صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > هدي الإسلام

هدي الإسلام معلومات ومواضيع إسلامية مفيدة

شرح حديث: كيف أنت إذا أخذ الناس موت

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال رحمه الله تعالى: من أحاديث النهي عن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-2014 ~ 10:16 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي شرح حديث: كيف أنت إذا أخذ الناس موت
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الناس, حديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



قال رحمه الله تعالى: من أحاديث النهي عن السعي في الفتنة.

وَلِأَبِي دَاوُدَ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَسَعْدَيْكَ! وَذَكَرَ اَلْحَدِيثَ قَالَ فِيهِ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخَذَ اَلنَّاسَ مَوْتٌ, تَكُونُ اَلْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ , يَعْنِي: اَلْقَبْرَ: قُلْتُ: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, أَوْ قَالَ: مَا يَخْتَارُ اَللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ أَوْ قَالَ: تَصْبِرُ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَسَعْدَيْكَ! قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ! إِذَا رَأَيْتَ أَحْجَارَ اَلزَّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بِالدَّمِ قُلْتُ: مَا يَخْتَارُ اَللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي قَالَ: شَارَكْتَ اَلْقَوْمَ إِذًا قَالَ: قُلْتُ: فَمَاذَا تَأْمُرُنِي قَالَ: تَلْزَمُ بَيْتَكَ قُلْتُ: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي قُالْ: فَإِنْ خَشِيتَ أَنْ يُبْهِرَكَ شُعَاعُ اَلسَّيْفِ, فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ, يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وإثمه »1 .

زَادَ اِبْنُ مَاجَهْ: « كَيْفَ أَنْتَ وَجَوَائِحُ تُصِيبُ اَلنَّاسَ, حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ, فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ, وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ قُلْتُ: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, أَوْ يَخْتَارُ اَللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ »2





الحمد لله, وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ورسوله وعلى آله وصحبه.

مضمون هذا الحديث قد تقدم؛ وهو النهي عن السعي في الفتنة, والمشاركة في الفتنة.

« قال: كيف بك يا أبا ذر إذا أخذ الناس موت يكون البيت فيه الوصيف »3 الوصيف: الخادم. يعني: يكون البيت بوصيف,. + بوصيف, يعني يكون, فسر البيت بالقبر, وفسر بالبيت المعروف بالمسكن فسر بهذا، -يعني- يقع إذا أخذالناس موت يكون البيت بوصيف -يعني- يكون القبر يشترى بوصيف؛ لأنها تضيق الأرض بكثرة الموتى, فلا يحصل الإنسان على قبر يدفن فيه ميته؛ إلا بوصيف. هذا قول في تفسير هذه العبارة, وقيل: بل هو البيت.. المسكن. ومعناه: يعنى أن البيت.+ المساكن حتى يشترى البيت العالي المسكن بوصيف؛ لكثرة -يعني- بسبب كثرة الموت يزهد الناس في البيوت, ويقل الطلب عليها -على المساكن-. فهذان قولان متقابلان -يعني- فسر البيت بالغلاء, بغلاء البيت الذي يسكنه الميت في القبر, أو بكساد البيوت التي يسكنها الناس.

« قال: قلت: الله ورسوله أعلم »4 أو قال:يعني « ما يختار الله لي ورسوله »5 . يعني: ما يختار الله لي ورسوله. قال: فاصبر. هذا هو الواجب على الإنسان عند المصائب العامة والخاصة, الواجب الصبر, والتسليم لأقدار الله, والإيمان بأن ما يجري هو بقدره سبحانه وتعالى. هذا هو الواجب. يقول: ثم قال: « كيف بك إذا غرقت أحجار الزيت بالدم »6 فسرت أحجار الزيت بأحجار الحرة التي في المدينة, أحجار الزيت كأنها معروفة بهذا الاسم, وهذا كناية عن كثرة القتل, والذي يؤدي إلى أن تغرق هذه الأحجار بالدم -يعني- الأمر عظيم. فسر ذلك فسره بعضهم بوقعة الحرة, موقعة عظيمة دامية, وذلك في خلافة يزيد بن معاوية, عندما كان من أهل المدينة -يعني- خروج عليه أو عدم طاعة له, فأرسل إليهم جيشا استباح المدينة -نسأل الله السلامة-, وهذا مما يستدل به على أن الخروج عن الأئمة له آثارعصيبة وشديدة وأخطار كبيرة, وشواهد هذا في التاريخ كثيرة. « قال: قلت: الله ورسوله أعلم, أو قال: ما يختار الله لي ورسوله »4 أي: ما اختار الله لي ورسوله. ثم قال: « آخذ سيفي وأحمله على عاتقي؟ قال: إذاً شاركت القوم »7 لاقت سيفك, فيوشك أن تقتل به, قال: « فما تأمروني؟ قال: تلزم بيتك »8 هذا الشاهد شاهده ما تقدم, كونوا أحلاس بيوتكم, الزم بيتك؛ حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية -فيما سبق- تلزم بيتك. قال: « فإن دخل علي بيتي؟ »9 قال: دعه أو كما قال: « يبوء بإثمه وإثمك »10 حتى قال: « فإن بهرك شعاع السيف فألقي ثوبك على وجهك »11 يعني: أصبر ولا تقاتل ولا تقاوم, وتقدمت الإشارة إلى أن هذا -يعني- يشرع في الفتنة. أما في الفتنة فإنه يجوز للإنسان أن يدفع عن نفسه كما جاء في الحديث الصحيح « قلت: يا رسول الله.. أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: لا تعطه مالك. قال: إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: إن قتلته؟ قال: هو في النار »12 أما في الفتنة فالأفضل هو الكف وعدم الدفع, والمعروف عند أهل العلم إن هذه الأوامر يعني محمولة على الاستحباب والأفضلية؛ وإلا فمن دفع وإلا فيجوز أن يدفع الإنسان عن نفسه يجوز؛ لكن الأفضل في الفتنة ألا يدافع ويسلم ويصبر. نعم.

