صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

العلاج بالقُرآن "حقيقته، أهميَّته، حُكمه، وضوابطه"

د. عبد الحق حميش إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-2014 ~ 07:06 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي العلاج بالقُرآن "حقيقته، أهميَّته، حُكمه، وضوابطه"
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012



د. عبد الحق حميش


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}[1]، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله للناس كافة بشيرً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وبيَّن لها الحلال والحرام، القائل ـ عليه الصلاة والسلام ـ:”من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين[2]، أما بعد:
تشغل قضية العلاج بالقرآن الكريم اهتمام الكثيرين من الباحثين والمرضى والأطباء، فالبعض ينفي جدواها في علاج الأمراض النفسية والبدنية، والبعض يقول بأن القرآن يشفي كل الأمراض الروحية منها والبدنية والنفسية، ويشن حملة شعواء على من ينكر ذلك...
هذا ولقد انتشر المعالجون بالرقي وافتتحت كثير من الدور ـكعيادات ـ ولمعت كثير من الأسماء، حتى أن بعض الرقاة أدخل التكنولوجيا الحديثة في عمله مثل أجهزة الحاسوب وغيرها، بل وصارت للرقية مواقع على شبكة الويب تستقبل استشارات الناس وتقوم بالرد عليها وتدلهم على العلاج وعلى المعالجين، وظهرت علينا في الفترة الأخيرة قنوات تلفزيونية فضائية متخصصة في الشعوذة والنصب على الناس ويدعي أحد أصحاب هذه القنوات حصوله على شهادات طبية وعلمية تسمح له بممارسة الطب وعلاج المرضى والقدرة على علاج جميع الأمراض بلا استثناء، يشمل ذلك أمراض السرطان، والقلب، والأعصاب، والكلى، والكبد والأمراض المعدية والأمراض الجلدية والنفسية والسحر والعين والحسد وكل ما يخطر على البال من الأمراض العضوية والنفسية.
ويتحول الأمر الى ظاهرة مخيفة عندما نعلم أن هناك بمصر وحدها 300 ألف معالج بالقرآن وأنفقت مليارات الجنيهات حوالى (10 مليارات) على الدجل والشعوذة.
إشكالية البحث: ومع انتشار هذه الظاهرة طرحت الكثير من التساؤلات والآراء حول هذه القضية.. هل هي ظاهرة صحية أم ظاهرة مرضية !!؟.. وما هي الضوابط الشرعية للعلاج بالقرآن ؟.. هل يسمى هذا النمط طباً ؟ !!.. هل يجوز اعتباره مهنة ومصدراً للكسب.. الى غير ذلك من الآراء والتساؤلات التى انقسم الناس فيها بين مؤيد ومعارض.
ونتيجة للتخبط لدى كثير في فهم هذا المجال، كانت هذه الدراسة لكل باحث عن الرقية الشرعية من الكتاب والسنة المنضبطة بضوابط الشرع الحنيف البعيدة عن الخزعبلات والكذب والشعوذة والكهانة والزور والبهتان وادعاء معرفة علم الغيب..
إن موضوع العلاج بالقرآن من الأمور التي ينبغي توجيه عناية العلماء الشرعيين المتخصصين لبحثها من الناحية الشرعية الفقهية، من أجل تأصيلها من الناحية الشرعية، ووضع الأطر والضوابط التى تضبطها،
أسباب اختيار الموضوع: والذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع أمور شتى أوجزها فيما يلي:
أولاً: محاولة تصحيح الانحرافات العقدية لدى كثير من المسلمين اليوم فيما يتعلق بقضايا العلاج بالقرآن.
ثانياً: إن العلاج بالقرآن أصبح في الآونة الأخيرة بحاجة الى تقعيد وتأصيل، بحيث توضع له الضوابط والأصول التي تضبطه وتحكمه في بوتقة الشريعة الإسلامية.
ثالثاً: محاولة تصحيح الاتجاهات المنحرفة لدي كثير من المعالجين في الوسائل والمقاصد المتبعة، خاصة النظرة المادية البحتة التي أصبحت الأساس الرئيس في مزاولة العلاج بالقرآن، وكأنها مهنة من المهن التي يقتات بها كثير من هؤلاء، ويأكلون أموال الناس سحتا وباطلا، لما قد تدره عليهم من أموال طائلة.
رابعاً: خطورة التوجه للعلاج لدي السحرة والمشعوذين والعرَّافين الكهنة والمستعينين بالجن ومدعي الرقية من الناحية الشرعية على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم، خاصة وأنه قد ظهرت قنوات فضائية تستخدم القرآن وسيلة للكسب والاحتيال والتشويش على عقائد الناس وعباداتهم.
خامساً: إيضاح الأساليب والوسائل الصحيحة للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر.
سادساً: ندرة الكتابات المتعلقة بالموضوع، حيث أن هذا النوع لم يستوف حقه من الدراسة والبحث.
سابعاً: عدم اهتمام الباحثين بهذا الموضوع بزعم أنه عديم الجدوى والفائدة وأن الجهل به لا يضر، فآثرت البحث فيه لإظهار أهميته وإبراز كافة النواحي المتعلقة به خاصة من الناحية الفقهية التى أهملها الكثير من المهتمين بالموضوع.
أهداف البحث: أما أهم الأهداف التي يسعي هذا البحث لتحقيقها فهي:
أولاً: إظهار حقيقة العلاج بالقرآن.
ثانياً: محاولة القضاء على البدع والخرافات والممارسات الخاطئة المنتشرة بين الناس عن حقيقة العلاج بالقرآن، والعودة الى المنهج الإسلامي الصحيح للتزود منه وحده.
ثالثاً: التنبيه على خطورة انتشار الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وحسد وعين ونحوه، خاصة انتشار السحر في بعض البلدان الإسلامية النامية، وبعدهم عن حقائق الدين الإسلامي.
رابعاً: تنبيه الدعاة لإظهار حقيقة العلاج بالقرآن الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وتحصينه بالضوابط والقواعد، وزرع تلك القواعد والأصول في نفوس الناس وتربيتهم عليها لحمايتهم من الوقوع في الشرك والمعصية.
الدراسات السابقة: سأشير فيما يلي لأهم الدراسات في هذا الموضوع:
· البيان في العلاج بالقرآن: ناصف عوض المنياوي، طبع مركز الكتاب للنشر بالقاهرة الطبعة الأولي، ويقع الكتاب في 229 صفحة لكن محتويات الكتاب تختلف عن العنوان إذ يبحث الكتاب في عالم الجن والشياطين، وأنواع المرض الأخرى، ثم تحدث عن مراحل العلاج وكيفية طرد الجان، والسحر وأنواعه...
· أحكام الرُّقَي والتَّمَائم: رسالة ماجستير مطبوعة، وهي أشمل رسالة رايتها في ذلك، مؤلفها الدكتور فهد بن ضويان بن عوض السحيمي، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، اسم دار النشر: مكتبة أضواء السلف، عدد صفحات هذه الرسالة 328 صفحة. عنوان دار النشر: الرياض ـ شارع سعد ين أبي وقاص ـ بجوار بَنْده.
· دليل المعالجين بالقرآن الكريم: رياض محمد سماحة (القاهرة) الكتاب يقع في 239 صفحة، يقدم بعض الأدوية الشافية لأمراض متفرقة.
· التداوي بالقرآن الكريم والرقى والتعاويذ: الدكتور السيد الجميلي (دار ومكتبة الهلال) وجاء الكتاب في 95 صفحة، اختار المؤلف الآيات القرآنية التي يعالج بها بعض الأمراض.
· ضوابط التداوي بالرقى والتمائم في الفقه الإسلامي: الدكتور محمد عثمان شبير (البحث منشور ضمن أبحاث أخرى في كتاب دراسات فقهية في قضايا طبية معاصر!!).
خطة البحث:
يتضمن البحث: مقدمة في أسباب اختيار الموضوع، وأهميته، وخطة البحث وثلاثة مباحث على النحو الآتي:
المبحث الأول: في حقيقة العلاج بالقرآن ومشروعيته وحكمه وأهميته، وأنواعه
المطلب الأول: مفهوم العلاج بالقرآن.
المطلب الثاني: مشروعية العلاج بالقرآن الكريم.
المطلب الثالث: حكم التداوي بالقرآن.
المطلب الرابع: أهمية وفوائد العلاج بالقرآن.
المطلب الخامس: أنواع الرقى.
المبحث الثاني: في ضوابط العلاج بالقرآن الكريم.
المطلب الأول: ضوابط خاصة بالرقى.
المطلب الثاني: ضوابط الرقية.
المطلب الثالث:ضوابط في المرقى.
المبحث الثالث: مسائل متفرقة في العلاج بالقرآن
المسألة الأولي: صفة الرقية وطرقها وتأثيرها في الراقي.
المسألة الثانية: الشفاء بيد الله وحده.
المسألة الثالثة: هل الأدوية الحسية أنفع أم العلاج بالقرآن والأدوية الإيمانية
المسألة الرابعة: حكم اتخاذ العلاج بالقرآن مهنة.
المسألة الخامسة: حكم إتيان الكهان والمشعوذين والعرافين
المسألة السادسة: حكم حل السحر بالسحر.
المسألة السابعة: مخالفات يقع فيها الكثير من مدعي العلاج بالقرآن.
المسألة الثامنة: حكم إدخال وسائل التكنولوجيا في التداوي بالقرآن
الخاتمة: وتحوي أهم نتائج البحث.
المبحث الأول
حقيقة العلاج بالقرآن وحكمه وأهميته وأقسامه
المطلب الأول: تعريف العلاج و التداوي بالقرآن الكريم
يطلق على العلاج و التداوي بالقرآن الكريم الرُّقْيَة ـ بسكون القاف ـ ويقال:”رقى”بالفتح في الماضي،”ورقِي”بالكسر في المستقبل، و"رقيِت”فلاناً ـ بكسر القاف،”أُرقيه”ويقال:”استرقى"، أي طلب الرقية، والرقية تجمع على رُقى، وتقول: استرقيه، فرقاني رقية، فهو راق، ويقال: رقي الراقي رقية ورقياً، وإذا عوذ ونفث في عوذته، ويعرفها ابن الأثير: الرقية، العُوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات[3]، ويقول ابن منظور: والرقية: العوذة، معروفة.
قال عرْوَة: فما تَرَكنا مِن عُوذةٍ يَعْرِفانّها ولا رُقْيِة إلاَّ بها رَقَياني[4]
وقال أيضاً: والعوذة والمعاذات والتعويذ: الرقية يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون، لأنه يعاذ بها، وقد عوذه. ويقال عوذت فلانا بالله وأسمائه، وبالمعوذتين، إذا قلت أعيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر[5].
وقال بعض الفقهاء في تعريفها: الرُّقَْيِة وهي الْعُوذَةُ بضم العين ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء[6]، وقال ابن التين: الرقي بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله فلما عز هذا النوع فزع الناس الى الطب الجسماني وتلك الرقي المنهي عنها التي يستعملها المعزم وغيره ممن يدعي تسخير الجن له[7].
وجودها قبل الإسلام:
عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر أرقيها بكتاب الله[8]، وعن ابن عباس أن ضماداً قدم مكة وكان من أزذ شنوءة وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون إن محمداً مجنون فقال لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي قال فلقيه فقال يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد، قال فقال أعد عليَّ كلماتك هؤلاء فأعادهن عليه رسول الله r ثلاث مرات قال فقال لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر قال فقال هات يدك أبايعك على الإسلام قال فبايعه فقال رسول الله r وعلى قومك قال وعلى قومي[9]، وعن عوف بن مالك الأشجعي قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف تري في ذلك فقال اعرضوا عليَّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك[10].
المطلب الثاني: مشروعية العلاج بالقرآن الكريم
إن التداوي بالقرآن الكريم والاستشفاء به من الأمراض الجسمية والآفات والعلل العضوية عن طريق تلاوته أو قراءة بعض سوره وآياته هو المقصود في هذا المقام، ولاجله كتبت هذه البحث، سواء كان سبب المرض سوء في التصرفات، أو التعرض لبعض الإيذاء من الدواب والهوام، أو مس وإيذاء واعتداء من الجن أو غيرهم من المخلوقات، أو كان تلفا وخللا في بعض الأجهزة العضوية وغيرها، وهذا موضوع قد كثر حوله الكلام وطال فيه الجدل والخلاف، بين مانع من ذلك جملة وتفصيلاً بأدلة عقلية وأقيسه منطقية، وبين مغالٍ في إجازته معتمداً عليه معرضاً عن بذل الأسباب المادية الحسية وعن التداوي بغيرها والاستشفاء بما نفعه من خلال التجربة، والدراسة العلمية.
والحق إنما يتوسط بين الجافي والغالي، ويعتدل بين الإفراط والتفريط، والتداوي والاستشفاء بالقرآن الكريم جاء في النصوص الشرعية الثابتة، ويقرره العقل والقياس الصحيح، لذلك وجب التصديق به، والإيمان بما جاء به النص، وأجازه العقل، والنصوص الشرعية كثيرة جداً.
إن العلاج بالقرآن والأدعية المشروعة طب نفسي ولا يصل الشك إلى التردد في قبوله واعتباره لا سيما من المسلمين الذين يشهدون بربوبية الله وإلوهيته وأنه الشافي المعافي لا حول ولا قوة به تعالي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فلقد تضافرت النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله r في اعتبار القرآن هدي وشفاء[11].
أ- قول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}[12]، وقال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[13]، وقال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[14]، وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}[15]، ولفظ”شفاء”عام يتناول شفاء الأمراض القلبية والعقلية، كما يتناول الأمراض الجسدية والعوارض المادية الحسية، والأصل بقاء العام على عمومه وعدم تخصيصه إلا بمخصص، هنا ـ على ما قرره العلماء، قال الألوسي: استدل العلماء بالآية على أن القرآن يشفي من الأمراض البدنية كما يشفي من الأمراض القلبية[16].
ب – ما جاء في سنة رسول الله r: فقد ثبت أنه استشفي واسترقى بعض آيات القرآن، وأمر بذلك وأوصى به، وفعله عليه الصلاة والسلام لنفسه ولغيره وأقره كذلك من فعل بعض أصحابه رضي الله تعالى عنهم:
فقد ثبت في الصحيح عن عائشة زوج النبي r أنها قالت كان إذا اشتكي رسول الله r رقاه جبريل قال باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين.
كما ثبت أن رسول الله r كان يرقي نفسه: عن عائشة أن النبي r كان إذا أوي الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[17] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}[18] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[19]ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات[20]، وعن أبي سعيد الخدري t قال كان رسول الله r يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما[21].
كما رقى رسول الله r غيره: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r كان إذا أتى مريضاً أو أتى به قال أذهب البأس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً”[22]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي r يعوذ الحسن والحسين ويقول:”إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لآمة”[23]، الهامة: واحدة من الهوام وهي ذوات السموم[24] اللامة: بتشديد الميم أي ذات لمم، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما[25]. أي في كل عين تصيب بسوء”[26].
وعن أبي سعيد أن جبرائيل عليه السلام أتى النبي r فقال: يا محمد اشتكيت ؟ قال نعم:”بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين أو حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك”(3).
الرسول r يأمر ويندب غيره، ويرخص في الرقية: عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي r رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال:”استرقوا لها فإن بها النظرة”(2).
وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا الى رسول الله r وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله r ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"(5).
وعن سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله r يقول:”من نزل منزلاً ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك”(6).
الرسول r يقر غيره على الرقية: عن عائشة قالت كان رسول الله r إذا اشتكي منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما فلما مرض رسول الله r وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع فانتزع يده من يدي ثم قال اللهم أغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى قالت فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى (7).
وعنها قالت كان رسول الله r إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي وفي رواية يحيى بن أيوب بمعوذات[27].
وعنها أن رسول الله r كان إذا اشتكي الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي r بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفي به سقيمنا بإذن ربنا قال بن أبي شيبة يشفي وقال زهير ليشفي سقيمنا”[28]، وفي الصحيح عن أنس قال رخص رسول الله r في الرقية من العين والحمة والنملة[29]. قال النووي: النملة جروح تخرج في الجنب والحمة كل ذات سم[30]. وعن أبي سعيد الخدري أن ناساً من أصحاب رسول الله r كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا له هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأعطي قطيعاً من غنم فأبي أن يقبلها وقال حتى أذكر ذلك للنبي r فأتى النبي r فذكر ذلك له فقال: يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال:”وما أدراك أنها رقية”ثم قال:”خذوا منهم وأضربوا لي بسهم معكم”[31].
هذه النصوص الشرعية من كتاب الله ومن سنة رسوله r تبين لنا أن العلاج بالقرآن مشروع، ولا شك أن شرع الله حق وصدق في حقيقته ووجوب الإيمان به فالرقية الشرعية علاج لأمراض الروح والنفس والبدن قال r:”لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً”[32].
يقول الإمام ابن القيم: مر بي وقت بمكة، سقمت فيه، فقدت الطبيب والدواء، فكنت أعالج بها ـ بالحمد لله رب العالمين ـ آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مراراً، ثم أشربه، فوجدت لذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد على ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع[33].
وليس معني هذا ولازمه ترك التداوي والاستشفاء بالأدوية الطبيعية المادية، والاكتفاء بقراءة آيات من القرآن الكريم. فليس ذلك من الرشد في الدين، ولا من الفقه لسنن الله تعالى الكونية. ولكن الشأن هو الجمع بين هذا وذاك، والانتفاع بالأمرين، والجمع بين بذل الأسباب الحسية والمادية؛ مع الاعتماد على ما جاء به التوجيه الشرعي، وتعلق القلب بالله تعالى وحده، فهو النافع وهو رب الأسباب تبارك وتعالى.
ج ـ العقل: وأما إقرار العقل لهذا التداوي فواضح؛ إذ العقل لا يحيل ذلك و لا يمنعه أبداً، كيف وقد جاء الخبر الصادق بذلك، والعقل قد صدق المخبر فيما هو أعظم من مجرد الإخبار بالاستشفاء بتلاوة بعض الآيات والسور، ثم إنه لا يترتب على التصديق به أمر مستحيل؛ لأن العقل قد قرر أن الله سبحانه وتعالى هو المالك الفاعل المتصرف في الكون وما فيه من خلق، وهو سبحانه رب الأسباب والأدواء التي لا تشفي و لا تنفع بذاتها، بل هو الشافي والدافع لجميع الأفراد، وهو النافع والواهب للصحة والعافية، وهو الذي يحول بين الأسباب وبين مقتضياتها، وهو الذي يجعل فيها النفع سبحانه، فلاستشفاء والتداوي بتلاوة آيات وسور من القرآن على الأمراض الجسدية قررتها الشريعة السمحة، وجعلتها أسباباً شرعية صحيحة نافعة بإذن الله تعالى، كما تقررها العقول الصحيحة[34].
المطلب الثالث: في حكم التداوي بالقرآن
بعد أن اتفق الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على جواز الاستشفاء بالقرآن ـ كما سبق وأن بيناه في المشروعية ـ وكما قال النفرواي المالكي: ولا خلاف في جواز الاسترقاء بأسماء الله تعالى وكتابه[35] إلا أنهم اختلفوا في حكم التداوي عموماً، وأيضاً في التساوي بين الفعل والترك، أو الفضيلة، أو الكراهة على عدة آراء:
