صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الخامسة

. وما لا تعرفه عما يجري من فضائع تنشر لأول مرة عن" الأحواز".. وأوجه التشابه بينها وبين ما يحدث في العراق الآن.!؟ - الحلقة الخامسة المجوسية ونقل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2014 ~ 11:47 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الخامسة
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


معايشة, الحلقة, الخامسة, الدرداء:, ايران.!؟, سنوات, فريدة, وتجربة

. وما لا تعرفه عما يجري من فضائع تنشر لأول مرة عن" الأحواز".. وأوجه التشابه بينها وبين ما يحدث في العراق الآن.!؟ - الحلقة الخامسة



أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الخامسة d9e78914b0821.jpg

المجوسية ونقل شواهد الجرائم الفاحشة التي تتم بحق من يقفون بوجه سياساتها الإجرامية، وبحق شعوب جلّ ذنبها أن عروقها "عربية".. علّ وعسى يفيق "العراقيون" من ما زال منهم يقدس ايران ، حيث سنضع أمامهم في هذه الحلقة الهامة، خفايا ما يحدث في أرض "الأحواز" المغتصبة وقواسم التشابه ما بينها وبين ما يحدث في العراق الآن.. علّ وعسى تلك الفئة المنخدعة تنقذ ووطنها قبل فوات الأون..
إذا تسنى لك أن تعيش في خوزستان "الأحواز/عربستان" فإنك ستجد أن كل ما سمعته أو قرأته عن ما تسمى بمنظمة حقوق الأنسان أو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو منظمة "هيومان رايتس ووتش" مراقبة حقوق الإنسان أو أية منظمة أو مؤسسة أو دائرة دولية أو محلية تدعي أنها تعنى أو تهتم بهذا "الإنسان" الذي يعيش على هذا الكوكب هو مجرد كذب وأدعاء. في هذا الإقليم العربي المسلم المستباح ترى في كل عام عدة حالات من جرائم القتل المنظم والإبادة الفردية أو الجماعية للسكان والتي تمارسها عصابات النظام الحاكم في طهران، حيث يتم تنفيذ عمليات الإعدام شنقاً "وهي الطريقة التي يفضلها الفرس في القتل" للعديد من الناس الأبرياء، شباباً وشيوخاً، نساءاً ورجالاً، بنات وبنين لأسباب تافهة وجرائم مفبركة، القصد منها التنكيل بهؤلاء العرب الغير مرغوب فيهم في بلاد فارس "شأنهم شأن بقية القوميات الأخرى غير الفارسية"، ولإشاعة الخوف والرعب في نفوسهم. وفي كل مرة فإنه يتم الإعلان عن مكان وزمان تنفيذ هذه الجرائم قبل مدة لا تقل عن الأسبوع، وفي أماكن عامة يعرفها حتى الذين هم من خارج المدينة. وعادة ما يحضر بعض المعممين الى مكان تنفيذ الأعدام للإيحاء الى سطوة الملالي، وبأن عقوبة الإعدام هذه هي جزاء من "يتطاول" على النظام المقدس الحاكم في طهران.
