَهَى رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَبْرالْبَهائِمِ[9]) (ابن ماجة).
‌ج. حماية الأشجار:
*(مَنْ قَثَلَ صَغِيرًا أو كَبِيرًا أَوْ أَحْرَقَ نَخْلاً أَوْ قَطَعَ شَجَرَةً مُثْمِرَةً أَوْ ذَبَحَ شاةً لإهابِها لَمْ يَرْجِعْ كَفافا) (أحمد).

7/7 مرض الكلب:
إعجاز آخر للطب النبوي حين أرشدنا إلى الأسلوب العلمي الرفيع في الاحتراز من الآنية والمياه التي يَرِدُها الكلاب، خوفا من نقلها مرض الكلب -الريبس- الخطير وعدة أمراض أخرى:
*(طَهُورُ إناءِ أَحَدِكُمْ إذا وَلَغَ فيه الكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ) (مسلم).
الحكمة في الغسل سبع مرات أولاهن بالتراب: أن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر، ومن المعروف أنه كلما صغر حجم الميكروب كلما زادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء والتصاقه به، ولعاب الكلب المحتوي على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل، ودور التراب هنا هو امتزاز الميكروب -بالالتصاق السطحي- من الإناء على سطح دقائقه.

7/8 الذباب:
ترجع فكرة اللقاحات والأمصال إلى اكتشاف الطب الحديث أن العلاج بذات السم هو خير وسيلة للنجاة منه، لقدرة الخلايا الحية على إنتاج أجسام مضادة، وقد أثبتت دراسات أجريت على الذباب، أنه حين يحمل في جناحه بعض الجراثيم تتولد به أجسام مضادة لهذه الجراثيم (وقد رأينا من قبل أن هذا ليس شأن الذباب وحده)، وفي الحديث الشريف:
*(إذا وَقَعَ الذُّبابُ في إناءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهْ ثم لِيَطْرَحْهُ، فإنَّ في أَحَدِ جَناحَيْهِ شِفاءٌ وفي الآخَرِ داءٌ) (البخاري).
والحديث يقرر أولا ما لم يعرفه جيل الرسالة عن دور الذباب كناقل رئيسي للأمراض: آية شاهدة على الإعجاز العلمي لما هدى الله به رسوله الكريم.



































الفصل الثامن
في حقائق التاريخ


8/ 1 المنهج التاريخي:
حث القرآن الكريم البشر مرارا وتكرارا على السير في الأرض والترحال، لاستكشاف آثار الأمم السابقة استقراء للتاريخ وسنن الله فيه، وهو نهج لم يتوصل إليه علم التاريخ إلا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، باكتشاف آثار طروادة وحجر رشيد، فانفتحت للبشرية أبواب المعرفة التاريخية، وتأمل الآيات:
) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( [النحل: 36[.
) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( [الروم: 9].
) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلاَ تَعْقِلُونَ( [يوسف: 109[.
) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ( [الصافات: 137، 138]([10]).
وانظر أيضا آيات: آل عمران: 137، الأنعام: 11، النمل: 69، الروم: 42، فاطر: 44، غافر: 82.
8/2 التاريخ الطبيعي:
كذلك تعتمد دراسة التاريخ الطبيعي، أي دراسة تاريخ تطور الطبقات الجيولوجية للأرض، وتاريخ الحياة على وجهها وفي بحارها؛ تعتمد على التنقيب في أنحاء الأرض بحثاً عن الحفريات القديمة وفحصها وتحليلها بالوسائل العلمية، كالفحص المجهري والتأريخ بالكربون المشع وغيرها، مصداقا للآية التي تربط بين قدرة الله في نشأة الخلق أول مرة وفي إعادته مرة أخرى يوم القيامة.
) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( [العنكبوت: 20] ([11]).
8/3 فرعون موسى:
اندثر التاريخ الحافل لقدماء المصريين بانتهاء ما يسمى بالأسرة الحديثة، وتتابع الغزو اليوناني ثم الروماني، وأسدل التاريخ ستاره على أخبار ذلك الزمان مع ما ابتلعته أطلال المدن وحريق مكتبة الإسكندرية وغير ذلك من عوامل الدهر، عدا ما بقي من روايات في بعض المخطوطات المتناثرة كتاريخ هيرودوتس، وظل التاريخ سرا مغلقا مدونا في أعماق المقابر الفرعونية وعلى جدران بقايا المعابد والمسلات، بلغة لم تفك طلاسمها إلا مع بدايات القرن التاسع عشر عقب اكتشاف حجر رشيد، ثم في بدايات القرن العشرين باكتشاف مومياوات الفراعنة ـ وما يصحبها من كنوز دفينة، وهنالك عرف العالم أيضا مدى حرص الفراعنة على تحنيط جثثهم وخاصة جثث الملوك والعظماء، ظنا منهم أن ذلك يضمن لهم البعث والخلود . لقد كشف ذلك التاريخ عن إعجاز آخر للمعارف القرآنية التي أكدت في وحي الخالق العليم أن جثة فرعون موسى قد بقيت سالمة بعد هلاكه غرقا في مطاردة نبي الله موسى عليه السلام وأتباعه من بني إسرائيل:
)وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوإِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. آلآنَ وَقَدْعَصَيْتَ قَبْل وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ( [يونس: 90 ـ 92] ([12]).
ولا ريب أن جثة الفرعون قد انتشلت بعد انتهاء المطاردة واندحار جيش فرعون لتحنط مع مومياوات أسلافه، والتي اكتشفها الكشوف الأثرية واحدة بعد الأخرى.
ترجح الدراسات التاريخية أن فرعون الخروج هو أمنفتاح (أو مرنبتاح) الذي كان عصره بين عامي 1231ـ 1220 قبل الميلاد، والذي ترقد مومياؤه في المتحف المصري بالقاهرة، وهناك آراء أخرى تميل إلى كون فرعون الخروج تحتمس الثالث (1501 ـ 1447 قبل الميلاد)، وأيا كان الفرعون فالمومياء قد حنطت وبقيت لتكون عبرة للأجيال، ولم يكن أحد يعرف أن جثث الفراعنة كانت تحنط وأنها ستظهر كلها إلى النور في الزمان البعيد، وذلك أبلغ برهان على صدق القرآن العظيم.

8/ 4 التوراة والإنجيل:
أوحى الله تعالى إلى نبيه الأمي بآيات تؤكد ضياع وإخفاء مصادر الكتب السماوية السابقة، وتحريف أحكامها، وتحويرها وتعديلها بأيدي الأحبار والرهبان،: قال تعالى:
)أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( [البقرة: 75].
) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ( [البقرة: 79].
)الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( [البقرة: 146].
)إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ( [البقرة: 159].
)إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ( [البقرة: 174].
)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(
[البقرة: 176].
)إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ( [آل عمران: 19].
)يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(
[آل عمران: 71].
)وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ([آل عمران: 78] ([13]).
)كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( [آل عمران: 93].
)وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ( [آل عمران: 187].
)مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاًا([النساء: 46].
)يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ( [المائدة: 15].
)يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا ءَامَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ( [المائدة: 41].
)وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ( [الأنعام: 91].
)اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ( [التوبة: 31] ([14]).
وقد ألقى البحث التاريخي الحديث الأضواء على تطور نصوص العهد القديم والجديد، والتي تختلف اختلافا بينا عن النصوص الأصلية لكل من التوراة العبرية والإنجيل الآرامي، والتي لا يعرف لها أثر أو مكان، ولم تبدأ كتابة النصوص الحالية للتوراة إلا بعد رحيل موسى بأكثر من ألف عام، وتضم -التوراة- ـ إلى جانب ما بقي من وصايا موسى ـ التراث الشعبي والتاريخي والقضائي لبني إسرائيل عبر الأجيال، وأصبح من العسير وصفها بأنها -كتاب سماوي-، أما الإنجيل (العهد الجديد) فيضم أربع أناجيل باسم متى ومرقس ولوقا ويوحنا، ويعتقد أنها كتبت خلال القرن الثاني بعد رحيل المسيح عليه السلام، ويشك المؤرخون كثيرا ـ كما جاء في دائرة المعارف البريطانية ـ في نسبة هذه الأناجيل إلى أصحابها، وهذه الأناجيل في صياغتها إنما هي سرد لحياة عيسى عليه السلام، وقد حفلت فيما بينها باختلافات بينة، لا شك مرجعها إلى أن من كتبوها بشر مختلفون؛ في أزمان وأمكنة مختلفة، ثم جرت عليها الأيدي بالتعديل على مدى العصور، ولا يتسع المجال هنا لحصر وسرد هذه الاختلافات، سواء بين الأناجيل الأربعة بعضها البعض وأحياناً بين إصحاحات نفس الإنجيل، وكذلك العبارات والروايات التي تتعارض مع المنطق، مما لا يتسع له مجال هذا البرهان، وبينتها دراسات النصوص المسيحية المعتمدة (انظر المراجع)، ولكنا نذكر منها كمثال رئيسي بارز ما يتعلق بمولد المسيح وما يتعلق بقصة صلبه.
تناول كل من إنجيل متى وإنجيل لوقا نسب عيسى من جهة أبٍ هو يوسف النجار خطيب السيدة مريم العذراء، بينما المسيح عليه السلام ـ مثله كمثل أبينا آدم عليه السلام ـ لا أب له، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تختلف سلسلة النسب اختلافاً شبه تام بين روايتي متى ولوقا.
كذلك حفلت روايات صلب وقيام المسيح بتناقضات بين الأناجيل الأربعة، ولم يشهد الحواريون صلب المسيح ولم ينقل عن أي منهم رواية قاطعة، ومن أبرز ما يتضح من تحليل رواية الأناجيل ـ طبقاً لرواية إنجيل يوحنا ـ أن من ظنوه عيسى؛ عندما أنزلوه من الصليب على عجل قبل عطلة السبت؛ كان حيا بدليل العبارة الآتية:
(وأما يسوع فلما جاءوا إليه ليكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات، لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء ـ يوحنا 19/ 33ـ 34)، وهذه الرواية تتناقض مع ما جاء في بقية الأناجيل عن مشهد الصلب.
ومن ناحية أخرى عندما التقى عيسى عليه السلام بحوارييه بعد محاولة الصلب كان بشرا حيا؛ ولم يكن روحا آتية من العالم الآخر، ولكي يؤكد لهم ذلك ـ بنص الأناجيل ـ ويطمئنهم جاء في إنجيل لوقا: (فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا فقال لهم: ما بالكم مضطريين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم، انظروا يدي ورجلي إني أنا هو، جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي، وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه، وبينما هم غير مصدقين من الفرح ويتعجبون قال لهم أعندكم هاهنا طعام فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل فأخذ وأكل قدامهم ـ لوقا 24/ 37ـ 43).
أما قصة قيامة المصلوب من قبره بشهادة مريم المجدلية، فروايات الأناجيل الأربعة هي أربع روايات مختلفة عن بعضها، لا تتفق فيها رواية مع الأخرى، كما يظهر بمقارنة الإصحاحات:
متى 28، مرقس 16، لوقا 24، يوحنا 20.
وصدق الله العظيم في كتابه الكريم:
)وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا. وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(
[النساء: 156ـ 158].
ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا قومه (ولا أتباعه من السلف الصالح لبضع قرون على الأقل) يعرفون تفاصيل ما أكده القرآن الكريم وإلا لتناولها صلى الله عليه وسلم في حديثه للرد على أهل الكتاب، ومن المعروف أيضا أنه لم تظهر نسخة عربية من الكتاب المقدس (التوراة والأناجيل) إلا حوالي القرن العاشر الميلادي.
8/5 محمد بشارة موسى وعيسى:
كشف القرآن عما كان مستورا في نصوص التوراة والإنجيل عن التبشير ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتما للمرسلين، قال تعالى:
)وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ( [آل عمران: 81].
)الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( [الأعراف: 157]([15]).
)وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ. أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ( [الشعراء: 196، 197] ([16]).
)قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( [الأحقاف: 10].
)وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاَءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ. وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ( [العنكبوت: 47، 48].
)وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ( [الصف: 6].
لم يكن النبي يعرف من هذه النصوص شيئا، ولو عرفه لأعلنه للملأ، وكما أوضحنا ـ كما ثبت تاريخيا ـ لم تكن ثمة ترجمة عربية لا للعهد القديم ولا العهد الجديد وقت نزول القرآن وبعده بعدة قرون؛ وإلا أثبتها أو أشار إليها التراث العربي الزاخر.




