صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل التقيت سكرتيرا للمهدي بنبركة كان يتعرض للتعذيب الطيبي فور خروجه من المعتقل طنجة انتر 20

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 11:14 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, المعتقل, الطيبي:, رحلة


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل التقيت سكرتيرا للمهدي بنبركة كان يتعرض للتعذيب

رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل 22+-620x445.jpg

الطيبي فور خروجه من المعتقل




طنجة انتر 20 يوليو 2014 ( 10:53 )
رحلة تيه | (الحلقة 22) الطيبي: في المعتقل 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة الثانية والعشرون:

كيف كنت تُعامل في هذا المكان، وبما كنت تشعر وأنت تجهل مصيرك؟
في البداية تركت ليومين دون أن يتم التحقيق معي، لكنني كنت خائفا وقلقا، وكنت مستعدا لتنفيذ أي شيء يأمرونني به، وكان غموض المكان يزيد من قلقي.. وأذكر أن اللحظة الوحيدة التي نلتقي فيها بالعالم الخارجي، كانت هي فترة منحنا الوجبة اليومية، وكانت عبارة عن عبوة سردين منتهية الصلاحية وقطعة من الخبز اليابس قاسية جدا.
إلى أين نقلت بعدها؟
نقلت إلى زنزانة أخرى، وكان داخلها شخص بعصابة على رأسه لأنه كان يعاني من آلام حادة، وكان ملتزما بأداء الصلوات في وقتها، أخبرته عن اسمي وقصتي، وهو أخبرني أن اسمه عبد الهادي الجنان، وكان يقول إنه كان يتعرض للتعذيب، وكان يتم استدعاؤه للتحقيق معه أسبوعيا تقريبا، ويعود منه شاحب الوجه، وقد ظل شخصا غامضا.
ما سر غموضه؟
هذا الرجل قال إنه مناضل سياسي في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وأخبرني أنه من مدينة مكناس، وقد كان طويلا ونحيلا له لحية قصيرة في مقدمة وجهه وشعر خشن قليلا، كان وقتها في منتصف أو أواخر الثلاثينات من العمر..
حدثني بعضهم بأنه كان عميلا لدى المخابرات، وكان يقبع معي في الزنزانة لمعرفة حقيقة دخولي المغرب، لكنني لم أصدق هاته الرواية.. وعند خروجي حاولت أن أسأل عليه بعض الاتحاديين فقالوا إنه لم يكن هناك شخص باسمه في حزبهم…
ولم ألقي عليه القبض؟
قال إنه كان مناضلا يساريا معارضا، وكان يعمل في سكرتارية مكتب المهدي بنبركة، وألقي عليه القبض في باب سبتة وكان يحمل مسدسا وجواز سفر ليبيًا.
كم ظللت معه، وما الأشياء التي كنت تلاحظها عليه؟
لبثت معه لشهرين، وكان يملك مالا كثيرا، حيث ظل يرشي كبير الحراس ليجلب له الحليب، وكان يكثر من شربه كثيرا، ويعطيني بعضا منه، ويوم خرجت من المعتقل سلمني 100 درهم.
شيء آخر كنت أستغرب منه هو أنه كان دائما يقول لي “لا تخف لن يفعلوا أي شيء لك، ولن تأخذ منهم أي شيء”، وكأنه كان مطلعا على ما ينتظرني، حيث قال لي “عندما ستنتهي مدة وجودك هناك سيأخذونك إلى باب الأحد ويرموك هناك”، وهذا ما حدث بالفعل. وكان يقول لي أيضا “من بقي هنا لأكثر من ستة أشهر لن يعيش”، وكان يقصد أنه يقتل.
هل كان يعذب حسب ما حكى لك؟
نعم، كان يقول إنه كان يتعرض للصعق بالكهرباء وللإغراق في الماء، لكنه لم يكن يتعرض للضرب في الزنزانة، كما كانت شخصيته قوية، فذات مرة أراد حارس أن يأخذ علب السردين الفاسد التي كانت مكدسة أمامه، لأنه كان يكتفي بتناول الخبز والحليب، لكن صرخ في وجهه مطالبا إياه بالابتعاد ودخل معه في مشاتمات، ثم قال له “أنت لن تستطيع لمسي”، وذاك ما كان.
وماذا بشأن الفرنسي الذي كان معكم في المعتقل؟