الرأي الأول: ذهب الحنفية والمالكية إلى الجواز، بمعني الإباحة بين فعل الرقية أو تركها[36]. و لا يشوش على هذا تعبير بعضهم ـ بـ"لا بأس”فقد عبر بعض الحنفية كابن عابدين وابن أبي زيد القيرواني عن الجواز بلفظ”لا بأس بالمعاذات"[37] و”لا بأس بالاسترقاء والتعوذ"[38]. والمراد الجواز، لكن من له قوة على الصبر فالمستحسن عدم الاسترقاء، وهذا لا ينفي الجواز. نبه على ذلك النفراوي من المالكية فقال: تعبير المصنف”بلا باس”يقتضي أن الأحسن عدم الاسترقاء، وتسليم الأمر إلى الله، ويدل على حديث ابن عباس عن النبي r قال:”عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل و الرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى r وقومه ولكن أنظر الى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي أنظر الى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزلة فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله r وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله r فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون و لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال أدع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أدع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة[39]. ففي هذا ذم الاسترقاء وحديث جبريل كان يرفي النبي r يقضى مدح الاسترقاء، وإن فعله أحسن من تركه، ثم أجاب النفراوي يقوله: والجواب عن هذه المعارضة من وجهين:
أحدهما: أن الاسترقاء الذي يحسن تركه الاسترقاء بكلام الكفار أو الألفاظ المجهولة التي لا يعرف معناها كالألفاظ العجمية، و الاسترقاء الحسن ما كان بالآيات القرآنية، أو الأسماء والكلمات المعروفة المعاني، وثانيهما: أن الاسترقاء المستحسن تركه هو ما كان في حق من له قوة علي الصبر علي ضرر المرض، كما قيل للصديق t: ندعو لك طبيباً، فقال”الطبيب أمرضني". والمستحسن فعل الرقية في حق الضعيف[40].
الرأي الثاني: فقد ذهب الحنابلة الى أنه مباح لكن تركه أفضل، وجمهورهم على الاستحباب[41] ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:”وإن كثيرا من أهل الفضل والمعرفة يفضل تركه تفضيلا واختياراً لما اختار الله ورضي به وتسليما له”[42].
الرأي الثالث: أن التداوي بالرقية مستحب، وهو مذهب الشافعية. قال النووي في منهاج الطالبين:”ويسن التداوي”وقال:”إنه مذهبهم ومذهب جمهور السلف وعامة الخلق. واختاره الوزير ابن المظفر”[43]، وعلى الاستحباب كثير من الحنابلة، كالقاضي أبي يعلي والبهوتي وابن الجوزي وابن عقيل والمقدسي وغيرهم. جاء في الآداب الشرعية: الاستحباب هو الصواب، وهو قول الجمهور[44]. وذكر في شرح مسلم أنه قول كثير من العلماء أو أكثرهم[45].
الرأي الرابع: مذهب الكراهة[46]. فيكره التداوي بالرقى؛ محتجين بتعارض الأحاديث في المنع والإباحة. أو بفهم حديث ابن عباس t: فعن عمران أبي بكر قال حدثني عطاء بن أبي رباح قال قال لي بن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلي قال هذه المرأة السوداء أتت النبي r فقالت إني أصرع وإني أتكشف فأدع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فأدع الله أن لا أتكشف فدعاء لها حدثنا محمد أخبرنا مخلد عن جريح أخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك امرأة طويلة سوداء على ستر الكعبة”[47]، وقد رد النووي وغيره على هذا بقوله: لا مخالفة لهذا الحديث وغيره لأحاديث الجواز، لأن المدح في ترك الرقى المراد بها الرقى التي هي من كلام الكفار، والرقى المجهولة، والتي بتعبير غير العربية، وما لا يعرف معناها، فهذه مذمومة لاحتمال أن معناها كفر، أو قريب منه أو مكروه. واما الرقى بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة فلا نهي فيه بل هو سنة[48].
وقال بعض الفقهاء: لا تجوز الرقية إلا من العين واللدغة لحديث عمران بن حصين رضى الله عنهما قال: لا رقية الا من عين أو حمة"[49]، وعن عثمان بن حكيم حدثتني جدتي الرباب قالت سمعت سهل بن حنيف يقول مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت محموماً فنمي ذلك الى رسول الله r فقال:”مروا أبا ثابت يتعوذ فقلت يا سيدي والرقى صالحة فقال لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغة قال أبو داود الحمة من الحيات وما يلسع”[50]، والنفس والعين.
وأجاب الجمهور أن تخصيص ما ذكر لا يمنع الرقية من غيره من الأمراض. فمعني الحديث: لا رقية أولي أو أنفع من رقية العين والحمة، والا فقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم رقى بعض أصحابه من غير ما ذكر، وسياق الحديث يدل على أن المراد أن الرقية أنفع فيما ذكر، فأن سهلاً قال لما أصابته العين: أو في الرقى خير ؟ فقال r:”لا رقية إلا من نفس أو حمة"[51].
وأرجح رأي الشافعية لي استحباب التداوي عموماً والاستشفاء بالقرآن الكريم بخاصة، لما في ذلك من التعلق بالله سبحانه وتعالى الشافي المعافي.
المطلب الرابع: فوائد العلاج بالقرآن وأهميته
إن من له اطلاع وتعامل في العلاج بالقرآن وبالرقية الشرعية يدرك فضائلها وفوائدها، فكم من حالات مستعصية من الأمراض العضوية والاكتئاب والأمراض النفسية عولجت بفضل الله عز وجل بالرقية والتي ما كانت في حقيقتها إلا علامات تدل على أمراض روحية ونفسية فلما زال العارض النفسي وعولج الأذى الروحي شفيت الأمراض الجسدية بفضل الله سبحانه وتعالى.
فلا شك و لا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي r من الرقى هو علاج نافع وشفاء تام {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}[52]، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}[53]، ومن هنا لبيان الجنس، فإن القرآن كله شفاء كما في الآية المتقدمة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}[54]، فالقرآن هو الشفاء التام من الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، إذا أحسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما لكتابه. والله عز وجل قد ذكر في القرآن أمراض والقلوب والأبدان وطب القلوب والأبدان.
التأثير المذهل لسماع القرآن: إن السماع المتكرر للآيات يعطي الفوائد التالية:
· زيادة مناعة الجسم.
· زيادة القدرة علي الإبداع.
· زيادة القدرة على التركيز.
· تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.
· الهدوء النفسي وعلاج التوتر العصبي.
· علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور.
· تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى.
· تحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام.
· تغير في العادات السيئة مثل الإفراط في الطعام وترك الدخان.
إن القرآن شفاء ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبهم وأرواحهم، فأشرقت وتفتحت وأقبلت في بشر وتفاؤل لتلقى ما في القرآن من صفاء وطمأنينة وأمان، وذاقت من النعيم ما لم تعرفه القلوب وأرواح أغنى ملوك الأرض، ومن المعلوم أن ترتيل القرآن حسب قواعد التجويد يساعد كثيراً على استعادة الإنسان لتوازنه النفسي، فهو يعمل على تنظيم النفس مما يؤدي إلى تخفيف التوتر بدرجة كبيرة، كما أن حركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل السليم تقلل من الشعور بالإرهاق، وتكسب العقل حيوية متجددة، قال تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً*وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً*قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً*وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً*وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً}[55]، لقد كانت نتائج الأبحاث التي أجريت على مجموعة من المتطوعين في الولايات المتحدة عند استماعهم إلى القرآن الكريم مبهرة، فقد تم تسجيل أثر مهدئ لتلاوة القرآن على نسبة 97% من مجموع الحالات، ورغم وجود نسبة كبيرة من المتطوعين لا يعرفون اللغة العربية؛ إلا أنه تم رصد تغيرات فسيولوجية لا إرادية عديدة حدثت في الأجهزة العصبية لهؤلاء المتطوعين، مما أدى إلى تخفيف درجة التوتر لديهم بشكل ملحوظ.
ليس هذا فقط، فلقد تمت تجربة دقيقة بعمل رسم تخطيطي للدماغ أثناء الاستماع إلى القرآن الكريم، فوجد أنه مع الاستماع إلى كتاب الله تنتقل الموجات الدماغية من النسق السريع الخاص باليقظة (13 ـ 12) موجة /ثانية إلى النسق البطيء (8 ـ 18 ) موجة /ثانية وهي حالة الهدوء العميق داخل النفس، وأيضا شعر غير المتحدثين بالعربية بالطمأنينة والراحة والسكينة أثناء الاستماع لآيات كتاب الله، رغم عدم فهمهم لمعانية !! وهذا من اسرار القرآن العظيم، وقد أزاح الرسول r النقاب عن بعضها حين قال في الحديث الصحيح المروي عن أبي هريرة قال قال رسول الله r من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه”[56].
وإذا تساءلنا كيف يكون القرآن شفاءاً للبدن ؟ فإنه من المعلوم طبيا بصورة قاطعة أن التوتر والقلق يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم ضد كل الأمراض، وأنه كلما كانت الحالة النفسية والعصبية للإنسان غير مستقرة كلما كانت فرص تعرضه لهجمات الأمراض أكثر، وهكذا تتضح لنا الحقيقة جلية، فالقرآن شفاء بدني كما أنه شفاء روحي ونفسي، لأنه يعمل على إعادة توازن الجهاز النفسي والعصبي للمؤمن باستمرار قراءته والاستماع إليه وتدبر معانية، وبالتالي يزيد من مناعة جسمه ويؤمن دفاعاته الداخلية، فيصبح في أمان مستمر من اختراقات المرض له بإذن الله، ويقاوم بتلك القوى النورانية المتدفقة الميكروبات والجراثيم التى تهاجم في كل لحظة جسمه بضرواة في موجات متتالية رغبة في إسقاطه في براثن المرض[57].
الآيات القرآنية تحمل الشفاء:
يقول العلماء اليوم وفق أحدث الاكتشافات إن أي مرض لابد أنه يحدث تغيراً في برمجة الخلايا فكل خلية تسير وفق برنامج محدد منذ أن خلقها الله وحتى تموت، فإذا حدث خلل نفسي أو فيزيائي، فإن هذا الخلل يسبب فوضى في النظام الاهتزازي للخلية، وبالتالي ينشأ عن ذلك خلل في البرنامج الخلوي. ولعلاج ذلك المرض لابد من تصحيح هذا البرنامج بأي طريقة ممكنة، يقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً}[58] فلو تأملنا هذه الآية بشيء من التعمق يمكن أن نتسأءل: كيف يمكن للقرآن أن يسير الجبال، أو يقطع الأرض أي يمزقها، أو يكلم الموتى ؟ إذن البيانات التي تخاطب الموتى وتفهم لغتهم موجودة في القرآن إلا أن الأمر لله تعالى ولا يطلع عليه إلا من يشاء من عباده، بالنسبة للجبال نحن نعلم اليوم أن ألواح الأرض تتحرك حركة بطيئة بمعدل سنتمترات كل سنة، وتحرك معها الجبال، وهذه الحركة ناتجة عن أمواج حرارية تولدها المنطقة المنصهرة تحت القشرة الأرضية، إذن يمكننا القول إن القرآن يحوي بيانات يمكن أن تتعامل مع هذه الأمواج الحرارية وتحركها وتهيجها فتسرع حركتها، أو تحدث شقوقاً وزلازل في الأرض أي تقطع القشرة الأرضية وتجزئها إلى أجزاء صغيرة، هذه القوى العملاقة يحملها القرآن، ولكن الله تعالى منعنا من الوصول إليها، ولكنه أخبرنا عن قوة القرآن لندرك عظمة هذا الكتاب، والسؤال: الكتاب الذي يتميز بهذه القوى الخارقة ألا يستطيع شفاء مخلوق ضعيف من المرض ؟؟ ولذلك فإن الله تعالى عندما يخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحمل البيانات والبرامج الكافية لعلاج الخلايا المتضررة في الجسم، بل لعلاج ما عجز الأطباء عن شفائه.
إن صوت القرآن هو عبارة عن أمواج صوتية لها تردد محدد، وطول موجة محدد، وهذه الأمواج تنشر حقولاً اهتزازية تؤثر على خلايا الدماغ وتحقق إعادة التوازن لها، مما يمنحها مناعة كبيرة في مقاومة الأمراض بما فيها السرطان، إذ أن السرطان ما هو إلا خلل في عمل الخلايا، والتأثير بسماع القرآن على هذه الخلايا يعيد برمجتها من جديد، وكأننا أمام كمبيوتر مليء بالفيروسات ثم قمنا بعملة”فرمتة”وإدخال برامج جديدة فيصبح أداؤه عالياً، هذا يتعلق ببرامجنا بنا نحن البشر فكيف بالبرامج التي يحملها كلام خالق البشر سبحانه وتعالى ؟.
الفرق بين العلاج بالقرآن والتداوي بالأدوية والعقاقير الطبية:
ليس للقرآن أي اضرار جانبية البتة بخلاف الأدوية والعقاقير الطبية، والرقية الشرعية إذا لم تنفع يستحيل أن تضر، وهي ليست مطلوبة للصحيح، ولكنها ليست ممنوعة عنه كذلك.
الرقية ليست كالطب من ناحية أن خبرة الطبيب لها دخل في الشفاء بعد تيسير رب العالمين، أما الرقية فالذي يتدخل أولا في شروط حصول الشفاء بعد إذن الله هو الصواب والإخلاص واعتقاد أن الله هو الشافي أولا وأخيراً قبل خبرة الراقي. وقد يرقي مجموعة من الرقاة الذين لهم خبرة كبيرة وواسعة بالرقية ـ مجتمعين في مكان واحد وزمان واحد ولمدة ساعات وربما لمرات متعددة ـ شخصاً مصاباً بسحر أو عين أو جن فلا يفلحون في علاجه، ثم يرقي المريض نفسه أو يرقيه شخص آخر بسيط مغمور بالفاتحة فقط على سبيل المثال فيشفى في بضع دقائق بإذن الله.
نسبة كبيرة من المترددين على المعالجين بالقرآن مرضى وهم يحسبون أن بهم مسا من الجن أو السحر أو العين، وهم ليسوا كذلك بل هم مرضى وَهْم في غالبيتهم، وعلاج هؤلاء يتم بالطب النفسي إن كان الوهم متسلطا عليهم منذ فترة طويلة. أما إن كان في بدايته فعليهم بالتحصينات لأنها يمكن أن تفيدهم ولو بدون طبيب.
المطلب الخامس: أقسام الرقية
للرقية الشرعية ـ أو العلاج بالقرآن ـ عدة تقسيمات وأنواع، نذكرها لنبين حكم الشرع في كل منها ما يجوز وما لا يجوز.
التقسيم الأول: أنواع الرقية الشرعية بحسب شرعيتها أو عدم ذلك:
تنقسم الرقية الشرعية بحسب مطابقتها للشرع وعدمه الى قسمين[59]:
1. الرقية الشرعية: وهي ما ثبت عنه r في كتب الصحاح من أبواب الاستشفاء والأدعية النبوية لما روى مسلم في صحيحه عن عوف ابن مالك الأشجعي قال:”كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يارسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: أعرضوا على رقاكم، لا بأس في الرقي ما لم يكن فيه شرك”[60]. قال الذهبي: قال الخطابي: وأما إذا كانت الرقية بالقرآن أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة أن النبي r كان يرقى الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ فيقول:”أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة”[61]. وبالله المستعان وعليه التكلان[62]، وقال الهيثمي:”وإن كانت العزيمة أو الرقية مشتملة على أسماء الله تعالى وآياته والإقسام به، جازت قراءتها على المصروع وغيره وكتابتها كذلك”[63].
2. الرقية البدعية أو الشركية: هي كل ما أضيف الى الرقية الشرعية من تمتمات وتعاويذ يعمل بها المشعوذين والسحرة التى لا توافق منهج رسول الله r، ولم تر بنص شرعي وكل هذا يدخل في البدع: لحديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول اللهr:”من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد”[64] فهذا النوع من الرقى مناف للشرع حيث تتم بالاستعانة والاستغاثة بغير الله وقد وصفها رسول الله r بأنها من الشرك، عن قيس بن السكن أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول كان مما حفظنا عن رسول الله أن الرقى والتمائم والتولة من الشرك فقالت له امرأته وما التولة قال التهييج”[65]، وكذلك الذي يعتقد أن الرقية مؤثرة ونافعة بذاتها (لا بقدرة الله) فيعتمد عليها اعتماداً كليا فضلا عن الذين يستعينون بالجن المسلم حسب زعمهم والتبرك بمن في القبور وسؤالهم وطلب المدد منهم والتقرب إليهم بالذبائح.
قال ابن حجر في الفتح قال القرطبي: الرقى ثلاثة أقسام:
· ما كان يرقى به في الجاهلية وما لا يعقل معناه فيجب اجتنابه لئلا يكون فيه شرك أو يؤدي الى شرك.
· ما كان بكلام الله أو أسمائه أو المأثور عن النبي r فهو مستحب وجائز.
· ما كان بأسماء غير الله من ملك أو صالح أو معظم، فتركه أولى[66].
قال القاضي علي بن أبي العز الدمشقي:”واتفقوا على أن كل رقية وتعزيم أو قسم فيه شرك بالله ـ فإنه لا يجوز التكلم به، وإن أطاعته الجن أو غيرهم، وكذلك كل كلام فيه كفر لا يجوز التكلم به، وكذلك الكلام الذي لا يعرف معناه لا يتكلم به، لإمكان أن يكون في شرك ولا يعرف، ولهذا قال النبي r:”لا باس بالرقى ما لم تكن شركاً”[67].
وعليه، فالرقى على قسمين: رقية شرعية: وهي ما توفرت فيها الشروط والضوابط التى سنتحدث عنها بشيء من التفصيل في المبحث الثاني، ورقى بدعية: وهي ما اختل فيها شرط من شروط الرقية الشرعية كأن تشتمل على شيء من الشرك، أو أسماء للجن، أو ملوكهم، وما لا يعني له من حروف متقطعة، أو نحوها.
التقسيم الثاني: أنواع الرقى من جهة متى تقرأ:
1. تقرأ الرقية لدفع البلاء قبل وقوعه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي r يرقي الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ فيقول:”أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة[68]، وعن عثمان بن عفان t قال رسول الله r:”من قال في أول يومه أو في أول ليلته بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العلم ثلاث مرات لم يضره شيء في ذلك اليوم أو تلك الليلة”[69]، وعن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود t قال قال النبي r من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”[70].
2. تقرأ الرقية لدفع البلاء بعد وقوعه: وقد تقدم ذكر طائفة من الأحاديث المرفوعة الصحيحة في هذا المعني عن عائشة في رقية جبريل النبي r في مرضه وشكواه، وعن عثمان بن أبي العاص t في وضع اليد على موضع الألم من الجسد ثم القراءة ونحوها، مما يفيد فعل النبي r ورقيته لنفسه، ورقيته لغيره، ورقية غيره له، وترغيب النبي r في ذلك، ووصيته لمن وجد ألما أو نزل به بلاء.
التقسيم الثالث: أنواع الرقى من جهة ما يقرأ به:
1. الرقية بالقرآن الكريم: ثبت فيما تقدم ذكره قراءة سورة الفاتحة، كما في حديث النفر الذي انطلقوا في سفرة، وإقرار النبي r للراقي قراءة سورة الفاتحة وإنها رقية، وثبت كذلك أن سورة البقرة رقية ونافعة كما في حديث أبي أمامة الباهلي t قال سمعت رسول الله r يقول:”اقرأوا القرآن فإنه يأتي كانهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة، قال معاوية t يلغني أن البطلة السحرة[71]، وثبت كذلك أن قراءة آية الكرسي من الرقى النافعة بإذن الله تعالى، كما في حديث أبي هريرة t قال وكلني رسول الله r بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثوا من الطعام فأخذته فقلت لآرفعنك إلى رسول الله r فذكر الحديث فقال:”إذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ و لا يقربك شيطان حتى تصبح”فقال النبي r صدقك وهو كذوب ذاك شيطان[72]، وفيه إقرار النبي r أنها رقية، وثبت كذلك أن قراءة المعوذات من الرقى النافعة، وقد تقدم ذكر النصوص الدالة على ذلك من قول النبي وفعله r، ومن فعل غيره له.
2. الرقية بالأدعية والأذكار: وقد ثبت ذلك كما في أحاديث وأدعية النبي r، وأمره ووصيته لأصحابه. وقد تقدم ذكر طائفة لا بأس بها منها ,,, قال الشوكاني في هذا:”جواز الرقية بكتاب الله تعالى ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور، وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور"[73].