ليس من السهل على من يحمل ذرة من الإنسانية والوجدان ممن يرى هذه المشاهد الفظيعة أن ينساها بسهولة، فصور الضحايا وأجسادهم وهي ترفرف وتحرك الحبال بشدة في لحظات عروج أرواحهم البريئة الى بارئها لا يمكن أن تمحى من الذاكرة أبداً، فكيف يمكن لمن أصدر وصادق ونفذ هذه الأحكام أن ينام هانئاً؟!. إن الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام في خوزستان "الأحواز" فإن أعمارهم وأجناسهم وقضاياهم لا تتناسب أبداً مع هذه الأحكام الجائرة، كما أن مستوى الوعي المتدني للغاية وتفشي الجهل الذي يعانيه المجتمع الأحوازي يضيف ظلماً على ظلم. إضافة الى أن معظم القضايا "إن لم تكن جميعها، والتي أعرف حيثياتها على الأقل" فإنها قضايا كيدية يقوم بتلفيقها أصحاب الجاه والثروة والسلطة والنفوذ، أو تكون ضمن حملات عشوائية تقوم بها ما تسمى "هيئت أمر به معروف ونهي أز منكر" هيئة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الإرهابية، أو تنفيذاً "لتوجيهات" تصدر من طهران الى دوائر "الباسيج أو الإطلاعات أو السباه بتطهير الأمة من العناصر الفاسدة".!؟
كنت أتصور أن أخبار وصور هؤلاء الضحايا ستملأ الصحف والمجلات في كل أرجاء العالم و ستذيعها جميع وسائل الإعلام عندما رأيتها لأول مرة، وأن جميع مراسلي (وكالات الأنباء) مثل "رويترز أو الأسيوشيتيد برس" سيكونون أول من يلتقط لهم الصور حين ترفعهم الرافعات العملاقة حيث تربط حول رقابهم الحبال الغليظة. ولكن لا شيء من هذا يحصل أبداً!. لا تسمع سوى هتافات "الله أكبر" باللهجة الفارسية، ولا ترى سوى القتلة عسكريين ومدنيين وهم يعضّون على أسنانهم تشفياً، ومن ثم يتبادلون التهاني والتبريكات بقتل هذا العربي أو "العربجة" كما يسمونه، ويلعنونه ويلعنون أمه وأبيه، وعبارات "خائنان ملت" وخائنان مردم" خونة الأمة وخونة الشعب.
كما أن هؤلاء القتلة يتعمدون عدم وضع غطاء على رأس الضحية وذلك إيغالاً في تعذيبه قبل الموت وهو يلقي على هذا العالم البائس نظراته الأخيرة. كما أنهم يحرصون على أن تتم عمليات الأعدام للضحايا وهم بملابسهم المدنية "ملابس البيت أو العمل أو الشارع" للإيحاء لمن يرى هذه المشاهد من عامة المجتمع بأنه ليس بعيداً عن حبال هذه المشانق.
قد يكون ذلك المعدوم الذي إختار له الفرس خاتمة القتل والفناء وهو في ريعان الصبا والشباب، لم يختر له أبواه المفجوعان به إسمه كذلك في شهادة الميلاد "شناسنامه"، فكثيراً ما يرجع الأبوان من دائرة الأحوال الشخصية " ثبت أحوال " خائبي الأمل في تسجيل ما إختاراه لوليدهما من إسم، ولكن موظف التسجيل في هذه الدائرة " وعادة يكون من العناصر الفارسية في مثل هذه الدوائر " لم يرق له ذلك الإسم فأختار له ما خطر في باله من إسم وضيع او ليس له معنى جمالي أو عمق أو دلالة في تأريخ أو تراث العرب. ومثل هذا قد حصل لأحد أصدقائي من الأحوازيين وقد ذهب ليسجل طفله بإسم "سهل" ولكنه عاد وقد أختار له موظف التسجيل إسم "سفر"، حيث أن الفرس لا يحبون أن يتسمى العرب هناك بأسماء ذات دلالات رفيعة أو مأخوذة من أسماء شخصيات تأريخية عربية أو إسلامية لا يرتاح لها الفرس.
اللغة "الرسمية" في إيران هي اللغة الفارسية. والمعروف حتى في أشد الدول عنصرية وقمعاً في العالم فإنه لا يعاقب أو يمنع من الكلام في غير تلك اللغة من لا يجيدها تماماً أو اذا ما مال الى الحديث بلغته الأم مع الذين هم من قوميته في إحدى الدوائر الحكومية، فمثل هذا الميل أمر طبيعي يحصل عادة عندما يتحادث إثنان من قومية واحدة. ولكن في إيران "والحديث هنا عن الأحواز" فإن الموظف العربي الذي يتحدث مع عربي آخر في داخل دائرته باللغة العربية فمصيره ليس الطرد من العمل فقط ولكنه قد يتهم بأنه من المعارضين لنظام دولة ولاية الفقية. وقد يصل به الأمر الى عقوبة السجن ولمدد طويلة. فإذا ما أراد أحد الذين لا يجيدون الفارسية من العرب مراجعة إحدى الدوائر الحكومية فعليهم أن يصطحبوا معهم من يتحدث نيابة عنهم اللغة الفارسية.
