صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم

الإسلام والعالم رصد ومتابعة أخبار الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم

رمضان بورما.. "اللهم عليك بالماغ ومن ناصرهم"

أحمد عبد السلام " اللهم إنا مستضعفون مقهورون فانصرنا.. اللهم عليك بالبوذيين الماغ ومن ناصرهم.. اللهم أهلك الظالمين وكل جبار متكبر اللهم عليك بهم فإنهم لايعجزونك"... بهذا الدعاء استقبل نحو

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-2012 ~ 08:34 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رمضان بورما.. "اللهم عليك بالماغ ومن ناصرهم"
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


المسلمون حول العالم

أحمد عبد السلام
" اللهم إنا مستضعفون مقهورون فانصرنا.. اللهم عليك بالبوذيين الماغ ومن ناصرهم.. اللهم أهلك الظالمين وكل جبار متكبر اللهم عليك بهم فإنهم لايعجزونك"... بهذا الدعاء استقبل نحو 10 ملايين من أقلية "الروهينغا" المسلمة معظمهم يعيش في إقليم الراخين بميانمار (بورما سابقا) صيام أول أيام شهر رمضان المبارك، رافعين أكف الضراعة أن ينتقم لهم من جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، والتي تدعمها الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد، بعد ما ارتكبوه بحقهم على مدار الأسابيع الماضية من قتل وتعذيب وتهجير وطرد وحرق، حتى أبادوا قرى يقطنها مسلمون بكاملها، في ظل صمت عالمي مريب.