المبحث الثاني
ضوابط الرقية الشرعية
لكي يؤتي العلاج بالقرآن ثماره المرجوة، ويتم تحقيق الشفاء للمريض، ونظراً لوجود أدعياء على الرقية شوهوا أمرها فقد اتجه مجموعة من أهل العلم ومحققيهم الى وضع شروط وضوابط في كل من الراقي، والرقية، والمرقي لا بد من مراعاتها لتكون الرقية جائزة مقررة شرعاً، وللانتفاع بها من جانب آخر وتؤتي أكلها وتشفي بإذن الله تعالى، وفي هذا الخصوص لا بد وأن نعلم أن مسائل الرقية الشرعية أمور توفيقية تعبدية لا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها، وبالتالي فقد بين العلماء الشروط الخاصة بالرقية الشرعية: بدليل أن النبي r كان يطلب ممن كانوا يرقون قبل الإسلام أن يعرضوا عليه رقاهم للنظر في إقرارها واعتبارها شرعية. فما الضوابط التي ينبغي أن تقيد الرقية بها حتى تكون شرعية ؟ هذا ما نجيب عنه ضمن المطالب التالية:
المطلب الأول: الضوابط الشرعية للراقي
أما الضوابط الشرعية التي ينبغي مراعاتها في الراقي فهي[74]:
أولاً: أن يكون الراقي مسلماً: يشترط فيمن يعالج المرضى بالرقى والتمائم أن يكون مسلماً أن يكون المسترقى من أهل الإيمان بالله ربا والها واختصاصا بالحول والقوة فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}[75]، فلا يجوز لغير المسلم أن يعالج بها لأن غير المسلم سواء أكان يهودياً أم نصرانياً لا يعلم بحقيقة الرقى الإسلامية التي توافق كتاب الله تعالى وسنة نبيه، وإذا مارس هذا العمل سيرقي بكتابه من التوراة أو الإنجيل، أو بالسحر. فإذا رقى بكتابه فلا يجوز، لأن ذلك الكتاب دخله التحريف، وقد خالف في ذلك الإمام الشافعي فأجاز لغير المسلم أن يرقى المسلم وهو رواية ثانية للامام مالك رواها عنه ابن وهب[76]، واستدلوا بما روى الإمام مالك عن عمة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق t دخل على عائشة رضي الله عنها، وهي تشتكي ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر t:”أرقيها بكتاب الله”[77]، وأرجح الرأي الأول وهو اشتراط الإسلام في الراقي، فلا يجوز للمسلم أن يقصد غير المسلم من أجل الرقية بعد أن استقر الطب الروحاني عند المسلمين وتجددت معالمه في القرآن الكريم، وبين النبي r يفعله وقوله حتى قال أبو سعيد الخدري t:”كان رسول الله r ويتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما"[78]، وأما ما روي عن أبي بكر t فهو محمول على أنه كان في بداية الإسلام، وقبل تحديد معالم الطب الروحاني الإسلامي، أما بعد استقراره فلا تجوز للمسلم أن يسترقى بما عند غير المسلمين من رقى[79].
ثانياً: أن يكون الراقي عدلاً في دينه: يقول العلماء: إن الرقية الشرعية التي يؤمل منها الشفاء بإذن الله هي ما كانت على لسان الأبرار من الخلق، لذا نبه كثير من العلماء إلي ضرورة تحقيق العدالة والصلاة في الراقي الذي يرقي بذكر الله تعالى وأسمائه وصفاته، لأن الشفاء الذي يأذن به الله تعالى يحصل على لسان الراقي الصالح دون الطالح، فيشترط ألا يكون الراقي من أهل الضلال والانحراف والتعلق بغير الله والتقرب إلى من يتعلق به من الشياطين ومردة الجان بوسائل العبادة والخضوع كأن يطلب ممن يسترقيه شيئاً من أثوابه أو أظافره أو شعوره أو معلومات عن أسرته أو نحو ذلك مما هو مسلك الدجاجلة والمشعوذين وعبدة الشياطين.
قال ابن التين:”الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله”[80]، وقال الخطابي:”الرقية التي أمر بها رسول الله r هو ما يكون بقوارع القرآن وبما فيه ذكر الله على ألسن الأبرار من الخلق الطاهرة النفوس وهو الطب الروحاني. وعليه كان معظم الأمر في الزمان المتقدم الصالح أهله، فما عزّ وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس الى الطب الجسماني، حيث لم يجدوا الطب الروحاني نجوعاً من الأسقام لعدم المعاني التي كان يجمعها الرقاة المقدمة من البركات[81].
ولأن لنفس الراقي أثراً في نفس المرقي، فالنفس الصالحة الطيبة إذا التقت بنفس المريض (المرقي) حصل بينهما فعل وانفعال، كالذي يحصل بين الداء والدواء؛ فإذا أصاب الدواء الداء برئ.. بإذن الله تعالى، قال ابن القيم:”ونس الراقي تفعل في نفس المرقي فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال، كما يقع بين الداء والدواء، فتقوى نفس المرقى وقوته بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن الله. ومدار تأثير الأدوية والأدواء على الفعل والانفعال، وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين؛ يقع بين الداء والدواء الروحانيين[82].
والعدالة: كما عرفها العلماء هي:”الصلاح في الدين والمروءة والصلاح في أداء الواجبات الكبيرة والإصرار على الصغيرة، وهي صفة في الإنسان تحمله إلى أداء ما وجب عليه من فرائض وواجبات: كالقيام بالصلاة، والصيام، والزكاة، والتحلي بالأخلاق الفاضلة من صدق وأمانة وتقوي ومروءة، كما تحمله على اجتناب الكبائر من شرك بالله، وسحر، وكذب، وبدعة مكفرة، وإصرار على صغائر الذنوب وتجنب ما فيه خسة من التصرفات”[83].
لماذا يشترط الصلاح في الراقي؟!: لقد كثر في زماننا من يزعمون أنهم معالجون وأهل رقية، وكثير منهم لا يسلم من قادح في عدالته، ومغمز في دينه، عليه: ننصح الناس ـ وخاصة النساء ـ بأن يلجأن لمعالجة أنفسهن بأنفسهن، وقد علم رسول الله r عائشة رضي الله عنها وغيرها من النساء كيف ترقي نفسها، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله rكان إذا اشتكي يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها”[84].
ثالثاً: أن يعتقد أن الله هو الشافي: اتفق العلماء على أنه ينبغي على الراقي أن يعتقد اعتقادا جازماً أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى، وأن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته، لأن الذي أنزل الداء هو الذي أنزل الدواء، وهو الذي يرفع البلاء ويدفعه[85]. وإلا وقع الراقي في شرك الأسباب، فمن قال: إن الأسباب بما فيها الرقى تؤثر بطبعها في المريض فتشفيه فقد أشرك بالله تعالى وكفر، ويدل على ذلك ما يلي ك قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}[86] فالآية تخاطب المشركين الذين كانوا يعترفون أن الله عز وجل هو الخالق للأشياء كلها، ولكنهم يتوجهون بالدعاء والعبادة الى غير الله ليكشف عنهم الضر، ويدفع البلاء؛ مع أنه لا يملك لهم ضراً ولا نفعاً، وروى الترمذي ـ بسنده ـ عن النبي r: من تعلق شيئاً وكل إليه”[87] ، وفي رواية:”من علق تميمة فقد أشرك”[88]، وفي رواية:”من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”[89].
فهي تدل على أن التمائم لا تؤثر بذاتها، ومن اعتمد عليها بذاتها فقد أشرك، ويوكل شفاؤه إلى تلك التمائم فلا يحصل الشفاء له. وروى البخاري ـ بسنده ـ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي r كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمني ويقول:”اللهم رب الناس أذهب الباس واشف، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً"[90]، فقد أشار النبي r إلى أن كل ما يقع من الدواء و التداوي إن لم يصادف تقدير الله عز وجل لم ينجح[91].
رابعاً: أن يكون الراقي خبيراً بطرق المعالجة بالرقية الشرعية: ينبغي أن يستعان في كل شيء بأعلم أهله أو بالمختصين فيه، وعلم الرقى الشرعية أو الطب النبوي أصبح علماً قائماً بذاته، وهو”: علم باحث عن الطب الذي ورد في الأحاديث النبوية الذي داوى به المرضى”[92]، وقد أفرد بكتب خاصة في مجامع السنة النبوية، ففي صحيح البخاري كتاب الطب، وفي سنن الترمذي كتاب الطب، وفي سنن أبي داود كتاب الطب.. الخ. كما وأفرد بمؤلفات مستقلة مثل: الطب النبوي لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (430هـ). هذا بالإضافة الى كتب الأذكار والدعوات التي أفردها المصنفون بكتب مستقلة. وقد اشتملت هذه الكتب وغيرها على وصفات لكل مرض، وطرق متعددة للمعالجة، وعوارض لبعض الأمراض وأسبابها، وغير ذلك، واستيعاب ما في هذه الكتب من معلومات يحتاج الى همة عالية وذكاء، لأن العلم بالتعلم، ونبه النبي r الى أن علم الرقى يحتاج الى التعلم في حديث الشفاء بنت عبد الله رضى الله عنها حيث قالت: دخل علىَّ رسول الله r وأنا عند حفصة رضي الله عنها فقال: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة”[93]، ولما كان الناس متفاوتين في استعداداتهم وأفهامهم ومداركهم واستيعابهم فلا بد أن يتفاوتوا في تحصيلهم العلمي لهذا العلم واتقانهم له. وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من الاستعانة في علاج الأمراض بالرقى الشرعية بأعلم الناس بها، وأحذقهم، وأتقاهم، وأروعهم، وأكثرهم خشية من الله تعالى.
خامساً: القدرة على التشخيص لنوع المرض واختيار نوع العلاج المناسب: إن ممارسة الضرب أو الخنق أو السُّعوط أو الكهرباء من أول وهلة غير مجدية، بل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة سواء للراقي أو المرقي عليه، فالتدرج في العلاج مطلوب، والبدء بالقراءة على المريض بحد ذاتها عملية شفائية، ولو تمعنا في بعض الحالات المرضية وكيف عالجها رسول الله r، لعرفنا الحكمة والأثر في ذلك، فمن ذلك:
· عن بن عباس رضي الله عنهما أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله r فقالت يا رسول الله إن ابني به جنون وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا فمسح رسول الله صلى الله عليه صدره ودعا فثع ثعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي[94].
· وعن يعلي بن مرة t قال لقد رايت من رسول الله r ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت يا رسول الله هذا صبي اصابه بلاء منه بلاء يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة قال ناولنيه فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة ثم فغرفاه فنفث فيه ثلاثاً وقال بسم الله أنا عبد الله اخسأ عدو الله ثم ناولها إياه فقال القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل قال فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال ما فعل صبيك فقالت والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئاً حتى الساعة فاجترر هذه الغنم قال انزل فخذ منها واحدة ورد البقية...[95]
· وعن خارجة بن زيد بن ثابت t أن أسامة بن زيد t حدثه قال حججنا مع رسول الله r حجته التي حج فيها، فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله r امرأة تحمل صبيا لها فسلمت على رسول الله r وهو يسير على راحلته ثم قالت: يا رسول الله هذا ابني فلان والذي بعثك بالحق ما أبقي من خنق واحد من لدن ولدته إلى ساعته هذه، فحبس رسول الله r الراحلة فوقفت ثم إكتنع إليها فبسط إليها يده وقال:”هاتيه لأ وضعه على يدي رسول الله r فضمه إليه فجعل بينه وبين واسطة الرجل ثم تفل في فيه قال: أخرج يا عدو الله فإني رسول شاء الله r، ثم ناولها إياه فقال:”خذيه فلن تري شيئا منه تكرهينه بعد هذا إن شاء الله”، فأخذته ثم انصرفت، قال: ثم مضينا فحججنا، قال فلما انصرف رسول اله r نزلنا بالروحاء، قال أسامة: إذا تلك المرأة قد استقبلت رسول الله r بشاة مصلية فوضعتها بين يدي رسول الله r ثم قالت يا رسول الله: أنا المرأة أم الصبي الذي لقيتك به فقال رسول اللهr:”ما فعل ابنك"، قالت: والذي بعثك بالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى يومي هذا[96].
· وعن عبد الله أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق فقال له رسول الله r:”ما قرأت في أذنه؟ قال:”قرأت {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}[97] أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ( (المؤمنون115) حتى فرغ من آخر السورة فقال رسول اللهr:”لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال”[98].
فهذه التعددية في العلاج، تبين التعددية في أسباب الحالات وطرق العلاج، وهذا يوضح لنا سبب فشل بعض القراء في العلاج؛ لاعتمادهم على حالة واحدة فقط.
سادساً: الفراسة: قال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ}[99]، وهي منزلة من منازل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[100]، كما أشار إليها العلامة ابن القيم في كتابه: مدارج السالكين:”حيث قال مجاهد للمتفرسين، وقال ابن عباس رضى الله عنهما: للناظرين، وقال قتاده: للمعتبرين، وقال مقاتل: للمتفكرين”[101].
والفراسة: الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة[102]، والذي يعنينا هنا حديث أم سلمة رضي الله عنها، فعن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي r رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال استرقوا لها فإن بها النظرة[103].
سابعاً: أن يتوجه أثناء الرقية إلى الله بصدق: بحيث يجتمع فيها القلب مع اللسان، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه، لأنه لا أحد يحس باضطراره وحاجته ما يحس هو بنفسه، والله عز وجل وعد المضطرين بالإجابة، وغالباً ما يكون الراقي مشغول القلب {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}[104].
المطلب الثاني: ضوابط في الرقية
أولاً: أن تكون من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله r أو من الأدعية المباحة المشتملة على التعلق بالله وحده لا شريك له في جلب الخير ودفع الشر وعلى الوحدانية في الشفاء قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[105] فلقد اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الرقية أو التميمة أن يكون لها أصل في القرآن أو السنة بأن تكون موافقة لهما، فتجوز الرقية بآية أو آيات من كتاب الله تعالى، أو باسم من أسمائه، أو بصفة من صفاته، أو بذكر الله تعالى أو دعائه الذي ورد في القرآن أو السنة[106]، ويؤيد ذلك ما روى مسلم: عن جابر قال نهي رسول الله r عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله r فقالوا يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقى قال فعرضوها عليه فقال ما أرى باسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفه”[107]، فقد طلب النبي r من آل عمرو بن حزم أن يعرضوا عليه رقاهم ليرى هل هي موافقة لما جاء به من القرآن أو لا ؟ فاقرها لأنها موافقة، وقال لهم:”ما أرى بأساً”[108].
وعن سعيد الخدري قال كان رسول الله r يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فما أخذ بهما وترك ما سواهما”[109]، وقال الربيع سألت الشافعي عن الرقى فقال:”لا بأس إن رقى بكتاب الله؛ أو بما يعرف من ذكر الله”[110].
أما إذا لم يكن للرقية أو التميمة أصل في القرآن أو السنة، أو لم تكن موافقة لهما، فيحرم التداوي بها؛ فلا يجوز التداوي بالرقى اليهودية والنصرانية المخالفة لما في القرآن والسنة، ولا يجوز التداوي بتعليق خرزة زرقاء، أو حلقة من حديد أو نحاس أو خزف، ولا بتراب قبر ولي، أو بتعليق قطعة سترة تابوت ولي، أو بالشرب من ماء طاسة الضربة”الرجة"، أو غير ذلك من الخرافات التي ورثها الناس عن الشعوب الجاهلية؛ مما لا يوجد له أصل في القرآن والسنة[111].
والقرآن الكريم كله شفاء، يصح التداوي بأية سورة منه؛ لقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}[112] وهنا”من”في الآية للبيان، وليست للتبعيض، لأنه يلزم من كونها للتبعيض أن بعض القرآن لا شفاء فيه، وهو ليس كذلك[113] لكن الأولى تحرى الآيات والسور التي ورد استعمالها في الرقى والتعويذات، لإعطاء نتائج سريعة ومن ذلك: فاتحة الكتاب، والمعوذات )قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ....، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (، آية الكرسي )البقرة: 255(، أسماء الله تعالى وصفاته، آيات الأدعية والأذكار.
وفي السنة النبوية وردت تعويذات لكثير من الأمراض تنظر في مواضعها من كتب الأحاديث. وكان النبي r يكثر من استعمال هذه الرقية: فلقد كان r إذا أتى مريضاً أو أتي به قال أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً[114] وكان إذا اشتكى رسول الله r رقاه جبريل قال باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد اذا حسد وشر كل ذي عين"[115].
ثانياً: أن لا تتضمن الرقية شركاً أو تشمل على صيغ مجهولة من طلاسم ورموز ونحو ذلك. قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً}[116] فينبغي أن تخلو الرقية والتميمة من أي نوع من أنواع الشرك، كما روى عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقى في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى ذلك ؟ فقال:”أعرضوا علي رقاكم. لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"[117].
ثالثاً: أن لا تتضمن الرقية سحراً: وقد اتفق العلماء على منع التداوي بالرقي التي تتضمن السحر كالعقد والعزائم والطلسمات التي تشتمل على اسماء معينة، يزعم السحرة أنها ملائكة وكلهم سليمان بقبائل الجان، فإذا أقسم على صاحب الاسم ألزم الجن بما يريد[118].
ومما يؤيد منع هذه الرقى، وما يقوم به السحرة من أعمل السحر قوله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}[119]وحديث:”اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”[120].
وقال ابن حجر في الحكمة من منع تلك الرقى:”يدعي تسخير الجن له، فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع الى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم[121].
رابعاً: أن تكون باللسان العربي، أو بما يفهم معناه: وذلك أن تكون باللغة العربية خشية أن تكون في اللغات الأخرى من الخلل والزلل في الدعاء والتعلق بما لا يجوز أو يجهله أهلها فهي مظنة الشرك بالله تعالى والسحر.اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الرقية أن تكون بلغة مفهومة المعني، فيقرأ على العربي بلغة عربية، ولذا لا تصح الرقية بلغة أعجمية أو عبرية أو غير ذلك من اللغات. كما لا تصح الرقية بالدعوات المجهولة التي لا تعرف لها حقيقة ولا اصل، وإنما يزعم أهلها أنها من الدعوات المستجابة. ومن ذلك: لمخيثا وشمخيثا وباغليهوش، كشهشطليوس، قطيهوج و طحير طمحيليال، برهيم، يالوش، هميالوش، طياروش، طلوش، طلش، عجريش، هليش، مراهيش، ويدل على منع التداوي بتلك الرقى قول النبي r لمن كان يرقي قبل الإسلام:”أعرضوا علي رقاكم لا باس بالرقى ما لم يكن فيه شرك”[122]، قال ابن حجر:”دل الحديث أنه ما كان من الرقي يؤدي الى الشرك يمنع، وما لم يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي الى الشرك، فتمنع احتياطاً”[123]، قال المازري: جميع الرقي جائزة اذا كانت بكتاب الله أو بذكره، ومنهي عنها إذا كانت باللغة الأعجمية أو بما لا يدري معناه لجواز أن يكون فيها كفر[124]، فتمنع تلك الرقي وإن لم يعرف الراقي أنها شرك او سحر، ولا يجوز للمريض استعمالاها والتداوي بها.
خامساً: أن تكتب الرقية بطاهر: إذا كانت الرقية مكتوبة في ورقة، فلابد أن تكتب بمادة طاهرة كالحبر، والزعفران، وبعض الأصباغ، فلا يجوز أن يكتبها بما هو نجس كالدم والبول، والغائط؛ لأن كلام الله تعالى وأسماءه وصفاته ينبغي أن تنزه عن ذلك.
فإذا تخلف شرط من هذه الشروط تحولت الرقية إلى ضرب من الدجل والوهم والشعوذة وقد يصل الأمر إلى الشرك بالله واتجه إليها الاستثناء من الإباحة في قوله r:”لا باس بالرقي ما لم تكن شركاً”، فإن اختل شرط من شروط تلك الشروط تصبح رقية محرمة، وإن اعتقد أنها الفاعلة أو السبب المؤثر كان ذلك كفرا أكبر، وإن اعتقد مقارنتها للشفاء كان ذلك شركا أصغر، والله أعلم.
المطلب الثالث الضوابط الشرعية للمرقي
أما الضوابط الخاصة بالمرقي فهي[125]:
أولاً: أن يعتقد المرقي أن الشافي هو الله: ينبغي على المرقي لأن ذلك الاعتقاد أنفع علاج له. فإن وجد الراقي إيمان المرقي واعتقاده في ذلك ضعيفاً قواه بإعطائه درساً في العقيدة، يبين فيه أن كمال التلقي للعلاج يحصل بالإيمان بالله تعالى، والإذعان له، والاعتقاد بأنه الشافي ولا شفاء بعده وأن هذه الرقى لا تؤثر بذاتها، وإنما بقدر الله. ولذا فلا ينتفع بها من أنكرها، أو سخر منها، أو شك فيها أو فعلها مجرباً لا يعتقد أن ذلك ينفعه[126].
ثانياً: أن يتعاطى الرقي للعلاج من الأمراض: عند بعض الفقهاء الرقى والتمائم يتعاطاها المريض لعلاج الأمراض، فلا يجوز أن يتعاطاها الصحيح للوقاية من الأمراض واحتراز منها عند الإمام مالك في رواية، وأحمد في رواية الخلال[127]، لقول عائشة رضي الله عنها:”التمائم ما علق قبل نزول البلاء، وأما ما علق بعد نزول البلاء فليس من التمائم المنهي عنها. وخالف في ذلك الشافعية، ومالك في رواية أشهب وأحمد في رواية، حيث ذهبوا الى عدم اشتراط هذا الشرط، فأجازوا الرقية للصحيح والمريض لعموم أدلة جواز الرقية..؟ والراجح ما ذهب إليه الشافعية ومن معهم من عدم اشتراط هذا الشرط لأنه ثبت عن النبي r في الصحيح وغيره أنه كان يقرأ بالمعوذات قبل النوم خوفاً من الشيطان والجن، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده[128].
ثالثاً: صيانة الرقي عن الإهانة: ينبغي على المرقي أن يحافظ على الرقي التي يستعملها ويصونها عن الإهانة لأنها تتضمن آيات من القرآن الكريم وأسماء الله وصفاته. فإن كانت تمائم تعلق على جسده فإنها تلف لفاً محكماً وتحفظ في وعاء من شمع أو كيس من جلد، بحيث لا تتسرب اليها النجاسة والقاذورات. ولا يدخل بها بيت الخلاء، ولا يقعد عليها، وينزعها عند الجماع[129]، وإن كانت سائلاً مقروءاً عليه أعد للشرب سمى الله على كل نفس وعظم النية فيه، فإن الله يؤتيه على قدر نيته. وإن كان معداً للاغتسال فلا يصبه على كناسة، أو في حفرة نجاسة، أو على موضع يوطأ، ولكن يصبه ناحية من الأرض في بقعة لا يطأها الناس، ويحفر حفرة في موضع طاهر ويصبه فيها[130].
رابعاً: أن يبتعد المرقى عن المعاصي في فترة العلاج وبعدها: ينبغي على المرقي أن يبتعد عن المعاصي صغيرة كانت أو كبيرة ـ في جميع الأوقات وبخاصة في أثناء العلاج، فلا يستمع للغناء ولا يتناول الدخان، و لا يهمل في صلاته. وإذا كانت امرأة فلا تتبرج، و لا تخرج كاسية عارية، فإن فعل الطاعات واجتناب المعاصى من أعظم العلاجات كما قال ابن القيم:”من أعظم علاجات المرضى فعل الخير والإحسان، والذكر والدعاء، والتضرع، والابتهال الى الله والتوبة، ولهذه تاثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية”[131].
خامساً: أن لا يستبطئ الشفاء: لأن الرقية دعاء، وإذا استعجل الداعي الإجابة فإنه قد لا يستجاب له، قال r:”يستجاب لأحدكم ما لم يعجل بقول: دعوت فلم يستجب لي”(3).
هذه هي ضوابط العلاج بالقرآن، التي يجب الالتزام بها من أجل أن يكون عملنا وفق منهج الله، وحتى نبعد ما علق بهذا الموضوع من شبهات الشرك والبدع، ولكن تؤتي الرقى الشرعية ثمارها ويتحقق العلاج للمريض بإذن الله تعالي.

