صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > المنتديات المسيحية > لاهوتيات

لاهوتيات دراسات حول الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي

أيهما أصح مسيحيون ؟؟؟ ام ؟؟؟ نصاري

(((((((مسيحيون ؟؟؟ام ؟؟؟نصاري)))) يغضب كثير من النصارى حينما نطلق عليهم هذا الاسم (نصارى) ووصل الامر بأحدهم ان هدد بالانسحاب من مناظرة على البالتوك اذا ناده احد ب (

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-2012 ~ 10:31 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي أيهما أصح مسيحيون ؟؟؟ ام ؟؟؟ نصاري
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(((((((مسيحيون ؟؟؟ام ؟؟؟نصاري))))




يغضب كثير من النصارى حينما نطلق عليهم هذا الاسم (نصارى) ووصل الامر بأحدهم ان هدد بالانسحاب من مناظرة على البالتوك اذا ناده احد ب (
نصرانى) !!. ويطالبوا ان نطلق عليهم لقب مسيحيين و ليس نصارى واليكم بعض افكارى حول هذا الموضوع و ردودى على بعض المناقشات التى دارت
حوله لنعرف كيف حصل النصارى على هذا الاسم و من الذى اطلقه عليهم ؟؟؟؟:
اولا :
متى دعى النصارى بهذا الاسم مسيحيين اول مرة ؟
الجواب مفاجاة دعى المسيحيون بهذا الاسم اول مرة فى نحو سنة 42 او 43 ميلادية و كان الاصل فى هذا اللقب شتيمة (نعم شتيمة) و انا ا نقل من
قاموس الكتاب المقدس صفحة 889 طبعة 2001 مكتبة العائلة و اليك المذكور بالحرف الواحد ” دعى مسيحيين اول مرة فى انطاكية (اعمال الرسل 11 :
26 ) نحو سنة 42 او 43 ميلادية . ويرجح ان اللقب كان فى الاول شتيمة ( 1 بطرس 4 : 16 )
قال المؤرخ تاسيتس المولود نحو 54 م ان تابعى المسيح كانوا اناس سفلة عاميين و لما قال اغريباس لبولس فى اعمال الرسل 26 : 28 (بقليل تقنعنى
ان اصير مسيحيا ) فالراجح انه اراد ان حسن برهانك كان يجعلنى ارضى بان اعاب بهذا الاسم .” انتهى الاقتباس بالحرف من قاموس الكتاب المقدس
ومعنى هذا الكلام واضح اصل كلمة مسيحيين شتيمة و حتى الملك اغريباس عندما اقتنع بكلام بولس قال ما معناه (كلامك اقنعنى ان اتبعك و لا مانع
من ان يصفونى مسيحيا علشان خاطرك رغم انها شتيمة) . ولاحظ ايضا ان اول مرة دعى بذلك كان سنة 42 ميلادية اى بعد اكثر من عشر سنوات من
رفع المسيح صاحب الدعوة و الذى لم يذكر هذا الاسم مطلقا .
واليك ما جاء في دائرة المعارف الكتابية : تحت كلمة مسيحيون
ترد كلمة ” مسيحي ” أو ” مسيحيين ” ثلاث مرات في العهد الجديد اع 11: 26 26: 28 1بط 4: 16.ففي الأصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل
نجد أول استعمال للكلمة حيث نقرأ : ” ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً أي المنتمين للمسيح أو أتباع المسيح وواضح أن هذا الاسم لم يصدر
أساساً عن المسيحيين أنفسهم كما لم يطلقه اليهود عل أتباع المسيح الذي كانوا يكرهونه ويضطهدون اتباعه بل كانوا يطلقونه على المؤمنين بالرب
” شيعة الناصريين ” ( أع 24: 5) فلابد أن الكلمة سكها الوثنيون من سكان أنطاكية عندما انفصلت الكنيسة عن المجمع اليهودي وحلت محل المجمع
جماعة كانت غالبيتها من الأمم الذين آمنوا بالمسيح .
: 16). ولا يرد هذا الاسم إلا في القرن الثاني إذ كان إغناطيوس الأنطاكي هو أول مسيحي يطلق على المؤمنين أسم ” مسيحيين ” . كما كتب بلليني (
الحاكم الروماني للمنطقة التي أرس إليها الرسول بطرس رسالته الأولى ) للامبراطور تراجان عن أناس قدموا أمامه بتهمة أنهم ” مسيحيون ” ومنذ ذلك
الوقت أصبح المؤمنون بالمسيح يشتهرون بهذا الاسم .
الوثنيون هم اول من اطلقوا الاسم بلا خلاف الان و ليس الرب و ليس يسوع و الاسم كان على الارجح شتيمة او على الاقل على سبيل التهكم و هذا هو
طرحى الاصلى تماما من مراجع النصارى المعترف بها .
و لاحظ هنا النص الذى ذكرته دائرة المعارف الكتابية يقول
” و لا يرد هذا الاسم مسيحيون الا فى القرن الثانى اذ كان اغناطيوس الانطاكى اول مسيحى يطلق على المومنين اسم مسيحيين ”
هل تعرف معنى ذلك معناه ان اتباع المسيح كان يطلق عليهم اسم اخر حتى القرن الثانى فما هو هذا الاسم ؟.
و هل من الطبيعى ان يترك المسيح اتباعه بدون اسم حتى يستعملوا اسم اطلقه عليهم الوثنيون .
رايى انا ان اسمهم كان المسلمون اتباع المسيح عليه السلام و ضاع الاسم مع ما ضاع و الله المستعان . اقول ان اسم الديانة و اسم اتباعها لا يطلقه الا
صاحب الديانة و اضيف هنا ان المسيح عليه السلام كان لابد انه يدعوا الى عقيدة معينة لها اسم و لاتباعها اسم . قارن هذا بما سوف نذكره عن تسمية
المسلمين بهذا الاسم .
و اذا قال محاور ان اليهود يقدسوا كلمة مسيح و لن يطلقوها او يقولوها على سبيل التهكم ارد قائلا :
يكفينى انى قلت” و بعض اليهود ” و لم اقل الوثنيون و اليهود هل تعرف لماذا لانى اقصد فعلا بعض اليهود من هم هؤلاء الذين اقصدهم هم اليهود
الموجودن فى انطاكية يتحدثون اليونانية و هى المدنية التى اطلق فيها اسم مسيحيين اول مرة و الكلمة هى يونانية و هى
Christianos
و هى تشير الى اتباع المسيح باليونانية اما اليهود فالمسيح عندهم هو المشيح عبريا او هو اسم اخر بلغتهم الاصلية و هى العبرية و لا علاقة له
باليونانية و لن يجد اليهود الناطقين باليونانية فى انطاكية اى غضاضة فى ان يقولوا كريستيانوس اى مسيحيون على اتباع يسوع الذين يحتقرونهم .
……..
اى ان كلمة مسيح المقدسة او التى يعتبرها اليهود مقدسة هى كلمة اخرى بالعبرية و الاسم مسيحيون لم يطلق بالعبرية فى الاصل بل فى اليونانية
فى انطاكية .
و اوافق ان كلمة مسيحى لا يمكن ان تخرج من فم يهودى على سبيل التهكم و لكن بلغته الاصلية و ليس باليونانية و هى التى اطلقت و هى التى
نتحدث عنها ..
