صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > المكتبة العامة

المكتبة العامة كتب ومراجع وبحوث ود اسات في مختلف العلوم والمعارف

مخاطر خفية وراء برامج خدمات الصحة الانجابية

The Hidden Dangers Beyond The Reproductive Health Services د. ست البنات خالد محمد على إختصاصي نساء و توليد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-2013 ~ 05:16 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي مخاطر خفية وراء برامج خدمات الصحة الانجابية
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012







The Hidden Dangers Beyond The
Reproductive Health Services





د. ست البنات خالد محمد على
إختصاصي نساء و توليد
جامعة الخرطوم- السودان
6 رمضان 1425 الموافق 20 – 10 – 2004


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


[IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image001.gif[/IMG]
يقول الله سبحانه وتعالى :
((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ,
والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ))
((سورة البقرة ايه268 ))


الفهرس
الباب الاول :
1 – نبذة عن الماسونية.
2 - نبذة عن منظمة الامم المتحدة.
3- صندوق الأمم المتحدة للسكان و التنمية .
4 – أهم مؤتمرات المراة العالمية وأهدافها .
5 - الرؤية المجملة لمضامين وثيقة مؤتمر السكان.
الباب الثانى:
1 - تاريخ حركة تحديد النسل.
2 – ما وراء حركة تحديد النسل .
3- فتوى عن تحديد النسل.
الباب الثالث :
1 – تعربف الصحة الانجابية والجنسية واهدافها الاساسية .
2 – اجندة الصحة الانجابية كاملة .
3ما وراء خدمات الصحة الانجابية.
الباب الرابع:
1- العنف ضد المراة وختان الاناث .
2 - الحركة النسوية النوعية. ((الجندر))..
3 – عولمة المرأة .
الباب الخامس:
1 - التربية الجنسية فى القران الكريم والسنه النبوية الشريفة.
2 - الوقاية من مرض الايدز من منظور اسلامى.
3 – ما قبل الختام .
4 - توصيات هامة .

كلمات لها إيقاع
تسلحوا بالأمل والثقة واحذروا اليأس والهموم!
علمنا الإسلام أن المسلم لم يكلف بأكثر من طاقته(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) البقرة:682 , و(لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها···) الطلاق:7 , فليس على المسلم الآن أن يقتل نفسه باليأس أو الهموم عندما يفكر في الواقع الإسلامي العام، فاليأس كفر في الإسلام (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)يوسف: 87 .
وعلى المسلم أن يؤمن أنه لا يقع في كون الله إلا ما يريد، وأن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون. من الواجب على الفرد المسلم أن يتسلح دائماً بالأمل والثقة بوعود الله التي لا تتخلف فقد وعدنا أن يظهر الإسلام على الدين كله، ووعدنا أن العاقبة للمتقين.
وليبدأ المسلم بما يستطيع في مجال أسرته، وجيرانه وأرحامه وقريته ومدينته ودولته وصولاً إلى العمل الإسلامي العام، وعليه أن يكون فاعلاً وإيجابياً وأن يعلم أن الصراع بين الحق والباطل من سنن الله في الوجود، فلا يهمه وجود الباطل أو قوته أو كثرته لأن الله يقول: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الأنعام: 116، (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) يوسف:103.
فعلى المسلم أن يبذل ما يستطيع وأن يفهم أن كلمة الجهاد ليست عن طريق السيوف فقط، فالجهاد حركة دائمة متجددة بأساليب حضارية مكتملة تكفل غرس بذور الإيمان بأكبر طاقة ممكنة، وعلينا أن نعتمد على أن الأصل في علاقة المسلمين هي الأخوة، التي هي أسمى من أي خلافات فرعية وأن أصول الإسلام يلتقي عندها كل المسلمين.
فليس أعداؤنا بمنجاة من انتقام الله وليس بناؤهم مبنياً على النحو الذي نتصوره، وكل ما هنالك أنه كما قال الشيخ الغزالي: (يمتدون في فراغ ولا يجدون رجالاً عمليين واقعيين مستعينين بسنن الله يأخذون بالأسباب الحقيقة وتمتلئ قلوبهم بالحب لإخوانهم والإنسانية كلها).المؤرخ الإسلامي الدكتور عبدالحليم عويس




أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه أجمعين ..

((اللهم واجعل عملنا هذا عملآ صالحآ, متقبلآ, خالصآ لوجهك الكريم لا سمعة ولاريا ء.))


يقول الله سبحانه وتعالى :

"ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى و لئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولى و لا نصير." (البقرة120)

ويقول:
" وما علينا الا البلاغ المبين. "(سورة يس: 17)

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:

إن أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وماقل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين، وبعد :
إنه ومن أعظم النعم وأجلها علينا بعد ان إعزنا الله بالإيمان وإكرمنا بالإسلام، معرفتنا بحقائق ديننا ووقوفنا على محاسن شريعتنا ، وإدراكنا بالثمار يانعة والمنافع الواسعة التي نجنيها في دنيانا ونرجوها في أخرانا عندما نفقه ديننا ونتمسك بأحكامه ونتحلى بآدابه ونعتصم بما جاء في كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم .
إننا فى الأمة الإسلامية والعالم أجمع اليوم, كما نلاحظ , نعانى كثيراً من المهددات والتحديات المفروضة علينا من الضغوط العالمية والمحلية والتى تتبع فرض سياسات النظام العالمى الجديد الذى تتولاه الحركة الصهيوصليبية الماسونية النورانية والتى اصبحت القوة المسيطرة على النظام العالمى الجديد والذى سخر كل العالم لخدمة مصالحة اينما كانت, وفى مقدمتها منظمة الامم المتحدة ومنظماتها المختلفة, والتى تفرض برامج وأفكار هدامة مثل الحرية المطلقة ,قيم الديمقراطية الغربية, العولمة والى مايسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير ومشروع النظام الكونى الأوحد الذى يعمل على توحيد الكون Globalization بتوحيد كل مناطق العالم على مراحل مختلفة (الاتحاد الاوربى ,والاتحاد الفرانكفونى, والاتحاد الافريقى ....ثم الاتحاد الكونى الاوحد ليكون تحت سيطرة نظام عالمى واحد وعقيدة عالمية واحدة .
ومن أهم القضايا ذات الأولوية مؤسسى النظام العالمى الجديد هي: العلمانية والتعليم وإصلاح الدولة وتمكين المرأة والدفاع عن الإجهاض وحقوق الشواذ وحق منع الحمل والتخطيط العائلي، والتطبيع مع "إسرائيل"، ومن الإنجازات التي حققوها في هذه الأجندة إدخال كل هذه المفاهيم ومفهوم التخطيط العائلي عن طريق هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة , والأدهى والأمر ومن أخطر وأشنع ما يدعون اليه فرض عقيدة روحية جديدة تعرف بعقيدة العالم الجديد والتى هى عبارة عن تحالف شيطاني مكون من اليهود والمتهودين، أعني الجماعات الصهيونية اليهودية والجماعات الصهيونية النصرانية البروتستانتية الإنجيلية داخل أمريكا,والصهيونية الماسونية العالمية. تدعى هذه الحركة القديمة - الجديدة بحركة الأنموذج الجديد أو حركة العصر الجديد : (The New Age Movement)

والتى لها قاعدة اساسية كبيرة فى الاعتقاد فى حركة الثيوصوفية , التى تدعو الى ما يسمى بتوحيد الاديان وهو فى واقع الامر محاربة لكافة الاديان السماوية بما فيها ديننا الاسلامى , تدعو الى عبادة الشيطان وتقديس الارض وتمهيد الارض والعالم اجمع الى البربرية العالمية القادمة ونشر الانحلال والفساد والشذوذ تمهيدا وانتظارلخروج مسيحهم المنتظر ألا وهو المسيح الدجال.
ومن اهم ما تدعو اليه هذه الحركة إبادة النسل أو بالادق إبادة الانواع البشرية المتدنية ( Depopulation Of The Planet) فى كافة انحاء العالم وخصوصا الدول الفقيرة والنامية و البلاد الاسلامية حيث يعتبر مروجو هذه العقيدة بان الارض والموارد الطبيعية محدودة و ان الانسان نفسه هو من اهم العوامل التى تؤدى الى الاضرار بالبيئة واستغلال مواردها الطبيعية . اذن لديهم لابد من التخلص من اكبر عدد من السكان فى العالم وذلك إما بإثارة الصراعات والنزاعات القبلية والحروب والدمار لهذه الأمم أو بالعمل على نشر الاوبئة والكيمائيات (الحروب البيلوجية), حيث أصبح فى الإمكان السيطرة على جينات الفيروسات بواسطة الطب الجزيئى والهندسة الحيوية التى تمكن من تخليق جراثيم صناعية غير قابلة للاستجابة للتحصين ولا للعلاج مثلما حصل فى عملية تخليق فيروس الأيدز!! وغيره لنقص عدد السكان فى البلاد الفقيرة والاجناس غير الموغوب فى وجودها وتكاثرها .وذلك حتى يطبقوا ما جاء فى تلمودهم المحرف أنه لابد من التخلص من ثلثى عدد سكان العالم حتى تقوم دولتهم المزعومة .
من اهم ما تدعو اليه هذة الحركة يتلخص فى ما يلى :
* تقليل سكان العالم من 6 بليون الى نصف بليون فقط.
*الترويج الى اهمية البيئة والارض .
* اقامة حكومة عالمية جديدة واحدة .
* نشر عقيدة روحية عالمية واحدة .
(1) Dramatically reducing the population of the world.
(2) Promoting environmentalism.

(3) Establishing a world government.
(4) Promoting a new spirituality.
See : The Georgia Guidestones
يتم العمل لتنفيذ هذه المخططات ببرامج مختلفة خفية او معلنة باسماء مختلفة قد تكون براقة وبريئة المظهر ليصلوا الى ما يريدون.
من بعض هذه البرامج السلمية المعلنة والتى تهدف الى تقليل سكان العالم عن طريق خفض نسبة خصوبة النساء : برامج خدمات الصحة الانجابية والتى قد سبق لى البحث فى أحد أجندتها التى تهم المجتمع السودانى خاصة ألا وهوموضوع ((ختان الاناث )) ووضحنا كيفية ختان الاناث الشرعى أو الختان الآمن Safe circumcision والذى بحمد الله سبحانه وتعالى تمكنا من تأصيلة ووضحنا الموقف الاسلامى والشرعى فيه بعد الحملات الضارية التى شنت على الختان ككل حتى بدءوا يتكلمون فى شرعية ختان الذكور وانكار فوائده الصحية .ولكن بعد دراسات طويلة فى كل اجندة الصحة الانجابية وجدت ما لم أكن اتصوره ولم يخطر على بال كل من لم يتعمق فى أبعاد أهداف ومضامين هذه الخدمات ,لذا وجدت نفسى أكتب للمرة الثانية عنها لنكشف ما فيها من مهددات خفية لابد الأمم المختلفة ومجتماعتها ان تفهمها وتعرف أبعادها حتى تستطيع العمل على الحفاظ على انفسهم ونسلهم وشرائعهم من خطورتها وخصوصا الامم الاسلامية لان هذه البرامج تدعو الى كل ما يخالف الشريعة الاسلامية ومقاصدها. ويوجد الكثير من المنظمات العالمية ذات القيم والاخلاق الفاضلة التى تعمل فى مناهضة هذه الافكار والعمل على عدم ترويجها ومحاربتها .
لذا فقد وجب علينا بعد ان عرفنا ابعاد وخطورة هذه المهددات ان نتصدي لها ونبينها لكافة افراد الامة فى بلادنا والبلاد الاسلامية خاصة وسائر بلاد العالم , وهذا يتطلب تكاتف كل من له غيرة على هذه الامة فى دينها وأخلاقها وثقافتها..حتى نتمكن من طرح مشروعنا الاسلامى والذى هو موجود ومحفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى ولكن علينا ان نعمل على بثه والدعوة اليه حتى تعود الامة إلى ذاتها وثوابتها وتحقيق مقاصد دينها فى حفظ الدين, النفس ,النسل, المال والعرض.
أرجو من الله سبحانه وتعالى ان يكون هذا عملا صالحاً خالصاً ومتقبلا لوجه الله تعالى، ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
إن وجودنا فى هذه الدنيا مرتبط بمدى ارتباطنا بكلمة "مسلمين" اسماً وفعلا ً، وإلاَّ فالاستبدال كما قال الله تعالى: (وإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) .

د. ست البنات خالد محمد على
إختصاصى أمراض النساء والتوليد
جامعة الخرطوم






الباب الأول



1 – الماسونية العالمية.
2 - نبذة عن منظمة الامم المتحدة .
3 - نبذة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان و التنمية .
4 – أهم مؤتمرات المراة العالمية وأهدافها .
5 - الرؤية المجملة لمضامين وثيقة مؤتمر السكان.

الماسونية العالمية
التعريف :
الماسونية لغة معناها البناءون الأحرار ، وهي في الاصطلاح منظمة يهودية سرية هدامة ، إرهابية غامضة ، محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد ، وتتستر تحت شعارات خداعه ( حرية - إخاء - مساواة - إنسانية ) . جل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم ، من يوثقهم عهداً بحفظ الأسرار ، ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام تمهيداً بحفظ جمهورية ديمقراطية عالمية - كما يدعون - وتتخذ الوصولية والنفعية أساساً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية.
التأسيس وأبرز الشخصيات :
لقد أسسها هيرودس أكريبا ( ت 44م ) ملك من ملوك الرومان بمساعدة مستشاريه اليهوديين:
- حيران أبيود : نائب الرئيس
- موآب لامي : كاتم سر أول
ولقد قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على المكر والتمويه والإرهاب حيث اختاروا رموزاً وأسماء وإشارات للإيهام والتخويف وسموا محفلهم (هيكل أورشليم) للإيهام بأنه هيكل سليمان عليه السلام .
قال الحاخام لاكويز : الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها .. يهودية من البداية إلى النهاية .
أما تاريخ ظهورها فقد اختلف فيه لتكتمها الشديد ، والراجح أنها ظهرت سنة 43م.
وسميت القوة الخفية وهدفها التنكيل بالنصارى واغتيالهم وتشريدهم ومنع دينهم من الإنتشار · كانت تسمى في عهد التأسيس ( القوة الخفية ) ومنذ بضعة قرون تسمت بالماسونية لتتخذ من نقابة البنائين الأحرار لافتة تعمل من خلالها ثم التصق بهم الاسم دون حقيقة · تلك هي المرحلة الأولى.
أما المرحلة الثانية للماسونية فتبدأ سنة 1770م عن طريق آدم وايزهاويت المسيحي الألماني ( ت 1830م ) الذي ألحد واستقطبته الماسونية ووضع الخطة الحديثة للماسونية بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة 1776م ، ووضع أول محفل في هذه الفترة ( المحفل النوراني , النورانين
ILLUMINATI) نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه. · استطاعوا خداع ألفي رجل من كبار الساسة والمفكرون وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمى بمحفل الشرق الأوسط ، وفيه تم إخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية ، وأعلنوا شعارات براقة تخفي حقيقتهم فخدعوا كثيراً من المسلمين
ميرابو ، كان أحد مشاهير قادة الثورة الفرنسية :
· مازيني الإيطالي الذي أعاد الأمور إلى نصابها بعد موت وايزهاويت .
· الجنرال الأمريكي ( البرت مايك ) سرح من الجيش فصب حقده على الشعوب من خلال الماسونية ، وهو واضع الخطط التدميرية منها موضع التنفيذ .
· ليوم بلوم الفرنسي المكلف بنشر الإباحية أصدر كتاباً بعنوان الزواج لم يعرف أفحش منه .
· كودير لوس اليهودي صاحب كتاب العلاقات الخطرة .
· لاف أريدج وهو الذي أعلن في مؤتمر الماسونية سنة 1865م في مدينة أليتش في جموع من الطلبة الألمان والإسبان والروس والإنجليز والفرنسيين قائلاً : " يجب أن يتغلب الإنسان على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السموات ويمزقها كالأوراق ".
· ماتسيني جوزيبي 1805-1872م .
· ومن شخصياتهم كذلك : جان جاك روسو ، فولتير ( في فرنسا ) جرجي زيدان

