صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > هدي الإسلام

هدي الإسلام معلومات ومواضيع إسلامية مفيدة

كيف أحب السلف الصالح النبي صلى الله عليه وسلم؟

د. يحيى علي الدجني لقد بلغت مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مبلغاً عظيماً في قلب المسلم، كيف لا وقد رفع الله تعالى ذكره، فما

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-2013 ~ 03:37 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي كيف أحب السلف الصالح النبي صلى الله عليه وسلم؟
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012




د. يحيى علي الدجني




لقد بلغت مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مبلغاً عظيماً في قلب المسلم، كيف لا وقد رفع الله تعالى ذكره، فما أن يذكر الله بشهادة التوحيد إلا وقد ثنى المسلم بشهادته أن محمداً رسول الله، قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}([1])، وقد عظم مقام النبي صلى الله عليه وسلم عند الله عز وجل، فهو أفضل خلق الله على الإطلاق، لذا حري بمن آمن به أن يحبه ويتفانى في اتباعه والدفاع عنه.

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)([2])كما جعل الله اتباع هدي النبي سبيلاً للفوز بحبه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}([3])، الأمر الذي انعكس حباً واتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم، فهم يحبون سيد الخلق وحبيب الحق، ومن كان حبه سبيلاً لمرضاة الله تعالى ومغفرته.

وقد تعددت الصور والمشاهد التي تعكس مدى حب الصحابة والسلف الصالح للني صلى الله عليه وسلم، وهو ما برز في المواطن الآتية:



أولاً- تقديم حبه على كل شيء:

إن حب النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان، وهو ما برز لدى أصحابه فلم يقبل منهم أن يقدموا أي شيء من حطام الدنيا عليه.

قَالَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ: (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآنَ يَا عُمَرُ)([4]) أي الآن تم إيمانك؛ لأن تقديم حب أيٍّ من المخلوقات على النبي صلى الله عليه وسلم فيه انتقاص لقدر النبي صلى الله عليه وسلم، وتقصير في طاعته واتباعه، إذ هو ثمرة الحب، وفي ذلك دلالة على نقص الإيمان.


ثانياً- اشتياق الصحابة لرؤيته وخوفهم من امتناعها في الجنة:

لقد بلغ حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة مبلغاً عظيماً، إلى درجة أنه شق عليهم أن يتصوروا عدم رؤيتهم له يوم القيامة في الجنة، لما سيبوء به من مقام رفيع وعال وهم دون ذلك.

وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والضياء المقدسي في صفة الجنة وحسنه عن عائشة قالت: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلى من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك وعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل بهذه الآية { وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ([5])...}) ([6]).

وفي زاد المسير: إن لنزول الآية ثلاثة أسباب:

أحدها: أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه رسول الله يوماً فعرف الحزن في وجهه، فقال: يا ثوبان ما غير وجهك؟ قال: ما بي من وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك، فأذكر الآخرة فأخاف أن لا أراك هناك، فنزلت هذه الآية.

والثاني: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له ما ينبغي أن نفارقك في الدنيا فانك إذا فارقتنا رفعت فوقنا فنزلت هذه الآية.

والثالث: أن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي وهو محزون، فقال: مالي أراك محزوناً؟ فقال: يا رسول الله غداً ترفع مع الأنبياء، فلا نصل إليك، فنزلت هذه الآية([7]).

وذهب المفسرون إلى القول بأن طاعة الرسول تكون بالتزام سنته، والتسليم لما جاء به([8]).

وإن من أبلغ أماني الصحابة مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.

عَنْ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: (كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: سَلْ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ قُلْتُ هُوَ ذَاكَ قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ)([9]).

وإذا كان التزود بحب النبي صلى الله عليه وسلم منجاة لصاحبه يوم القيامة، فقد حق لمن فاز بذلك أن يستبشر برفقته في الجنة.

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ السَّاعَةِ فَقَال:َ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ)([10]).


