صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > هدي الإسلام

هدي الإسلام معلومات ومواضيع إسلامية مفيدة

فضل صوم شهر رمضان

كتبته الأمة الفقيرة لعفو ربها أم الليث بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-2013 ~ 07:42 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي فضل صوم شهر رمضان
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


كتبته الأمة الفقيرة
لعفو ربها
أم الليث



بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلله فلا هادي له ، وأشهد أنّ لا إله إلا وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا  عبده ورسوله ، أما بعد:
فإنّ أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد  وشرّ الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار ، أما بعد:

في كل عام يأتينا ضيف عزيز علينا بالخير الكثير ، ولا يبقى معنا إلا شهرا واحدا ، ثم يفارقنا … يأتينا كل عام ، ولسنا ندري أندركه أم تأتينا المنية قبل مجيئه …فمن اغتنم أوقاته خاصة عند مجيئه ولم يضيعها غنم ، ومن ضيّع وقته في اللعب والنوم ندم …يفارقنا فيترك في قلوبنا الحسرات والعبرات … يا ترى أأعمالنا حظيت بالقبول … يا ترى أأعتقنا الله من النيران …يا ترى هل سيبلغنا ربنا رمضان …

قال الأخ الكريم "خير الدين وانلي" ، حفظه الله ورعاه وأمد الله في عمره وشفاه:

رمضـان أقبل يا أولي الألبــــاب *** فاستقبلوه بعد طول غيـاب
عـام مضى من عمرنــا في غفلـة *** فتنبهوا فالعمر ظل سحـاب
وتهيّــؤوا لـتـصبـّر ومشـقّـة *** فأجور من صبر بغير حساب
الله يجزي الصـــــائمين لأنهـم *** من أجله سخِروا بكل صعاب
لا يدخل الريـان إلا صــــائم *** أكرم بباب الصوم في الأبواب
ووقــاهم المولى بحرّ نهـــارهم *** ريح السموم وشر كل عذاب
وسقوا رحيـق السلسبيــل مزاجه *** من زنجبيل فـاق كل شراب
هذا جـزاء الصـائميـن لربهــم *** سعدوا بخير كرامة وجنـاب
الصوم جنة صــائم من مـــأثم *** ينهى عن الفحشاء والأوشاب
الصوم تصفيــد الغـــرائز جملة *** وتحرر من ربقة برقـــاب
ما صـام من لم يرع حق مجــاور *** وأخوة وقرابة وصحـــاب
ما صام من أكل اللحــوم بغيبة *** أو قال شرا أو سعى لخراب
ما صام من أدى شهادة كــاذب *** وأخلّ بالأخلاق والآداب
الصوم مدرسة التعفف والتــقى *** وتقارب البعداء والأغراب
الصوم رابطة الإخــاء قويــة *** وحبال ودّ الأهل والأصحاب
الصوم درس في التساوي حـافل *** بالجود والإيثار والترحاب
شهر العزيـمة والتصبر والإبـا *** وصفاء روح واحتمال صعاب
كم من صيام ما جنى أصحــابه *** غير الظما والجوع والأتعاب
ما كل من ترك الطعام بصــائم *** وكذاك تارك شهوة وشراب
الصـوم أسمـى غاية لم يرتــق *** لعلاه مثل الرسل والأصحاب
صـام النبي و صحبــه فتبرؤوا *** عن أن يشيبوا صومهم بالعاب
قوم هم الأملاك أو أشبـاههــا *** تمشي وتأكل دُثّرت بثياب
صقل الصيام نفوسهم وقلــوبهم *** فغدوا حديث الدهر والأحقاب
صـاموا عن الدنيا وإغراءاتهــا *** صاموا عن الشهوات والآراب
سار الغزاة إلى الأعـادي صُوّما *** فتحوا بشهر الصوم كل رحاب
ملكوا ولكن ماسهوا عن صومهم *** وقيامهم لتلاوة وكتاب
هم في الضحى آساد هيجاء لهم *** قصف الرعود وبارقات حراب
لكنهم عند الدجى رهبـــانه *** يبكون ينتحبون في المحراب
أكرم بهم في الصائمين ومرحبـا *** بقدوم شهر الصِّيد والأنجاب


أسأل الله العظيم أن يبلغنا رمضان ، ونحن نتمتع بالصحة ، والعافية ، والأمن ، والفراغ
كما أسأله تعالى أن لا يحرمنا من فضله وأن يمن علينا بمغفرته وعفوه


