صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة السابعة

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.. وقفة على أسباب مخالفة الفرس لمناسبات وأعياد المسلمين وحقيقة كرههم للرئيس الراحل (صدام حسين).!؟ \ الحلقة السابعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2014 ~ 11:52 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة السابعة
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


معايشة, الحلقة, الدرداء:, السابعة, ايران.!؟, سنوات, فريدة, وتجربة





أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.. وقفة على أسباب مخالفة الفرس لمناسبات وأعياد المسلمين وحقيقة كرههم للرئيس الراحل (صدام حسين).!؟ \ الحلقة السابعة



الأربعاء, 05 كانون2/يناير 2011 00:06 خاص بالمرابط \ أبو الدرداء


من الأمور التي كانت تثير في نفسي الحيرة والتساؤل وتغرس في وجداني السهام تلو السهام وفي مدى إيماني بالله تعالى وبكتابه الكريم هو ما أعيشه على أرض الواقع وما بين ما تقوله الآية الكريمة: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة} فكل ما أجده في إيران ضيق وحرج وعسر وشدة وتمييز ومحاربة في الرزق والمعيشة وإمتهان للحرية والكرامة، وقد كان يشاركني هذا الشعور العديد من العراقيين من غير "المسفرين"، وقد إرتد الكثير منهم عن (دينهم) لهذا السبب، ولا أقصد أنهم تركوا التشيع وإنما كفروا بالله تعالى وبالدين كله، فالدين الذي تربوا عليه ولم يتسنى لهم أن يعرفوا أو يفهموا غيره هو هذا الدين الصفوي الذي يصدره أحفاد كسرى أنوشروان. وهكذا فقد عاشوا في إيران عيشة الصعاليك، وتشتتوا إلى الشرق والغرب بطرق أدت إلى أن يفقد الكثير منهم حياتهم، وسأتحدث لكم عن ذلك بشيء من التفصيل في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
نعود إلى تلك الآية الكريمة، فقد زال كل ذلك العجب والتساؤل والإستغراب والحيرة عندما علمت بأنني لم أكن "مهاجراً" في سبيل الله أصلاً وإنما في سبيل خيانة الله والدين والوطن، ومن أجل أعين الفرس العنصريين المجوس.
أن الفرس يتعاملون مع الإسلام من منطلق تعاملهم مع العرب، فلو أن هذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث من غير العرب وأن أمة تكلفت وتحملت عبء نشره غير أمة العرب لكان للفرس مع الإسلام تعاملاً وشأناً آخر مختلف تمام الإختلاف. إن الخطأ الجسيم الذي وقع ويقع فيه العرب هو أنهم ومن حيث يأمرهم دينهم بذلك فإنهم يتعاملون مع الفرس تعاملاً إسلامياً صرفاً بكل ما تحمله سماحة الإسلام الحنيف ظناً منهم بأن الفرس مسلمون، وأن الإختلاف معهم لا يعدو عن كونه إختلافاً في الفقه لا غير، بل ويحارب الإسلاميون العرب كل دعوة قومية، بل وقد يكفَرون كل من يمكن أن يحمل في قول أو فعل أية دلالة قومية. وكلما قال أحد كلمة "الفرس" قال له أحد المسلمين مستشهداً بالآية الكريمة: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} حاملاً على الإطلاق أن الفرس كلهم أتقياء ولكنهم يتفاوتون بدرجة (التقوى) ومنكراً على كل من يشير إلى تعدد تلك الشعوب والقبائل التي أشار إليها القرآن الكريم.
بل أن هؤلاء الذين يتشدقون بـ"لا قومية الإسلام" فإنهم لا يثيرهم ذكر أية أمة من الأمم مثلما تثيرهم كلمة "الفرس"، فقل ما شئـت...هندياً، باكستانياً، بنغالياً، تركياً، فلا ضير ولا حرج، ولكنك عندما تقول "الفرس" فقد أصبحت من دعاة العنصرية والقومية وخرجت عن دين المسلمين.
إن السبب في ذلك يكمن في أن لا يد لأحد من أي من الأمم والشعوب مثلما للفرس المجوس من يد في الإسلام، فقد أوغلوا في مجوسيتهم في الإسلام حتى صارت المجوسية ديناً عند البعض يدافع عنها مستميتاً جهاراً عياناً، بينما لم ولن تجد أحداً من المسلمين من يدافع عن "نزعة تركية" أو "هيمنة إندونيسية" أو "نعرة أفغانية" أو "عادات ماليزية" مثلما يفعل أولائك المتسيلمون الصفويون المندسون ما بين المسلمين العرب.
لقد آن للعرب "رغم أن ذلك متأخر جداً" أن يحيوا عروبة الإسلام، ولا أقول إسلام العروبة، فلم يكن إختيار الله تعالى للعرب نبياً وصحابة ولغة رسالة وأمة ركبت البوادي والبحار لنشر رسالته سبحانه وتعالى من دون حكمة وتقدير "حاشا لله"، فلماذا لا يقف العرب عند مقتضيات هذه الحكمة الإلهية؟! ولماذا لا يعطي العرب للإسلام في حاضرهم ما أعطاهم الإسلام في ماضيهم؟!.
لقد قال أحد حكماء المسلمين العرب: "إن الإسلام يقوى إذا قوي العرب ويضعف إذا ضعفوا"،فلا عزة للعرب بغير الإسلام ولا عزة للإسلام بغير العرب، وقد فطن أعداء الإسلام إلى هذه الحقيقة فدأبوا وبكل الوسائل إلى الفصل بين العروبة والإسلام للنيل من كلاهما معاً.
