صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

بريطانيا تتبنى النظام الإسلامي للاستثمار

قبل أكثر من عقد من الزمن أثار ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ضجة اعلامية كبرى عندما ألقى محاضرة اعترف فيها بانهيار سلّم القيم في الغرب ودعا فيها الى الانفتاح على

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-2013 ~ 11:38 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي بريطانيا تتبنى النظام الإسلامي للاستثمار
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


قبل أكثر من عقد من الزمن أثار ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ضجة اعلامية كبرى عندما ألقى محاضرة اعترف فيها بانهيار سلّم القيم في الغرب ودعا فيها الى الانفتاح على الاسلام واقتباس بعض المفاهيم والقيم لإعادة تنظيم المجتعات الغربية.
ومنذ خمس سنوات وفي خضم الأزمة المالية الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة وبالدول الأوروبية الأخرى، نشرت صحيفة "أبزرفاتوري رومانو" الناطقة بلسان الفاتيكان مقالاً اعتبر الأول من نوعه في تاريخ علاقات الفاتيكان بالاسلام. فقد دعت الصحيفة مفكري الغرب المسيحيين ورجال المال والأعمال فيه الى التعلم من مبادئ الاقتصاد الاسلامي ومن نظامه المالي.
وكما أثارت محاضرة الأمير تشارلز ضجة واسعة، كذلك اثار مقال الصحيفة الفاتيكانية ضجة أوسع، وذلك لما تتمتع به من خصوصية دينية.
لم يعد الأمر يتوقف على النظريات. في الأسبوع الماضي استقبلت لندن مؤتمراً شارك فيه أكثر من 1800 رجل مال واقتصاد وسياسة من أكثر من 115 دولة. كان موضوع المؤتمر الاساس يدور حول نظام الاستثمار في الاسلام وتطبيقاته في المجتعمعات الرأسمالية.
لقد سبق ان عقد المؤتمر ثماني مرات من قبل. وكانت كلها في دول اسلامية. غير ان المؤتمر اللندني تميز هذه المرة بإقبال واسع من دول كانت تتحفظ من حيث المبدأ على البحث في أية أفكار خارج منظومة الافكار الرأسمالية.. وكانت تنظر الى الاسلام كعقيدة دينية روحانية فقط ليس لها علاقة بشؤون الحياة العامة. فاذا بهذه الدول تكتشف ان في الاسلام مبادئ وأنظمة عابرة للأديان والعقائد وتتعلق بإدارة الشأن الانساني العام في الاقتصاد والتنمية والاستثمار.
كما اكتشفت ان لدى العالم الاسلامي امكانات للاستثمار تصل الى 1،3 تريليون جنيه استرليني، أي بارتفاع 150 بالمائة عما كانت عليه امكاناته في عام 2006.
عرفت لندن تجربة اسلامية ناجحة، عندما وظفت استثمارات اسلامية وعلى الطريقة الاسلامية في بناء القرية الأولمبية التي جرت فيها الدورة الرياضية الأخيرة في عام 2012. كما عرفت لندن تجربة استثمارية اسلامية ناجحة اخرى تتعلق بتطوير وتحديث البنية التحتية في العاصمة البريطانية التي تعرضت للتآكل والتصدع. وتوظف دبي وحدها مبلغ 1،5 مليار دولار في مشروع تعميق مرفأ الشحن في لندن لتمكينه من استيعاب حركة المستوعبات الضخمة والمتزايدة. وتتم هذه المساهمات كلها على طريقة تبادل الأرباح وليس على طريقة نسبة الفوائد المصرفية.
ونظراً للنجاح الذي حققته الاستثمارات التي اعتمدت طريقة الربح لا الفوائد المحددة مسبقاً، فان القطاع المصرفي العامل على الطريقة الاسلامية ينمو بما يعادل 50 بالمائة أكثر من نمو القطاع المصرفي التقليدي الذي يعمل وفق القواعد الرأسمالية (أي الفائدة المصرفية المحددة سلفاً). ويعترف رجال أعمال في الأسواق العالمية أن أمام القطاع المصرفي الاسلامي مجالات للتوسع أكثر.. وأسرع أيضاً.. وان من مصلحة الأسواق المالية العالمية اقتباس هذه التجربة والاقتداء بها.
من ذلك مثلاً برنامج اصدار الصكوك. وتخطط الحكومة البريطانية لإصدار صكوك اسلامية وطرحها في بورصة لندن بقيمة 200 مليون جنيه، وذلك لأول مرة في تاريخ الاقتصاد البريطاني. وهذه أول مرة تقوم فيها دولة غير اسلامية بإصدار صكوك اسلامية وتعرضها في سوقها المالي.