الأمة الفقيرة لعفو ربها

أم الليث


تعريف الصيام
الصيام في اللغة :
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :"مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك ، ومنه قوله تعالى :{فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما} الآية
فقوله : صوما : أي إمساكا عن الكلام بدليل قوله {فإما ترين من البشر أحدا } أي إذا لم تري أحدا فقولي {إني نذرت للرحمن صوما} يعني إمساكا عن الكلام {فلن أكلم اليوم إنسيا} ، ومنه قولهم : صامت عليه الأرض إذا أمسكته وأخفته "(1)

الصيام في الشرع:
قال الشيخ العثيمين :" فهو التّعبّد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
ويجب التفطّن لإلحاق كلمة التّعبّد في التعريف لأنّ كثيرا من الفقهاء لا يذكرونها بل يقولون : الإمساك عن المفطرات من كذا إلى كذا وفي الصلاة يقولون هي : أقوال وأفعال معلومة ولكن ينبغي أن نزيد كلمة التعبّد حتى لا تكون مجرّد حركات أو مجرّد إمساك بل تكون عبادة" (2)




=========
(1) الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ العثيمين رحمه الله (الجزء 6/كتاب الصيام
(2) الشرح الممتع على زاد المستقنع


حقيقة الصيام


قال الشيخ ابن القيم رحمه الله تعالى :
"أما الصوم فناهيك به من عبادة تكفّ النفس عن شهواتها وتُخرجها عن شبَه البهائم إلى شبه الملائكة المقرّبين فإنّ النفس إذا خُلّيت ودواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم ، فإذا كُفّت شهواتها لله ، ضُيِّقت مجاري الشيطان وصارت قريبة من الله بترك عادتها وشهواتها ، محبّة له ، وإيثارا لمرضاته ، وتقرُّبا إليه ، فيدع الصائم أحبّ الأشياء إليه وأعظمها لُصوقا بنفسه من الطعام والشراب والجماع من أجل ربه ، فهو عبادة ، ولا تُتصوّر حقيقتها إلا بترك الشهوة لله ، فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهواته من أجل ربه ، وهذا معنى كون الصوم له تبارك وتعالى ، وبهذا فسّر النبي  هذه الإضافة في الحديث فقال :"يقول الله تعالى :كلّ عمل ابن آدم يُضاعف الحسنة بعشرة أمثالها ، إلا الصوم ، فإنه لي ، وأنا أجزي به ، يدع طعامه وشرابه من أجلي " حتى إنّ الصائم ليُتصوّر بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلا في تحصيل رضا الله
وأيُّ حُسنٍ يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسِر الشهوة وتقمع النفس وتُحيي القلب وتُفرحه ، وتُزهِّد في الدنيا وشهواتها ، وتُرغِّب فيما عند الله ، وتُذكّر الأغنياء بشأن المساكين وأحوالهم وأنهم قد أُخِذوا بنصيب من عيشهم فتُعطِّف قلوبهم عليهم ، ويعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكرا
وبالجملة ، فعون الصوم على تقوى الله أمر مشهور ، فما استعان أحد على تقوى الله وحِفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم ، فهو شاهد لمن شرعه وأمر به بأنه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه إنما شرعه إحسانا إلى عباده ورحمة بهم ،ولطفا بهم لا بُخلا عليهم برزقه ولا مجرّد تكليف وتعذيب خالٍ من الحكمة والمصلحة بل هو غاية الحكمة والرحمة والمصلحة وأنّ شرع هذه العبادات لهم من تمام نعمته عليهم ورحمته بهم "(3)

=============
(3) مفتاح دار السعادة ، بتحقيق علي حسن عبد الحميد ، ومراجعة الشيخ بكر أبو زيد (2/322





أقسام الصيام فضل صوم  شهر رمضان frown.gif4)

الصيام قسمان : فرض وتطوع
والفرض ينقسم ثلاثة أقسام :
1-صوم رمضان
2-صوم الكفارات
3-صوم النذر

فضل الصيام

"جاءت آيات بينات محكمات في كتاب الله المجيد تحض على الصوم تقربنا إلى الله عز وجل وتبين فضائله ، كقوله تعالى : ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظون فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أغد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما" (الأحزاب 35) وقوله جل شأنه :"وأن تصومواخير لكم إن كنتم تعلمون" (البقرة 184)
وقد بين رسول الله  في الثابت من السنة أن الصوم حصن من الشهوات ومن النار جنة وأن الله تبارك اسمه خصه بباب من أبواب الجنة وأنه يفطم الأنفس عن شهواتها ويحبسها عن مألوفاتها فتصبح مطمئنة وهذا الأجر الوفير والفضل الثر الكبير تفصله الأحاديث الصحيحة الآتية أحسن تفصيل وتبينه أتم بيان" (5)