وفيما كان ينتظر مسلمو بورما من العالم أن يتحرك لوقف المذابح التي يتعرضون لها، فوجئوا بالرئيس الأمريكي باراك أوباما يأمر قبل أيام من حلول شهر رمضان الكريم بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على بورما اقرارا بما قال أنه تقدم أحرزته هذه البلاد في مجال الديمقراطية، ضاربا عرض الحائط باستغاثات وآهات الملايين من مسلمي بورما في ظل ما يتعرضون له من حملة إبادة من قبل الطبقة الحاكمة التي تطالب بضرورة ترحيلهم، وطردهم من البلاد للحفاظ على غالبيتهم البوذية.
مسلمو بورما يستقبلون رمضان هذا العام فيما تغشاهم حالة من القلق وتنتابهم حالة من الحزن ليس فقط على أحبائهم وإخوانهم وذويهم الذين قتلوا ولا على ديارهم الذي شردوا منها ولا بسبب أنهم يبيتون ليلتهم وهم لا يعرفون إن كان سيطلع عليهم النهار أم لا، ولكن كل ما يقلقهم أن يحافظوا على بقعة لطالم رفع فيها اسم الله على مدار قرون، داعين الله أن في الوقت نفسه أن يتقبل صيامهم وقيامهم وأن يلهمهم الصبر على ما يلاقونه، ويرحم ذويهم ممن لقوا حتفهم على أيدي جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة.
وفي ظل ما يتعرض له مسلمو بورما من مذابح ، ورغم ما كانوا يواجهونه على مدار السنوات الماضية من تضييق عليهم في العبادة، فإنهم يحرصون قدر استطاعتهم أن يحيوا شهر رمضان بتلاوة القرآن الكريم في المساجد نهارا، وأداء صلاة التراويح في الليل، ليناموا بعد صلاة التراويح مباشرة، ثم يستيقظون في وقت السحور، وبعد الفجر يبدأون أعمالهم.
وبينما كان يحرص مسلمو بورما على إعداد أطعمة معينة على مائدة الإفطار خلال الشهر الكريم، أشهرها "لوري فيرا" والذي كان يعد من الخبز والأرز بطريقة خاصة، لا يعرف بعد ما إذا كانت جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة ستمهل المسلمين خلال شهر مضان المبارك لإعداد أطعمتهم الخاصة وأداء عباداتهم وإحياء الشهر الكريم ، أم سيواصلون مسسلسل الإبادة والاضطهاد الذي أعادوا إحيائه الشهر الماضي، بدعم من الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد، تحت مزاعم واداعاءات لم تثبت صحتها.
وكان الهجوم الأخير على أقلية "الروهينغا" المسلمة، قد بدأ في أعقاب إعلان الحكومة أنها ستمنح بطاقة "المواطنة" للعرقية الروهنغية المسلمة في إقليم "راخين"، ''آراكان" سابقاً، غربي البلاد، حيث رأت جماعة الماغ" المتطرفة أن هذا الإعلان بمثابة استفزاز لمطامعهم في إقليم "راخين" ، الذي لطالما حلموا بأن يكون إقليم خاص بهم لا يسكنه غيرهم، وهو ما أثار غضبهم لإدراكهم أن هذا سيؤثر في حجم انتشار الإسلام بالمنطقة، فخططوا لإحداث الفوضى، فهاجموا حافلة تقل 10 مسلمين، وعذبوهم وقتلوهم، ثم ادعوا أنهم فعلوا ذلك ردا على قيام ثلاث مسلمين باغتصاب فتاة بوذية وقتلها في مايو الماضي، مما أدّى لاندلاع أحداث عنف، وساندت الحكومة البوذيين، حيث اعتقلت 4 مسلمين بزعم الاشتباه في تورطهم في قضية الفتاة، الأمر الذي شجع البوذيين المتطرفين إلى شن المزيد من الهجمات على مسلمي الإقليم، أسفرت عن مقتل قرابة نحو أكثر من ألفي مسلم وتشريد أكثر من 90 ألفا آخرين، بحسب ما كشفت عنه رئاسة الشؤون الدينية التركية في بيان رسمي، فضلا عن تدمير أكثر من 20 قرية و1600 منزل، ما أدى إلى تنفيذ أكبر عملية فرار جماعي إلى دولة بنغلاديش المجاورة.
ونددت العديد من المنظمات والجهات الإسلامية بالمجازر البشعة التي ترتكب بحق المسلمين في بورما وطالبت بحمايتهم، ومن بين المنددين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومقره الدوحة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة علماء فلسطين، وجبهة علماء الأزهر.
وبدلا من أن توقف الحكومة مساندتها للماغ وتحمي المسلمين، صعد رئيس ميانمار ثين سين بنفسه من الحرب ضد مسلمي البلاد داعيا إلى تجميع أقلية الروهينغا المسلمة الذين لا تعترف بهم الدولة في معسكرات لاجئين أو طردهم من البلاد.
وقال سين خلال لقاء مع المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انتونيو جيتيريس إنه "ليس ممكنا قبول الروهينجيا الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية وهم ليسوا من أثنيتنا"، واعتبر أن الحل الوحيد في هذا المجال هو إرسال الروهينيجيا إلى المفوضية العليا للاجئين لوضعهم في معسكرات تحت مسئوليتها، في مؤشر على أن ما يحدث في البلاد ليس عنفا طائفيا، وإنما هو تطهير عرقي مدعوم من الدولة.
وعمليات العنف والتطهير ضد أبناء أقلية "الروهينغا" ليست وليدة اليوم، فقد تعرض مسلمي ميانمار لمذبحة كبرى عام 1942 على يد البوذيين "الماغ"، راح ضحيتها أكثر من 100 ألف مسلم، وشرد مئات الآلاف، كما تعرضوا للطرد الجماعي المتكرر خارج البلاد بين أعوام 1962 و1991، حيث طرد قرابة 1.5 مليون مسلم إلى بنجلادش، ولذا غالبا ما تحدث أعمال العنف اتجاه المسلمين في ولاية "راخين" الواقعة على الحدود مع بنجلاديش.
ويصل عدد سكان ميانمار إلى أكثر من 50 مليون نسمة، منهم 15 في المائة من المسلمين، يتركز نصفهم في "راخين"، وقد وصل الإسلام إلى الإقليم في القرن التاسع الميلادي، وأصبح حينها دولة مسلمة مستقلة، إلى أن احتله ملك بوذي بورمي يدعى "بوداباي" عام 1784، وضمه إلى ميانمار.
وتاريخيا فإن شعب "الروهينغيا" سبق أن كون مملكة دام حكمها 350 عاماً من 1430 إلى 1784، حيث شكلت أول دولة إسلامية عام 1430 بقيادة الملك سليمان شاه، وحكم بعده (48) ملكا مسلما على التوالي، وفي عام 1824، احتلت بريطانيا ميانمار، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية، وفي عام 1937 جعلت بريطانيا ميانمار مع "أراكان" مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها بالإمبراطورية آنذاك، وانفصلت ميانمار التي كانت تسمى "بورما"، عن الإدارة الهندية في الأول من أبريل عام 1937 إثر اقتراع حول استقلالها.
وكان دستور عام 1948 يعتبر "الروهينغيا" وبقية مسلمي البلاد الذين ينحدر أسلافهم من الهند وبنجلاديش، مواطنين بورميين إلى أن انتقلت مقاليد السلطة إلى العسكر في انقلاب عام 1962، وما لبث أن تدنت وضعيتهم بموجب دستور 1974 الذي لم يعترف بهم مواطنين أصليين، فكان أن حرم معظم "الروهينغيا" والمسلمين الآخرين المواطنة، واعتبروا من ثم أشخاصاً بلا وطن.
ونتيجة لذلك الحرمان عانى المسلمون في ميانمار، وما زالوا، شتى أنواع التمييز في الصحة والتعليم والسفر والتوظيف وحتى الزواج، فضلا عن أن الحكومة تقوم بإحداث تغييرات جذرية في التركيبة السكانية لمناطق المسلمين، فلا توجد أي قرية أو منطقة إلا وأنشأت فيها منازل للمستوطنين البوذيين سلمتهم السلطة فيها.
ولا تعترف ميانمار بوجود الأقلية الأراكانية المسلمة بأراضيها، وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين أو غرباء، وقد أخذت معاناة المسلمين "الروهينغا" منحى جديداً مع تطبيق قانون الجنسية الجديد عام 1982، فبموجب هذا القانون حرم المسلمون من تملك العقارات وممارسة أعمال التجارة وتقلد الوظائف في الجيش والهيئات الحكومية، كما حرموا من حق التصويت في الانتخابات البرلمانية، وتأسيس المنظمات وممارسة النشاطات السياسية، وتعبر الأمم المتحدة أقلية الروهينغا إحدى أكثر الأقليات تعرضًا للاضطهاد في العالم.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمون حول العالم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالصور والفيديو..الدستور يرصد "رمضان في كوريا الجنوبية" نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 16-07-2013 07:41 PM
الأمم المتحدة تتهم بورما بتعذيب أقلية "كاشين" نور الإسلام الإسلام والعالم 0 20-02-2013 06:16 AM
السعودية تدين حملة "التطهير العرقي" ضد مسلمي بورما مزون الطيب أخبار منوعة 0 07-08-2012 11:34 AM
20 ألفا إجمالي الانتهاكات بحق مسلمي بورما و"العفو" تخرج عن صمتها نور الإسلام الإسلام والعالم 0 23-07-2012 08:29 AM
مجزرة مسلمى "بورما".. تشعل ثورة "الفيس بوك" نور الإسلام أخبار منوعة 0 08-07-2012 05:55 AM


الساعة الآن 05:22 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22