صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

دراسة إسلامية بعنوان أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم ومصادره

حمل المرجع من المرفقات أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم ومصادره تاريخ تسلم البحث: 26/7/2004م تاريخ قبوله للنشر: 26/12/2004م

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-2016 ~ 08:39 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي دراسة إسلامية بعنوان أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم ومصادره
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


آيات, أهمية, العلم, القرآن, الكريم, بتاريخ, بعنوان, دراسة, إسلامية, ومصادره, نزول



حمل المرجع من المرفقات
أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم ومصادره

تاريخ تسلم البحث: 26/7/2004م تاريخ قبوله للنشر: 26/12/2004م


أحمد خالد شكري* وعمران سميح نزال**


ملخص
يهدف هذا البحث إلى تبيين أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم، وهو أحد مباحث نزول القرآن التي ينبغي على مفسر القرآن والمتدبر لآياته الكريمة أن يرجع إليها ويستعين بها على الفهم الصحيح للآية.
كما يهدف البحث إلى تبيين المصادر والطرق التي يمكن من خلالها التوصل إلى تحديد تاريخ نزول الآية ولو بصورة تقريبية، فتتبع تاريخ نزول الآيات يهدف إلى تعميق فهم الآيات وتدبر معانيها والوقوف على حكمة التدرج في إنزالها، ولا يعني ذلك بحال من الأحوال الدعوة إلى إعادة كتابة المصحف أو كتب التفسير وفق زمن النزول أو الرضى بذلك الفعل الشاذ، فترتيب سور القرآن وآياته أمر توقيفي وموافق لما في اللوح المحفوظ ولا يجوز مخالفته مطلقاً.
Abstract

This research aims to highlight the importance of the history of revelation of the Qur’anic verses as an important topic for any exegesis who wants to understand the verses of the Noble Qur’an properly.
It aims to explain the resources and methods by which we can specify the time of revelation of specific verses or specific chapters in the Noble Qur’an.
This should help to strengthen our understanding of the verses. Further more, it enables us to realise the divine wisdom behind theses verses.
The previous mentioned is not by any means a call for re-writing the Qur’an or to re-write its traditional authentic interpretations according to the order of revelation as this matter (the final order of verses and chapters in the noble Qur’an) is a divine order and no one has the right to disagree with this consensus..

المصدر: طريق الخلاص


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 1236.doc (266.5 كيلوبايت, المشاهدات 0)
  رد مع اقتباس
قديم 20-01-2016 ~ 08:40 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رد: دراسة إسلامية بعنوان أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم ومصادره
  مشاركة رقم 2
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


المقدمة:
الحمد لله منزل القرآن على عبده منجماً في نحو ثلاث وعشرين سنة ليثبت به فؤاد رسوله الأمين وأفئدة الذين آمنوا، وليكون هدى وبشرى للمسلمين، والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد الذي قرأ القرآن على الناس على مكث كلما تنزل عليه القرآن تنزيلاً، وبعد:
فليس من السهل البحث في علم ينتمي إلى مجالٍ الظن فيه أنه اكتمل بأصوله وفروعه، وهذا الكلام ينطبق على العلوم بصفة عامة وهو ظاهر بصفة خاصة في علوم الإسلام وبصفة أخص في مجال علوم القرآن الكريم، وفي هذا البحث جمع بين واحد من علوم القرآن وعلم التاريخ.
وإن علم التاريخ بصفة عامة ينطوي على جملة وافرة من الفوائد والمنافع للنوع الإنساني بالجملة، وللأمم المتطلعة إلى النهوض والرقي بشكل محدد، ثم لطائفة المتخصصين من أصحاب الفكر وأرباب الأقلام ذوي المواهب والمبادئ الطامحة إلى التغيير والإصلاح والنهضة بشكل أكثر دقة وتحديداً.
وعلم التاريخ يتسع ليشمل من المجالات والميادين ما يصل بداية كل شيء بنهايته، ويجمع الأوائل إلى الأواخر، والمقدمات مع النتائج والخواتيم، فكل علم من العلوم والمعارف البشرية يمكن أن يحدد الباحثون له بداية تاريخية هي نقطة الانطلاق وبداية البحث، ثم يتم التدرج في معرفة ما قُرّر وأُصّل في المراحل اللاحقة، وذلك مفيد جدا لمعرفة التدرج في تكامل مباحث العلوم، ولإدراك أن المعارف الإنسانية تراكمية، يستفيد المتأخر من المتقدم ويبني على ما وصل إليه، ويتابع رفع البناء المعرفي لبنة لبنة وصولا إلى الكمال، وسعيا إلى توسيع دائرة المعرفة والإفادة من الكشوف والزيادات الجديدة.
ولو نظرنا إلى العلوم الإسلامية التي انبثقت من نقطة تنزل الوحي بكلمة (اقرأْ) لوجدنا أن هذه البداية المدهشة وقعت في تاريخ معين، ومكان جغرافي معين، ثم بدأت تنداح كالدوائر، وتتوسع في جميع الآفاق والاتجاهات، دون أن تتلاشى، لأن المؤثر الدافع مستمر في العطاء، ولأن مجال هذه الدوائر يمتد على صفحة محيط البشرية زماناً ومكاناً، تاريخا وجغرافية.
لا عجب إذاً أن نرى هذا التنوع وتلك الكثرة في العلوم التي استمدت من القرآن الكريم، والتي قدم العلماء والباحثون فيها من الجهود ما يستعصي على الحصر، ورغم كثرة التدقيق ودقة التحقيق، بقيت منها جوانب عديدة تحتاج إلى بحوث أعمق ونظرات أدق، لا سيما وأن مناهج البحث وآفاق المعرفة والعلوم تتطور بصورة مذهلة، مما يتطلب من الباحثين المعاصرين إعادة النظر فيما سبق، والإفادة من الإمكانات والتقنيات المتاحة لتطوير البحوث وإغنائها واقتناص المزيد من الفوائد والمنافع التي يمكن أن ترفد البناء المعرفي، وتزيد فيه زيادات نوعية متميزة.
وفي علم نزول القرآن الكريم -على سبيل المثال– نجد عشرات من البحوث والرسائل والأجزاء والمؤلفات، التي بحثت مسائل هذا العلم وفصلت القول فيها، حيث بحثت في أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن الكريم، وطريقة التنزل ومجيء الوحي، وأسباب النزول، وتنجيم نزول القرآن والحكمة من ذلك ...، إلا أن جانبا مهما لم ينل من البحث إلا إشارات يسيرة، ودراسات عارضة، ربما طرقته من غير قصد إليه، وتناولت بعض مسائله في طريقها إلى مباحث ومسائل أخرى، وهو: (العلم بتاريخ النزول) الذي يهدف إلى تتبع ترتيب نزول الآيات القرآنية وتحديد تاريخ نزولها أخذا من تسلسل أحداث السيرة النبوية، واسترشاداً بما يعرف من حوادث محققة التاريخ معروفة الزمان، بحيث يكون ذلك معينا على ترتيب نجوم القرآن النازلة، ليكون ذلك الترتيب سبيلا إلى معرفة الصلة بين ما نزل من القرآن وبين الأحداث الواقعة آنذاك، ووسيلة إلى تدبر القرآن وفهمه وفق القالب التاريخي والجغرافي.
وفي هذا البحث([1]) محاولة تسعى إلى معالجة آفاق هذا العلم ومباحثه من خلال تبيين معناه وأهميته وجهود العلماء فيه ومصادر معرفته، وطرق التوصل إلى تحديد تاريخ نزول الآية، والله الموفق لكل خير.