لقد أستغل الفرس "لا قومية" الإسلام إستغلالاً قومياً شعوبياً خبيثاً ودقيقاً للغاية بعد أن لبسوا العمائم وأعتلوا المنابر، وإستطاعوا أن يحشدوا الملايين للطعن والقذف والسب واللعن في دين الإسلام والمسلمين الذي يعتبرونه دين العرب، فيالثارات كسرى أصبحت يالثارات (الحسين)، فما من أحد من أتباع الفرس الصفويين يسمع هذا الهتاف إلاَ وينصرف ذهنه وتلتفت عينيه ويسن أنيابه على أمة "لا إله إلا الله...محمد رسول الله" التي يزيد قوامها اليوم على أكثر من مليار ونصف مسلم.
قد يعتقد البعض أن الطبقة المتدينة في ايران من الذين يتعاطون مع الدين هم من أبعد الناس عن النزعات القومية أو العنصرية مثلما يفترض أن يكونون على أعتبار أن الإسلام يصهر الشعور بالنزعة القومية أو على الأقل يصقلها ويوجهها الوجهة الخيرة التي أُرسلت من أجلها جميع الأديان السماوية، ومثلما هو الحال في نظرة الشعوب العربية الأسلامية. ولكن في أيران فأن رجال الدين هم أشد الناس نزعة وتبنياً للمشروع القومي الفارسي في أيران، وهنا يكمن الخطر الأيراني الحديث في تغلف العنصريين الفرس بلباس الدين.
لقد أثار إنتباهي في إيران وفي طهران خاصة أمر في غاية الأهمية والخطورة، وهو أنني وجدت أن الفرس الصفويين عندما يبنون المباني فأنهم يحرصون دائماً على أن يجعلون موقع المرحاض "المرافق الصحية" بإتجاه القبلة! ، نعم بإتجاه القبلة، وهذه المباني ليست واحدة أو إثنتان حتى يتيه عنها أو يتنصل من قولها أو ينكره الفقير إلى رحمة ربه أبو الدرداء بل هي تشكل ما نسبته "وخاصة في طهران" أكثر من ثمانين بالمئة من المباني الحكومية كالوزارات والمؤسسات والمستشفيات والمدارس وكذلك (المراقد) والحسينيات وبيوت المعممين بشكل خاص وما شذ عن ذلك فإنما تفرضه الضرورات الهندسية في التصامبم، فإذا أردت الصلاة في طهران "خاصة" وأردت أن تعرف إين يكون إتجاه القبلة فإتجه نحو موقع المرحاض بالنسبة للمكان الذي أنت فيه لتصلي والمرحاض أمامك. فالكعبة ليست عند الفرس الصفويين قبلة المسلمين، وإنما "كعبة العرب" وما يذكرونه في كتبهم وما سيفعله "مهديهم" فيها 'ند "ظهوره" ليس بالمخفي. فهل يعرف المسلمون وخاصة العرب هذه الحقيقة على أرض فارس؟ وإذا عرفوها فماذا تُراهم فاعلون؟.
ويا حبذا لو نقوم بجولة في طهران أنا ومجموعة من "دعاة التقريب" وخاصة "شيخ الأزهر الحاج الطيب" والشيخ القرضاوي لنزداد تقرباً إلى مرحاض كسرى، وهذه الدعوة مفتوحة من هذا المنبر الشريف إلى كل من يدعي إسلام الفرس المجوس أو ينكر ما أقول إن كانوا فعلاً صادقين.
كذلك وطيلة وجودي في إيران لأكثر من عشر سنين فإنني لم أجد فارسياً صفوياً واحداً قط إسمه مما عُبَد لله تعالى من الأسماء كعبد الله أو عبد الكريم أو عبد الرحمن أو عبد السلام أو أي إسم آخر مما عُبد لله من الأسماء، بل ويمنعون تسجيل تلك الأسماء في دوائر النفوس، مما يظطر الإيرانيين من غير الصفويين من تسمية أبنائهم بإسمين إثنين أحدهما يُتعارف عليه بين الأهل والأقرباء والآخر يسجلونه أعتباطاً في دوائر النفوس، وهذه ظاهرة مألوفة في إيران.
كما أن الفرس لا يوافقون في دوائر النفوس كذلك على تسجيل الأسماء التي لا يرغبون بها وخاصة في إقليم الأحواز المحتل والتي لها دلالات أو معان سامية مثل حسام ومهند وغسان وعدي وليث وصهيب، وغيرها الكثير.
كنت مرة أبيت في أحد الفنادق قريباً من جامعة طهران حيث شاركت في (صلاة الجمعة) في الأيام التي كنت ذائباً فيها في الأسيد الصفوي، وبعد أن أردت الانصراف صباحا وحيث أخبرتهم في الليلة التي سبقت بأنني مغادر في صباح الغد، أخذت أحاسب الموظف المسؤول وأعطيته أجرة المبيت، فكنت كلما أطلب منه بطاقتي التي كنت أتحرك بها في ايران فإنه كان يغيَر الحديث ويفتح مواضيع مثيرة وساخرة ومضحكة ليظهر لي "لطفه وتودده"، ولكن تبين أن كل ذلك كان من أجل أن ينسيني البطاقة، وبالفعل فقد نسيتها لدى إدارة الفندق. وهكذا أنصرفت لم اتذكرها إلا في ما بعد ظهر ذلك اليوم، وعندما رجعت إلى الفندق لأسترد البطاقة فقد قال لي مسؤول الأستعلامات: "إنك لم تخبرنا بأنك مغادر حتى نتصرف بالغرفة التي كنت تشغلها، والدليل أن بطاقتك لا تزال هنا ولذا يجب عليك أن تدفع أجرة هذا اليوم".!؟
وقبل أن أحاول الدفاع عن نفسي فقد حظرت الشرطة، حيث رأيت رجلاً يجاوز عمره الستين سنة من إدارة الفندق وسمعته وهو يتصل بالشرطة. ويوم يجر يوم في التوقيف حتى صارت المدة سنة وشهر وبضعة أيام (على ذمة التحقيق). وكلما كانوا يرسلونني إلى دائرة أو جهة (قضائية) فأنهم يكلفون أصغر الشرطة سنا وأقبحهم شكلا وأوضعهم خلقاً ليضع بيدي "الكلبجات" ويدور بي في شوارع طهران وهو يمشي متفاخرا بأنه يجر هذا العربي بهذه الطريقة، حيث يلحون علي قبل كل مرة قبل الأنطلاق من مركز الشرطة "كلانتري" الذي كنت موقوفاً فيه بأن ألف على رقبتي كوفية عربية عتيقة. وفي كل مرة يقول لي هذا الصبي الذي يرافقني عندما نعود: "مبارك، فردا تو آزادي" مبروك أنت غدا حر، ليلعبوا بأعصابي وهم يتنابسون ويتضاحكون.

