صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

بين معاداة الساميّة ومحاربة الإرهاب

بقلم: محمد علي شاهين رئيس التحرير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-2014 ~ 09:42 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي بين معاداة الساميّة ومحاربة الإرهاب
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


معاداة, الساميّة, الإرهاب, ومحاربة

بقلم: محمد علي شاهين
رئيس التحرير الأحد 6 تموز 2014 رغم أنّ الساميين ليسوا هم العبرانيين وحدهم، فقد اتخذت الصهيونيّة من قضيّة اضطهاد اليهود في العهد النازي مدخلاً لاتهام كل من ينتقد ممارساتهم العنصريّة ومشاريعهم العدوانيّة بمعاداة الساميّة.
وتوسّعت الصهيونيّة في هذا الباب وحوّلته إلى مصطلح فضفاض، حتى أنّهم اتهموا من يتحدث عن آلام السيّد المسيح بمعاداة الساميّة، مع أنّ عقيدة النصارى تقوم على مسألة الصلب والفداء.
ولم يتوقّفوا عن دعواهم حتى منحهم بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر البراءة من دم المسيح، بعد ألفي عام، خشية أن تتهم الكاثوليكيّة بمعاداة الساميّة.
وكان البابا بيوس العاشر قد رفض في عام 1904 تأييد عودة اليهود إلى صهيون، لأنّ العقوبة المقرّرة عليهم بسبب تنكيلهم بالمسيح، تقضي عليهم بأن يكونوا مبعدين أذلاّء بلا وطن.
وأدخلوا في هذا المصطلح كل من يمتنع عن دفع التعويضات لدولة إسرائيل عمّا أصاب اليهود من آلام المحرقة (الهولوكوست)، وحصلت اسرائيل باعتبارها مفوضة عن الشعب اليهودي على ثلاثة مليارات مارك من المانيا الغربية بينما رفضت المانيا الشرقية دفع حصتها.
وواصل اليهود ممارساتهم العنصريّة باعتبارهم (شعب الله المختار)، واستطاعوا أن يمرّروا جريمة اغتصاب وطن وتشريد شعب، ويسكتوا كل صوت جريء، ويبتزّوا حكومات مرتعدة، مكتوفة الأيدي، تخشى أن تتهم بمعاداة الساميّة.
وخصّوا أنفسهم بالمظلوميّة، والموت في معسكرات النازيّة، ولم يروا وجهاً للمقارنة بين ما يجري في سوريّة من وقائع التعذيب والقتل الجماعي، وما جرى في كوسوفو وأفريقيا الوسطى وغيرها من مذابح المسلمين، وبين (الهولوكوست)، ما دامت حدودهم آمنه.
وارتكبت بعد الحرب العالميّة الثانية أخطاء فادحة بحق المسلمين، فقسّمت بلادهم إلى دويلات، وفرضت عليهم أنظمة باغية، وحكومات عميلة، وحرموا من تطبيق شريعتهم في شؤونهم الخاصّة، ونهبت ثرواتهم، واستبيحت بلادهم، واغتصبت أجزاء غالية من أرضهم، وهجّرت العقول، وحيل بينهم وبين العلوم والفنون والتكنولوجيا.
وكان من البديهي بعد هذا الاحباط، والشعور بالظلم والقهر، أن يلجأ بعض الشباب إلى التطرّف وممارسة العنف، وكانت هجمات سبتمبر وانهيار مبنى التجارة العالمي، القشّة التي قصمت ظهر البعير.
وأمام إصرار الرئيس بوش على معاقبة المسؤولين عن العمليّة، توقفت لغة العقل، وأعلن الرئيس الأمريكي الحرب على الإرهاب، ومن خلفه منظومة متكاملة في البر والبحر والجو، وجيش جرار هو الأكثر قوّة والأكثر جاهزيّة في العالم.
فاحتلت أفغانستان، والعراق، وجرى تسليم العراق إلى إيران، وافتتح سجن غوانتانامو، وأجهض الربيع العربي خشية وصول الإسلاميين إلى الحكم، وأخذت أمريكا تحشد أصدقاءها ووكلاءها لمحاربة الإرهاب المزعوم.