باختصار هذا الاسم لم يؤخذ من الرب او من يسوع اطلاقا بل من الوثنيين فى انطاكية و بعض اليهود المتعصبين ضد اتباع المسيح بعد صعوده . تماما
مثل قرارات مجمع نيقية التى كانت تحت اشراف امبراطور وثنى يعبد الشمس !!! يعنى اسم مسيحيين اختراع جماعة وثنين و القصد منه تحقير اتباع
المسيح .
ثانيا :
اسم الديانة او اسم اتباعها لا يحدده الا الذى ارسل هذه الديانة و المسيح لم يسميها مسيحية او قال لاتباعه انتم مسيحيين والكلمة لم ترد فى الاناجيل
الاربعة و انا فى كل مقالتى اتجنب اى مقارنة بين الاسلام و النصرانية او بين القرأن و الكتاب المقدس لانه لا وجه للمقارنة و لكن هذه المرة لان المقارنة
مهمة جدا للموضوع نقول :
جاء فى قوله تعالى فى سورة أل عمران ” إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ
بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ”
و فى سورة يونس على لسان نوح عليه السلام ” فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ” .
و كذلك ابراهيم و يعقوب عليهما السلام فى سورة البقرة ” وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم
مُّسْلِمُونَ (133)
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ
مُسْلِمُونَ (134) .
و كذلك موسى عليه السلام فى سورة يونس و عيسى عليه السلام و الحواريون فى أل عمران . بل حتى سحرة فرعون فى الاعراف ” قَالُواْ إِنَّا إِلَى
رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (126)
وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (127) ” بل حتى فرعون نفسه ولكن بعد فوات الاوان قال فى
سورة يونس ” وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو
إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) ” ثم يقول الله الحق تبارك و تعالى فى ال عمران ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ (86)” و ليس فى الامر تعصب فمن البديهى ان الله سبحانه وتعالى قد اوحى الى انبيائه و رسله بالدين الحق الا وهو الاسلام فبديهى ان من
يعتنق غيره يكون من الخاسرين . هل ادركت الفرق عزيزى القارىء وهل ادركت الصعوبة التى نواجهها عند مقارنة كلام الله الحق مع كلامهم المحرف
و هل يستطيع نصرانى واحد ان يؤصل لنا اسم دينه من كتابه كما فعلت هنا على عجالة ؟؟؟؟؟ وكذلك اضيف انه لم ترد التسمية بالمسيحية فى
القرآن الكريم و لا فى السنة المشرفة
.
نعود الى موضوعنا الخلاصة هنا ان الدين الحق يجب ان يذكر اسمه و اسم اتباعه بوضوح لا لبس فيه و لا تحريف فى نصوصه الموحى بها من الله و ليس
من كلام بشر و بشر وثنيون ايضا و هو الامر المنعدم فى كلمة مسيحى و مسيحية .
وعند مراجعة الاناجيل نجد ان المسيح اطلق على اتباعه لقب احبائى و لقب تلاميذى و اذا كان المسيح اطلق عليهم هذا الاسم لماذا تركتوه و اخذتم اسم
اطلقه عليكم وثنيون باعتراف كل المراجع !!! المسيح لم يصل الينا انه اطلق على اتباعه اى اسم و دليلى بسيط لان الاسم الذى تستعملوه اطلقه عليكم
وثنيون !!!!
و فى مناقشة مع نصرانى حول هذا الموضوع زعم ان اسم التلمذة او التلاميذ يطلق اليوم على المؤمنين الجدد من خلفيات اسلامية فسالته هل ممكن ان
تخبر هؤلاء المؤمنين الجدد انكم تسموهم تلاميذ و ليس مسيحيين لان الوثنيون هم الذين اطلقوا هذا الاسم علينا ..!!!!!. ربما يعيدوا تفكيرهم او يسالك
احدهم و ما الاسم الحقيقى الذى اطلقه يسوع علينا و لماذا لم تحافظوا عليه …..؟؟؟؟؟؟
ثالثا :
المسيح جزء من ثلاثة اجزاء على زعمهم او ثلاثة اقانيم فهل من اللائق ان تنسب دينك الى جزء واحد من الثالوث و اين الآب و الروح القدس ؟؟؟ و
المسيح فى عقيدتهم هو ابن الله فلماذا تنسب الديانة الى ابن الله و ليس الله نفسه ؟؟ و المفروض ان المسيح مساو للاب و لكن الملحوظ ان المسيح
اكثر شعبية من الاب و الروح القدس و تجد اى شخص نصرانى يصيح باعلى صوته يا يسوع يا ابن الله و تجد النصرانى الطيب ينادى المسيح فى اليوم
مائة مرة ويحتفل بقيامة المسيح و لا يذكر الاب الا فى الثالوث اى بصفته الاب للمسيح مع ان تيار الالوهية فى الاناجيل اساسه الاب الذى ارسل المسيح
الذى دوره ثانوى بالنسبة للاب و مهمته دعوة الناس الى حب الله و عبادته سواء كان الله الواحد الاحد او حتى ابيه على زعمهم . وتسمية الديانة
بالمسيحية الغرض منها تهميش دور الاب او الله الواحد و لكن المسيحية جعلت دور الاب عندهم يتراجع و اصبح مجرد ملحق للابن اى اهميته يستمدها من
كونه اب للمسيح و الخلاصة ان الذى يعبد الان هو المسيح و المسيحى يعبد الشق الادمى فى المسيح المحفورة ملامحه فى الايقونات و الصور و
التماثيل و المعلق على الصليب يقطر دما (و ماء ) فى كل بيت . وقانون الايمان به ثلا
ثة بنود واحد عن الاب وواحد عن الابن وواحد عن الروح القدس و ينص على ان الابن مولود غير مخلوق من الاب و لكن المسيح احتل المكانة الاولى بفعل
شيطان دمر الديانة و اصبحت على ما نراه اليوم . الخلاصة ان الانتساب الى المسيح فيه نقص لاهوتى لا يمكن التغاضى عنه و لن تنفع معه اى حيل .
رابعا :
المسيح عيسى ابن مريم لم يكن المسيح الوحيد بل تقدمه مسحاء كثيرون و فكرة المسيح باختصار ان يمسح احد الانبياء شخصا بالزيت المقدس و هناك
مسحاء (جمع مسيح ) كثيرون فى الكتاب المقدس و اليك بعضهم
امر الله موسى عليه السلام ان يمسح اخاه هارون .
وكذلك فعل صموئيل مع شاول و مع داود عليه السلام ايضا .
و قبل ان يصعد اليا الى السماء مسح تلميده اليشع . و هناك مسيح اخر وثنى هو قورش ملك الفرس الذى جعله اليهود مسيحا هو ايضا تقديرا لخدمته
الى اليهود و فى اشعيا :
1هَكَذَا يَقُولُ لرَّبُّ لِمَسِيحِهِ لِكُورَشَ لَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً وَأَحْقَاءَ مُلُوكٍ أَحُلُّ. لأَفْتَحَ أَمَامَهُ لْمِصْرَاعَيْنِ وَلأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ:
بل ان هناك شجرة نعم شجرة هى مسيح الاشجار وهى شجرة العوسج راجع حديث الاشجارالتى تريد ان تمسح عليها ملكا فى القضاة 9. وجرى
العرف ان النسبة الى شىء يجب ان تكون تامة فعندما تقول مسيحى يجب ان توضح اى مسيح تقصد .!!!!!!!!
فهنا تختلط الامور و لا تصح النسبة منطقيا لوجود هذا العدد من المسحاء و من يصف نفسه انه مسيحى يجب ان يوضح اى مسيح يتبع لتعدد المسحاء
كما ترى .