ثالثاً- التبرك بآثاره:

يقول الدكتور البوطي: "التبرك هو طلب الخير بواسطة وسيلته"([11])، على الرغم من أن التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم جزء من ثقافة جيل الصحابة وعقيدتهم، إلا أن ذلك الحرص والتنافس يعكس حالة الحب الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم.

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ)([12])، ولما حلق النبي صلى الله عليه وسلم شعره أخذه أبو طلحة، فأتى به أم سليم لتحفظه لديها.

عن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره بمنى، أخذ أبو طلحة شعره فأتى به أم سليم فجعلته في سكها)([13]).

وقد بوب الإمام النووي لصحيح مسلم لطيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم فأسماه:

(بَاب طِيبِ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ)، لذا لا غرابة في حرص أم سليم على عرقه صلى الله عليه وسلم كي تحل البركة على أهل بيتها وذلك حين نام في بيتها وهي من محارمه صلى الله عليه وسلم.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ قَالَ: فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا قَال: أَصَبْتِ)([14]).

كما تسابق الصحابة على فضل وضوئه صلى الله عليه وسلم.

عَنْ أَبي جُحَيْفَةَ قَالَ: (خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهَاجِرَةِ، فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ فَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ)([15]).

وامتد حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم أن حرصوا على أن تتبع دوابهم خطى دابته.

عن بن عمر أنه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: (لعل خفا يقع على خف يعني خف راحلة النبي صلى الله عليه وسلم)([16]).


رابعاً- طاعته والاهتداء بهديه والتزام سنته:

فقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طاعة الرسول من طاعة الله عز وجل، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}([17]).

وقوله عز وجل: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ}([18])، لذا تنافسوا في طاعته وامتثال سنته، كي يفوزوا برضا ربهم وينجوا من عقابه، وانقادوا طائعين مطبقين لسنته دون أن يفرقوا بين دقيق ما يبلغهم أو عظيمه من جهة التطبيق والاتباع، ومن ذلك:

1- الضحك عند موضع معين:

عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: (رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَكَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ مِمَّ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ مِمَّ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَعْجَبُ الرَّبُّ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَيَقُولُ عَلِمَ عَبْدِي أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي) ([19]).

2- التحرك كما صنع النبي:

عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: (كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ بِمَكَانٍ فَحَادَ عَنْهُ فَسُئِلَ لِمَ فَعَلْتَ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَذَا فَفَعَلْتُ) ([20]).

3- الشرب كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم:

عَنْ النَّزَّالِ قَالَ أَتَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ فَشَرِبَ قَائِمًا فَقَالَ: (إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ)([21]).

وعَنْ مَيْسَرَةَ وَزَاذَانَ قَالَا: (شَرِبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ جَالِسًا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ جَالِسًا)([22]).

4- اتباعه في العبادات:

عن مَالِك: أن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (... وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) ([23])، كما أمرهم يوم حجة الوداع بأخذ النسك عنه.

عن جَابِر قال: (رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ) ([24])، لذا سارع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الاستجابة مبيناً لمن حوله أنها اتباع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

إَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِلرُّكْنِ: (أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ قَالَ فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ أَهْلَكَهُمْ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ) ([25]).



خامساً- استعداد الصحابة للتضحية واستقبال الأذى دونه:

إن المسلم حين يقدم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه والناس أجمعين ليستعذب العذاب، ويستقبل الأذى بابتسامة، ما دام دفاعاً عن المحبوب محمد صلى الله عليه وسلم، فالسعادة الحقيقية في سلامة المحبوب، وإن لحق العذاب بالمحب، والبؤس والشقاء في أذى المحبوب وإن سلم المحب.

لقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم زيداً بن الدثنة في سرية عاصم بن ثابت وخبيب بن عدي، ليفقهوا من أسلم من عضل والقارة في الدين ويقرئوهم القرآن، حتى إذا كانوا بالرجيع أتتهم هذيل فقاتلوهم، ووقع بعضهم في الأسر، ومنهم زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه فأمر به مولى له يقال له: نسطاس فخرج به إلى التنعيم فضرب عنقه ولما أرادوا قتله قال له أبو سفيان حين قدم ليقتل: نشدتك الله يا زيد أتحب أن محمداً عندنا الآن مكانك فنضرب عنقه وإنك في أهلك؟ فقال: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيت أحداً من الناس يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ([26]).


سادساً- الحرص الشديد على عدم إلحاق الأذى به ولو كان يسيراً:

إن من بداهة القول أن العبد الذي أحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه والناس أجمعين، لا يمكن أن يفعل أيَّ شيء فيه أذى محبوبه، وهو ما برز في سلوك الصحابة.
ففي حديث المغيرة: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافير)([27])


يقول الصنعاني: " والظاهر أنهم كانوا يقرعونه بالأظافير تأدبا"([28]).

ولما نزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}([29])، ظن ثابت ابن قيس رضي الله عنه أنه المقصود في الآية فحبس نفسه في بيته لأنه بحسب رأيه رأى أنه قد آذى النبي صلى الله عليه وسلم وتجاوز الأدب معه، على الرغم من أن طبيعة صوته جهورياً دون أن يقصد رفعه على صوت النبي صلى الله عليه وسلم.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ فَقَالَ: شَرٌّ كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَأَتَى الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ –أحد الرواة- فَرَجَعَ الْمَرَّةَ الْآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَلَكِنْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة)([30]). ِ


سابعاً- احترام وتوقير مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم رفع الصوت فيه:

إن للمساجد عامة حرمة وآداب خاصة يتوجب على المسلم مراعاتها، ويختص مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرمة خاصة، فلابد من مزيد من التقيد والالتزام، فلا يصح للمسلم أن يرفع صوته فيه لما في ذلك من تجاوز للأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوماً فقال: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}([31]).{

و مدح قوما فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}([32]).

و ذم قوما فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }([33])، وإن حرمته كحرمته حيا، فاستكان لها أبو جعفر"([34]).





ثامناً- استمرار حرمته بعد موته:

إن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته و توقيره وتعظيمه لازم، كما كان حال حياته، وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وذكر حديثه وسنته وسماع اسمه وسيرته، ومعاملة آله وعترته وتعظيم أهل بيته و صحابته.

قال أبو إبراهيم التجيبي: "واجب على كل مؤمن متى ذكره أو ذكر عنده ـ أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسكن من حركته ويأخذ في هيبته وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه و يتأدب بما أدبنا الله به"([35]).


تاسعاً- تغير في الجسم وقسمات الوجه حين ذكره:

لقد أثر ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند من أحبابه من السلف الصالح أن يؤثر ذلك على أحوالهم، لما امتلكه من هيبة في قلوبهم، الأمر الذي ظهر على وجوههم وأجسامهم من تغيير، تعكس مقامه لديهم وتأثيره فيهم.

فكان الإمام مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه و ينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يوماً في ذلك، فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون، ولقد كنت أرى محمد ابن المنكدر، وكان سيد القراء، لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه، ولقد كنت أرى جعفر بن محمد الصادق، وكان كثير الدعابة والتبسم، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة، ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم، و قد جف لسانه في فمه، هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع.

ولقد رأيت الزهري ـ وكان من أهنأ الناس وأقربهم، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته([36]).

عن عمرو بن ميمون قال: اختلفت إلى ابن مسعود سنة فما سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه حدث يوماً فجرى على لسانه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم علاه كرب حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته، ثم قال: هكذا إن شاء الله أو فوق ذا أو ما دون ذا أو ما هو قريب من ذا، وفي رواية: فتربد وجهه، وفي رواية: وقد تغرغرت عيناه وانتفخت أوداجه، وقال أبو مصعب: كان مالك بن أنس لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو على وضوء إجلالا له([37]).