أولا ـ في العهد القديم (التوراة):
أ ـ تتضح هذه النبوءات جلية في سفر التثنية من العهد القديم الذي جاء فيه أن رسالة التوحيد ستظهر في أمة أخرى، وأن نبيها سيكون من أبناء عمومتهم:
(يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلى له تسمعون ـ تثنية 18/15).
وجاء في سفر التثنية أيضا:
(أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ـ تثنية 18/ 18).
والذي يدل على أن النبي المنتظر من أبناء إسماعيل قوله: -من إخوتكم- أي من أبناء إسماعيل لا أبناء إسحاق وإلا لكان يقال -نبي منكم أو من ذريتكم- وأنه سيكون نورا صادرا من جزيرة العرب:
(وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال: جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران (تثنية 33/1ـ 2).
وفاران اسم قديم لمكة، والتي ـ بنص التوراة ـ أتى إليها إبراهيم عليه السلام بزوجه هاجر وابنه إسماعيل:
(فبكى إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاها لهاجر . . . وكان الله مع الغلام فكبر . . . وسكن في برية فاران - تكوين 21/ 20ـ 21).
ومثله في نبوءة أشعياء:
(وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان ياسكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه، فإنهم أمام السيوف قد هربوا، من أمام السيف المسلول، ومن أمام القوس المشدودة، ومن أمام شدة الحرب ـ أشعياء 21/ 13ـ 15).
وكذلك إشارته في (أشعياء/ 42ـ 11) إلى بلاد قيدار:
(غنوا للرب أغنية جديدة لتسبيحة من أقصى الأرض، أيها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها، لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار، لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر ـ أشعياء 42/ 10 ـ 12).
وقيدار هو ابن إسماعيل الذي ذكر أيضا باسمه في (التكوين 25/ 13). كما تشير عبارات (أشعياء 42/ 11) أيضا إلى مَنْ ينشدون من قمم الجبال تسبيحا لله: إشارةً إلى التلبية أثناء الحج بعرفة ومنى والمزدلفة، للآتين من أقصى الأرض والمنحدرين في البحر والجزائر وسكانها!
ب ـ وأنه أمي لا يعرف الكتابة:
(أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة ـ أشعياء 29/ 12).
أي أنه لن يأتي بكلام من عنده بل سيردد ما يوحَى إليه مصداقاً للآيات:
)وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( [الشورى: 52].
)وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (
[النجم: 3ـ 10].
)لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ( [القيامة: 16ـ 19] ([17]).
)كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ( [الرعد:30].
)وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ( [العنكبوت: 48].
)قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ( [الأحقاف: 9].
جـ ـ وأنه سيكون مثل موسى، كما جاء في سفر التثنية من العهد القديم:
(أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصى به ـ تثنية 18/ 18).
أي صاحب رسالة جديدة للعالمين خلافا لعيسى عليه السلام، الذي كانت رسالته خاصة ببني إسرائيل، لتصحيح ما حرفوه من تعاليم موسى:
)قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا( [الأعراف: 158].
)وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(
[سبأ: 28].
بينما جاء في الأناجيل على لسان عيسى:
(لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل
- متى 5/ 17).
(فأجاب وقال: لم أُرْسَل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة ـ متى 15/24).
(هؤلاء الإثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا: إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ـ متى 10/ 5 ـ 6).
كذلك تزوج موسى وقاد بني إسرائيل وأتى بشرائع وأحكام عملية، مثله في ذلك مثل محمد e، وما كان ذلك شأن عيسى.
د ـ وأنه سينطق باسم الله، كما ذكر أيضاً في سفر التثنية:
(ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه ـ تثنية 18/ 19).
وكل سور القرآن (عدا براءة) تبدأ بالبسملة، والمسلم يردد -بسم الله الرحمن الرحيم- مراراً في كل صلاة، ويبدأ بها كل عمل!
ثانيا ـ في أناجيل العهد الجديد:
أما الإنجيل فقد أتى ببشارة محمد بوصفه –المعزى- في النص العربي المتداول، وهو المقابل لكلمة Comforter الإنجليزية ، وكلاهما مترجم عن كلمة "باراكليتوس" اليونانية في الترجمة اليونانية للإنجيل:
(لكني أقول لكم الحق أنه خير لي أن أنطلق، لأنه لم أنطلق لا يأتيكم المعزى، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ـ يوحنا 16/ 7).
(إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ـ يوحنا 16/ 12ـ 13).
وقد أثبت البحث في أصل كلمة -باراكليتوس- أنها مأخوذة من العبرية -بيرقليط- بمعنى المحامي أو المدافع، وقد بين البحث في تاريخ اللغة أن هجاء هذه الكلمة في العبرية القديمة يطابق هجاء كلمة -بارقليط- التي تعني بالعبرية -المستوجب للحمد أو المحمود أو المحمد-، إذ لم تكن حروف المد بعد مستخدمة في الكتابة العبرية قبل القرن الخامس الميلادي.
كما أكدت نصوص الأناجيل (النص السابق: يوحنا 16/ 12 ـ 13) أن الرسول لن ينطق من تلقاء نفسه، بل سيبلغ ما يوحى إليه (وانظر: أولا ـ ب أعلاه)، وأنه سيأتي بعد رحيل عيسى (كما في يوحنا 16/ 7 أعلاه)، وأن رسالته ستنطلق من أمة أخرى غير بني إسرائيل:
(قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب، الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تحمل أثماره ـ متى 21/ 42ـ 43).

8/ 6 أهل الكهف:
في كشوف أثرية حديثة، عثر على كهف بمنطقة "الرقيم" التي تبعد سبعة كيلومترات عن عَمَّان، وهي المشار إليها في الآية:
)أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا( [الكهف: 9] ([18]).
وقد وجدت بجدران الكهف عبارات التوحيد، محفورة بلغات قديمة .
تصميم فتحات الكهف يحقق ما جاء بالآية التالية عن حماية منتصفه من نفاذ أشعة الشمس، سواء من المشرق أو من المغرب:
)وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا( [الكهف: 17].
وفي قصة أهل الكهف آية علمية أخرى، هي -الضرب على الآذان- بمعنى تعطيل حاسة السمع، حتى يستمر نومهم الطويل، إذ أن السمع هو الحاسة الوحيدة التي تعمل أثناء النوم:
)فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا( [الكهف: 11].
و من آيات هذه القصة كذلك: الإشارة إلى التقليب المستمر لأهل الكهف يمنة ويسرة أثناء نومهم الطويل، آية أخرى من آيات الإعجاز، فقد أثبت علماء طب الجلد أن النوم الطويل يؤدي إلى قرح الفراش، وانسداد الأوردة الدموية؛ والضغط على أعصاب القدمين، ومن هنا يبدو إعجاز القرآن في الإشارة إلى اللطف الإلهي بتقليبهم طوال نومهم الطويل:
)وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا( [الكهف: 18[.

