صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > هدي الإسلام

هدي الإسلام معلومات ومواضيع إسلامية مفيدة

الرد على سلسلة تدليس بعنوان : ( مقارنة بين الإسلام و المسيحية )

مقــدمــــــة : · طالعتنا إحدى المنتديات المسيحية بما أسمته " مقارنة بين الإسلام والمسيحية " وبالطبع نحن نرحب بالحوار فى هذا الموضوع شريطة أن يكون أسلوب العرض حيادياً يحترم فيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-2013 ~ 05:25 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي الرد على سلسلة تدليس بعنوان : ( مقارنة بين الإسلام و المسيحية )
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


مقــدمــــــة :
· طالعتنا إحدى المنتديات المسيحية بما أسمته " مقارنة بين الإسلام
والمسيحية " وبالطبع نحن نرحب بالحوار فى هذا الموضوع شريطة أن يكون أسلوب العرض حيادياً يحترم فيه " الكاتب " ذكاء القارئ ولا يحاول أن يستدرجه – بسذاجة - إلى جهة دون أخرى وذلك باستخدام أساليب التدليس المعروفة والتي أصبحت لا تخفى على الأطفال ومنها ليّ أعناق النصوص أو بترها أو تحريفها عن مفهومها أو سياقها ... الخ .
· إن من يمتلك عقيدة صلبة وصحيحة لا يحتاج بالطبع لنشرها أن يتبع أسلوب هدم عقائد الآخرين أولاً ثم البناء على أنقاضها ولا يتبع أيضا أسلوب " لكى تبيض صفحتك يجب أن تسود صفحات الآخرين " ..... وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه القمص زكريا بطرس– قبل استبعاده بعد أن ثبت فشله – حيثقدم سيادته للإسلام ودون أن يدرى خدمه جليلة بل وساعدت تدليساته أيضا في نشر الإسلام ....... إنما تنشر العقيدة الصحيحة نفسها عن طريق الطرح الموضوعي و الصحيح لها .
· ولذلك واحتراماً لذكاء القارئ ولعدم الإطالة سأقوم أولاً بعرض بعضاً مما ورد في المقارنة المذكورة - فالبعض طبعاً يعبر عن الكل – وسيكون هذا هو موضوع الفصل الأول ..... حيث سيلمس القارئ مدى الأخطاء التي وردت في هذه المقارنة بالإضافة إلى أنها تناولت فرعيات العقيدة ولم تتعرض إلى صلب وأساس كل عقيدة .... الأمر الذي يدفعنا إلى ضرورة أن نعرض فيما بعد بإذن الله جدول مقارنة بين بعضا مما ورد في كل من الكتاب المقدس والقرآن الكريم بموضوعية وحيادية وذلك فيما يتعلق بصلب وأساس هذه العقائد وليس القشور والفرعيات و سيكون هذا هو موضوع الفصل الثاني.


الفصل الأول : عرض للمقارنة المنشورة في إحدى المنتديات النصرانية بين الإسلام والمسيحية

أولاً : التحزب في الإسلام والمسيحية :
· حاول الكاتب اتهام الإسلام بأنه يدعو إلى التحزب واستدل على ذلك بقوله تعالى { أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } المجادلة -22 , وقوله تعالي
{ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } المائدة -56 .
· بينما تدعو المسيحية إلى عدم التحزب بدليل ما ورد في رومية 2/8
" وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ، شِدَّةٌ وَضِيقٌ،... "
· وفي هذا المقام نود أن نوضح :
1) لن نتعرض للفقرة التي استشهد بها الكاتب من كتابه المقدس احتراما لعقائد الآخرين وعدم تجريحهم فهذا مبدأنا , وإذا كانت عقيدة الكاتب أن المسيحية تدعو إلى عدم التحزب فإن عقيدة محمد أخو المسيح عليهما السلام تدعو أيضاً لعدم التحزب والتفرق .
2) إذن فما هو مفهوم " حزب الله " الوارد في الآيات التي ساقها الكاتب ... إن الأمر ببساطة أن القرآن قرر أن البشرية ستتجمع تحت لوائين لا ثالث لهما وهما :

