صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين”

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” فنُمنع من الماء الساخن في عز الشتاء الطيبي رفقة رهبان في لوغرونيو طنجة انتر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 11:02 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين”
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, المدرسة, الدينية, الطيبي:, رحلة, “دونيين”


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” فنُمنع من الماء الساخن في عز الشتاء

رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” 15+-620x395.jpg
الطيبي رفقة رهبان في لوغرونيو

طنجة انتر 13 يوليو 2014 ( 12:12 ) رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…
الحلقة الخامسة عشرة:

- صف لنا المدرسة الدينية التي ولجتها؟
إنها مؤسسة كبيرة تضم كل ما يحتاجه طلبة الديانة المسيحية، فهي تتوفر على كنيسة، وقاعات للمحاضرات، وأخرى للاجتماعات، بالإضافة إلى فضاء للرياضة، وما أثارني أيضا وجود التلفزيون في هذا المكان، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لي، لكنه كان ممنوعا على الطلبة، فقط الآباء يمكنهم مشاهدته.
لقد كان هناك تمييز كبير بين الطلبة والآباء لم أستطع فهمه، فحتى الاستحمام كان بالنسبة لنا بالماء البارد، فيما كان الآباء ينعمون بالماس الساخن.
- ولم كان هذا التمييز موجودا؟
قد لا أستطيع شرحه لأنهم هم أنفسهم لم يكونوا يفسرونه لنا، لكن كنا نحن الطلبة الجدد كنا نسمى “إنفريور” بالإسبانية، بمعنى “الدونيين”، وهم كانوا يوصفون بـ”سوبريور”، أي “المتميزين” أو الذين هم في مرتبة أعلى من الآخرين.
أتذكر أني في إحدى المرات تسللت إلى حمام أحد الرهبان لأنعم بالماء الساخن، فلما جاء الراهب صار يطرق الباب بعنف ويسأل “من هنا؟”، فخرجت وتعللت بأنني أشعر بالبرد القارس ولا أستطيع احتمال برودة الماء، وطلبت العفو، فقال لي إنه علي أن أعلم أن الماء الساخن ممنوع عني، لكنه سامحني في النهاية.. لقد أحسست وقتها بقسوة التمييز، وكأننا نحن الطلبة لسنا بشرا.
- حدثنا عن يومك في مدرسة الآباء البيض، كيف كان يمر؟
في الفجر كنا نبدأ يومنا داخل الكنيسة بلحظات تأمل، نستذكر فيها أفعالنا ونعم الرب علينا، إلى غير ذلك.. ويستمر ذلك لساعة من الزمن في صمت مطبق، ثم يأتي الراهب ليلقي الدرس، بعدها نتناول الخبز المقدس، ثم نذهب للرياضة لنصف ساعة، وبعد الاستحمام نتناول الفطور، وكان شهيا ومغذيا جدا، فقد كانت الراهبات يحسن الطبخ، بعدها نتوجه إلى الدراسة، وأنا كنت أدرس اللغة لنصف ساعة، ونصف الساعة الثانية أدرس فيها التعاليم المسيحية، بعدها أذهب لحصة تعلم الإنجيل والفلسفة الدينية.. كانت الدراسة تستمر لـ4 ساعات في الفترة الصباحية، بعدها يحين وقت الغذاء، تليه ساعة للراحة فيتمدد البعض، فيما يذهب آخرون لقاعة الموسيقى، التي تعد محللة ومحببة عند المسيحيين، أما الفترة المسائية فقد كانت مخصصة لتعلم الحِرف، وأنا كنت أتعلم اللحامة والكهرباء… لقد ظللت ملتزما بهذا البرنامج إلى أن خرجت من هذا المكان عام 1966 على ما اعتقد، متجها إلى إيطاليا.. وكما قلت لك الحرفة التي تعلمتها هي التي ضمنت لي لقمة العيش في مدريد وفي المغرب، عند عودتي.
- كان في برنامجكم أيضا رحلات للوعظ، وفيها حدثت لك قصة مثيرة حدثنا عنها.
نعم، كان بعضنا يذهبون للسجون لوعظ السجناء، وآخرون يذهبون للمستشفيات للتخفيف عن المرضى، وأنا كنت أذهب إلى رجل كان مريضا مرضا عضالا لا علاج له، وكان يتألم جدا، فكفر بكل شيء وصار ملحدا بأي معتقد، فكان لا يقبل الحديث مع أي راهب، فلما جلست معه للمرة الأولى سألني من أين أتيت، فأجبت أني من سبتة، بناء على ما يوجد في بطاقة التعريف التي أعدت لي في لوغرونيو، فلما علم بذلك انفرجت أساريره، وخاطبني “هل أنت مورو؟” فأجبت بنعم، فقال “فكيف إذن تؤمن بالمسيحية”، فأجبته بكلمة واحدة “ظروف”، فرد “أظن أنه من الممكن أن نتفاهم مع بعضنا”.. فعلمت أن هذا الشخص كان عسكريا، وكان يعيش في سبتة، وكان لديه صديق مسلم اسمه محمد يثق به، ولمس في قربا من صديقه الذي أبعدته عنه الظروف، وكان يحب كثيرا الجلوس معي، فيحكي لي قصصه في سبتة وفي الجندية، وأنا كان دوري الاستماع له للتخفيف عنه، وكان لا يثق بغيري، ففي يوم من الأيام غبت عنه، فرفض أن يجل معه رجل دين غيري، وظل يطالب بمجيئي.. لقد كانت هاته سنة حميدة عند الرهبان، للتخفيف عن المرضى، أتذكر أن البعض كانوا يحملون معهم هدايا قد تتضمن علب سجائر،لأن المرضى والسجناء كانوا غالبا في حالة يرثى لها، وطبعا أنا لم أكن آخذ شيئا، فقد كنت أفقرهم، فيما أغلب الطلبة كانوا ميسورين.
- كم ظللت في الكنيسة بلوغرونيو؟
لا أتذكر تحديدا، لكن ما أعرفه أني ما بين 1962 و1966 أو بداية 1967، كنت أعيش داخل الكنيسة، ما بين سبتة ولوغرونيو، وسبتة لم أعد إليها إلا لماما لزيارة والداي بالتبني، وأعتقد أنني ظللت في لوغرونيو لـ3 سنوات.
- كيف كان خروجك من الكنيسة بلوغرونيو؟
كان قرارا اتخذته بعد تراكم كل الأشياء التي سبق أن ذكرتها، فتوجهت إلى الراهب “غاليندو” وأخبرته بقراري، فاستغرب، خاصة وأني كنت طالبا مجدا، فحاول ثنيي أو على الأقل فهم السبب، فلم أستطع مصارحته بالحقيقة، لكن اكتفيت بأن أقول له بأنني أفكر مستقبلا في الزواج، فلما علم إصراري اقترح علي الذهاب إلى مدريد، وهناك سيدبر لي مسكنا وعملا، فوجهني إلى أخيه الذي يعمل كهربائيا.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, المدرسة, الدينية, الطيبي:, رحلة, “دونيين”


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:59 AM
رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:57 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM


الساعة الآن 10:51 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22