الفصل التاسع

في نبوءات المستقبل


9/1 إعجاز القرآن وحفظه:
أ ـ وعد الله سبحانه بحفظ القرآن الكريم وبقائه إلى آخر الزمان؛ بعهد الله وقسمه، وقد كان، فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي لم يعتره تعديل ولا تحريف ولا اختلاف:
)إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( [الحجر: 9]([19]).
والحفظ الذي تكفل به الله سبحانه وتعالى هو للقرآن دون سائر الكتب السماوية كما يتبين من مقارنة الآية السابقة بآية [المائدة: 44[:
)إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(.
فالحفظ للكتب السماوية السابقة كان منوطا بأهل التوراة وأهل الإنجيل فما رعوها حق رعايتها، كما بينا من قبل (انظر10/ 4).
ب ـ النبوءة القرآنية بأن العلم سيتقدم، وسيتعرف البشر على المزيد من آيات الإعجاز في رسالة الإسلام ـ وهو ما تحقق فعلا ـ هي في حد ذاتها (أي النبوءة) إعجاز علمي تاريخي أكده ويؤكده، يوما بعد يوم، تاريخ العلوم المطرد:
)سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ( [فصلت: 53] ([20]).
)وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ( [النمل: 93] ([21]).
)إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ. وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ( [ص: 87: 88].
)وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(
[الأعراف: 52ـ 53].
)أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ( [يونس: 38ـ 39] ([22]).
وهنا أيضا لم يدرك المفسرون القدماء مغزى –تأويله- فصرفوا المعنى إلى أن المقصود هو ما سيأتيهم من الوعيد، رغم أن سياق الآيتين في سورة الأعراف وسورة يونس يتحدث عما جاء به القرآن من علم، فتسبق آية الأعراف (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ . . . ) الآية: )وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ( [الأعراف:52]، وكذلك آية يونس (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ . . . ) تسبقها الآية:
)أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( [يونس: 38[. أي أن الفهم الصحيح والتأويل السليم للقرآن وآيات إعجازه، سيأتي بعدُ حين يشاء الله.
جـ ـ تحدي القرآن أن يأتي البشر ـ كل البشر أفرادا أو مجتمعين ـ أن يأتوا بما يضاهي البيان القرآني، وتنبأ بعجزهم جيلا بعد جيل، كما في التحدي الذي جاءت به آية (يونس/ 38)، وفي هذه الآيات:
)أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( [هود: 13].
) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا( [الإسراء: 88] ([23]).
)قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(
[القصص: 49].
)أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لاَ يُؤْمِنُونَ. فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ(
[الطور: 33، 34] ([24]).
وقد كان: فلم يكتب بشر ما يضاهي في بلاغته ـ ولو ادعاءً ـ بلاغة القرآن، وقد تكفل علماء العربية والإسلام بدراسة النص القرآني وتحليله، ومقارنته بلغة اللسان العربي وآدابه في القديم والحديث، وبرهنوا على تميز الخطاب القرآني واستعصائه على المحاكاة، وأن كل سورة وكل عبارة وكل كلمة، بل كل حرف فيه، إنما صيغت لتعبر أدق تعبير وتؤثر أعمق تأثير في السمع والعقل والفؤاد (وانظر الفصل الأول). ومازالوا يستكشفون المزيد من أسرار البيان القرآني ، ويبقى القرآن معجزة بلاغية ماثلة إلى آخر الزمان.

9/2 انتصار الدعوة:
أ ـ تنبأ القرآن مقدما بكل ما كان: من استمرار الدعوة الناشئة في أحلك الظروف وأقساها، وبحفظ الله تعالى نبيه من تآمر الكافرين على اغتياله، وبفتح مكة ودخول الكعبة وتطهيرها من الأصنام، كما تبينها الآيات المتتالية الآتية:
1-)يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ( [المائدة: 67] ([25]).
2-)إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ. وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ( [القصص: 85 ـ 86] ([26]).
3-)إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا. وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا( [الفتح: 1ـ 3] ([27]).
4-)لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا( [الفتح:27].
وهذه الآية قد نزلت وقت أن كانت الجماعة المسلمة مستضعفة: في عمرة القضاء، التي اضطر فيها المسلمون إلى قبول شروط المشركين في صلح الحديبية، وفي مناسبة نزول هذه الآية:
*(لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا: أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله؟ فنزلت الآية)
(الحاكم والطبراني في الأوسط).
5-)يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ( [الصف: 8 ـ 9].
6-)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ( [التوبة: 33].
7-الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ( [الأنفال: 36].
8-)سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ( [القمر: 45].
وهذه الآية الأخيرة نزلت في مكة حيث لا مجال للحديث عن القتال واندحار المشركين وفرارهم.
ب ـ كما تنبأ بموت نفر من الكفار بعينهم على الكفر، وقد كان، ولم يكن ثمة ما يمنع إسلامهم، وقد أسلم من كانوا أشد منهم عداء للإسلام كعمر بن الخطاب رضي الله عنه وخالد بن الوليد، فنزلت الآيات:
*) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلآَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ( [المدثر: 11 ـ 26]:
نزلت في الوليد بن المغيرة.
* )تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَد( [المسد: 1ـ 5]:
نزلت في أبي لهب وزوجه أم جميل العوراء.
* )وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ. وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ( [لقمان: 6، 7] ([28]):
نزلت في النضر بن الحارث.

9/3 هزيمة الفرس:
ما جاء به القرآن من نبوءات تاريخية، هي من الغيب الذي لا يعلمه إلا خالق الكون القيوم سبحانه وتعالى، وقد تحقق نبوءة بعد الأخرى . من أشهر النبوءات اندحار الفرس أمام الروم في بضع سنين من نزول الآية:
)الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ. وَعْدَ اللَّهِ لآَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لآَ يَعْلَمُونَ( [الروم: 1ـ 6] ([29]).
والبضع لغة: ما بين الثلاث والتسع، وقد كانت كل الدلائل تشير إلى العكس، أي إلى النصر النهائي للفرس.
كما اقترن ذلك بنصر المسلمين في نفس الوقت يومئذ في غزوة بدر الكبرى.

9/4 فساد البيئة:
تنبأ القرآن الكريم بما سيصيب البيئة الأرضية من تدهور وفساد بفعل البشر، وأطماعهم وسوء استخدامهم لما أنعم الله عليهم في الأرض والموارد، وغفلتهم عن حمل أمانة عمارة الأرض وإصلاحها والتعاون على الخير، التي حملهم إياها الله سبحانه وتعالى، وهذا ما تنطق به الآيات.
)ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( [الروم: 41] ([30]).
)وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ( [الأعراف: 56].
الجمع بين البر والبحر يؤكد أن المقصود هو فساد البيئة، فلو ذكر البر فقط لربما فهم المقصود بأنه الفساد الناشئ عن الظلم والاستبداد والحروب؛ وهو ما ذهب إليه بعض المفسرين من القدماء، ولكنا نتساءل: أي فساد يصيب البحار من جراء صراعات البشر، إن المعنى المباشر ظاهر ولا مجال فيه للتأويل.
في التنبؤ بأن الإنسان مهما بلغ علمه وزادت معرفته لن يكون ـ بغير هدى الله ـ أهلا لمسئولية الحفاظ على نعم الله في الأرض قال تعالى أيضا:
)إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً( [الأحزاب: 72].

9/5 علامات الساعة:
حدث المصطفى صلى الله عليه وسلم بما أعلمه به الروح الأمين مما سيحدث من إرهاصات لقيام الساعة وعلامات لها، ومنها علامات صغرى تتوالى على امتداد الزمان حتى اقتراب القيامة؛ ثم علامات كبرى بين يدي الساعة لا تغني بعدها توبة، ولا ينفع إيمان نفس لم تكن آمنت من قبل.
جاءت أحداث التاريخ وما وقعت به من بعض العلامات الصغرى ـ التي أنبأت بها الأحاديث المطهرة ـ برهانا ساطعا على صدق الرسول وصدق الرسالة، ولنتدبر هذه الأحاديث:
*(إذا رَأيْتَ الحُفاةَ العُراةَ العالة رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيان فانْتَظِروا السَّاعة) (البخاري ومسلم).
*(لَيَأْتِيَنَّ على النَّاسِ زَمانٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ إلاّ أَكَلَ الرِّبا، فإنْ لَمْ يَأْكُلْهُ أصابَهُ مِنْ غُبارِه) (أبو داود وابن ماجة).
*(لا تَقومُ السَّاعةُ حتى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرُ الزَّلازِلُ، ويَتَقَارَبُ الزَّمانُ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ وهو القَتْلُ القَتْلُ حتى يَكْثُرُ فيكُم المالُ فَيَفيض …، وحتى يَتَطاوَلُ الناسُ في البنيان) (البخاري).
*(إنَّ مِنْ أَشْراطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويَكْثُرُ الجَهْلُ، ويَكْثُرُ الزِّنا، ويَكْثُرُ شُرْبُ الخَمْرِ) (البخاري ومسلم).
*(صِنْفان مِنْ أَهْلِ النّارِ لَمْ أَرَهُما: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كَأذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِها النّاسَ، ونِساءٌ كَاسِياتٌ عارِياتٌ مُميلاتٌ مَائِلاتٌ، رُؤوسُهُنَّ كأسْنِمَة البُخْت المائلة، لايَدْخُلْنَ الجَنَّةَ ولا يَجِدْنَ ريحَها) (مسلم وأحمد).
*(مِنْ علاماتِ اقترابِ الساعةِ تَشَبُّهُ الرِّجالِ بالنِّساءِ، والنِّساءِ بالرِّجال)
(أبو نعيم في الحلية).
*(أنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ تَسْليمَ الخاصَّة[31] ،وفُشُوَّ التِّجارَةِ حَتَّى تُعِينَ المَرَأَةُ زَوْجَها على التجارة، وقَطْعَ الأَرْحامِ، وشهادَةَ الزُّورِ، وكِتْمانَ شَهادَةِ الحَقِّ وظُهورَ القَلَمِ) (أحمد).
*(لا تَزالُ طائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي على الحَقِّ ظاهِرِينَ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ يَخْذُلَهُمْ حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ) (مسلم والترمذي وأبو داود).

ولنقارن بوقائع التاريخ:
ـ أصبح العالم شئنا أو لم نشأ يتعامل بالربا، فالنظام النقدي العالمي المتشابك الذي ترتبط به كل دول العالم وتوجهه المؤسسات المالية الكبرى (التي يسيطر عليها اليهود) نظام ربوي، والنقد الورقي الذي تسير به كل معاملاتنا له غطاء ذهبي غير مستقر؛ وإنما يتراوح صعودا وهبوطا مع أسعار العملات وتقلبات أسواق الأوراق المالية؛ ومعنى ذلك أن القيمة الفعلية لأي مال تملكه يضاف إليها ربا أو يخسر منها يوما بعد يوم.
ـ الزنا ومعاقرة الخمر والمخدرات: تفشو كالوباء في كل المجتمعات؛ وأصبح الفن والإعلام العالمي لترويج هذه الشرور له الصوت الأعلى، بل كاد ينفرد بتوجيه عقل البشر في كل المجتمعات.
ـ قبض العلماء: أين هم في أسواق عكاظ الجاهلية المعاصرة ، التي ابتكرت وسائل للنشر والتأثير لا تتسع إلا للملحدين والمفسدين.
ـ قطع الأرحام: وقد تمزقت الأسر؛ ولم يعد لها وجود فعلي إلا في بعض المجتمعات التي لم يزل فيها بقية من دين.
ـ فشو التجارة: وقد أصبح العالم سوقا واحدا تتصل أسواقه المالية بالحاسبات والأقمار الصناعية، وتسيطر على تجارته الشركات متعددة الجنسيات التي توجه الصفقات والأسعار؛ وأيضا السياسات والحكومات.
ـ التطاول في البنيان: وقد وصلت ناطحات السحاب لمدى لم يكن يتخيله من جاء بالنبوءة صلى الله عليه وسلم، وقاد هذا الاتجاه سكان القارة الأمريكية، الذين كان أسلافهم من المهاجرين من شتى البلاد الأوربية؛ ومن قاع مجتمعاتها واشتهروا لأجيال طويلة بأنهم رعاة البقر.
ـ تشبه الرجال بالنساء والعكس: أصبح سمة بارزة في الأمم التي تسيطر على شعوب الأرض، بل أصبح الشذوذ هنالك نظاماً للزواج الطبيعي ندا لند.
ـ طائفة على الحق ظاهرة: فلم يندثر الإسلام رغم تطاول الزمان وتكالب الأعداء، بل قيض له في كل جيل من يحيي موات القلوب، ويبعث مدا جديدا للإسلام.

