صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم

الإسلام والعالم رصد ومتابعة أخبار الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (2)

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (2) الاحد 10 يوليو 2011 إخوتي أخواتي كما وعدنا من قبل في الحلقة السابقة بمتابعة رحلتنا على أرضي سيبيريا ,وها نحن نفي بالوعد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-2012 ~ 07:42 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (2)
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


مسلمون, الثلوج...الإسلام, سيبيريا

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (2)
الاحد 10 يوليو 2011

إخوتي أخواتي كما وعدنا من قبل في الحلقة السابقة بمتابعة رحلتنا على أرضي سيبيريا ,وها نحن نفي بالوعد ونقتفي في حلقة اليوم خطى الإسلام على الأراضي السيبيرية,لنعلم في بداية حلقتنا أن الإسلام هو أول رسالة سماوية تعتنق في سيبيريا.وقد تأسست أول جالية إسلامية في سيبيريا كان في النصف الثاني من القرن الهجري الأول أي بعد ربما 75 عاما من الهجرة فقط. قدموا من بخارى وسمرقند وقازان بآسيا الوسطى وعملوا على نشر الإسلام بين قبائل الإسكيمو.هذا وقد أدت الهجرات التي تلت ذلك التاريخ حتى القرن الثالث الهجري لظهور حضارة إسلامية لسيبيريا في منطقة السهول الغربية وحول بحيرة بيكال وفي شبه جزيرة كومتشا.

إن أول دولة إسلامية خالصة قامت عام 978 هجرية أي ما يقابل 1570 ميلادية في عهد الإمبراطوركوشيم خان,و قد طبق مبدأ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كما في العهد النبوي حين هجر الإتحاد السوفيتي ملايين البشر بين أرجاءه فاحتضن المسلمون في سيبيريا أفواج من المسلمين المهجرين في بيوتهم واقتسموامعهم لقمة العيش وخفوا عنهم قسوة الغربة حتى اندمجوا في المجتمع الإسلامي هناك.ودام حكم هذه الدولة المسلمة لعشر سنوات حتى احتل الروس القياصرة عاصمتها سيبر 988هجرية ورفضوا إقامة أي كيان سياسي لها فظلت حتى اليوم كإقليم تابع لجمهوريات روسيا الإتحادية.

وبعد أن رسخ الروس القياصرة دينهم في المنطقة قدأعلنوا مبدأ للتسامح الديني عام 1323 هجرية ما يوافق 1905 ميلادية يضمن حرية الاعتقاد ففوجئوا بأن سكان المدن والقرى قد دخلوا في دين الله أفواجا الأمرالذي يؤكد أن دين الله باق في صدور العباد برغم سياط الجلادين,حتى أن مسلمي سيبيريا احتالوا على قانون منع تأدية الشعائر الدينية في العهد الشيوعي الذي أعاق حركة الدعاة والدعوة الإسلامية بصياغة أحكام الدين والمبادئ الإسلامية والقرآنية على هيئة أناشيد تتردد في كل وقت دون أن يقع مسلم واحد تحت طائلة المسؤولية.

هذه الملامح الإسلامية في المدينة التي عرفت التوحيد في النصف الثاني من القرن الأول الهجري ليست إلا مؤشراً على تاريخ عريق للمسلمين في سيبيريا التي شهدت قيام دولة إسلامية في القرن السادس عشر استمرت عشر سنوات تحت حكم الإمبراطور "كوشيم خان".وبنيت مدينة توبولسك في عهد "كوشيم خان" على جزأين، جزء في الجبال، والآخر في التلال، أما الجزء الجبلي فقد تغيرت معالمه عبر السنوات، لكن الجزء الآخر الذي يوجد محصوراً بين نهري إرتيش و غُرُويْ، فقد بقي على هيئته القديمة تقريباً.

وفي حديثه عن تاريخ "توبولسك" في ظل دولة المسلمين السابقة بسيبيريا استشهد المؤرخ الروسي ألكسيف بما ذكره رحالة دنماركي زار توبولسك قائلا: "لقد كانوا يحصلون على أرباح كبيرة، إنهم يعيشون في حرية، لا يدفعون مكوسا لأحد، يبيعون الكثير من الحبوب، والزبدة، والأسماك والبط والطيور الأخرى التي كانوا يصطادونها عند الأنهار بالفخاخ وصنارات الصيد".