الفصل الأول
معنى العلم بتاريخ نزول الآيات
معنى العلم: معرفة المعلوم من الذوات والصفات والمعاني على ما هو عليه([2]).
وأما كلمة التاريخ فمعناها: الإعلام بالوقت، وهو في الاصطلاح علم يدرس وقائع الزمان الماضية وأعمال البشر فيها علمياً ومادياً، وقيل: هو معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائع أشخاصهم وأنسابهم ووفياتهم([3]).
والمراد به في بحثنا العلم بالوقائع والأحداث التي تزامنت مع عهد النبوة ونزول القرآن وهي في ثلاث وعشرين سنة تقريباً([4])، فالتاريخ يدرس هذه المرحلة تحديداً، أي المدة الزمنية التي عاشها النبي e وهو نبي ينزل القرآن عليه من الله تعالى عن طريق الوحي.
ومعنى كلمة النزول: ما أنزله الله تبارك وتعالى في هذه المدة الزمنية من آيات وسور قرآنية فليس موضوع البحث تاريخ القرآن وإنما تاريخ نزوله([5])، وهو متزامن مع حياة ونبوة محمد e.
وقد يكون تاريخ نزول آية في غير تاريخ نزول سورتها، ولذلك نبحث عن تاريخ نزول السورة إجمالاً، ثم إذا وجد تاريخ خاص لنزول آية ما غير تاريخ نزول سورتها تبحث منفردة بأدلتها النقلية والعقلية.
وقد يبدو العلم بهذا الأمر لبعض القارئين جديدا، ولعل الأمر الجديد فيه هو طريقة عرضه، ولفت النظر لأهميته وتبويب مسائله على نحو جديد، أما حقيقة هذا العلم ومضمونه فقديم، وستأتي نصوص متعددة تدل على اهتمام العلماء به.
الفصل الثاني
أهمية العلم بتاريخ نزول القرآن الكريم
ورد في عدد من آيات القرآن الكريم ما يشير إلى أهمية العلم بالتاريخ، ومن ذلك آيات القصص القرآني،ففيها درس تاريخي أرادالقرآن أن يعلمه للمؤمنيـن لفهمدينهموحياتهـم
وحركة التاريخ في الأمم التي سبقتهم.
وكذلك جاءت في الإسلام عبادات وتكاليف شرعية مرتبطة بالزمان والمكان، فالحج مثلاً له زمن في التوقيت ومكان في القصد، وكذلك الصلاة والصيام والزكاة، بل لا تكاد توجد عبادة غير مقرونة بتاريخ أو بوقت.
وفي القرآن الكريم إشارات عديدة إلى أهمية مراعاة التاريخ ومعرفة وقت نزول الآية أو ما نزل قبلها، وأنه يعين على فهم الآية، وفي الأمثلة التالية توضيح لهذا المعنى:
قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا[([6]).
قال القرطبي محمد بن احمد (ت 671ه‍(: "]كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ[ أي كذلك كنتم تخفون إيمانكم عن قومكم خوفاً منكم على أنفسكم حتى مَنَّ الله عليكم بإعزاز الدين وغلبة المشركين، فهم الآن كذلك كل واحد منهم في قومه متربص أن يصل إليكم، فلا يصلح إذ وصل إليكم أن تقتلوه حتى تتبينوا أمره"([7]).
فقولـه تعالى: ]كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ[، أي كنتم تكتمون إسلامكم وإيمانكم في مكة قبل الهجرة، وبعد أن منَّ الله عليكم في المدينة بالدولة والقوة والمنعة أظهرتم إيمانكم، فالمعنى التاريخي متضمن في الآية ويصف كيف كان حال المسلمين في مكة أيضاً.
وقال تعالى: ]وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا[([8])، عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى: ]وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ[([9]) قالت: "يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله، فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن، قال عروة: قالت عائشة: ثم إن الناس استفتوا رسول الله e بعد هذه الآية فيهن فأنـزل الله ]وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ[ الآية، قالت: والذي ذكر الله أنه يتلى عليهم في الكتاب. الآية الأولى التي قال الله ]وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء ...[([10]).
فهذا تذكير من القرآن بضرورة معرفة السابق واللاحق من آيات القرآن الكريم، وهذا لا يتم من غير معرفة بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره، لا بمعنى معرفة التاريخ اليومي لنزول الآية فقط، بل من أجل معرفة نمو وتوسع التشريع في المسألة المعينة، فقد نزلت أحكام النساء في أول السورة ثم تعاقبت الأسئلة فنزلت الأجوبة في آيات متأخرة في تاريخ النزول عن الآيات السابقة، فيها أحكام جديدة قد تكون مبينة أو ناسخة أو مقيدة لما نزل قبلها.
وفي تتبع كلمات الأمكنة وكلمات الأزمنة في القرآن الكريم فوائد كثيرة كفيلة أن تفرد في بحث مستقل لأهميتها، من مثل كلمة اليوم في قوله تعالى: ]الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[([11])، فهذه الأمثلة تدل دلالة واضحة على أهمية الفهم التاريخي ومدى الحاجة إليه لتفسير الآية ومعرفة معاني ألفاظها.
وفي السنة النبوية وما روي عن الصحابة الكرام ما يبين أهمية معرفة تواريخ النزول للآيات القرآنية ويؤكد اهتمام الصحابة y به، ومن ذلك بكاء عمر بن الخطاب عند نزول الآية ]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[ من سورة المائدة، وعندما سئل عن سبب بكائه قال: "أبكاني أنا كنا في زيادة فأما إذ كمل الدين فإنه لم يكمل شيء إلا نقص"([12])، وكان هو وعدد من الصحابة الكرام ومن التابعين يعلمون زمان ومكان نزول هذه الآية، فقد روى الطبري، محمد بن جرير (ت 310ه‍( عن السدي في قوله تعالى: ]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ[ قال: هذا نزل يوم عرفة, فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام, ورجع رسول الله e فمات, فقالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله e تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل e على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت، فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي، وعن ابن جريج قال: "مكث النبي e بعد ما نزلت هذه الآية إحدى وثمانين ليلة"([13]).
واحتج ابن مسعود t على المختلفين في عدة المرأة الحامل المتوفى عنها زوجها هل تنقضي عدتها بأول الأجلين أو بآخرهما بأن سورة الطلاق التي بينت أن عدة المرأة الحامل أن تضع حملها نزلت بعد سورة البقرة، فقطع بهذا البيان الخلاف وحسم الأمر بقوله: "أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى"([14]).
وكذلك أخرج البخاري قول ابن مسعود: "والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما نزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"([15]).
وأخرج عبد الرزاق بن همام الصنهاني (ت 211ه‍( في تفسيره قول علي بن أبي طالب: "سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل"([16])، وهذا القول يتحدث عن زمن ومكان وتوقيت النزول، وكلها روافد تاريخية هامة في هذا العلم.
وقد رويت أقوال مشابهة عن غير واحد من الصحابة، فقد روي عن أبي بن كعب، وجابر بن عبدالله، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن الزبير y روايات عديدة في تحديد السور والآيات المكية والمدنية، أخرجها جمع من أهل العلم في مؤلفاتهم([17])، وكلها تنبه على أهمية معرفة الزمان والمكان وفيمن وفيم نزلت الآيات ومَن المعنيُّ بالآيات الكريمة، وقد بدأت بعد عصر الصحابة مرحلة تأليف الكتب المختصة في علم ترتيب التنزيل والمكي والمدني والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وعلم المناسبة وغيرها.
إن علم تاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره، لا يقصد حصر فهم آيات القرآن
بالتاريخ الزماني والمكاني الذي نزل به القرآن، بل يسعى إلى اعتماد هذا العلم قاعدة ينطلق منها إلى فهم أدق وأوسع وأشمل، وذلك بتحقيق معرفة حكمة نزول هذه الآيات بسبب حدث معين أو شخص أو أشخاص معينين، حيث إن العلم بمن نزل فيهم القرآن أو بسببهم أو بسبب علاقة الإسلام بهم يعين قارئ القرآن على تدبره وفهمه وتفسيره.

