صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > المكتبة العامة

المكتبة العامة كتب ومراجع وبحوث ود اسات في مختلف العلوم والمعارف

المحاضرة الأولى : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم د . محمود عبد الرزاق الرضواني إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-2013 ~ 09:18 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي المحاضرة الأولى : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


بسم الله الرحمن الرحيم


د . محمود عبد الرزاق الرضواني

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ، أما بعد:

هذه هي المحاضرة الأولى في شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، تلك الرسالة التي تتضمن الحديث عن توحيد رب العزة والجلال في أسمائه وصفاته، وأيضاً فيما يتعلق بتوحيد العبادة، والحديث عن ربوبية الله تعالى لخلقه ، وسنقوم في هذا الشرح -بإذن الله تعالى– بقراءة النص ثم التعليق عليه وشرح مقصد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من إيراد الألفاظ التي يذكرها، فنحن نريد أن نقف على المعنى الذي أراده شيخ الإسلام ابن تيمية من خلال المقارنة بين الكلمات التي يذكرها ، فسنتابع -بإذن الله تعالى– كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بحيث نستوعب مراد الشيخ وعقيدته من خلال كلامه وماذا أراد من هذه الرسالة ، وكيف أنها دلت على معتقد السلف الصالح.

كتب شيخ الإسلام ابن تيمية هذه الرسالة إجابة لمن سأله عن عقيدته وعقيدة أهل السنة والجماعة من الكلام في التوحيد والصفات والشرع والقدر ، فهو يقول في رسالته:
أما بعد فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه منى في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات والشرع والقدر...

كان المذهب الأشعري مسيطراً على البلاد الإسلامية في وقت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وكانت المذاهب الصوفية منتشرة ، تلك المذاهب التي حولت الحديث عن توحيد العبادة لله تعالى إلى الكلام عن توحيد الربوبية تحت مسمى التحقق والحقيقة والنظر إلى أفعال الله وعدم النظر إلى أفعال المخلوق ، فكان كلامهم ينصب على قضايا القضاء والقدر والاحتجاج بالقدر على أفعال العباد ، فغلاة الصوفية القائلين بوحدة الوجود أو الحلول والاتحاد يتحدثون في جانب من التوحيد ما عناه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما فهموه على هذا الوضع .

وفي بعض المحاضرات تكلم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن التوحيد ، وعرض توحيد الأسماء والصفات بشكل لم يكن مألوفاً في وقته ، فكان كلامه وهو يعرض هذه العقيدة في مجالسه كلاماً جديداً على الناس ، فالحديث عن توحيد الأسماء والصفات بالأصول التي عرضها شيخ الإسلام ابن تيمية أمرٌ لم يكن مألوفاً في وقته ، فقد أعاد الناس بفكره إلى منهج السلف المتقدمين .

وابن تيمية رحمه الله تعالى كان في نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الهجري ، فبعد هذه القرون الطويلة يبدأ الناس يفهمون الإسلام والتوحيد كما فهمه أصحاب النبي r.
وهذا أيضاً ما نريده الآن لأنه تشابكت الأفكار وكثرت النِحَل والفرق والطوائف ، فكيف لشخص في هذا البحر الخضم أن يقف على طريقة السلف الصالح في فهم القرآن والسنة وفهم قضايا التوحيد وتكون عنده عقيدة راسخة كالجبل في قلبه لا يحركها أي عاصفة مهما كان شأنها ؟

فإذا فهم أحدٌ في هذا العصر عقيدة أهل السنة والجماعة بنفس المأخذ الذي أخذه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبنفس المنهج ، فإنه بذلك يكون على النور والهداية التي نزلت من السماء وسوف يشعر بإذن الله تعالى بنور يميز به بين الحق والباطل.