كان معنا العديد من الأجانب، لكن هذا الفرنسي كان يحظى بمعاملة خاصة، حيث كان الحراس يقدمون له الشاي و”الرغايف”، ومرة استشاط عبد الهادي غضبا فصرخ في وجه الحارس قائلا “في المرة المقبلة خذ له زوجتك أيضا”.
هل كان يتم التحقيق معك انت ايضا؟
طبعا، بشكل أسبوعي، وكان يحقق معي شاب صغير، كان الحراس يحضرون له براد شاي، ولم يكن يعطيني أي رشفة منه (ضاحكا).
حول ماذا كانت تتركز أسئلته؟
الأسئلة المعتادة حول حياتي، وأنا أجيب الأجوبة الحقيقية، وفي آخر الجلسات كنت أقول للمحقق إنه إن أراد التأكد من صدق ما أقول ما عليه إلا ان يراسل السفارة المغربية في مدريد، لأنني، وهذا أمر أغفلت أن أقوله سابقا، عندما كنت في ثكنة “ألكالادينارس” في مدريد، كنت قد ذهبت مرتين لأضع تظلما أقول فيه إني مغربي وإن موظفا عرقل إجراءات حصولي على جواز السفر، وكنت أذهب باللباس العسكري، ومرة طلب مني حارس مغربي ألا أرتديه عندما أزور السفارة.. فقلت لعلهم لا زالوا يتذكرونني.
ويبدو أن الفكرة نجحت، حيث تمت مراسلة السفارة، واكتشفوا أنني كنت صادقا في روايتي، حيث إن اسمي كان لا يزال مدونا في كناش السفارة.
هل أطلقوا سراحك مباشرة بعد ذلك؟
نعم، فمباشرة بعد مراسلة السفارة، وبعد شهرين تقريبا من اعتقالي، جاء أمر إطلاق سراحي، فقدم الحراس وأمروني بحلق لحيتي التي كان قد طالت، فرفضت لكنهم أجبروني على ذلك، وكانت تلك المرة الأولى التي سأرى فيها نفسي في المرآة منذ أن اعتقلت، فوجدتني شخصا نحيلا جدا وشاحبا.
بعدها توجهت لوداع عبد الهادي الجنان، فأعطاني مائة درهم، وكانت مبلغا مهما وقتها، وقال لي “راك غادي تبقى مرمي فالرباط”، وفعلا أنا لم أكن أعرف الرباط أبدا، فقام الحراس بإنزالي إلى السيارة، وتكرر سيناريو مجيئي، فأغمضوا عيني، واتجهوا بي إلى باب الأحد، حيث أنزلوني ورحلوا.
ما أول شيء فكرت به عند نزولك بباب الأحد؟
الطعام، فقد كنت جائعا جدا، فذهبت لتناول كوب حليب مع الخبز بالجبن، وكان طعاما نقيا اشتقت له.
ماذا فعلت بعدها وأنت تائه وسط مدينة كبيرة؟
استعنت بالله وبدأت أتجول بالقرب من محطة سيارة الأجرة، وفجأة سأصادف شخصا أعرفه، يدعى الخليل الشنتوف وهو ابن القائد الذي كان خالي يخيط جلابيب له، وكان قد مات محروقا إبان الاستقلال بعدما قامت فوضى في منطقتنا، وكان ابنه هذا يعمل معلما في العاصمة، فتعرف علي واستغرب من وجودي في الرباط، فحكيت له قصتي، فاستضافني في بيته الذي كان يؤجره رفقة أستاذ آخر بحي بوهلال، حيث أحسن استضافتي، وطلب مني التفكير جيدا في الخطوة التالية.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, المعتقل, الطيبي:, رحلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 21) الطيبي: قصة الاعتقال في المفرب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:13 AM
رحلة تيه | (الحلقة 20) الطيبي: عدت إلى قبيلتي فلم أجد سوى خالي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:11 AM
رحلة تيه | (الحلقة 17) الطيبي: قررت الرحيل إلى إيطاليا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:06 AM
رحلة تيه | (الحلقة 15) الطيبي: في المدرسة الدينية كنا نعد “دونيين” نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 11:02 AM
رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:57 AM


الساعة الآن 04:46 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22