vاللواء الأول و أسماه حزب الله :
§ وتحته سيتجمع البشر تحت راية الحق ومنهج الله فقط فلا نسب ولا صهر ولا أهل ولا قرابة ولا وطن ولا جنس ولا لون ولا عصبية ولا قبلية ولا قومية إنما هي العقيدة والعقيدة وحدها .
§ فمن انحاز إلى حزب الله ووقف تحت راية الحق فهو وجميع الواقفون تحت هذه الراية أخوه في الله { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } " الحجرات -10 " تختلف ألوانهم و أوطانهم وعشائرهم ... ولكنهم يلتقون في الرابطة التي تؤلف حزب الله فتذوب الفوارق كلها تحت هذه الراية الواحدة .
§ ومن البديهي أن من سيقف تحت هذا اللواء هو الرابح والغالب " أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " ... " فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ " ومن البديهي أيضاً أن يكون مثواه في النهاية الجنة .

vاللواء الثاني و أسماه حزب الشيطان :
§ { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } " فاطر 6" .
§ وهذا الحزب في مقابلة الحزب الأول " حزب الله " .
§ وسيقف تحت هذا اللواء من استحوذ عليهم الشيطان فوقف تحت راية الباطل و استسلم لما يمليه عليه الشيطان , ولا يخفى على القارئ ماذا يمكن أن يكون منهج وأفعال من ينتمون لهذا الحزب
§ هذا ومن البديهي أن من سيقف تحت هذا اللواء هو الخاسر والهالك وسيكون مثواه في النهاية النار وبئس المصير .
§ {... أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } " المجادلة 19" .
3) هكذا الأمر ببساطة.....نعم هكذا ببساطة.... لواء للحق وآخر للباطل ... حزب الله وفي المقابل حزب الشيطان .
4) فإذا كان الأمر كذلك فهل هناك نصوصاً قرآنية تدعوا إلى التجمع وعدم التفرق والتشتت والتشرذم والتحزب..... ؟
5) الإجابة ... نعم ... إذن فما هي تلك النصوص على سبيل المثال لا الحصر
· { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } " المؤمنون 52-53 " .
· { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
" الروم 32 " .
· { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ... } " آل عمران 103 "
6) سامح الله الكاتب فقد يكون لا يدري ذلك أما إن كان يدري فنسأل الله له المغفرة و العافية......

v ولكن على صعيد آخر أود أن أهمس في أذن " الكاتب " ( حتى لا يسمعنا أحد ) لأذكّره بما نسبه إنجيل متى للسيد المسيح 15/22-27 في احتقاره للمرأة الكنعانية بل ووصفها بالكلبة وذلك عندما جاءته تسترحمه في أن يشفي ابنتها فلم يجبها إلا بعد أن طلب من معه أن يصرفها لأنها تصيح ورائهم !! فأجاب السيد المسيح أنه لم يرسل إلا إلى خراف....؟؟! بني إسرائيل الضالة , فأتت المرأة و سجدت له وكررت طلبها فأجابها " ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب " , وبالتالي كل من ليس يهودياً ( أى خارج هذا الحزب ) فهو من الكلاب , فردت المرأة في عبارات ذل وامتهان على ذلك : " نعم يا سيد و الكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقطمن مائدة أربابها "