قال شيخ الإسلام :أما بعد فقد سألني من تعينت إجابتهم
أي أن عامة الناس سألوه عن التوحيد ، وهذه القضايا مهمة جداً لا يستغني عنها مسلم
قال : أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه منى في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات والشرع والقدر
ينسب الكثيرون تقسيم التوحيد إلى أنواع إلى شيخ الإسلام ويقولون بأنه هو أول من أتى بهذه التقسيمات وأنه أول من قسم التوحيد إلى نوعين أو إلى ثلاثة أنواع ( توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ) .
نقول: هذا غير صحيح ، فابن تيمية رحمه الله تعالى نقل هذا التقسيم بناءً على ما ذكره السلف الصالح ( وسنعرف ذلك لاحقاً بإذن الله تعالى ).
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: من الكلام في التوحيد والصفات .
الكلام في التوحيد والصفات يعني به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الكلام في ما يتعلق بأسماء الله وصفاته وربوبيته لكونه .

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: والشرع والقدر.
والكلام في الشرع والقدر هو الكلام عن حقيقة العلاقة بين شرع الله سبحانه وتعالى (وهي الأحكام التكليفية أو أحكام العبودية) وبين قضاء الله وقدره ، وهل يتعارض القضاء والقدر مع شرع الله والحكمة ؟

وهذه المسألة هي التي يعرضونها على هيئة مسائل يتكلم عنها المتكلمون في المباحث الفلسفية أو الكلامية ويسمونها مسألة حرية العبد ، فيقولون : "هل الحرية هي الأصل في العبد أم أن الأصل أنه مجبور؟ وهل الإنسان لديه حرية في اختيار أشياء دون أشياء أم أنه ليس لديه حرية ؟" ، فينازعون بذلك قضية الحرية بقضية الجبرية .

وسيتكلم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الرسالة التدمرية عن العلاقة بين شرع الله وقدره ، فالشرع هو أحكام العبودية التي يكلفنا الله سبحانه وتعالى بها ، وطالما أن الإنسان مكلف بشئ ، فبإمكانه أن ينفذ هذا الشئ أو لا ينفذه ، وطالما أن هناك إمكانية للتنفيذ وعدم التنفيذ ، فهذا يدل على أن للإنسان حرية محدودة .

وقدر الله سبحانه وتعالى هو الذي قدَّر به كل شئ ، فهل هذا القدر يتعارض مع إثبات حرية الإنسان وإمكانية عمل الإنسان بشرع الله ؟!

فسوف يُرَكِّز ابن تيمية رحمه الله تعالى في نصف الرسالة التدمرية على العلاقة بين الشرع والقدر .

قال : لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين،
فما من إنسان مسلم - سواءً كان من عامة الناس أو من طلاب العلم- يُمكن أن يتحدث فيما يتعلق بالكتاب والسنة وهو يجهل هذين الأصلين ، لأنه لو جهل هذين الأصلين فسيقع في أخطاء جسيمة .

فالمنطلق لدراسة العقيدة يسمى أصول الاعتقاد ، وهذا يختلف عن العقيدة ، فما الفرق بين العقيدة وأصول الإعتقاد؟

العقيدة هي عقد القلب على أن تصدق الخبر وتنفذ الأمر ، فتأخذ من كل نص قرآني أو نبوي ما جاء فيه من خبر فتصدقه وما جاء فيه من أمر فتنفذه.

ومعنى العقد: الربط، فإنسان عقد القلب على شئ، أي أنه نوى في قلبه ولم يعمل بعد ، فمثلاً لو حذرنا إنسان من السير في طريق معين ، فقد وصلتنا بذلك معلومة عن طريق السمع قد تُصَدَّق وقد تُكَذَّب ، فإن حدث عقد في القلب على عدم السير في هذا الطريق فقد حدث في القلب اعتقاد ، فأصل الاعتقاد هو عقد القلب على تصديق الخبر وتنفيذ الأمر .