خامسا :
عند ظهور المسيح الدجال الذى يعترف به الجميع فان اتباعه سيكونون هم ايضا مسيحيين
منسوبين له و هو ايضا مسيح !!! ويحتاج الامر هنا الى سؤال اخر تقول للشخص ما ديانتك هل انت مسيحى مودرن مع الدجال ام مسيحى قديم ؟؟
وطبعا الدجال هذا سيكون اسعد الناس بهؤلاء القوم البلهاء الذين ينتسبون له بدون اى مجهود و ربما يكونوا اسهل ناس يؤمنوا به لانهم لن يفعلوا اى
شىء حتى لن يغيروا الاسم يعنى عملية سهلة جدا .
سادسا :
دين الله لا ينتسب الى شخص و الدين الوحيد الذى لا ينتسب الى شخص على وجة الارض الان هو الاسلام فتجد اليهودية تنتسب الى يهوذا الابن الرابع
ليعقوب عليه السلام و البوذية تنتسب الى غوتاما بوذا و المسيحية الى المسيح الذى هو حتى على زعم النصارى نصف بشر و ثلث اله !!!!
و الجدير بالذكر ان بعض المستشرقين الغربيين احيانا يحاولوا تسمية الديانة الاسلامية باسم الديانة المحمدية نسبة الى الرسول صلى الله عليه و سلم و
هى تسمية خاطئة تماما بعد ما وضحنا و هناك بعض المسلمين بحسن نية يردد ذلك فارجو الحذر و التنبه لذلك .
سابعا :
ما تعريف المسيحي ؟؟؟
هل المسيحى هو من يؤمن بالمسيح كل المسلمين يومنوا به عليه السلام اذن كلمة مسيحى لا ترشد الى اى شىء محدد اكثر هنا و كذلك يؤمن به
النصارى الاوائل الموحدون اتباع اريوس و غيره .
هل المسيحى هو من يعتبر المسيح اله كيف نعرف ذلك هل قال المسيح لنا ذلك لم يحدث ابدا فى الاناجيل الاربعة لم يقل المسيح انه اله يجب عبادته و
لو مرة واحدة اذن كيف نعرف انه يجب تأليه المسيح من هذا التعريف ؟؟؟؟؟؟.
ثامنا :
النصارى فى القران و مفردها نصرانى هم اتباع يسوع الناصرى الذى من الناصرة فى الجليل شمال فلسطين و كان الاوربيون قبل شيوع النصرانية
فيهم يشيرون الى المسيح بانه ذلك الرجل من الناصرة كما اطلق عليه اتباعه لكن عندما فشت النصرانية فيهم آثروا الانتساب الى المسيح نفسه .
و لكن النصارى فى المشرق تمسكوا بالانتماء الى هذا الناصرى الذى من الناصرة يتحدون بها المستهزىء و شاعت من فلسطين هذه اللفظة فى كل
شبه الجزيرة على اتباع المسيح و ظلت لفظة نصارى و نصرانية علما على اتباع هذا الدين عند جميع الناطقين بالعربية حتى اوائل القرن العشرين
خاصتهم و عامتهم نصارى و غير نصارى لا تعرف غيرها السنتهم و اقلامهم و لكن ما ان نكب هذا المشرق بالمستعمر الاوربى و اطلع ادعياء الثقافة
على تاريخ لفظة نصرانى فى الغرب امسكوا عن اطلاقها على اتباع المسيح و استبدلوا منها المسيحى و المسيحية المنتشرة اليوم على نطاق واسع .
ساحاول ان اوضح ما اريد : الحواريون قالوا فعلا حسب نص القران “نحن انصار الله ” و لكن لم يقولوها بالعربية بل بالعبرية لا اعتقد اننا نختلف حتى
الان .
و ذلك مثل قول الهالك فرعون مثلا “انا ربكم الاعلى ” هل قالها بالعربية كلا طبعا و هذا هو ما استند اليه فى ان ما قالوه و ما قاله لهم ا لمسيح عليه
السلام لا يمكن ان يكون سببا فى تسمية النصارى بهذا الاسم .
هل تعترض على ذلك .
و ذكرت لك سبب اخر ان مفرد نصارى حسب القران الكريم ايضا هى نصرانى و ليست نصير او انصارى التى قد تجمع نصارى مثل نديم تجمع ندامى .
هذا ببساطة ما اريد ان اقوله
و ينبغى التنويه ايضا ان العبرية المعاصرة لا تزال تقول نوصرى و نوصريم و نصرانيم و تقول ايضا نصروت اى النصرانية .
و ينبغى التنويه كذلك ان نصرانى نسبة الى الناصرى التى هى بدورها نسبة الى الناصرة اى ان لفظ نصرانى نسبة الى المسيح الناصرى لا الى
الناصرة اما المسيح فهو المنسوب الى الناصرة ومن هنا يفترق مفهوم ناصرى عن مفهوم نصرانى التى لا تصح الا فى اتباع المسيح و ان لم يكن من
اهل الناصرة .
و اختم بصورة من كتاب الدسقولية و هو تعاليم الرسل عند الاورثوذكس تعريب القمص مرقس داود سنة 1924 ميلادية الباب التاسع صفحة 90 و لان
الكتاب قديم من اوائل القرن العشرين تجده يذكر كلمة نصارى بلا خجل او تردد و يقول انها تساوى كلمة مسيحيين الحديثة و يقول :
يجب على النصارى اى المسيحيين و اذا اردت ان تكون نصرانيا اى مسيحيا بدون اى تردد او خجل لانه كان القول الشائع فى هذا العصر . و هذا هو
النص
هذه بعض الخواطر فى موضوع اسم ديانتهم التى من الواضح جدا الان ان التسمية القرانية اشرف و اكرم لهم لو كانوا يعقلون .
و هذه بعض الاضافات الجديدة فى هذا الموضوع
ان التسمية بكلمة نصارى ليست بهذا السوء الذى يظنه النصارى و لا تسبب اى حرج اكثر او اقل من اى كلمة اخرى و ذكرت انا فى اخر مقالى الاصلى
ما تنص عليه الدسقولية اعمال الرسل المنشورة اوائل القرن العشرين صفحة 90 الذى يستعمل فيه الكاتب او المترجم لفظة نصارى بلا اى حرج او تردد
و يقول نحن النصارى او المسيحيون كمترادفين لهما نفس الدلالة .
و لذلك عندما يقول احدهم ان لفظة نصارى هذه تطلق على طائفة ضالة كانت موجودة فى الجزيرة العربية فترة ظهور الاسلام احيلك الى الدسقولية
التى تطلق عليكم كلكم لفظة نصارى بلا اى تردد او حرج و لا يمكن ان تستعمل فى الدسقولية للدلالة على فئة ضالة .
نقطة اخيرة عن اطلاق المسلمين على انفسهم عباد الله او عباد الرحمن الرد على وجهين
الاول ان الاسم الذى اطلقه الله سبحانه و تعالى علينا واضح و ثابت و هو مسلمون و اى اسم اخر يكون اسم بشرى و ليس الاصل اى صفة زائدة و ليست
الاسم الذى اطلقه الله علينا .
الثانى ان الله سبحانه و تعالى اعطى لنا هذا التصريح و قال فى سورة الاسراء
قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ
نحن نملك اذن الهى بهذا القول لا دخل لبشر فيه هل ادركت الان هذا التاصيل موجود عندنا فى كل شىء تجد فى نهايته ان الامر من عند الله سبحانه و
تعالى .