( في مصر) ، كارل ماركس وأنجلز ( في روسيا ) والأخيران كانا من ماسونيي الدرجة الحادية والثلاثون ومن منتسبي المحفل الإنجليزي ومن الذين أداروا الماسونية السرية وبتدبيرهما صدر البيان الشيوعي المشهور.
الأفكار والمعتقدات :
1 - يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون ذلك خزعبلات وخرافات.
2 - يعملون على تقويض الأديان .
3 - العمل على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الحكم الوطنية في البلاد المختلفة والسيطرة عليها.
4 - إباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة .
5 - العمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم متنابذة تتصارع بشكل دائم.
6 - تسليح هذه الأطراف وتدبير حوادث لتشابكها .
7 - بث سموم النـزاع داخل البلد الواحد وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية
8 - تهديم المبادئ الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضى ولانحلال والإرهاب والإلحاد .
9 - استعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع وخاصة ذوي المناصب الحساسة لضمهم لخدمة* الماسونية والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
10 - إحاطة الشخص الذي يقع في حبائلهم بالشباك من كل جانب لإحكام السيطرة عليه وتيسيره كما يريدون ولينفذ صاغراً كل أوامرهم.
11 - الشخص الذي يلبي رغبتهم في الانضمام إليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط ديني أو أخلاقي أو وطني وأن يجعل ولاءه خالصاً للماسونية .
12 - إذا تململ الشخص أو عارض في شيء تدبر له فضيحة كبرى وقد يكون مصيره القتل.
13 - كل شخص استفادوا منه ولم تعد لهم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة ممكنة.
14 - العمل على السيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية .
15 - السيطرة على الشخصيات البارزة في مختلف الاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة.
16 - السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والإعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية .
17 - بث الأخبار المختلفة والأباطيل والدسائس الكاذبة حتى تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس الحقائق أمامهم .
18 - دعوة الشباب والشابات إلى الانغماس في الرذيلة وتوفير أسبابها لهم وإباحة الإتصال بالمحارم وتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الرباط الأسري .
19 - الدعوة إلى العقم الاختياري وتحديد النسل لدى المسلمين .
20 - السيطرة على المنظمات الدولية بترؤسها من قبل أحد الماسونيين كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ومنظمات الأرصاد الدولية ، ومنظمات الطلبة والشباب والشابات في العالم.
لهم درجات ثلاث :
- العمي الصغار : والمقصود بهم المبتدئون من الماسونيين .
- الماسونية الملوكية : وهذه لا ينالها إلا من تنكر كلياً لدينه ووطنه وأمته وتجرد لليهودية ومنها يقع الترشيح للدرجة الثالثة والثلاثون كتشرشل وبلفور ، ورؤساء أمريكا (كاشتراط في الترشيح)م .
- الماسونية الكونية : وهي قمة الطبقات ، وكل أفرادها يهود ، وهم أحاد ، وهو فوق الأباطرة والملوك والرؤساء لأنهم يتحكمون فيهم ، وكل زعماء الصهيونية من الماسونية الكونية كهرتزل ، وهم الذين يخططون للعالم لصالح اليهود .
· يتم قبول العضو الجديد في جو مرعب مخيف وغريب حيث يقاد إلى الرئيس معصوب العينين وما أن يؤدي يمين حفظ السر ويفتح عينيه حتى يفاجأ بسيوف مسلولة حول عنقه وبين يديه كتاب العهد القديم ومن حوله غرفة شبه مظلمة فيها جماجم بشرية وأدوات هندسية مصنوعة من خشب … وكل ذلك لبث المهابة في نفس العضو الجديد .
· هي كما قال بعض المؤرخين " آلة صيد بيد اليهودية يصرعون بها الساسة ويخدعون عن طريقها الأمم والشعوب الجاهلة ".
· والماسونية وراء عدد من الويلات التي أصابت الأمة الإسلامية ووراء جل الثورات التي وقعت في العالم : فكانوا وراء إلغاء الخلافة الإسلامية وعزل السلطان عبد الحميد ، كما كانوا وراء الثورة الفرنسية و البلشفية والبريطانية .
· تشترط الماسونية على من يلتحق بها التخلي عن كل رابطة دينية أو وطنية أو عرقية ويسلم قياده لها وحدها .
· حقائق الماسونية لا تكشف لأتباعها إلا بالتدريج حين يرتقون من مرتبة إلى مرتبة وعدد المراتب ثلاث وثلاثون .
· يحمل كل ماسوني في العالم فرجارا صغيراً وزاوية لأنهما شعار الماسونية منذ أن كانا الأداتين الأساسيتين اللتين بنى بهما سليمان الهيكل المقدس بالقدس .
· يردد الماسونيون كثيراً كلمة " المهندس الأعظم للكون " ويفهمها البعض على أنهم يشيرون بها إلى الله سبحانه وتعالى والحقيقة أنهم يعنون " حيراما " إذ هو مهندس الهيكل وهذا هو الكون في نظرهم .
الجذور الفكرية والعقائدية :
جذور الماسونية يهودية صرفة ، من الناحية الفكرية ومن حيث الأهداف والوسائل وفلسفة التفكير . وهي بضاعة يهودية أولاً وآخراً ، وقد اتضح أنهم وراء الحركات الهدامة للأديان والأخلاق وقد نجحت الماسونية بواسطة جمعية الإتحاد والترقي في تركيا في القضاء على الخلافة الإسلامية ، وعن طريق المحافل الماسونية سعى اليهود في طلب أرض فلسطين من السلطان عبد الحميد الثاني ، ولكنه رفض رحمه الله وقد أغلقت محافل الماسونية في مصر سنة 1965م بعد أن ثبت تجسسهم لحساب إسرائيل .
الانتشار ومواقع النفوذ:
· لم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوي نفوذاً من الماسونية ، وهي من شر مذاهب الهدم التي تفتق عنها الفكر اليهودي.
· ويرى بعض المحققين أن الضعف قد بدأ يتغلل في هيكل الماسونية وأن التجانس القديم في التفكير وفي طرق الانتساب قد تداعى.
يتضح مما سبق :
أن الماسونية تعادي الأديان جميعاً ، وتسعى لتفكيك الروابط الدينية ، وهز أركان المجتمعات الإنسانية ، وتشجع على التفلت من كل الشرائع والنظم والقوانين . وقد أوجدها حكماء صهيون لتحقيق أغراض التلمود وبروتوكولاتهم ، وطابعها التلون والتخفي وراء الشعارات البراقة ، ومن والاهم أو انتسب إليهم من المسلمين فهو ضال أو منحرف أو كافر ، حسب درجة ركونه إليهم .

فتوى الأزهر:
وقد أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر بياناً بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الليونز والروتاري جاء فيه :
" يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها وواجب المسلم ألا يكون إمعة يسير وراء كل داع وناد بل واجبه أن يمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " لا يكن أحدكم إمعة يقول : إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم "
وواجب المسلم أن يكون يقظاً لا يغرر به ، وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم ، ولها مقاصدها وغاياتها العلنية ، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه والله أعلم )


رئيس الفتوى بالأزهر.
عبد الله المنشد .
فتوى المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي:

كما أصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي فتوى أخرى جاء فيها:
" وقد قام أعضاء المجمع بدراسة وافية عن هذه المنظمة الخطيرة ، وطالع ما كتب عنها من قديم وجديد ، وما نشر من وثقائها فيما كتبه ونشره أعضاؤها ، وبعض أقطابها من مؤلفات ، ومن مقالات في المجلات التي تنطق باسمها
- وقد تبين للمجمع بصورة لا تقبل الريب من مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما يلي:
أن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة ، بحسب ظروف الزمان والمكان ، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها .
- أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء والإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب.
- أنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية ، على أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر ، في أي بقعة من بقاع الأرض ، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته ، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أيا كان على أساس معاونته في الحق لا الباطل . وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال .
- إن الدخول فيه يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة .
- أن الأعضاء المغفلين يتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتب دنيا ، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجياً في ضوء التجارب والإمتحانات المتكررة للعضو على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة .
- أنها ذات أهداف سياسية ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغييرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية .
- أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ويهودية الإدارة العليا والعالمية السرية وصهيونية النشاط .
- أنها في أهدافها الحقيقة السرية ضد الأديان جميعها لتهديمها بصورة عامة وتهديم الإسلام بصفة خاصة.
- أنها تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسية أو الإجتماعية أو العلمية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم ، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها ، ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك ولرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم .
- أنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت الأسماء إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما ، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها منظمة الروتاري والليونز . إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى كلياً مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية
وقد تبين للمجمع بصورة واضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية ، وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثيرة من المسؤولين في البلاد العربية وغيرها ، في موضوع قضية فلسطين ، وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في هذه القضية المصيرية العظمى ، لمصلحة اليهود والصهيونية العالمية
لذلك ولكثير من المعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى وتلبيساتها الخبيثة وأهدافها الماكرة يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام مجانب أهله.


