صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم > الإسلام في أفريقيا

الإسلام في إفريقيا .. منطلقات و قيم

إن قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية من أقصى شمالها (مصر الكنانة) إلى أقصى جنوبها (جنوب إفريقيا)، وتغلغله شرقا وغربا، لجديرة بالدراسة والتمعن وأخذ العبر والعظات، فإفريقيا السمراء ثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2013 ~ 10:52 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي الإسلام في إفريقيا .. منطلقات و قيم
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


إن قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية من أقصى شمالها (مصر الكنانة) إلى أقصى جنوبها (جنوب إفريقيا)، وتغلغله شرقا وغربا، لجديرة بالدراسة والتمعن وأخذ العبر والعظات، فإفريقيا السمراء ثاني أكبر قارة في العالم بعد آسيا من حيث تعداد السكان، ففيها يعيش اليوم 950 مليون نسمة يمثلون 14.2 في المائة من سكان العالم، ومساحتها تقدر بـ 30.2 مليون كم2 تمثل 6 في المائة من مساحة الكرة الأرضية و20.4 في المائة من إجمالي مساحة يابس المعمورة، وهي تعادل ثلاثة أضعاف مساحة أوروبا، وتمتد إفريقيا طولا قرابة 8 آلاف كم، وعرضا 7.4 آلاف كم، تضم 53 دولة، وتحوي جميع معالم الجغرافيا من السهول والوديان إلى الهضاب والجبال، ومن الصحراوات القاحلة إلى الأراضي الفيضية والغابات الكثيفة، فكيف انتشر الإسلام في هذه المساحات الشاسعة، ومازال يشكل أكثر الديانات انتشارا، ليس في إفريقيا فحسب، بل في جميع أركان المعمورة، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م؟ وصدق الحق حين يقول {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوكَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوكَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(التوبة- 32،33)، وتذكر أصح الإحصاءات، أن المسلمين يشكلون قرابة 45 في المائة من سكان القارة،
الإسلام في إفريقيا .. منطلقات و قيم GGGGGGGGG.bmp

وتمثل نيجيريا أكبر دولة مسلمة فيها بملايينها الـ133، وبتطبيق حكم الشريعة الإسلامية في بعض ولاياتها.






نور الإسلام يشرق في الشرق والشمال أولا
وكان استقرار الإسلام في الشمال الافريقي بداية لتغلغل الإسلام إلى جنوب الصحراء أو ما يعرف بإفريقيا السوداء، والحقيقة أن أول اتصال بين الإسلام وإفريقيا السوداء، كان منذ فجر الإسلام الأول، وذلك لما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة (إثيوبيا اليوم) وكان من آثار هجرتهم هذه إسلام ملكها النجاشي، وكان اتصال العرب بالساحل الشرقي لإفريقيا قديماً قبل الإسلام، لقربه من جزيرة العرب، واستقر الكثير من المهاجرين والتجار العرب في هذه المناطق واختلطوا بأهل البلاد وأثروا فيهم، إلا أن التأثير الحقيقي كان بعد الإسلام، وقوي التواصل بين الطرفين، وإن كان الانتقال بين ضفتي البحر الأحمر كان مألوفاً أيضاً قبل الإسلام، وعن طريقه انتشر الإسلام في القرن الافريقي وإفريقيا الشرقية وقوي بعد الإسلام كمعبر قريب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج.