وفي آخر جلسة (قضاء) فقد هداني ألله تعالى لما ينجيني مما قد يكون مصيراً مجهولاً، وحيث أنني صرت أخمن وأحدس ما يدور في عقول الأيرانيين "من خلال المعاشرة الطويلة".
سألني القاضي: هل أنت متزوج؟
قلت: نعم
قال: وهل عندك أطفال؟
قلت: نعم
قال: أين تعيش عائلتك؟
وهنا فكرت بأنني إذا قلت له بأن عائلتي تعيش في إيران فسوف "يتلفني" يقذفني إلى العراق " للم الشمل على الطريقة الأيرانية" فقلت له: عائلتي تعيش في العراق، لأنني متأكد أنه سيجعلني ما أمكن بعيدا عن عائلتي لما في ذلك من معاناة ألم الفراق "كما سوف يظن". وقد حصل ما توقعته بفضل الله وسعة رحمته فقد أمر القاضي بإطلاق سراحي مع دفع أجرة مبيت يوم لصاحب الفندق وغرامة مالية للتسبب بإزعاج السلطات الإسلامية، وإعفائي من التسفير.

وهنا لابد لي أن أذكر شخصاً إيرانياً من أبناء السنَة في طهران وهو رجل فارسي وقد رآني وعرف قصتي في التوقيف حيث كان هو الآخر قد توقف لأمر ما لبضعة أيام ثم أُفرج عنه، فقد كان يقاسمني طعامه في التوقيف، ويحرص أن يكون حاضراً في كل دائرة قضائية يرسلونني إليها ليقدم لي الطعام "السندويتشات" والسجائر و"يأخذ بخاطري"، وأقسم بالله العظيم بأنني الآن في هذه اللحظة وأنا أتذكره وأكتب عنه فقد أحسست بالسرور الذي قطع مرارة تلك الذكريات التي عانيتها في تلك الأيام المريرة.
ولا أنكر أن معرفتي به كانت واحدة من أسباب هدايتي، فقد وجدت فيه خُلقاً كريماً وديناً عظيماً ذلك الذي يسمى "ألسنة والجماعة" وقد تجسدت فيه كل معاني الخير والمحبة والمساوات لدرجة أنني إعتقدت أنه شخص عربي قبل أن أعرف أنه واحد من عدة ملايين إيراني فارسي في طهران من أبناء السنة، وعندما سألته إن كان في الأصل عربياً فكأنه إدرك السبب من وراء سؤالي وقد إكتفى بأن شد على يدي مع الإبتسام.

