صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > أبواب الدعوة > خطب إسلامية

خطب إسلامية من خطب الدعاة وعلماء الدين والشيوخ الصالحين

واجبات على المسلم إذا ثارت الفتن (خطبة مقترحة)

18-شعبان-1434هـ 26-يونيو-2013

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-2013 ~ 10:46 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي واجبات على المسلم إذا ثارت الفتن (خطبة مقترحة)
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


18-شعبان-1434هـ 26-يونيو-2013


كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
المقدمة: وقوع الفتن في الأمة المسلمة:
ـ الأمة تُبتلى بشتى أنواع البلاء، ويتلخص في نوعين:بلاء من داخلها، وبلاء من خارجها، فالأول: يكون بالفرقة والخصام والأهواء. والثاني: يكون بتسلط الأعداء، وقد يصل الأمر في الأول أن يثور بعضها على بعض حتى يرفع السيف بين أبناء الأمة؛ فتزهق الأرواح، وتسيل الدماء، وتنتهك الحرمات، وتسلب الأموال، وتخرب الديار.
- الفتن واقعة لا محالة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا: الْفِتَنُ وَالزَّلازِلُ وَالْقَتْلُ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
- ويبلغ من شدة هذه الفتن أن يخرج كثير مِن المسلمين عن دينه طلبًا للدنيا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا) (رواه مسلم).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ) (متفق عليه)، وسئل -صلى الله عليه وسلم- عن الهرج؟ فقال: (الْقَتْلُ). قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الآنَ. قَالَ: (إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ). قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ وَلا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ) (رواه مسلم).
أولا: الصبر والرفق والتأني وعدم العجلة:
- أمر الله بالصبر عند الشدائد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153).
- ويتأكد فضل الصبر عند الفتن: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ، وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا) (رواه أبو داود، وصححه الألباني). وَاهًا: كلمة تعني التلهف أو يُعبر بها عن الإعجاب بالشيء.
- لن تندم على الرفق أبدًا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ) (رواه مسلم).
- ذم الله العجلة حيث قرنها بالشر: قال الله -تعالى-: (وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً) (الإسراء:11)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ) (رواه مسلم).
- الكفار يجدون الاستقرار بسبب الرفق والحلم: قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنه- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ). فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالاً أَرْبَعًا: (إِنَّهُمْ لأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ... ) (رواه مسلم).
ثانيًا: لا تحكم على شيء إلا بعد تصوره:
يُراد من هذا عدم التسرع في الحكم إلا بعد النظر في جميع جوانب الموضوع، والحذر من الشائعات، قال الله -تعالى-: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (الإسراء:36).
ضوابط في الحكم على الشيء بعد تصوره:
1- معرفة حكم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في المسألة نفسها: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ) (الأنعام:57)، (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ) (المائدة:48).
2- ضبط الناقل وصلاحيته للنقل وصدقه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6). "مثال: وسائل الإعلام الكاذبة".
- وإلا تحملت أوزار الناس: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ) (رواه مسلم).
ثالثا: الإنصاف والعدل في الحكم:
يراد من هذا الضابط عدم الغلو في النظر إلى الخصوم والمخالفين بتنزيل الأحكام والأوصاف في غير محلها.
- الإنصاف والعدل مع الحبيب والعدو: قال الله -تعالى-: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8)، وقال: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) (الأنعام:152).
ـ مثال: مَن خرج على أمير المؤمنين الخليفة الراشد أفضل أهل زمانه "علي بن أبي طالب" -رضي الله عنه- لم يكن كافرًا ولا منافقًا ولا حتى فاسقًا مع التأويل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ) (رواه مسلم).
- النظر في وجوه الخير والشر، والحسن والقبح، والمصلحة والمفسدة قبل القرار: قال الله -تعالى-: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (النساء:58).
رابعًا: وزن الرايات المرفوعة في الفتن بميزان الشرع:
- ميزان الله القسط والعدل: (الحَلالُ مَا أحَلَّ الله فِي كتابِهِ والحَرَامُ مَا حَرَّمَ الله فِي كِتابِهِ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني)، (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116).
والوزن على قسمين:
الأول: هل الراية تُنسب إلى الإسلام؟
الثاني: هل الراية المنتسبة إلى الإسلام تستقيم عليه؟
ضوابط حول الأولى:
- هل تعبد الله وحده؟ هل تشهد لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة؟ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ . وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون).
ضوابط حول الثانية:
- هل تقيم أحكام الإسلام وشرائعه؟ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (البقرة:208).