================
(4) فقه السنة للسيد سابق
(5) صفة صوم النبي  في رمضان لعلي حسن وسليم الهلالي


1)الصوم ينشئ التقوى في القلوب:
يظهر هذا واضحا جليا انظر إلى قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ترى أن الله فرض علينا الصوم لينبت التقوى في قلوبنا ، والله إنما يكرم العباد لتقواهم فهو سبحانه لا ينظر إلى صور العباد وأشكالهم بل إلى قلوبهم التي هي محل التقوى وأعمالهم القائمة على أساس من التقوى ، ولذلك كان التفاضل عند الله بها "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"(الحجرات 13) ، وهذه الغاية المرادة بالصوم هي الغاية من العبادات جميعا كما نص الله تعالى على ذلك بعد أمره للناس جميعا بعبادته وحده "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون" ... والصيام بما فيه من استجابة لأوامر الله ، ومسارعة لرضاه وترك لمحبوبات النفوس ومطلوباتها بدون رقابة سوى رقابة الله ، ينشئ التقوى في القلوب وبصلاح القلوب تصلح الأعمال ، وبصلاح القلوب والأعمال تصلح الأمة التي جعلها الله قائدة لركب الإنسانية وهادية إلى سبيل الرشاد "(6)
2)يوفى الصائم أجره بغير حساب :
لما كان الصوم سرا بين العبد وربه –إذ لا يطّلع على صدق العبد في هذا غير خالقه – كان الثواب والأجر عليه لا يدخل تحت القاعدة التي يحاسب الناس بها الحسنة بعشر أمثالها" كما يقول عليه السلام ،إنما الذي يقدر أجر الصائم هو الله وحده ، يقول عليه السلام فيما يرويه عن الله عز وجل :" كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " (7) ذلك أن الصوم من الصبر والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب وكان السلف يسمون شهر الصوم شهر الصبر







================
(6)الصوم في ضوء الكتاب والسنة لعمر سليمان الأشقر بتصرف
(7)حديث قدسي رواه البخاري في صحيحه

3)الصوم يبعد عن النار(8):
قد بيّن رسول الله  أن الجنة محفوفة بالمكاره وأنّ النار حفّت بالشهوات فإذا تبيّن أن الصوم يقمع الشهوات ويكسر حدتها وهي التي تقرب من النار ، فقد حال الصيام بين الصائم والنار لذلك جاءت الأحاديث مصرّحة بأنه حصن من النار ، قال :"ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفا"(9) وقال :"الصيام جنّة يستجنّ بها العبد من النار" (10) ، وقال :"من صام يوما في سبيل الله جعل بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض"
4)الصوم يدخل الجنة :
علمنا أن الصوم يباعد صاحبه من النار ، فهو إذن يدنيه من بحبوحة الجنة ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، دلّني على عمل أدخل به الجنة ، قال : عليك بالصوم ، لا مثل له"(11)
5)باب خاص للصائمين في الجنة: (12)
من تكريم الله للصائمين أن خصهم سبحانه بباب خاص بهم لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقول عليه الصلاة والسلام :إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ،فإذا دخلوا أغلق ،فلم يدخل منه أحد(فإذا دخل آخرهم أغلق ومن دخل شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا) ، ولما كان الصائم من أشد ما يعانيه العطش ، فقد سمى باب الصائمين باسم الريّان للدلالة على ما سيصير إليه حالهم من الري


==================
(8)صفة صوم النبي  في رمضان لعلي حسن وسليم الهلالي (الصوم جنة)
(9) رواه الشيخان
(10)رواه أحمد عن جابر ، وأحمد عن عثمان وهو حديث صحيح
(11)أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح
(12) الصوم لعمر سليمان الأشقر