لم يقتصر الأمر على المؤسسات المالية والاقتصادية الرسمية والخاصة. فقد استحدثت جامعات عديدة، بما فيها جامعة كمبريدج برنامجاً لتدريس مادة الاقتصاد والمال في الاسلام. ويبلغ عدد الجامعات التي استحدثت هذا البرنامج في كليات الاعمال والاقتصاد 12 جامعة.
كان رئيس أساقفة كانتربري السابق قد اقترح في خطاب له، تطبيق الشريعة الاسلامية في قضايا الأحوال الشخصية (الزواج الطلاق الارث ) على البريطانيين المسلمين.. يومها أثار اقتراحه موجة اعتراض شديدة اللهجة لم يسبق أن تعرض لها رئيس للأساقفة من قبل. مع ذلك لم يسحب اقتراحه ولم يعتذر. ولكنه بادر الى الاستقالة من منصبه بحجة رغبته في التفرّغ لتدريس الفلسفة واللاهوت في جامعة كمبريدج. غير ان بريطانيا اليوم تتوجه لاعتماد مبادئ اسلامية في ادارة المال والاقتصاد، ليس لتطبيقها على المسلمين البريطانيين فقط، انما على كل البريطانيين. وتشكل بريطانيا في ذلك قدوة للعديد من الدول الأوروبية الأخرى. بل انها تعتمد التسريع في التطبيق على أمل أن تصبح عاصمة لادارة المال على الطريقة الاسلامية في العالم.
في القرن السادس عشر أقر مجلس العموم البريطاني تشريعاً يحرم شرب القهوة باعتبار ان من يشربها يصاب بالهلوسة ويتخلى عن دينه المسيحي ويعتنق الاسلام. ولذلك كانت بريطانيا تعتبر ترويج القهوة مؤامرة تركية (اسلامية). وكانت تسمي حبات البن بـ"حبات محمد". ولكن بريطانيا اليوم تغيرت كثيراً. ويقدر عدد المسلمين فيها بنحو 2،7 مليون شخص، أكثر من نصفهم من المواطنين.
وأثناء افتتاح مؤتمر رجال المال والأعمال في لندن خاطب رئيس الحكومة دافيد كاميرون المؤتمر بموقف مبدأي لم يعلنه أحد قبله لا في بريطانيا ولا في أي دولة أوروبية أخرى.
فقد قال كاميرون :" لن يسمح بعد الآن أن تقفل أبواب الدراسة الجامعية في وجه أي طالب مسلم لأنه مسلم. ولن يسمح بعد الآن ان تقفل الأبواب في وجه أي مستثمر مسلم لأنه مسلم". ولا شك في ان هذا الموقف يثير غضب اليمين المتطرف الذي يتملكه شعور "الاسلاموفوبيا". الا ان حجم الاستثمارات الاسلامية التي تبلغ نحو اثنين تريليون دولار تثير الشهية أيضاً.. حتى شهية اليمين المتطرف !!.
وباعتماد النظام المالي الاسلامي (الى جانب النظام الرأسمالي التقليدي) في ادارة الشأن العام، فان بريطانيا تكون قد خطت خطوة واسعة جديدة اخرى نحو التصالح مع الاسلام.. والتصالح مع الذات أيضاً. ذلك ان اعتمادها لهذا النظام يستجيب لمصالحها القومية أولاً وقبل كل شيء. ولو لم تجد فيه مردوداً يفيد المجتمع البريطاني لما أقدمت عليه.
لقد سبق لبريطانيا أن اعلنت مدينة لندن عاصمة للمال والأعمال في أوروبة. واعترفت بذلك اسواق المال الأوروبية والعالمية المختلفة. ومن شأن الخطوة الجديدة تكريس هذا الموقع المميز للندن لتصبح عاصمة أسواق المال الاسلامي أيضاً وهو ما أكده المؤتمر الذي استضافته في الاسبوع الماضي.. وكرسته الشتريعات المالية الجديدة المتوافقة مع المبادئ الاسلامية العامة.

محمد السمّاك

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بريطانيا: ختام فاعليات أسبوع التوعية الإسلامي بجامعة كينت مزون الطيب الإسلام في أوروبا 0 09-03-2012 03:36 PM
حماس: نقف مع الشعب السوري وأمانيه ولسنا ضد النظام! مزون الطيب أخبار منوعة 1 02-03-2012 07:18 PM
"جبهة النصرة" تتبنى تفجير دمشق الذي خلف 26 قتيلاً مزون الطيب أخبار منوعة 0 28-02-2012 12:06 PM
شلل يصيب اقتصاد النظام السوري مزون الطيب أخبار منوعة 0 20-02-2012 01:52 PM
نريد إسقاط النظام لا سقوط الأخلاق !! مزون الطيب المقالات 0 17-02-2012 07:47 PM


الساعة الآن 06:10 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22