نبذة عن منظمة الأمم المتحدة
التاريخ الحقيقي لنشأة الأمم المتحدة:
القانون الدولي بمعناه الحديث لا يتجاوز عمره ثلاثة قرون؛ منذ أواسط القرن السابع عشر الميلادي، على إثر المنازعات الأوربية التي انتهت بإبرام معاهدة وستفاليا سنة 1648م التي تعتبر فاتحة عهد جديد للعلاقات الدولية، والنقطة التي يبدأ عندها تاريخ القانون الدولي في وضعه الحالي؛ حيث نشأ القانون الدولي الحديث أصلاً في أوروبا ثم امتد سلطانه خارجها إلى الدول التي تأثرت بالمدنية الأوروبية.
ويؤكد علماء القانون الوضعي النشأة الكاثوليكية للقانون الدولي، وكانت هذه النشأة للقانون الدولي مرتبطة بنشأة الدول الأوروبية واستقلالها عن سلطة البابا الدينية، وبالتحولات الاقتصادية والسياسية التي واكبتها حيث ظهرت فكرة العائلة الدولية؛ وهي تعني مجموع الوحدات الدولية، وأهمها الدول ذات السيادة التي يقع عليها إلزام القانون الدولي، وليست هذه الجماعة من الوجهة القانونية مستقلة عن الدول الأعضاء فيها، وإنما هي تعبير عن صلاتٍ يربط بينها أنواع من الترابط.
وسبب نشوء هذه العائلة الدولية هو تمكين الدول النصرانية وحدها من أن تمتلك أراضي الجماعات غير النصرانية، وأن تبطش بها وتستنزف خيراتها، فلذلك كونت فيما بينها عائلة دولية أوروبية مسيحية؛ ولذلك أعلن التحالف الديني في المؤتمر الأوروبي المقدس! عام 1815م، عزم المتعاقدين القوي على ألا يتخذوا لسياستهم وتسيير شؤونهم إلا قواعد النصرانية.
ثم في مرحلة تالية اتخذت الدول الأوروبية أساساً جديداً للعلاقات الدولية، وهو المدنية؛ بمعنى أن الدول المتمدنة يصح أن يعترف لها بالشخصية الدولية وأن يكون لها حق التملك وأن تكون عضواً في العائلة الدولية؛ وذلك لأنها اضطرت لاعتبارات تتعلق بالتوازن الدولي إلى قبول الدولة العثمانية في معاهدة باريس (1856م) عضواً في العائلة الدولية، فتشارك الدول النصرانية في الحقوق والواجبات الدولية على أساس المساواة، غير أن هذه العضوية ظلت ضعيفة بالنظر إلى استمرار نظام الامتيازات الأجنبية فيها، وبعد نصف قرن من الزمان سنحت الفرصة أيضاً لليابان، ويومها قال دبلوماسي ياباني مخاطباً العالم الغربي بتهكم : حينما تحقق لكم أننا على الأقل نتساوى معكم في علوم الدمار، سمحتم لنا بالجلوس على موائدكم باعتبارنا متحضرين!. وكان ذلك عقب انتصار اليابان على روسيا القيصرية.
واستغلت الدول النصرانية الأوروبية شعار المدنية لترتكب به أفظع الجرائم على البشرية، فاحتلت أقاليم الدول الأخرى، وراحت تستغلها أبشع استغلال، فتفسد عقائدها وأخلاقها، وتستنزف خيراتها ومواردها، وتسخر أبناءها في العمل والصناعة.
وكانت هذه الدول تتسابق فيما بينها على التسلط؛ لتحصل الدولة الكبرى منها على أوسم قطعة في الفريسة الصريعة (من بلدان الشرق الأدنى والأوسط والأقصى). وأذكى ذلك نيران الأخذ بالثأر، فاندلعت الحرب العالمية الأولى (1914م) التي تعرضت فيها البشرية لأهوال قاسية.
ولما هدأت العاصفة واجتمعت الدول الأوربية في مؤتمر باريس (1919م)، لإعادة بنيان الدول الذي كان على وشك الانهيار، عندئذ أصبحت النغمة الجديدة هي السلام الذي يخفي وراءه ما يخفي، حيث جاء نظام الانتداب ليطلى به نظام الاستعمار القديم، وليقاتل الأمم والشعوب التي وعدت بالحرية والاستقلال؛ فمصر تحت الانتداب الإنجليزي، وكذلك فلسطين.. وسورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي...
وكان من نتائج مؤتمر باريس السابق النص على إنشاء عصبة الأمم المتحدة لتكون أداة لحفظ السلام العام ولتوطيد العلاقات بين الدول، وتعود الجذور التاريخية لنشوء عصبة الأمم إلى المدرسة الكاثوليكية في الفكر الأوروبي، التي تعكس الروح أو الطبيعة الرومانية القائمة على العنف وعبادة القوة المادية والتعصب العقدي والروح الصليبية ضد العالم الإسلامي، ومن دعاة هذه المدرسة بيير ديبو من رجال القانون الفرنسي؛ ففي كتابه استرداد الأرض المقدسة يدعو إلى تكوين عصبة أمم تكون قاصرة على الدول الأوروبية، وقادرة على محاربة العالم الإسلامي لاسترداد فلسطين من أيدي المسلمين لتكون في يد الأوروبيين.
ولئن فشلت عصبة الأمم فيما زعمته من حفظ السلام الدولي، وعصفت بها الأعاصير السياسية الدولية، فإن التركة آلت إلى هيئة جديدة بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حين منحت دول مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945م شهادة ميلاد هيئة الأمم المتحدة؛ لتكون محط آمال العالم أجمع، يتطلع إليها راجياً أن تحقق للمستقبل ما أخفقت عصبة الأمم في تحقيقه في الماضي.
ولكن الهيئة الدولية الجديدة جاءت لتكوين ديكتاتورية من الدول الكبرى لتسيير السياسة العالمية، ويشهد لهذا: أن الدول الخمس ذات التمثيل الدائم في مجلس الأمن (وهي: الصين وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا) لكل منها حق الاعتراض على أي قرار يصوت عليه في مجلس الأمن، وعندئذ يمتنع المجلس من إصداره، ويصير القرار كأن لم يكن، مهما تكن أغلبية الأصوات التي وافقت عليه في الأصل.
وواقع الحال كما هو مشاهد منذ نشأتها يؤيد هذا ؛ فكم من المشاريع والقرارات التي اتخذت من أجل بعض قضايا المسلمين في العالم ـ وما أكثر هذه القضايا! ـ أو صوت عليها، فكان أن أخرج أحد الأعضاء الكبار لسانه لذلك القرار فأصبح كأنه لم يكن!، وكم تواطأ الجميع على قضايا المسلمين وتآمروا ضدهم بصورة من الصور، بل بكل الصور، أبعد هذا كله وبعد معرفة أصل ونشأة هذه المنظمة الدولية وجذورها التاريخية والفكرية والسياسية يمكن أن يعلق المسلمون عليها الآمال لتحل مشكلاتهم أو لتنصفهم من المعتدين عليهم؟!.
منظومة الأمم المتحدة:
يرتبط بالأمم المتحدة من خلال اتفاقات تعاونية صندوق النقد الدوليوالبنك الدولي واثنتا عشرة منظمة أخرى مستقلة تعرف باسم "الوكالات المتخصصة" وهذهالوكالات التي من بينها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولي هيهيئات مستقلة أُنشئت بموجب اتفاق حكومي دولي. وهي تضطلع بمسؤوليات دولية واسعةالنطاق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والصحية والمجالاتذات الصلة. وبعضها، مثل منظمة العمل الدولية والاتحاد البريدي العالمي، أقدم عهداًمن الأمم المتحدة ذاتها.
وبالإضافة إلى ما تقدم، يعمل عدد من مكاتب الأمم المتحدة وبرامجهاوصناديقها - مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدةالإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) - على تحسين الحالة الاقتصاديةوالاجتماعية للشعوب في جميع أنحاء العالم. وهي ترفع تقارير إلى الجمعية العامة أوالمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
ولكل من هذه المنظمات مجلس إدارته وميزانيته وأمانته. وتعرف والأممالمتحدة معاً بأسرة الأمم المتحدة أو منظومة الأمم المتحدة. وهي توفر معاً المساعدةالتقنية وكافة أشكال المساعدة العملية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعيةتقريباً.
عبر السنوات لم تتخل الأمم المتحدة عن محاولات فرض نظام أخلاقي عقدي عالمي منذ إنشائها وإلى اليوم( انظر فى مقال عقيدة العالم الجديد )، غير أن عقبات كثيرة كانت تحول دون المضي قدماً في شأنه أهمها الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم يبق أمام الولايات المتحدة عائق يحول دون تمرير أجندتها العالمية، فتسارعت خطواتها وتواصلت برامجها وتواترت تصريحاتها كاشفة نواياهم في إقرار هذا النظام العالمي. ويتمثل الخطر المتزايد للأمم المتحدة، في التصديق على عدد من الاتفاقيات الدولية، الأمر الذي يعطي الأمم المتحدة سيطرة مباشرة على الأنظمة القطرية والإقليمية بل حتى على مستوى الأفراد؛ ذلك أن تنامي قوة الأمم المتحدة سيؤثر على كل فرد في المعمورة ؛ و الخطر الأكبر يتمثل في أن الأمم المتحدة ليست أداة لتمكين النظام العالمي الجديد فحسب بل أداة لتوطين العقيدة العالمية الجديدة !!!، العقيدة التي ترى أنها توافق روح العصر و تواكب مستجدات الفكر.
صندوق الأمم المتحدة للسكان:
صندوق الأمم المتحدة للسكان هو أكبر مصدر في العالم لتمويل البرامج السكانية وبرامج الصحة الإنجابية. ومنذ أن بدأنا العمليات في عام 1969، قدم الصندوق حتى الآن ما يقرب من 6 بلايين دولار كمساعدات إلى البلدان النامية.
ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية في أكثر من 140 بلداً، بناء على طلب هذه البلدان، وبدعم من المجتمع الدولي. وندعم البرامج التي تساعد النساء والرجال والشباب على:
· تنظيم الأسرة وتجنب حالات الحمل العرضية؛
· الحمل والولادة بأمان؛
· تجنب الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي – بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز؛
· ومكافحة العنف ضد المرأة.
وهذه العناصر مجتمعة تعزز الصحة الإنجابية والتى هى : – حالة من العافية التامة البدنية والذهنية والاجتماعية في جميع الأمور المتعلقة بنظام الإنجاب. ومن المعترف به أن الصحة الإنجابية حق من حقوق الإنسان، وهي جزء من الحق في الصحة.
ويساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضاً الحكومات في أشد بلدان العالم فقراً، وفي غيرها من البلدان التي تحتاج إلى المساعدة، على صوغ السياسات والاستراتيجيات السكانية التي تدعم التنمية المستدامة. كما أن جميع البرامج التي يمولها الصندوق تعزز المساواة للمرأة.
ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تنمية الوعي بهذه الاحتياجات لدى الناس في كل مكان. وندعو إلى إيلاء اهتمام أكبر للمشاكل السكانية ونساعد على تعبئة الموارد لحلها.
ومساعدات الصندوق تؤتي ثمارها. فمنذ عام 1969 حتى الآن ازداد معدل الوصول إلى البرامج الطوعية لتنظيم الأسرة في البلدان النامية وهبطت معدلات الخصوبة إلى النصف، من ستة أولاد للمرأة الواحدة إلى ثلاثة أولاد. واختار نحو 60 في المائة من النساء المتزوجات استعمال وسائل منع الحمل، بينما كانت هذه النسبة تتراوح بين 10 و 15 في المائة عندما بداية العمل.
تحقيق الأهداف الإنمائية :
يسترشد صندوق الأمم المتحدة للسكان في عمله ببرنامج العمل الذي اعتمدته 179 حكومة في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994. فقد اتفق المؤتمر على أن تلبية احتياجات الناس في مجالي التعليم والصحة، بما فيها الصحة الإنجابية، هي شرط أساسي للتنمية المستدامة.
والأهداف الرئيسية لبرنامج العمل هي:
· وصول الجميع إلى خدمات الصحة الإنجابية بحلول عام 2015؛
· توفير التعليم الابتدائي للجميع وسد الفجوة بين الجنسين في التعليم بحلول عام 2015؛
· خفض معدلات الوفيات النفاسية بنسبة 75 في المائة بحلول عام 2015؛
· خفض معدلات وفيات الرضع؛
· زيادة العمر المتوقع عند الولادة.
وأعيد تهذيب وتوسيع هذه الأهداف عام 1999. وكانت واحدة من أهم الإضافات تتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز:
تحسين الصحة الإنجابية :
الصحة الإنجابية هي وسيلة للوصول إلى التنمية المستدامة وحق من حقوق الإنسان. فهناك نحو 350 مليون من الأزواج يفتقرون إلى الوسائل المناسبة لتنظيم أسرهم أو المباعدة بين ولادات أطفالهم. ويموت في كل عام نصف مليون امرأة في البلدان النامية أثناء الحمل أو الولادة. والاستثمار في الصحة الإنجابية ينقذ الأرواح ويحسن الحياة، ويحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز ويشجع المساواة بين الجنسين. وتساعد هذه الأمور بدورها على استقرار النمو السكاني والحد من الفقر. ومنافع الاستثمار في الصحة الإنجابية تمتد من الفرد إلى الأسرة ومن الأسرة إلى العالم.
ويشجع صندوق الأمم المتحدة للسكان الأخذ بنهج كلي إزاء رعاية الصحة الإنجابية يتضمن: الوصول إلى طائفة من وسائل منع الحمل المأمونة وبتكلفة مقدور عليها، وتقديم المشورة بحكمة، وتوفير الرعاية السابقة للولادة، والولادة بإشراف مولد، ورعاية التوليد في حالات الطوارئ والرعاية بعد الولادة، والوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
دعم المراهقين والشباب:
جيل الشباب في العالم اليوم أكبر منه في أي وقت مضى – وهو أول جيل من الشباب يكبر ومعه فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. فهناك ما يزيد عن بليون شخص تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 24 سنة.
ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان لكفالة تزويد المراهقين والشباب بالمعلومات الكافية وبالتوجيه الحيادي النزيه والخدمات الشاملة بتكلفة مقدور عليها لمنع الحمل غير المرغوب فيه ومنع الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بما في ذلك الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية التي تؤدي إلى الإيدز.

الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز :
في كل يوم يصاب 14000 شخص – نصفهم ممن تراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة – ومن ثم يتفاقم الأثر الرهيب لهذا الوباء على الصحة وعلى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول. ففي بعض أجزاء أفريقيا جنوب الصحراء، يزيد احتمال تعرض الشابات للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بستة أمثال احتمال تعرض الشباب له.
فالوقاية هي محور الحرب التي يشنها صندوق الأمم المتحدة للسكان ضد هذا المرض ومن ثم يجري دمجها في البرامج الصحية في جميع أنحاء العالم. وتشمل الوقاية تشجيع الشباب على السلوك الجنسي المأمون، مع التأكد من أن الرفالات متوفرة بسهولة ومستعملة على نطاق واسع وبالطريقة الصحيحة، وتشمل تمكين المرأة لحماية نفسها وأطفالها وتشجيع الرجال على التصرف الفعال في هذا الصدد.
تعزيز المساواة بين الجنسين :
تستطيع المرأة أن تقوم بدور قوي في التنمية المستدامة والقضاء على الفقر ويجب أن تقوم بهذا الدور. فعندما تكون المرأة متعلمة وصحيحة الجسم تنتفع أسرتها ومجتمعها وأمتها. ومع ذلك فإن التمييز والعنف الجنسانيان مستشريان في جميع نواحي الحياة تقريباً، مما يعطل فرص المرأة ويحرمها من القدرة على الممارسة الكاملة لحقوق الإنسان الأساسية.
لقد كان صندوق الأمم المتحدة للسكان، خلال أكثر من 30 عاماً، في الخط الأول من العمل على جذب الانتباه إلى قضايا الفوارق بين الجنسين، وتشجيع الإصلاحات القانونية والسياسية، وجمع البيانات التي تراعي الفوارق بين الجنسين، ودعم المشاريع التي تمكّن المرأة اقتصاديا. ويهدف الصندوق إلى تحسين وضع المرأة في كل مرحلة من حياتها.
تأمين إمدادات الصحة الإنجابية :
بدون السلع الأساسية – من وسائل منع الحمل إلى مجموعات أدوات الاختبار، إلى المعدات المتعلقة برعاية التوليد الطارئ – لا يمكن ممارسة الحق في الصحة الإنجابية بصورة تامة. ففي كثير من الأماكن هناك حاجة عاجلة إلى الرفالات لمنع تزايد انتشار فيروس نقص المناعة البشرية القاتل.
وولاية صندوق الأمم المتحدة للسكان في هذا المجال هي توفير الكميات المناسبة من المنتجات المناسبة بالحالة المناسبة في المكان والزمان المناسبين. ويشترك في هذه العملية اللوجستية المعقدة عدد كبير من الفاعلين، بما في ذلك القطاعان العام والخاص. ويتخذ الصندوق دوراً قياديا في تأمين السلع الخاصة بالصحة الإنجابية، وتنسيق العملية والتنبؤ بالاحتياجات وتعبئة الدعم وبناء القدرة اللوجستية على الصعيد القطري.
المساعدة في حالات الطوارئ
إن الأزمات الإنسانية تشكل كوارث للصحة الإنجابية. فمضاعفات الحمل والولادة هي الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء المشردات في سن الإنجاب. وفي الصراعات يزداد بصورة درامية خطر العنف الجنسي والإصابات التي تنتقل بالاتصال الجنسي، بما فيها فيروس نقص المناعة البشرية.
وفي إطار الاستجابات المنسقة المشتركة بين الوكالات للكوارث، يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان حملة توفير الإمدادات والخدمات لحماية الصحة الإنجابية. والمجالات ذات الأولوية بالنسبة للاستجابات الطارئة تشمل الأمومة المأمونة ومنع الإصابات التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بما فيها الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وصحة المراهقين والعنف الجنسي والقائم على نوع الجنس.
النهوض بالتنمية المستدامة :
التغيرات في هيكل السكان وتوزعهم وحجمهم تتداخل في جميع جوانب التنمية المستدامة. ومن شأن تتبع هذه التغيرات وتحليل الاتجاهات السكانية أن يساعد الحكومات والوكالات الدولية على توليد الإرادة السياسية للتصدي بصورة ملائمة للاحتياجات الحالية والمقبلة.
كما يساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان البلدان النامية على جمع وتحليل البيانات السكانية وإدماج استراتيجيات سكانية وإنمائية في التخطيط الوطني والإقليمي والعالمي.
بناء الدعم :
صندوق الأمم المتحدة للسكان هو المدافع الرئيسي عن الصحة الإنجابية والحقوق الإنجابية، بما في ذلك الحق في اختيار عدد الأولاد والمباعدة بين الولادات. ويدعو الصندوق أيضاً إلى إدماج القضايا السكانية في عمليات التخطيط الوطنية. والدعوة – على الأصعدة الفردية والمجتمعية والوطنية والإقليمية والعالمية – هي أداة قوية يستطيع بها الصندوق أن يزيد من تأثيره.
والتحالفات – مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والقطاع الخاص – تمكن الصندوق من زيادة الوعي بالأهداف التي حددت في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وفي قمة الألفية للأمم المتحدة.
ويمتد عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى مختلف أنحاء العالم، إذ يقدم الدعم لبرامج في أربع مناطق نامية هي: منطقة الدول العربية وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء. ونعمل في 142 بلداً ومنطقة وإقليماً من خلال تسعة أفرقة خدمات تقنية و112 مكتباً قطرياً.
المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (القاهرة، 1994):
يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى تحقيق الأهداف المعلنة في برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (القاهرة، 1994) التي تشمل توفير التعليم للجميع وخفض الوفيات وإمكانية الحصول على خدمات تنظيم الأسرة وخدمات الصحة الإنجابية على الصعيد العالمي. وصادق المؤتمر على مجموعة من الأهداف السكانية والإنمائية المترابطة بما في ذلك النمو الاقتصادي المعزز في سياق التنمية المستدامة، وتحقيق المساواة والإنصاف بين الجنسين. واستجدت البلدان على إدراج العوامل السكانية في جميع الاستراتيجيات الإنمائية والعمل على وضع نهاية للعنف الجنسي والممارسات التقليدية الضارة.
وركّز المؤتمر* على مفهوم الاستدامة وشدد على الأهمية الحيوية للعوامل البيئية والسكان بالنسبة للنمو الاقتصادي. وقام بنقل تأكيده على الأهداف العددية إلى نهج شامل متكامل، تشكل الخدمات والتعليم ونوعية الرعاية عناصره الأساسية. وقد وضع المؤتمر، بصورة جلية، نهاية لمفهوم الحد من تزايد السكان، مُسلماً بأن الأسر الأصغر حجماً والنمو السكاني الأبطأ إنما هما نتيجة للاختيار الحر!!! في مجال رعاية الصحة الإنجابية، التي تشمل طائفة من خدمات توفير المعلومات عن تخطيط الأسرة، وليسا سبباً للتحكم. ولعل أهم إنجازاته الاعتراف بضرورة تمكين النساء لإدارة حياتهن بأنفسهن.
وفي عام 1999، جرى استعراض لتقييم التقدم العالمي المحرز نحو تحقيق الأهداف التي حددها برنامج العمل (المؤتمر الدولي للسكان والتنمية +5 سنوات). وتبين منه أن بلداناً كثيراً أحرزت تقدماً ملموساً نحو بلوغ الأهداف التي وضعت في مؤتمر القاهرة.
وحددت معايير جديدة للسنوات الخمس التالية خلال الاستعراض الذي أجرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دعا إلى تكثيف العمل فيما يتعلق بالمجالات الرئيسية التالية: الصحة الإنجابية والجنسية، والوفيات النفاسية، واحتياجات المراهقين من حيث الصحة الإنجابية، والحد من عمليات الإجهاض، والتصدي للعواقب الصحية الناجمة عن الإجهاض غير المأمون، والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والقضايا الجنسانية والتثقيف الجنسى.
الرؤية المجملة لمضامين وثيقة مؤتمر السكان:
بعض صيغ الوثيقة، أو هي في ظاهرها ومجملها، تبدو وكأنها ترسخ مبادئ الحق، والحرية، والمساواة، بيد أن الفاحص المتأني، يدرك أن هذه الصيغة أو الصياغة، استغلت تلك الشعارات البراقة لنشر الإباحية، وإغفال الدين، والأخلاق، مع ربط ذلك كله بزيادة السكان، وعلاقتها بالفقر، وأن الحد من النمو السكاني هو الطريق الأمثل لتحقيق التنمية، ورفع مستوى المعيشة، واحتواء الفقر .‏
وإذا كان الحد من النمو السكاني غاية، فإن الغاية تبرر الوسيلة - كما يقولون- ومن هنا تعددت الوسائل للوصول إلى هذه الغاية، ومن الأمثلة على ذلك، وليس على سبيل الحصر،ما يلى : ‏
‏1 ـ جاء في الفقرة السابعة مايلي : [يتعين على البلدان، بدعمٍ من المجتمع الدولي، أن تحمي، وتعزز حقوق المراهقين في التربية، والمعلومات، والرعاية المتصلة بالصحة الجنسية، والتناسلية].. وقد يكون هذا مقبولاً، مع ما فيه من غموض، وتنكير في الألفاظ، وخلط مفاهيم التربية مع المعلومات، مع الرعاية المتصلة بصحة الجنس، والتناسل .‏ إلا أن من غير المقبول، الدعوة لغل سلطة الدولة، والافتئات على سيادتها في إعطاء مقدمي خدمات الرعاية الصحية الحق في التدخل في الأسرة، وعزل الأبناء عن الآباء، لاتخاذ قرارات تتعلق بالجنس للمراهقين بمعزل عن الأسرة، وإسقاط توجيهها للأبناء.‏
انظر إلى ما جاء في ذلك، ونصه : [يجب أن تزيل البلدان العوائق القانونية، والتنظيمية، والاجتماعية، التي تعترض سبيل توفير المعلومات، والرعاية الصحية، والجنسية، والتناسلية للمراهقين، كما يجب أن تضمن أن لا تحد مواقف مقدمي الرعاية الصحية من حصول المراهقين على الخدمات والمعلومات التي يحتاجونها، وفي إنجاز ذلك لابد للخدمات المقدمة إلى المراهقين أن تضمن حقوقهم في الخصوصية، والسرية، والموافقة الواعية والاحترام].‏
وهذا يعني أن إحدى وسائل الحد من النمو السكاني، يتم من خلال تقديم الثقافة والمعلومات الجنسية للمراهقين والمراهقات، ومن ثم إباحة الممارسات الجنسية لهذه الشريحة الاجتماعية من البشر في هذه السن الخطرة، من خلال حقهم في سرية هذه الأمور، وعدم انتهاكها من قبل المجتمع، بل والأسرة التي ينتمي إليها أولئك المراهقون.‏
‏2 ـ شرعية الإجهاض أو إباحته من قبل الأجهزة المعنية في الدولة، سبيل إلى الحد من النمو السكاني، ونظرًا لأن خطاب الناس بالنص الواضح من الكلم، تقابله النفوس بالرفض، استخدمت الوثيقة تعابير براقة عديدة، مضمونها وجوهرها تحقيق الهدف، وهو إباحة الإجهاض بصبغة نظامية، ومن ذلك مثلاً : ‏
أ ـ [وينبغي بذل جهود خاصة لإشراك الرجل وتشجيعه على الاشتراك النشط في الأبوة المسؤولة، أو الصحة والسلوك الجنسيين والتناسليين... والوقاية من حالات الحمل غير المرغوب فيها].‏
ب ـ الفقرة الثامنة/25 والفقرة البديلة تطالبان بوضوح، بإجراء تغييرات تشريعية وسياسية، مناطها معالجة ما يسمى بالإجهاض غير المأمون، وهذه الدعوى أو المطالبة ليست موجهة إلى الحكومات وحسب، بل موجهة كذلك إلى الهيئات والمنظمات غير الحكومية، على اعتبار أن الإجهاض غير المأمون شاغلاً رئيسًا من شواغل الصحة العامة.‏
وترى الفقرة البديلة أنه في الأحوال التي يكون فيها الإجهاض قانونيًا، ينبغي أن توضع في متناول النساء اللائي يرغبن في إنهاء حملهن، معلومات موثقة، ومشورة عطوفة، كما أنه لا يمكن تقرير أية تدابير لتوفير الإجهاض المأمون والقانوني، داخل النظام الصحي، إلا على الصعيد الوطني، عن طريق تغييرات في السياسة وعمليات تشريعية.‏
جـ ـ وتدعو الفقرة [7 -4] من الوثيقة إلى إنهاء الحمل، وتخفيف عواقب الإجهاض وهي إلى جانب ذلك تنفر من ختان الأنثى وترى أن التنفير يجب أن يكون جزءًا من برامج الرعاية الصحية، والجنسية، والتناسلية.‏
‏3 ـ الممارسات الجنسية التي تقع خارج نطاق العلاقات الشرعية بين الرجال والنساء، أمر تشجع عليه هذه الوثيقة، وتروّج له، وآية ذلك أنها - أي الوثيقة- فصلت بين الزواج، والجنس، والإنجاب، واعتبرتها موضوعات متباينة لا علاقة لبعضها بالآخر، ولا ارتباط بينهم قائم .‏
كما أنها عند الحديث عن الأسرة، ابتكرت مفهومًا بل مفاهيم حديثة لماهية الأسرة، خلا تمامًا من أي التزامات شرعية أو قانونية، أو حتى أخلاقية.. وها هو النص يقول في الفصل الخامس تحت عنوان الأسرة، وأدوارها وحقوقها، وتكوينها، وهيكلها : وتتمثل الأهداف فيما يلي :
ـ وضع سياسات، وقوانين، تقدم دعمًا أفضل للأسرة، وتسهم في استقرارها، وتأخذ في الاعتبار تعددية أشكالها!
ثم جاء بعد ذلك في الوثيقة ما يفسر هذه التعددية بمثل زواج الجنس الواحد، والمعاشرة بدون زواج، والكل في الحقوق متساوٍ، لايخشى شيئًا، لأن هناك مطالبة ملحاحة في جعل هذه الأشكال الأسرية الشاذة أمرًا نابعًا من تشريعات تسنها الدول لرعاياها.‏
‏4 ـ وعقد النكاح، يشترط فيه جمهرة الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، أن تكون ألفاظه مشتقة من مادتي نكح، وزوّج، لجلال هذا العقد، وخطره، ولما فيه من معنى العبادة لله، بتكثير من يعبدونه في هذا العالم.‏
وهذا التأكيد على الشروط، والإغراق في الشكلية من قبل جمهرة أعلام الفقه الإسلامي، مناطه التحسب التام لخطورة هذا العقد، مع علمهم التام أيضًا - رضي الله عنهم جميعًا- بأن الأصل في العقود في الفقه الإسلامي، ومنها عقد الزواج، هو قيامها على التراضي بين الطرفين، هذا التراضي الذي يدل عليه التعبير الصحيح عن إرادة كل منهما، وبأي لغة يفهمها أطراف العقد. ومع علمهم التام أيضًا، بأن العبرة في العقود بالمعاني، لا بالألفاظ، والمباني .‏
أقول : هذا العقد، وهذا المفهوم السابق، أهدرته الوثيقة تمامًا، حيث دعت إلى القضاء على التمييز في السياسات، والممارسات المتعلقة بالزواج، وأشكال الاقتران الأخرى.. ما أبشع ذلك شكلاً ومعنى! الزواج، الذي هو صلة مشروعة بشرع الله، يجب إهداره من وجهة نظر القردة، والخنازير، وعبد الطاغوت، وعودة البشر إلى شيوعية الجنس، بل أكثر من ذلك، لأن شيوعية الجنس تعني أن تكون كل النساء حقًا مشاعًا لجميع الرجال، في المجتمع الحيواني موضوعًا، الآدمي شكلاً.. ووجه الأكثرية من هذه الشيوعية، أن هذه الوثيقة عندما تبيح كافة أنواع الاقتران الجنسي، فإن فعل قوم لوط داخل في تلكم الإباحية، واقتران النساء بالنساء داخل فيها كذلك.. شذوذ عجيب ما أعجبه!!‏
‏5 ـ حرية ممارسة الجنس للجميع، أمر مكفول بنص الوثيقة، ودون أي التزام ديني أو خلقي أو شرفي، ولا قيد على ذلك بتاتًا إلا قيد واحد فقط، هو أن تكون تكلم الممارسات آمنة صحيًا، ومن هنا لزم أهل المسؤولية - في نظر هذه الوثيقة- الترويج للسلوك الجنسي المأمون، والمسؤول، بما في ذلك العفة الطوعية، واستخدام الواقي الذكري.. وعلى المسؤولين عبء آخر، وهو إلغاء القوانين التي تحد من ممارسة الأفراد لنشاطهم الجنسي بحرية، واختيار، وحماية الحاملات سفاحًا، لأن ممارسة الجنس، والإنجاب، حرية شخصية، وليست مسؤولية جماعية.‏
‏6 ـ آخر عناصر الرؤية المجملة لوثيقة مؤتمر السكان، أو بالأحرى مؤتمر الإسكات لأهل الإسلام خاصة، ولباقى الدولة النامية عامة، يتلخص في الحقائق التالية : ‏
أولاً : استخدم مشروع برنامج عمل المؤتمر في فقرات عديدة، مصطلحات كثيرة، منها على سبيل المثال : ‏
‏1 ـ الصحة الجنسية
Sexual Health
2 ـ صحة التكاثــر
Reproductive Health
3 ـ حقوق التكاثر
Reproductive Rights
وذلك دون بيان مراده من حقيقة هذه المصطلحات، أو بيان ماهيتها بيانًا جامعًا مانعًا، كما يقول أهل الأصول عندنا، أو حتى الإشارة إلى طبيعتها أو محتوياتها، أو مدى حدودها، وإنما ربط هذا الخطاب الغربي للعالم، هذه المصطلحات العجيبة بممارسة الجنس، على مستوى الأفراد، وليس داخل نطاق الأسرة فقط.. ومن العبارات الدالة على ذلك، قوله : إن لكل فرد، وليس لكل زوج أو زوجة فقط، أن يختار ممارسته أو ممارساته الجنسية، التي تصبح بالتالي حقًا تكاثريًا، كما أن من حق الأفراد أيضًا، أن ينشطوا جنسيًا دون التزام لتقبل المسؤوليات الناتجة عن هذا النشاط.. فالعلاقات غير الشرعية، بين الكافة بالطبع، ذكر مع أنثى أو مع ذكر، أو أنثى مع أنثى، تصبح جائزة مشروعة، عندما تكون آمنة من الناحية العضوية .‏
ثانيًا : أن هذه الإباحية الجنسية، هي أوسع الأبواب لآخر الأوبئة التى تجتاح الجنس البشري بقسوة، فلئن كان للإيدز أسبابًا عديدة، فإن الإجماع الطبي منعقد على أن أول الأسباب، وأخطرها بإطلاق، هو الإباحية الجنسية، وهذا يعني أن الدعوة إلى هذه الإباحية، وإطلاقها من كافة القيود، والالتزامات، خلا الالتزامات المرتبطة بالناحية العضوية، تناقض في بؤس وعمى الاتجاه العلمي العالمي لحماية الإنسان من وباء الإيدز‏ .