المبحث الثالث
مسائل متفرقة في العلاج بالقرآن
سأتناول في هذا المبحث مجموعة من المسائل التي لها علاقة بموضوعنا والتي يكثر تساؤل الناس حولها، والحقيقة أن المسائل التى تثار حول موضوع العلاج بالقرآن والرقية الشرعية كثيرة لكنني اخترت أهمها، ومن المسائل ما يلي:
المسألة الأولى: صفة الرقية وطرقها وتأثيرها في المرقي
صفة الرقية: صفة الرقية أن يقرأ الراقي على محل الألم، أو على يديه للمسح بهما، أو في ماء ونحوه، وينفث إثر القراءة نفثاً خالياً من البزاق، وإنما هو نفس معه بلل من الريق، قال النووي في الكلام على النفث في الرقية تبعا لعياض اختلف في النفث والتفل فقيل هما بمعني ولا يكونان الا بريق وقال أبو عبيد يشترط في التفل ريق يسير ولا يكون في التفث وقيل عكسه وسئلت عائشة عن التفث في الرقية فقالت كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه قال و لا اعتبار بما يخرج معه من بلة بغير قصد[132].
والرقية لها طرق: 1-قراءة الرقية مع النفث. 2- القراءة بدونها. 3- خلط الريق بالتراب. 4- قراءة الرقية مع مسح موضع الألم.
تأثير الرقية في المرقي: يقول ابن القيم[133]:”تعتمد الرقية على أمرين، أمر من عند المعالج وأمر من جهة المصروع فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه الى فاطر هذه الأرواح وبادئها والتعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان، والثاني من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا حتى أن بعض المعالجين يكتفي بقوله (أخرج منه) أو يقول (بسم الله) أو يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله )، ونبينا محمد r كان يقول: (أخرج عدو الله أنا رسول الله)[134] "، ويقول في الطب النبوي:”ومن أنفع علاجات السحر الأدوية الإلهية، بل هي أدويته النافعة بالذات، فإنه من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية، ودفع تأثيرها يكون بما يعارضها ويقاومها من الأذكار والآيات والدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها، وكلما كانت أقوي وأشد، كانت أبلغ في النشرة، وذلك بمنزلة التقاء جيشين مع كل واحد منهما عدته وسلاحه، فأيهما غلب الآخر قهره وكان الحكم له، فالفلب إذا كان ممتلئا من الله مغمورا بذكره، وله من التوجهات والدعوات والأذكار و التعوذات ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه، كان هذا أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له، ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه”[135].
المسألة الثانية: الشفاء بيد الله وحده
قد تتكامل الأسباب من قراءة القرآن وتعاطي الأسباب الدوائية ووجود الاستعداد عند المريض لتقبل العلاج القرآني أو الدوائي، ومع ذلك لا يشفي المريض ! فليس لازماً أن يقع الشفاء، لأن فوق كل هذه الأسباب إرادة المسبب وهو الله عز وجل، وهذا واضح في مناحي الحياة كلها، فقد يحصل مثلاً زلزال في بلد ما، ويشاء الله وقوع عمارة، فيموت أناس، ويحيا آخرون مع أنهم مروا بالظروف نفسها التي مرّ بها الذين ماتوا، وكذلك قد يتم تكامل الأسباب في سحر إنسان معين ومع ذلك لا يقع عليه السحر، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ}[136]، وقد يشاء الله بقاء المرض مع تكامل الأسباب لحكمة يريدها من تفويض الأمر لله، ومن تمحيص لذنوب العبد، ومن الابتلاء لهذا العبد لأن الله يحبه، كما حصل لنبينا إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ حينما ألقي في النار ووقع بالفعل في النار، وقد لامسه حرها، وفي هذه اللحظة يقول الله عز وجل للنار: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[137]، أي قلنا: يا نار، وإبراهيم في النار، وقال المنهال بن عمرو: أخبرت أن إبراهيم عليه السلام لما ألقى في النار كان فيها إما أربعين يوماً أو خمسين يوماً وقال ما كنت أياماً أطيب عيشاً مني إذ كنت فيها[138].
ولكن ما هو وقع قراءة القرآن على المبتلى؟ إنه ينزل على صدر المريض برد العافية ويقين الصبر يموعود الله وهو الشفاء فترتاح نفسه مع وجود هذا العناء.
المسألة الثالثة: هل الأدوية الحسية أنفع أم العلاج بالقرآن والأدوية الإيمانية
وقد يسأل السائل ويقول: الطب الحديث يعالج الأمراض بالأدوية الحسية فقط، فهل يكتفى بهذا أم نستعمل الرقية وأيهما أنفع ؟”لاشك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية: بالهم للمستقبل والحزن على الماضي، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية ـ أي بالرقية ـ أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف. ومن أدويتها: الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله r ما أصاب مسلماً قط هم أو حزن فقال اللهم إني عبدك وبن عبدك وبن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله أفلا نتعلم هذه الكلمات قال بل بلي ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن”[139]، فهذا من الأدوية الشرعية. وكذلك أيضا أن يقول الإنسان”لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين: لما رواه سعد بن أبي وقاص t قال قال رسول الله r دعوة ذي النون اذا دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في سيء قط الا استجاب الله له”[140]، ومن أراد مزيداً من ذلك: فليرجع الى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كـ”الوابل الصيب”لابن القيم، و"الكلم الطيب”لشيخ الإسلام ابن تيمية، و"الأذكار”للنووي، و”زاد المعاد”لابن القيم.
لكن لما ضعف الإيمان: ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية، أو لما كان الإيمان قويا: كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماماً، بل أن تأثيرها أسرع من الأدوية الحسية، ولا يخفي علينا جميعا قصة الرجل الذي بعثه النبي r في سرية فنزل على قوم من العرب، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا لهم لم يضيفوهم، فشاء الله ـ عز وجل ـ أن لدغ سيدهم لدغة حية، فقال بعضهم لبعض: اذهبوا الى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقياً، فقال الصحابة لهم: لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم، فقالوا: لا بأس، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لدغ، فقرأ سورة الفاتحة فقط، فقام هذا اللديغ كأنما نشط عن عقال. وهكذا أثرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب مملوء ايماناً، فقال النبي r بعد أن رجعوا إليه:”وما يدريك أنها رقية؟”[141]. ولكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة، وابتلوا فيها في الواقع. ولكن في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأقوالهم يزعمون أنهم قراء بررة، ولكنهم أكلة مال بالباطل، والناس بين طرف نقيض: منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثراً إطلاقا، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءات الكاذبة الخادعة، ومنهم الوسط”[142]، على أنه لا تعارض بين استعمال الأدوية الحسية المباحة التي يصفها أطباء الأجساد وبين الأدوية الإيمانية كالرقية والتعويذات الشرعية والأدعية الصحيحة فيمكن الجمع بينهما كما فعل النبي r، فقد ثبت أنه استعمل هذا وهذا، وقال:”أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان”[143]، وعن أبي الدرداء رضي الله عن قال قال رسول الله r:”إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام”[144].
المسألة الرابعة: حكم اتخاذ العلاج بالقرآن مهنة
إن اتخاذ مهنة وحرفة هو في حد ذاته من التجاوز فجانب الخير والمعروف فيها أكبر من جانب المهنة.. ولم يعرف هذا عن السلف.. كما أن هذا الأمر يفتح الباب أمام الكسالى و المتبطلين، فهي في اعتقادهم أقصر طريق للتكسب. لا ينبغي لأحد من الناس أن يتفرغ لعلاج الناس بالرقى القرآنية أو بالأذكار الواردة، والإعلان عن نفسه بأنه المعالج بالقرآن، والبديل الشرعي لفك السحر ومس الجان والعين والعقم والأمراض المستعصية، أو يعلن عن نفسه (العيادة القرآنية) ويوزع الكروت ويحدد المواعيد كالأطباء المتخصصين؛ لأن ذلك ليس منهج الصحابة والتابعين والصالحين، ولم يكن معروفاً مثل هذا التفرغ عندهم مع أن الناس لا زالوا يمرضون على مر العصور والأزمان.. ولأن فتح هذا الباب قد يؤدي إلى مفاسد كثيرة، ويلج منه الدجالون والمشعوذون وأمثالهم، كما هو حاصل الآن حتى حدا ببعضهم تخصيص قنوات فضائية وظيفتها ـ كما يدعون ـ العلاج بالقرآن الكريم، وهذا قد يؤدي الى تضليل الناس والكذب عليهم واستعمال وسائل السحر والكهانة وغير ذلك من وسائل إفساد عقائد الناس لذا وجب سد هذا الباب[145].
ولكن الرقاة والممارسين للعلاج لهم رآي آخر.. حيث يقول عبد الجليل آدم فضل[146]:”الأمر فيه سعة.. فالرقية فيها جانب عبادي وفيها جانب عادي، وهو التطبب، فليس على الإنسان حرج أن يمتهن الطب.. والرقية نوع م أنواع الطب.. وحجة المنكرين أن السلف لم يفعلوا ذلك، ولكن ليس كل أمر لم يفعله السلف محرم.. والأمر في النهاية يخضع للاجتهاد بتقدير الواقع، والمصالح المجلوبة والمفاسد المدفوعة.. كما أن الرقية الشرعية هي ثغرة من ثغور الإسلام لا بد من سدها فالأمراض كثرت بصورة لم تكن من قبل، كما أن فيها قطع للطريق أمام الدجالين.. وعموماً الذي يمارس الرقي لا يستطيع أن يمارس معها عملاً آخر فهو إما أن يتفرغ لها أو يتركها.. وأعتقد أن هذا الأمر شأنه شأن كثير من القضايا التي اختلف السلف في جوازها من قبل، ثم تجاوزها الفقه الإسلامي في الوقت الحالي مثل أخذ الأجر على القيام على المساجد وأخذ الأجر على تعليم القرآن. ويري آخر أن موضوع السلف لم يفعلوها أمر يحتاج الى تجديد !.. ويقول: لم أجد في كلام السلف شيئاً في منع التفرغ للرقية وما دام أخذ الأجر على الرقية مباح، فلا مانع من اتخاذها حرفة ومصدراً للرزق.. ويقول: إن الزمان لم يفسد ايام السلف كفساده الآن.. وأمور السحر والمس وغيرها يجب أن تحارب لأنها خلل عقائدي.. ويضيف إنه قد رد على بعض من نصحه بترك الرقية، بقوله:”هل الأفضل أن يهرع الناس الى النشرة السحرية أم يلجأون الى الرقي الشرعية والقرآن ؟ !”، ويقول هذا فضلا عن أن الرقية باب من أبواب الدعوة الى الله.. فالناس يقبلون من المعالج ما لا يقبلون من غيره[147].
المسألة الخامسة: حكم إتيان الكهان والمشعوذين والعرافين
اتفق العلماء على عدم جواز إتيان الكهان والمشعوذين والعرافين[148]، ومما يدل على عدم جواز استرقاء الكهنة والعرافين ما روى البخاري ـ بسنده ـ عن عائشة رضى الله عنها قالت سأل رسول الله r ناس عن الكهان فقال ليس بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال رسول الله r تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة[149]، فهو يدل على النهي عن اتيان الكهان. قال القرطبي:”يجب على من قدر على ذلك من محتسب وغيره أن يقيم من يتعاطى شيئا من ذلك من الأسواق، وينكر عليهم اشد النكير وعلى ذلك من يجيء اليهم، ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور، ولا بكثرة من يجيء اليهم ممن ينسب الى العلم فإنهم غير راسخين في العلم، بل من الجهال بما في اتيانهم من المحذور[150]. وروى مسلم عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي r قال من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة[151].
المسألة السادسة: حكم حل السحر بالسحر
قد يتادر الى الذهن سؤال وهو: هل يجوز لمن سحر أن يأتي السحرة والكهان لحل السحر عنه؟ اتفق الفقهاء على أن السحر يحل بالرقية الشرعية[152]، قال ابن قدامة:”وأما من يحل السحر فإن كان بشيئ من القرآن أو شيء من الذكر والأقسام والكلام الذي لا بأس به فلا بأس به”[153]، واختلفوا في جواز حل السحر بالسحر.
القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من المالكية في قول، والحنابلة في قول وابن القيم من الحنابلة في عدم جواز إتيان الكهان والعرافين لحل السحر بالسحر. وهو منقول عن ابن مسعود والحسن البصري، ومحمد بن سيرين[154]. واستدلوا لذلك بعموم الأدلة التى تنهى عن اتيان الكهان والعرافين. فقد روى عن الحسن البصري أنه قال:”لا يحل السحر إلا بساحر"[155]، وروى عن محمد بن سيرين، أنه سئل عن امرأة يعذبها السحرة فقال رجل: أخط خطا عليها وأغرز السكين عند مجمع الخط وأقرأ القرآن. فقال محمد بن سيرين: وما أعلم بقراءة القرآن بأسا، وما أدري ما الخط والسكين”[156].
القول الثاني: ذهب المالكية في قول، والحنابلة في قول الى جواز حل السحر بالسحر للضرورة وهو مروي ع سعيد بن المسيب[157].
وتوقف فيه الإمام أحمد قال ابن قدامة:”توقف أحمد في الحل، وهو الى الجواز أميل[158]، وروى البخاري عن قتادة: قلت لسعيد بن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن أمرأته أيحل انه أو ينشر ؟ قال إنما يريدون به الإصلاح فإن ما ينفع لم ينه عنه"[159].
المسألة السابعة مخالفات يفع فيها الكثير من مدعي العلاج بالقرآن
لابد من تحذير المرضى والمعالجين من المخالفات الشرعية، التي ترتكب أثناء العلاج، خاصة علاج الرجال للنساء، كخلوة الرجل بالمرأة، ومس شيء من جسدها، وخضوعها بالقول، وتكشفها، وغير ذلك مما يؤول بصاحبه الى المعاصي والفواحش ـ عياذا بالله ـ عز وجل ـ والمعاصي والفواحش تزيد العبد رهقاً وعناء، فالمصاعب تنزل في كثير من الأحيان بسبب الذنوب، قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [160] وإن كانت في بعض الأحيان لرفعة الدرجات.
لايجوز تصديق الخرافات فيما يخص التعامل مع العائن من شرب بوله وغيرها، والعين لا تنتهي إلا بموت العائ، ولا يجوز وضع التمائم على ما يخشى وقوع العين عليه من جلود وأساور وقلائد، قالr:”من تعلق شيئا وكل اليه”[161]، حتى وإن كانت من القرآن.
كتابة ما شاء الله تبارك الله، أو رسم سيف، أو سكين، أو رسم عين، أو وضع القرآن في السيارة، أو تعليق بعض الآيات في البيوت، فإن كل هذه الأمور لا تدفع بها العين، بل تكون من التمائم المحرمة.
يجب على المريض أن يوقن الإجابة، وأن لا يستبطئ الشفاء، ولو قيل له بأن الشفاء بعقاقير تؤخذ طول الحياة ما جزع، وإذا طال به المقام بالرقية الشرعية جزع ولم يصبر، مع أن له بكل حرف يتلوه حسنه، والحسنة بعشر أمثالها وعليه بالدعاء، والإكثار من الصدقة فإنها مما يستشفى بها.
هناك بعض العلامات التى يستدل بها أو ببعضها على أن هذا الراقي يتعامل بالسحر وليس القرآن، ولا يغرك بعض ما يظهرونه من الديانة، فقد يستفتح بالقرآن وما يلبث أن يغير ذلك، وقد يكون ممن يعتاد المساجد للتمويه على الناس، وقد تراه يكثر من ذكر الله أمامك فلا يغرك هذا فتنبه..
علامات السحرة والمشعوذين:
سؤال المريض عن اسمه أو اسم أمه، مع أن معرفة الاسم أو جهله لا تغير في العلاج شيئا، ان يطلب من المريض أثراً من ملابسه كالثوب أو الفنيلة.
قد يطلب من المريض حيواناً بصفات معينه ليذبحه للجن، وربما لطخ بدمه المريض.
كتابة أو قراءة الطلاسم التى لا تفهم وليس لها معني.
إعطاء المريض ورقة فيها مربعات وبداخلها حروف وأرقام تسمي (الحجاب).
قد يأمر المريض بأن يعتزل الناس مدة ما في غرفة مظلمة وتسمي (الحجبة).
قد يأمر المريض بأن لا يمس الماء مدة معينة هو يحددها.
أن يعطي المريض شيئاً يدفنه في الأرض.
أن يعطي المريض ورقة يحرقها ويتبخر بها.
قد يخبر المريض ببعض خصوصياته التى لايعرفها أحد، أو باسمه وبلده ومرضه قبل أن يتكلم.
تشخيص حالة المريض بمجرد الدخول عليه، أو بالهاتف أو البريد.
يجب على المعالجين بالرقية الشرعية توخي الحذر من التوسع والإفراط في مسائل الرقية الشرعية وأحوالها خاص فيما يتعلق بالممارسات والمؤلفات غير المنهجية، والأخطر من ذلك كله البدع المحدثة التى فاقت التخيل والوصف، وكل ذلك أدي لانتشار الأوهام والوساوس والخوف والهلع بين الناس، فاصبحت النظرة للرقية الشرعية وأهلها نظرة يشوبها الشك، بل قد تعدت ذلك في بعض الأحوال لدرجة الأتهام والقذف، بل أدى لأخطر من ذلك وهو طرق الناس لأبواب السحرة والمشعوذين لعدم وجود البديل بالنسبة لهم نتيجة تلك الممارسات التى اتسع فيها الخرق على الراقع.