ومن قال "لا إله إلا الله" على هذا المعنى -وهو أنه سيصدق بخبر الله وسينفذ أمره إذا وصله سواء من القرآن أو من السنة- فهذا الشخص على عقيدة سليمة تنفعه عندها كلمة "لا إله إلا الله "، أما من قال "لا إله إلا الله" على غير هذه العقيدة فلا تنفعه ، فلا ينفع أن يقول الرجل "لا إله إلا الله" وإذا أخبره الله بشئ لا يصدقه وإذا أمره بشئ لا ينفذه[1].

فالاعتقاد هو أن يأتيك حديث عن النبي r أو آية في كتاب الله فتعتقد ما فيها ، فإن كان خبراً تصدقه وإن كان أمراً تنفذه .

وأما أصول العقيدة فيؤخذ فيها المنهج العام في الاعتقاد ، مثل الطريقة التي تسير عليها في باب الأسماء والصفات أو في توحيد رب العزة والجلال أو فيما يتعلق بتوحيد العبادة لله تعالى.
فلو فهمت أصول الاعتقاد يسهل عليك الاعتقاد ، ولذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى في أول ما بدأ أراد أن يبين أصول الاعتقاد.

والفرق بين الاعتقاد وأصول الاعتقاد مثل الفرق بين الفقه وأصول الفقه ، فالفقه هو أن نأخذ كل نص بمفرده ونفهمه وننفذ ما فيه ، فإن كان الأمر في النص على سبيل الوجوب امتثلنا ، وإن كان الأمر على سبيل الاستحباب فلنا الخيار، مع كون الفعل أولى من الترك ، وأما في أصول الفقه فإننا نأخذ المنهج ، فمثلاً عند دراستنا للأحكام لا نأخذها من حديث واحد ولكن من مجموع ما ورد في القرآن وفي السنة ، فنقول مثلاً: الواجب هو ما أمر به الله تعالى على سبيل الحتم والإلزام ، فكل أمر ورد في القرآن أو في السنة على سبيل الحتم والإلزام نسميه واجباً.
فابن تيمية رحمه الله تعالى يقول: لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين

فالأصل الأول هو الكلام في التوحيد والصفات والأصل الثاني هو الكلام في الشرع والقدر.

سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى عن قول الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى(طه:5) فقال السائل له: كيف استوى ؟ ، فمع أن السائل كان يسأل عن آية واحدة إلا أن الإمام مالك رحمه الله تعالى وضع له منهجاً وأصولاً ، فقال له : " الاستواء معلوم" أي أن معنى الاستواء معلوم وهو علا وارتفع على عرشه، "والكيف مجهول" أي أنه مجهول لنا ، ولكنه معلوم لله تعالى "والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".

وهذا الذي قاله الإمام مالك رحمه الله تعالى لا يقال في الاستواء فقط ولكن في كل ما ورد من نصوص الصفات في القرآن والسنة ، فالإمام مالك رحمه الله تعالى وضع أصلاً ، فإذا سئلت عن كيفية نزول الحق جل وعلا إلى السماء الدنيا ، تقول: النزول معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ، وإذا قيل لك : كيف يجئ الله تعالى لفصل القضاء؟ تقول: المجئ معلوم المعنى ، مجهول الكيف لنا الآن والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .

فابن تيمية رحمه الله تعالى يتحدث في هذه الرسالة عن أصول العقيدة ، فلا يوجد أحد إلا وهو في مسيس الحاجة لأن يعرف أصول المنهج الذي يسير عليه ، فلم يحدث أن ذهب أحد الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله سؤالاً مثل السؤال الذي سأله هذا الرجل للإمام مالك ، لأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فهموا هذه الأصول بفطرتهم وسليقتهم وطبيعتهم ، لكن كيف فهموا هذه الأصول ؟ هذا ما سيتكلم عنه ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد قليل .

قال رحمه الله تعالى: ...... لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين ، وكثرة الاضطراب فيهما ،
أي أن الكثيرين لم يفهموا التوحيد كما فهمه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

قال : فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ،
أي هذين الأصلين وهما الحديث عن توحيد الأسماء والصفات والحديث عن توحيد الشرع والقدر أو توحيد العبادة لرب العزة والجلال .