ثالثًا :‏ ‏ أ ـ إن الإجهاض، الذي تدعو إليه منظمة الأمم المتحدة، من خلال مؤتمرها هذا، صلته وثيقة بالإباحية للجنس، المسقطة للقيود والالتزامات، دونما شرع أو قواعد آمرة ضابطة، وعلينا الوعي بأن الحديث عن الإجهاض في هذا المؤتمر، لم يكن حديثًا عن كونه حكمًا، أو فتوى لحالة أو حالات معينة، وإنما كان الحديث عنه بحسبانه سياسة عامة، مما يعني أن الإجهاض بهذا المعنى، إسناد للإباحية، ومحاولة للتحكم في آثارها، وتشجيع عليها عن طريق الإيحاء بنجاعة هذا التحكم، فإذا ما أدركنا أن الإباحية لا تخرج عن كونها سلوكًا اجتماعيًا، لايقوم إلا على نقض حقائق الطب العلمية، علمنا بؤس هذا التوجه وبوادره .‏
ثم إن الإجهاض في ضوء هذا التصور، موقف يوسع مجال العلاقات غير الشرعية بين الرجل والمرأة، ويضيق في الوقت نفسه من فرص بناء الأسرة التي تسعى المنظمة الدولية لبنائها، والأخذ بيدها.. أرأيتم هذا التناقض الحاد؟ إصلاح للأسر من خلال الدعوة لشرعية فوضى جنسية، عارية من القيود والضوابط.‏
والمسألة لها جانب آخر، وهو : أنه قد نشأ عن فوضى الجنس في الغرب أزمة اجتماعية حادة، وهي أزمة الأطفال الذين تلدهم أمهات غير متزوجات، ففي خلال ربع قرن تقريبًا، ارتفعت نسبة هذا النوع من الأطفال من 5% إلى 28% في أمريكا الحضارة، والزعامة، وبازدياد هذه النسبة، زاد كم الأطفال، والغلمان، والمهملين والمشردين، والجانحين، والمنحرفين، ومحترفي الإجرام.. ويؤكد تقرير مؤسسة متخصصة في دراسة هذا النوع من المشاكل الاجتماعية أن مليون طفل أمريكي دون الثالثة من العمر معرضون لمتاعب، وأضرار، من المرجح أن تلازمهم ما بقوا أحياءً.. وهذا لاشك مستقبل كئيب، ومن أهم أسباب كآبته : الإباحية الجنسية، وهو وضع روع رؤساء أمريكا، حيث اتَّهَمَ نكسون [هوليود] بتدمير المجتمع الأمريكي، من خلال ما تنتجه من مادة إعلامية تدعو للإباحية الجنسية. واجتمع كلينتون مع 400 سينمائي من هوليود، والتمس منهم الرحمة بالمجتمع الأمريكي، عن طريق الكف عن إنتاج الأفلام الجنسية الإباحية.‏
ب ـ وإذا ما قابلنا هذا التصور السابق، ببعض ما في الفقه الإسلامي، نجد ما يلي : ‏
‏1 ـ التكييفُ الشرعي لحد الزنى، يعني أنه حق الله تعالى، والأصل في هذا الفقه أن الحد يعتبر حقًا لله تعالى إذا استوجبته المصلحة العامة، وهي هنا رفع الفساد عن الناس، وتحقيق الصيانة، والسلامة لهم، فكل جناية ذات حد يرجع فسادها إلى العامة، ومنفعة عقوبتها تعود عليهم، تعتبر العقوبة المقررة لها حقًا لله تعالى، تأكيدًا لتحقيق النفع، ودفع الضرر، وحتى لا تسقط العقوبة بإسقاط الأفراد لها، حيث لا تقبل عفوًا، ولا صلحًا، ولا إبراءً، ولا تخفيفًا، ولا استبدالاً .
رابعًا : أن قارئ الوثيقة الأساسية محل التعليق، والمكونة من أكثر من مائة وإحدى وعشرين صفحة، من القطع الكبير، يلاحظ أنه ورد بها مكررًا، بل مئات المرات، عبارات مثل الخدمات الصحية التناسلية، والجنسية، النشاط الجنسي للأفراد، اعتبار ممارسة الجنس والإنجاب حرية شخصية، وليست مسؤولية جماعية... إلخ، هذا الذي يفوح خبثًا، وكأن المؤتمر يُعنى بصورة أساسية بأمور الجنس، والتناسل، وليس بالسكان والتنمية، كما يؤخذ من مسماه.. فقضية التنمية فيه، هامشية تمامًا، ولا يساورني شك في أنها ـ أعني قضية التنمية ـ قد أضيفت للمؤتمر، للتمويه أو لتجميل شكل المؤتمر، من خلال ديكور براق له، وللإيحاء بأن موضوع السكان ليس مقصوده الوحيد، أو أنه يبحث الشأن السكاني لهدف نبيل، هو دفع عجلة التنمية، والارتقاء بها.‏
والحق أن محتويات الوثيقة ركزت على موضوعات الخدمات الصحية الجنسية والتناسلية للسكان، بما يقترب من المائة صفحة، بينما أخذت التنمية مايقارب 20%من صفحات الوثيقة، مما يطرح علامة استفهام كبيرة حول الهدف الحقيقي من المؤتمر.. لهذا فإننا نذهب إلى أن التسمية الحقيقية للمؤتمر، هي أنه مكرّس لقتل العفة، والفضيلة، من خلال أمراض خطيرة، للحد من سكان العالَم الثالث بما فيه أهل الإسلام، وآية ذلك : ‏
* أن الخطاب الغربي لا يخفي قلقه المستمر من تزايد سكان العالم الثالث عامة، والمسلمين خاصة، وهو قلق وصل إلى حد اعتبار ذلك التزايد بمثابة تهديد للمصالح الحيوية في الولايات الأمريكية، وثمة وثيقة في هذا الصدد، متداولة في الأوساط العلمية، أعدها هنري كيسنجر عام 1974م عندما كان مستشارًا للرئيس نيسكون لشؤون الأمن القومي، وقد حملت الرقم 200، وكان عنوانها : [تأثيرات التزايد السكاني في العالم على أمن الولايات المتحدة ومصالحها الحيوية فيما وراء البحار].‏
وفي تلك الوثيقة، طالب كتابها بفرض سياسة تحديد النسل في ثلاث عشرة دولة من دول العالم الثالث، 90% من هذه الدول إسلامية.. واعتبر كيسنجر أن النظر الذي يعتبر التنمية الاقتصادية حلاً للمشكلة السكانية، نظر يهدد الأمن القومي الأمريكي!!‏
* وحال أوروبا ليس بأحسن من حال حليفها التقليدي ضد المسلمين، فقد أوردت نشرة للأمم المتحدة، صدرت في عام 1989م تحت عنوان : [سكان العالم في بداية القرن]، تقريرًا عن موقع أوروبا المنحصر في الخريطة السكانية للعالم، جاء فيه صراحة : أن أوروبا تذوب الآن كالجليد تحت الشمس، حيث قال التقرير : إن سكان القارة كانوا يمثلون نسبة 15.6% من سكان العالم عام 1950 م، وتراجعت هذه النسبة عام 1985م إلى 10.2% فقط من سكان العالم، وهذه النسبة ستصل عام 2025م إلى 6.4% لا غير، وأن النقص السكاني يقابله زيادة سكانية في أفريقيا، لاسيما البلاد الإسلامية منها، مثل الجزائر، والمغرب، والسودان، ومصر، وهم ـ أعني قادة الغرب ـ يرون أن أوروبا تواجه في المستقبل إما خطر الأسلمة، أو الأفرقة، من جراء الزحف القادم من الجنوب إلى الشمال..

فهل نبالغ إذا ما أسأنا الظن بهذه المؤتمرات ، ومقاصدها ؟!‏
و مع مراعاة أن مشكلة تزايد السكان متباينة، من أقليم إلى آخر على سطح الأرض، إلا أن الأمم المتحدة لم تراع ذلك، حيث تحاول أن تفرض رؤية واحدة لهذه المسألة من خلال التوصيات التي تعتبرها من المسلمات، فتفرضها على كافة الأمم، مع اختلاف دياناتهم، وثقافاتهم، وظروفهم الاجتماعية، وتقاليدهم، وأعرافهم، مع ملاحظة أن التسليم والإقرار من بعض الدول بهذه الوثيقة، سيترتب عليه ما يلي : ‏
‏1 ـ إعادة صياغة جميع البرامج الخاصة بهذه الدول، سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، وتعليميًا، ليتسق ذلك كله تبعًا لما ورد في التوصيات التي وافقت عليها الدولة .‏
‏2 ـ إبعاد، وتنحية الجوانب الأخلاقية، والدينية، من كافة برامج التنمية، والإسكان.‏
‏3 ـ إنه بعد الإقرار بما جاء في الوثيقة، لا تستطيع أي دولة مخالفة هذه التوصيات، لأنها بذلك ستعد من الدول المخالفة للإجماع العالمي الممثل في المنظمة الدولية، مما يعرض هذه الدول المخالفة لضغوط سياسية، واقتصادية، وإعلامية، باعتبارها دولاً خارجة على الإجماع العالمي.
‏4 ـ ستشترط المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، والتابعة للدول الكبرى، لتقديم أية مساعدات مالية أو فنية أو قروضًا، التزام الدول الطالبة للمساعدات بهذه التوصيات، وفي هذا الصدد أفادت دراسة حديثة، أن مؤشرات توزيع الثروة في العالم، تكشف أن 20% من سكان العالم يسيطرون على 70% من دخل العالم، وأن 80% من سكان العالم لا يملكون إلا 30% من دخله.. ومن خلال القروض المشروطة للعالم الثالث، التي لا يزيد مجموعها عن 49 بليون دولار، والتي تصل فوائدها السنوية إلى 300% من حجم المساعدات، يلعب البنك الدولي من العالم الثالث لعبة المرابي، حيث يقرض دولة، ثم يأتي دور صندوق النقد الدولي، الذي يقوم بدور الجابي الذي لايرحم عند تحصيل فوائد القروض، والديون.. فإذا عجز المدين عن السداد، كان الحصار الاقتصادي، والهلاك.. احتلال جديد، ونهب للثروات جديد، عبر ابتكار جديد أيضًا، اسمه قروض، وفوائد قروض، ثم الغاية تبرر الوسيلة، حتى ولو كانت مؤتمرًا، يعرض على الناس ترك دينهم، وطمس هويتهم، بل وتزييف وعيهم.

المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة في ( بكين)
وفي عام 1995م عقدت الأمم المتحدة( المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة ) في( بكين)، وقد دعت فيه إلى مضاعفة الجهود والإجراءات الرامية إلى تحقيق أهداف استراتيجيات نيروبي التطلعية للنهوض بالمرأة بنهاية القرن الحالي.
دعت فيه بصراصة وبوضوح الى العديد من الامور التى تخالف الشريعة الاسلامية , بل فيه مخالفة للفطرة التى فططر الله الناس عليها ,مثل :
- الدعوة الى الحرية والمساواة – بمفهومهما المخالف للاسلام والقضاء التام على اى فوارق بين الرجل والمراة ,دون النظر فيما قررته الشرائع السماوية, واقتضته الفطرة,وحتمته طبيعة المراة وتكوينها .وكذلك الدعوة الى فتح باب العلاقات المحرمة شرعا ومن ذلك :
- السماح بحرية الجنس ,والتنفسر من الزواج المبكر ,والعمل على نشر وسائل منع الحمل, والحد من خصوبة الرجل ,وتحديد النسل ,والسماح بالاجهاض المأمون, والتركيز على التعليم المختاط بين الجنسين وتطويره ,وكذلك تقديم الثقافة الجنسيةفى سن مبكرة ,وتسخير الاعلام لتحقيق هذه الاهداف .