9/6 مشاهد القيامة:
أحداث القيامة من أمر الله تعالى لا يكشفها ولا يجليها لوقتها إلا هو، وقد حذرت الآيات القرآنية وأنذرت من أهوال ذلك اليوم، ووصفتها صفات تقربها إلى أذهاننا، وتتفق مع كل ما يكشفه الله لعباده من معارف ومفاهيم؛ فيظل القرآن دائما صادقا معجزا.
تتطابق كثير من علامات الساعة مع ما ندركه عن الكون وطبيعته؛ مثل انشقاق الغلاف الجوي:
)إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ( [الانشقاق: 1]، انشقت: تصدعت، أو انفطاره:
)إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ( [الانفطار: 1]، وانفطرت: انشقت.
ومثل تكور النجوم الغازية عندما يتقدم بها العمر فتبرد وتنكمش، وتتحول إلى ما يعرف بالقزم الأبيض وهو ما لوحظ عمليا في الدراسات الفلكية، كما جاء في آيتين عن تكور الشمس وانكدار النجوم.
)إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ( [التكوير: 1، 2] ([32]).
بينما تتفتت الكواكب الصلبة -تنتثر- عند اختلال النظام الكوني:
)وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ( [الانفطار: 2] ([33]).
وتفجير البحار كما في الآية:
)وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ( [الانفطار: 3] ([34]).
وكشط الغلاف الجوي:
) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ( [التكوير: 11] ([35]).
ومثل ضآلة الحجم الحقيقي لمادة الكون بالنسبة لاتساعه، والتي انطلقت لتملأ الكون أجراما سماوية متباعدة؛ حتى تتجمع ثانية بأمر الله يوم القيامة:
)يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ( [الأنبياء: 104] ([36]).
أكد المولى جل وعلا استحالة معرفة وقت الساعة أو التنبؤ به، وهذه الاستحالة يؤكدها العلم الحديث؛ بسبب واضح أشرنا إليه عند الحديث عن أبعاد الكون الذي يضم بلايين المجرات؛ أقربها إلى مجرتنا على بعد 700000 سنة ضوئية؛ بينما يقطع الضوء داخل مجرتنا وحدها 50000 سنة ليصل إلى حافتها (من المركز)، ومعنى ذلك ببساطة شديدة أن أعظم أجهزة الرصد على كوكب الأرض لا تستطيع أن ترى أو تكشف حدثا كونيا ضخما داخل مجرتنا؛ إلا بعد سنين أو عشرات أو مئات أو آلاف السنين من وقوعه (فما بالك بما يحدث في مجرة بعيدة)، فإذا بدأت الأحداث الكونية الممهدة للقيامة بانفجار نجم أو نجوم، أو اصطدام أجرام سماوية بجسم من داخل المجرة أو خارجها (بما يخل بتوازن المجرة بما فيها مجموعتنا الشمسية)، فإننا لن ندرك أو نبصر الحدث في حينه وسنظل غافلين عنه دهورا حتى تقع الواقعة فعلا في أرضنا وتصيبنا أهوالها.
ما الذي يدرينا أن مقدمات الساعة لم تبدأ فعلا في مكان ما في أرجاء الكون الفسيح، ومن الذي يستطيع ـ علميا في ضوء هذا التحليل ـ أن ينكر احتمال أن تأتينا تداعياتها بغتة في أي لحظة، أليست هذه آية كبرى على صدق وإعجاز القرآن الكريم الذي يؤكد مرارا استحالة التنبؤ بالقيامة، واستئثار الله تعالى بمعرفتها، وصدق الله العظيم:
)إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى( [طه: 15[.
)فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ( [محمد: 18[.
)اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ( [الشورى: 17[.
)اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ( [القمر: 1[.
)قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ( [الأنعام: 31[.
)أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(
[يوسف: 107[.
)وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ( [الحج: 55[.
)هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ( [الزخرف: 66[.
)بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ( [الأنبياء: 40[.
)يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ( [الأعراف: 187[.
)إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( [لقمان: 34[.
)يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا( [الأحزاب: 63[.
)إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ( [فصلت: 47[.
)وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( [الزخرف: 85[.
)يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا(
[النازعات: 42ـ 44[.

وصدق الله العظيم في كتابه المعجز الكريم.

المراجع

أولا- مراجع التحقيق:
1. أيسر التفاسير ، لكلام العلي القدير، وبهامشه نهر الخير – أبو بكر الجزائري – دار السلام – 1994.
2. الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري – تحقيق عبد السلام هارون وأحمد عبد الغفور عطار – دار المعارف.
3. المصحف المفسر – محمد فريد وجدي - دار الشعب- 1977
(يشار إليه : المفسر).
4. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم – محمد فؤاد عبد الباقي – دار الحديث – 1987.
5. المعجم الوجيز – مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
6. المعجم الوسيط – مجمع اللغة العربية بالقاهرة – (يشار إليه: الوسيط).
7. المنتخب في تفسير القرآن الكريم – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – ط11 – 1985 – (يشار – إليه: المنتخب).
8. صفوة التفاسير – محمد على الصابوني – دار القرآن الكريم ببيروت – 1981 (يشار إليه: الصفوة).
9. في ظلال القرآن – سيد قطب – دار الشروق – 1977 – (يشار إليه: الظلال).
10. لسان العرب لابن منظور – دار المعارف – (يشار إليه: اللسان).
11. معجم ألفاظ القرآن الكريم – مجمع اللغة العربية بالقاهرة – ط3 – 1990.
12. موسوعة الحديث الشريف - إصدار 2.1 - حرف لتقنية المعلومات (قرص ليزر) – 1998.

ثانيا- مراجع في الإعجاز البياني للقرآن:
13. الباقلاني، أبو بكر محمد بن الطيب - إعجاز القرآن (تحقيق السيد أحمد صقر) - دار المعارف - 1954.
14. البدراوي زهران – ظواهر قرآنية في ضوء الدراسات اللغوية بين القدماء والمحدثين – دار المعارف – طـ 2 – 1993.
15. الجرجاني، عبد القاهر – دلائل الإعجاز (تحقيق محمود محمد شاكر) – مكتبة الخانجي – 1985.
16. الزملكاني، كمال الدين عبد الواحد – البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن (تحقيق خديجة الحيثي وأحمد مطلوب) – 1974.
17. ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي وعبد القاهر الجرجاني (تحقيق محمد خلف الله أحمد ومحمد زغلول سلام) – دار المعارف.
18. عائشة عبد الرحمن - الإعجاز البياني للقرآن، ومسائل ابن الأزرق - دار النشر للجامعات.
19. عبد القادر أحمد عطا ـ عظمة القرآن ـ دار الكتب العلمية بيروت ـ 1984.
20. عبد القادر أحمد عطا (تحقيق) – أسرار ترتيب القرآن للسيوطي – دار الاعتصام – 1976.
21. عبد الكريم الخطيب – الإعجاز في دراسات السابقين – دار الفكر العربي - 1974.
22. عبد الله شحاتة – أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم.
23. عبد المتعال الصعيدي – القرآن: إعجازه وبلاغته – مكتبة الآداب.
24. عبد المتعال الصعيدي – النظم الفني في القرآن – مكتبة الآداب.
25. فتحي أحمد عامر – فكرة النظم بين وجوه الإعجاز في القرآن الكريم – منشأة المعارف – 1988.
26. فتحي عبد القادر فريد – فنون البلاغة بين القرآن وكلام العرب – مكتبة النهضة المصرية – 1984.
27. كاظم الظواهري – بدائع الإضمار القصصي في القرآن الكريم – دار الصابوني – 1991
28. مالك بن نبي – الظاهرة القرآنية (ترجمة عبد الصبور شاهين، تقديم محمود محمد شاكر) – مكتبة دار العروبة – 1958.
29. محمد أبو زهرة -المعجزة الكبرى القرآن – دار الفكر العربي – 1970.
30. محمد أحمد العزب – الإعجاز القرآني من الوجهة التاريخية – دار المعارف – 1977.
31. محمد السيد شيخون – الإعجاز في نظم القرآن – دار الهداية – 1995.
32. محمد عبد الله دراز – النبأ العظيم (تحقيق عبد الحميد أحمد الدخاخني) – دار المرابطين – الإسكندرية – 1997.
33. محمود السيد حسن – روائع الإعجاز في القصص القرآني – المكتب الجامعي الحديث – الإسكندرية.
34. مصطفى الصاوي الجويني - جماليات المضمون والشكل في الإعجاز القرآني – منشأة المعارف – 1983.