وكذا الحال فإن جميع أسماء الدوائر والمباني والمدارس والشوارع والمحال التجارية مهما كانت صغيرة أو بسيطة فإنها تكتب باللغة الفارسية. بل وحتى عربات الباعة المتجولين وأصحاب "البسطات" فإن عليهم أذا ما أرادوا الأعلان عنها أن يكتبون عليها باللغة الفارسية، وخلاف ذلك فأن مصيرهم لا تحمد عقباه.
من المعلوم أن إقليم الأحواز "خوزستان" مشهور بزراعة النخيل، وتعد التمور من أهم المنتجات التي تدعم الإقتصاد الإيراني، ويتم تصدير أطنان منها سنوياً إلى دول العالم. وبالإضافة الى غلاء أسعار التمور في الأحواز نسبة الى كثرة زراعتها هناك وإلى مستوى دخل الفرد فإن السلطات الأيرانية تمنع زراعة النخيل في الحدائق أو الساحات العامة أو في الجزرات الوسطية" ما بين الشوارع" وذلك لأن الفرس يعتبرون النخلة من الرموز العربية، والتي قد تظفي على المدن طابعاً عربياً وخاصة في مركز مدينة الأحواز. وهكذا فإن شجرة النخيل لا تعطى في إيران أي إعتبار رمزي أو وجودي أو جمالي رغم ورود الحديث النبوي الشريف {أكرموا عمتكم النخلة}. ولكن النخلة أيضاً شأنها شأن كل خلق يعيش في إيران ممن " أنكر الولاية " فإنها تعاني أيضاً من التعسف والظلم والحيف والأجحاف.
إن المستوى المعيشي لسكان الأحواز والفقرالمدقع الذي تعاني منه معظم العوائل العربية هناك فإنه لا يمكن لمن لا يعرف الحقيقة وهو يشاهد ذلك الفقر أن يصدق أن معظم حقول النفط في إيران "والإحتياطي الستراتيجي" تقع في هذا الإقليم المضطهد وأن آبار وبحيرات النفط العملاقة تجري تحت أقدام الأحوازيين. ولكثرة محطات الإستخراج والمصافي ومحطات التكرير في إقليم "خوزستان" الأحواز فإن الناظر يشعر وكأنه في "متاهة" من شبكات الأنابيب والتي تنقل النفط والغاز والمشتقات الأخرى، وتتداخل وتتقاطع او تمر بالقرب من العديد من المدن والقرى والأرياف.