و الان بعض اقوال علماء المسلمين و اليك ما يقوله القرطبى مثلا فى تفسيره الجزء الاول صفحة 294 فى اصل التسمية نصرانى قيل سموا بذلك نسبة
لقرية تسمى ناصرة كان ينزلها عيسى عليه السلام فنسب (اى عيسى اليها ) فقيل عيسى الناصرى فلما نسب اصحابه اليه قيل النصارى .
و هذا هو ما ارجحه انا .
ولكن القرطبى فى نفس الصفحة يشير الى قول اخر و لم يرجح اى من القولين على الاخر و هو ان نصارى من النصرة كما قلت انت و هذا لا يصح
لسببين الاول انه لو كانت نصارى بمعنى انصار لكان المفرد نصير او انصارى لا نصرانى مثل ندامى مفردها نديم و بما ان كلمة نصرانى مفرد نصارى
ذكرت فى القران فى سورة ال عمران “ما كان ابراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما” ترى هنا ان المفرد نصرانى و ما دام المفرد
نصرانى و ليس نصير او انصارى اذن نصرانى ليست من النصرة .
و السبب الثانى ان المسيح عليه السلام قال للحواريين ” من انصارى الى الله ” بديهى انه قالها بلغته العبرية او الارامية فلا مجال الى النسبة هنا الى
النصرة و الحواريين عندما قالوا نحن انصار الله قالوها بالعبرية او الارامية لغتهم هم فلم تقع فى عبارتهم مادة نصر لان لها معنى اخر فى العبرية .
و مادة نصر فى العبرية ليست من النصر او النصرة و انما هى بمعنى حرس و حفظ و راقب و هى تكافىء فى العربية نطر بالطاء و انظر اشعيا 27 32
2فِي ذَلِكَ لْيَوْمِ غَنُّوا لِلْكَرْمَةِ لْمُشْتَهَاةِ: 3″أَنَا لرَّبُّ حَارِسُهَا
تجد حارسها فى الاصل العبرانى ” نصراه ” و اذا رجعت الى المعجم العبرى هملون هحداش لتناخ صفحة 382 مادة نصر
اى الناطور
و لعلك تعرف شطر بيت المتنبى الشهير
نامت نواطير مصر عن ثعالبها …. اى حراس مصر اى ان اصل التسمية على اساس اللغة الاصلية و هى العبرية ليس نصر فى العربية بل نصر فى العبرية
بمعنى رعى و حفظ او نطر بالعربية .
وقد قال بعض النصارى ان هذه الكلمة اصلها قرانية و اثبت خطأ ذلك كما يلى …..
هذا دليل على ان هذا الاسم كان يطلق على اتباع المسيح عليه السلام
و اليك اول دليل صادفته و من موقع نصرانى و هذا هو الرابط
http://www.mutenasserin.net/mutenasserin/a…1/christnty.htm
و يقول الاتى:
بعض الأحكام الدينية عند النصارى..
لقد أشير في أشعار الجاهليين إلى تعبد النصارى وصلواتهم ، وخاصة منهم الرهبان والنساك الذين اعتكفوا في الصوامعوالبيعوالأديرة والأديرة
النائية يعبدون الله بتلاوة “الإنجيل” والصوم والصلاة . يقول عدي بن زيد العبادي :
وأوتينا الملك والإنجيل نقرؤه نشفي بحكمته أحلامنا عللا ( [117])
وماداموا يقرؤون الإنجيل فلا بد أنهم عرفوا الصلاة والصوم ، يقول أمية بن أبي الصلت :
صدت كما صد عما لا يحل له ساقي نصارى قبيل الصبح صوام ( [118])
ولقد صلى النصارى ركوعاً ؛ يقول المضرس الأسدي :
وسخال ساجية العيون خواذل بجماد لينة كالنصارى السجد( [119])
وهذا دليل على ان اللفظة مذكورة قبل نزول القران
اثنين من الشعراء الجاهلين يذكروا لفظة نصارى قبل نزول القران الكريم
و الان نقطة اخيرة هل هناك اى دليل على ان النصارى كان يطلق عليهم مسيحيين قبل القرن الثامن عشر ؟؟ هذا هو ما توصلت اليه :
بحثت عن اى كاتب مسيحى (او نصرانى ) عربى كان يستعمل كلمة مسيحى لم اجد هل عندك انت اى نص قديم قبل القرن الثامن عشر مثلا يقول فيه
كلمة مسيحيين كاصحاب للديانة .
و المعلوم بحكم الواقع و التاريخ و عند سائر العقلاء غير المغرضين ان مسيحيين و نصارى مترادفة _حتى الدسقولية تقول ذلك_ و لكن المبشرين
المعاصرين فى عالمنا العربى و الاسلامى يحاولون اصطناع تفرقة بين اللفظين متهمين القران بانه هو الذى صك هذه اللفظة نصارى و ذلك من ضمن
خطة ما يسمى الحوار الاسلامى المسيحى و استدراج المسلمين للاعتراف بالديانة النصرانية بل هناك من يزعم ان النبى محمد صلى الله عليه و سلم كان
يعمل ضد من يقول بعدم الوهية المسيح !!!!!.
و لا تنسى ان الديانة النصرانية تسربت من القرن الاول الميلادى فى الجزيرة العربية و كانت وقت ظهور الاسلام موجودة بشتى المذاهب و انهم هم
الذين سموا انفسهم بهذا الاسم و القران يقول ” الذين قالوا انا نصارى ” اى ليس تسمية قرانية ابدا كما بينت و ليس الرسول صلى الله عليه و سلم او
القران مسؤل عن هذه التسمية و لم يعرف اسم مسيحيون على نطاق واسع الا فى اواخر القرن التاسع عشر بعد ظهور الترجمات العربية التى ترجمت
العدد فى اعمال الرسل 11 : 26 حتى دعوا مسيحيين بانطاكية و لم يفرق احد بين اللفظين بصورة قوية كما تفعل اليوم الا فى الخمسينات من القرن
العشرين مع ظهور كتاب القران دعوة نصرانية و الذى اصطنع هذه التفرقة بين اللفظين و لاثبت ما اقول بحثت فى كل الكتابات التى كتبها النصارى
العرب قبل الاسلام و بعده و وجدت اقدم نص عربى كتبه نصرانى اسمه ثاودورس ابو قرة و اسم الكتاب ميمر فى وجود الخالق و الدين القويم و يشرح
فيه المؤلف اسماء اتباع الديانات المختلفة و يقول ان منها اليهود و النصارى و المجوس و الى اخره …..
و لم يذكر كلمة مسيحين اطلاقا و انظر مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد الثالث ميمر فى وجود الخالق و الدين القويم المؤلف ثاودورس ابو قرة
المحقق الدكتور اغناطيوس دايك 1982 صفحة 200 .
و على قدر جهدى بحثت عن كلمة مسيحيين فى هذا الكتاب لم اجدها ابد و الاشارة الى اتباع المسيح دائما و بلا تردد هى نصارى .
و اخر كتاب عندى من تاليف حنا مقار العيسوى سنة 1316 هجرية لم يذكر فيه كلمة مسيحيين ولا مرة و بعد هذا التاريخ بدات التسمية بالمسيحيين
تنتشر .
انا اختصر هنا ارجو ان تكون فكرتى واضحة و هل عندك اى مرجع عربى قبل القرن التاسع عشر يسمى اتباع المسيح بالمسيحيين ساكون سعيدا اذا
ذكرت انت ذلك انا بحثت و اجتهدت فلم اجد اثر لهذه التسمية و اعتقد ان فى هذا الكفاية لاثبات ما اريد ان اقوله .