قال شيخ الإسلام: فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما، ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة
يقصد ابن تيمية رحمه الله تعالى بـ"أهل النظر والعلم" المتكلمين من أشاعرة وماتريدية ، ويقصد بـ"أهل الإرادة والعبادة" الصوفية ، فالصوفية يقولون : نحن أصحاب الإرادة ، وعندهم مصطلح المريد والعارف والعابد والزاهد ويقولون : المريد سيار والعارف طيار ويقولون : سيدي العارف بالله ، فالمعرفة عندهم هي أرقى درجات العبادة ويسمونها التحقق ، ولكن في البداية يقولون: المريد أي يريد الحق سبحانه وتعالى ، والمريد يصل إلى الله خطوة بخطوة فهو سيار يسير على قدميه لكن العارف طيار فيصل إلى الله في لحظة .

قال : فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ، ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال،
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى بأنه ما من أحد سيسلك طريق المتكلمين أو طريق الصوفية أو حتى طريق السلف دون أن يتعلم هذين الأصلين إلا وسيأتي له من الخواطر ما يحتاج معه لبيان الهدى من الضلال ، وهذا الخاطر إما أن يأتي من الشيطان وإما أن يأتي من الهوى ، فما من مسلم إلا وجاء له خاطر حول كيفية الحق سبحانه وتعالى ، فإن لم يكن الإنسان على بينة من هذين الأصلين - وخاصة توحيد الأسماء والصفات- فإنه يمكن أن يضل ، ولذلك تجد بأن الكثيرين قد ضلوا في هذا الباب كالمشبهة والمعطلة والمعتزلة والجهمية والصوفية وغير ذلك من أهل الضلال كالشيعة والقدرية ، والذي يعصم من ذلك هو أن يدرس الإنسان ويتعلم هذين الأصلين.

قال شيخ الإسلام : لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة ، وبالباطل تارات،
فتجد أن من خاض في هذين الأصلين يقول شيئاً من الحق تارة ، ويقول أشياء من الضلال تارة ويظن أنه على صواب، فيحسب أن طريقته هي الحق وهو في الحقيقة قد ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، فترى طوائف متعددة وكل طائفة تقول بأنها على الكتاب والسنة وبأن منهجها هو الكتاب والسنة ، تجد كل طائفة تقول ذلك وبينهم خلافات لا حصر لها ، فما الباعث على هذا الخلاف مادام الكل يقول بأنه على الكتاب والسنة ؟
إن عدم الاتفاق سببه عدم وضوح هذين الأصلين ، فالكلام في التوحيد وخاصة توحيد الأسماء والصفات هو العامل المميز الذي يميز هوية الشخص ، فإذا كان منهجه في باب الأسماء والصفات سليماً ، فستجد بأن منهجه في باقي الأبواب سليم ، وأما إن كان عنده ضلالة في باب الأسماء والصفات فستجد بأن عنده مشاكل في فهم الأحكام وفي توحيد العبادة ، فستجده مثلاً يميل إلى إجازة أشياء وإلى عدم إجازة أشياء أخرى ، وذلك لأنه أدخل عقله في أشياء لا يجب أن يدخل عقله فيها .
سيتكلم ابن تيمية رحمه الله تعالى عن المنهج في توحيد الأسماء والصفات ، وبأنه لا يجوز إعمال العقل فيه ، فإذا أدخل أحد عقله واعتمد على نفسه دون أن يلتزم بالمنهج الذي أنزله ربنا سبحانه وتعالى فسيؤدي به ذلك إلى ضلالة .