الأيرانيون الصفويون عندما يخالفون عامة المسلمين في أشكال العبادات كالدمج في الصلاة وسبل اليدين ورفع الجباه بالتربة، والصلاة في أوقات مختلفة عن الأوقات الشرعية المعروفة وأعلان أشهر رمضان والحج والعيد وغيرها فإن ذلك ليس من أجتهاد فقهي أو شرعي، وأنما فقط للأختلاف عن العرب لا غير، وأما مخالفة شرع الله تعالى فهذا شأن لا يعنيهم.
إن الديانة الحقيقية لدى الصفويين في إيران الآن هي الديانة المجوسية فلا يزال الفرس إلى الآن وفي كل عام منذ اليوم الأول للسنة الإيرانية الذي يسمى "نوروز" أي اليوم الجديد يمارسون طقوسهم المجوسية ومنها القفز فوق النار، ويحتفلون بهذا العيد ثلاثة عشر يوماً يسمونها "السيزده" والتي تبدأ من يوم الحادي والعشرين من آذار وهو أول يوم من السنة الإيرانية حيث بداية فصل الربيع وهو نفس الوقت الذي يحتفل فيه اليهود بعيد الفصح عند دخول فصل الربيع أيضاً، بينما لا يحتفلون بعيد الأضحى الذي يسمونه عيد العرب أبداً، وأما عيد الفطر فهو عطلة رسمية إعلامية فقط وليس عيداً دينياً أو شعبياً، فلا ترى فيه أي مظهر من مظاهر الفرح والإبتهاج قطعاً ما عدا أبناء السنة والجماعة من مختلف القوميات.
يقول العراقيون في الأمثال وللأسف الشديد: "ماكو عجاجة إلاَ من أرض بابل" أي لا تحدث زوبعة إلاَ من أرض بابل، ويضربون المثل عندما يشار إلى جهة ما أو شخص معين بأنه هو السبب دائماً في إحداث المشاكل، ولكن وقفت عند سؤال أحد الإيرانيين في إصفهان وكان رجل كبير السن حيث قال معاتباً بعد أن دار بيننا بعض الحديث وعرف بإنني من العراق: "جرا كفتي هر باد أز زمين فارس آمد أست؟! ومعناها: لماذا تقولون بأن كل ريح عاصف تأتي من أرض فارس؟!، فعرفت أن المثل يُضرب في الأصل في بلاد فارس، وكل شواهد التأريخ تثبت ذلك، ولكن الفرس ألقوه على أرض بابل التي يحقدون عليها ولا يزالون منذ آلاف السنين، ويردد معهم سقط المتاع ممن يُحسبون على العراق من الذين ينعقون وراء كل ناعق، ولا يعرفون من أمور دينهم ودنياهم غير أن يقولون وراء هؤلاء الفرس الذين أهلكوا الحرث والنسل وأحالوا العراق إلى بحر من الدماء وأكوام من الأشلاء وركام من الخراب اليباب: أللهم صل على محمد وآل محمد.
لشدة خوف الفرس المجوس من إختلاط العرق الفارسي "الآري" مع الأعراق الأخرى وخشية إحتمال تداخله مع غيره من الأعراق أو الأجناس فإن الإيرانيين الذين تم ترحيلهم من العراق بعد أن ثبتت عمالتهم لإيران ولكثرة ما أقترفوه من جرائم وخيانة بحق الشعب والأرض التي وُلدوا وتربوا وعاشوا فيها، فإنهم وبرغم أنهم يحتفظون بلغتهم الفارسية الأم وبرغم أن منهم من تم ترحيلهم في عهد الشاه فإنهم لحد الآن لم يحصلوا على الجنسية الإيرانية، والذي يُكتشف بأنه زوّر أو ساعد في تزوير جنسية أيرانية فأن عقوبته هي الأعدام شنقاً، وذلك للحفاظ على "نقاوة" العرق الفارسي الذي يعتبره الفرس مقدساً، ومن هذه القدسية ما أعطوه لمن يسمونهم الأئمة الإثني عشر من إبنة كسرى "حسب إعتقادهم"، والذين تجاوزوا بقداستهم حتى على الذات الإلهية."مع الإحترام لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم".