أذكر مرة أن ثقباً وتسريباً قد حصل في أحد أنابيب نقل البنزين بالقرب من قرية بسيطة في أطراف مدينة الأحواز. فأخذ بعض الصبيان والجهًال من تلك القرية ومن غيرها يملؤون القناني والحاويات الصغيرة من البنزين المتسرب ويبيعونه لقاء بعض "التومانات". ويقوم بعض المراهقين بملأ خزانات دراجاتهم النارية منه، حيث عوامل الفقر والجهل والحاجة "وغلاء المحروقات" كفيلة بإمكانية حصول مثل هذه الحالات. وهكذا بقي هذا الأنبوب على هذه الحال لأكثر من شهرين والسلطات المحلية تتقاعس في رفع تقرير عاجل الى الجهات المعنية لإصلاحة، فكان لابد من حصول كارثة بسببه تضر بالسكان المحليين لتشجع الحكومة على تصليحه بعد ذلك وقد دفع السكان بعض الأرواح ثمناً لذلك الـتصليح، وهذا ما كانت تنتظره السلطات وهذا ما حصل فعلاً، فقد قام شاب بتشغيل دراجته النارية بالقرب من فوهة البنزين لينفجر الأنبوب وينسف جميع الذين كانوا متجمعين قربه وكانت الضحايا بالعشرات قضوا حرقاً بالبنزين الملتهب. ولم تذكر هذه الحادثة شأنها شأن جميع الحوادث المماثلة من قبل أية صحيفة محلية أو عربية أو عالمية.!؟
إن الأضرار الجانبية أو المردودات السلبية سواء القائمة أو المحتملة في جميع مشاريع الطاقة والإنشاءات في إيران فإنها أذا ما تعرضت لمخاطر الإنفجار أو الإنهيار أو ما الى ذلك من الحوادث أو الكوارث المحتملة فإن الإيرانيين من القومية الفارسية سيكونون آخر المتضررين منها، وهكذا فإن إختيار موقع مفاعل "بوشهر النووي" لم يكن عشوائياً أو بدون تخطيط عنصري شيطاني مسبق، فإذا ما حصل أي إنبعاث إشعاعي ولأي سبب كان فإن المتضرر الأول سيكونون هم العرب الذين أصبح هذا المفاعل منصوباً في وسطهم وبين ظهرانيهم سواء كانوا في إقليم الأحواز أو في دول الخليج العربي أو في العراق.
ما أكثر حوادث الطرق في إقليم الأحواز المبتلى، وإذا أقيمت إحصائية حول نسبة الحوادث المرورية في عموم إيران فإن هذا الإقليم سيأخذ النصيب الأكبر منها، تليه بقية الأقاليم التي تسكنها غالبة من غير الفرس، ومن التعابير المألوفة في الأحواز في تسميات أسباب الوفياة عند السكان هو تعبير أن فلاناً [طك تصادف] أي حصل له حادث إصطدام، إضافةً الى الأسباب غير الطبيعية الأخرى كالإعدام أوالموت في السجن "الزندان" المؤبد أو المرض "وما أكثر المرضى هناك" أو بسبب جرعة عالية من المخدرات، وغير ذلك كثير.
ومن بين أسباب حوادث الطرق هناك هو جعل معظم الطرق المحلية للمدن والتي تربطها بغيرها من المدن تتقاطع بشكل مفاجيء مع الطرق البرية "الهاي وي" التي تقطع المدن والتي تستخدمها الشاحنات الكبيرة في الغالب، مع عدم وجود إشارات ضوئية تنظم حركة السير. كما أن اللوحات (الإرشادية) لا يمكن الإعتماد عليها تماماً في مثل هذه الأحوال، إضافة الى أن معظمها قد زالت معالمها لقدمها ولسوء المواد العاكسة "الفسفورية" المستخدمة فيها.
إن الذين ينجون من الموت المباشر في مثل هذه الحوادث ويتطلب الأمر إجراء عمليات جراحية لهم في المستشفيات "البيمارستان" وكذلك جميع من يتم إجراء عملية جراحية له لأي سبب كان، فإذا ما توفي المريض أو المصاب جراء فشل تلك العمليات "وعادة تكون نسبة نجاحها قليلة جداً" فإن على ذوي المتوفى أن يدفعوا ثمن تلك (العملية الجراحية) حتى وإن كانت فاشلة ولم تفلح في الحفاظ على حياة المصاب أو المريض!. والذين يتوفون فإن على ذويهم أن يدفعوا أجرة "الثلاجة" التي يحفظ فيها الموتى في المستشفيات عن كل يوم وبخلاف ذلك "أي في حالة عدم دفع أجرة العمليات الجراحية الفاشلة أو أجرة الثلاجة" فسوف لن يتم تسليم جثة المتوفى إلى ذويه أبداً، ولن يعرف مصيرها ولا في أي مكان "دفنت"!.