قال شيخ الإسلام : لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة ، وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات.
يأتي الشيطان بالشبهات على القلب ، فإذا استعذت بالله يكفيك الله شر الشيطان ، والمقصود بالإستعاذة هنا أن يقف الخاطر، قال تعالى ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الأعراف:200)، فالإستعاذة توقف الشيطان قال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (الناس:1-4) ، فأخبر تعالى بأنه يخنس عند الاستعاذة ، ولكنه يقف للحظات ثم يأتيك مرة أخرى بالشبهات ، إذاً عليك أن تستعيذ على الدوام حتى توقفه تماماً ، وإذا استعذت بالله من شيطان قد يأتي شيطان آخر فتحتاج له استعاذة جديدة.

والعلم بهذه الأصول يجعل الشيطان لا يُلقي هذه الشبه ، فالذي عنده عقيدة راسخة في توحيد الله تعالى لا يتسلط عليه الشيطان في هذا الباب ، ولكنه يأتيه من طريق آخر وهو الهوى ، لماذا يأتي من باب الهوى؟ لأنه علم أن باب الشبهات أصبح مغلقاً ، فيأتي من باب هوى النفس ، فيحاول أن يساعد هوى النفس في تقوية الخاطر الذي يؤدي إلى الوقوع في المعصية .
وباب الشهوات ليس كباب الشبهات ، فباب الشبهة قد يؤدي إلى الشرك والضلالة ، وأما في باب الشهوة فإن الإنسان قد يغفل ويقع في الشهوة لكن ما يلبث بباب العلم أن يفيق وأن يتوب عندما يعلم عظمة الله تعالى، ولذلك وصف الله سبحانه وتعالى العلماء بالخشية فقال تعالى : ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (فاطر:28) فالعلماء ليسوا بمعصومين ، فالعالم قد يقع في الزلل ، ولكن أغلب خطأ العالم يكون بسبب الشهوة - مثل حب الرياسة أو حب الظهور- لا بسبب الشبهة.

قال شيخ الإسلام : فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات ، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة ، وبين الكراهية والبغض نفياً وإثباتاً.
يريد ابن تيمية رحمه الله تعالى أن يضع قاعدة أو أصلاً نسير عليه .

إن كلام الله سبحانه وتعالى نزل بلغة العرب ، وأي لغة تنقسم إلى قسمين وهما الخبر والإنشاء ، فالكلام إما خبر وإما طلب وإنشاء ، والخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب ، فعندما يسمع المتلقي خبراً من أحد فإنه إما أن يصدق وإما أن يكذب ، فإن صدق فقد آمن بالخبر ، فالإيمان في باب الخبر يعني التصديق ، فلا يصح إيمان الشخص وهو يكذب خبر الله تعالى ، فشرط الإيمان في باب الخبر هو التصديق.

والكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات ،
ما معنى النفي والإثبات؟
أي أن الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسه أسماء وأوصافاً أخبرنا عنها ، ونفى عن نفسه أوصافاً ذكرها في كتابه خبراً عنه تعالى ، فقال تعالى: ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ( الكهف:49) ، فهذا نفي للظلم عن الله تعالى.
ولما يقول سبحانه وتعالى : ﴿اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران : 2 ) فقد أثبت لنفسه اسم الحي واسم القيوم وأثبت لنفسه وصف الحياة ووصف القيومية .

فيقول ابن تيمية رحمه الله تعالى بأن الأصل الذي نسير عليه في النصوص المتعلقة بالغيبيات والأسماء والصفات هو التصديق بخبر الله نفياً وإثباتاً ، فأثبت سبحانه وتعالى لنفسه أسماءً وأوصافاً فنثبتها ونفى عن نفسه سبحانه أسماء وأوصافاً فننفيها ، ولا يأتي أحد وينشئ في هذا الباب ما لم يرد به الخبر ، فالله سبحانه وتعالى لم يكلفنا بذلك ، ولذلك فإن باب الأسماء والصفات توقيفي على النص ، فليس من حق أحد أن يشتق لله سبحانه وتعالى اسماً بناءً على فعل ورد في القرآن ، فالأسماء توقيفية على النص ، ولذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى يسمي المخالفة في باب الأخبار إلحاداً ، ويأتي بقول الله تعالى ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (الأعراف : 180 ) (الأعراف : 180 ) ، فالإختلاف في باب الأسماء والصفات ليس اختلاف تنوع ، فلا نقول مثلاً فيمن يقول بأن "استوى" بمعنى استولى وفيمن يقول بأن "استوى" بمعنى علا وارتفع أن هذا جائز وهذا جائز ، فلا يصلح في باب الأسماء الحسنى ولا في باب الصفات إلا أن نقول بالتوقيف ، وليس في كلام السلف الصالح أنهم يشتقون لله تعالى اسماً من وصف أو من فعل ، فمن قال بجواز الاشتقاق فمذهبه في هذه المسألة مذهب معتزلي ، لماذا؟