ونستطيع القول إن هذا المنهج هو المنهج الذي سار عليه المسلمون الأوائل في تعلم القرآن الكريم وتعليمه، كما قال أبو عبد الرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي e عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا فعلمنا العلم والعمل"([18])، بل إن تعليم القرآن في العهد النبوي لم يتم إلا بهذه الطريقة لأن التعليم كان لما ينزل من القرآن، فكلما نزلت آية أو خمس آيات أو عشر آيات علم الرسول e أصحابه هذه الآيات بما فيها من علم وما تطلبه من عمل فردي وجماعي.
أي أن النهج النبوي في تعليم القرآن كان أيضا يساير تاريخ نزول آيات وسور القرآن الكريم في مكة والمدينة وهذا ما يوضح التلازم بين تاريخ نزول القرآن وبين السيرة النبوية العطرة وسيرة الذين آمنوا من الصحابة وغيرهم y.
ومما يبين أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم أنه يمثل منهجا في تدبر القرآن، وفي آيات الكتاب الكريم ما يدل على وجود هذا العلم ومقاصده، قال تعالى: ]وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً[([19])، فوجود هذا المنهج التاريخي ثابت بهذا التوجيه من الله تعالى، وهو أن القرآن نزل مفرقا على تواريخ مختلفة في مكة والمدينة حتى يقرأه الرسول e على الناس على مكث، وأما المقصود من ذلك فقد بينته الآية الكريمة: ]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً * وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا[([20])، وفي معنى قوله: ]وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً[ قال القرطبي: "ورسلناه ترسيلا، أي شيئا بعد شيء"([21])، وأصل الترتيل في اللغة: حسن تناسق الشيء([22])، والغاية منه تثبيت فؤاد الرسول e.
الفصل الثالث
جهود العلماء في علم تاريخ نزول الآيات
كان اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم كثيراً، كيف لا وهو كلام الله تبارك وتعالى المنزل على رسول الله وخاتم النبيين محمد e، بلسان عربي مبين، رحمة للعالمين، وقد كان هذا الاهتمام كبيرا لدرجة أننا ونحن اليوم في القرن الخامس عشر الهجري لا نستطيع حصر عدد أو أسماء الكتب التي صنفت حول القرآن في القرون السابقة.
ولم يكن اهتمام المسلمين محصوراً في مجال واحد من مجالات البحث في القرآن الكريم، بل تنوع وتعدد بقدر تعدد جهود العلماء، وتنوع أفهامهم واجتهاداتهم واختصاصاتهم، فقد صنف المتقدمون في تفسير القرآن وإعرابه وأساليبه وإعجازه وأحكامه كتباً كثيرة، كما صنفوا معاجم لغوية في مفرداته وألفاظه، وكتباً في معانيه وبلاغته وبيانه، وكان فيما صنفوا كتباً في علومه وتاريخه، إلا أن المصنفات التي جمعت علوم القرآن تحت عنوان واحد لم تكن كثيرة، وما صنف في تاريخه كان أقل منها.
وقد لمس قلة ما كتب في علوم القرآن الزركشي، بدر الدين محمد بـن عبد الله (ت 794ه‍(، وأشار إلى ذلك في مقدمة كتابه البرهان بقوله: "ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه، كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث"([23]) وتبعه السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911ه‍( وهو من أكثر العلماء اطلاعاً وكتابة وتصنيفا في شتى أنواع العلوم وخاصة علوم القرآن فقال: "ولقد كنت في زمن الطلب أتعجب من المتقدمين، إذ لم يدونوا كتاباً في أنواع علوم القرآن، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث"([24]).
وإن علم تاريخ نزول القرآن من العلوم التي لم تأخذ من المتقدمين حظها الذي تستحقه، فتناثرت بعض أبحاثه بين العلوم الكثيرة، وتداخلت بعض مباحثه بين كتب علوم القرآن والتفسير، والحديث النبوي والسيرة النبوية والتاريخ وغيرها، مما جعل التصنيف فيه صعباً وشاقاً أكثر من غيره من العلوم.
وسيتم التعرض في هذا الفصل لجهود العلماء في علم تاريخ نزول الآيات من خلال مبحثين، تم تخصيص الأول منهما لجهود العلماء المسلمين، في حين اقتصر الحديث في المبحث الثاني على جهود المستشرقين وأتباعهم، ولا يعني إيراد جهود المستشرقين ضمن هذا البحث الموافقة لها وتأييدها إنما قد يعني التنبيه إليها والدعوة إلى نقدها وتمحيصها، خاصة أن عدداً من المؤلفات في تاريخ القرآن كان حافز تأليفها الدفاع عن القرآن والرد على المستشرقين وأقوالهم الباطلة عن القرآن في هذا الجانب الذي قل اهتمام المسلمين المتقدمين بالكتابة عنه، وهو الجانب الذي وجد المستشرقون فيه بحسب ظنهم ميدان تشكيك وتخريب، ومن هنا كانت الحاجة إلى الربط بين ما كتب حول تاريخ القرآن عند المحدثين من المسلمين وما كتبه المستشرقون، مع الانتباه إلى أن ما كتب من قبل المسلمين حول تاريخ القرآن لم يكن كله ردا على المستشرقين، بل كان للدرس الديني أيضا، وخاصة الدرس الديني الجامعي الذي أوجد الحوافز والدوافع للتأليف والتصنيف في هذا العلم، وربما وجدت حوافز ودوافع أخرى لسنا في مهمة إحصائها.
المبحث الأول: جهود علماء المسلمين:
يمكننا ابتداء أن نذكر أن معظم هذه الجهود مبثوث في كتب علوم القرآن وتاريخه، وفي كتب التفسير، ومن يتتبع ما يتعلق بهذا العلم من روايات منقولة وأقوال مقولة يجد كما منها، إلا أن من أفرده بالتصنيف من المتقدمين قليل، وقد لا يعدو ما نجده عندهم أن يكون كلمات متفرقة في ثنايا المؤلفات التي عنيت بأمور أخرى، ولعل أشهر مؤلفات السابقين في هذا المجال القصيدة التي نظمها برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبـري (ت 732ه‍‍(، وعنوانها: تقريب المأمول في ترتيب النزول، ومطلعها:
مكيها سـت ثمانـون اعتلـت نظمت على وفق النزول لمن تـلا
اقــرأ ونـون مزمـل مدثـر والحمد تبت كورت الاعلى علا([25])
كما ظهر في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، العشرين الميلادي، عدة دراسات عن تاريخ القرآن وتاريخ المصحف، ويلاحظ من عناوين هذه الكتب أنها تبحث في
أمر عام هو تاريخ المصحف، وفي بعضها فصول أو دراسات حول ترتيب نزول الآيـات
، ومن هذه الكتب:
- تاريخ القرآن، لأبي عبدالله الزنجاني([26])، نشر دار الحكمة بدمشق.
- تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه، تأليف محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي (ت 1980م)، طبع سنة 1365ه‍ في جدة.
- تاريخ المصحف الشريف: تأليف عبد الفتاح القاضي (ت 1982م)، نشر مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني.
- تاريخ القرآن: تأليف إبراهيم الإبياري (ت 1994م)، نشر دار القلم، 1965م.
- تاريخ القرآن الكريم للدكتور محمد سالم محيسن (ت 2001م)، نشر مؤسسة شباب الجامعة في الإسكندرية، ونشرته رابطة العالم الإسلامي ضمن سلسلة دعوة الحق 1414ه‍.
- تاريخ القرآن للدكتور عبد الصبور شاهين، طبع عدة مرات منها سنة 1966م، و1994م.
- القرآن الكريم الوثيقة الأولى في الإسلام مراحل التدوين، للدكتور محمد قبيسي، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1988م.
- تاريخ المصحف في ضبطه ورسمه، لزيدان محمود سلامه العقرباوي، نشر سنة 1998م.
كما ظهرت بحوث ومقالات تتعلق بالموضوع، منها مقال للدكتور محمد عبد الله دراز (ت 1958م) نشره في مجلة الأزهر([27]).
وبحث للدكتور محمد علي الحسن ذكر فيه الروايات المتعلقة بترتيب النزول ونقدها، وبين فيه أهمية هذا الموضوع وصعوبته، حيث قال: "إن ترتيب نجوم القرآن حسب النزول أمر صعب المنال ولكنه في حيز الإمكان، وهو على غاية من الأهمية في التفسير الموضوعي الذي بدأ الاهتمام به في الدراسات الإسلامية، والمزلة فيه خطيرة لها آثارها السيئة ونتائجها الوخيمة في استنباط الأحكام، كما أنه على جانب عظيم من الأهمية لبيان حكمة الله التشريعية في البعد عن الطفرة والمفاجأة، وأخذ الناس بالسهولة واليسر والرفق ..."([28]).
وبحث للدكتور إبراهيم خليفة نقد فيه بعمق وتمحيص روايات ترتيب نزول السور
في كتب التفسير على علاّتها، وبين في بحثه أن على سرد السور مرتبة حسب النزول مآخذ عديدة، حيث لم تنزل جميع السور دفعة واحدة، كما بين إمكان ترتيب نجوم القرآن حسب النزول إذا توافر لهذا الترتيب أدلته من الرواية الصحيحة
([29]).
ومقال للأستاذ حسين أحمد أمين بعنوان: قواعد يستضاء بها في محاولة ترتيب السور والآيات القرآنية وفق تاريخ النزول([30])، وفيه بعض الأفكار الجيدة، إلا أنه احتوى على مجموعة من المغالطات غير المقبولة، وعدد من الآراء المردودة.
ومجموعة مقالات للدكتور محمد هلال، بعنوان: محاولة في ترتيب نزول السور المدنية، نشرت في حلقات على صفحات جريدة اللواء الأردنية، ويرى الكاتب أن السور القرآنية كانت تنزل منجمة متتابعة بتتابع كامل، وأن كل سورة أثناء فترة نزولها لم تكن تتقاطع مع سور أخرى إلا نادراً جداً، فإذا بدأ نزول سورة لم ينزل شيء من سورة غيرها حتى يكتمل نزول السورة الأولى وهكذا، وهو بهذا يخالف المشهور من تفرق نجوم السور وحصول التداخل بينها في النزول، بنزول آيات من سور أخرى، خاصة في السور الطويلة كسورة البقرة وآل عمران والمائدة.
كما ظهرت مجموعة من التفاسير الحديثة مرتبة حسب النزول، وإن كنا نخالف هؤلاء في هذا المنحى، ونرى أن الالتزام بترتيب المصحف في تفسيره هو الأصل، وأن العلم بتاريخ نزول الآيات لا يستدعي تغيير ترتيب المصحف ولكنه يعين على الفهم التام للآية، ومن هذه التفاسير:
1) بيان المعاني للسيد عبد القادر ملا حويش العاني، في ستة مجلدات، نشر مطبعة الترقي، 1382ه‍‍ 1962م، وفي ظنه أن تفسيره أول تفسير على تاريخ النزول([31])، وقد اعتمد في ترتيب السور ما ورد في مصحف فؤاد، الذي طبع في مصر في عهد الملك فؤاد، بإشراف لجنة من علماء الأزهر.
2) التفسير الحديث. لمحمد عزة دروزة (ت 1984م)، في تسع مجلدات، نشر دار إحياءالكتب العربية، القاهرة، 1381ه‍‍ 1962م([32]).
3) معارج التفكر ودقائق التدبـر، تأليف عبد الرحمـن حسن حبنكـة الميداني (ت 1425ه‍/ 2004م)، نشر منه خمسة عشر مجلدا تحتوي على السور المكية، وتوفي المؤلف قبل إتمام العمل([33]).
وقد سبق لمؤلف هذا التفسير وضع كتاب بعنوان: قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله U، خصص القاعدة التاسعة منه للحديث عن تتبع مراحل التنزيل، ووسائل التعرف إلى ترتيب نزول القرآن، ثم ذكر عدة أمثلة تؤكد أن معرفة ترتيب نزول الآيات يعين المفسر على تبين معناها، ويفتح له آفاقا جديدة من التأمل والتدبر فيها([34]).
إلا أنه حين وصل إلى ذكر ترتيب النزول اكتفى باعتماد الترتيب المنسوب إلى شيخ المقارىء المصرية: محمد بن علي الحسيني، دون أن ينعم النظر فيه، أو يعمل بالطرق التي ذكرها في كتابه لمعرفة ترتيب نزول الآيات والسور([35]).
4) تفسير القرآن المرتب منهج لليسر التربوي، تأليف الدكتور أسعد علي، نشر دار السؤال للطباعة والنشر بدمشق، الطبعة الأولى 1399ه‍‍/ 1979م.
كما اعتنى بعض المفسرين المتأخرين بالبحث في ترتيب النزول، وممن يشار إليه بالبنان في هذا المجال سيد قطب (ت 1966م)، حيث كان أحياناً يناقش ما قيل في ترتيب نزول بعض السور لعدم مناسبته ما تناولته السورة من أحكام وموضوعات([36])، وكان يرى أن الترتيب الزمني للنزول لا يمكن القطع فيه بشيء ولا يكاد الإنسان يجد فيه شيئاً مستيقناً إلا في آيات معدودات تتوافر بشأنها الروايات([37])، وله نظرات سديدة وآراء قيمة في ترتيب النزول مبثوثة في تفسيره([38]).
وكذلك اعتنى بعض من كتب في السيرة النبوية بذكر تاريخ نزول الآيات، وما جاء فيه من الحديث عن أحداث بارزة، غالبا ما كانت كتب السيرة السابقة قد تناولتها بالرواية الحديثية أو الرواية التاريخية ومن هذه المؤلفات:
- سيرة الرسول e صورة مقتبسة من القرآن الكريـم، تأليف محمد عـزة دروزة (ت 1984م)([39]).
- السيرة النبوية في القرآن الكريم، دراسة وتصنيف الدكتور عبد الصبور مرزوق، نشر رابطة العالم الإسلامي، 1401ه‍‍.
- العرض القرآني لسيرة الرسول e، إعداد الدكتور عمر يوسف حمزة، نشر دار أسامة، الأردن 1996م.
المبحث الثاني: جهود المستشرقين وأتباعهم:
اهتم الغربيون من اليهود والنصارى وغيرهم بالتعرف على القرآن والإسلام والمسلمين وعلومهم والكتابة فيها، فأفرز ذلك ظاهرة تسمى الاستشراق([40])، وكان هدف معظمهم معرفة الآخر أو العدو والوقاية منه وصده وهزيمته إن أمكن ثم كسبه إلى اتباع ملتهم كرها أو طوعا أو تركه حائراً، ولذا تحولت ظاهرة الاستشراق من الدراسات المكتوبة في القرون السالفة إلى الاحتلال العسكري، وتجسدت وجودا عسكريا وسياسيا وثقافيا ودينيا واقتصاديا وعولمة، مما ربط هذه الظاهرة بردة فعل من الكره الشديد لها في كل مجالاتها بحكم التعميم، لأن المسلمين لم يجدوا فيها إلا العدو المادي والمعنوي، ولكنهم لم يهملوها فدرسوها في أغلب مجالاتها.
لقد شملت الظاهرة الاستشراقية الدراسات الإسلامية في جوانب عديدة منها في علوم القرآن وعلوم الحديث والفقه والسيرة النبوية والجهاد، والأدب العربي وغيرها([41])، وقد درس المسلمون مناهج المستشرقين ومؤلفاتهم وحذروا من أوهامهم وردوا عليها([42]).
وفيما يخص تاريخ نزول القرآن فقد كان اهتمام المستشرقين كبيرا حتى ظن بعض الناس أن البحث في تاريخ القرآن من بدع المستشرقين في علوم القرآن، وقد أثبتنا في هذا البحث خطأ ذلك الوهم وبينا أصالة هذا العلم في تاريخ العلوم القرآنية وكتب علماء المسلمين مما لا يترك للشبهة أثرا إن شاء الله.
ولم تخل دراسات المستشرقين في علوم القرآن من الإخفاقات الكثيرة التي ليس هنا مجال التوسع فيها ويحتاج بيانها إلى كتب مستقلة([43]).
وكان لعدد منهم محاولات ومساع عديدةفيترتيبالنزولعلىأسسومناهجبحـث
قابلة للأخذ والرد ولا تسلم من النقد والنقض، وقد اعتمد المستشرقون في كتابتهم عن تاريخ القرآن ومحاولاتهم ترتيب نزوله على التحليل العقلي([44])والآراء التحكمية، وممن اشتهر بدراسة القرآن وعلومه: نولدكه (Theodore Noldeke) وبلاشير (Blachere. R) وأرثر جفري (Arthur Jeffery) وجولد زيهر (Ignas Goldziher) ولهم في ذلك مؤلفات عديدة([45])، وغيرهم مثل رودويل (Rodwell) وموير (WilliamMuir) وريتشارد بيـل (R. Bell) ومونتجومري وات (MontgomeryWatt)، ولعل من أشهر هذه الجهود ترتيب السور حسب النزول الذي بدأه فيل (Gotthold Wail) سنة 1844م، وأكمله نولدكه سنة 1860م، وصححه صاحبه شفالّي (Schwally) 1872، وهو المعروف "بترتيب نولدكه" وقد اعتمده المستشرقون من كل الجنسيات مثل بلاشير في ترجمته للقرآن([46]).
ثم قام كل من شفالّي وبرجسترسر (Gotthelf Bergestrasser) بتصحيح محاولة نولدكه والإضافة عليها، وبالرغم من القول إن هذه المحاولة هي أشهر تلك المحاولات وأهمها([47])فقد كانت أبرز نقاط الضعف فيه اعتباره معظم السور وحدات كاملة، وهو ما تلافاه ريتشارد بيل ومونتجومري وات حين قسما السور نفسها إلى وحدات يتكون كل منها من مجموعة صغيرة من الآيات.
ويرى بعض الباحثين([48])أن هذا الترتيب المنسوب لنولدكه فيه اقتباسات كثيرة من كتاب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي (ت نحو 400ه‍(([49]).
وكثيراً ما يمتدح المستشرقون بحوثهم ويصفونها بالعقلانية والتنويرية، ونحن نتحفظ من وصف دراسات المستشرقين بالعقلانية فقط([50])، إذ لا بد من تقييدها بالغربية، لأن الأصل في إطلاق صفة العقل أنها صحيحة، وهذا ما لم يثبت في دراسات المستشرقين التي تمثلت بدراسات وقراءات ناقصة لتاريخ نزول القرآن والسنة والسيرة النبوية([51])، وهذا ما أدى إلى انكسار الاستشراق في نظر علماء المسلمين وبعض المستشرقين المنصفين.
وقد تابع المستشرقين في الكتابة التاريخية لنزول القرآن عدد من الكتاب من نصارى العرب منهم:
1- يوسف درة الحداد([52])، له سلسلة من الكتب بعنوان: دروس قرآنية، القسم الأول منها في بيئة القرآن الكتابية، والثاني: القرآن والكتاب: أطوار الدعوة القرآنية، بحث فيه ترتيب النزول وقسمه إلى أطوار، ولم يأت فيه بجديد يستحق الذكر، وربما قصد من عمله التأكيد على متابعة قساوسة الشرق لقساوسة الغرب في التهكم والسباب والكذب والافتراء ضد القرآن والإسلام والمسلمين ومقدساتهم.
2- أبو موسى الحريري، تلميذ الحداد في كتبه، له كتاب اسمه عالم المعجزات (بحث في تاريخ القرآن)([53])، فاق فيه أساتذته الحداد والمستشرقين في كرهه الفاضح للقرآن، بل والكذب والافتراء على القرآن الكريم وعلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام([54]).
وما قلناه عن انتهاك يوسف درة الحداد لمصداقيته الشخصية والطائفية والدينية يصدق أيضا على أبي موسى الحريري، ونتمنى أن لا يصدق على غيرهما من كتبة أهل الكتاب، فحبذا لو أيقن أهل الكتاب أن القرآن ناداهم حتى يكونوا من أهل الكتاب الأخير من الله تعالى وهو القرآن الكريم، وأن ما كتبه الغربيون المستشرقون عن القرآن وتاريخه ليس جديرا بالتقليد، وأنهم إن قلدوهم فلن ينظروا إليهم إلا على أنهم شرقيون سواء أكانوا يهودا أو نصارى أو مسلمين، لأن نظرة الغربي العلمية رهينة للمشروع السياسي وليس العكس كما بين ذلك عدد من الباحثين([55]).
وبعد هذه الإشارة إلى جهود المستشرقين وأتباعهم نود التنبيه إلى أن وجود دراسات اهتمت بهذا العلم لأغراض غير علمية ولا منصفة –كما رأينا في جهود المستشرقين ومن تبعهم([56])– يدعونا إلى أن نبحث في هذا العلم بمنهج علمي متجرد من التعصب والهوى وبدراسة علمية ترد على المغرضين وتزيل اللبس والإشكال عن طلبة العلم، فهذا العلم واحد من علوم القرآن التي تعين على فهمه وتدبره، ولا ينبغي إخلاء ساحته لهم ولا لغيرهم، بل يجب الرد عليهم وتبيين موضع خطئهم وسلوك المنهج الأمثل في البحث العلمي.
الفصل الرابع
مصادر العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم
يحتاج الباحث في تحديد وقت نزول الآية إلى الرجوع إلى عدد من العلوم التي تعينه على ذلك، ومعظمها من علوم القرآن الكريم، وقد يوجد في بعضها إشارات ذات دلالة قوية تساعد على تحديد وقت نزول الآية ولو بصورة تقريبية، وقد يحتاج الأمر الرجوع إلى أكثر من علم ومراجعة أكثر من مسألة، وفيما يلي ذكر العلوم التي تعد مصادر لتحديد تاريخ نزول الآيات وهي:
1) علم المكي والمدني وروايات ترتيب نزول السور: عناية العلماء بعلم المكي والمدني كبيرة وقديمة، وأفرده جماعة منهم بالتصنيف، وذكره آخرون ضمن تفاسيرهم أو ضمن مؤلفاتهم في علوم القرآن، ومنهم من ذكر تفاصيل دقيقة تتعلق بأحوال وأماكن نزول الآيات، وذكروا لها فروعا عديدة أوصلها بعضهم إلى خمسة وعشرين، ومن ذلك قول أبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري (ت 406ه‍(: "من أشرف علوم القران علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة والمدينة وما نزل بمكة وحكمه مدني، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي، وما نزل بمكة في أهل المدينة، وما نزل بالمدينة في أهل مكة، وما يشبه نزول المكي في المدني، وما يشبه نزول المدني في المكي، وما نزل بالجحفة، وما نزل ببيت المقدس، وما نزل بالطائف، وما نزل بالحديبية، وما نزل ليلاً، وما نزل نهارا، وما نزل مشيعاً، وما نزل مفرداً، والآيات المدنيات في السور المكية، والآيات المكيات في السور المدنية، وما حمل من مكة إلى المدينة، وما حمل من المدينة إلى مكة، وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة، وما نزل مجملاً، وما نزل مفسرا، وما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدني وبعضهم مكي، فهذه خمسة وعشرون وجها، من لم يعرفها ويميز بينها، لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى"([57]).
وقد بذل العلماء جهودا عديدة في تحديد الآيات والسور المكية والمدنية، وفي الترجيح بين السور المختلف فيها هل هي مكية أو مدنية بمرجحات عدة، عن طريق الرواية أو عن طريق الاجتهاد من خلال النظر في مدى انطباق ضوابط ومميزات كل من الآيات المكية والمدنية عليها([58]).
كما وردت روايات عديدة تحدد ترتيب نزول السور، وهي مروية عن عدد من الصحابة والتابعين([59])، وبين هذه الروايات اختلافات في عدد من السور، ومنها ما روي بأسانيد غير صحيحة، ولذا فإن هذه الروايات لا تعد يقينية ولا يجزم بما فيها دون عرضه على مرجحات أخرى تؤكد ما في هذه الروايات أو تنفيه، ومن الأمثلة على رد ما في هذه الروايات أن معظمها يذكر أن ثاني ما نزل بعد صدر سورة العلق: صدر سورة القلم، وهو مردود لمخالفته الحديث الصحيح المصرح بأن ثاني ما نزل هو صدر سورة المدثر([60]).
كما بحث العلماء في تحديد أول ما نزل وآخر ما نزل من الآيات، وذكروا في ذلك روايات عديدة، وبالنسبة لأول ما نزل فإن الأمر يكاد يكون متفقا عليه لصحة الرواية وصراحتها في تحديد أول ما نزل مطلقا وأنه صدر سورة العلق، وأن ما تبعه بالنزول كان صدر سورة المدثر، أما تحديد آخر ما نزل فقد اختلف فيه على أقوال عديدة وأرجحها أن آخر ما نزل قوله تعالى: ]وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ[([61])([62]).
2) علم أسباب النزول: معرفة أسباب النـزول من أنواع علوم القرآن المهمة للمفسر والمتدبر والباحث في علم تاريخ نزول القرآن الكريم، لما ورد فيها من أخبار كثيرة عن الصحابة الذين عايشوا النزول والتابعين الذين سمعوا من الصحابة مباشرة عن قصة الإسلام في أيامـه الأولى وما فتح الله تعالى على المؤمنيـن من نصر مبين، ومن أوائل ما صنف في هذا الموضوع كتاب أسباب النزول لأبي الحسـن علي بن أحمد الواحدي النيسابـوري (ت 468ه‍(، الذي قال: "فآل الأمر بنا إلى إفادة المبتدئين المتسترين بعلوم الكتاب، إبانة ما نزل فيه من الأسباب، إذ هي أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها، ولا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدُّوا في الطلاب... وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن، والمتكلمون في نزول القرآن، فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب، ويجدُّوا في تحفظه بعد السماع والطلب"([63]).
وقال ابن تيمية، تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (ت 728ه‍(: "ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الآية، فان العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، ولهذا كان أصح قولي الفقهاء أنه إذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع إلى سبب يمينه وما هيجها وأثارها"([64]).
وفي عدد من المؤلفات في أسباب النزول محاولة الاقتصار على ما صح منها فقط وهو توجه جيد، كما وجدت دراسات وبحوث تؤصل لهذا العلم وتبين موقف الباحث من تعدد روايات أسباب النزول وتعارضها وتباعدها زمنيا ونحو ذلك من إشكالات هذا العلم([65])، وفي كثير من روايات أسباب النزول النص على وقت نزول الآية أو التلميح إليه، مما يعين الباحث في ترتيب النزول على تلمس طريقه ومحاولة تحديد وقت نزول الآية، وقد يتطلب الأمر من الباحث التدقيق في الرواية لاستخراج قرائن تعينه على تحديد وقت نزول الآية كذكر مكان ما فيها، أو من خلال اسم الصحابي راوي سبب النزول وما أشبه ذلك.
3) علم المناسبات بين الآيات: هو "علم شريف، تحزر به العقول، ويعرف به قدر القائل فيما يقول، والمناسبة في اللغة: المقاربة... وكذلك المناسبة في فواتح الآي وخواتمها، ومرجعها والله اعلم إلى معنى رابط بينهما: عام وخاص، عقلي أو حسي أو خيالي، وغير ذلك من أنواع العلاقات، أو التلازم الذهني، كالسبب والمسبب، والعلة والمعلول، والنظيرين، والضدين، ونحوه. أو التلازم الخارجي، كالمرتب على ترتيب الوجود الواقع في باب الخبر، وفائدته جعل أجزاء الكلام بعضها آخذ بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم، المتلائم الأجزاء، وقد قلَّ اعتناء المفسرين بهذا النوع لدقته، وممن أكثر منه الإمام فخر الدين الرازي وقال في تفسيره: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط"([66]).