الغريب أننا في العراق لم نكن نسمع الأيرانيين الذين كانوا يعيشون فيه قبل ترحيلهم، "مع أنهم عادوا الآن وبالملايين ضمن خطة التفريس التي تنفذها الحكومات العميلة لإيران وخاصة حكومة الهالكي والأشيقر" فإننا لم نكن نسمعهم يتكلمون بالفارسية لأن من طبيعتهم الأنسجام والإستعراق الظاهري لضمان العيش والأستقرار على الرغم من حرصهم على إشاعة المفردات الفارسية في الأوساط الإجتماعية ما أمكنهم ذلك، ولكن الذي وجدته في إيران فإن جميع الأيرانيين العائدين من العراق وبمختلف الأعمار فإنهم يتحدثون اللغة الفارسية بطلاقة تامة ولهجة أيرانية صرفة لا تختلف قيد أنملة عن لغة الإيرانيين الذين وُلدوا وتربوا في إيران.. وأما الذي لا يتحدث الفارسية منهم فإن الأيرانيين يعرفون أن هؤلاء ليسوا منهم لأن اللغة هي من أولى عناوين القومية لدى الفرس الصفويين، ولكن هذا لم يمنع من أنهم كانوا يُعاملون معاملة الإيرانيين من حيث العمل والحرية والإحترام، بعكس العراقيين من غير المسفرين حيث كانوا يعانون أسوأ أنواع القهر والتمييز والإذلال، ولكن مع قولهم بعد كل سوط يلذعه الفرس به على ذيولهم: "أللهم صل على محمد وآل محمد".
لم يكن الأيرانيون يوما ينظرون إلى صدام حسين "يرحمه الله" بأنه وكما يدَعون ويخدعون الذين يتبعونهم، بأنه دكتاتور أو كافر أو ظالم أو "ناصبي" أبداً أبداً وأنما يكرهونه ويكرهون العراق بشكل خاص لأن العراق هو بوابتهم الأولى للإنطلاق في مشروع إمبراطوريتهم الصفوية المجوسية، يليه حقدهم الأسود المقيت على خدام الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية والتي هي آخر محطتهم وهدفهم العنصري الشعوبي في حلمهم الأزلي الأبدي، وبيت الله الحرام "الكعبة المشرفة" التي يعتبرها الفرس قلب العرب النابض، وعنوان مجدهم وعزتهم ووجودهم وبقائهم وسؤددهم، فإذا ما تمت السيطرة عليها "لا سمح الله" فقد تمت السيطرة على العرب وكُسرت شوكتهم.
إن المشروع الفارسي العنصري الجهنمي تجري فصوله الآن على قدم وساق، وقد بدأت أولى بواكيره من خلال الهيمنة على العراق بشكل شبه تام ترافقه عمليات التفريس والتي يسمونها "نشر التشيع" والذي ترصد له إيران مليارات الدولارات كل عام بالتعاون التام والشامل مع الصهاينة وجنودهم الأمريكان. إن نظرة بسيطة لخارطة التفريس التي يقوم بها الإيرانيون على مدار اليوم والساعة تُظهر مدى الخطر المحدق والمستوى الذي وصل إليه وأهدافه النهائية.
وإذا ما نظرنا بالمقابل إلى ما يقوم به العرب والمسلمون في مواجهة هذا الخطر المحدق الرهيب فإنهم لا شك بإنهم سوف لن يقولوا غير ما قاله أبو طالب رضي الله عنه عندما رأى زحف جيش أبرهة: "إن للبيت رب يحميه".
وللحديث بقية.

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معايشة, الحلقة, الدرداء:, السابعة, ايران.!؟, سنوات, فريدة, وتجربة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة السادسة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:49 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الخامسة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:47 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الرابعة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:44 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثالثة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:41 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثانية نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:40 AM


الساعة الآن 04:26 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22