ثالثا- مراجع في الإشارات العلمية في القرآن و السنة:
35. أبو الوفا عبد الآخر ويحيى ناصر – تقليم الأظفار في ضوء السنة النبوية والعلوم الطبية – مكتبة الآداب – 1996.
36. أبو بكر الجزائري -عقيدة المؤمن – دار الكتب السلفية.
37. أحمد الحوفي - معاني السماء والأرض في القرآن- – مؤسسة الخليج العربي بالقاهرة – 1987.
38. أحمد سلامة – القرآن يبوح بأسراره – مكتبة ابن سينا.
39. السيد الجميلي -الإعجاز الطبي في القرآن – دار الفكر البناني.
40. السيد الجميلي -الإعجاز الفكري في القرآن – ابن زيدون ببيروت.
41. السيد الجميلي -الإعجاز الكوني في القرآن – دار زاهد القدسي – 1988.
42. الشيخ محمد سويد – الإسلام وغزو الفضاء (دعوة الحق – العدد 72) – رابطة العالم الإسلامي – 1987.
43. جمال الدين حسين مهران - آيات من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم – الأنجلو المصرية – 1992.
44. جمال عبد المنعم الكومي – من الإعجاز العلمي في السنة: عودة الأنهار إلى شبه الجزيرة العربية – مطبعة المعرفة.
45. حسن ضياء الدين عتر – المعجزة الخالدة – دار البشائر الإسلامية.
46. حسين نصار –الإنباء بالغيب في الإعجاز القرآني – الهيئة العامة للكتاب – 1994.
47. خليفة حسين العسال – من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم – (مطبعة الفجر الجديد) – 1994.
48. رشدي فكار - لمحات عن منهجية الحوار والتحدي الإعجازي للإسلام في هذا العصر– مكتبة وهبة – 1982.
49. رفيق أبو السعود – إعجازات حديثة علمية ورقمية في القرآن – دار المعرفة – دمشق – ط4 – 1994.
50. سراج الدين زكريا – إعجاز القرآن في سلامة جسمك – نهضة مصر.
51. سعدى ياسين – البرهان على سلامة القرآن – الدار العربية للعلوم – بيروت.
52. سيد عبد الحميد مرسى – ونفس وما سواها – مكتبة وهبة.
53. صابر طعيمة – العقل والإيمان في الإسلام – دار الجيل.
54. صادق علي – القرآن والطب الحديث – دار الجيل.
55. صباح محمد باقر – بحوث طبية حول الصيام – مؤسسة الخليج والعربي.
56. طنطاوي جوهري – القرآن والعلوم العصرية: خطاب إلى جميع المسلمين.
57. عادل القلفى – كشوف جديدة في إعجاز القرآن الكريم – دار الجيل.
58. عادل طه يونس - حياة الأنبياء بين حقائق التاريخ والمكتشفات الأثرية الجديدة – مكتبة القرآن – 1990.
59. عبد الحليم كامل - وفي أنفسكم أفلا تبصرون: هذا خلق الله – دار المريخ بالرياض – 1984.
60. عبد الحميد عبد العزيز - الإعجاز الطبي في القرآن الكريم، تأملات طبية حول 10 آيات قرآنية – ابن سينا – 1992.
61. عبد الحميد عبد العزيز - الطب والإسلام، جـ1 3- أخبار اليوم – 1988، 1989، 1990.
62. عبد العال الحماصي - القرآن معجزة كل العصور، وموضوعات أخرى– دار المعارف – 1987.
63. عبد العزيز عرفة - قضية الإعجاز القرآني - دار الجيل.
64. عبد الغني الخطيب – أضواء من القرآن على الإنسان ونشأة الكون والحياة – دار الفتح – 1970.
65. عبد الفتاح محمد طيرة – خلق الإنسان: دراسة علمية مقارنة – الهيئة العامة للكتاب.
66. عبد الله شحاتة - تفسير الآيات الكونية – دار الاعتصام – 1980.
67. عبد الله عبادة – الطب في القرآن – مكتبة الخانجي..
68. عبد المجيد الزنداني - آيات الله في الآفاق- إعداد محمد إبراهيم سليم – مكتبة القرآن – 1993.
69. عبد المجيد الزنداني - الإسلام أو الضياع – إعداد محمد إبراهيم سليم – مكتبة القرآن – 1993.
70. عبد المجيد الزنداني - يا أبناء الإسلام دينكم دين الحق وكل آية في القرآن إعجاز – إعداد محمد إبراهيم سليم – دار القرآن – 1993.
71. عبد المجيد الزنداني وآخرون - الإيمان – دار القلم بدمشق طـ3 – 1984.
72. عبد المحسن صالح - من كل شيء موزون – دار عكاظ – 1984.
73. عبد المحسن صالح - ومن كل شيء خلقتنا زوجين – دار عكاظ – 1984.
74. عبد المنعم السيد العشري - تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم– الهيئة العامة للكتاب – 1985.
75. عبد المنعم قنديل – التداوي بعسل النحل – مكتبة التراث الإسلامي.
76. عبد المنعم محمد الحفني وآخرون – أوجه من الإعجاز العلمي في: عالم النحل، اللبن وتركيبه الكيميائي، الحبة السوداء – هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – 1987.
77. عدنان الشريف – من علم الطب القرآني – دار العلم للملايين – بيروت.
78. عدنان الشريف- من علم الفلك القرآني – دار العلم للملايين – بيروت.
79. عكرمة سعيد صبري (مفتي القدس) – أضواء على إعجاز القرآن الكريم – مركز الأهرام للترجمة والنشر.
80. فتحي رضوان - الإسلام ومشكلات الفكر– دار المعارف – 1973.
81. قطب عامر فرغلي والسيد محمد زيدان – عالم النبات – هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – 1987.
82. كارم السيد غنيم – الإشارات العلمية في القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق- دار الفكر العربي 1994.
83. كارم السيد غنيم – الإشارات العلمية في القرآن الكريم – دار الفكر العربي – 1995.
84. كارم السيد غنيم – عجائب العنكبوت – دار الصحوة – 1989.
85. ماهر أحمد صوفى – آيات الله في البحار – دار البيان – 1996.
86. مجد متبولي غريب - إشارات هندسية في القرآن الكريم– دار المجد للدراسات الهندسية – 1991.
87. محمد أحمد جاد المولى – انشقاق القمر معجزة لسيد البشر – دار الطباعة الأهلية – 1929.
88. محمد السيد أرناؤوط - الإعجاز العلمي في القرآن – مكتبة مدبولي – 1989.
89. محمد جمال الدين الفندي - الإسلام والكون،جـ1 – الشرق الأوسط – 1990.
90. محمد جمال الدين الفندي - الإسلام وقوانين الوجود– الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1982.
91. محمد حسن هيتو – المعجزة القرآنية – مؤسسة الرسالة.
92. محمد داود الجزائري – الإعجاز الطبي في القرآن والسنة – دار ومكتبة الهلال.
93. محمد رشدي عبيد – الإيمان بالله جل جلاله في ضوء العلم والعقل – دار البيارق – بيروت.
94. محمد رشيد رضا – الوحي المحمدي: ثبوت النبوة بالقرآن ودعوة شعوب المدنية إلى الإسلام – الزهراء للإعلام العربي.
95. محمد سميح عافية – القرآن وعلوم الأرض – الزهراء للإعلام العربي – 1994.
96. محمد صبحي السويركي – الكيمياء الحديثة في ضوء القرآن الكريم – مكتبة اليازجي – غزة (مكتبة القرآن) – 1998.
97. محمد عبد الرزاق نوفل - القرآن والعلم الحديث – دار الشعب ط6 – 1982.
98. محمد عبد الرزاق نوفل – الإسلام والعلم الحديث – دار الإسلام (دار الكتاب العربي – بيروت).
99. محمد عبد الرزاق نوفل – السنة والعلم الحديث – دار الحديث.
100. محمد عبد الرزاق نوفل - الله والعلم الحديث – دار الشروق – 1990.
101. محمد عبد القادر الفقي -القرآن الكريم وتلوث البيئة – مكتبة المنار الإسلامية – 1985.
102. محمد عبد الله الشرقاوي – القرآن والكون – دار الجيل.
103. محمد عبد المنعم خفاجي – إعجاز القرآن - دار الجيل.
104. محمد عبد المنعم خفاجي وآخرون - القرآن معجزة كل العصور – الهيئة العامة للكتاب – 1988.
105. محمد علي البار – الوجيز في علم الأجنة القرآني – الدار السعودية.
106. محمد علي البار – دورة الأرحام – الدار السعودية.
107. محمد علي البار – علم التشريح عند المسلمين – الدار السعودية.
108. محمد علي البار – هل هناك طب نبوي؟ - الدار السعودية.
109. محمد علي البار- الصوم وأمراض السمنة – الدار السعودية.
110. محمد علي الصابوني – حركة الأرض ودورانها: حقيقة علمية أثبتها القرآن – دار القلم – 1991.
111. محمد فؤاد شاكر - من إعجاز السنة المشرفة- دار النيل للطباعة – 1995.
112. محمد فياض – إعجاز آيات القرآن في خلق الإنسان – دار الشروق – 1999
113. محمد كامل عبد الصمد - الإعجاز العلمي في الإسلام: جـ1 القرآن الكريم، جـ2 السنة النبوية – الدار المصرية اللبنانية – 1990.
114. محمد كمال عبد العزيز - إعجاز القرآن في حواس الإنسان – مكتبة القرآن – 1987.
115. محمد كمال عبد العزيز - إعجاز القرآن في خلق الإنسان – ابن سينا – 1990.
116. محمد كمال عبد العزيز - لماذا حرم الله هذه الأشياء؟ لحم الخنزير ، الميتة ، الدم : نظرة طبية في محرمات القرآن– مكتبة القرآن – 1987.
117. محمد محمود إبراهيم – إعجاز القرآن في علم طبقات الأرض – جامعة أسيوط – 1972.
118. محمد محمود إسماعيل - الإشارات العلمية في الآيات الكونية في القرآن الكريم– دار الدعوة بالإسكندرية – 1990.
119. محمد محمود عبد الله – الشفاء بعسل النحل – مكتبة الزاهراء.
120. محمد محمود عبد الله – الطب في القرآن والسنة – دار الجيل.
121. محمد محمود عبد الله – صيدلية النحل – مؤسسة الخليج العربي.
122. محمد محمود عبد الله – مظاهر كونية من القرآن الكريم – مؤسسة الخليج العربي.
123. محمد محمود عبد الله – مع الطب في القرآن الكريم – مؤسسة الخليج العربي.
124. محمود شكري الآلوسى – ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان – المكتب الإسلامي – 1960.
125. محمود عبد الله حمامي – الطب القرآني – دار الشرق العربي – بيروت.
126. محمود مصطفى – الجيولوجيا من درب الإيمان: أدلة علمية وحقائق قرآنية – دار المعرفة دمشق – 1995.
127. مدحت حافظ إبراهيم – الإرشادات العلمية في القرآن الكريم – دار غريب.
128. مصطفى الدباغ - وجوه من الإعجاز القرآني – مكتبة المنار بالأردن – 1985.
129. مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد – روز ليوسف – 1974.
130. مصطفى محمود - عالم الأسرار- (كتاب اليوم 331 ) – 1992.
131. مصطفى مسلم – مباحث في إعجاز القرآن – دار المنارة.
132. منصور محمد حسب النبي - القرآن الكريم والعلم الحديث – الهيئة العامة للكتاب (عربي/ إنجليزي) – 1989/ 1990.
133. منصور محمد حسب النبي (إشراف) – موسوعة ما فرطنا في الكتاب من شيء: (1)المعارف الكونية بين العلم والقرآن – دار الفكر العربي – 1997.
134. منظمة الصحة العالمية - أحكام الذبح والذبائح – 1988.
135. منظمة الصحة العالمية - الماء والإصحاح في الإسلام – 1988.
136. موريس الخطيب - من دلائل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية – مؤسسة الخليج العربي – 1994.
137. نادية محمد عثمان - إعجاز القرآن الكريم في علمي الأجنة والأطفال – كلية البنات الإسلامية – 1987.
138. نعمت صدقي -معجزة القرآن – دار الاعتصام – 1971.
139. نعيم الحمصي – فكرة إعجاز القرآن – مؤسسة الرسالة.
140. نقابة أطباء مصر – ندوة حول المؤتمر الثاني للإعجاز الطبي في القرآن والسنة – رابطة العالم الإسلامي – 1988.
141. هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – الإعجاز العلمي في الناصية – 1987.
142. هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - أبحاث في العدوى والطب الوقائي – من المؤتمر العالمي الأول للإعجاز، 18 – 21 أكتوبر 1987-.
143. هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – 1987.
144. وحيد الدين خان - الإسلام يتحدى – دار البحوث العلمية بالكويت – 1970.
145. وليد بدر حمادة – المعجزة الكبرى – دار الحكمة – دمشق.
146. يحيى سعيد المحجري – آيات قرآنية في مشكاة العلم – المختار الإسلامي – 1991.
147. يوسف مروة – العلوم الطبيعية في القرآن – دار الجيل.