6)الصيام يمنع من الذنوب :
الصيام جنة ووقاية يقي العبد الذنوب والمعاصي ، والبغيض من الكلام والسيء من الفعال ، وبذلك يتقي العبد النار ، يقول الرسول :"والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب"(13)
والرفث: الفاحش من الكلام ، والنهي عن الجهل نهي عن أفعال أهل الجهل ، كالصياح والسفه والتعدي فالصيام حصن منيع يحصن الإنسان من الشيطان وخطواته ويمنع صاحبه من أن ينزلق في الأقذار والأرجاس ويبالغ الرسول  في توجيه الصائم إلى الأمثل والأفضل حين يأمره بأن لا يرد السيئة بمثلها إذا ما أسيء للقائم بالصيام ، يقول عليه السلام :"وإن امرؤ قاتله –أي الصائم-أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم مرتين(14)
وبذلك يتبيّن لنا مدى الخطأ الذي يقع فيه كثير من المسلمين باعتقادهم أن الصوم يبرر الخطأ وضيق الصدر ، فكم سمعنا من قائل يقول لمن أصابه ضرر من أحد الصائمين دعه إنه صائم ، وهذا خطأ فاحش ناشئ من الجهل بدين الله"
ومن كتاب صفة صوم النبي  في رمضان :" ولقد أمر رسول الله  من اشتدت عليه شهوة النكاح ولم يستطع الزواج بالصيام وجعله وجاء(15) لهذه الشهوة لأنه يحبس قوى الأعضاء عن استرسالها ، ويسكن كل عضو منها ، وكل قوة ويلجمها بلجامه ، فقد ثبت أن له تأثيرا عجيبا على حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة ، لهذا كله قال :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة (16) فليتزوج فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (17)





===============
(13) و (14) رواه البخاري
(15) المراد قطع شهوة النكاح
(16)الباءة: هي المقدرة على الزواج بكافة أنواعها
(17)رواه الشيخان عن ابن مسعود

7)للصائم فرحتان:
بشرى للذين يصومون إيمانا واحتسابا فالعاقبة حميدة والقدوم على الله مفرح ،"للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" (18)
8)طيب ريح فم الصائم :
ومن عجائب الصوم وفضائله أنّ ما يكرهه الناس من ريح فم الصائم يكون عند الله طيبا محبوبا ، قال :"والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"(19)
9)الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما :
قال :"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي ربّ منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه ،قال فيشفعان (20)
10)الصيام كفارة :
ومما ينفرد به الصيام من فضائل ، أن الله جعله من كفارات حلق الرأس في الإحرام لعذر من مرض أو أذى في الرأس ، وعدم القدرة على الهدي ، وقتل المعاهد ، وحنث اليمين ، وقتل الصيد في الإحرام والظهار كما هو مبين في الآيات الآتية: قال تعالى :"وأتموا الحج والعمرة لله ، فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ، ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب"






===============
(18)متفق عليه
(19)رواه البخاري
(20)رواه أحمد وغيره وهو حسن

وقال تعالى :"وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق ففدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما" ، وقال تعالى :"لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تشكرون" ، وقال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام" ، وقال تعالى :"والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم"
11)الصيام يكفر فتنة الرجل في أهله وماله وجاره :
يشترك الصيام والصدقة في تكفير الرجل في ماله وأهله وجاره
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال :"فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة"(21)

فضل شهر رمضان

رمضان شهر خير وبركة حباه الله بفضائل كثيرة مبينة كالآتي :
1)شهر القرآن :
أنزل الله عز وجل كتابه المجيد هدى للناس وشفاء للمؤمنين يهدي للتي هي أقوم وبيّن سبيل الرشاد ، في ليلة القدر من شهر رمضان الخير ، قال ذو العرش المجيد :"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه"


===============
(21)متفق عليه

2)فتح أبواب الجنان :
في هذا الشهر المبارك يقل الشر في الأرض ، حيث تصفّد وتشد مردة الجن بالسلاسل والأغلال والأصفاد فلا يخلصون إلى إفساد الناس كما كانوا يخلصون إليه في غيره ، لاشتغال المسلمين بالصيام الذي فيه قمع الشهوات ، وبقراءة القرآن وسائر العبادات التي تهذّب النفوس وتزكيها ، قال رب العزة :"كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"لذلك تغلق أبواب جهنم وتفتح أبواب الجنان لأن العمل الصالح كثير والكلم الطيب وفير ، قال :"إذا جاء رمضان فتّحت أبواب الجنة (وفي رواية أبواب الرحمة) وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين.. وكل ذلك يتم في أول ليلة من الشهر المبارك لقوله:"إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابا وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابا ، وينادي مناد : ياباغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة(22)
2)تصفيد الشياطين :
من الحديث السابق
3)إغلاق أبواب النيران :
من الحديث السابق
4)العتق من النار:
من الحديث السابق
5)لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة :
قال :"إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها فيستجاب له"(23)
6)استجابة الدعاء:
من الحديث السابق