حتى الجمعيات الخيريّة لم تسلم من سعار الحرب على الإرهاب، فوضعت تحت المراقبة، ودقّقت حساباتها، وحركة ناشطيها.
وتنافست الدول لإرضاء العم سام، فقدّمت له المعلومات عن رجال في المعارضة لا علاقة لهم بالتطرّف والإرهاب، قرابين في محرقة الإرهاب.
ووجدها عملاء أمريكا في المنطقة فرصة لتشويه صورة خصومهم السياسيين، وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، تمهيداً للتخلّص منهم، إرضاءً لأمريكا.
وكثيراً ما كانت بعض دول المنطقة تفتعل الجرائم والتفجيرات والاغتيالات، وتلصقها بمعارضيها، تمهيداً لاستئصالهم بمباركة أمريكيّة.
واختلط الأمر على الناس فما عادوا يميّزون بين الكفاح والإرهاب، وتوقفت فرضيّة الجهاد حتى تقلصت مساحة الوطن وضاعت أجزاء غالية منه.
وفتحت السجون من جديد، ومورس التعذيب على نطاق واسع، وكان سجن غوانتانامو نموذجاً يحتذى في ترويض الخصوم والمنافسين، وانتهكت حقوق الإنسان بشكل خطير، ولا داعي لعرض المشهد المأساوي الذي يمارس ضد شعوب منطقة عانت في الماضي من اغتيالات الحشاشين، ومذابح الصفويين، وفي الحاضر من براميل النصيريين وغاراتهم.
ولن ينس المواطن العربي ما كان يطلقه مبارك والقذافي وابن علي الضالعون في الفساد والجريمة قبل سقوطهم المريع من اتهام خصومهم بالانتماء لقاعدة الجهاد، ليثبتوا إخلاصهم في الحرب على الارهاب وتفانيهم في خدمة أسيادهم.
وأخذوا يستجدون الدعم الأمريكي حتى طالب السيسي بدعم بلاده في معركة مكافحة الإرهاب التي يخوضها الإخوان وأعوانهم.
وقال حاكم عربي متورّط بارتكاب جرائم إبادة جماعيّة ضدّ شعبه: إنّ بلاده تشكل حاضنة للإرهاب، ويجب التخلّص من هذه الحاضنة ولو قتل في سبيل ذلك الملايين.
وهل يتصوّر عاقل أن تنطلي هذه الترّهات والخزعبلات على الولايات المتحدة التي تملك جيشاً جراراً من العملاء والمراسلين في جميع أنحاء العالم، لجمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها، ووسائل حديثة للتجسّس عبر الفضاء، وميزانيّة ضخمة تفوق ميزانيّة عدّة دول نامية؟
كما لم تنطل أكذوبة "الإرهاب" على الشعوب، واسمع ماذا يقول الشعب المصري في إحدى مظاهراته: "اقتل فينا بدون أسباب.. اقتل فينا وقول ارهاب"، "اضرب نار اضرب حى.. وانت يا سيسى دورك جى"
ولطالما نجح اليهود في استغلال المحرقة وابتزاز العالم، فلماذا لا ينجح قادة معسكر الحرب على الإرهاب في استدرار عطف العالم كما فعل اليهود، لتحقيق نصر زائف على معارضيهم، المتهمين بالعنف والتطرّف، مهما كان الثمن.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معاداة, الساميّة, الإرهاب, ومحاربة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
للمتشدقين بمقولة الإرهاب الإسلامي نور الإسلام هدي الإسلام 0 17-05-2013 06:50 PM
هل يخشى الفاتيكان تهمة معاداة السامية؟ نور الإسلام المقالات 0 25-12-2012 06:09 AM
قتل وتهجير المسلمين بحجة الإرهاب مزون الطيب المقالات 0 17-10-2012 10:14 PM
دفع شبهة الإرهاب عن نبي السلام مزون الطيب هدي الإسلام 0 26-01-2012 10:55 PM
الإرهاب الإسلامي نور الإسلام هدي الإسلام 0 10-01-2012 05:38 PM


الساعة الآن 12:00 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22