عاشراً- الغضب ممن خالف هديه وسنته:

إن عدم التزام المسلم بأيٍّ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتعاليمه، يعكس نقصاً في حب هذا المسلم تجاه نبيه، وهو ما لم يتصوره الصحابة فضلاً من أن يحتملوه، لذا غضب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من ابنه حين رأى منه مخالفة لواحد من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ أَنْ يُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ ابْنٌ لَهُ: إِنَّا لَنَمْنَعُهُنَّ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ إِنَّا لَنَمْنَعُهُنّ) ([38]).

وقد ذهب العلماء إلى عدم جواز معارضة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بقول سواه من البشر.

يقول ابن تيمية: (وليس لأحد أن يعارض الحديث عن النبي بقول أحد من الناس، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، لرجل سأله عن مسألة فأجابه فيها بحديث، فقال له: قال أبو بكر وعمر، فقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر وعمر)([39]). َ

لذا عاتب الإمام الشافعي أحد العلماء حين استدل بأقوال بعض العلماء تاركاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي لإسحاق بن إبراهيم الحنظلي: "أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟! ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك! فكنت آمر بعرك أذنيه! أقول: قال رسول الله وأنت تقول عطاء وطاوس ومنصور عن إبراهيم والحسن وهل لأحد مع رسول الله حجة؟!"([40]).




أحد عشر- المبادرة إلى قتل من آذاه وأساء إليه:

إن حب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرقى إليه أي حب للمخلوقات، فهو أساس للإيمان، والنيل منه جريمة في حق الدين واعتداء سافر على كل من أحب، لذا لا غرابة أن ينبري نفر من الصحابة لقتل كعب بن الأشرف حين تمادى في إلحاق الأذى بالله تعالى ورسوله، وكان من بينهم أخو كعب بن الأشرف من الرضاعة، وهذا يعكس أن حب النبي فوق العلاقات جميعاً.

عَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَال:َ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا. قَالَ: قُلْ. فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ، قَالَ وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ قَالَ: إِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاهُ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ... فَقَالَ: نَعَمِ ارْهَنُونِي قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ تُرِيدُ قَالَ: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ قَالُوا: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا فَيُسَبُّ أَحَدُهُمْ فَيُقَالُ: رُهِنَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ هَذَا عَارٌ عَلَيْنَا وَلَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ قَالَ سُفْيَانُ- بن عيينة أحد الرواة-: يَعْنِي السِّلَاحَ فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ وَهُوَ أَخُو كَعْبٍ مِنْ الرَّضَاعَةِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَخِي أَبُو نَائِلَةَ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو قَالَتْ أَسْمَعُ صَوْتًا كَأَنَّهُ يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ قَالَ إِنَّمَا هُوَ أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَرَضِيعِي أَبُو نَائِلَةَ إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لَأَجَابَ قَالَ وَيُدْخِلُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَعَهُ رَجُلَيْنِ قِيلَ لِسُفْيَانَ سَمَّاهُمْ عَمْرٌو قَالَ سَمَّى بَعْضَهُمْ قَالَ عَمْرٌو جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ عَمْرٌو جَاءَ مَعَهُ بِرَجُلَيْنِ فَقَالَ إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعَرِهِ فَأَشَمُّهُ فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِنْ رَأْسِهِ فَدُونَكُمْ فَاضْرِبُوهُ وَقَالَ مَرَّةً ثُمَّ أُشِمُّكُمْ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا أَيْ أَطْيَبَ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو قَالَ عِنْدِي أَعْطَرُ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَأَكْمَلُ الْعَرَبِ قَالَ عَمْرٌو فَقَالَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشُمَّ رَأْسَكَ قَالَ نَعَمْ فَشَمَّهُ ثُمَّ أَشَمَّ أَصْحَابَهُ ثُمَّ قَالَ أَتَأْذَنُ لِي قَالَ نَعَمْ فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ قَالَ دُونَكُمْ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ) ([41]).