المسألة الثامنة: حكم استخدام وسائل التكنولوجيا في التداوي بالقرآن
يسأل الكثير من الناس عن حكم استخدام الحاسوب في التداوي بالقرآن الكريم أو الرقية عن طريق الإنترنت، أو بواسطة الهاتف، وكذلك حكم الاقتصار في الرقية على جهاز التسجيل، ولقد انتشر التسجيلات وعلى مواقع الانترنت أشرطة صوتية تحتوى على آيات قرآنية وأدعية نبوية يسمونها (شريط الرقية الشرعية) حيث يرون أن الإنسان المحتاج للرقية ما عليه إلا أن يقوم بتشغيل المسجل والاستماع لتلك الرقية والحقيقة أن هذه الأجهزة والوسائل لا تغني عن الرقية المباشرة حيث إنه يشترط في الراقي النية وهي غير متحققة في مثل هذه الأجهزة، وإن كان سماع القرآن عبرها فيه خير كثير..
ولقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان: هل تجوز الرقية على المريض بواسطة المسجل؟
وكان جوابه:”لا يا أخي الرقية مباشرة؛ يقرأ وينفث على المريض من ريقه؛ هذه الرقية أما التوسع والتهور في الرقية بحيث أنه بشريط أو بالتلفون ـ يقرأ عليه بالتلفون ـ ولا يقرأ بالخزان ـ خزان الماء ـ ولا يقرأ (كلام غير مفهوم) ولا يقول هذه القارورة المركزة بمائة ريال والقارورة والتي ليست مركزة بخمسين ريال !! هذا كله من الكذب ومن الدجل ومن استنزاف أموال الناس وهذا خروج بالرقية الشرعية إلى الأطماع واستنزاف أموال الناس نعم”[162].
كما سئلت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية عن حكم قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة ؟
الجواب: الحمد لله الرقية لابد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت ولا بواسطة الهاتف، لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله r وأصحابه y وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال r:”من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”والله أعلم[163].
كما ورد سؤال آخر للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نصه:”ما حكم تشغيل جهاز التسجيل على لآيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض، وانتزاع آيات معينه تخص السحر، وأخري للعين، وأخري للجان؟
الجواب: الحمد لله تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية؛ لأن الرقية عمل يحتاج الى اعتقاد ونية حال أدائها، ومباشرة للنفث على المريض والجهاز لا يتأتي منه ذلك والله أعلم[164].