- كما أن فى هذا المؤتمر اعلانا وسلبا لقوامة الاسلام على العباد وسلبا لولاية الاباء على الابناء ,وقوامة الرجال على النساء .
و مؤتمرات أخرى:
بالإضافة إلى هذه المؤتمرات الخاصة بالمرأة فهناك مؤتمرات أقامتها الأمم المتحدة خاصة بالسكان، إلا أنها ناقشت في وثائقها قضايا متعلقة بالمرأة وبالعقد الأممي الخاص بالمرأة، وهي:
1-المؤتمر العالمي الأول للسكان في( رومانيا )عام 1974م.وقد اعتمدت في هذا المؤتمر خطة عمل عالمية، جاء فيها:
-الدعوة إلى تحسين دور المرأة ودمجها الكامل في المجتمع.
-الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل.
-الدعوة إلى تحديد النسل، وتخفيض المرأة لمستوى خصوبتها.
2 - ( المؤتمر الدولي المعني بالسكان )في( المكسيك )عام 1984م.وقد جاء في هذا المؤتمر:
-الدعوة إلى إعطاء المرأة حقوقها المساوية لحقوق الرجل في جميع مجالات الحياة.
-الدعوة إلى رفع سن الزواج، وتشجيع التأخر في الإنجاب.
-إشراك الأب في الأعباء المنزلية، وإشراك المرأة في المسؤولية على الأسرة.
-الإقرار بالأشكال المختلفة والمتعددة للأسرة.
-الدعوة إلى التثقيف الجنسي للمراهقين والمراهقات.
-الإقرار بالعلاقات الجنسية خارج نطاق الأسرة.
-تقديم الدعم للزناة والزانيات، بتقديم الدعم المالي، وتوفير السكن المناسب لهم.
مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة عام 2000م المساواة والتنمية والسلام في القرن الحادي والعشرين :
الذي انعقد في( نيويورك ).
وقد تضمنت وثيقة هذا المؤتمر التحضيرية ما يلي:
1-الدعوة إلى الحرية الجنسية والإباحية للمراهقين والمراهقات والتبكير بها مع تأخير سن الزواج، وأوجدوا مسمًى جديداً للداعرات وهومخاطر خفية وراء برامج خدمات الصحة الانجابية frown.gif عاملات الجنس )، وتشجيع جميع أنواع العلاقات الجنسية خارج إطار الأسرة الشرعية( رجلاً وامرأة )، وتهميش دور الزواج في بناء الأسرة.
2- إباحة الإجهاض.
3- تكريس المفهوم الغربي للأسرة، وأنها تتكون من شخصين يمكن أن يكونا من نوع واحد - ( رجل + رجل، أو امرأة + امرأة ).
4- تشجيع المرأة على رفض الأعمال المنزلية، بحجة أنها أعمال ليست ذات أجر.
5- المطالبة بإنشاء محاكم أسرية من أجل محاكمة الزوج بتهمة اغتصاب زوجته.
6-إباحة الشذوذ الجنسي( اللواط والسحاق )، بل الدعوة إلى مراجعة ونقض القوانين التي تعتبر الشذوذ الجنسي جريمة.
7- فرض مفهوم المساواة الشكلي المطلق، والتماثل التام بين الرجل والمرأة في كل شيء بما في ذلك الواجبات: كالعمل، وحضانة الأطفال، والأعمال المنزلية، وفي الحقوق: كالميراث.
8- المطالبة بإلغاء التحفظات التي أبدتها بعض الدول الإسلامية على وثيقة مؤتمر بكين 1995م.
ويعتبر أهم هدف :
في هذا المؤتمر هو: الوصول إلى صيغة نهائية ملزمة للدول بخصوص القضايا المطروحة على أجندة هذا المؤتمر، والتي صدرت بحقها توصيات ومقررات في المؤتمرات الدولية السابقة، تحت إشراف الأمم المتحدة.
أهم السلبيات التي دعت إليها هذه المؤتمرات:
وهي كما يلي:
1 - ما يتعلق بالجانب الأخلاقي والاجتماعي، ومن ذلك :
أ - الدعوة إلى حرية العلاقة الجنسية المحرمة، واعتبار ذلك من حقوق المرأة الأساسية.
ب - توفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة.
ج - نشر وسائل منع الحمل ذات النوعية الجيدة، ومنع حالات الحمل غير المرغوب فيه، والدعوة إلى منع حالات الحمل المبكر.
د - الدعوة إلى تحديد النسل.
هـ - الاعتراف بحقوق الزناة والزانيات.
و - الاعتراف بالشذوذ الجنسي.
ز - السماح بأنواع الاقتران الأخرى غير الزواج.
ح - التنفير من الزواج المبكر، وسن قوانين تمنع حدوث ذلك.
ط - إنهاء تبعية المرأة والبنت من الناحية الاجتماعية.
ي - سلب قوامة الرجال على النساء.
ك - سلب ولاية الآباء على الأبناء.
2 - ما يتعلق بالجانب التعليمي:
أ - تشجيع التعليم المختلط.
ب - الدعوة إلى المساواة في مناهج التعليم.
ج - الدعوة إلى التثقيف والتربية الجنسية.
3 - ما يتعلق بالجانب الصحي، وأهم السلبيات في هذا الجانب:
أ - الأمراض الجنسية، ومن ذلك:
الدعوة إلى أن يكون السلوك الجنسي المأمون، والوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي جزءاً لا يتجزأ من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، مع ضمان السرية والخصوصية للمراهقين والمراهقات فيما يتعلق بهذا الجانب.
تيسير انتشار وتوزيع الواقيات الذكرية( الرفالات ) بين الذكور على نطاق واسع وبأسعار زهيدة.
- القضاء على التمييز ضد الأشخاص المصابين بالإيدز.
- ضمان عدم تعرض المصابات بالإيدز للنبذ والتمييز بما في ذلك أثناء السفر.
- تقديم ما يلزم من الرعاية والتعاطف للرجال والنساء المصابين بالإيدز.
- الإعتراف بهذه العلاقات الجنسية المحرمة، والتي تسبب هذه الأمراض الجنسية.
ب - الإجهاض، ومن ذلك:
-الدعوة إلى أن يكون الإجهاض غير مخالف للقانون، وأن يكون مأموناً طبياً.
-الدعوة إلى إلغاء القوانين التي تنص على اتخاذ إجراءات عقابية ضد المرأة التي تجري إجهاضاً غير قانوني.
-الدعوة إلى أن يكون الإجهاض حقاً من حقوق المرأة، وتيسير حصولها على هذا الحق، عندما تريد إنهاء حملها.
-الدعوة إلى إنشاء مستشفيات خاصة للإجهاض.
-الدعوة إلى قتل الأجنة داخل الأرحام، بحجة أنه غير مرغوب فيه.
ج - ختان المرأة، ومن ذلك:
-حث الحكومات على حظر بتر أجزاء من الأعضاء التناسلية للإناث.
-أن يكون التنفير الفعال من الممارسات الضارة - مثل بتر أجزاء من الأعضاء التناسلية للأنثى جزءاً لا يتجزأ من برامج الرعاية الصحية الأولية.
-أن إزالة أجزاء من الأعضاء التناسلية للإناث يشكل انتهاكاً للحقوق الأساسية للمرأة، ويعتبر من العنف والتمييز الواقع عليها.
-تضخيم الآثار السلبية الطبية، من جراء عملية ختان المرأة.
-سن وإنفاذ قوانين لمواجهة مرتكبي ممارسات العنف ضد المرأة - ومنها ختان الإناث.
4 - ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، ومن ذلك :
- التقليل من قيمة عمل المرأة داخل المنزل، واعتبار ذلك عملاً ليس له مقابل، ومن ثم فهو من أسباب فقر المرأة.
ب - الدعوة إلى خروج المرأة للعمل المختلط.
ج - الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل فيما يتعلق بالعمل( نوعية العمل ووقته ).
د - دعوة الحكومات للقيام بإصلاحات تشريعية وإدارية لتمكين المرأة من الحصول الكامل على الموارد الاقتصادية، كحقها في الميراث بالتساوي مع الرجل.
هـ – تيسير حصول المرأة على الائتمانات ( القروض الربوية ).
5 - ما يتعلق بالجانب السياسي، ومن ذلك:
أ - دعوة الحكومات والمنظمات لاتخاذ إجراءات من أجل مشاركة المرأة في الأنشطة السياسية.
ب - ضمان حق التصويت للمرأة، وحقها في الانتخاب.
ج - تشجيع الأحزاب السياسية على تعيين مرشحات من النساء من أجل انتخابهن على قدم المساواة مع الرجل.
د - الدعوة لإصدار تعليمات حكومية خاصة لتحقيق تمثيل منصف للمرأة في مختلف فروع الحكومة.
هـ - الدعوة لتمثيل المرأة تمثيلاً منصفاً على جميع المستويات العليا في الوفود، كوفود الهيئات والمؤتمرات واللجان الدولية التي تعالج المسائل السياسية والقانونية ونزع السلاح، وغيرها من المسائل المماثلة.
و - حق المرأة في أن تكون رئيسة دولة، أو رئيسة وزراء، أو وزيرة.
أهم جوانب الخطورة في هذه المؤتمرات:
وهي:
أ - أن القاسم المشترك بينها هو المرأة، ومساواتها التامة بالرجل في كافة مجالات الحياة المختلفة، وكذلك الجنس، والحرية المطلقة.
ب - أنها تستظل بمظلة الأمم المتحدة، وتستثمر شعارات العولمة وأدبياتها.
ج - أنها توظف سلطان الدول الكبرى سياسياً واقتصادياً وحضارياً لفرض تنفيذ توصياتها.
د - أن الهدف النهائي لها هو: عولمة الحياة الاجتماعية بالمفهوم الغربي الإباحي.
بعض إيجابيات هذه المؤتمرات:
الأمور السابقة هي أبرز سلبيات مؤتمرات الأمم المتحدة - في نظري - حول المرأة.إلا أنه إحقاقاً للحق وحكماً بالعدل، وامتثالاً لقول الله تعالى: (لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)( المائدة: 8 ) فإن هذه المؤتمرات قد دعت إلى أمور تخص المرأة، وتعتبر أموراً إيجابية، ومن ذلك:
أ - الدعوة إلى تعليم المرأة، وإزالة الأمية عنها.
ب - الدعوة إلى مكافحة الأمراض السارية عند النساء، خاصة في البيئات الفقيرة.
ج - الدعوة إلى الرضاعة الطبيعية، بالنسبة للأم.
د - محاربة الاتجار بالمرأة والطفل، واستغلالهما جنسياً، من خلال شبكات وعصابات دولية متخصصة في هذا المجال، واعتبار ذلك جريمة دولية محرمة.
هـ - تشجيع وسائط الإعلام على الامتناع عن تصوير المرأة على أنها مخلوقة أدنى منزلة من الرجل، وكذلك عدم استغلالها مادة وسلعة في سوق الجنس.
و - الدعوة إلى المساواة في الأجور بين الجنسين لنفس العمل، وبنفس الجودة.
ز - الدعوة إلى إعطاء إجازة أمومة للمرأة العاملة.
ح - مكافحة التحرش الجنسي ضد المرأة من قِبَل الرجل في مواقع العمل وغيرها.
ط - مسؤولية الوالدين عن تربية الطفل وتنشئته تنشئة سوية.
ي - منع استغلال المرأة جنسياً من خلال النزاع المسلح، أو من خلال استغلال ظروف اللاجئات وفقرهن.
ك - التحذير من وأد البنات، والانتقاء الجنسي قبل الولادة.