وتابع قائلا: "الحياة هناك كانت مليئة بالحركة والنشاط، فالحركة التجارية والاقتصادية كانت مبهرة، أسواق تعمل ليلاً ونهاراً، وفيها ما تلذ الأعين ومن كل ما تشتهيه الأنفس في تلك الأحياء كانت هناك محلات عديدة، وسوق كبير يعمل صباحاً ومساءً بأسعار مناسبة".
وأوضح أن: "لغة المسلمين في تلك الحقبة، وفي عاصمة الدولة المسلمة كانت تكتب بالأحرف العربية، كما كان الحال في جميع الدول الإسلامية".

وعن الجانب الديني كتب: "أما أذانهم للصلاة فيذكرك بالأتراك المسلمين الذين يعتقدون أن المسيح كان نبياً،ويعرفون عن آدم،وإبراهيم، فضلاً عن الأسلاف من الآباء والأنبياء".ولكن تغير حال المدينة بعد سقوط الدولة في يد روسيا القيصرية، حيث يقول أحد المؤرخين في تاريخ المسلمين بروسيا "لقد كانت هناك مقولة مشهورة في التاريخ تقول: حتى لا يكون بين الكنائس مسجد.. وقد قصد به في الفترة القيصرية أن لا يكون المسجد معلماً ظاهراً في المدينة، كما اتخذت المقولة حجة لهدم المساجد في تلك الحقبة التاريخية".

ويضيف قائلا: "وعليه فقد كانت المساجد التي بنيت في الحقبة القيصرية لا تكاد تظهر فيها المآذن،في حين كانت الكنائس ترتفع شامخة في السماء".ويوضح: "كان يمنع قبل القرن التاسع عشر بناء المساجد من الحجارة، حتى لا تصبح معالم أثرية مع الزمن،وحتى تتعرض إلى التلف بعد فترة زمنية معينة".

وهكذا وفي ظل حكم القياصرة أيضاً عمل رهبان الكنيسة في مدينة توبولسك محاولات عديدة لطرد المسلمين بل حاولوا أيضاً إخراج المسيحيين الذين يعيشون بين المسلمين حتى لا يتأثروا بالمسلمين بحسب ما جاء في خطاب كبيرهم لموسكو عام 1643م. وبعد أن رفضت حكومة موسكو طلباً تقدموا به؛ لتدمير المساجد وطرد التتار المسلمين من المدينة، تقدموا بطلب آخر لمنع بناء المساجد بين الكنائس.

ومع أن مطالب الرهبان لم تتحقق على الفور، فقد ذكرت مصادر تاريخية أن اللجنة المتخصصة بتنصير المسلمين في كنيسة الدولة القيصرية قامت في منتصف القرن الثامن عشر بهدم 98 مسجداً في توبولسك من 133 مسجداً،وإن كانت جميع المحاولات التي اتخذت من طرف رجال الدين، في عام 1745 م لطرد التتار والبخاريين وفرض المسيحية عليهم لم تنجح.في المقابل نظم علماء المسلمين احتجاجات أوصلوها إلى القيصر آنذاك لكن الأمر لم يتغير على أرض الواقع، وبقي المسلمون ينظرون كيف تسقط مساجدهم وتظهر كنائس أخرى في أماكنها.

و في مقولة أخرى أن الإسلام دخل إلى سيبريا في تاريخ مبكر ، ولا يعلم متى كان ذلك ، وقد قدره بعضهم بالقرن السادس الهجري ، إلا أنه من المؤكد أن الإسلام دخل إلى سيبريا على يد الدعاة والتجار من آسيا الوسطى ، ومنطقة حوض الفولكا،وليعلم الجميع أن عددا من هؤلاء الدعاة الأول لم يتحملوا قسوة المناخ واستشهدوا أثناء قطع الصحاري المتجمدة ويتم الاحتفاظ بأسمائهم اليوم في قسم الإدارة الدينية في سيبيريا اليوم وقد وجدت آثار لبعض المساجد الصغيرة التي بنيت وفقا للبيئة السيبيرية كما وجدت قبور أخرى لبعض الدعاة الأولين.
هذا وقد دخل الإسلام إلى غرب سيبريا وانتشر في صفوف تتر سيبريا ، وكانت مناطق غرب سيبريا تابعة من حيث الولاء لمملكة قازان ، ولما سقطت مملكة قازان المسلمة في يد المحتل الروسي عام (1552م) قامت في سيبريا الغربية مملكة مسلمة عرفت بمملكة خانات سيبريا ، واستمرت هذه المملكة إلى أن التهمها الدب الروسي عام (1592م) ، ثم رُحِّلَ كثيرٌ من مسلمي تترستان وما حولها إلى سيبريا بهدف إضعاف المسلمين والقضاء عليهم في سلسلة من الظلم والتعسف والقهر الذي لحق بالمسلمين منذ سقوط مملكة قازان.