ثانياً : الخطأ في الإسلام و المسيحية :
حاول الكاتب أن يوهم القارئ أن أي خطأ في الإسلام هو شيء تافه ومسموح به , ولا داعي للالتفات إليه أو اعتباره بدليل ما ورد في سورة الأحزاب-5
{ ... وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ ... } .
أما في المسيحية فإن كل إنسان سيحاسب أمام الله على أعماله بدليل ما ورد في رومية 14/12 " فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ. "
وفي هذا المقام نود أن نوضح :
1) بالطبع كل إنسان سيحاسب أمام الله عن أعماله بدليل قوله تعالى – على سبيل المثال لا الحصر- { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } " الزلزلة 7-8 " , وأيضاً قوله تعالى { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } " القارعة 6-11 " , وأيضاً قوله تعالي { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } " المدثر 38 " .
2) إذن فما هو معنى الآية التي أوردها الكاتب { ... وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ ... } " الأحزاب 5 "
3) لقد أقتطع وبتر الكاتب – كالعادة – كلمات من الآية من السياق وعما قبلها وما بعدها ... إذن وما هو ذلك ... إنه ..{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } .
4) ومعني هذه الآية هو ( أنسبوا هؤلاء الأولاد " بالتبني " لآبائهم الحقيقيين فذلك أعدل عند الله فإن لم تعلموا آبائهم المنتسبين إليهم فهم إخوانكم في الدين ونصراؤكم ولا أثم عليكم حين تنسبونهم إلى غير آبائهم خطأ ( أي دون تعمد ) ولكن الإثم فيما تقصده وتتعمده قلوبكم بعد أن تبين لكم الأمر ... هذا والله يغفر لكم خطأكم هذا – الغير متعمد – ويقبل بالطبع توبة متعمدكم ) ... تفسير المنتخب .
5) هكذا الأمر ببساطة دون بتر للسياق أو إخفاء أجزاء لازمة و مكمله بهدف إخراج الكلمات عن مضمونها و النص عن سياقه.
6) إن الخطأ غير المتعمد ... غير المتعمد ... غير المتعمد ... بالطبع يتجاوز الله عنه, ولكن سيحاسب الإنسان منا عن خطئة المتعمد ... فهل يطلب الكاتب ضرورة عدم تجاوز الله عن الخطأ غير المتعمد ومحاسبة الإنسان عليه ومعاقبته وهو خارج نطاق معرفته أو سيطرته أو اختياره ........؟؟
7) و أعتقد أنة لا يوجد في أي عقيدة أخرى صحيحة ما ينص على أن الله سيعاقب " غير المتعمد " ويلحق به العذاب إلا إذا أخبرنا الكاتب بخلاف ذلك فله منا الشكر حينئذ .

ثالثا: السجود في الإسلام والمسيحية :
حاول الكاتب أيضاً إرسال رسالة للقارئ بأن السجود في الكتاب المقدس يكون لله وحده بدليل ما ورد في إنجيل متى 4/10 " للرب وحده تسجد " أما في الإسلام فأن السجود يكون لغير الله بدليل قوله تعالى في سورة البقرة 34 { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ } .
وفي هذا المقام نود أن نوضح :
1) إن السجود بمفهومه الشامل يكون على وجهين :

v الوجه الأول : سجود عباده وتعظيم وتقرب إلى من سُجد له ,وهذا لا يكون إلا لله وحده في جميع الشرائع السماوية :
§ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ... }
" الحج 77 ".
§ { ... لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ ... } " فصلت 37 " .
§ { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ... } " الرعد 15 " .
§ { فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } " النجم 62 " .
وأيضاً ما تفضل وذكره الكاتب في إنجيل متى 4/10 بخصوص ذلك
" للرب وحده تسجد " .
v الوجه الثاني :
§ سجود تحية وتكريم ويكون بالانحناء وليس بوضع الوجه على الأرض – كما ورد في تفسير الجلالين -الوجيز- لهذه الآية على سبيل المثال.
§ وهذا السجود هو الذي أمر الله به الملائكة لآدم فسجدوا له تكريماً واحتراماً لصنع الله الذي أتقن كل شيء , وهذا السجود من الملائكة هو عبادة لله سبحانه وحده بطاعتهم له إذ أمرهم بسجود التحية والتكريم وليس سجود عبادة لآدم – على النحو الذي حاول الكاتب أن يوهم به القارئ .
§ وسجود التحية والتكريم كان جائزا في الشرائع السابقة نذكر منها : سجود أخوة يوسف عليه السلام له كما ورد في الكتاب المقدس و القرآن الكريم :
1) التكوين 42/6 " فَأَتَى إِخْوَةُ يُوسُفَ وَسَجَدُوا لَهُ بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ.
2) سورة يوسف 100 { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا ... }
§ هذا وقد سجد الأنبياء أيضاً في الكتاب المقدس لغير الله - لكن القرآن الكريم لم يذكر شيئاً عن ذلك السجود :