===============
(22)سنن الترمذي
(23)رواه البزار ورجاله ثقات


6)غفران الذنوب :
لو كان على الصائم ذنوب كزبد البحر غفرت له بسبب هذه العبادة الطيبة المباركة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  قال :"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"(24) وعنه  قال :" الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"(25)، وعنه رضي الله عنه أن النبي  صعد المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين ، قيل : يا رسول الله : إنك صعدت المنبر فقلت : آمين ، آمين ، آمين؟ فقال :"إن جبريل عليه السلام أتاني فقال :من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ،قل آمين،فقلت: آمين"(26)
7)من الصديقين والشهداء:
عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي  فقال يا رسول الله ! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس ، وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممّن أنا؟ قال :"من الصديقين والشهداء"(27)
8)شهر القيام:
قال :"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"(28)







==============
(24)متفق عليه
(25)رواه مسلم وغيره
(26)أخرجه ابن خزيمة
(27)أخرجه ابن حبان
(28)متفق عليه



9)فيه ليلة القدر:
أكرم يوم عند الله هو في الشهر الذي أنزل فيه القرآن فيجب أن يخص بعمل زائد ويشهد لهذا ما جاء في تحري ليلة القدر وتخصيصها بمزيد من العمل
ليلة القدر خير من ألف شهر : 83 سنة ... ومن منا يضمن أنه سيعيش 83 سنة وأنه سيعمل فيها الخير ... انظروا إلى هذا الخير الكثير الذي خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم ... خير من ألف شهر ... خير من 83 سنة ... فأكثروا من الخير
قال :"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه ، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله :"أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم"(29) ، وعن أنس بن مالك قال : دخل رمضان فقال رسول الله :"إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا كل محروم"(30)

ماذا يفعل الصائم في رمضان

1)قراءة القرآن وحفظه وأن يجود الناس بالخير:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي  أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يغرض عليه النبي  القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة(31)





==========
(29)سنن النسائي
(30)سنن ابن ماجه
(31)صحيح البخاري

2)الاعتمار في رمضان :
قال رسول الله  لامرأة من الأنصار :"إذا كان رمضان فاعتمري ، فإن عمرة فيه تعدل حجة "(32)
وفي رواية :"عمرة في رمضان كحجة معي"(33)
3)إطعام الصائمين:
"من فطّر صائما كان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيئا"(34)
يعطي الله تعالى هذا الأجر لكل من فطّر صائما ولو على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن
4)التنافس في الخير :
ثبت عن رسول الله  أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان :"جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله "(35)
وقال تعالى :"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" في الخير والصالحات فالجنة درجات
5)صلاة التراويح:
وفيها من الخير الكثير ، من اجتماع الناس ، والدعاء ، والقيام
6)العزم الصادق على التوبة النصوح:
والندم على ما فات من التقصير في جنب الله فوالله إنها لفرصة ثمينة أن يبادر المسلم إلى التوبة العاجلة قبل أن يفاجئه الأجل
7)التقليل من النوم:
رمضان شهر ويمضي والمكثر من النوم مضيع لوقته المنادي ينادي : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر(36)



==========
(32)سنن النسائي
(33)المعجم الكبير
(34)سنن الترمذي وغيره
(35)رواه الطبراني
(36)صحيح ابن خزيمة
8)تنظيم الوقت :
بحيث لا يطغى جانب عن جانب ، فالتوسط والاعتدال مطلوب في جميع شؤون حياتنا
9)حفظ الصيام عن كل ما يفسده:
من السماع المحرم كالغناء والنظر المحرم والابتعاد عن الكلام البذيء والسباب واللعن والغيبة والنميمة ونواقصه ، قال :"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "(37) وقال جابر رضي الله عنه :"إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع عنك أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء"


أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل كل ما كتبت وكل ما أكتب خالصا لوجهه وسبيلا لنيل مرضاته والفوز بجناته (آمين)



وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الأمة الفقيرة لعفو ربها
أم الليث


==========
(37)صحيح البخاري
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رمضان في المغرب نور الإسلام أخبار منوعة 0 14-07-2013 04:45 PM
رمضان في النمسا نور الإسلام الإسلام في أوروبا 0 14-07-2013 04:42 PM
قبل رمضان نور الإسلام هدي الإسلام 0 21-06-2013 02:55 PM
بين يدي رمضان نور الإسلام هدي الإسلام 0 19-05-2013 07:27 AM
بين يدي رمضان نور الإسلام هدي الإسلام 0 19-05-2013 07:27 AM


الساعة الآن 01:13 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22