رغم أن المخدرات وبكافة أنواعها منتشرة وبكثافة في إيران، ألا أن إقليم الأحواز يأخذ الجزء الأكبر في نسبة المتعاطين لها والمدمنون عليها، والسلطات الإيرانية تغض الطرف عن عمليات تهريبها الى هذا الإقليم بشكل خاص.!!؟
المخدرات هناك تباع على الطرقات وفي الأزقة ولا يكاد يخلو حي أو زقاق من واحد أو أكثر من التجار الصغار والذين يبيعون هذه السموم بأسعار تنافسية بحيث تكون في متناول حتى تلامذة المدارس.!؟
إن نسبة متعاطي المخدرات المدمنين من البالغين من الذكور [20-50 سنة] في الأحواز لوحدها يفوق السبعين بالمئة من السكان من نفس الفئة العمرية، كما أن نسبة المتعاطيات المدمنات من الأناث البالغات [30-50 سنة] لا تقل عن الثلاثين في المئة من نفس الفئة العمرية من السكان. والمادة الشائعة هناك هي ما يسمى "الترياق" المستخرج من نبات "الخشخاش". بالإضافة الى مواد "الحشيشة والهيرويين" وغيرها من المواد الفتاكة.
النسب أعلاه ليست مأخوذة من إحصائية دقيقة وإنما هي تقدير فردي وقد تكون أقل أو أكثر من ذلك.
إن الذين لا يتعاطون المخدرات هناك فإنهم يمثلون الحالة الشاذة أو الإستثنائية، لأن الحالة الإعتيادية أو الشائعة هي حالة المدمنين الذين يسموهنهم محلياً "المعتادية" المأخوذة من مفردة "معتاد" بالفارسية والتي تعني "المدمن".!؟
إن هذه الظاهرة الخطيرة تخدم عادة الحكومات الإستبدادية والتضليلية لتمارس من خلالها أنواع القهر والإذلال للشعوب، فشعب الأحواز يعيش معظم أبنائه في عالم آخر من الخيال واللاواقع، فلا يفقهون من كثير من شؤون هذا العالم إلاّ النزر اليسير.
إن سكان الأحواز يعيشون خمسمئة سنة متخلفون عن ركب الحضارة الإنسانية، فهم مقطوعون عن العالم الخارجي، وكأنهم يعيشون في سجن ضخم رهيب إسمه "خوزستان"، وسجانهم عديم الرأفة والشفقة والإنسانية، وقلبه أشد قسوة من الحجر الصوان.
لقد نخر السوس الفارسي في صلب شخصية الإنسان العربي هناك وأستلبوا من النفوس كل عوامل اليقضة والمعرفة والوعي والإدراك العميق والحس الحضاري والتواصل مع العالم ومواكبة حركة الحياة، فلا زالت هنالك تعيش حكايات "الطنطل والسعلوة وأم حمارة" والكثير من الخرافات التي يؤمن بها العديد من السكان الى حد بعيد.!؟
ولا غرابة في ما يعانيه الأحوازيون من تخلف خطير وشديد للغاية إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أنهم يقعون بصورة مباشرة تحت نير الهيمنة والإستبداد من قبل أشد القوميات عنصرية وشوفينية في العالم وعلى طول التأريخ ومنذ مئات السنين، وكل نظام يمر عليهم يحكم في إيران فإنه يتفنن في إبتداع طرق جديدة للظلم والإضطهاد، وقد فاق هذا النظام الفاشستي العنصري الحالي كل سابقاته من حيث الكيد والمكر والدهاء والظلم والجور والتنكيل.