بداية الرحلة
ولكن الدخول الحقيقي للإسلام في إفريقيا بدأ من كنانة الله في أرضه، حيث استقبلت مصر المحروسة عام 20 هـ (641م) العرب المسلمين في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وكانت مصر بعد أن انتشر فيها الإسلام قاعدة الفتح لإفريقيا الشمالية، وأما بلاد المغرب العربي فبدأ فتحها في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وذلك سنة 27هـ (648م) على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وتبعه الأمويون حتى وصل عقبة بن نافع لأقصى الغرب وغمس سيقان حصانه في مياه الأطلسي، حيث كَمل انتشار الإسلام بشمال إفريقيا جميعها في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) وبلغ منها إسبانيا وقتها.
كما دخل الإسلام جنوبا إلى النوبة في القرن الثامن الهجري (الـ14م)، وشأن الفتح الإسلامي إفريقيا على يد هؤلاء الأبطال عجيب، فقد تم في ثلاث سنوات تقريباً، وبسط الإسلام ظله على تلك الأقطار الواسعة ذات الأمم التي لا يحصيها إلا الله، من حدود ليبيا إلى شواطئ المحيط الأطلسي، مع وعورة المسالك وقلة عدد المسلمين، وكثرة أعدائهم وجهل الفاتحين بمعالم تلك البلاد، وبعادات أهلها ولغتهم، ولكنه الإيمان والإخلاص وصدق العزيمة، ولم تزل هذه الغرائب التي صاحبت الفتح الإسلامي مثار دهشة المؤرخين من المسلمين وغيرهم.

التجارة والإسلام
وتجدر الإشارة إلى أن التجار المسلمين قد قاموا بدور بارز في نشر الإسلام في إفريقيا السوداء على العموم، فقد كانت الطرق التجارية الموصلة بين المراكز الإسلامية في شمال القارة والبلاد الواقعة فيما وراء الصحراء هي المسالك الحقيقية التي تسرب الإسلام عبرها إلى قلب إفريقيا، وكذا الأمر بالنسبة للطرق التجارية على طول ساحل المحيط الأطلسي، فقد قامت هذه الطرق بدور جليل الشأن في نشر الإسلام في بلاد السنغال وأعالي النيجر ومنطقة بحيرة تشاد، كذلك كان شأن الطرق التجارية التي تصل وادي النيل ببلاد السودان وشرق إفريقيا، وصدق الرسول الكريم حين قال «التاجر الأمين الصادق المسلم مع الشهداء يوم القيامة» (رواه الترمذي).
ولقد ظهرت ممالك إسلامية عديدة في غرب إفريقيا كمملكة غانا بجنوب شرق موريتانيا، فيما بين الصحراء الكبرى والغابات، وكان لها دور كبير في تجارة الذهب الذي ينتج في جنوبها وتشتريه قوافل بدو الصحراء التجارية لتحمله الجمال إلى شمال إفريقيا، وكانت مملكة غانا قد تحولت للإسلام على أيدي المرابطين بمراكش في القرن الخامس الهجري (الـ11م)، حيث كوّن المرابطون دولة إسلامية حكمت شمال غرب إفريقيا والأندلس ما بين عام 448- 542هـ (1056- 1147م)، أما إمبراطورية مالي فبدأ تكوينها عام 628هـ (1230م) على يد قائد قبائل ماندينكا (سوندياتا كيتا Sundiata Keita)، والذي كوّن اتحادا للقبائل في الوادي الخصيب بأعالي نهر النيجر، وبسط سيطرته على جيرانه مؤسسا إمبراطورية مالي التي كانت أكبر من مملكة غانا، وأثناء أوجها امتدت تلك الإمبراطورية من ساحل المحيط الأطلسي بالغرب إلى ما وراء تخوم منحنى نهر النيجر بالشرق، ومن حقول الذهب في غينيا بالجنوب الغربي إلى محطّ القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال.