فعلم المناسبة هو علم ترابط القرآن بعضه ببعض، وله جوانب عديدة، منها ترابط الآيات في السورة الواحدة، وترابط السور كلها من حيث توافق خاتمة السورة مع فاتحة التي تليها، ومن حيث توافق موضوعات كل سورة وتناسبها، وإذا كانت الآية مرتبطة ارتباطا وثيقا مع ما حولها فإنه يترجح نزولها معا في نجم واحد وهو ما يعبر عنه: بالمناسبة التنزيلية، إلا إذا دلت رواية أو ترجيح آخر على غير هذا الترجيح.
كما أن الروايات المتعلقة بوقت نزول الآية قد تحدد وقت نزولها، وهو ما يسمى: المناسبة التاريخية لها، ومن الأمثلة على ذكر المناسبة التاريخية ما رواه ابن إسحـاق (ت 151ه‍(: "وكان مما أنـزل الله U من القـرآن في ذلك اليوم وما كانوا أجمعوا له: ]وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ[([67])([68]).
وكان قصد ابن إسحاق بذلك اليوم يوم الهجرة من مكة إلى المدينة، فالمناسبة التاريخية لهذه الآية مكر قريش في دار الندوة بالنبي e بهدف قتله حتى لا يهاجر وتقوى دعوته، وتاريخ نزول سورة الأنفال بعد غزوة بدر وقبل غزوة أحد أي بعد السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة، أي أن هذه الآية تتحدث عن حادث وقع يوم الهجرة، فالمناسبة التنزيلية هنا متأخرة عن المناسبة التاريخية لأن تاريخ نزول سورة الأنفال بعد معركة بدر بحكم المناسبة التنزيلية لسورة الأنفال، إن كانت هذه الآية نزلت في ذلك الوقت.
ويقصد بالمناسبة التاريخية أيضاً نزول الآيات في أحداث وقصص تاريخية مثل ما نزل من القرآن في الغزوات والفتوحات في العهد النبوي كما في صلح الحديبية ثم فتح مكة، فالمناسبة التاريخية لنزول الآية تتزامن مع الحدث التاريخي الذي تتحدث عنه أو مع تاريخ الغزوة إلا إذا وجد دليل قوي ومرجح يحول دون ذلك.
ويقصد بالمناسبة التاريخية أيضاً معرفة تاريخ نزول الآية أو السورة من خلال معرفة وقت نزول آية أخرى قبلها أو بعدها أو من تاريخ قصة الآية التي قبلها أو بعدها، فإذا عرفنا أو رجحنا تاريخ نزول آية ما فإن تاريخ نزول الآية التي تليها في نفس السورة لها نفس التاريخ إلا إذا وجد للآية تاريخ آخر ثبت بالنقل أو بالعقل.
فالمناسبة التاريخية بهذا المعنى تلتقي مع المناسبة التنزيلية في سياق النزول في السورة الواحدة وفي سياق الحدث التاريخي للقصة الواحدة، إلا إذا وجد مانع من ذلك، من
حديث صحيح أو تعليل عقلي قاطع.
ومما يجدر التنبيه لهأنعلمالمناسبةبينالآياتبجميعفروعهقائمعلىالاجتهاد،ولذا
فيمكن أن تختلف المناسبة التاريخية بين باحث وآخر، وإن كانت في الغالب مشتركة، في كتب التفسير والسيرة والتاريخ، وبما أن تحديد تاريخ النزول من مسائل الاجتهاد فإنها تنسب لقائلها وتعزى لمصدرها.
أما محاولة تحديد وقت نزول الآية من خلال البحث في ما نزل في موضوعها فهو: المناسبة الموضوعية وهي معرفة موضع الآية بالنسبة لما نزل في موضوعها من القرآن الكريم قبلها أو بعدها، ومثاله مراحل تحريم الخمر أو الربا أو تشريع القتال وغيرها، فلم ينزل تشريع واحد دفعة واحدة بل كان يتواصل النزول في القضية الواحدة في أكثر من مناسبة تنزيلية وتاريخية، إن علم المناسبة الموضوعية مفتاح للتفسير الموضوعي لأنه يدرس الوحدة الموضوعية للسورة الواحدة وللموضوع الواحد في سياق الوحدة الموضوعية للقرآن كله بحسب ترتيب النزول.
وإذا بحثنا عن الصلة بين علم المناسبة وعلم أسباب النزول نجد أنهما علمان يكملان بعضهما، أي أن علم المناسبة هو المكمل لعلم أسباب النزول فإن لم يوجد سبب نزول وجدت مناسبة نزول، فآيات القرآن كلها موزعة بين أسباب النزول ومناسباته.
4) علم الناسخ والمنسوخ: أكثر المتقدمون من التصنيف في الناسخ والمنسوخ، وهو العلم الذي لا يثبت إلا بالتاريخ، سواء أكان ثبوته رواية أم دراية، أي نقلياً أو عقلياً، فلا يسبق الناسخ المنسوخ في التاريخ، وأكثر روايات الناسخ والمنسوخ آثار موقوفة أو مقطوعة.
ومن أوائل المصنفين في هذا العلم أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (224ه‍‍(، الذي ذكر في الباب الأول من كتابه فضل علم ناسخ القرآن ومنسـوخه، وروى فيه عن أبي عبد الرحمن السلمي أن علي بن أبي طالب t مرَّ بقاص يقـص فقال: "هل علمت الناسخ
والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت"([69]).
وذكر ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي (ت 579ه‍(، خمسة شروط معتبرة في ثبوت النسخ، قال في الشرط الثاني منها: "أن يُعلم بطريق التاريخ، وهو أن ينقل بالرواية بأن يكون الحكم الأول ثبوته متقدما على الآخر"([70]).
والخلاف بين العلماء في عدد الآيات المنسوخة كبير وذلك بسبب اختلافهم في تعريف النسخ لغة واصطلاحاً من جهة([71])، وبسبب طرق إثبات النسخ من جهة أخرى، فمنهم من يثبت النسخ بالدليل النقلي مما ورد في روايات النسخ عن النبي e أو آثار الصحابة أو التابعين، ومنهم من يثبته دراية وعقلاً، والصواب أن يكون لكلا الطريقين ضوابط علمية معتمدة من أهل العلم، فلا بد من صحة الرواية ولا بد من صحة الدراية، ولا بد أن تخضع الطريقتان لعلم تاريخ النزول، أي لا بد من التأكد من الفوارق الزمنية للمناسبات التاريخية والمناسبات التنزيلية والمناسبات الموضوعية حتى يصح وقوع النسخ.
لذا فإن علم الناسخ والمنسوخ علم مطرد مع علم تاريخ نزول القرآن، فإذا ثبت النسخ، فالآية المنسوخة متقدمة في النزول، والناسخة متأخرة في النزول حتماً، ولا يثبت خلاف ذلك قطعاً.
ومما ينبغي الالتفات إليه مراعاة أن تكون الآية الناسخة متأخرة في الترتيب عن المنسوخة لذا فما قاله بعضهم: "ليس في القرآن ناسخ إلا والمنسوخ قبله في الترتيب إلا آيتين: آية العدة في البقرة، وقوله تعالى: ]لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء[([72]) نسختها الآية (50) من السورة نفسها"([73])، يحتاج إلى تأمل، ومما يرجح القول بنفي النسخ فيهما أن المناسبة التنزيلية للآية الناسخة قبل المنسوخة في السورتين.
فبالنسبة لآية العدة فقد ورد عن عدد من الصحابة القول بنسخها([74])، وورد عن عدد من التابعين والمفسرين والعلماء القول بعدم نسخها، خاصة إذا حملنا معنى الآية الأولى وهي قولـه تعالى: ]وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[([75])، على أنها في تبيين عدة الزوجة المتوفى زوجها وهي أن تتربص أربعة أشهـر وعشراً فلا تتزوج قبل انتهائها، والآية الثانية وهي قولـه تعالى: ]وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[([76]) على أنها تتكلم عن الوصية في النفقة على الزوجة بعد وفاة الزوج وليس عن عدة الوفاة للزوجة([77])، فينتفي على هذا التفسير كون الآية الأولى ناسخة للثانية، وهو قول عدد من أهل العلم([78])، ورواه البخاري عن مجاهد([79]).
وبالنسبة لموضع الأحزاب، رجح الطبري بعد أن أورد الأقوال في معنى الآية عدم النسخ فيها، وأشار إلى عدم وجود نص بتقدم نزول الآية المتأخرة على المتقدمة([80]).
ورجح السخاوي عدم النسخ واحتج بتقدم الآية التي قيل إنها ناسخة على المنسوخة، ونقل مكي بن أبي طالب احتمال عدم النسخ عن عدد من العلماء، كما ذكره القرطبي ونقله عن بعض فقهاء الكوفة اعتمادا على المناسبة التنزيلية([81]).
كما رد القرطبي وغيره القول بأن آية الفيء وهي قوله تعالى: ]مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى...[([82])، منسوخة بآية الغنائم وهي: ]وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ...[([83])، بقوله: "وقد قيل إن سورة "الحشر" نزلت بعد الأنفال, فمن المحال أن ينسخ المتقدم المتأخر ..."([84]).
5) الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة: قد يرد في عدد من الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة الدلالة على الزمان والمكان، فإذا كان للحديث ارتباط بالآية كان مصدرا لتحديد وقت نزولها، ومن ذلك ما ورد أن ابْنَ مَسْعُودٍ t قَال: "مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلامِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ ]أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ...[([85]) إِلاَّ أَرْبَعُ سِنِينَ"([86])، ففي هذا النص تحديد تاريخ النزول صراحة وأنه أربع سنين بعد إسلامه.
وعن عبد الله بن مسعود t قال: "لما نزلت ]الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍأُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ[([87]) قال الصحابة: وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت ]إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[([88])([89])، وهذه الرواية تجعل تاريخ نزول آية سورة لقمان بعد تاريخ نزول آية سورة الأنعام([90]).
وفي كتب الحديث كثير من الروايات التي فيها تفسير أو سبب نزول أو تشير إلى صلة، أو تتضمن معلومة تاريخية عن زمن النزول.
6) علوم المغازيوالسيروالتراجم: أولمننبهإلىدورعلمالمغازيوالسيربتاريخنزول
القرآن علامة السيرة ابن إسحاق (ت 151ه‍( ومهذبها وشارحها ابن هشام (ت 213ه‍‍( رحمهما الله تعالى، فقد بين ابن هشام منهجه في شرحه وتهذيبه كتاب السيرة وموقفه من سيرة ابن إسحاق فقال: "وأنا إن شاء الله مبتدىء هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم ومن ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ولده وأولادهم لأصلابهم الأول فالأول من إسماعيل إلى رسول الله e وما يعرض من حديثهم وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل على هذه الجهة للاختصار إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب:
1- مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ذكر.
2- ولا نزل فيه من القرآن شيء.
3- وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب ولا تفسيرا له ولا شاهدا عليه لما ذكرت من الاختصار.
4- وأشعاراً ذكرها لم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها وأشياء بعضها يشنع الحديث به وبعض يسوء بعض الناس ذكره وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته.
5- ومستقص إن شاء الله تعالى ما سوى ذلك منه بملبغ الرواية له والعلم به"([91]).
فقولـه: "ولا نزل فيه من القرآن شيء"، يوضح اهتمام علماء السيرة الكبار مثل ابن إسحاق وابن هشام وهما من أوائل من كتب في السيرة النبوية الشريفة بما نزل من القرآن متزامناً مع تواريخ السيرة وأحداثها.
وروايات علم المغازي والسير كثيرة ومتقدمة في التأليف عن تاريخ نزول آيات وسور
القرآن بأسبابه ومناسباته وعن كتب علوم القرآن، فليست محصورة بما هو متعلق بالشمائل النبوية وأخلاق رسول الله e وصفاته فقط، بل لا يخلو كتاب في السيرة من معرفة متعلقة بالقرآن الكريم ومن هذه الكتب: الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية للمحدث الترمذي (279ه‍‍(، وأخلاق النبي وآدابه للأصبهاني (369ه‍‍( وغيرها.
وأما الكتب التي تركز على السير والمغازي والأحداث الدعوية الفكرية والعسكرية والتي تمثل المناسبات التاريخية لنزول آيات القرآن فمنها: مغازي ابن إسحاق (151ه‍‍( وتهذيبها لابن هشام (213ه‍‍( والمغازي للواقدي (207ه‍‍( وغيرها.
ومن الكتب المفيدة أيضاً كتب الطبقات وأهمها الطبقات الكبرى لابن سعد (230ه‍‍(، ومنها كتب التاريخ وأهمها كتاب تاريخ الأمم والملوك لابن جرير الطبري (310ه‍‍(، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي (597ه‍‍(، والبداية والنهاية لابن كثيـر (774ه‍‍(، ففي هذه الكتب روايات كثيرة متصلة بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم.
ومن المصادر التي يمكن الإفادة منها في علم تاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره، الكتب التي صنفت للتعريف بالذين آمنوا من الصحابة والتابعين وتابعيهم، فقد كان تاريخ المسلمين في العهد النبوي حافلاً بالأحداث العظام والتضحيات الجسام، وتزامن ذلك مع نزول آيات القرآن الكريم، فلما صنفت كتب الرجال ومن أهمهم الصحابة وفيها تاريخ ولادتهم وقصة إسلامهم ووفاتهم وما كان لأحدهم من دور في الأحداث في العهد النبوي بل وقبله وبعده أيضاً، اقترن مع ترجمة بعضهم ذكر ما نزل من القرآن في حقه من أسباب ومناسبات وفيما نزل وفيمن نزل القرآن.