رابعا- مراجع في مقارنة الأديان:
148. إبراهيم خليل أحمد – إسرائيل والتلمود – دار المنار.
149. إبراهيم خليل أحمد – الغفران بين الإسلام والمسيحية – دار المنار.
150. إبراهيم خليل أحمد – لماذا أسلم صديقي، ورأى الفاتيكان في تحديات الإسلام – مكتبة التراث الإسلامي.
151. إبراهيم خليل أحمد – محمد في التوراة والإنجيل والقرآن – دار المنار.
152. أحمد حجازي السقا – البشارة بنبي الإسلام – دار الجيل.
153. أحمد حجازي السقا – حقيقة النصرانية من الكتب المقدسة – دار الفضيلة – 1991.
154. أحمد ديدات – أساقفة إنجلترا وألوهية المسيح – المختار الإسلامي.
155. أحمد ديدات – الله في العقيدة المسيحية – المختار الإسلامي.
156. أحمد ديدات – الله في اليهودية والمسيحية والإسلام – المختار الإسلامي.
157. أحمد ديدات – المناظرة الكبرى بين الشيخ أحمد ديدات والقس أنيس شوروش (ترجمة رمضان الصفناوي) ـ المختار الإسلامي 1991.
158. أحمد ديدات – خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس (ترجمة رمضان الصفناوي) – المختار الإسلامي – 1991.
159. أحمد ديدات – محمد (صلعم) المثال الأسمي (ترجمة محمد مختار) - المختار الإسلامي – 1992.
160. أحمد ديدات – من المعمدانية : إلى الإسلام (ترجمة محمد مختار) – المختار الإسلامي – 1991.
161. أحمد ديدات – من دحرج الحجر؟ (ترجمة إبراهيم خليل أحمد) – دار المنار – 1988.
162. أحمد ديدات – مناظرة العصر (ترجمة علي الجوهري) – دار الفضيلة.
163. أحمد ديدات – مناظرتان في استوكهولم (ترجمة علي الجوهري) – دار الفضيلة.
164. أحمد ديدات - أيهما كلام الله؟ القرآن أم الكتاب المقدس– ترجمة محمد مختار ـ المختار الإسلامي – 1994.
165. أحمد ديدات - الخمر بين المسيحية والإسلام – ترجمة محمد مختار – المختار الإسلامي – 1991.
166. أحمد ديدات - القرآن معجزة المعجزات:
أ . ( ترجمة نبيل عبد السلام هارون) – مكتبة القرآن – 1992.
ب.(ترجمة المختار الإسلامي) – 1992.
167. أحمد ديدات - المسيح في الإسلام( ترجمة محمد مختار) – المختار الإسلامي – 1990.
168. أحمد ديدات -محمد e الخليفة الطبيعي للمسيح( ترجمة رمضان الصفناوي) – المختار الإسلامي – 1991.
169. أحمد ديدات - هل الكتاب المقدس كلام الله:
أ.(ترجمة إبراهيم خليل أحمد) – دار المنار- 1989.
ب.(ترجمة نورة أحمد النومان)- المختار الإسلامي.
170. أحمد ديدات، بعنوان:
أ. مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ( ترجمة علي الجوهري ) - دار الفضيلة – 1989 .
ب. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم( ترجمة رمضان الصفناوي ) - المختار الإسلامي – 1991.
171. أحمد شلبي - مقارنة الأديان– (1) اليهودية، (2) المسيحية – النهضة المصرية ط 9 – 1990.
172. أحمد طاهر - الأناجيل – دراسة مقارنة – دار المعارف – 1991.
173. أحمد عبد الوهاب – أساسيات العلوم الذرية في التراث الإسلامي – مكتبة وهبة – 1977.
174. أحمد عبد الوهاب – إسرائيل حرفت الأناجيل واخترعت أسطورة السامية – مكتبة وهبة – 1997.
175. أحمد عبد الوهاب – البرهان المبين في تحريف أسفار السابقين – مكتبة التراث الإسلامي – 1996.
176. أحمد عبد الوهاب ومصطفى بدران – المنظومات العددية في القرآن العظيم – مكتبة وهبة.
177. أحمد عثمان – مخطوطات البحر الميت – مكتبة الشروق – 1996.
178. أحمد على المجدوب – أهل الكهف في التوراة والإنجيل والقرآن – الدار المصرية اللبنانية – 1990.
179. ابن تيمية – الإسلام والنصرانية (تحقيق محمد زينهم محمد عزب) – دار القلم للتراث.
180. ابن تيمية – الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – دار البشائر الإسلامية – بيروت.
181. الميورقي، أبو محمد عبد الله الترجمان - تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب:
أ . تحقيق عمر وفيق الداعوق – دار البشائر الإسلامية – بيروت
ب . تحقيق مجدي الشهاوي – مكتبة ابن سينا.

182. الندوة العالمية للشباب الإسلامي – الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة – مكتبة السنة.
183. بدران محمد بدران – التوراة: العقل، العلم، التاريخ – دار الأنصار – 1979.
184. بسام عبد الوهاب الجابي – وقائع المناظرة بين الشيخ رحمة الله الهندي والقسيس فندر الإنجليزي – دار البشائر الإسلامية – بيروت.
185. حسن عز الدين الجمل – إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم – 1983.
186. حسني الأطير – سر مريم بين الإنجيل والقرآن – مكتبة الزهراء.
187. حسين محمد محمود عبد المطلب – مفهوم الإله عند اليهود وموقف الإسلام منه – دار الفردوس للطباعة – 1992.
188. رؤوف شلبي – بشائر النبوة الخاتمة – دار القلم.
189. رحمة الله بن خليل الهندي – إظهار الحق (جزء 1-2) – دار الجيل.
190. رشيد رضا – عقيدة الصلب والفداء – الفتح للإعلام العربي.
191. سعد الدين السيد صالح – مشكلات العقيدة النصرانية – دار الأرقم – الزقازيق.
192. سيد أحمد محسب مرسي – مقولات أهل الكتاب – دار الجيل.
193. سيف الله أحمد فاضل – إنجيل برنابا، ودراسات حول وحدة الدين عند موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام – دار القلم.
194. شارل جنبيير -المسيحية نشأتها وتطورها( ترجمة عبد الحليم محمود) – دار المعارف – 1985.
195. شافع توفيق محمود - صور من عقائد أهل الأرض - المركز العربي للنشر والتوزيع – 1985.
196. شهاب الدين أحمد بن إدريس الخرافي -الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة- تحقيق مجدي محمد الشهاوي – مكتبة القرآن – 1992.
197. عبد الرؤوف شلبي – يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء: دراسة مقارنة للمسيحية – دار ثابت.
198. عبد الراضي عبد المحسن – منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى – مكتبة التوعية الإسلامية.
199. عبد الرحمن دمشقية -الكتاب المقدس يتكلم (مترجم) – دار المنارة – 1994.
200. عبد السلام محمد – الكتاب المقدس في الميزان – دار الوفاء.
201. عبد الغني عبود – المسيح والمسيحية والإسلام – دار الفكر العربي – 1984.
202. عبد الغني عبود – اليهود واليهودية والإسلام – دار الفكر العربي – 1982.
203. علي الجوهري – المسيح في الإسلام – دار الفضيلة – 1990.
204. علي الجوهري – المناظرة الأولى: أول لقاء يجمع بين النصارى والمسلمين – مكتبة التراث الإسلامي.
205. علي الجوهري – حقيقة النصرانية من الكتب المقدسة – دار الفضيلة.
206. علي عبد العظيم – إن الدين عند الله الإسلام – مجمع البحوث الإسلامية.
207. علي عبد الواحد وافي – الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام – نهضة مصر.
208. عوض الله حجازي – مقارنة الأديان بين اليهودية والإسلام – دار الكتاب الجامعي.
209. عبد الفتاح الفاوي – المسيحية بين النقل والعقل – مكتبة الزهراء.
210. عبد الوهاب عبد السلام طويلة – الكتب المقدسة في ميزان التوثيق – دار السلام – 1990
211. كمال الصليبي – خفايا التوراة – دار الجيل.
212. ليلى سعد الدين – مثل الذين حملوا التوارة – دار الجيل.
213. محمد جلال كشك - خواطر مسلم حول: الجهاد، الأناجيل، الأقليات – دار ثابت ط2 – 1985.
214. محمد عبد الله الشرقاوي – العقائد الوثنية في الديانة النصرانية – مكتبة الزهراء.
215. محمد عبد الله الشرقاوي – رسالة راهب فرنسا إلى المسلمين – مكتبة الزهراء.
216. محمد عبد الله الشرقاوي – في مقارنة الأديان – مكتبة الزهراء.
217. محمد عبد الله الشرقاوي (تحقيق) – الرد الجميل لألوهية عيسى بصريح الإنجيل للإمام الغزالي – مكتبة الزهراء.
218. محمد عبد الله الشرقاوي (تحقيق) – المختار في الرد على النصارى للجاحظ – مكتبة الزهراء.
219. محمد عبد الله دراز – الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان – دار القلم.
220. محمد عزت الطهطاوي – النصرانية والإسلام – مكتبة النور.
221. محمد عزت الطهطاوي – رحلتي من الكنيسة إلى المسجد – مكتبة النور.
222. محمد عزت الطهطاوي - محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن – مكتبة النور – 1986.
223. محمد علي زهران – إنجيل يوحنا في الميزان – دار الأرقم – الزقازيق.
224. محمد مجدي موافي – كل الرسل جاءت بالتوحيد والإسلام، ومحمد (صلعم) خاتمهم – مطبعة إسكندرية – القاهرة – 1997.
225. محمد وصفي - المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام– دار الفضيلة – 1992.
226. محمود البرشومي – المسيح بين الإنجيل والقرآن (الكتاب الذهبي – 33) – روزاليوسف – 1987.
227. محمود حماية – التثليث بين النصرانية والوثنية – مكتبة التوعية الإسلامية.
228. مصطفى حلمي – الإسلام والأديان، دراسة مقارنة – دار الدعوة – 1990.
229. ممدوح جاد – القرآن وتصديق التوراة والإنجيل – المطبعة الفنية – 1996.
230. ممدوح جاد -المسيح في الإنجيل بشر- – المطبعة الفنية – 1993.
231. موريس بوكاي - القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة – دار المعارف – 1982.
232. يحيى محمد على ربيع - الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف – دار الوفاء – 1994.