- هل تقيم غير أحكام الإسلام؟ قال الله -تعالى-:(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء:65).
- هل تريد إقامة أحكام الإسلام؟ قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج:41).
- هل تعلن الإسلام باللسان وتخالفه بالأفعال؟ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2-3).
ـ ابحث عن الراية الصحيحة وإن كان أتباعها قلة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: (الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
خامسًا: تعظيم حرمة الدماء والأموال:
- الاعتداء على الأنفس من أعظم المحرمات: قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) (الأنعام:151)، (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ) (الفرقان:68).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّالْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍبِغَيْرِ حَقٍّ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
- القتل جريمة عامة تفسد المجتمع: قال الله -تعالى-: (مِنْأَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَأَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة:32).
ـ شبهة: طلب الشهادة من خلال المصادمات: سُئِلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-عَنْ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ حِمْيَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (متفق عليه).
- تحريم الاعتداء على الأموال بنوعيها: "الأموال العامة - الأموال الخاصة"،قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّالْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم).
- لابد مِن إذن شرعي في قطع شجرة لمصلحة فكيف بمن يفسد أكثر من ذلك؟! (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) (الحشر:5).
- تخريب وإفساد المال العام من الإفساد في الأرض: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُوَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ) (المائدة:33).
- ماذا لو اعتدى على مالك أو نفسك؟ وهل المؤسسة ملك لدولة ووطن أخر؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني)، وقال: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) (متفق عليه).
سادسًا: اعتزال الفتن الدموية:
- عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي فِيهَا وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي إِلَيْهَا أَلا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ). فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلا غَنَمٌ وَلا أَرْضٌ؟ قَالَ: (يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ). فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قَالَ: (يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (رواه مسلم).
- وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه- كيف يتصرف في الفتن، فقال له: (يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، يَعْنِي حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟). قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، وَأَغْلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ) (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني).
ـ المعاصي والجهل وطلب الدنيا أعظم أسباب الفتن:قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ) (متفق عليه).
سابعًا: الإكثار من العبادة والعمل الصالح:
- في مواطن الفتن والنوازل ينشغل كثير من الناس بتتبع الأخبار، ومِن ثَمَّ يغلب على أحاديث المجالس: "سمعت، ورأيت، وأتوقع... " مما يصرف هممهم عن النوافل، وربما فرطوا في الطاعات والواجبات، بل والسهر والإغراق في تصفح الجرائد ومتابعة القنوات إلى حد الإدمان!
- هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- مواجهة الفتن بكثرة الأعمال الصالحة: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا) (رواه مسلم).
- أُمِر سيد الطائعين بكثرة السجود عند الفتن والشدائد: قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (الحجر:97-98).
- فضل التعبد في زمن الفتن: قال -صلى الله عليه وسلم-: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) (رواه مسلم).
ثامنًا: الدعاء والتضرع:
- الدعاء والتضرع من أسباب كشف الفتنة: قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:42-43).
- سلاح الأنبياء والصالحين: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (الأنبياء:83-84).
- اطلب الرشاد في زمن الفتن بالدعاء: قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ) (رواه مسلم).
- الدعاء من سبل الهداية إلى الحق عند الاختلاف: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو: (اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (رواه مسلم).
فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفتن نور الإسلام المقالات 0 31-10-2013 11:31 AM
حرية الفوضى... ! (خطبة مقترحة) نور الإسلام خطب إسلامية 0 20-07-2013 10:52 AM
خطبة " البيت المسلم " نور الإسلام خطب إسلامية 0 25-05-2013 09:39 AM
الرد على شبهات المستشرق بارت ، رودي Rudi Paret نور الإسلام هدي الإسلام 0 07-02-2012 12:18 PM
تحريف أقوال يسوع ... من حرَّف الكتاب المقدس ولماذا ؟" للدكتور بارت إيرمان نور الإسلام كتب ومراجع مسيحية 23 05-02-2012 11:36 AM


الساعة الآن 12:30 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22