وقد حاول هؤلاء المسلمون الحفاظ على هويتهم ،والتمسك بدينهم ، في صراع دائم مع قساوة المناخ ، وتعسف وظلم الروس ، وقد بنوا المساجد والمدارس ، وحافظوا على هويتهم الدينية ، إلا أن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي في أغلب الأحيان كان متردياً ، ولهذا فهم يعيشون في الغالب في القرى ، والأرياف ، ويمتهنون الزراعة .

أما في العهد البلشفي من عام (1917م) إلى عام (1987م) فقد تعرض المسلمون في سيبريا لما تعرض له بقية المسلمين في روسيا من إبادة وطمس هوية ، فقد هدمت مساجدهم ، وما لم يهدم منها استولى عليه الشيوعيون وحولوه إلى ملاهي أو مصانع أو أسواق أو دوائر حكومية ، وقتل مشايخهم وعلماؤهم ، وكبارهم ، وأبعدوا عن دينهم حتى نشأ جيل لا يعرف شيئاً عن الإسلام ، حتى أذن الله بزوال الحكم الشيوعي فتنفس المسلمون الصعداء وعاد كثير منهم يبحث عن هويته وسط ركام هائل من الجهل والإلحاد ، فرجع كثير من المسلمين إلى دينهم وبنيت المساجد والمدارس الدينية ، واسترجع المسلمون بعض الأوقاف التي اغتصبها البلاشفة ، ولا يزال الكثير منها في يد الحكومة حتى اليوم.

لقد توارت تعاليم الدين ، وطمست معالمه لدى كثير من المسلمين في روسيا ؛ نتيجة لسياسة التجهيل وتجفيف المنابع التي مورست ضد المسلمين لأزمنة طويلة اختتمت بالعهد البلشفي الذي أهلك الحرث والنسل وسعى لطمس هوية المسلمين وإبادتهم ، وأصبح المسلمون بعد أن سقطت الشيوعية لا يعرف الكثير منهم من الإسلام إلا اسمه ، لكن سرعان ما أقبل كثير منهم على الإسلام رغبة فيه ، وحرصاً على تعلمه ، ولاسيما من فئة الشباب ، حيث إن أكثر المقبلين على الإسلام الحريصين على تعلمه هم من الشباب.

لما سقطت الشيوعية توجهت همة كثير من المسلمين داخل روسيا وخارجها إلى إعادة بنا المساجد ، وترميمها. ولكن بقي الجهل يغرق بظلماته كثيراً من المسلمين في سيبريا ، بسبب ندرة المدارس الشرعية ، و قلة المتعلمين من المسلمين ، فبقية نتيجة لذلك كثيرٌ من هذه المساجد التي بنيت وشيدت شبه مهجورة ، لا تكاد تقام فيها إلا الجمعة ، مع كونها بنيت بين المسلمين وفي مناطقهم ؛ بسبب الجهل وقلة الدعاة.
وأخيراً فإنه رغم صعوبة الظروف التي مر بها الإسلام والمسلمون في سيبيريا فإن عدد المسلمين اليوم هو 5 ملايين مسلم بعد أن كانوا قبل عدة سنوات أقل من مليون, ومسلمو سيبيريا من قوميات التتار والمغول والأوردية وقوميات أخرى منتشرة في بلاد التركستان بالإضافة للسيبيريين من أهل المنطقة.
إلى هنا نتوقف ونلتقي لنكمل رحلتنا في حلقة أخرى إن شاء الله.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسلمون, الثلوج...الإسلام, سيبيريا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسلمون من اليابان نور الإسلام الإسلام في أسيا 0 20-07-2013 11:19 AM
مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (3) مزون الطيب الإسلام والعالم 0 02-03-2012 07:43 PM
مسلمون بين الثلوج... الإسلام في سيبيريا مزون الطيب الإسلام والعالم 0 02-03-2012 07:41 PM
هل نحن مسلمون ام متمسلمون ؟؟!! مزون الطيب هدي الإسلام 0 22-02-2012 07:33 PM
مسلمون من اليابان نور الإسلام لماذا أسلموا؟؟ 0 14-01-2012 02:51 PM


الساعة الآن 11:02 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22