نقول : إن الأوصاف أزلية بأزلية الذات ، فالله سبحانه وتعالى هو الأول والآخر ، فهو أول ليس قبله شئ وهو آخر ليس بعده شئ ، فذاته هكذا وكذلك أسماؤه وأوصافه ، فلا يوجد وصف استجد عليه لم يكن موجوداً قبل ذلك ، أما الإنسان فقد يُستجد عليه وصف مثل أن يصير عالماً بعد أن كان جاهلاً ويصير قوياً بعد أن كان ضعيفاً ويصير غنياً بعد أن كان فقيراً ، ولا نقول في حق الله تعالى ذلك ، فهو غني أزلاً وأبداً .

فإذا اشتققت اسماً لله تعالى لم يكن موجوداً ولم يسم الله تعالى نفسه به لكان هذا الاسم محدثاً ، فأين كان هذا الاسم في القرون السابقة ؟!

فما أخبر الله تعالى به عن نفسه - حتى وإن لم يعلمه البشر إلا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم – كان موجوداً قبل ذلك ، والله سبحانه وتعالى كشف لنا من أسمائه الأزلية والأبدية أشياءً يتعرف إليها الخلق ليحققوا الحكمة من خلقهم ، وأما المعتزلة فهم الذين قالوا بأن الله خالق بعد أن لم يكن خالقاً ورازق بعد أن لم يكن رازقاً .

قال شيخ الإسلام : فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات ،
فكل المطلوب منك أن تصدق الله في خبره ، فالإيمان في باب الخبر يعني التصديق ، والإيمان في باب الخبر يعني توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية
قال شيخ الإسلام : والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهية والبغض نفياً وإثباتاً.
الكلام في الشرع هو من باب الأمر ، ويذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى القدر هنا على أساس أن الإنسان لا يحتج بقدر الله على معصيته لشرعه، فالكلام في الشرع والقدر هو عبارة عن أحكام تكليفية، والأحكام التكليفية كقوله تعالى:﴿َوأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ(البقرة :110) أوامر وليست أخباراً ، فإذا قال لك أحد اسقني ماءً ، هل ستقول له إني أصدقك؟!
فالأمر يتطلب التنفيذ والخبر يتطلب التصديق، وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية هو من باب الأخبار، وتوحيد العبودية لرب العزة والجلال والالتزام بشرع الله هو من باب الأوامر.

وكل إنسان سواء كان عامياً أو متخصصاً يُلزم بهذا الفهم الذي كان عليه الصحابة ، فقد كانوا يسمعون كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان الكلام خبراً عن الله صدقوه وإن كان أمراً نفذوه ، ولا يوجد أحد منهم دان لله بغير ذلك، وهذه عقيدة رسخت في قلوبهم، فكان لديهم اليقين بحيث أنهم ينفون عن أنفسهم الظن والشك والوهم .