رحلة الحج الذهبية
ويذكر التاريخ بدهشة رحلة الحج لإمبراطورها مانسا موسى (أعظم زعماء إمبراطورية مالي، ومن أشهر زعماء إفريقيا والإسلام في القرون الوسطى) فقد حج لمكة عام 632هـ (1324م) عبر القاهرة، واستقبله المماليك في القاهرة بحفاوة بالغة، وقد انخفض سعر الذهب بالعالم إثر رحلة الحج تلك لكثرة ما وزع من ذهب على طول الرحلة، ودخل اقتصاد العالم أجمع في حالة تضخم سريع (ارتفاع أسعار) لعشرين سنة تالية بسبب ذهب تلك الرحلة، وفي هذه السنة أصبحت العاصمة تمبكتو على شمال غرب نهر النيجر مركزا لتجارة الذهب وتعليم الإسلام، وفي أواخر القرن الثامن الهجري (الـ14م) استقلت الأقاليم الخارجية، ومن جنوب منحنى نهر النيجر هاجمت قبائل موسي (Mossi) قلب الإمبراطورية، واستولى الطوارق، وهم بدو جنوب الصحراء الكبرى، على تمبكتو العاصمة، وقامت إمبراطورية سونجهاي في الجانب الشرقي لمنحنى نهر النيجر، وعاصمتها جاو وكانت تمتد من ساحل المحيط الأطلنطي حتى وسط النيجر، وفي أواخر القرن العاشر الهجري (الـ16م) عانت الإمبراطورية من الصراعات والنزاعات مما أضعف السلطة المركزية حيث نشأت دول بالشرق عدة كبورنو ودول مدن الهوسا وسلطنة الطوارق، واستولت عليها مراكش عام 1000هـ (1591 م).

انتشار الإسلام حديثا
أما وصول الإسلام إلى دولة اتحاد جنوب إفريقيا، فهو قصة تجسد استعباد الاستعمار الأوروبي للشعوب فعندما أخذ الهولنديون يفرضون سيطرتهم على جزر اندونيسيا، وشبه جزيرة الملايو قاوم المسلمون في هذه المناطق الاحتلال، مما دفع المستعمر إلى نفي قادة الثورة إلى جنوب إفريقيا في عام 1062هـ (1652م)، وكان من بينهم الشيخ يوسف، شقيق ملك جاوا وزعيم المقاومة ضد الاحتلال الهولندي، وجاء ومعه 49 من الثوار المسلمين كسجناء، هكذا كان أول قدوم للإسلام إلى جنوب إفريقيا حيث بدأت الدعوة، كما استقدم البريطانيون (المستعمرون أيضا) العمال من شبه القارة الهندية في أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن العشرين للعمل بزراعة قصب السكر، وكان بين العمال عدد كبير من المسلمين، وبعد استقرار الجالية المسلمة بالبلاد قام المسلمون بنشر الدعوة الإسلامية بين الجماعات المستضعفة التي تعاني من التفرقة العنصرية، ثم أخذ الإسلام ينتشر بين المواطنين الأفارقة، وهكذا غزا الإسلام أقوى قلاع التفرقة العنصرية، واليوم يشكل المسلمون هناك 1.5 في المائة من سكان الدولة البالغ تعدادها 44 مليونا، واليوم يشكل المسلمون غالبية السكان في 29 دولة إفريقية (من إجمالي 53 دولة) ويتمركزون في شمال وغرب القارة، وهم أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، هذا على الرغم من محاولات المستعمر الأوروبي للقارة تغيير ديانات شعوبها بعمليات التنصير المستمرة التي لم تنجح في تغيير معتنقي الدين الإسلامي، مقارنة بالديانات والمعتقدات الأخرى، وهذا حسب شهاداتهم الموثقة.



بقلم الكاتب: د.قاسم زكي

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإسلام في إفريقيا حكاية طويلة مع الجهاد والدعوة نور الإسلام الإسلام في أفريقيا 0 09-08-2013 08:44 AM
مذابح المسلمين في إفريقيا نور الإسلام الإسلام في أفريقيا 0 14-06-2013 11:05 AM
جنوب إفريقيا: إلقاء رأس خنزير بأحد المساجد مزون الطيب الإسلام في أفريقيا 0 18-03-2012 06:37 PM
النفوذ الإيراني في إفريقيا مزون الطيب المقالات 0 24-02-2012 06:00 PM
النفوذ الإيراني في إفريقيا مزون الطيب المقالات 0 10-02-2012 05:27 PM


الساعة الآن 02:02 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22