صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 10) الطيبي: أسرة ماريا سلمتني للكنيسة بدافع “الشفقة”

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 10) الطيبي: أسرة ماريا سلمتني للكنيسة بدافع “الشفقة” الطيبي صغيرا في منزل أسرة ماريا طنجة انتر8 يوليو 2014 ( 12:51

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:54 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 10) الطيبي: أسرة ماريا سلمتني للكنيسة بدافع “الشفقة”
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, للكنيسة, ماريا, أسرة, الطيبي:, بدافع, رحلة, سلمتني, “الشفقة”


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 10) الطيبي: أسرة ماريا سلمتني للكنيسة بدافع “الشفقة”

رحلة تيه | (الحلقة 10) الطيبي: أسرة ماريا سلمتني للكنيسة بدافع “الشفقة” 10-620x432.jpg

الطيبي صغيرا في منزل أسرة ماريا


طنجة انتر8 يوليو 2014 ( 12:51 )



رحلة تيه | (الحلقة 10) الطيبي: أسرة ماريا سلمتني للكنيسة بدافع “الشفقة” 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة العاشرة:

- قبل أن ننتقل معك إلى رحلة الكنيسة، نبقى في طنجة، فلديك فيها قصة طريفة عندما حاولت أن ترتكب جنحة لتلج دار الإيواء؟
نعم، فكما كنت قد أشرت، كان السيد غابرييل رجلا قاسيا، وكنت أحيانا أضيق ذرعا من صرامته كلامه القاسي، وفي إحدى المرات فكرت في أن ألج دار الخيرية، فتوجهت إلى حي مرشان، وهناك وجدت مأوى للقاصرين، ورأيتهم يلعبون داخله، فقلت في نفسي إن أمنيتي هي أن أجد مكانا يؤويني وأحصل فيه على لقمة طعامي، فلم لا أحاول ولوج هذا المكان فتوجهت إلى حارسه لأسأله، قلت له أني فتى فقير وليس لي أسرة، وقد سمعت أن المأوى يستقبل اليتامى، لكنه أخبرني أنني مخطئ، فالأمر كان يتعلق بمركز للأحداث، وأخبرني أن المحكمة هي التي تزج بهؤلاء الأطفال إلى هذا المكان، لأنهم تورطوا في أعمال مخالفة للقانون.
ففكرت في أنني لا بد أن أفعل شيئا غير قانوني لأتمكن من ولوج هذا المركز، فصادفت صاحب عربة فواكه، وقلت لو أني سرقت منه بعض بضاعته، سيمسك بي ويأخذني إلى الشرطة، ومنها سأذهب للمحكمة التي ستزج بي في مركز الأحداث، لكن عندما هممت بذلك، فكرت في احتمال آخر، فماذا لو قرر هذا الرجل إشباعي ضربا بالعصا؟.. فآثرت سلامة عظامي وتراجعت عن قراري، قافلا إلى السيد غابرييل، صابرا على قسوته.
- لنعد إلى رحيلك عن طنجة، مع من ذهبت للعيش في سبتة؟
بعد أن رأفت ماريا لحالي قررت أن تأخذني إلى منزل شقيقتها في سبتة، فانتقلت إلى هناك، ولم تكن أسرتها ثرية، حيث كانت تقطن في حي متواضع في منزل صغير وبسيط منحته لهم حكومة فرانكو، وكانت الاسرة مكونة من 4 أفراد الزوجة والزوج والابن والابنة، فلبثت معه ثلاثة أيام فقط، وقد أحسنوا معاملتي، حيث حمَّمُوني واقتنوا ملابس جديدة لي وعاملوني بلطف.
لكن ستأتي جارة لهم وستقترح عليهم أخذي إلى الكنيسة، عند مبشر يدعى دون فرانسيسكو، والذي كان يحتضن “الموريطوس” و”الخيطانوس”، وهم صغار المغاربة والغجر.
- وكانت هاته بداية تعرفك على المسيحية؟
نعم، لقد كانوا يزعمون أن الدافع إلى ذلك هو الشفقة على حالي، كون أن الكنيسة تحب الخير للفقراء.. والأسرة التي كنت معها لم تكن متدينة جدا، لكنها رأت في اقتراح الجارة كلاما معقولا، خاصة وأن وضعهم الاجتماعي غير مريح.
- احك لنا عن ولوجك الأول للكنيسة.
