صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > المنتديات المسيحية > لاهوتيات

لاهوتيات دراسات حول الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي

البابا داماسوس

البابا داماسوس ( Damasus ) قديس في الكنيسة الكاثوليكية ولد ما بين عام 304 - 306، يحتمل ان يكون مولده في روما وقيل انه ولد في أسبانيا، وتولي البابوية عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-2012 ~ 12:40 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي البابا داماسوس
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


البابا داماسوس ( Damasus ) قديس في الكنيسة الكاثوليكية ولد ما بين عام 304 - 306، يحتمل ان يكون مولده في روما وقيل انه ولد في أسبانيا، وتولي البابوية عام 366 أو 367 والكنسية مدانة له بأشهر نسخة لاتينية للكتاب المقدس، فالبابا داماسوس عين القديس جيروم سكرتيرا له شجعه علي ترجمة الكتاب المقدس إلي اللغة اللاتينية وأنجز جيروم ذلك وصارت نسخته المعروفة بالفولجاتا ( Vulgate ) هي النسخة المعتمدة في الكنيسة الكاثوليكية إلي الآن، غير ان إساءات البابا داماسوس للكنيسة أكبر من إنجازه الوحيد





لا يمكن الجزم بتاريخ ميلاد البابا داماسوس، وجنسيته مجهولة، ويرجح أن أباه أنطونيوس ( Antonius ) من أسبانيا، وولادته في روما غير متيقن، غير أنه لا شك أنه ترعرع في روما بحسب الموسوعة الكاثوليكية ( مدخل Pope St. Damasus I )

البابا داماسوس تولي البابوية في عصر كانت الكنيسة تمر بأيام عصيبة, حيث زادت حدة الخلافات والتناحر بين رجال الدين وكان الإمبراطور قسطنطينوس ( Constantine the Great ) قد انقلب علي الكنيسة الجامعة ومال إلي الأريوسية ، ولما تولى قسطنطيوس الثاني ( Constantius II ) زمام الحكم في بعد توحيد الإمبراطورية كان أكثر ميولا إلى الآريوسية، وقام بنفي البابا ليبريوس(Liberius) بسبب رفضه إدانة القديس أثناسيوس، قسطينطوس الثاني عين فيليكس الثاني ( Felix II ) مكان البابا المنفي، وكان فيلكس شبه اريوسيا ولم يكن مرحبا به بين الشعب، ليس فقط لنزعته الأريوسية ولكن أيضا لأن تعيينه لم يكن شرعيا، أما داماسوس فقد تعاون معه مخالفا القوانين الكنسية، لكنه عاد وتعاون مع البابا الشرعي بعد أن سمح قسطنطيوس بعودته بعد أن وافق على قانون إيمان يميل الى اللآريوسية تم صياغته في مدينة سؤميوم ( Sirmium )[2] [3]


ولما مات ليبريوس انقسمت الكنيسة بين متعصب لبابوية أورسكنوس، ( Ursicinus )ومؤيد لداماسوس، الذين رفضوا داماسوس وهم الموالون للبابا السابق الذين اعتبروا تعاون داماسوس مع البابا غير الشرعي خيانة لا تعتفر [4] واختاروا أورسكنوس لمنصب البابوية، بينما كان داماسوس اختيار اللآريوسيين [5] وتحول النزاع العنيف الي صراع مسلح أريقت فيها الدماء بوحشية، وأدي هذا النزاع الي تدمير مكتبة بسليكا ( Liberian Basilica ) وقتل 137 شخص في ذلك اليوم وحده - ( دائرة المعارف البريطانية ج7- ص786 )

سقراطوس في تاريخه يقول ان انتخاب لبريوس لكرسي بطرس تم خارج الكنيسة بينما اختير دماسوس في الكنيسة، وكان اختيار داماسوس سبق اختيار منافسه تاريخ سقراطوس ك4، ف29 [6] ويضيف سقراطوس قائلا " يقول سقراطوس ان الصراع بين الاثنين تحول إلي نزاع عنيف بين الشعب، غير أن الصراع لم يكن حول مسالة إيمانية، وانما فقط علي من يجلس علي كرسي البابوية،
القديس جيروم ورفونيوس يتفقان مع سقراطوس في أسبقية اختبار داماسوس، ويظهر ان سقراطوس وجيروم الذي كان صديقا شخصيا للبابا يتبنيان موقف الدولة الذي كان في صف داماسوس كما يظهر من سرد سقراطوس، حيث يذكر ان الدولة عاقبت المعارضين لداماسوس بالنفى

وفي المقابل، مصادر أخري تذكر ان اختيار أورسكنوس سبق داماسوس، ذكر ذلك مرسيلنوس وفوستينوس وقالا ان بشرعية أورستكتوس لأن اختيارهما سبق داماسوس، إضافة الي كون الذين اختاروه هم أتباع البابا السابق الممثل للكنسية، وتتهم هذه المصادر البابا داماسوس بجرائم نكراء تصل الي القتل داخل الكنيسة Dictionary of Christian Biography p 996