فاليقين يكون في باب الخبر، والخبر يحتمل الصدق أو الكذب ، فإن كان التكذيب أكبر من التصديق في القلب سُمِّيَ ذلك وهماً ، فإن استوت نسبة التكذيب مع نسبة التصديق سُمِّى ذلك شكاً ، ولو زاد التصديق في القلب على التكذيب سُمِّىَ ذلك ظناً ، فإن امتلأ القلب بالتصديق بحيث لا توجد نسبة من التكذيب فيه سُمِّي ذلك يقيناً ، وهذا شرط من شروط "لا إله إلا الله" ، فلا يصح قول العبد " لا إله إلا الله " إلا إذا أيقن بخبر الله تعالى ، فإن أخبر تعالى أنه على عرشه ينبغي علينا أن نصدق بذلك تصديقاً جازماً يبلغ حد اليقين .

فباب الخبر يلزم فيه التصديق الذي يبلغ حد اليقين وقد يزيد إلى عين اليقين وحق اليقين ، وباب الأمر يتطلب منا التنفيذ ، والتنفيذ يكون بالقلب واللسان والجوارح كما في إقامة الصلاة .
فالإيمان في باب الخبر هو توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ، والإيمان في باب الأمر هو توحيد العبادة لرب العزة والجلال ، والإيمان في باب الخبر هو ما ورد في حديث جبريل وله ستة أركان وهي : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، والإيمان في باب الأمر هو الإسلام الذي ورد في حديث جبريل عليه السلام وهو أن تنفذ بقلبك ولسانك وجوارحك الأركان الخمسة وهي الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج ، فالإيمان باعتبار تنفيذ الأمر له ثلاثة أركان وهو أن تؤمن بالقلب واللسان والجوارح ، ولذلك يقولون بأن الإيمان هو تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان .

فالإيمان هو الإسلام إذا كان في باب تنفيذ الأمر ، والإيمان غير الإسلام إذا كان في باب تصديق الخبر.

وكل مسلم مطالب بأن يصدق خبر الله تعالى الذي ورد في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فإن فعل ذلك فقد وحد الله في ربوبيته وفي أسمائه وصفاته ، وكل مسلم مطالب في باب الأمر أن ينفذ أمر الله تبارك وتعالى كما فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن فعل ذلك فقد وحَّد الله في ألوهيته.

وبذلك رددنا أنواع التوحيد إلى أصول الكلام الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه إلينا في الكتاب وفي السنة .

قال شيخ الإسلام :والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات ، والتصديق والتكذيب ، وبين الحب والبغض ، والحض والمنع
فباب الخبر يدور بين النفي والإثبات ، والتصديق والتكذيب ، وكل إنسان يستطيع أن يفرق بين باب الخبر وباب الأمر، فأي إنسان عاقل عنده هذه الملكة ، والمطلوب في باب الخبر التصديق سواء بالنفي أو بالإثبات ، فتثبت ما أثبته الله لنفسه ، وتنفي مانفاه الله تعالى عن نفسه ، وأما إذا أراد أحد أن يخوض بعقله في وصف رب العزة والجلال فسيضل.
وأما باب الأمر فيدور بين الحب والبغض ، والحض والمنع ، فإن الشخص قد يحب أمر الله تعالى وقد يبغضه ، فإما أن ينفذ أمر الله تعالى وهو محب وإما أن ينفذه وهو كاره ، والعبادة لا تكون عبادة إلا إن كانت خضوعاً عن حب ، وأما الخضوع مع الكره فلا يُعَدُّ عبادة وإنما هو نفاق ، فالمنافقون كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم وينفذون الأمر لكن عن غير حب، والعبادة يجب أن تكون بحب كما قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (الإنسان:8)