([1])الشرح:4.

([2]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق، ح (4223).

([3]) آل عمران:31.

([4]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأيمان والنذور، باب يمين النبي، ح (6142).


([5]) النساء:69

([6]) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي الشوكاني، 1/38.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، (6/63): رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عمران العابدي وهو ثقة.

([7]) انظر: زاد المسير في علم التفسير، عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، 2/125، ط3، المكتب الإسلامي – بيروت، 1404هـ، بتصرف يسير.

([8]) انظر: الشفا، 2/6.


([9]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، ح (754).

([10]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب، ح (3412).

([11]) فقه السيرة، محمد سعيد رمضان البوطي، 326، ط8، دار الفكر، دمشق، 1399هـ-1979م..

([12]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب قرب النبي من الناس وتبركهم به، ح (4292).

([13]) فتح الباري، 11/71. قال ابن حجر: سنده صحيح.

([14]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب طيب عرق النبي والتبرك به، ح (4301).

([15]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب استعمال فضل وضوء الناس، ح (181).

([16]) أخرجه ابن أبي شيبة، المصنف في الأحاديث والآثار، أبو بكر عبد الله محمد بن أبي شيبة، تحقيق كمال يوسف الحوت، ح (34648)، 7/119، ط1، مكتبة الرشد، الرياض، 1409هـ.أيضاً: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، 1/210، ط4، دار الكتاب العربي، بيروت، 1405هـ.

([17]) النساء:80.

([18]) الحشر:7.

([19]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، كتاب مسند العشرة المبشرين بالجنة، باب ومن مسند علي بن أبي طالب، ح (714).

([20]) أخرجه الإمام أحمد قي مسنده، كتاب مسند المكثرين من الصحابة، باب مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب، ح (4638).

([21]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأشربة، باب الشرب قائماً،ح (5184).

([22]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، كتاب مسند العشرة المبشرين بالجنة، باب ومن مسند علي بن أبي طالب، ح (1070).

([23]) أخرجه البخاري في صحيحه، مختصراً، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر...، ح (595).

([24]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة...، ح (2286).

([25]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب الرمل في الحج والعمرة، ح (1502).

([26])انظر: أسد الغابة، ابن الأثير، 1/ 298. أيضاً: الشفا، 2/19. بتصرف.

([27]) الشفا، 2/33.

([28]) توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، محمد بن إسماعيل الأمير الحسني الصنعاني، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد، 1/276، بدون رقم طبعة، المكتبة السلفية - المدينة المنورة، بدون تاريخ.

([29]) الحجرات: 2.

([30]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، ح (3344).

([31]) الحجرات: 2.

([32]) الحجرات: 3.

([33]) الحجرات: 4.

([34]) الشفا، 2/35.

([35]) المرجع السابق، نفس الجزء والصفحة.

([36]) المرجع السابق، 35-36.

([37]) المرجع السابق، 35-37.

([38]) أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب المقدمة، باب تعظيم حديث رسول الله...، ح (16).

([39]) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، 20/251.

([40]) أحاديث في ذم الكلام وأهله، أبو الفضل المقرىء، تحقيق : د.ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع، 2/ 23-24، ط1، دار أطلس للنشر والتوزيع – الرياض، 1996م.

([41]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب قتل كعب بن الأشرف، ح (3731).



المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أخلاق النبي صل الله عليه وسلم نور الإسلام هدي الإسلام 1 13-10-2013 08:09 AM
رضاعه النبي صل الله عليه وسلم نور الإسلام هدي الإسلام 0 03-05-2013 11:41 AM
هل أنت تحب النبي صلى الله عليه وسلم مزون الطيب هدي الإسلام 0 02-02-2012 03:01 PM
من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم : الصلاة والسلام عليه مزون الطيب هدي الإسلام 0 02-02-2012 02:56 PM
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مزون الطيب هدي الإسلام 0 01-02-2012 08:35 PM


الساعة الآن 10:56 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22