الخاتمة
وقبل أن نختم هذا البحث فيما يلي أهم النتائج المتوصل إليها:
· يطلق على العلاج والتداوي بالقرآن الكريم الرقية، وهي ما يرقي به من الدعاء لطلب الشفاء.
· إن العلاج بالقرآن والأدعية المشروعة طب نفسي و لايصل الشك الى التردد في قبوله واعتباره فلقد تضافرت النصوص الشرعية من كتاب الله ومن سنة رسوله r التي تبين لنا أن العلاج بالقرآن مشروع.
· رجحنا استحباب التداوي عموماً والاستشفاء بالقرآن الكريم بخاصة، لما في ذلك من التعلق بالله سبحانه وتعالى الشافي المعافي.
· ولكي يؤتي التعلاج بالقرآن ثماره المرجوة، ويتم تحقيق الشفاء للمريض، ونظراً لوجود أدعياء على الرقية شوهوا أمرها فقد وضع العلماء حملة من الضوابط في الراقي والرقية والشخص المرقي:
· أما الضوابط الشرعية التي ينبغي مراعاتها في الراقي فهي: أن يكون مسلماً عدلاً في دينه، وأن يعتقد أن الله هو الشافي، وأن يكون الراقي خبيراً بطرق المعالجة بالقرآن، قادراً على التشخيص الصحيح لنوع المرض واختيار نوع العلاج المناسب، ذا فراسة، وأن يتوجه أثناء الرقية الى الله بصدق.
· أما ضوابط الرقية: فإن تكون من كتاب الله ومن سنة رسول الله r أو من الأدعية المباحة، وأن لا تتضمن الرقية سحراً، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يفهم معناه، وأن تكتب الرقية بطاهر.
· أما الضوابط الخاصة بالمرقي فهي: أن يعتقد المرقي أن الشافي هو الله، وأن يتعاطي الرقي للعلاج من الأمراض، ولا بد من صيانة الرقي عن الإهانة، وأن يبتعد المرقي عن المعاصي في فترة العلاج وبعدها، والتوجه الى الله بصدق أن يشفيه وأن لا يستبطئ الشفاء.
· قد تتكامل الأسباب من قراءة القرآن وتعاطي الأسباب الدوائية، ووجود الاستعداد عند المريض لتقبل العلاج القرآني أو الدوائى، ومع ذلك لا يشفي المريض ! فليس لازماً أن يقع الشفاء، لأن فوق كل هذه الأسباب إرادة المسبب وهو الله عز وجل.
· لا تعارض بين استعمال الأدوية الحسية المباحة التى يصفها أطباء الأجساد وبين الأدوية الإيمانية كالرقية والتعويذات الشرعية والأدعية الصحيحة فيمكن الجمع بينهما كما فعل النبي r، فقد ثبت أنه استعمل هذا وهذا.
· اتفق العلماء على عدم جواز إتيان الكهان والمشعوذين والعرافين للرقية أو غيرها.
· لا بد من تحذير المرضى والمعالجين من المخالفات الشرعية، التى ترتكب أثناء العلاج، خاصة علاج الرجال للنساء.
· إن الأجهزة والوسائل الإلكترونية ووسائل الاتصال لا تغني عن الرقية المباشرة حيث إنه يشترط في الراقي النية وهي غير متحققة في مثل هذه الأجهزة، وأن كان سماع القرآن عبرها في خير كثير..