كشاف رؤوس موضوعات البرهان



الآثار، في دراسة التاريخ
الاتزان
الأجسام المضادة:
في المناعة
في الذباب
الأحجار الكريمة:
في الماء العذب والملح
الأرض:
باطنها
الجبال واستقرارالأرض
حركتها حول نفسها
حركتها حول الشمس
دحوها
شكلها
وضعها في الكون
الاستحاضة، وتشريع العدة
الاستحمام
الاستنثار
الاستنجاء
الأسنان، نظافتها
الإشارات العلمية ـ عامة
الأظافر، تقليمها
الاعتدال في الطعام
إعجاز القرآن، نبوءاته
الإقناع العقلي
الأناجيل:
تحريفها
نبوءة محمدe فيها
انتصار الدعوة، نبوءتها
الأنعام، منبع اللبن فيها
الأنف، نظافته
الأنهار، نبوعها من الجبال
أهل الكهف:
تقليبهم أثناء النوم
مدة نومهم
موضع الكهف
الإيدز
باطن الأرض
البحر:
عدم امتزاجه بالماء العذب
اللؤلؤ منه
موجه
البَرَد
البَرَص، معجزة شفائه
البرق
البصمات
البلهارسيا
البنان
البيان القرآني، إعجازه
البيئة:
حمايتها
فسادها
التاريخ الطبيعي
تحرير العقل
تحريم بعض اللحوم



التذكية في ذبح الحيوان التربة الزراعية:
تغيرها بالري
تنوعها
فضل الارتفاع
تطابق الخلق
تطور الكون
تغطية الطعام
تقليم الأظافر
التقويم الشمسي والقمري
تلوث البيئة
تماسك الكون
التوراة:
تحريفها
نبوءة محمدe بها
الجاذبية

الجبال:
واستقرار الأرض
نبوع الأنهار منها
الجذام
الجلد، مراكز الاحساس فيه
جنس المولود
الجنين:
أغلفته
تطوره
جنسه
قراره المكين
الجوامد، زوجيتها
الجيولوجيا



الحبوب، حفظها على السنابل الحجر الصحي
الحديد:
استخلاصه
دوره في الحضارة
سبائكه
حركة الأرض
حركة الشمس
الحفريات والتاريخ الطبيعي
حفظ الرسالة
الحقائق التاريخية في القرآن
الحيض، تحريم الجماع فيه

الحيوان:
أزواج
التخاطب بينه
تذكيته في الذبح
مجتمعات
الختان
الخرافة ـ نبذها
الخلايا:
دورتها
مخلقة وغير مخلقة
الخمر
الدواء
دورات الحياة
ديدان الأرض، دورها في التربة
الذباب، ونقل المرض
الذبح، حكمة الأسلوب الإسلامي
الرائحة، بصمة للإنسان
الرسول في القرآن
الرسول والوحي
الرضاعة الطبيعية
الرعد
الرقيم في قصة أهل الكهف
الروح
الروم، نبوءة انتصارهم
الرياح

الزراعة:
تغيرات التربة بالري
حفظ الحبوب على السنابل
ديدان الأرض فيها
الزمن، نسبيته
الزنا، والأمراض التناسلية
زوجية الجوامد
زوجية الكائنات الحية
الساعة:
استحالةالتنبؤ بها
علاماتها
سبائك الحديد
السحاب:
البَرَد منه
تأليفه
إثارته
تلقيحه بالرياح
الركامي والطبقي
السماء الدنيا:
ذات الرجع
السقف المحفوظ
طبقات
السمع:
تعطيله في نوم أهل الكهف
تقديمه على البصر
سنن الفطرة
السواك
الشجر الأخضر، علاقته بالوقود
الشذوذ الجنسي
الشَّعْر
شكل الأرض
الشمس:
حركتها في الفضاء
طبيعتها
الشهب والنيازك
الصحة العامة
الصعق، بالصوت
الصلاة
الصلب والترائب
الصوت، شدته المحتملة
الصوم
الطاعون
الطاقة، دورتها
الطعام:
الاعتدال فيه
السنة في تناوله
الطفيليات
الطوب، من الطين
الظلمات الثلاث، للأجنة
العدد، في الإعجاز القرآني
العدة ، في الطلاق
العدوى
عسل النحل:
تنوعه
فوائده الطبية
علامات الساعة
العلقة
العلم والعلماء
عيسى عليه ا السلام، ما قتلوه وما صلبوه
غزو الفضاء
الغُسل
غسل اليدين
الغلاف الجوي:
سقف محفوظ
طبقاته
الفرس، نبوءة هزيمتهم
فرعون موسى
الفضاء:
أخطار الصعود فيه
الحركة فيه
القرآن، إعجاز بيانه
القرار المكين، للجنين
القمر:
أقمار الكون
أوضاعه
طبيعته
القوانين والسنن الكونية
القيامة ( انظر الساعة):
استحالة التنبؤ بها
علاماتها
مشاهدها



الكائنات الحية: زوجيتها
الماء أساسها
الكربون، دورته
الكروموسومات
الكلاب، والصحة العامة
الكواكب:
أقمارها
الحياة عليها
طول أيامها
الكون:
أبعاده
اتساعه المستمر
تجاذب أجرامه
تطوره
تماسكه
ضخامته
وضع الأرض فيه
اللبن:
غذاء كامل
منبعه في الأنعام
لبن الأم
اللحوم المحرمة
اللواط
اللؤلؤ، في الأنهار والبحار
الماء:
أساس الحياة
بقاؤه بقدرة الله
دورته
عذوبته بأمر الله
كله من المطر
الملح والعذب، لا يختلطان
محمد (صلى الله عليه وسلم):
الخطاب القرآني إليه
بشارته في التوراة والإنجيل
مرض الكَلِب
مستقبل الإعجاز
مشاهد القيامة
المضغة
المضمضة
المطر:
تكوينه
مصدر كل المياه
منابع اللبن في الأنعام
المناعة
المنهج التاريخي
المني:
تحديده لجنس الجنين
مصدره في التشريح
النطفة منه
مواد البناء
المياه الجوفية
النبات، زوجيته
نبذ الخرافة
النبوءات التاريخية
النتروجين، دورته
النجوم
النحل:
العسل منه
نسبية الزمن
نشأة الكون
النطفة
النظافة
نظافة الفم و الأسنان
النمل
نوم أهل الكهف
الوراثة
وسائل الانتقال
الوضوء
الوقود، مصدره من النبات الأخضر




[1] دسم

[2]قاموس الفيروز أبادي: النسمة أصغر الحيوان.

[3]نربط فوهة

[4]أي مغطاة

[5]المجوس

[6]أي أتركوها

[7]استقصوا قصها

[8]طعام من دقيق الحنطة والشعير

[9] جعلها هدفا للرمي

([10]) بالبحر الميت وهو مكان الهالكين من قوم لوط (أيسر التفاسير).

([11]) ترى هنالك في الأرض ما يدل على النشأة الأولى. . . كالحفريات التي يتتبعها بعض العلماء اليوم ليعرفوا منها خط الحياة، كيف نشأت ؟ وكيف انتشرت ؟ وكيف ارتقت؟ . . . وكيف وجد فيها أول كائن حي، ويكون ذلك توجيها من الله للبحث عن نشأة الحياة الأولى، والاستدلال بها عند معرفتها على النشأة الآخرة (الظلال)، تحث على السير في الأرض ليكشفوا عن كيفية بدء خلق الأشياء من حيوان ونبات وجماد، فإن آثار الخليقة الأولى منطبعة بين طبقات الأرض وعلى ظهرها، وهي لذلك سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدئها حتى الآن (المنتخب).

([12]) يظهر أن الآية الكريمة تشير إلى أن جسم فرعون سيبقى محفوظا ليراه الناس (منذ) . . . في أواخر القرن ال13 قبل الميلاد الأسرة 19 (يعتقد أنه) منفتاح بن رمسيس (المنتخب).

([13]) وانظر مصداق ذلك أيضاً في كتاب: القرآن معجزة المعجزات لأحمد ديدات، في ذكره لطبعات حديثة من الإنجيل برسم القرآن، ونظام السور والآيات فيه، وكذلك ما جاء في الوقائع المنشورة لمؤتمر التنصير العالمي، بكلورادو 1986.