اقرأ الحديث مرة ثانية.



وَلِأَبِي دَاوُدَ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَال رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْت:ُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَسَعْدَيْكَ! وَذَكَرَ اَلْحَدِيثَ قَالَ فِيهِ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخَذَ اَلنَّاسَ مَوْتٌ, تَكُونُ اَلْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ , يَعْنِي: اَلْقَبْرَ »13 .

يعني: القبر. هذا تفسير لعله من أحد الرواة, ولعل هذا يرجحه إذا كان, وهو محتمل. نعم.

« قُلْتُ: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, أَوْ قَالَ: مَا يَخْتَارُ اَللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ أَوْ قَالَ: تَصْبِرُ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَسَعْدَيْكَ! قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ! إِذَا رَأَيْتَ أَحْجَارَ اَلزَّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بِالدَّم قُلْتُ: مَا يَخْتَارُ اَللَّهُ »4 .

يجوز في الجواب أن يقول الإنسان لداعيه الذي يحترمه أن يقول له: لبيك, أو لبيك وسعديك. هذا جواب, جواب يتضمن -يعني- المبادرة, والطاعة, والاستجابة. نعم.

« قُلْتُ: مَا يَخْتَارُ اَللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي »14

. « قال: عليك بمن أنت منه »15 أو « بمن أنت فيه »16 يعني: كن مع أهلك وعشيرتك, ولا تشارك في الفتنة؛ ولا تشارك المقاتلة في قتالهم. نعم. « قُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي قَالَ: شَارَكْتَ اَلْقَوْمَ إِذًا قَالَ: قُلْتُ: فَمَاذَا تَأْمُرُنِي قَالَ: تَلْزَمُ بَيْتَكَ قُلْتُ: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي قُال: فَإِنْ خَشِيتَ أَنْ يُبْهِرَكَ شُعَاعُ اَلسَّيْفِ, فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ, يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ »17 .

زَادَ اِبْنُ مَاجَهْ: هذا يشهد له ما تقدم, قال: « فإن جاءني ودخل علي بيتي؟ قال: كن كخير ابني آدم »18 وهنا قال: « فألق ثوبك على وجهك, يبوء بإثمك وإثمه »19 فهذه الأحاديث متطابقة الدلالة على أنه يشرع الكف في الفتنة والاعتزال والصبر. نعم. زَادَ اِبْنُ مَاجَهْ:

« كَيْفَ أَنْتَ وَجَوَائِحُ تُصِيبُ اَلنَّاسَ, حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ, فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى بيتكَ, وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ قُلْتُ: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, أَوْ يَخْتَارُ اَللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ »20 .

هذا اللفظ في الحقيقة فإنه متضمن معنى أيضا الكف في قال: وكيف بك إذا أصباب الناس جوائح. الجوائح: هي المهالك, والآفات المبيدة التي تجتاح الناس. بحيث يقول: لا تستطيع أن تنهض من فراشك لمسجدك, أو كنت بمسجد لا تستطيع أن تنهض إلى فراشك -يعني- يسقط في أيدي الناس, هل يصبح الإنسان ما يستطيع من شدة الهول, وشدة المصاب وعظم المصاب. قال: « فما تأمرني؟ قال: عليك بالعفة »21 العفة تشمل الكف -يعني- معناها: الكف عن الحرام, وفي هذا السياق عليك بالعفة -يعني- تفعل مشاركة أهل الباطل في باطلهم, وأهل الفتنة في فتنتهم, فيعود هذا السياق أو هذا المعنى إلى ما سبق. والله أعلم. نعم.




1 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
2 : ابن ماجه : الفتن (3958).
3 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
4 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
5 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
6 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
7 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261).
8 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
9 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
10 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
11 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
12 : مسلم : الإيمان (140).
13 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
14 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
15 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
16 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
17 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
18 : أبو داود : الفتن والملاحم (4259) , وابن ماجه : الفتن (3961).
19 : أبو داود : الفتن والملاحم (4261) , وابن ماجه : الفتن (3958).
20 : ابن ماجه : الفتن (3958).
21 : ابن ماجه : الفتن (3958).
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الناس, حديث:


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح حديث كيف بكم وبزمان يغربل الناس فيه غربلة نور الإسلام هدي الإسلام 0 13-07-2014 10:05 AM
ما هي حاجة الناس للأنبياء ؟. نور الإسلام هدي الإسلام 0 26-05-2013 07:06 AM
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-02-2012 01:46 PM
أعمى يعير الناس بالرمد مزون الطيب نصرانيات 0 17-01-2012 02:59 PM
حتى تكون أسعد الناس نور الإسلام أخبار منوعة 1 09-01-2012 04:36 PM


الساعة الآن 08:54 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22