قائمة المراجع:
1. أبجد العلوم: صديق بن حسين القنوجي (1307هـ) دار الكتب العلمية، بيروت 1978م
2. الأحكام الشرعية الكبرى: أبو محمد عبد الحق الإشبيلي (581هـ) مكتبة الرشد 2001م.
3. الآداب الشرعية: شمس الدين بن مفلح (763هـ) مؤسسة قرطبة 1987م.
4. الاستذكار: أبو عمر يوسف ابن عبد البر النمري (463هـ) دار الكتب العلمية، بيروت 2000م.
5. اعانة الطالبين: أبو بكر بن السيد الدمياطي، دار الفكر للطباعة، بيروت.
6. إعلام الموقعين: ابن القيم الجوزية (751هـ) تحقيق محمد محى الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية.
7. الأم: الإمام محمد بن إدريس الشافعي (204هـ) الهيئة المصرية العامة للكتاب 1407هـ.
8. الإنصاف: على بن سليمان المرداوي (855هـ) دار إحياء التراث، بيروت.
9. البحر الرائق: زين الدين بن نجيم (970هـ) دار المعرفة،ط2، بيروت.
10. تاج العروس: محمد مرتضى الزبيدي (1205هـ) المطبعة الخيرية، القاهرة.
11. تاريخ مدينة دمشق: على بن الحسن الشافعي (571هـ) دار الفكر،ط1، بيروت 1995م.
12. تبيين الحقائق: فخر الدين عثمان بن على الزيلعي (743هـ) بولاق،ط1، 1315هـ.
13. تحفة الأحوذي: محمد عبد الرحمن المباكفوري (1353هـ) دار الكتب العلمية، بيروت.
14. تفسير الرازي (التفسير الكبير): فخر الدين محمد بن عمر الرازي (606هـ) ط3.
15. تفسير القرطبي: (الجامع في أحكام القرآن) محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671هـ) دار الشعب، القاهرة.
16. تيسير العزيز الحميد: سليمان بن عبد بن محمد بن عبد الوهاب (1233هـ) عالم الكتب 1999م.
17. الثمر الداني: صالح عبد السميع الأبي، المكتبة الثقافية، بيروت.
18. حاشية البجيرمي: سليمان بن عمر بن محمد البجيرمي، المكتبة الإسلامية، ديار بكر، تركيا.
19. حاشية ابن عابدين: (رد المحتار) محمد أمين الشهر بابن عابدين (1252هـ) دار الفكر للطباعة، بيروت 1421هـ.
20. حاشية العدوي: الشيخ علي العدوي (1189هـ) دار صادر.
21. حلية الأولياء: (أبو نعيم الأصفهاني (430هـ) دار الكتاب العربي، ط4، بيروت 1405هـ.
22. حواشي الشرواني: عبد الحميد الشرواني، دار الفكر، بيروت.
23. دليل المعالجين بالقرآن الكريم: رياض محمد سماحة، القاهرة.
24. الذخيرة: شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي (684هـ) دار العرب، بيروت 1994م.
25. الرسالة الفقهية: ابن أبي زيد القيرواني (386هـ) دار الغرب 1406هـ.
26. روح المعاني: شهاب الدين الألوسي (1270هـ) دار الفكر للطباعة؛ بيروت 1997م.
27. زاد المعاد في هدي خير العباد: شمس الدين ابن القيم الجوزية (751هـ) دار الفرقان، عمان.
28. سبل السلام: محمد بن إسماعيل الصنعاني (852هـ) دار إحياء التراث 1379هـ ط4.
29. سنن البيهقي: (السنن الكبرى) أحمد بن الحسين البيهقي (458هـ) دار المعرفة بيروت.
30. سنن الترمذي: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة(279هـ) تحقيق أحمد شاكر: دار الكتب العلمية ـ بيروت.
31. سنن أبي داود: الإمام الحافظ أبو داود سليمان السحستاني (275هـ) دار الفكر.
32. سنن ابن ماجة: محمد بن يزيد القزويني (227هـ) دار الفكر، بيروت.
33. سنن النسائي: للحافظ عبد الرحمن بن شعيب النسائي (303هـ)، دار القلم بيروت.
34. شرح الزرقاني على الموطأ: محمد بن يوسف الزرقاني (1122هـ) دار الكتب العلمية.
35. شرح سنن ابن ماجة: عبد الرحمن السيوطي (911هـ)، مكتب المطبوعات، ط2، حلب 1406هـ ,
36. شرح كتاب التوحيد: سليمان بن عبد بن محمد بن عبد الوهاب (1233هـ) مكتبة الرياض الحديثة.
37. الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري: تحقيق أحمد بعد الغفار عطار، دار العلم للملايين، ط4، 1990م.
38. صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) دار ابن كثير، ط3، بيروت 1407هـ).
39. صحيح ابن حبان: محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي (354هـ) الرسالة، ط2، بيروت 1414هـ).
40. صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج القشيري: 256هـ) دار إحياء التراث، بيروت.
41. الطب النبوي: شمس الدين ابن القيم الجوزية (751هـ) دار الفكر، بيروت.
42. عمدة القارئ: بدر الدين محمود بن أحمد العيني (855هـ) دار إحياء التراث بيروت.
43. عون المعبود: العظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت ط2، 1995م.
44. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء: جمع أحمد بعد الرازق الدويش: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض 1411هـ.
45. فتح الباري: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني(852هـ) دار المعرفة، بيروت.
46. الفروع: محمد بن مفلح المقدسي (762هـ) دار الكتب العلمية، بيروت،ط1، 1418هـ.
47. فضائل القرآن: أحمد بن شعيب النسائي (303هـ) دار إحياء العلوم بيروت 1993م.
48. الفواكه الدواني: أحمد بن غنيم بن سالم النفرواي (1120هـ) دار الفكر، بيروت 1415هـ.
49. فيض القدير: عبد الرؤوف المنادي، المكتبة التجارية، ط1، مصر،1356هـ.
50. قضايا طبية معاصرة: د.عثمان شبير وآخرون، دار النفائس، الأردن 2001م.
51. القوانين الفقهية: محمد بن جزي العرناطي (741هـ) دار العلم للملايين 1979م.
52. الكافي في فقه الإمام أحمد: عبد الله بن قدامة المقدسي (620هـ) المكتب الإسلامي، بيروت 1408هـ.
53. كشاف القناع: الشيخ منصور البهوتي (1051هـ) مكتبة النصر الحديثة، الرياض.
54. لسان العرب: جمال الدين محمد بن كرم بن منظور (711هـ) دار صادر، بيروت.
55. المبدع: ابراهيم بن محمد بن مفلح (884هـ) المكتب الإسلامي، بيروت 1400هـ.
56. مجمع الزوائد: علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ) دار الريان، القاهرة 1407هـ.
57. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، الرياض 1386هـ.
58. مدارج السالكين: شمس الدين ابن القيم الجوزية (751هـ) دار الكتاب العربي ، بيروت 1973م.
59. المستدرك: لأبي عبد الله محمد عبد الله الحاكم (405هـ) دار المعرفة، بيروت.
60. المسند: الإمام أحمد بن حنبل (204هـ) مؤسسة قرطبة، مصر.
61. المعجم الأوسط: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) دار الحرمين، القاهرة 1415هـ.
62. المغني: عبد الله بن أحمد بن قدامة (620هـ) دار الفكر، ط1، بيروت، 1405هـ.
63. مغني المحتاج: محمد الخطيب الشربيني (977هـ) دار الفكر، بيروت.
64. المهذب: إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (476هـ) دار الفكر، بيروت.
65. الموطأ: الإمام مالك بن أنس (179هـ) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الكتاب المصري، بيروت.
66. النهاية في غريب الأثر: مجد الدين المبارك بن الأثير (606هـ) تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود الطناحي، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.
67. نيل الأوطار: محمد بن على الشوكاني (1250هـ) دار الجيل، بيروت 1973م.



! الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والدِّراسات الإسلاميَّة ـ جامعة الشارقة ـ الإمارات.

[1] الإسراء: 82

[2] متفق عليه: البخاري في كتاب العلم باب قول النبي s: رب مبلغ أوعي من سامع (71) 1/39، ومسلم في كتاب الزكاة باب النهي عن المسألة (1037) (2/718) من حديث معاوية t.

[3] النهاية في غريب الأثر 2/254.

[4] تاج العروس: الزبيدي مادة رقي 38/175

[5] لسان العرب: ابن منظور مادة رقي 14/332

[6] حاشية العدوي: 2/640

[7] نيل الأوطار 9/106.