و لا افهم من الذى ادخل فى عقل النصارى ان كلمة نصارى فرضت عليكم من قبل المسلمين انتم الذين سميتم انفسكم بهذا الاسم كما قال القران
بوضوح و قارن هذا بما قاله القران عنا حيث قال هو سماكم المسلمين اى هو سبحانه و تعالى الذى اطلق علينا هذا الاسم فيحق ان نفتخر به و لكن
انتم من سماكم مسيحيين او حتى نصارى لا نعرف ؟؟؟.
هل تريد دليل على ان معنى نصارى اصلا من الناصرى اى الذى من الناصرة ؟؟؟.
اعتقد انها بديهية و اول ما يتبادر الى الذهن و التفسير المنطقى الاصلى و غيره هو الذى يحتاج الى دليل
هذه بعض الخواطر فى موضوع اسم ديانتهم التى من الواضح جدا الان ان التسمية القرانية اشرف و اكرم لهم لو كانوا يعقلون .
والسلام عليكم ورحمة الله .
و الحمد لله رب العالمين
EEWW2000 ؟؟؟؟؟؟؟؟لمـــاذا تصر الكنيسة على التمسك بكتب بولس وإعتبارها جزءً لا يتجزأ من الكتاب المقدس ؟؟؟؟؟؟؟؟ولا ينبغي لنا أن نقبل أية تعاليم فقط من أجل سُلطة قائلها وعلى الأخص في المسائل التي تتعلق بالعقيدة ، حتى بوذا نفسه قد قال إنه لا ينبغي لنا أن نؤمن فقط من أجل أنه قال ، بل فقط نقتنع به بعد التفكير فيه بأنفسنا .؟؟؟؟؟؟؟؟؟نقدم في هذا الفصل خصائص بولس الذي أطلق على نفسه “حواري” نسوقها إليكم من كتاب “مباديء المسيحية” (Die Grundlagen desChristentums) لإريك بروك Erick Brock بروفسور الفلسفة وتاريخها بجامعة زيوريخ، وقد صدر الكتاب عام 1970 من دار النشر Franke * ببرن.
الصفحات من 346 – 350 :
“من المبالغ فيه أن نقول إن الشرخ الذي أصاب تطور المسيحية قد بلغ أعماقها، ولم ننتظر من بولس أن يغيِّر طبيعته السابقة جذرياً حتى يكون بذلك قد تحول إلى الجانب المسيحي “الطيب”. فقبل إعتناقه المسيحية كان بولس شديد التحرش بأتباع عيسى . وكان يفعل ذلك عن إيمان إرضاءاً لله، وبالطبع كان يؤمن كيهودي صالح أن الحقيقة التامة هي التي يتبعها هو وأقرانه اليهود. أما أتباع عيسى عنده فكانوا من المجدفين الكفار.
إلا أنه بعد إعتناقه المسيحية قد آمن بالنقيض تماماً: أي إن الحق المطلق أصبح ما يتبعه المسيحيون، وأن الكذب والدناءة المتناهية هي ما يتبعه اليهود والوثنيون الذين لم يتقبلوا إيمانه هذا (فقد كان يفضل اليهود على الوثنيين في أن يكونوا مجرد ظل – من ناحية – كمستقبلي الوحي الأول وحامليه، ومن ناحية أخرى كان يفضل ألا يتحمل اليهود نتائج المسيحية أو يزدادوا إثماً على آثامهم).
ولم ينقص بولس إلا قوة جيش دنيوي ليتمكن من اليهود والوثنيين ويتتبعهم بل ويعذبهم (أعمال الرسل 22 : 5) ويمارس القتل الجماعي فيهم، كما كانت ثائرته أيضاً ضد المنشقين الخارجين عن إنجيله (“يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون أيضاً”.غلاطية 5 : 12) وهذا ما رأه Wrede من قبل إلا أن بولس ادخر ترسانته الروحانية العقلية لما هو قادم عليه.
لذلك بقى كما هو (شاول): قوي إلى أقصى درجة، واثق من نفسه، طَموح، وثّاب إلى أهدافه، لا يقف في طريقه عاقبة.
إن من شأن الإنتماء لشيء ما يخالف روح الإنسان وطبيعتها دون تغيير فيها ليثنى ذلك الإنسان بل يكسره، ويبعده عن جادة الصواب، وبذلك قد يكون لنا فيه ضيق كبير يجبرنا على حماية أنفسنا من استصغار حجم بولس.
ذلك الإنسان الذي انفرد ضمن مؤلفي رسائل العهد الجديد بالهيبة فقد كان يتمتع بشخصية مثيرة وجذابة، كما كان على درجة كبيرة من الذكاء، وكان يتمتع بطاقة عظيمة وقوة إرادة، ولديه حماس عارِم لا يشعر أحد بصداه.
أما ما يفسد سعادتنا به هو أنه لم يعترف بهذه الصفات بإسلوب كان شائعاً جداً في المسيحية، بل قلّل من شأنها نظرياً، بل صاغها بصورة تناقضها، مما جعلها تقوِّى الشعار الذي رفعه هو لحماية أهدافه، بل وساعدته في تخطي الكثير من العقبات.
ويبدو أن الإرتباط الداخلي بالبيئة الروحية، والوعي الشديد بالأهداف التي يرسمها الإنسان لنفسه ليس إلا صورة من صور الإنحطاط الديني الذي لا يمكن تجنبه.
أما ما يبعدنا عن بولس، بل ويجعلنا نصطدم به – الأمر الذي لاحظه بالفعل خصومه المعاصرين له، كما يفهم ذلك من الحوارات الساخنة في رسائله إلى أهل كورنثوس – فهو: إدعاؤه العصمة وتفاخره بنفسه، وعدم الصبر، وميله للإنتقام، وحبه للتحرش، وعشقه للسيطرة.
وهو لم يكن من النوع الذي يضع الأفكار الدينية لخدمة هذه الصفات، بل غالباً ما كان الأمر يناقض ذلك، لذلك بقيت كما هي إلا أنها كانت أهدأ قليلاً، على الرغم من أنها ظلت حادة بصورة ما. كما كان حماسه حقيقياً، لذلك تحمّل الصعوبات، وصبر، وكافح وعمل.
أما العلاقة التي كانت تربط بين إيمانه وإعتداده بنفسه لم تكن حتماً علاقة نقية، فقد تحول إلى صورة القس الكلاسيكي البدائية الذي أطاع أهدافه وميوله الخالصة لله عن وعي ولكنه فضل أن تحيا غريزة السلطة أثناء ذلك بشكل ساذج.
وعلى أية حال فإن كل تحليل يُأخذ هنا بسطحية فهو خاطيء، باستثناء إعتقاده العصمة وأنه وحده صاحب الحق دائماً، الأمر الذي يعتقده ببساطة وجدية : فالحقيقة لا تنفصل عنه أبداً.
ومن الخطأ أن نتساءل عما إذا كانت هذه الثقة الذاتية عنده قد جائت من إقتناعه أن الله قد أوحى إليه أو العكس. فنحن نتعامل هنا مع نوع من الفرجار الإنساني من أجل تعزيزات متبادلة ليس لها بداية.