لقد ترك العرب في كل البلدان العربية ومن قبل جميع الحكومات وعلى مدى التأريخ هذا الشعب العربي الأحوازي الأصيل رهينة الحقد والعنجهية والغطرسة الفارسية المقيتة، ليمارس الفرس فيه كل أنواع القهر والذل والتنكيل. وقطعت الشعوب العربية معه كل سبل التواصل والتفاعل وتلاقح الأفكار والتجديد والأتصال الدائم بالروح العربية وتطلعاتها وربطه بتراثه وتأريخه ومحيطه العربي، والتبادل الثقافي والمعرفي والأخذ والعطاء، بل لم تعره أبسط أشكال الأهتمام.
والحق لو أن قوماً غير الأحوازيين تعرضوا إلى ما يتعرضون له كل هذه السنين لمحوا من الوجود، ولكن الأصالة وعمق الوجدان والسمات الرفيعة والخاصية المتميزة والتي يمتاز بها العرب دون سواهم تجعل هؤلاء السكان الأحوازيون يطاولون ويقهرون كل أساليب القهر والتفريس والمحو والإبادة وعلى جميع الأصعدة وفي كل المجالات.
في كل عام وقبيل الأيام العشرة الأولى من شهر محرم "عاشوراء" تتقاطر العمائم البيضاء والملونة من مدينة "قم" الإيرانية بخاصة على مدن وقرى إقليم "خوزستان" الأحواز، فهذه هي أيام صغار الملالي. فالناس هنا على طيبتها وبساطتها والجهل المستشري فيها فإن جميع مدن الأقليم تكون مرتعاً خصباً لآلاف "النواحين والرواديد" الذين يقبضون من خلال إقامة (مجالس العزاء) ملايين التومانات المسلوبة من عرق الفلاحين وكدح الكادحين.
وبالإضافة الى موائد اللحم والثريد، ودجاج الأرياف والدهن الحر، فلن يشغل "الملا" نفسه كثيراً في أمر المبيت أو الإقامة، فالكل يتسابقون لنيل بركات "السيد أو الملا" والذي يمسك له الإبريق والطشت "اللكن" ليغسل يديه قبل وبعد الأكل فإنه ذو حظ عظيم. ناهيك عن ما يأخذه هؤلاء الملالي من أموال هؤلاء المساكين بإسم "الخمس". كما أن من طرق النصب والأحتيال الأخرى الشائعة هناك والتي تزدهر تجارتها في مثل هذه الأيام (الدينية) فإن الملالي يقبضون أموالاً كثيرة مقابل "أداء" الصلاة أو الصوم نيابة عن المتوفين، كل حسب ما يدفعه ذووه، فهذا يدفع مبلغاً معيناً مقابل صلاة شهر يصليها "المعمم" لوالده وذاك يدفع مبلغاً آخر مقابل صلاة سنة أو صوم شهر لمن يريد. فيجمع المعممون من ذلك أموالاً كثيرة ولا يؤدون عنها "ركعة" واحدة لأنهم إذا صدقوا في تأدية ما ترتب عليهم في الإتفاق فإنهم سيحتاجون إلى عشرات السنين من الزمن لأدائها، وأن ينقطعوا لها في صومعة في صحراء "التبت أو الربع الخالي".!؟
الحديث عن الأحواز ومعاناتها بشكل خاص لا يمكن حصره في مثل هذه السطور، وما ذكرته هنا ..أنما هو أبرز ما يتعرض له الأحوازيون من ظلم وإضطهاد على أيدي الفرس المجوس.
وسيرد البعض منها في سياق الأحداث والأحاديث القادمة عن مجمل الأوضاع والصور والمشاهد التي رأيتها في إيران.
فتابعونا في الجزء السادس من هذه الحلقات..
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معايشة, الحلقة, الخامسة, الدرداء:, ايران.!؟, سنوات, فريدة, وتجربة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الرابعة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:44 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثالثة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:41 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثانية نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:40 AM
أبو الدرداء وايران كما رأيتها.!؟ الحلقة الأولى نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:36 AM
المحاضرة الخامسة : شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نور الإسلام المكتبة العامة 0 07-11-2013 09:24 AM


الساعة الآن 11:23 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22