[8] أخرجه مالك في موطئه (1688)، والبيهقي (19386) 9/349.

[9] أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة (868) 2/593.

[10] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب لا بأس بالرقى مالم يكن في شرك (2200) 4/1727.

[11] حاشية ابن عابدين 6/364، الذخيرة: القرافي 13/311، حاشية العدوي 2/641، المهذب: الشيرازي 1/126، مغني المحتاج: الشربيني 1/330، كشاف القناع: البهوتي 2/81.

[12] الإسراء: 82

[13] الأعراف: 200

[14] الشعراء: 80

[15] فصلت: 44

[16] روح المعاني: الألوسي 11/139.

[17] الإخلاص: 1

[18] الفلق: 1

[19] الناس: 1

[20] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات (4729) 4/1906.

[21]أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين (2058) وقال: هذا حديث حسن غريب 4/395.

[22] أخرجه البخاري في كتاب المرضى باب دعاء العائد للمريض (5351) 5/2147 ومسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية للمريض (2191) 4/1721.

[23]أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب (يزفون) (3191) 3/1233.

[24]فتح الباري: ابن حجر العسقلاني 6/410، عون المعبود: 7/127.

[25]تحفة الأحوذي: 6/185، شرح سنن ابن ماجه 1/252.

[26]مرقاة المفاتيح 4/14.

(3) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى (2185) 4/1718.

(2) أخرجه البخاري في كتاب الطب باب رقية العين (5407) 5/2167.

(5) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء (2202) 4/1728..

(6) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب التعوذ من سوء القضاء (2707) 4/2080

(7) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية للمريض (2191) 4/1712.

[27]أخرجه مسلم في كتاب السلام باب رقية المريض بالمعوذات والنفث (2192) 4/1723.

[28]أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية من العين (2194) 4/1724.

[29] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية من العين (2196) 4/1725.

[30] شرح النووي على صحيح مسلم: 14/183، فتح الباري: 10/106.

[31] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار (2201) 4/1727.

[32] سبق تخريجه.

[33] زاد المعاد: ابن القيم الجوزية 4/178، الطب النبوي: ابن القيم الجوزية ص 139.

[34] الطب النبوي: ابن القيم ص 141.

[35] الثمر الداني: 1/710.

[36] تبيين الحقائق 6/33.

[37] حاشية ابن عابدين 6/363.

[38] الرسالة: ابن أبي زيد القيرواني ص 165.

[39] أخرجه البخاري في ككتاب الدعوات باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب (6175) ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (220) 1/199.

[40] الفواكه الدوائي: 2/368 ـ 369، والأثر أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 2/491، وابن عساكر في تاريخ دمشق 33/184.

[41] الفروع: لابن مفلح 2/131.

[42] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 21/564.

[43] منهاج الطالبين: النووي 1/28، حواشي الشرواني: 3/183.

[44] الآداب الشرعية: ص82.

[45] شرح النووي على صحيح مسلم: 7/427.

[46]نيل الأوطار: الشوكاني 8/20، فضائل القرآن: لأبي عبيد 2/220.

[47] أخرجه البخاري في كتاب المرض باب فضل من يصرع من الريح (5328) 5/2140، ومسلم في كتاب البر والصلة باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض (2576) 4/1994.

[48]شرح النووي على صحيح مسلم: 14/168، طرح التثريب: 8/185.

[49] أخرجه البخاري في كتاب الطب باب من اكتوي أو كوي (5378) 5/2157، ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (220) 1/199.

[50] أخرجه أبو داود في كتاب الطب باب ما جاء في الرقى (3888) 4/11، والنسائي كتاب عمل اليوم والليلة باب ما يقرأ على من أصيب بعين (10873) 6/256.

[51] كما جاء في الحديث السابق... (أنظر: فتح الباري: 10/115، عون المعبود: 10/264، فيض القدير: المناوي 6/426.

[52] فصلت: 44

[53] الإسراء82

[54] يونس57

[55] الإسراء: 105 ـ 109

[56] أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن (2699) 4/2074.

[57] دليل المعالجين بالقرآن الكريم: رياض محمد سماحة ص 109.

[58] الرَّعد: 31

[59] فتح الباري: 10/195، نيل الأوطار 9/106، فتاوي مهمة: الشيخ ابن عثيمن ص 111.

[60] سبق تخريج الحديث.

[61] سبق تخريج الحديث.

[62] كتاب الكبائر: للذهبي ص 17.

[63] الفتاوى الحديثة ك ص 120.

[64] أخرجه البخاري في كتاب الصلح باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود (2549) 2/959، ومسلم في كتاب الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة (1718) 3/1343.

[65] أخرجه الطبراني في الأوسط (1442) 2/119.

[66] فتح الباري: 10/196، نيل الأوطار: 9/107 (وليس هناك فرق في نظري بين الرقية الشركية والبدعية فكلاهما واحد في أنه لا تجوز و لا ينبغي العمل بها ).

[67] شرح العقيدة الطحاوية: ص 570. ولقد سبق تخريج الحديث سابقاً.

[68] شبق تخريج الحديث.

[69] أخرجه الإمام أحمد في مسنده (474) 1/66.

[70] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة (4722) 4/1914.

[71] أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة (804) 1/553.

[72] أخرجه البخاري في كتاب الوكالة باب اذا وكل رجلا فترك الوكيل.. (2187) 2/812.

[73] نيل الأوطار: 6/31.

[74] حشية العدوي: 2/25، اعانة الطالبين: 3/124، فتح الباري: 10/195، معارج القبول: 2/5093، شرح كتاب التوحيد:ص 136.

[75] الإسراء: 82

[76] مختصر اختلاف العلماء: الطحاوي 3/492، الاستذكار: لابن عبد البر 5/22.

[77] سبق تخريج الأثر.

[78] سبق تخريج الحديث

[79] فتح الباري:10/97، فيض القدير: 6/314.

[80] نيل الأوطار: 9/106، تيسير العزيز الحميد: ص 129.

[81] عمدة القارئ: 41/265.

[82] زاد المعاد: 4/178، الطب النبوي ك ص 139.

[83] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 15/356، الفواكه الدوائي: 2/225.

[84] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات (4728) 4/1916، ومسلم في كتاب الإسلام باب رقية المريض بالمعوذات (2192) 4/1723.

[85] شرح الزرقاني على الموطأ: 4/417، فتح الباري: 10/195، فيض القدير: 1/558.

[86] الزمر: 38

[87] أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في كراهية التعليق (2072) 4/403، والنسائي في كتاب الاعتكاف باب الحكم في السحرة (3542) 2/307، وأحمد في مسنده (18803) 4/310.

[88] أخرجه أحمد في مسنده (17458) 4/156.

[89] أخرجه الحاكم في مستدركه (8289) 4/463، وابن حبان في صحيحه (6086) 13/450.

[90] سبق تخريج الحديث.

[91] فتح الباري: 10/268، عمدة القاري: 21/268.

[92] أبجد العلوم: 2/361.

[93] أخرجه أبو داود في كتاب الطب باب ما جاء في الرقى (3887) 4/11، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب الطب باب رقية النمل (7543) 4/366، وأحمد في مسنده (27140) 6/372

[94] أخرجه أحمد في مسنده (2288) 1/254، والطبراني في الكبير (12460) 12/57 وفيه فرد السبخي وثقة وابن معين والعجلي وضعفه غيرهما (مجمع الزواد:9/2).

[95] أخرجه أحمد في مسنده (17583) 4/170، والطبراني في الأوسط (9112) 9/52.

[96] تاريخ مدينة دمشق ك 4/371 ـ 372.

[97] المؤمنون: 115

[98] أخرجه أبو يعلي في مسنده (5045) 8/458، وفيه ابن لهيعة فيه ضعف (مجمع الزوائد 5/115).

[99] الحجر: 75

[100] الفاتحة: 5

[101] مدارج السالكين: 1/129، تفسير البغوي: 3/55.

[102] التفسير الكبير: 2/179، حلية الأولياء: 10/340.

[103] أخرجه البخاري في كتاب الطب باب رقية العين (4507) 5/2167.

[104] النمل: 62

[105] الشعراء: 80

[106] حاشية ابن عابدين: 6/57، الثمر الداني: 1/711، المغني 3/94، فتح الباري: 10/195، شرح النووي على مسلم: 14/168، عمدة القاري 12/96، نيل الأوطار 9/91، سبل السلام: 3/81.

[107] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية من العين (2199) 4/1726.

[108] سبق تخريج الحديث.

[109] سبق تخرج الحديث.

[110] الأم: 7/228.

[111] أنظر بحث:”ضوابط التداوي بالرقي في الفقه الإسلامي: د.محمد عثمان شبير (ضمن كتاب: قضايا طبية معاصرة 2/496 ـ 515).

[112] الإسراء: 82

[113] تفسير القرطبي: 10/315.

[114] سبق تخريج الحديث.

[115] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى (2185) 4/1718.

[116] النساء: 116.

[117] سبق تخريج الحديث.

[118] تبيين الحقائق: للزيلعي 6/33، الإنصاف: المرداوي 10/352، مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية 1/362، عمدة القاري 14/63.

[119] طه: 69

[120] أخرجه البخاري في كتاب الوصايا باب قوله تعالى: (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ) (2615) 3/1017، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها (89) 1/92.

[121] فتح الباري: 10/196، عمدة القاري: 21/265.

[122] سبق تخريج الحديث.

[123] فتح الباري: 10/195.

[124] شرح النووي على صحيح مسلم 14/168، طرح التثريب: 8/185، نيل الأوطار: 9/91، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 19/13.

[125] أنظر حاشية ابن عابدين: 2/160، حاشية البجيرمي: 3/238، القوانين الفقهية ص 295، فتح الباري: 10/197.

[126] فيض القدير: 5/87، الأحكام الشرعية الكبرى: 3/52، فتح الباري: 10/205، الطب النبوي: ص 171.

[127] الثمر الداني: 1/710، كفاية الطالب الرباني: 6/639.

[128] أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب التعوذ والقراءة عند النوم (5960) 5/2329.

[129] القوانين الفقهية ص 295.

[130] نوادر الأصول: ص 325.

[131] الطب النبوي: ص 114.

(3) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب يستجاب للعبد ما لم يعجل (5981) 5/2335، ومسلم في كتاب الذكر باب بيان أن يستجاب للداعي ما لم يعمل (2735) 4/2095.

[132] فتح الباري: 12/371.

[133] زاد المعاد: 4/67، الأدب الشرعية: 2/341.

[134] سبق تخريج الحديث.

[135] الطب النبوي: ص 100.

[136] البقرة: 102

[137] الأنبياء: 69

[138] التفسير الكبير ك 22/163.

[139] أخرجه أحمد في مسنده (3712) 1/391، وابن حبان في صحيحه (972) 3/253، والطبراني في الأوسط (10352) 10/169.

[140] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب منه (3505)، والحكم في المستدرك (4121) 2/637.

[141] سبق تخريج الحديث

[142] فتاوى اسلامية: ابن عثيمين 4/465 ـ 466.

[143] أخرجه مسلم في كتاب القدر باب في الأمر بالقوة (2664) 4/2052.

[144] أخرجه أبو الدرداء في كتاب الطب باب في الأدوية المكروهة (3874) 4/7.

[145] قضايا طبية معاصرة: بحث الدكتور شبير 2/516.

[146] التداوي بالقرآن بين الالتزام والتجاوز: أحمد إسماعيل (htt://Meshkat.net /new/contents.php? catid=).

[147] أنظر المرجع السابق.

[148] إعلام الموقعين: 4/409، عون المعبود: 3/141، فتح الباري: 10/221، نيل الأوطار: 7/371.

[149] أخرجه البخاري في كتاب الطب باب السحر (5429) 5/2173، ومسلم في كتاب السلام باب تحريم الكهنة (2228) 4/1750.

[150] فتح الباري 10/221.

[151] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب تحريم الكهانة (2229) 4/1751.

[152] فتح الباري: 10/225 ـ 233.

[153] المغني: 9/36.

[154] القوانين الفقهية: ص 283، المغني: 9/36.

[155] فتح الباري: 10/233.

[156] المغني: 9/36.

[157] الكافي في ابن حنبل: 4/166، المبدع: 9/190.

[158] المغني: 9/36.

[159] صحيح البخاري: باب الشرك والسحر من الموبقات 5/2175.

[160] الشورى: 30

[161] سبق تخريج الحديث.

[162] من الفتاوى المسجلة لفضيلة الشيخ صالح الفوزان رقم الفتوى (10369).

[163] من فتاوى الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء رقم (139/س) وتاريخ 8/1/1418هـ.

[164] جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ـ الفقرة الثامنة ـ برقم (20361) وتاريخ 17/4/1419هـ.

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"أمريكية الشارقة" و"كامبردج" تطلقان تقريراً عن اعتناق الإسلام بين النساء البريطانيات نور الإسلام لماذا أسلموا؟؟ 0 21-03-2013 08:27 AM
غداً.. الكنيسة تعلن أول "بطريرك" في زمن "الإخوان" اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية ا نور الإسلام نصرانيات 0 04-11-2012 09:50 AM
إسرائيل و"الفاتيكان": غزل "مالي" مرشح لتحولات سياسية على حساب السيادة الفلسطينية نور الإسلام نصرانيات 0 31-07-2012 10:53 AM
إسرائيل و"الفاتيكان": غزل "مالي" مرشح لتحولات سياسية على حساب السيادة الفلسطينية نور الإسلام نصرانيات 0 23-07-2012 08:41 AM
الشيخ "إيستس" يناشد المسلمين دعوة الممثل الأيرلندي "ليام نيسون" إلى الإسلام نور الإسلام هدي الإسلام 0 25-03-2012 09:59 AM


الساعة الآن 06:11 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22