([14]) سئل حذيفة رضي الله عنه عن قول الله تعالى: ] اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [ هل عبدوهم؟ قال : لا ولكن أحلوا لهم الحرام فاستحلوه وحرموا عليهم الحلال فحرموه.

([15]) قال كعب في ذكر صفاته (صلى الله عليه وسلم) في التوراة: مولده مكة وهجرته بطابة وملكه بالشام، وأمته الحمّادون يحمدون الله على كل حال. . . إلا أن قال: يصلون حيثما أدركتهم الصلاة، صفهم في الصلاة كصفهم في القتال.

([16]) كعبد الله بن سلام فقد قال: والله إني لأعلم أن محمدا رسول أكثر مما أعلم أن فلانا ولدي (أيسر التفاسير).

([17]) كان رسول الله e يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك لسانه وشفتيه مخافة أن ينفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله الآية . . . قال ابن عباس : فكان رسول الله e بعد ذلك إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق واستمع، فإذا ذهب قرأه كما وعد الله عز وجل (الصفوة)، كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزل عليه القرآن يحرك به لسانه يريد أن يحفظه، فأنزل الله تعالى . . . الآية . . . رواه الترمذي (أيسر التفاسير).

([18]) ذهب معظم المفسرين ـ قبل اكتشاف المنطقة ـ إلى أن الرقيم هو لوح كان مكتوبا فيه أسماء أهل الكهف وأنسابهم وقصتهم.

([19]) معجزة شاهدة بربانية هذا الكتاب . . . الأحوال والظروف والملابسات والعوامل، التي تقلبت على هذا الكتاب في خلال هذه القرون، ما كان يمكن أن تتركه مصونا محفوظا لا تتبدل فيه كلمة، ولا تحرف فيه جملة، لولا أن هناك قدرة خارجة عن إرادة البشر، أكبر من الأحوال والظروف والملابسات والعوامل، تحفظ هذا الكتاب من التغيير والتبديل، وتصونه من العبث والتحريف . . . (مثل) ما صنعته الفرق في الحديث وما ترتب عليه من جهد لغربلة السنة، وفي تأويل معاني القرآن، ولكنها عجزت عن تحريف (نص) القرآن، ثم أعداء هذا الزمن . . . والكيد للمسلمين ودين الله، وقدروا على تزوير التاريخ. . . ولكنهم لم يقدروا على شيء واحد ـ والظروف الظاهرية كلها مهيأة له ـ لم يقدروا على إحداث شيء في هذا الكتاب المحفوظ (الظلال)، قالت العلماء: لما وكل الله تعالى حفظ التوراة والإنجيل إلى أهل الكتاب في قوله ] بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ [ أضاعوه فزادوا فيه ونقصوا منه، ولما تولى الله تعالى حِفْظَ القرآن حَفِظَه فلم يُزَدْ فيه حرف ولم يُنْقَص منه حرف (أيسر التفاسير).

([20]) ولقد صدقهم الله وعده، فكشف لهم عن آياته في الآفاق خلال القرون الأربعة عشر التي تلت هذا الوعد، وكشف لهم عن آياته في أنفسهم، وما يزال يكشف لهم في كل يوم عن جديد (الظلال)، سنريهم دلائلنا بصحته في نواحي الأرض وفي أنفسهم أي وفي مجتمعهم (المفسر)، وما ظهر لحَدّ الآن من كشوفات في الآفاق وفي الأنفس مما أشار إليه القرآن ما هو أعجب . . . شاهد قوي على صدق القرآن وأنه الحق من عند الله (أيسر التفاسير).

([21]) آياته، أي: في أنفسكم وفي غيركم (أيسر التفاسير).

([22]) لقد كذبوا بالوحي بالقرآن وصدق ما فيه من الوعد والوعيد : لقد كذبوا بهذا وليس لديهم من علم يقوم عليه التكذيب، ولما يأتهم تأويله الواقعي بوقوعه (الظلال)، بل كذب هؤلاء المشركون وسارعوا إلى الطعن به قبل أن يفقهوه ويتدبروا ما فيه، والناس دائما أعداء ما جهلوا (الصفوة)، من غير أن يتدبروا ويعلموا ما فيه، فلم ينظروا فيه بأنفسهم، ولم يقفوا على تفسيره وبيان أحكامه بالرجوع إلى غيرهم (المنتخب)، بل كذبوا بشيء لم يعرفوه ولم يجئهم تأويله بعد (المفسر).

([23]) ظهيرا، أي عونا ونصيرا.

([24]) أم يقولون تقوله؟ : أي اختلق القرآن وكذبه من تلقاء نفسه (أيسر التفاسير).

([25]) حديث: (كان النبي يُحْرَس بالليل فلما نزلت هذه الآية ترك الحرس، وقال: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله) (الترمذي).


([26]) -لرادك إلى معاد- لرادك إلى الأرض التي اعتدتها، وهي مكة، أو من مصدر -عاد- (المفسر)، وعد من الله بفتح مكة (الصفوة)، وهو العودة إلى مكة . . . وإلى الجنة بعد وفاتك لأنك دخلتها ليلة عُرج بك إلى السماء (أيسر التفاسير).

([27]) نزلت بعد صلح الحديبية سنة ست من الهجرة وهو في طريقه عائد مع أصحابه إلى المدينة النبوية، وقد خالط أصحابه حزن وكآبة حيث صُدوا عن المسجد الحرام . . . (أيسر التفاسير).

([28]) في بعض الروايات أنها في النضر بن الحارث يشتري كتب أساطير الفرس ويجلس في طريق الذاهبين إلى رسول الله e . . .، ولكن النص أعم . . . إذا صح أنه وارد فيه . . . (الظلال)، وروي أن النضر بن الحارث كان يشتري المغنيات، فلا يظفر بأحد يريد الإسلام، إلا انطلق إلى قينته المغنية، فيقول لها : أطعميه واسقيه الخمر وغنيه، ويقول: هذا خير مما يدعوك إليه. . . (الصفوة)، النضر بن الحارث الكلدي يشتري لهو الحديث أي الغناء إذ كان يشتري الجواري المغنيات ويفتح ناديا للهو والمجون ويدعو الناس إلى ذلك ليصرفهم عن الإسلام حتى لا يجلسوا إلى نبيه ولا يقرأوا كتابه (أيسر التفاسير).

([29]) الأولى انتصار الفرس في بلاد الشام بقيادة خسرو ابرويز أو خسرو الثاني، المعروف بكسرى، على الروم بقيادة هيراكليوس الصغير المعروف بهرقل عام 614م واستولى على أنطاكية ثم دمشق، ثم حاصروا بيت المقدس وأحرقوها ونهبوها وذبحوا، ودمروا كنيسة القيامة، ورد هرقل الكرة عليهم في معركة على أرض أرمينية عام 622م (الأول من الهجرة)، كان فاتحة انتصارات الروم (المنتخب)، وفي حديث رواه ابن جرير بإسناده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كانت فارس ظاهرة على الروم، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ؛ وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، وهم أقرب إلى دينهم . فلما نزلت : ألم. غلبت الروم (الآية) قالوا: يا أبا بكر إن صاحبك يقول: إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين. قال: صدق . قالوا: هل لك أن نقامرك (قبل تحريم الرهان) فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين . فمضت السبع ولم يكن شيء، ففرح المشركون بذلك، فشق على المسلمين، فذكر ذلك للنبي e فقال: ما بضع سنين عندكم، قالوا: دون العشر، قال: اذهب فزايدهم وازدد سنتين في الأجل . قال: فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس، ففرح المؤمنون بذلك (الظلال).

([30]) قال البيضاوي: المراد بالفساد الجدب وكثرة الحرق والغرق، ومحق البركات وكثرة المضار (الصفوة)، كالجدب والأمراض المجتاحة، وحوادث الغرق، وطغيان الأنهار، والزلازل، بما كسبت أيدي الناس من الذنوب (المفسر)، الحرق والقحط والآفات وكساد التجارة والغرق، بسبب جرائم وآثام الناس (المنتخب).

[31]أن يخص إنسانا بالسلام بدلا من إفشائه.

([32]) كورت الشمس: جمع ضوؤها وصار كالكرة (الوسيط)، قال أبو عبيدة : كورت مثل تكوير العمامة تلف فتمحى، وقال قتادة: كورت ذهب ضوؤها، وهو قول الفراء (اللسان)، قد يعني برودتها وانطفاء شعلتها وانكماش ألسنتها الملتهبة، واستحالتها من غاز حراراته 12000 ° . . . إلى حالة تجمد مثل قشرة الأرض . . . قد يكون هذا، وقد يكون غيره (الظلال).

([33]) نثر الشيء: رمى به متفرقا، وانتثر : تفرق (الوسيط).

([34]) تفجير البحار: يحتمل غمرها لليابسة، كما يحتمل تفجير مائها إلى عنصريه الأكسجين والإيدروجين، فتتحول مياهها إلى هذين الغازين، كذلك يحتمل تفجير ذرات هذين الغازين (الصواب: الإيدروجين فقط) كما يقع في تفجير القنابل . . . والهيدروجينية اليوم، أو أن يكون بهيئة أخرى غير ما يعرف البشر (الظلال).

([35]) كشطه كشطا: أزاله عنه، يقال كشط الجلد عن الذبيحة (الوسيط)، وكشف الغطاء عن الشيء: قلعه ونزعه وكشفه عنه (اللسان).

([36]) طوى الشيء طيا: ضم بعضه على بعض، أو لف بعضه فوق بعض (الوسيط).

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القرآن الكريم ، البرهان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نحن من يسئ للإسلام نور الإسلام المقالات 0 14-09-2012 05:48 PM
النصرانية بين التحريف والتخلف العلمي مزون الطيب لاهوتيات 0 01-02-2012 06:11 PM
تطور المنهج العلمي في الكتابات التاريخية نور الإسلام المكتبة العامة 0 12-01-2012 07:20 PM
مهارات البحث العلمي نور الإسلام المكتبة العامة 0 12-01-2012 07:19 PM
البرنامج العملي للذة العبادة نور الإسلام هدي الإسلام 0 11-01-2012 09:02 PM


الساعة الآن 09:31 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22