ولأن الصحابة رضوان الله عليهم هم أوائل الذين آمنوا وهم الذين عاينوا التنزيل وشهدوا على زمانه ومكانه كما نقل عن غير واحد منهم، فإن شهادتهم هي شهادة المشارك لأحداث التاريخ في العهد النبوي المكي والمدني لذا فهي مصدر مهم لمعرفة ما نزل من القرآن الكريم.
ومن أهم الكتب المؤلفة في تراجم الصحابة:
- فضائل الصحابة: للإمام أبي عبدالله أحمد بن حنبل (241ه‍‍(، ومما ورد فيه أن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما نزلت: ]قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى[([92]) قالوا: يا رسول الله من قرابتنا هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناها"([93]).
- تاريـخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبـار، للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستـي (354ه‍‍(، ومما ورد فيه عن رفاعة بن قرظة القرظي الأنصاري أنه نزل فيهم: ]وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ[([94])([95])، وفيه أن قوله تعالى: ]إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ[([96]) نزل في العاص بن وائل السهمي([97])، وهذا الأثر مما يرجح القول بمكية السورة.
- الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبد البر (463ه‍‍(.
- أسد الغابة في معرفة الصحابة، لعزالدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري (630ه‍‍(.
- سير أعلام النبلاء، لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (748ه‍‍(.
- الإصابة في تمييز الصحابة، لشهاب الدين أحمد بن علي، ابن حجر العسقلاني (852ه‍‍(.
وغير هذه الكتب كثير فقد لا تخلو كتب تراجم الصحابة من روايات ومعلومات مفيدة في علم تاريخ نزول القرآن، وقد أكثر ابن إسحاق من ذكر أسماء من نزل فيهم القرآن، وعقد له السيوطي بابا في الإتقان([98]).
وكما أن ترجمة الصحابي تفيد في معرفة التاريخ فقد تكون عاملا مهما في نقد الرواية التي قد يرد اسم الصحابي فيها إن لم يكن عاصر القصة، إما لصغر سنه أو عدم إسلامه أو أن وفاته كانت قبل وقوع القصة التي قيل بنزول القرآن فيها، لذا تعد هذه الكتب مصدراً لا يجوز تجاهله في معرفة تاريخ نزول بعض آيات القرآن الكريم، كما أنها مصدر مهم في معرفة رواة الحديث النبوي الشريف، ومعرفة علم علل الرواية في سندها ومتنها.
الفصل الخامس
طرق التوصل إلى تحديد تاريخ نزول الآية
لم يذكر القرآن الكريم صراحة تاريخ نزول آية أو سورة قرآنية، بل لم يذكر صراحة تاريخ حادثة واحدة من يوم خلق الله تعالى السماوات والأرض إلى قصة آدم u ومن أتى بعده من الأنبياء والرسل حتى حادثة نزول القرآن في غار حراء وإلى تاريخ انتهاء نزولهعلى النبي e، لأن القرآن قصد العبرة وليس المعرفة التاريخية نفسها.
وكذلك فإن علم تاريخ نزول آيات وسور القرآن لا يهدف إلى المعرفة التاريخية إلا من أجل العبرة التشريعية في تتابع معاني القرآن ومعرفة أسبابه ومناسباته ومتقدمه ومتأخره وناسخه ومنسوخه وذلك لا يكون دراسة متكاملة إلا بمعرفة تواريخ نزوله على النبي e.
وما كتبه المؤرخون في تحديد التواريخ بالأيام والأشهر والسنين والعقود والقرون اجتهاد منهم وليس على القطع واليقين، وفيما يخص تاريخ النبوة المحمدية والسيرة العطرة ذكر المحدثون والمؤرخون روايات كثيرة فيها تحديد بعض أحداث السيرة ومن نزل فيهم قرآن، وبالنظر إلى أهمية هذه الروايات فإنها تُعَدُّ من أهم مصادر علم تاريخ نزول آيات القرآن، لأنها شهادات شخصية رويت عمن شاهدوا الأحداث والمناسبات وشاركوا فيها وكانوا من أهلها، ولكن هذه الشهادات التاريخية ليست المصدر الوحيد لمعرفة تواريخ النزول، لأن في الآيات القرآنية نفسها ألفاظاً تفيد المعنى التاريخي، كما جاء في صيغ العبارات الجدلية التي دحضها القرآن في رده على الكفار والمشركين والمنافقين وأهل الكتاب، فكل هذه العبارات تستنبط منها المعاني التاريخية التي لازمت وزامنت الحدث ووقعت فيه، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يستنبط منها تحديد تاريخ النزول:
1. النص في الآية على الكلمة الزمانية أو المكانية:
ورد في الآيات القرآنية النص على بعض الكلمات الزمانية مثل اليوم والشهر والأشهر وفيها المعنى التاريخي الصريح دون تحديد عينه، ومثاله قوله تعالى: ]الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا...[([99])، فالقرآن هنا يتحدث عن تاريخ يوم محدد ثبت في القرآن اسمه ولم يتعين تاريخه إلا في الرواية الحديثية أنه يوم الجمعة التاسع من شهر ذي الحجة سنة عشر للهجرة كما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب t([100]).
وكذلك قولـه تعالى: ]شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى...[([101])، فيه النص على الشهر واسمهوليس فيه تعيين السنة ومعلوم أن ذلك كان قبل الهجرة بثلاث عشرة سنة.
2. الحكم بسبب ورود كلمات ظرفية زمانية أو مكانية في الآية:
مثل (الآن) و(من قبل) و(من بعد) و(كنت) و(كنتم) وغيرها، ومثاله قوله تعالـى: ]وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ[([102])، في الآية الدلالة التاريخية عما كان يقوله اليهود قبل نزول القرآن.
وقولـه تعالى: ]وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[([103])، فالآية تشير إلى ما قصه تعالى على نبيه محمد e قبل تاريخ نزول هذه الآية، وهو قوله تعالى: ]وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ[([104])، كما صحت الرواية بذلك عن الحسن البصري([105])، وذكره عدد من المفسرين([106]).
وقولـه تعالى: ]فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ[([107])، أي أن الرسول e لم يدع أهل الكتاب إلى المباهلة إلا من بعد ما نزل عليه قرآن في حقيقة عيسى u.
وقولـه تعالى: ]وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[([108])، الآية تتحدث عن الذين هاجروا بعد غزوة بدر التي نزلت بشأنها سورة الأنفال، وتتحدث عن الهجرة وكلاهما معنيان تاريخيان.
3. الحكم بالمناسبة التاريخية المتزامنة لحدث تاريخي متفق عليه:
ومثاله: نزول سورة الأنفال بعد غزوة بدر التي لم يختلف على تاريخها في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، فتاريخ نزول سورة الأنفال بعد الغزوة بحكم المناسبة التاريخية للغزوة، وكذلك تاريخ نزول سورة آل عمران بحكم المناسبة التاريخية لغزوة أحد، وتاريخ نزول سورة التوبة بحكم المناسبة التاريخية بعد غزوة تبوك وهكذا.
4. الحكم بالمناسبة التنزيلية إذا عرفت المناسبة التاريخية:
ومعنى ذلك كما سبق بيانه في علم المناسبة، الحكم بتاريخ نزول آية أنه كذا بناء على تحديد تاريخ نزول الآية أو الآيات التي قبلها، وذلك في السورة القرآنية الواحدة، فالآية التي يعلم تاريخ نزولها نحكم به على أنه أيضاً تاريخ نزول الآيات التي قبلها وبعدها إلا إذا وجد تاريخ نزول خاص لآية أو آيات أخرى من نفس السورة، فالأصل أن تاريخ نزول الآية هو تاريخ نزول سورتها وكذلك تاريخ نزول السورة هو تاريخ نزول آياتها إلا بمانع راجح دراية ورواية، فالآيات في سياقها منزلة معها في نجم واحد بحكم المناسبة التنزيلية.
5. النص في الآية على تنزيل سابق:
مثاله قولـه تعالى: ]وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا[([109])ففي قوله تعالى: ]وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ[ إشارة إلى ما نزل في أول السورة، قالت عائشة: "ثم إن الناس استفتوا رسول الله e بعد هذه الآية فيهن فأنزل الله: ]وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ...[ الآية، قالت: والذي ذكر الله أنه يتلى عليه في الكتاب: الآية الأولى التي قال الله: ]وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء[([110])([111]).
فالنص يبين أهمية معرفة ما نزل من قبل وما يتلى عليهم من الكتاب قبل نزول هذه الآية، وهذا لا يتم من غير معرفة بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره، لا بمعنى معرفة التاريخ اليومي لنزول الآية فقط، بل من أجل معرفة ما نزل في الموضوع الواحد وكيف نما وتوسع في التشريع، فقد نزلت أحكام النساء في أول السورة ثم تعاقبت الأسئلة عليها فنزلت الأجوبة في آيات متأخرة في تاريخ النزول عن الآيات السابقة، فيها أحكام جديدة قد تكون مبينة أو ناسخة أو مقيدة لما نزل قبلها.
وقولـه تعالى: ]وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا[([112])، قال القرطبي: "الخطاب لجميع من أظهر الإيمان من محق ومنافق; لأنه إذا أظهر الإيمان فقد لزمه أن يمتثل أوامر كتاب الله. فالمنزل قوله تعالى: ]وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْـرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْـرِهِ...[([113])، وكان المنافقون يجلسون إلى أحبار اليهود فيسخرون من القرآن ..."([114]).
قال ابن كثير: "وقوله: ]وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ[ أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم فيه فلهذا قال تعالى ]إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ[ في المأثم كما جاء في الحديث "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر"([115]) والذي أحيل عليه في هذه الآية من النهي في ذلك هو قوله تعالى في سورة الأنعام وهي مكية ]وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ[ الآية"([116]).
وجه الدلالة هنا أن ما أحال عليـه القرآن كان قرآنا أيضاً نزل من قبل، وقـال: ]وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ[ أي الذي نزل عليكم في الآية (68) من سورة الأنعام المكية، المنزلة قبل سورة النساء المدنية.
6. مفهوم الآية يشير إلى نزول آية سابقة في الموضوع:
في هذه الحالة لا يوجد نص على نزول سابق وإنما معنى الآية يتطلب أن تكون الآية مسبوقة بآية أخرى تحدثت عنها الآية اللاحقة، ومثاله قوله تعالى: ]وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا[([117])، في هذه الآية ذكر لوعد من الله ورسوله، ولعله الذي ذكر في قوله تعالى: ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[([118]) فيما ذهب إليه بعض الباحثين وجزم بأن سورة النور نزلت قبل سورة الأحزاب([119])، ويمكن أن يكون المراد بالوعد في سورة الأحزاب الوعد بفتح قصور الشام ومدائن قيصر وكسرى، كما ورد عن قتادة وغيره من المفسرين([120]).
الخاتمة
قصد هذا البحث إلى تبيين معنى العلم بتاريخ نزول الآيات، وأهمية هذا العلم للمفسر والمتدبر، مع تبيين المصادر والطرق التي يمكن من خلالها تحديد وقت نزول الآية بصورة مؤكدة أحيانا أو تقريبية أحيانا أخرى.
وهذا العلم يشكل مبحثا من مباحث علم نزول القرآن، ويظهر جانبا من الحكم الجليلة العديدة لنزول القرآن مفرقا منجما، ويعين المفسر والمتدبر للآيات على فهمها فهما صحيحا يربط من خلاله الآيات بالجو الذي نزلت فيه أو تحدثت عنه، إلى غير ذلك من فوائد هذا المبحث الجليل.
ولا يعني تتبع مراحل التنزيل والبحث في فوائده وثمراته ولا بأي حال من الأحوال ولا بأية صورة من الصور الدعوة إلى إعادة ترتيب القرآن وفق نزوله أو الرضى بذلك، كما فعل بعض المفسرين المتأخرين، وكما دعا إليه عدد من المستشرقين الماكرين، فهذا فعل غير مقبول ومخالف لما أجمع عليه المسلمون من وجوب التزام ترتيب المصحف واحترامه، وهو ترتيب توقيفي بأمر الله تعالى كما يرى معظم العلماء، وموافق لما هو عليه في اللوح المحفوظ، فهدف هذا البحث لا يتعدى الدعوة إلى العلم بتاريخ نزول الآيات للاستعانة به على فهمها وتدبرها، وللاقتداء بالصحابة الكرام الذين كانوا يعلمون كل ما يتعلق بالآية، ومن ذلك معرفة وقت نزولها ومكانه بدقة تامة تدل على اعتنائهم بهذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
الهوامش:

([1]) سبق للباحثينِ إعداد كتاب بعنوان: "علم تاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره"، وقدم له وراجعه: د. أحمد محمد مفلح القضاة، ونشرته جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن عام 2002م، وهو المرجع الرئيس لهذا البحث، وقد رأينا بعد نشر الكتاب: إعادة دراسة مباحثه ومراجعته واختصاره وزيادة فوائد وتحقيقات عديدة عليه، وتقديمه للنشر إلى مجلة علمية محكمة ليحظى بالتقويم وفق الأسس المعتمدة في المجلات العلمية المحكمة، وبما أن ما أخذ في هذا البحث من الكتاب بلفظه أو بمعناه- كثير وهو من كلامنا، رأينا عدم توثيقه في الحاشية، واكتفينا بهذا الإيضاح في أول البحث.

([2]) أبو بكر الجزائري، العلم والعلماء، ط1، دار الشروق، جدة، 1403ه‍/ 1983م، ص11.

([3]) السخاوي، محمد بن عبد الرحمن (ت 902ه‍(، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، دار الكتاب العربي، ص19.

([4]) مدة نزول القرآن الكريم تحديداً هي اثنتان وعشرون سنة وخمسة أشهر ونصف شهر، انظر: محمد أبو شهبة (ت 1403ه‍/ 1983م)، المدخل لدراسة القرآن الكريم، ط3، دار اللواء، الرياض، 1407ه‍، 1987م، ص55.

([5]) المراد بتاريخ القرآن أو تاريخ المصحف: علم تاريخ كتابة القرآن الكريم في أطوارها المختلفة، بدءا من كتابته الأولى في العهد النبوي ... إلى يومنا هذا، وما يتداخل مع هذا العلم من مباحث مثل: كتبة الوحي، وسائل الكتابة، وأدواتها، منهج الجمع وتوثيقه، تحسين الكتابة وتطورها، رسم المصحف وضبطه.

([6]) سورة النساء، الآية 94.

([7]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، دار الفكر بيروت، 1415ه‍/‍‍ 1995م، ج3، ص292.

([8]) سورة النساء، الآية 127.

([9]) سورة النساء، الآية 3.

([10]) رواه البخاري في كتـاب التفسيـر، باب: (وإن خفتم...) برقم (4298)، ط3، ترقيـم واعتناء: د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، دمشق، 1407ه‍/ 1987م، ج4، ص1668. ومسلم في كتاب التفسير، باب تفسير آيات متفرقة، برقم (7444) مع شرح الإمام النووي، ط4، تحقيق: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت، 1418ه‍/ 1997م، ج18، ص348. وأورده ابن كثير، إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت 774ه‍( في تفسير القرآن العظيم، ط1،دار المعرفة، بيروت، 1406ه‍‍/ 1986م، ج1، ص574.

([11]) سورة المائدة، الآية 3.

([12])الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق: صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت، 1415ه‍/ 1995م، ج4، ص106.

([13]) الطبري، جامع البيان، ج6، ص79-83.

([14]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب (وأولات الأحمال...)،حديث(4626)، ج4، ص1864.

([15]) رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي e، برقم 4716، ج4، ص1912، ورواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائـل ابن مسعود وأمـه،
برقم 6283، ج16، ص234.

([16]) عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تفسير القـرآن العزيز ، تحقيق: د. مصطفى مسلم، دار
العاصمة، الرياض، ج3، ص241.

([17]) عبد الرزاق حسين أحمد، المكي والمدني في القرآن، ط1،دار ابن عفان، 1420ه‍‍/ 1999م، ج1، ص61.

([18]) رواه الإمام أحمد بن حنبل (ت 241ه‍( في المسند، ط1، تحقيق: شعيب الأرنؤوط ورفاقه، مؤسسة الرسالة، 1416ه‍/ 1996م، برقم 23482، ج38، ص466. وقال محققه: ورواه الحاكم والبيهقي وابن سعد وابن أبي شيبة وإسناده حسن، وأورده الطبري في تفسيره جامع البيان عن ابن مسعود، ج1، ص36. وابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم (ت 728ه‍( في مجموع الفتاوى، مقدمة التفسير، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن قاسم، توزيع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض، ج13، ص331.

([19]) سورة الإسراء، الآية 106.

([20]) سورة الفرقان، الآيتان 32، 33.

([21]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج13، ص29.

([22]) الفيروزآبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، ط1، دار إحياء التراث بيروت، 1412ه‍‍/ 1991م، ج3، ص559.

([23]) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ط2،تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة، بيروت، 1972م، ج1، ص9.

([24]) السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، المكتبة الثقافية، بيروت، ج1، ص3.

([25]) أورد القصيدة السيوطي في الاتقان، ج1، ص85. وأثبت عبد الرزاق حسين أحمد في كتابه المكي والمدني في القرآن الكريم، دراسة تاريخية قيمة عن المؤلفات في المكي والمدني وعن مؤلفيها، ج1، ص79.

([26]) نسبة إلى زنجان بإيران، كان حيا سنة 1935م، وهي السنة التي زار فيها مصر، وهو مـن
أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومن كبار علماء الشيعة، وكان واسع الاطلاع، عميق التفكير، غزير العلم بالفلسفة، (أخذت هذه المعلومات من مقالة لمحمد كرد علي نشرت في مجلة الرسالة، حين صدرت الطبعة الأولى لكتابه، ثم نشرت على أنها تقديم لكتابه في الطبعة الثانية، ومن تقديم طبعة منظمة الإعلام الإسلامي بإيران للأستاذ أحمد أمين).

([27]) الحسن، د. محمد علي، ترتيب نزول القرآن، منشور في مجلة الدراسات الإسلامية والعربية، دبي، العدد 16، 1419ه‍/1998م، ص35، وقد ذكر الباحث أنه حاول الاطلاع
على هذا المقال فلم يتيسر له ذلك.

([28]) الحسن، ترتيب نزول القرآن، ص49.

([29]) إبراهيم خليفة، حول ترتيب نزول السور القرآنية، منشور ضمن كتاب: دراسات إسلامية وعربية مهداة إلى العلامة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس بمناسبة بلوغه السبعين، ط1، دار الرازي، 1423ه‍/ 2003م، ص116.

([30]) منشور في مجلة الهلال، عدد ديسمبر 1998م.

([31]) السيد عبد القادر ملا حويش، بيان المعاني، مطبعة الترقي، 1382ه‍/ 1963م، ج1، ص5.

([32]) كتب الدكتور فريد مصطفى السلمان رسالته العلمية للحصول على درجة الدكتوراه بعنوان: محمد عزة دروزة وتفسير القرآن الكريم، وتعقب فيها عمل دروزة بالنقد والتمحيص، وقد نشرتها عام 1414ه‍‍/ 1993م، مكتبة الرشد في الرياض.

([33]) صدرت الطبعة الأولى من الكتاب عن دار القلم دمشق وبيروت، 1420ه‍‍/ 2000م.

([34]) حبنكة، عبد الرحمن حسن، قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله U، ط2، دار القلم، دمشق، 1409ه‍/ 1989م، ص151- 177.

([35]) حبنكة، قواعد التدبر، ص178-184.

([36]) سيد قطب (ت 1966م)، في ظلال القرآن، ط4، دار الشروق، جدة، ج1، ص554.

([37]) سيد قطب، الظلال، ج3، ص1429.

([38]) انظر مثلاً: سيد قطب، الظلال، ج1، ص27.

([39]) عني بهذه الطبعة عبدالله بن ابراهيم الأنصاري، منشورات المكتبة العصرية صيدا بيروت.

([40]) الاستشراق، تيار فكري تمثل في العديد من الدراسات عن الشرق الإسلامي، والتي شملت حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته، وكان له إسهام كبير في صياغة التصورات الغربية عن العالم الإسلامي معبرا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما (الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، ط2، الرياض، 1409ه‍/ 1989م، ص33).

([41]) انظر: د. ساسي سالم الحاج، الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الإسلامية، ط1، مركز دراسات العالم الإسلامي، مالطا، 1991م. المستشرق الألماني جوستاف بفانموللر، سيرة الرسول في تصورات الغربيين، ط1، ترجمة: د. محمود حمدي زقزوق، نشر مكتبة ابن تيمية، البحريـن، 1406ه‍/ 1986م. د. جميل عبد الله المصري، دواعي الفتوحـات ودعاوي المستشرقيـن، ط1، دار القلم، 1411ه‍/ 1991م. د. أحمد سمايلوفيتش، من سرايفو، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، رسالة دكتوراه، 1974م.

([42]) انظر: كتاب مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية، لعدة مؤلفين، نشر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب التربية العربي لدول الخليج.

([43]) انظر: الدكتور صبحي الصالح، كتاب مباحث في علوم القرآن، ط13، دار العلم للملايين. د. فضل حسن عباس، كتاب قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، طبعة دار الفتح، الأردن، 1421ه‍/ 2000م.

([44]) يوسف درة الحداد، القرآن والكتاب، القسم الثاني أطوار الدعوة القرآنية، ص290.

([45]) مناهج المستشرقين، ج1، ص25.

([46]) الحداد، القرآن والكتاب، ص290.

([47]) حسين أحمد أمين، قواعد يستضاء بها في محاولة ترتيب السور والآيات القرآنية وفق تاريخ النزول. مجلة الهلال، عدد شعبان، 1419ه‍‍/ ديسمبر 1998م.

([48]) الزنجاني، تاريخ القرآن، ص92، ونقله عنه فضل عباس، قضايا قرآنية، ص177.

([49]) اسم كتابه: بيان عدد سور القرآن وكلماته وآياته ومكيه ومدنيه، وهو أحد المراجع المعتمدة في تحديد المكي والمدني لدى لجنة مراجعة مصحف المدينة النبوية.

([50]) انظر: عماد الدين خليل، دراسة في السيرة، مؤسسة الرسالة، 1981م، ص11. ومحمد غشام، قراءة في: المستشرقون والقرآن لعمر لطفي العالم، مجلة الاجتهاد، مركز دراسات العالم الإسلامي، مالطا، العددان (50 و1)، 1991م، ص345.

([51]) انظر: رضوان السيد، نقد الاستشراق، مجلة الاجتهاد، العددان (50 و51)، ص6.

([52]) هكذا ورد اسمه في التعريف به في ثنايا أحد كتبه، وسماه دروزة، يوسف إلياس، واسمه في معظم كتبه: الأستاذ الحداد وهو من يبرود القلمون بلبنان، ولد سنة 1913 وتوفي سنة 1979م، ومعظم مؤلفاته في الدراسات القرآنية والإنجيلية والحوار الإسلامي المسيحي، ولدروزة كتاب: القرآن والمبشرون في الرد عليه، وليس على كتاب الحداد أي معلومة عن دار النشر أو سنة الطبع أو مكانه، وفي بعض كتبه ذكر دار النشر وهي: الدار البولسية ببيروت.