في الصباح انتقلت مع أسرة مرية إلى الكنيسة، فاستقبلنا الراهب دون فرانسيسكو بلباسه الأسود الطويل وقلنسوته، وأتذكر أنه كان بدرجة كولونيل.
- هل كان عسكريا؟
لا، لكن الجينرال فرانكو كان يمنح الرهبان وبعد الشخصيات العامة رتبة عسكرية تقديرا لعملهم، لكن كان هناك رهبان آخرون منخرطون في صفوف الجيش.
- هل كان فرانكو شخصا متدينا، من خلال ما وصلك عنه؟
نعم كان متدينا جدا، ومستشاره المقرب كان رجل دين بصفة كاردينال، اسمه طارانكول، وكان فرانكو يهتم برجال الدين جدا ويسهر على راحتهم، وقد وقفت بنفسي على ذلك، فقد كنت تعرضت لمشكلة مع الأمن في مدريد، حيث كنت قد مررت فوق طريق ممنوع، فقرر الشرطي اعتقالي خاصة بعد أن اكتشف أن لهجتي ليست طليقة، ولم أكن أحمل بطاقة التعريف أو جواز السفر، وعندما عرضني على رئيس المخفر سلمته بطاقة “السيميناريستا” وهو طالب دين، فاغتاظ جدا من الشرطي، فسلمني بطاقتي وأطلق سراحي، ثم نادى على الشرطي ليؤنبه.
لقد كان رجال الدين مقدسين في عهد فرانكو، ولم تكن تطالهم أي محاسبة، لأنهم ساعدوه لفرض سيطرته على إسبانيا، كما هو الشأن مع المغاربة في الحروب.
- هل كان فرانكو يثق في المغاربة؟
نعم يثق بهم جدا، من منطلق أنهم مسلمون، كان فرانكو يعلم أن المغاربة المسلمين لو أعطوه كلمة لن يخلفوها، وسيصبرون على الشدائد كي لا يخلفوا وعدهم، لدرجة أنه كان يستأمن حراسا من “الموروس” -كما كانوا يسمون- على حياته، وكانوا يحرسون قصره في مدريد، مرتدين لباسا مغربيا، حتى مرافقوه في خرجاته كانوا مغاربة إلى حدود سنة 1962، لقد كان يثق في كل المتدينين نصارى ومسلمين وهو بدوره كان شديد التدين.
ومما أتذكره عن اختيار الجنود المغاربة من القبائل الجبلية للخدمة في الجيش الإسباني، أن القادة العسكريين في رمضان كانوا يجمعون العساكر المغاربة ثم يسألونهم يطلبون من الذين يعتزمون الصوم الذهاب يمينا، والذين يعتزمون الإفطار الذهاب يسارا، فكان البعض يعتقدون أنهم لو أفطروا واظهروا أنهم ليسوا شديد الولاء للدين سيحظون بثقة القادة، لكن كانوا يصدمون بتكليفهم بهمام الجنود الصائمين إلى جانب مهامهم، أما الصائمون فيتمتعون بالراحة شهرا كاملا.
لقد كان مستشار فرانكو الكاردينال، يعرف جيدا الدين الإسلامي فكان ينصحه بالاستعانة بالمغاربة، لكن الأمر سيتغير سنة 1962، حيث تزايد احتجاج الإسبان على ضعف ثقة فرانكو فيهم، وصاروا يؤذون المغاربة، لدرجة رميهم بالحجارة أحيانا، فقرر فرانكو أن يسرح المغاربة من الجيش، حيث يمنح مكافآت مالية لمن اختار العودة إلى المغرب، أما من اختار أن يظل فيمنح الجنسية، في حين العاملون في قصر فرانكو كان عليهم أن يتنصروا لو أرادوا الاستمرار في مهمتهم، حيث يعمدون ويغيرون أسماءهم.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, للكنيسة, ماريا, أسرة, الطيبي:, بدافع, رحلة, سلمتني, “الشفقة”


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 6) الطيبي: قطعت 45 كيلومترا على الأقدام وأنا طفل لأعود لقرية جدي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:41 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM
رحلة تيه | (الحلقة 1) الطيبي: اسمي محمد والكنيسة منحتني اسم خيسوس ماريا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:34 AM


الساعة الآن 02:36 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22