وعلى أية حال فإن هذا التشابك يمثل القاعدة التي تقول إن بولس اعتبر التعاليم المسيحية هي التعاليم الوحيدة الحقيقية وأن التعاليم المسيحية هي تعاليم بولس فقط دون إختلاف فهي قد أوحيت إليه (غلاطية 1 : 11 – 12)، لذلك فإن أمر بولس هو أمر الله (وهو تطابق مازال يحيا لليوم)، حتى ولو بشر ملاك بإنجيل آخر فهو ملعون (غلاطية 1 : 8)، وبالتالي فإن الخلاص الأبدي للجماعة يعتمد على قبولهم تعاليم بولس حرفياً (كورنثوس الأولى 15 : 2). ويجب على أنصار هذه التعاليم أن يفكروا (كورنثوس الأولى 1 : 10) أنهم خاضعون لنفس هذه التعاليم ويشعرون بها ويرونها ويؤمنون بها (فيلبى 1 : 27 ؛ 3 : 15، 6).
إن أقوال بولـس التي أكد فيها على المســاواة التامة مع الحق أو افترضها لكثيرة جداً لدرجة أنه يتضح منها أنها ستكون في ذاتها غاية بعيدة المدى، لأنه بالإضافة إلى أن هذه المساواة تتطابق مع الحق، نجد أن شـخصية الحاكم المطلق متجســدة فيها، وهي تلك الشخصية التي يمثلها بولس بلا أدنى شك، ومن يقف أمامه فهو ليس إلا قوى أخرى معارضة. فأين كلامه في (كورنثوس الثانية 11 : 4) من قوله: “وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسِمُوا هذا ولا تخــالطوه لكي يخجل ولكن لا تحسبوه كعدو، بل أنذروه كأخ” (في تسَالونيكي الثانية 3 : 14 – 15) والتي يطالب فيها أنصاره بطرد المذنب وحرمانه، لأن من يحيد عن “تعاليمي” في موعظة المسيح، فإنه يكون قد قام بهذا بدافع من الخبث والميل إلى الجدال (أو العراك) ولكي يغيظني (فيلبي 1 : 15، 6) إلا أنه قد حاول في الفقرة رقم (18) أن يوفق بينه وبين ما قاله من قبل في الفقرة رقم (15) لكن دون جدوى أو معنى.
نعم… إن كل من هم تحت يد بولس يفكرون فقط في أنفسهم، وليس في المسيح (فيلبي 2 : 20، 1) “لأن ليس لي أحد نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح” بإستثناء تيموثاوس، فهو يوافقه على رأيه.
وكلمة “يوافق رأيه” هذه لاقت من الأهمية عنده ما لم تُلاقِه عند أحد آخر. وهو مُحق في قوله إنه سيقطع الفرصة على هؤلاء الذين يتنكرون إلى شبه رسل المسيح، لأنهم رسل كاذبة مثله تماماً (كورنثوس الثانية 11 : 12، 3) “ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا، كما نحن أيضاً في مايفتخرون به، لأن مثل هؤلاء رسل كذبة، فعلة، ماكرون، يغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح” ويظهر هنا العنصر الشخصي واضحاً في تعليل هذا التشابه.
كذلك ترتفع عنده كلمة ” إنجيلي ” لدرجة الجنون الحقيقي، فلا كلام صالح عنده إلا كلامه وحده (تيموثاوس الثاني 3 : 10) “وأما أنت فقد تابعت تعليمي، وسيرتي، وقصدي، وإيماني، وأناتي، ومحبتي، وصبري، وإضطهاداتي، وآلامي….. ” وكأنه أراد بهذه الكلمة أن يقول : أنا أنسق وأقضي وآمر بأني أريدها هكذا.
وهذا كلام لا ينقض التوعد القبيح للعاصين (كورنثوس الثاني 13 : 2 ” قد سبقت فقلت، وأسبق فأقول كما وأنا حاضر المرة الثانية وأنا غائب الآن اكتب للذين أخطأوا مِن قبل ولجميع الباقين إني إذا جئت أيضاً لا أشفق”؛ كورنثوس الأولى 4 : 21 “ماذا تريدون. أبعصا آتي إليكم أم بالمحبة وروح الوداعة” ؛ سَالونيكي الثانية 1 : 9 “الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته”.
وربما أنه أفهمنا أنه وأوامره يمثلان الروح القدس (أعمال الرسل 15 : 28 ؛ كورنثوس الأولى 7 : 40)، فإنه (بناءً على ذلك) يمكنه إدانة كل شيء بلا إستثناء حتى الملائكة أنفسهم (كورنثوس الأولى 6 : 3) “ألستم تعـــلمون أننا ســـندين ملائكـة فبالأولى أمور هذه الحياة” على الرغــم من أنــه قد عارض الإدانة من قبل (رومية 2 : 1 ؛ 14 : 10 , 13 ) “وأما أنت فلماذا تدين أخاك أو أنت أيضاً فلماذا تزدري بأخيك، لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح” ؛ كورنثوس الألى 4 : 5 “إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحــد من الله”، 5 : 12) ، كما يمــكنه أيضــاً إنذار الموظــفين بعقــاب رادع (ثيطس 1 : 13 ؛ 2 : 15) ؛ ولا يعترف بوجود قاضي غيره، ولا ينتقض نفسه (كورنثوس الأولى 2 : 15 ؛ 4 : 3). فمن هذا الذي سيشتكي على مختاري الله؟ (رومية 8 : 33).
ولم يبق أمام الآخرين إلا أن يقوموا بدور واحد فقط هو : الطاعة مع الخوف والإرتعاش (كورنثوس الثانية 7 : 15) وبفظاظة تحت التهديد باللعقاب (كورنثوس الثانية 10 : 6).
فبولس يطـالب بالطـاعة العمياء، والإيمان بالنســبة له هو الطاعة ولا شيء غيرها (رومية 16 : 26) والعصمة الدينية فى حقه؛ أما العصيان فلابد أن يعاقبه فوراً (كورنثوس الثانية 10 : 6). والهدى عنده لا يعني إلا الطاعة (رومية 15 : 18)، ورد الفعل الطبيعي الضـروري تجاه الإنجيل هو الطاعة، لأنه يعطي وصــاياه من خلال الإله عيسى (سَـالونيكي الأولى 4 : 23) ، وأن عيسى عـنده ســيعود بمواقـد النار لـيـنـتـقـم من العُـصاة (تسَالونيكي الثانية 1 : 8).
والطاعة الدينية عنده نوع من الخُلُق الجماعي. وهنا ينتقم الفكر اليهودي المعقد لنفسه مرة أخرى، فهو ينادي بأن الشعب هو الذات الديني الحقيقي، وبما أن الجماعة لا يمكنها أخذ القرار بشأن الدين من نفسها، لأن الدين شيء لا يخضع لمبدأ الأغلبية الديموقراطية، لذلك لا يبق إلا الطاعة. فما كان عليه الشعب الإسرائيلي، هو نفس الذي تعيشه اليوم الأمة المسيحية.
فمن خلال الطاعة النابعة من الإيمان، والتعميد اللذان يؤديان إلى غفران الذنوب تكونت -عنده – أمة القديسين البارة، بينما يحكم على باقي الأمم من البشر بالكذب (رومية 3 : 4)، بل بالفسق والفساد (رومية 3 : 10، 8).