قال شيخ الإسلام : حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة
فلا يوجد إنسان إلا وهو يعرف أن يفرِّق بين الخبر وبين الأمر ، فلماذا يُدخل الإنسان عقله في خبر الله تعالى ؟! ، لم لا يُثبت ما أثبته الله لنفسه وينفي ما نفاه الله عن نفسه؟! ، لم يقول بأن العقل لا يصدق الخبر الذي جاء في عذاب القبر أو في المعراج إلى السماوات العلى أو في الإسراء إلى بيت المقدس؟!، لم يأتي في باب الأمر ويقول بأن هذا الأمر لا يصلح في العصر الحديث؟!.
فالعقيدة معناها أن تصدق الخبر عن يقين وتنفذ الأمر عن محبة ، فهذه هي العقيدة التي كان عليها الصحابة ، فَلَم يختلفوا على هذين الأصلين .
فإذا أقررت بهذين الأصلين تكون قد أقررت بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة .
إذاً ، تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة ،هل ابتدعه شيخ الإسلام أم أن هذا هو الذي كان عليه الصحابة ؟!
وسنعلم إن شاء الله تعالى في المحاضرة القادمة متى ظهر الكلام عن توحيد الربوبية نصاً وعن توحيد الأسماء والصفات نصاً وعن توحيد العبادة نصاً وسنعلم أن هذا كان في القرن الثاني الهجري وليس في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية.

قال شيخ الإسلام : حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ، ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم ، كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الأيمان،.......
فمثلاً إذا حلف الرجل على امرأته فقال لها : "والله إن كنت كاذبة فأنت طالق" ، فمعنى ذلك أنها قد أخبرته بخبر ، وهو يحلف على أنه يصدق أو يكذب هذا الخبر ، وأما إن قال لها: "إذا ذهبت للمكان الفلاني فأنت طالق ، والله لا تذهبي لهذا المكان" ، فهو هنا يحلف على أمر ، وهذا يتطلب منها التنفيذ وليس التصديق .

فهناك باب اسمه باب الخبر وهناك باب اسمه باب الأمر ، والفقهاء بنوا الأحكام على هذه التقسيمات ، فهي معروفة عند المتكلمين ومعروفة عند الفقهاء ومعروفة عند العامة والخاصة ، فلا يوجد أحد إلا وهو يعلم الفرق بين الخبر والأمر وأن الخبر يلزمه التصديق وأن الأمر يلزمه التنفيذ ، فهذا أمر فطري موجود في النفوس ، ولذلك فإن الإسلام هو دين الفطرة ، والصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا على الفطرة ، فيصدقون الله في خبره وينفذون أمره تبارك وتعالى .

قال شيخ الإسلام : وكما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان ، فذكروا أن الكلام نوعان : خبر وإنشاء .
والخبر: دائر بين النفي والإثبات.
والإنشاء : أمر ، أو نهي ، أو إباحة.

الأسئلة:
ما سبب تسمية هذه الرسالة بالرسالة التدمرية؟
التدمرية نسبة إلى تدمر وهي بلد في سوريا ، فأهل تدمر كتبوا رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية يطلبون منه أن يكتب لهم مجمل ما سمعوه في المحاضرات التي ألقاها شيخ الإسلام ابن تيمية ، فكتب لهم هذه الرسالة وأرسلها إلى تدمر فسميت بالرسالة التدمرية.


[1] وهذا على حسب درجات الأمر لأن هناك أمرعدم طاعة الله تعالى فيه يؤدي للخروج من الملة وهناك أمر عدم طاعة الله تعالى فيه لا يؤدي للخروج من الملة ، وهذا كما نقسم الكفر إلى أصغر وأكبر والشرك إلى أصغر وأكبر والنفاق إلى أصغر وأكبر فهذا على حسب درجات تصديق الخبر وعلى حسب درجات تنفيذ الأمر

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المحاضرة السابعة : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نور الإسلام المكتبة العامة 0 07-11-2013 09:27 AM
المحاضرة السادسة : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نور الإسلام المكتبة العامة 0 07-11-2013 09:25 AM
المحاضرة الرابعة : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نور الإسلام المكتبة العامة 0 07-11-2013 09:23 AM
المحاضرة الثالثة : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نور الإسلام المكتبة العامة 0 07-11-2013 09:21 AM
المحاضرة الثانية : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نور الإسلام المكتبة العامة 0 07-11-2013 09:19 AM


الساعة الآن 07:07 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22