تمكن داماسيوس عام 367 التخلص من منافسه أورسكنوس وتولى البابوية، ويقول سقراطوس ان الوالي تمكن من السيطرة علي الوقف بمعاقبة المعارضين ولكن بعد أن أريقت دماء كثيرةفي عهد البابا داماساوس، يبدأ عصر سيطرة السلطة البابوية في روما ونفوذ كنسية روما على المراكز المسيحية الأخرى، وفي عام 368 منحت الدولة لقب ( Pontifex Maximus ) للبابا وهو اللقب الذي كان يحمله كبير كهنة الوثنيين في روما، وبذلك صار داماسوس أول بابا يحمل لقب الوثنيين، كما أنه أتهم أيضا في سلوكه ووجهت اليه تهمة الزنا


يقول القمص ميخائيل مينا ( ج1 ص 162 ) ان البابا داماسوس وقع في هرطقة سابيليوس - Sabellius - لكنه تراجع عنها بمساعدة بابا إسكندرية القديس أثناسيوس الرسولي، وينكر أتباع سابليوس تثليث الأقانيم ويقولون ان الأب والابن والروح القدس اقنون واحد تجلي في ثلاثة مظاهر أو صفات لإله واحد، اي أنهم ينكرون تمايز الأقانيم بينما الكنيسة تري ان كل أقنوم شخص له كينونته الخاصة


ولكن البابا داماسوس، أدان السابليوسية بعد مجمع قسطنطينية الأول مباشرة، ولم يكن قد حضره، لكنه دعا إلي مجمع في روما وأقر بقانون إيمان قسطنطينية
وكتب البابا داماسوس قائلا: نحن نلعن هؤلاء الذي لا يقبلون بإرادة حرة، ان الروح القدس واحد مع الأب والابن في الجوهر والقدرة، وكذلك نلعن هؤلاء الذين يتبعون هرطقة سابيليوس القائلين بان الأب والابن واحد ونلعن آريوس وإينوميوس الذين يؤكدان ان الابن والروح القدس مخلوقان .. مهرطق كل من ينكر ان في الذات الإلهية ثلاثة أشخاص ذوي قدرة وإرادة واحدة
نحن ندين كل من يقول بوجود إبنبن، أحدهما قبل كل الدهور والآخر بعد التجسد
وندين القائلين بان الله نفسه تألم على الصليب وليس الجسد وروح المسيح ابن الله الذي اخذ صورة عبد كما يقول الكتاب [8]

ويتبين من أقوال البابا داماسوس أنه أدان كل الطوائف التي اعتبرت هرطوقية في زمنه، من ضمنهم الآريوسية، السابيليوسية ومنكري ألوهية الروح القدس، وتعبر الجملة الأخيرة عن خلاف ظهر في المستقبل حيث قالت بعض الكنائس ان ابن الله الأزلي تألم ومات على الصليب، وتعتقد تلك الكنائس بان للمسيح طبيعة واحدة من طبيعتين، كالكنسية القبطية التي ترفض القول بان الذي مات هو الإنسان، " لا يقال ان الناسوت هو الذي تألم ومات بل يقال ان ابن الله الأزلي هو الذي ولد من البتول وتألم ومات [9] "
ويندرج تحت هذا الإيمان الكنائس الأرمنية والسريانية والأثيوبية والهندية وتعرف أيضا باليعقوبية أو اللا خلقيدونية

محمود أباشيخ


[1] Shahan, Thomas. "Pope St. Damasus I." The Catholic Encyclopedia. Vol. 4. New York: Robert Appleton Company
[2]Kirsch, Johann Peter. "Felix II." The Catholic Encyclopedia. Vol. 6. New York: Robert Appleton Company, 1909.
[3] Benigni, Umberto. "Council of Rimini." The Catholic Encyclopedia. Vol. 13. New York: Robert Appleton Company, 1912.
[4] THE ENCYCLOPEDIA BRITANNICA Vol 7 p 786
[5]Henry Wace, A Dictionary of Christian Biography and Literature to the End of the Sixth Century A.D., with an Account of the Principal Sects and Heresies p 246
[6] Socrates and Sozomenus Ecclesiastical Histories P 113
[7] ميخائيل مينا، علم اللاهوت مكنبة المحبة 1984 - ج1. ص 162
[8]G. R. Evans and J. Robert Wright, The Anglican Tradition : A Handbook of Sources (London: SPCK, 1991).P 38-39.
[9] ميخائيل مينا، علم اللاهوت. مكنبة المحبة 1984 ج1 ص 327
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البابا فرانسوا الأول نور الإسلام نصرانيات 0 13-03-2013 07:46 PM
فضيحة فاتيليكس واستقالة البابا نور الإسلام المقالات 0 28-02-2013 11:23 AM
من القديس جيروم الي البابا دماسوس نور الإسلام لاهوتيات 1 03-02-2013 03:27 PM
عندما كان البابا يدفع الجزية مزون الطيب المقالات 0 07-02-2012 07:26 PM
هشام طلبه يرد علي البابا بيندكت مزون الطيب هدي الإسلام 0 30-01-2012 06:15 PM


الساعة الآن 11:47 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22