1) التكوين 23/7 " فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِشَعْبِ الأَرْضِ، لِبَنِي حِثَّ" .
2) الخروج 18/7 " فَخَرَجَ مُوسَى لاسْتِقْبَالِ حَمِيهِ وَسَجَدَ وَقَبَّلَهُ ".
3) صموئيل الأول 24/8 " ثُمَّ قَامَ دَاوُدُ بَعْدَ ذلِكَ وَخَرَجَ مِنَ الْكَهْفِ وَنَادَى وَرَاءَ شَاوُلَ قَائِلاً: يَا سَيِّدِي الْمَلِكُ. وَلَمَّا الْتَفَتَ شَاوُلُ إِلَى وَرَائِهِ، خَرَّ دَاوُدُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. "
4) سفر الملوك الأول 1/ 22- 23 " وَبَيْنَمَا هِيَ مُتَكَلِّمَةٌ مَعَ الْمَلِكِ، إِذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ دَاخِلٌ. فَأَخْبَرُوا الْمَلِكَ قَائِلِينَ: "هُوَذَا نَاثَانُ النَّبِيُّ. فَدَخَلَ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ.".

2) أما في الشريعة التي جاء بها خاتم النبيين محمد – صلى الله عليه وسلم – فلا يجوز السجود فيها إطلاقا لغير الله.

3) الآن اتضحت الصورة وهي بخلاف ما حاول الكاتب أن يوصله للقارئ سامحه الله وغفر له .

رابعاً: المال في الإسلام والمسيحية :-
حاول الكاتب أن يبين أن نظرة المسيحية للمال ..هو أنه أصل لكل الشرور وأنه يضل عن الإيمان ويسبب الأوجاع لمن يبتغيه بدليل ما ورد في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس 6/10 " لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ. " أما في الإسلام فإن الأمر غير ذلك ... ولماذا... لأنه قد ورد في سورة الكهف -46 { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
وفي هذا المقام نود أن نوضح :
كما هي العادة يبتر الكاتب- وأمثاله - النص من سياقه ومما قبله وما بعده ... إذن فما هو النص الكامل ؟ ... إنه ... { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا } .
· وما معنى هذا – كما ورد بصفوة التفاسير مثلاً - :
أي أن الأموال والأولاد هما زينة – مجرد زينة – لهذه الحياة الفانية ذاك مثلها وهذه زينتها فالكل إلى فناء وزوال لا يغتر بها إلا الأحمق الجهول ... ثم ماذا ؟ ... " وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا " , أما أعمال الخير والأعمال الصالحة فتبقى ثمرتها أبد الآباد فهي خير ما يؤمله الإنسان ويرجوه عند الله .
· هكذا الأمر ببساطة ...نعم هكذا ببساطه... وليس بالطبع على النحو الذي ادعاه " الكاتب " بان الإسلام يدعو إلى التكالب على الدنيا وزينتها فقط من أموال وأولاد ............
· ولكن في المقابل..... فإن منهج الإسلام متكامل لا يغفل عن تلبيه متطلبات الفطرة البشرية السليمة ولذلك ورد في سورة القصص -77 { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ... } فالإنسان مستخلف في عمارة الأرض ورقيها وتقدمها وتحقيق السعادة والخير للبشرية والذي قد يكون المال الحلال أحد الدعائم المطلوبة له ... ولم لا... إذا كان ذلك وفق المنهج الذي حدده الخالق للبشر... ولذلك فأننا لا يمكن أن نحصر المال في أنه دافعاً للشر فقط - كما أفاد الكاتب - لأنه في أحوال أخرى يكون أساسا للخير والبناء والتنمية للأمم مادام حلالاً , ورحم الله من قال :
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يبن ملك علي جهل وإقلال
· سامح الله الكاتب لبتره للنصوص لخدمة إدعاءاته .


المصدر http://www.ebnmaryam.com/vb/t188865.html
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة بعنوان صبغة الإسلام في العلم والتعليم نور الإسلام خطب إسلامية 0 02-04-2014 07:24 AM
سبيل الإسلام في الرد على الشبهات نور الإسلام هدي الإسلام 0 30-01-2014 10:27 AM
الاحتكار دراسة فقهية مقارنة مزون الطيب كتب ومراجع إسلامية 0 09-02-2012 01:36 PM
شبهة سيطرة الشيطان و السجود للأصنام - دراسة مقارنة مزون الطيب هدي الإسلام 0 30-01-2012 05:37 PM
رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نور الإسلام لماذا أسلموا؟؟ 0 10-01-2012 11:51 AM


الساعة الآن 11:44 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22