وكما تلقينا تقاريراً عن فساد شعب إسرائيل دون أن يتعرض هذا الشعب لموضوع إصطفائه – على الأخص قبل التعتيم الإلهي الكبير للنفي – نسأل هنا أيضاً الشعب المسيحي الذي تم إصطفائه للقداسة والطهارة (أفسس 1: 4، 6 ؛ تيموثاوس الثانية 2: 11، 2) حيال الخطب المنددة بالعقاب الصارم التي تدل على أحوال خُلقية مروعة – على الرغم من أنها تنادي بالأخلاق – دون أن يناله أي ضرر من هذا، فهو فوق كل نقد (رومية 8: 33؛ كورنثوس الأولى 2 : 15) وهو الأمل الذي يحدوها في يوم الحساب (وسيأتي قريباً) لأنه سيدين العالم كله بل والملائكة أيضاً (كورنثوس الأولى 6: 2، 3)، الأمر الذي يؤيده مؤلفوا العهد الجديد.
وكل هذه تخيلات يهودية قديمة تنادي بأن الأبرار – وعلى الأصح بني إسرائيل – سيدينون العالم ؛ وتبعاً لعيسى فسوف يقوم حواريوه الإثنى عشر بذلك (متى 19 : 8)، وسوف يصدق الله على حكمهم دون شرط أو قيد (الجزء الأول صفحة 742، الجزء الثالث صفحة 363)، فهم أناس أكبر من الملائكة وأحب إلى الله منهم (الجزء الثالث صفحة 673)، وحتى وقتنا الحاضر نرى أن روح محاكمة العالم هذه قد استمرت عند بعض الطوائف.
تأثير تلك التناقضات الضعيفة أدى إلى أن إبدال التنظيم الديني الأخلاقي للفرد بالإيمان الصحيح قد بدأ من خلال أولئك المؤمنين (الأمر الذي لا يعرف عيسى عنه شيئاً). وهناك رأي آخر يقول إن تعاليم بولس ملزمة لنا، لأنها الوحيدة التي أوحى الله بها، وعن طريقه نحصل على البر والخلاص، حيث إن بولس لديه روح المسيح وإدراكه (كورنثوس الأولى 2: 10، 16)، وإن كلامه من وحي الله (كورنثوس الثانية 2 : 17) ، ولأنه لديه روح الله (كورنثوس الأولى 7 : 40) ، ولأن المسيح نفسه يعيش فيه (غلاطية 2 : 20).
ونتج عن هذا كل ما جاء بعد ذلك بصورة منطقية، لذلك يُعد من المارقين الهراطقة كل من يخالف هذه التعاليم أو يعارض بولس نفسه، فأولئك -عنده- لا يخدمون إلا بطونهم (رومية 16 : 17، 8) وهم من المقبوحين الفاسدين. والهالكين عنده هم الوثنيون الذين لم يعتنقوا تعاليمه وديانته، ثم يعقبهم اليهود الأمناء على الشريعة ثم المسيحيون القابضون على دينهم ذو الجذور اليهودية، ثم يعقبهم كل مسيحي مناهض لبولس. ثم رسخ حكمه فيهم بعد ذلك بأن جعلهم في عداد الملعونين بسبب كفرهم وعصيانهم وضلالهم، وكل هذا يكفي ليحكم عليهم باقتراف الآثام الثقال، ثم الضلال دون إستثناء (رومية 1 : 24 وما بعدها ؛ 16 : 18).
وإن قائمة آثام الوثنيين عند بولس لتحتل مكانة كبيرة جداً، فهم يعبدون الشيطان لأنه إلههم (وهو نفسه قد اتهم المسيحيين من قبل بعبادة الشيطان إلى أن آمنوا بالمسيح (ثيطس3 : 3) فقد كانوا عنده بلا إله (أفسس 2 : 12) خطاة (رومية 5 : 8) أعداء الله، على الرغم من أن التدمير الحقيقي للأخلاق لم يلعب دوره الرئيسي في العصور القديمة، كذلك نرى بولس لا يعرف شيئاً مطلقاً عن الوثننيين الذين يتمتعون بنبل الأخلاق سواء أكان هذا النبل بالطبيعة أم تحولوا هكذا نتيجة الفلسفة أو الأخلاق نفسها.
ولم يكن حظ اليهود من ذلك أحسن من حظ سابقيهم، فقد كان يظهر تجاههم نوعاً من حب الكره (رومية 9 : 3) ، وهم بالرغم من قانونيتهم منافقون (وهو هنا يقلَّد عيسى ، أولئك اليهود الذين يعيشون في سخط الله وسخط الناس عليهم يعيقوننا من إنقاذ الوثنيين “حتى يتمموا خطاياهم إلى حين” (سَالونيكي الأولى 2: 15،6). مما إضطر المسيحيين اليهود إلى إظهار عيب كبير في إرتدادهم ليؤمنوا بالمسيح،” في الوقت الذي يستمرون متعلقين بالشريعة”.
تكملة لذلك من صفحة 358 :
” فما أحدثه بولس لا يثير دهشتنا، فقد نظم العلاقات الدنيوية بوضوح تام مستعيناً بالتقدير الكبير الذي أَوْلته له الطاعة القائمة على السيادة والعبودية، لذلك نرى تعظيمه لسلطة الدولة بلغ حد اللا معقول (رومية 13 : 1، 7)، كما أعطى كلمتي (يخدم و الخدمة) قوة إقناع خاصة في الفكر المسيحي ، فبولس هنا يتولى قيادة مسرحية درامية تتوسط المسيحية ينادي فيها مدمني السلطة بالخدمة، لأنها ترفع عنهم الشكوى من قلة التواضع المسيحي إذا ما عارضهم أحد.
وبالطبع فإننا نجد عند بولس الصيغة المناسبة التي تقال في مثل هذه الظروف وهي : يجب أن يعمل الكل بالخدمة (وهو هنا يحذو خطــى عيسى ولكــن بصورة وحشية) وعلى رأسهم بولس نفسه.
وفي الحقيقة لا يناقش بولس هذه الخدمة بصورة كبيرة، إلا أنها لابد أن تكون أيضاً في خدمة أفكاره الخاصة. وفي الحقيقة إنه لم يلزم أحد بقبول هذه الأفكار بشكل يخدم أغراضه”.
طبيعة بولس من الناحيتين النظرية والعملية :
الصفحات من 352 – 355 :
” أما من الناحية النظرية فينقصنا معرفة الخلاف الداخلي بين الدافع والحقيقة، فنرى بولس يتعصب ضد الحكمة والذكاء، فيشتكى مراراً وتكراراً من سفسطة تيموثاوس وثيطس الدينية ويرى بولس أن ما أسهل أن يعتنقوا تعاليمه ويأخذونه كمثال يحتذى ” فيلبي 3 : 17، تيموثاوس الثانية 1 : 13 ح كورنثوس الأولى 11 : 1″.
وعلى ذلك فهو أول من روج المفهوم اللاهوتي الشائع الذي يرفض السفسطة السافرة.
أما عن الجانب العملي فهنا نجد التشابك والتداخل بين التناقضات بصورة مضطربة للغاية، ولكنه في الحقيقة يبين أن كيفية إستمراره كنموذج يحتذى وكيفية تقرُّبه للقلب (كورنثوس الأولى 11 : 1 ؛ فيلبي 3 : 17 ؛ 4 : 9 ؛ سَالونيكي الثانية 3 : 9) في غاية السذاجة، على الرغم من أننا نجد بولس على ضروب تؤكد وعيه الإستبدادي وتنميه – وهذا على عكس طفولته وبساطته المزعومة (كورنثوس الثانية 10 : 18).