([53]) الحريري، عالم المعجزات (بحث في تاريخ القرآن)، ط3، دار لأجل المعرفة، ديار عقـل،
لبنان، 1986م، ولا تتوافر معلومات عن اسم الحريري أو حياته أو تاريخ وفاته.

([54]) يظهر ذلك بوضوح لمن يطالع كتابه: عالم المعجزات.

([55]) انظر على سبيل المثال: ادوارد سعيد، الاستشراق، ط2، ترجمة كمال أبو ديب، مؤسسة الأبحاث العربية، 1984م، ص47.

([56]) أشار إلى جهود المستشرقين في ترتيب النزول ورد عليهم عدد من العلماء، منهم على سبيل المثال:
- د. فريد مصطفى السلمان في كتابه: محمد عزة دروزة وتفسير القرآن الكريم، ص127– 133.
- د. ساسي سالم الحاج في كتابه: الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الإسلامية، ج2، ص303.

([57]) نقله عنه السيوطي في الإتقان، ج1، ص8. وكتاب النيسابوري اسمه: التنبيه على فضل علوم القرآن.

([58]) ممن بحث في المكي والمدني وفي الترجيح بين السور المختلف فيها:
- د. أحمد البدوي في كتابه: أهم خصائص السور والآيات المكية ومقاصدها.
- د. فضل حسن عباس في كتابه: إتقان البرهان في علوم القرآن.
- عبد الرزاق حسين أحمد في رسالته للماجستير: المكي والمدني في القرآن (الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة).
- رنا أحمد بسام القدسي في رسالتها للماجستير: المكي والمدني في القرآن الكريم (الجامعة الأردنية).

([59]) تنظر هذه الروايات عند ابن الضريس، محمد بن أيوب (ت 294ه‍(، فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما أنزل بالمدينة، ط1، تحقيق: غزوة بدير، دار الفكر، دمشق، 1408ه‍/ 1987م، والزهري، محمد ين مسلم بن شهاب (ت 124ه‍(، تنزيل القرآن الكريم بمكة والمدينة، مطبوع ضمن كتـاب: نصوص محققة في علوم القرآن الكريم، تحقيـق: د. حاتم صالح الضامـن، جامعة بغـداد، وابن النديـم، محمد بن إسحـاق (ت 438ه‍(، الفهرست، تحقيق: رضا تجدد، طهران، 1391ه‍/ 1971م، ص28. والبيهقي، أحمد بن الحسين (458ه‍(، دلائل النبوة، ج7، ص142. تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، والسخاوي، علي بن محمد (ت 643ه‍(، جمال القراء وكمال الإقراء، ط1، تحقيق: عبد الحق عبد الدائم سيف، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، 1419ه‍/ 1999م، ج1، ص298. والزركشي، البرهان، ج1، ص194. والسيوطي، الإتقان، ج1، ص85. ودروزة، التفسير الحديث، دار إحياء الكتب العربية، 1381ه‍/ 1962م، ج1، ص8. وحبنكة، معارج التفكر ودقائق التدبر، دار القلم، دمشق، 1420ه‍/ 2000م، ج1، ص6. وملا حويش، بيان المعاني، ج1، ص4.

([60]) وهو حديث جابر وفيه: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى: (يا أيها المدثر قم فأنذر) إلى قوله (والرجز فاهجر) فحمي الوحي وتتابع"، رواه البخاري في كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله e، رقم الحديث4، ج1، ص5.

([61]) سورة البقرة، الآية 281.

([62]) بحث في أول ما نزل وآخره معظم من كتب في علوم القرآن، انظر على سبيل المثال: عبد الوهاب غزلان، البيان في مباحث من علوم القرآن، مطبعة دار التأليف، مصر، ص74-90، ومناع القطان، مباحث في علـوم القرآن، ط18، مؤسسة الرسالـة، 1412ه‍/ 1991م، ص65-71.

([63]) الواحدي، أسباب النزول، عالم الكتب، بيروت، ص9.

([64]) ابن تيمية، مقدمة في اصول التفسير، ط3، نشرها قصي محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية، 1397، القاهرة، ص11.

([65]) ممن ألف مقتصرا على الصحيح من أسباب النزول: مقبل بن هادي الوادعي في كتابه: الصحيح المسند من أسباب النزول، وممن بحث في دقائق علم أسباب النزول، عبد الرحيم فارس أبو علبة في رسالته للماجستير، أسباب نزول القرآن دراسة وتحليل.

([66]) الزركشي، البرهان، ج1، ص36.

([67]) سورة الأنفال، الآية 30.

([68]) ابن هشام، عبد الملك المعافري (ت 213ه‍(، السيرة النبوية، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، ج2، ص484.

([69]) أبو عبيد القاسم بن سلام، الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز، ط1، تحقيق: محمد بن صالح المديفر، مكتبة الرشد، الرياض، 1411ه‍، ص 4.

([70]) ابن الجوزي، نواسخ القرآن، ط1، تحقيق: محمد المليباري، منشورات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1404ه‍، ص 96.

([71]) صبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن، ص260.

([72]) سورة الأحزاب، الآية 52.

([73]) أورده السيوطي في الإتقان، ج2، ص42. وابن حجر، أحمد بن علي في فتح الباري، دار المعرفة، بيروت، ج8، ص194.

([74]) كما في الرواية عن ابن الزبير قال: "قلت لعثمان بن عفان: ]وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا[ قال: قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها أو تدعها؟ قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه"، رواه البخاري في كتاب التفسير، باب تفسير الآية 234 من سورة البقرة، رقم الحديث 4256، ج4، ص1646.

([75]) سورة البقرة، الآية 234.

([76]) سورة البقرة، الآية 240.

([77]) أبو عبيد، الناسخ والمنسوخ، ص129.

([78]) ذكر عدم النسخ: مكي بن أبي طالب في كتابه، الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، ط1، تحقيق: أحمد حسن فرحات، دار المنارة، جدة، 1406ه‍/ 1986م، ص184. ورجحه السخاوي، معللا ذلك بعد جواز تقدم الناسخ عن المنسوخ، جمال القراء، ج2، ص629. وانظر: حاشية رقم 6 ص216 من كتاب: نواسخ القرآن لابن الجوزي.

([79]) رواه البخاري في كتاب التفسير، باب تفسير الآية 234 من سورة البقرة، برقم 4257، ج4، ص1646.

([80]) انظر: الطبري، جامع البيان، ج10، ص28-30.

([81]) مكي، الإيضاح، ص385-388. والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج14، ص219. والسخاوي، جمال القراء، ج2، ص795.

([82]) سورة الحشر، الآية 7.

([83]) سورة الأنفال، الآية 41.

([84]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج18، ص14. والسخاوي، جمال القراء، ج2، ص861.

([85]) سورة الحديد، الآية 16.

([86]) رواه مسلم في كتاب التفسير، رقم (7466)، ج18، ص356.

([87]) سورة الأنعام، الآية 82.

([88]) سورة لقمان، الآية 13.

([89]) رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب: ظلم دون ظلم، برقم (32)، ج1، ص21. وفي كتاب التفسير، باب ]وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ[ برقم 4353، ج4، ص1694.

([90]) ورد في رواية أخرى ما يوهم أن الآية التي في لقمان كانت نازلة قبل، وأن الصحابة قالوا: : أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ " فقال لهم النبي e: "ليس بذلك، ألا تسمعون إلى قول لقمان" وفي رواية: "ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان" وظاهرها أن الآية التي في لقمان كانت معروفة عندهم، وجمع ابن حجر بين الروايات بقوله: "يحتمل أن يكون نزولها وقع في الحال فتلاها عليهم ثم نبههم، فتلتئم الروايتان" ابن حجر، فتح الباري، ج1، ص88.

([91]) ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص4.

([92]) سورة الشورى، الآية 23.

([93]) ابن حنبل، فضائل الصحابة، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، مؤسسة الرسالة، الأثر رقم 1141، ج2، ص669، وقال محققه: إسناده ضعيف.

([94]) سورة القصص، الآية 51.

([95]) ابن حبان، أبو حاتم محمد البستي، تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار، تحقيق: بوران ضناوي، مكتبة الباز، مكة المكرمة، الأثر رقم 431، ص99.

([96]) سورة الكوثر، الآية 3.

([97]) ابن حبان، تاريخ الصحابة، الأثر رقم 884، ص173 و174.

([98]) السيوطي، الإتقان، ج2، ص434.

([99]) سورة المائدة، الآية 3.

([100]) سبق تخريجه.

([101]) سورة البقرة، الآية 185.

([102]) سورة البقرة، الآية 89.

([103]) سورة النحل، الآية 118.

([104]) سورة الأنعام، الآية 146.

([105]) الطبري، جامع البيـان، ج14، ص190. وحكمت بشير ياسين، التفسير الصحيح "موسوعةالصحيحالمسبورمنالتفسيربالمأثور"،ط1،دارالمآثر،المدينـةالنبوية ، 1420ه‍/ 1999م، ج3، ص209.

([106]) ابن الجوزي، جمـال الدين عبد الرحمن بن علي، زاد المسير في علم التفسير، ط4، المكتب
الإسلامي، 1407ه‍‍/ 1987م، ج4، ص502. والفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411ه‍/ 1990م، ج20، ص106.

([107]) سورة آل عمران، الآية 61.

([108]) سورة الأنفال، الآية 75.

([109]) سورة النساء، الآية 127.

([110]) سورة النساء، الآية 3.

([111]) حديث عائشة سبق تخريجه، وانظر: الطبري، جامع البيان، ج5، ص298. وحكمت بشير، التفسير الصحيح، ج2، ص117.

([112]) سورة النساء، الآية 140.

([113]) سورة الأنعام، الآية 68.

([114]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج5، ص417.

([115]) رواه أحمد في المسند، برقم 125، ج1، ص277، وقال محققه: حديث حسن لغيره، ورواه الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة، في كتاب الأدب، باب ما جاء في دخول الحمام، برقم 2801، تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، المكتبة الإسلامية، ج5، ص113، ورواه الحاكم في المستدرك، ج4، ص288.

([116]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج1، ص537.

([117]) سورة الأحزاب، الآية 12.

([118]) سورة النور، الآية 55.

([119]) الدكتور محمد هلال: محاولة في ترتيب نزول السور المدنية، الحلقة الثالثة ضمن مجموعة مقالات متتابعة في جريدة اللواء الأردنية، ص13، عدد 9/8/2000م.

([120]) ابن الجوزي، زاد المسير، ج6، ص359. وحكمت بشير، التفسير الصحيح، ج4، ص117.

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آيات, أهمية, العلم, القرآن, الكريم, بتاريخ, بعنوان, دراسة, إسلامية, ومصادره, نزول


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آيات النصر في القرآن الكريم نور الإسلام هدي الإسلام 0 01-10-2014 07:13 PM
خطبة بعنوان صبغة الإسلام في العلم والتعليم نور الإسلام خطب إسلامية 0 02-04-2014 07:24 AM
دعوة موسى (عليه السلام) لفرعون في القرآن الكريم والتوراة المحرفة دراسة مقارنة نور الإسلام كتب ومراجع مسيحية 0 30-05-2013 06:37 AM
واعظ أمريكي يدرس آيات من القرآن الكريم داخل كنيسة مزون الطيب نصرانيات 0 20-05-2012 08:48 PM
واعظ أمريكي يدرس آيات من القرآن الكريم داخل كنيسة نور الإسلام الإسلام والعالم 0 28-04-2012 08:34 PM


الساعة الآن 11:54 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22