وهكذا كان يأته أحياناً ضمير سيء يظهر عليه بوضوح، وكان كثير الإعتذار عن مدحه لنفسه لأسباب مختلفة لا تستحق هذا المدح، فهو يمدح نفسه على سبيل المثال فقط ليريَ أنصاره كيفية الإستقامة على الصراط إذا صدقته أو ليمكنها مدحه (كورنثوس الثانية 5 : 12) ، كما يفتخربنفسه أيما فخر في صليب المسيح (غلاطية 6 : 14) وفي المسيح (رومية 15 : 17) وفي الإله (كورنثوس الثانية 10 : 17).
وتصل خيبة غدواته وروحاته القمة في كلامه صعب الفهم، والذي لا يكاد يطاق في (كورنثوس الثانية 10 : 12 – 18) ، ثم يعود ليؤكد لنا وضاعته القصوى، وتواضعه وحماقته وحقارته وضعفه (كورنثوس الأولى 1 : 27، 8) ، كما يؤكد – على الرغم من افتخاره بنفسه المفروض علينا – أنه هو الأخير والحقير وأول الخطاة (تيموثاوس الأولى 1 : 15) ، كما يصور نفسه عارياً، جائعاً، عطشاً، يعمل بيديه (فكيف لنا أن نجوع؟) وإن شتمنا أحد فسنباركه، وإن اضطهدنا أحد فسنصبر عليه (كورنثوس الأولى 4 : 11، 2) ، كما تراه دائماً يتجه إلى العلو (سَالونيكي 1 : 6).
من الصعب أن يتماسك المرء ولا يقول إنه ذئب في فرو ماعز.
ثم بعد أن سرد القليل من الجمل تجده قد رجع إلى طريقته القديمة في مدح نفسه، وهذه الثرثرة الجوفاء التي لا تنقطع من كتاباته، والتي يمدح فيها نفسه ويمجدها لهي من أسوأ ما يؤخذ على بولس.
ولم يسهم في ذلك إلا ميوله الداخلية للعلو، التي تقبع عنده تحت مفهوم الذّل تبعاً للتواتر المسيحي اليهودي : فإذا ما كنت ضعيفاً فأنا أقوى (كورنثوس الثانية 12 : 10) ، وأنا أفتخر بأمور ضعفي (كورنثوس الثانية 11 : 29، 30) ، كما اختار الله الضعيف ليخزي القوي (كورنثوس الأولى 1 : 27، 29) ، فنحن ضعفاء، سخفاء، حقراء، ثم يقول لأهل كورنثوس في سخرية مذرية : أما أنتم فعلى النقيض من هذا (كورنثوس الأولى 3 : 18، 4 : 10) ، فمن له أن يقع في الخطيئة دون أن ألتهب ؟ (كورنثوس الثانية 11 : 29) وعلى ذلك فهو يستحق المكانة الأولى أيضاً بين الخطاة.
وإن كان هذا يكفي لإعلاء شأنه بصورة تلقائية، فإن هذا بالطبع يصعب أن ينسب إليه الكثير من الطيبات : ويمكن أن يكون هذا في صراحة وبأسلوب مباشر أو بمفهوم متناقض. فيقول عن نفسه : أنا بنّاء حكيم (كورنثوس الأولى 3 : 10)، أنا قوي (رومية 15 : 1)، أنا أغضب لكن لا أخطيء (أفسس 4 : 26)، فلم نظلم أحد، ولم نضر أحد، ولم نطمع في أحد (كورنثوس الثانية 7 : 2) ، ثم يتجه مرة أخرى إلى الأخلاقيات التي أقرها عيسى – وأنّى له ذلك !، إلا أنه بصعوده وهبوطه هذا قد أشبع ولعه بالتفاخر.
فلماذا إذن لا نُعد تلك المسرحية التي يعرضها دون توقف (يطغى على تفكيري هذا التعبير غير اللائق) والتي يمدح فيها نفسه نفاقاً مغرضاً ؟
وفي الحقيقة إن الأمر هنا لا يتعدى أكثر من كونه إنسان لديه سُلطة، وحسبُه ما لحق شعوره من أذى أثناء تعذيب نفسه، ثم أعادة تشكيلها من جديد على النقيض التام، ثم محاولة إرغام نفسه فيها ولو للحظة ! إلا أن نصحه لنفسه وللآخرين كان شيئاً مختلفاً، فربما لم يصدق هو نفسه، ويكون هذا اعتراف بالصدق، فعندئذ تكون هذه أجمل لحظات عمره !
فهو يكتب كل جميل يتماشى مع نظريته ولكنه لم يحققها نهائياً، فهي ليست إلا تناقضات لا يتحملها إنسان مطلقاُ، ثم تنقلب فجأة إلى النقيض من ذلك وتجعله متذللاً عديم الكرامة، وتنزع عنه إنسانيته، وتجعله غير مقيد، أما إذا لم تتمكن من التحول للنقيض فتراها إذن مليئة بالأحقاد والضغائن والميل إلى الإنتقام.
ويعد تقديره المعروف للحب (كورنثوس الأولى 13) خير مثال لهذه الإزدواجية المعقدة، التي تصدر فيها أصوات تنطق بأصالة جميلة بل عظيمة، حتى ولو كانت تخرج من لهفة أكثر مما تخرج من نظم داخلي حقيقي.
ولا ينبغي لنا أن نغفل هنا الدور الضروري للبلاغة المعروفة جيداً، المليئة بالفن ذات الرونق البهيج. فهي تلعب عنده دوراً كبيراً، إلا أنه لم يكن بمثابة الجرس الرنان.
وبلا شك فقد كان بولس أيضاً قادراً على الحب والطيبات، الأمر الذي نحب أن نضيفه أيضاً إلى شخصيته.
فالحب لم يوجد بين اليهود إللا بين ” الإخوة “، وفيما عدا ذلك كان بولس مليئاً بكره عظيم* – فكان يحب الإنتقام، كما كان بعيداً كل البعد عن “التسامح” “إسكندر سوف ينتقم الله لي منه عن أعماله معي. لأنه قاوم أقوالنا” (تيموثاوس الثاني 4 : 14، 5) ، فنراه يترك الإنتقام لله لأنه أقدر منه على إتيانه بشكل موجع أكثر (رومية 12 : 19، 20)، الأمر الذي تجده كثيراً في العهد القديم. كما أنه قد جر اللعنة على يوم الحساب بسبب حبه غير الكاف لعيسى (كورنثوس الأولى 16 : 22).
ومن الواضح أن يعقوب قد تكلم في رسالته (3 : 10) عن بولس، وتتحدث الرسالة الثانية لأهل كورنثوس عن رسالة مفقودة، يطالب بولس فيها بتوقيع أقصى العقوبة على شخص قد قام بإقتراف جريمة ” السب ” الذي أصاب الكورنثيين بحزن إلهي ع
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مركز بيو الأمريكي يرسم المشهد الديني‏:‏ ‏23%‏ من سكان العالم مسلمون‏..‏ والثلث مسيحيون نور الإسلام أخبار منوعة 0 25-12-2012 06:46 AM
"مسيحيون" يعتنقون اليهودية لقضاء إجازات مجانية في "إسرائيل" مزون الطيب نصرانيات 0 20-05-2012 08:46 PM
مسيحيون يستقيلون من الأرثوذكسية بسبب حق الطلاق مزون الطيب نصرانيات 0 21-02-2012 09:45 PM
ردا علي كتاب أيهما أعظم\\الوحي لمحمد والمسيح - د إبراهيم عوض مزون الطيب هدي الإسلام 0 05-02-2012 01:42 PM
أيهما خلق أولاً، السماوات أم الأرض؟ نور الإسلام هدي الإسلام 0 10-01-2012 06:46 PM


الساعة الآن 11:52 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22