المواقف والظواهر السلبية والإيجابية حول هذه المؤتمرات في العالم العربي والإسلامي:
1 - الظواهر والمواقف السلبية، ومنها:
أ - مشاركة بعض الجمعيات النسائية العربية والإسلامية في الإعداد لهذه المؤتمرات والمشاركة في اللجان التحضيرية، بل إن بعض الجلسات التحضيرية لمؤتمر بكين - مثلاً - عقدت في الأردن، وبمشاركة بعض الجمعيات النسائية فيها.
ب - تزايد نشاط التيار النسوي الوافد بما يحمله من فكر تغريبي، ومثاله: الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية بالمغرب، وما قامت به الهيئات المساندة لمشروع الخطة من تنظيم مسيرات تأييد من 8 مارس/ آذار 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2000م.
ج - تزايد التمويل الأجنبي المشبوه لمنظمات نسوية، أو معنية بشؤون المرأة والأسرة في العالم العربي.
د - بداية الاتجاه لإعادة النظر في قوانين الأسرة - أو ما يسمى بالأحوال الشخصية - في العالم الإسلامي، كما حصل في مصر.
هـ - طرح مناقشات وبرامج تجاه المرأة في المجتمعات المحافظة، كما هو الأمر في بعض دول الخليج.

كيفية مواجهة هذه المؤتمرات المعولمة للحياة الاجتماعية
( أو الموقف من هذه المؤتمرات )
إن الوعي بأهداف هذه المؤتمرات، وما تدعو إليه، ومن يقف وراءها يجعلنا نتمكن من اختيار الطريقة المناسبة لكيفية مواجهتها، واتخاذ الموقف المناسب تجاههاوالذى يقوم على ما يلي:
1 - كشف سوءاتها وعوارها للجمهور الإسلامي، وبيان مراميها، ومخالفتها لمقاصد الشريعة، وأنها أحد أذرعة العولمة المعاصرة ؛ وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة( المقروءة، والمسموعة، والمرئية )، والندوات، والمحاضرات؛ وذلك من قبل العلماء، والدعاة، وطلاب العلم، والمثقفين الإسلاميين، والإعلاميين، والقيادات النسائية، وتحميلهم المسؤولية في بث الوعي العام؛ للوصول إلى تحصين داخلي قوي.
2 - أن تقوم الوزارات والهيئات والمؤسسات الإسلامية( الرسمية وغير الرسمية )، كوزارات الخارجية، والشؤون الإسلامية، والشؤون الاجتماعية، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء، وعلماء الأزهر، ودور الإفتاء، وكل من يقوم على أمور المسلمين بأداء دورهم اللازم، وتكوين حضور قوي في الداخل والخارج، ومن ذلك إصدار بيانات تستنكر هذه المؤتمرات وأهدافها الخبيثة، ونشر هذه البيانات وتغطيتها تغطية إعلامية حتى يتبين الأمر للجمهور الإسلامي.
3 - كشف زيغ التيار النسوي التغريبي في العالم الإسلامي والعربي، وأنه جزء من تيار الزندقة المعاصر، والمدعوم من هيئات مشبوهة خارجية.
4 - قيام الجهات الخيرية الإسلامية والأقسام النسائية فيها على وجه الخصوص، والجمعيات الخيرية النسائية، بتحمل مسؤولياتها، والتنسيق فيما بينها، وإصدار وثيقة للأسرة المسلمة تؤصَّل فيها الرؤية الشرعية حول المرأة وحقوقها الأساسية في الإسلام، وكذلك الأسرة ومفهومها الشرعي.
وكذلك القيام بالمناشط الدعوية التثقيفية لمختلف شرائح المجتمع.
5 - عمل رصد إعلامي جاد لكل فعاليات المؤتمرات الدولية والإقليمية، ومتابعة الخطوات الفعلية لتنفيذ توصيات المؤتمرات السابقة التي ناقشت قضايا المرأة، وإصدار ملاحق صحفية؛ لبيان الموقف الشرعي من هذه المؤتمرات وتوصياتها.
6 - إقامة أسابيع ثقافية في المدارس والجامعات؛ لبيان مخالفة مثل هذه المؤتمرات لمقاصد الشريعة الإسلامية.
7 - ممارسة ضغوط شعبية قوية على وسائل الإعلام المختلفة التي تقوم بالترويج والتغطية السيئة لهذه المؤتمرات لتكف عن ذلك.
8 - اعتماد إدخال الأسرة في مناهج التعليم في المرحلة المتوسطة والثانوية للبنين والبنات، ويشتمل هذا المنهج بوصفه صيغة مقترحة على: قيمة الأسرة، ومكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الشرعي للعلاقة بين الرجل والمرأة، والحقوق الزوجية، والوسائل الفعالة في تربية الأولاد، وبيان الأفكار المتصادمة مع الفطرة، ويشتمل هذا المنهج أيضاً على عرض تاريخي للجهود الدولية في إفساد الأسرة والمرأة المسلمة، وعولمة الحياة الاجتماعية عموماً عن طريق هذه المؤتمرات العالمية، وبيان أهدافها الخبيثة الحالية والمستقبلية.
9 - تكوين هيئات عليا للنظر في كل ما يتعلق بالأسرة من النواحي النفسية، والثقافية، والصحية، وتفعيل دور وزارات الشؤون الاجتماعية للقيام بدور فاعل للاستجابة لمتطلبات الأسرة المسلمة.
10 - تفعيل دور الأئمة والخطباء، وإعطاؤهم دورات تثقيفية حول هذه المؤتمرات، والإيعاز إليهم بتكثيف التوعية بخطورة مثل هذه المؤتمرات وتوصياتها على الأجيال القادمة مع تجنب العنف والإثارة.
الباب الثانى
1 - تاريخ حركة تحديد النسل .
2 – ما وراء تحديد النسل .
3 – فتوى تحديد النسل .
تاريخ حركة تحديد النسل
قد بدأت هذه الحركة ((تحديد النسل)) منذ القرن السابع عشر، وتحديداً منذ العالم الانجليزي (مالتوس) (1766 ـ 1834) ونظريته الشهيرةمخاطر خفية وراء برامج خدمات الصحة الانجابية frown.gifإن السكان يزدادون بمتوالية هندسية 1,2,4,6,8)، والغذاء يزداد بمتوالية عددية 1,2,3,4,5).وقد بين (مالتوس) في نظريته أن نجاح التنمية وتحقيق الرخاء يأتي من وقف النمو السكاني، وقد اعتقد (مالتوس) أن هذه مشكلة تواجه البشرية، فيجب إيجاد الحلول لهذه المشكلة، وقد اقترح عدة حلول من أهمهما:
1-عدم الزواج، باعتباره طريقة لوقف النمو السكاني، او حتى إذا تم الزواج الاكتفاء بطفل واحد فقط.
2-عدم مساعدة الفقراء والمحتاجين لكي يموتوا جوعاً، وبالتالي يتناقص حجم السكان.
هذه هي الحلول التي وضعها (مالتوس)، ذلك العالم الانجليزي، الذي كان رجل دين (فكيف كانت ستكون حلوله إذا لم يكن رجل دين؟!) هذه كانت نظرية مالتوس، لكنها سقطت بإجماع مدارس الفكر الاقتصادي والاجتماعي على النطاق العالمي، وواجهت انتقادات كثيرة من كل الاتجاهات.ثم عادت من جديد باشاعة ما يسمى باليوجينيا :
لا بد أن الكثيرين منا لم يسمعوا بهذا المصطلح “اليوجينيا” ولا يعرفون حتى ماذا يعني ولا ماذا يخبئ وراءه من حرب إبادة يجهل معظمنا قواعدها، فلا شك أن الاهتمام بالنواحي الصحية للفرد والأسرة والمجتمع وتحسين النسل هو الهدف الرئيسي لشعوب العالم المتقدمة بغية تكوين مجتمع يتمتع أفراده بالقوة البدنية والعقلية ولكن أن يتعدى هذا الأمر إلى التمييز بين الناس وإبادة شعوب بكاملها فهو أمر خطير لا بد من التوقف عنده. وتحسين النسل وراثياً يطلق عليه اسم “يوجينيا Eugenics” وهي كلمة مشتقة من عبارة يونانية تعني الفرد الطيب الحسب والنسب، النبيل العرق ويتم هذا التحسين بانتقاء مجموعة من الأفراد هم الأكثر صلاحية من غيرهم لامتلاكهم صفات وراثية مرغوبة وتشجيعهم على الزواج بمن كان مثلهم وحملهم على التكاثر ومساعدتهم على تربية أطفالهم وإجراء الفحوصات الجينية للراغبين في الزواج قبل إتمامه للوقوف على مدى ما تحمله جيناتهم من تشوهات أو أمراض وراثية وذلك لتجنب إصابة أبنائهم بالأمراض والتشوهات التي قد تنتقل إليهم من أسلافهم كأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الدم مثل أنيميا الخلايا المنجلية والثلاسيميا ومرض نزف الدم (هيموفيليا) ومرض البول السكري وتليف الرئة الكيسي أو الحويصلي وضمور العضلات، وأمراض الجهاز المناعي والتشوهات الكروموسومية الجسمية والجنسية وغيرها. ومعظم الناس لم يسمعوا عن اليوجينيا ومن سمع عنها يعتقد أنها قد انتهت مع هزيمة هتلر عام 1945 بعد أن جاء بفكرتها السير فرانسيس جالتون الذي صاغ المصطلح عام 1883 إذ رأى أن التطور الصحيح للجنس البشري قد انحرف، حيث قادت نزعة الخير لدى الأثرياء وإنسانيتهم، إلى تشجيع(غير الصالحين) على الإنجاب الأمر الذي أفسد آلية الإنجاب الطبيعي، ومن ثم أصبح جنس البشر في حاجة إلى نوع من الإنجاب الصناعي، أطلق عليه اسم “اليوجينيا “ ويعني “علم تحسين الإنسان عن طريق منح السلالات الأكثر صلاحية فرصة أفضل للتكاثر السريع مقارنة بالسلالات الأقل صلاحية”.
ويرجع تاريخ تربية أناس افضل إلى أفلاطون فعلى رأس "جمهوريته" كان فلاسفة يتمتعون بالصحة الطيبة والقدرة العالية على التفكير أما محدودو الذكاء فكانوا يشغلون المواقع الدنيا من الهيراركية وكان على حكام الجمهورية أن يدبروا أمر تزاوج المرغوبين وأن يتيحوا لكل من يُبلي بلاء حسنا في الحروب فرصا أكبر للإنجاب، وهذه الأفكار الأفلاطونية تعادل ما نسميه اليوم “اليوجينيا الإيجابية”. ويوضح البروفيسور أحمد مستجير في كتابه الثورة البيولوجية تحت عنوان “سقط القناع” أن جوهر التطور هو الإنجاب الطبيعي، وجوهر اليوجينيا هو أن استبدال الإنجاب الطبيعي بإنجاب اصطناعي واعٍ، بهدف الإسراع من تطوير الصفات المرغوبة والتخلص من الصفات غير المرغوبة بهدف تحسين الأجيال القادمة على حساب الأجيال المعاصرة.
وأشار إلى أن الفرض المستتر هو أن هناك من البشر من هم أفضل من غيرهم، من يستحقون أن ينجبوا أكثر من الآخرين وأن يُمثلوا في الجيل التالي بنسبة تفوق نسبتهم في الجيل الحالي ويتم ذلك بزيادة نسل من “يستحقون” (اليوجينيا الإيجابية) أو بتقليل نسل من “لا يستحقون” (اليوجينيا السلبية) موضحا أن التحوير المتعمد لجنس البشر لأهداف اجتماعية هو ما تطمح إليه اليوجينيا، فعندما يتغلب الإنسان على تطوره البيولوجي، سيكون وضع الأساس للتغلب على كل شيء آخر، سيصبح الكون أخيرا طوع بنانه. وتحت عنوان “سَقَطَت اليوجينيا.. ولم يسقط اليوجينيون .. حروب وراثية” نبه إلى أن موضوع بحث “اليوجينيا” يتمثل في دراسة العوامل الواقعة تحت التحكم الاجتماعي التي قد تحسّن أو تفسد الخصائص الطبيعية الموروثة للأجيال في المستقبل جسديا أو ذهنيا فقد ذاعت حركة اليوجينيا في أوائل القرن العشرين في أوروبا وأمريكا عندما كان علم الوراثة لا يزال طفلا يحبو وانضم إليها وتعاطف معها الكثيرون من كبار المفكرين والعلماء والساسة والفلاسفة ورجال المال منهم يرتراند راسل ج. ج. برنال جوليان هكسلي دونالد فيشر برنارد شو هافلوك إليس د. ه .لورانس ه. ج. ويلز روزفلت تشرشل وجون روكفيلر. وقد قيل إن اليوجينيا رغبةٌ طبيعية في الإنسان الفرد وفي الجماعة فلم يكن لدى الوالدين في فجر التاريخ أي مانع من قتل طفل لتوفير فرصة أفضل لبقاء أخيه بدلاً من موت الاثنين كما كانت محاولاتُ الإبادة الجماعية للأعداء وسيلةً معروفةً لتحسين فرصة بقاء العشيرة. وقد جمع الباحثون في هذه المعامل بيانات تتعلق بوراثة الإنسان وذلك بفحص السجلات المرضية وإجراء دراسات على العائلات الممتدة والدراسات على التوائم وأوصوا بالتدخل في تكاثر البشر لرفع تكرار الجينات الطبية اجتماعيا في العشيرة وخفض تكرار الجينات الرديئة إلا أن لهذا التدخل وجهين: الأول إيجابي من خلال معالجة وراثة البشر وتوليد أناس افضل أما الثاني فهو سلبي من خلال تحسين نوعية السلالة البشرية بتخليصها من (المنحطين بيولوجيا) من خلال منع (المتخلفين) عن الإنجاب أو مقاومة دخولهم الجماعات البشرية عن طريق الهجرة وبوسائل غير مشروعة. كان اليوجينيون قبل نهاية الحرب العالمية الثانية يعملون في العلن أما بعدها فقد اضطروا للعمل في الخفاء نظرا لارتباط مبادئهم بالنازية . فبدأوا بممارسة “اليوجينيا المستورة أو الخفية”، ويوزعون الأدوار فيما بينهم لإعادة بناء اليوجينيا فجماعه تؤكد أيديولوجيا تفوق الجنس الآري الأبيض، وأخرى تعمل كي يصبح الإجهاض قانونيا في العالم بأسره وثالثة تطور وسائل منع الحمل ورابعة تعيد تسمية السيطرة على موارد العالم فتطلق عليها اسم “الحفاظ على الموارد” كمقدمه لاستعادة السيطرة عليها عندما يحين الأوان وخامسة تعمل في توجيه تدريس علوم البيولوجيا لتجمع في النهاية كل هذه الأجزاء المتناثرة وتصاغ في صورة سياسية اجتماعية . وأصبحت “الجمعية الأمريكية لليوجينيا” تعرف باسم “جمعية دراسات البيولوجيا الاجتماعية” واستغلال الغموض والثغرات بالقوانين ليمكنوا الأطباء اليوجينيين من موالاة النشاط اليوجيني على أنه إجراءات طبية طبيعية تتم بناء على رغبة المريض وهدفهم الرئيسي هو تخفيض أعداد سلالات بذاتها وتحويلها إلى شظايا عقيمة لاعتقادهم بوجود الكثير من المرضى، الكثير من المتخلفين الكثير من الصينيين الكثير من الهنود، الكثير من العرب، الكثير من الناس، يزاحمون الإنسان الأبيض اليوجيني الأسمى ويربضون فوق أراض وفيرة الثروة لا يستحقونها. ويعتبر كبح جماح النمو السكاني من أبرز مهام اليوجينيا شجعته نخبة من البيض تستخدم قوة المال في دفع الدول الفقيرة إلى أن تطلب إبادة جزء من شعبها بهدف الاستيلاء على موارد العالم الثالث. وفي فجر القرن العشرين أصيب كبار رجال الصناعة الأمريكيين بالذعر عندما لاحظوا المعدل الكبير لنمو الأقليات والفقراء ووصول الملايين من المهاجرين إلى أمريكا كل عام وتوقعوا تغييرا جذريا للوضع العنصري والعرقي للأمة في نفس الوقت الذي يهاجر فيه السود من الجنوب إلى الشمال بأعداد غير مسبوقة وخوفاً من أن تتزايد الأقليات لتفوق البيض عدداً رأى رجال الصناعة أن الحل هو “اليوجينيا” فبدأ كبارهم مثل روكفيلر وهنري فورد واندرو كارنيجي وآفريل هاريمان وبريسكوت بوش بتمويل حركة يوجينية تشجع الإجهاض والتعقيم والقتل الرحيم كسبيل لمواجهة هذه “المشكلة” الجديدة، بل إن عائلة هاريمان شركاء بريسكوت بوش، جد الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش، قد قامت بتوفير التمويل لألمانيا النازية كما أنشأت مكتب التسجيل اليوجيني في كولد سبرينج هاربور وهو موقع مشروع الجينوم البشري حاليا.
وقد حققت اليوجينيا بعد الحرب نجاحا كبيرا في تطوير ونشر “تنظيم النسل” والذى قد بدات فكرته فى الثلاثنيات من القرن الماضى بواسطة مارغريت سانجر(1883- 1966) Margaret Sanger والتى ايدت و دعمت الحركة النازية فى المانيا وعملت ايضا فى علم الهندسة الوراثية للجنس لبشرى, وكانت تعتقد فى ما طرحته الامم المتحدة حاليا من حقوق الانسان والحرية الفردية ,كما كانت من الذين يعتقدون فى عقيدة الثيوصوفية ومعتقداتها الشيطانية الاصل والتى تدعو الى عبادة الشيطان ولديهم منظمة من اهم منظمات الامم المتحدة وهى منظمة لوسز ترست Lucis Trust . التى تعمل على نشر كتابات ومخططات حركة الانموذج الجديد The New Age Movement
حققت دعوة تنظيم النسل نجاحا كبيرا أبعد من كل خيال حيث تم خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية في العالم أكثر من مليار ونصف المليار عملية إجهاض فتناقص متوسط عدد الأطفال للمرأة بأكثر من الثلث في ظرف ثلاثين عاماً ونقص المتوسط في كل الدول النامية من 6.3 طفل إلى 1.6 طفل.
أخذت اليوجينيا تطرق مدخلا جديدا هو تحويل نمط الحياة والثقافة( المجتمع ) لسكان العالم الثالث كي يتوافق أكثر مع نظرة الغرب المتحررة نحو الجنس والتناسل.كما ظهر الاسم فى 1950 باسم تحديد النسل , تحسين النسل ,نتظيم الاسرة , الامومة و الطفولة ثم الامومة الامنة ثم الصحة الانجابية والجنسية وتنظيم الوالدية كلها تعمل بنفس الاجندة الاساسية ولنفس الغرض المطلوب عالميا وهو تحديد وإبادة النسلDepopulation Of The Planetفى العالم خصوصا فى دول العالم النامية .
اليوجينيا و مؤتمرات المراة و الصحة الانجابية :
ان صوت اليوجينيا و اصداءها قد بدا يظهر واضحا فى اثناء انعقاد مؤتمر السكان والتنمية بالقاهرة فى 1994 حيث كانت الاصوات تعلو : بتمكين المراة وتحديد النسل و الاجهاض و نشر الثقافة الجنسية للشباب والمراهقين والحد من التزايد السكانى فى الدول النامية.. . ويعمل اليوجينيون من خلال منظمات أخرى لا يحمل عنوانها كلمة “يوجينيا” ويسعون بمزيج من العرقية والعنصرية والدارونية إلى الإجهاض ووأد الأطفال وما سمّوه القتل الرحيم للمرضى والمسنين والتعقيم للرجال والنساء وتدريس الجنس بصورة فاضحة تؤدي إلى العلاقات الجنسية خارج النطاق الشرعى ( الزنا ) و حمل المراهقات والإجهاض و نشر وسائل منع الحمل وغالبا ما يصلون إلى قلوب الناس وعقولهم عبر وسائل الإعلام والادعاءات الكاذبة بمقولة “لا بد أن يترك الخيار للمرأة” كتعبير تقدمي جميل بقيته “في اختيار وسيله تحديد نسلها”!! ونجد أن هذه الطريقة من اسلم والطف الطرق الموجودة لديهم بدلا من الحروب والابادات الجماعية للشعوب العالم .
واخيرا نشير الى ان استراتيجبة تحديد النسل التى وضعتها الدول الغربية المتقدمة تقوم على فرض الضغوط السياسية و الاقتصادية بشكل مباشر وغير مباشر على الدول النامية لارغامها على قبول سياسات تحديد النسل والافكار التى تتضمنها باعتبار ان ذلك الخيار الوحيد المتاح امامها لوقف نموها السكانى ويكون الضغط:
تارة بالترغيب عن طريق الدعم المادى من المعونات و المساعدات والاطراء المعنوى سواء للدول او الافراد المؤثرين فيها سياسيا ومادبا وثقافيا .
وتارة بالترهيب بحجب مثل تلك المساعدات,أو بكيل الاتهامات وفرض العقوبات بذريعة انتهاك حقوق الانسان ,أو التميز الجنسى أو غير ذلك . وكل ذلك بغرض تحقيق اهداف معينة وبلوغ غايات محددة من وراء وقف النمو السكانى فى الدول النامية .
وما ان تبين للدول المتقدمة بان برامج تحديد النسل يمكن ان تنجح نجاحا تاما عندما تكون جزءا من استراتيجية التنمية الشاملة او جزءا من صميم السياسات التنموية القومية , حتى بدات تضغط حكومات الدول النامية للعمل على دمج سياسات السكان (اى تحديد النسل) دمجا كاملا فى خططها المستقبلية القومية فتكون بذلك لها الدور المركزى فى الخطط التنموية لتلك البلدان كما هو الحال الان فى تايلاند و جمهوربة مصر العربية . وكل ذلك يأتى بحجة ان هذا الطريق هو الطريق الامثل لمعالجة قضايا الفقر وتحقيق التنمية( المستدامة ) المتواصلة وادارة الموارد الطبيعية لكوكب الارض على نحو يسمح بالمحافظة عليها وصيانتها ضمانا لاستمراريتها مستقبلا.
ما وراء تحديد النسل:

لقد انخفض حجم السكان في البلدان الغربية كبعض دول أوربا، منذ نصف قرن تقريباً، وذلك بسبب زوال أو ضعف الروابط والعلاقات الأسرية والاجتماعية المشروعة.. وبالتالي إباحة الزنا واللواط والسحاق، وجواز اتخاذ الأخلاّء والخليلات، مما يجعل الرجل والمرأة في راحة مزعومة من التزامات العائلة، موفرا لهم الحرية اللامسؤولة للتمتع بدون الالتزام بلوازمه الأخلاقية والشرعية.
وعلى إثر ذلك فكر الغرب في تقليل نفوس العالم الثالث، ومنها البلاد الإسلامية حتى لا يتفوقوا على الغرب من حيث كثرة النفوس التي هي من مقومات تفوقهم من جهة التقدم العلمي والصناعي أيضاً، فأخذوا يضغطون على بلاد العالم الثالث في فرض قوانين تحديد النسل وما أشبه كي لا يتقدموا يوماً ما عليهم، وقد حصلوا على أهدافهم الشريرة نوعاً ما في هذا المجال ومجالات أخرى، فهذه الصناعات الحديثة تتواتر على بلادنا من الغرب أو من البلاد المسايرة للغرب، كاليابان ـ مثلاً ـ وقد سيطروا على حكام العالم الثالث وخاصة حكام بلاد المسلمين، فأجبروهم خدمة لمصالحهم، وأمروهم باتباع سياسات الإخفاق أو التراجع العلمي فيهم، حتى يتأخروا في كل مجالات الحياة، ولذا لا تجد في العالم الثالث خصوصاً في البلاد الإسلامية من يساوي الغرب أو يوازيهم في التقدم العلمي وما أشبه، فكيف تجد من يتفوق عليهم!، علماً بأن اليهود أيضاً من وراء العديد من أساليب تحديد النسل والعقم في البلاد الإسلامية والعربية كما لا يخفى على المتتبع.
تحديد النسل والخطة الماسونية:
وقد أكد بعض الباحثين على أن تحديد النسل من عوامل التقويض الماسوني للمجتمعات الإسلامية:
حيث ذكر أن من أهم العوامل التي يرتكز عليها أمن المجتمع الإسلامي وسلامته على امتداد أراضيه الشاسعة؛ هي ضرورة زيادة عدد المسلمين، لأنها ستحدد بطريقة حاسمة المستقبل السياسي للعالم الإسلامي.
وهذا الازدياد السكاني المرغوب فيه لدينا، ينبغي أن يفجر الطاقات الكامنة لتوسيع رقعة الأرض الزراعية، وخلق فرص العمل في المجالات الصناعية والعلمية والتقنية المستحدثة، لتطوير الزراعة والصناعة الإسلامية، بالوسائل الهندسية والعلمية المتاحة حالياً ومنها الأوربية والأميركية والروسية، التي فرضت شروطها وقيودها على فرص التطور والتقدم في البلاد الإسلامية لعقود طويلة من السنين.
وفي مواجهة هذا التصور الموضوعي، تظهر لنا مؤثرات ناجمة عن اتجاه الغرب الاستعماري إلى التوسع على حساب مجتمعات الدول الإسلامية القائمة حالياً، وكذلك على حساب امتداد الدعوة والتبشير الإسلامي الذي يلقى مقاومة منظمة ومبرمجة من قبل القوى العلمانية واللادينية الإلحادية، وبحماية من القوى الماسونية الدولية، وذلك بهدف (حرمان المسلمين من استعادة سلطتهم السياسية التي فقدت منهم). وهذا يجري وفق خطة دولية مبرمجة، منها تخفيض نسبة المواليد المسلمين، أو الوقوف بها عند حد معين، عن طريق التعقيم أو تحت تأثير بعض الفتاوى المدعومة بأموال ودعايات بعض المنظمات الغربية المهتمة بموضوع الزيادة السكانية الإسلامية. هذه المنظمات التي دعت إلى ضرورة القيام بدراسات موازنة في المجال السكاني، للوقوف على اتجاه ميزان القوى من الناحية البشرية بين الطرفين: الإسلامي والغربي على المدى المنظور والمستقبلي أيضاً، قد توصلت إلى نتيجة مؤداها أن نسبة الزيادة بينهما مختلفة اختلافاً كبيراً إذ يفوق إنتاج الخصوبة البشرية لدى المسلمين ما يقابله لدى الأوربيين (ولدى أتباع العقيدة اليهودية بأربع مرات تقريباً), وطبقاً لهذه النتيجة التي تبين اختلاف نسبة الأطفال إلى البالغين بين الدول الغربية والدول الإسلامية، تنبأت المنظمات الماسونية الدولية بأن تفوق الخصوبة البشرية في المنطقة الإسلامية سوف يؤثر تأثيراً بالغاً على العلاقة بين الشرق والغرب في العقود القادمة ويمكن أن نفهم بعد هذا سر تمسك الماسونية الصهيونية الاستيطانية على أرض فلسطين، بضرورة جعل باب هجرة أتباع العقيدة اليهودية إلى فلسطين الإسلامية مفتوحاً؛ في الوقت الذي تعمل فيه على حمل المواطنين العرب، سواء في فلسطين أو سواها من الدول الإسلامية على النزوح من أوطانهم، ومنثم الاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية لإحياء وإقامة مشاريعهم الإنشائية والإنتاجية.
ولكي تتضح أمامنا أهمية الزيادة في عدد السكان المسلمين، وخطر الخصوبة الطبيعية الكائنة لدى المسلمين، سنورد أمثلة لاتجاهات الدراسات الميدانية والإحصائية الغربية في بعض الدول الإسلامية، التي تهدد برأيهم السلام الدولي، وتبذر بذور القلق في مسارات السياسة الدولية الماسونية.
وجميع هذه الدراسات نفذتها مؤسسات ذات مسؤولية رسمية، منها وزارات المال والاقتصاد والعلوم والدفاع الغربية، وبعض أجهزتها الفنية ومؤسساتها المتخصصة، ومنها (هيئة الرند، معهد هدسون، المراكز الاستشارية للمصارف، شركات النفط، الشركات المتعددة الجنسيات، وما شابهها من المؤسسات الاختصاصية في التخطيط العائلي، وتنظيم الأسرة في الوسطين القروي والحضري في جميع الدول الإسلامية).
وللتمويه فإن هذه الدراسات تتم بتغطية علمية من بعض الجمعيات العربية والإسلامية لمساعدة اليونسيف، وبعض وزارات الصحة العمومية، ومؤسسات تنظيم الأسرة المحلية، التي تتبارى في إجراء البحوث والدراسات الميدانية للعمل على خفض نسبة مواليد السكان لديها.
وهذه المؤسسات التي تتقاضى بعض الجعالات المالية الهزيلة، تُمنح إضافة لذلك أوسمة غربية من الدرجة الأولى لمساهمتها في الحد من الزيادة السكانية الإسلامية، وما يسمى وفق مصطلحهم بالانفجار السكاني الذي قد يهدد بتفاقم مشكلة نقص الغذاء المتوهمة عالمياً.
وعندما يقدم علماء الغرب وأدواتهم من الموظفين المسلمين اقتراحاتهم حول تحديد النسل، بدعوى التخطيط العائلي النموذجي وتنظيم الأسرة الأمثل، نرى المسلمين والمسيحيين العرب قد أمعنوا في تساؤلاتهم المريرة: لماذا يرغبون في إنقاص عددنا وتحجيمنا؟ في الوقت الذي تتفاخر فيه بعض الدول القومية الأوربية بعدد سكانها، التي تشكو من انخفاض نسبة المواليد لديها.
وتسعى منظومة الفكر الماسوني المتهود، التي مزقت عرى العائلة المسيحية، وأفقدتها وحدتها وتكاملها الاجتماعي في الدول الغربية على إنجاز ذات المخطط في الدول الإسلامية، في الوقت الذي نرى فيه أن الكثير من عائلات أتباع العقيدة اليهودية، وفي ذات المجتمعات الأوربية الممزقة عائلياً تبدو عليها حالة أعمق من الاستقرار الاجتماعي، وكذلك التساند المتبادل بين قواهاالاجتماعية. كما أن التوافق والتكيف والانسجام بين الظواهر الاجتماعية قد يكون كامناً أو ظاهراً، ولكنه مرتبط بأساس عقائدهم ذات النسق الاجتماعي المغلق.
نستتنج من هذا أن منظّري الفكر الماسوني الشمولي، لم يدعوا نظرتهم حول تحديد السكان تؤثر نسبياً على الأسرة اليهودية في أي مكان، وخاصة في المجتمعات الأوربية والأميركية.
وإذا كانت المشكلة السكانية الإسلامية والحد من خطورتها المتفاقمة، قد دعت الماسونيين إلى التفكير العميق والتخطيط البعيد المدى لمواجهتها، فإن الدول الإسلامية عليها أن تتنبه لهذه الدعوات ومخاطرها حول الحد من نسل شعوبها، كما أن المنظمات والمؤسسات الإسلامية ذات العلاقة بالمواضيع الاجتماعية؛ عليها تطويق المفتريات الماسونية حول زيادة عدد السكان المسلمين، وما يمكن أن تجره من فوضى اجتماعية وخلقية بسبب الافتقار إلى تنظيم إدارات مؤسسات الدولة والمجتمع، وافتقاد أساليب التحديث الصناعي والعسكري، والتي قد تؤدي بالمجتمعات إلى حالات من الإبادة الدينية في الدرجة الأولى.
المنظمات الدولية وفكرة تحديد النسل:
ومن الأمور التي ساعدت على تحديد النسل، ودفع المرأة إلى الانحراف والفساد وما إلى ذلك من مضاعفات، هي بعض المنظمات الدولية وقراراتهم غير الصائبة مثل: بعض قرارات صندوق النقد الدولي، وهيئة الأمم المتحدة، والمنظمات المرتبطة بهذه المؤسسات، فإن كثيراً ما ترى هذه المنظمات الدولية بدل التأثير الإيجابي في استقلالية بلدان العالم الثالث، التأثير السلبي في استقلاليتها، لتربط حكامها بالغرب ربطاً وثيقاً، فإن الرؤساء إذا لم يكونوا منقادين لهم، ولم يظهروا الخضوع لشروطهم الموجبة لكل تلك المضاعفات انقلب الأمر عليهم، فإنهم حيث كانوا يحتاجون إلى هذه المنظمات الدولية في مختلف شؤونهم، صاروا شباكاً مستحكمة لإلقاء شعوبهم الإسلامية وغير الإسلامية في الفخ الذي وضعه لهم الغرب، وإذا امتنعت الجهة المرتبطة بهم عن طاعتهم والانقياد لهم أسقطوها بكل صراحة، كما أسقطوا حكومات كثيرة، وأبطلوا انتخابات عديدة، لما أرادوا السير بما لم يخططه الغرب لهم، ومن هنا فاللازم على الدول الإسلامية أن تؤسس منظمات عالمية ودولية بالمستوى المطلوب لكي يحافظوا على استقلاليتهم.


فتوى تحديد النسل
(القول بإباحة تحديد النسل مخالف للشريعة والفطرة ومصالح الأمة)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أما بعد فقد نشرت بعض الصحف المحلية منذ أمد قريب خبرا مفاده أن فضيلة المفتي العام في الأردن قد أفتى بإباحة تحديد النسل وأن الحكومة إذا قررته لزم العمل به واشتهر هذا الخبر بين الناس وصار حديث المجالس لاستغرابه واستنكار المسلمين له ومن أجل ذلك كثر السؤال عن حكم هذه المسألة وهل هذه الفتوى صواب أم خطأ فرأيت أن من الواجب على أمثالي بيان ما يدل عليه شرع الله عز وجل في هذه المسألة فأقول اعلم أيها القارئ وفقني الله وإياك لإصابة الحق أني اطلعت على الفتوى المذكورة وتأملت ما اعتمد عليه فضيلة المفتي العام في الأردن في إصداره هذه الفتوى المشتملة على القول بإباحة تحديد النسل وأن الحكومة إذا قررته كان العمل به لازما فألفيته قد ركز فتواه على قوله عز وجل [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وعلى قول النبي صلى الله عليه وسلم [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]وعلى الأحاديث الدالة على إباحة العزل هذه أدلة المفتي التي اعتمد عليها في هذه الفتوى العظيمة
وهناك أمر آخر مهد به الفتوى وهو قوله بالحرف الواحد في أول الفتوى ( لقد عظمت مخاوف العالم من تزايد السكان في كل مكان وصار الخبراء يعدون ذلك منذرا له بالويل والثبور وعظائم الأمور ) ثم قال في آخر الفتوى ما نصه ( إذا قررت الحكومة هذا فإن العمل به يكون لازما؛ لأن من المتفق عليه أن ولي الأمر إذا أخذ بقول ضعيف يكون حتما ) انتهى المقصود من كلام المفتي وكل من تأمل ما اعتمده المفتي في هذه الفتوى من ذوي العلم والبصيرة يعلم أنه أبعد النجعة وخالف الصواب ورمى في غير مرمى وتحقق بأن ما ذكره من الأدلة لا يدل على ما ذهب إليه بوجه من الوجوه بل هي في جانب والفتوى في جانب آخر كما قال الشاعر:
سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب
أما الآية الكريمة فقد ذكرها الله سبحانه بعد قوله عز وجل [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]ثم قال تعالى [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]فأمر الله تعالى بالنكاح ورغب فيه ووعد المتزوح بالغنى إن كان فقيرا ترغيبا له في النكاح وتشجيعا له على الإقدام عليه واثقا بالله معتمدا على فضله وسعة جوده وعلمه بأحوال عباده ولذا ختم الله سبحانه وتعالى الآية بقوله [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]ثم أمر من لا حيلة له في النكاح أن يستعفف حتى يغنيه الله من فضله فأي حجة في هذه الآية على قطع النسل أو تحديده وقد زعم فضيلة المفتي أن أمر الله بالاستعفاف لمن لا يستطع النكاح يدل على جواز القطع والتحديد؛ لأن تأخير النكاح بسبب العجز يفضي إلى تأخير النسل أو قطعه إن مات قبل أن يتزوج وهذا احتجاج غريب واستدلال نادر الوجود لا يمت إلى الآية بصلة بل هو من غرائب الاستدلالات ونوادر الاحتجاج فالله المستعان
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هاتين الآيتين ما نصه ( هذا أمر بالتزويج وقد ذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه على كل من قدر واحتجوا بظاهر قوله عليه الصلاة والسلام [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود وقد جاء في السنن من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]تزوجوا الولود تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]وفي رواية [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]حتى بالسقط [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image009.gif[/IMG]والأيامى جمع أيم ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها وللرجل الذي لا زوجة له وسواء كان قد تزوج ثم فارق أو لم يتزوج واحد منهما حكاه الجوهري عن أهل اللغة يقال رجل أيم وامرأة أيم وقوله تعالى [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]الآية قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى فقال [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمود بن خالد الأزرق حدثنا عمر بن عبد الواحد عن سعيد يعني ابن عبد العزيز قال بلغني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ رواه ابن جرير وذكر البغوي عن عمر نحوه وعن الليث عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والغازي في سبيل الله [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة
وقد [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي لم يجد عليه إلا إزاره ولم يقدر على خاتم من حديد ومع هذا فزوجه بتلك المرأة وجعل صداقها على أن يعلمها ما معه من القرآن [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]والمعهود من كرم الله تعالى ولطفه أن يرزقه ما فيه كفاية لها وله وأما ما يورده كثير من الناس على أنه حديث [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]تزوجوا فقراء يغنكم الله [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]فلا أصل له ولم أره بإسناد قوي ولا ضعيف إلى الآن وفي القرآن غنية عنه وكذا هذه الأحاديث التي أوردناها ولله الحمد والمنة وقوله تعالى [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image010.gif[/IMG]وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image010.gif[/IMG]هذا أمر من الله تعالى لمن لا يجد تزويجا بالتعفف عن الحرام كما قال صلى الله عليه وسلم [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image009.gif[/IMG]انتهى المقصود وبما ذكرناه آنفا وما نقلناه عن الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير الآيتين يتضح للقراء حقيقة معناهما وأنهما يدلان على شرعية النكاح والحث عليه لما فيه من المصالح العظيمة التي منها قضاء الوطر وعفة الفرج وغض البصر وتكثير النسل أما الاستدلال بهما على جواز قطع الحمل وتحديد النسل ففي غاية من الغرابة والبعد عن الصواب
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]فهو دال على ما دلت عليه الآيتان من الحث على النكاح والترغيب فيه وبيان بعض حكمه وأسراره ودال أيضا على أن من عجز عن النكاح يشرع له الاشتغال بالصوم؛ لأنه يضعف الشهوة ويضيق مجاري الشيطان فهو من أسباب العفة وغض البصر وليس فيه حجة بوجه ما على إباحة قطع الحمل أو تحديد النسل وإنما فيه تأخير عند العجز إلى زمن القدرة وشرعية تعاطي أسباب العفة حتى لا يقع في الحرام وأما الاحتجاج بأحاديث العزل على تحديد النسل فهو من جنس ما قبله بعيد عن الصواب مخالف لمقاصد الشرع؛
لأن العزل هو إراقة المني خارج الفرج لئلا تحمل المرأة وهذا إنما يفعله الإنسان عند الحاجة إليه مثل كون المرأة مريضة أو مرضعة فيخشى أن يضرها الحمل أو يضر طفلها فيعزل لهذا الغرض أو نحوه من الأغراض المعقولة الشرعية إلى وقت ما ثم يترك ذلك وليس في هذا قطع للحمل ولا تحديد للنسل وإنما فيه تعاطي بعض الأسباب المؤخرة للحمل لغرض شرعي وهذا لا محذور فيه في أصح الأقوال عند العلماء كما دلت عليه أحاديث العزل ثم إن العزل لا يلزم منه عدم الحمل فقد يسبقه المني أو بعضه فتحمل المرأة بإذن الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث الواردة في العزل [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]ليس من نفس مخلوقة إلا الله خلقها [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]ليس من كل الماء يكون الحمل [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG] فأي حجة في أحاديث العزل على تحديد النسل لمن تأمل المقام وأعطاه حقه من النظر وتجرد عن العوامل الأخرى نسأل الله لنا ولفضيلة المفتي العام في الأردن ولسائر إخواننا التوفيق لإصابة الحق والعافية من خطأ الفهم إنه خير مسئول مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثالث ومن تأمل ما ذكرناه وما نقلناه عن أهل العلم يعلم أن القول بإباحة تحديد النسل قول مخالف للشريعة الكاملة التي جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ومخالف للفطرة السليمة فإن الله سبحانه فطر العباد علي محبة الأولاد وبذل الأسباب في تكثير النسل وقد امتن الله بذلك في كتابه وجعله من زينة الدنيا فقال تعالى [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وقال تعالى [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]من تأمل المقام أيضا عرف أن القول بتحديد النسل مخالف لمصالح الأمة فإن كثرة النسل من أسباب قوة الأمة وعزتها ومنعتها وهيبتها وتحديد النسل بضد ذلك يفضي إلي قلتها وضعفها بل إلى فنائها وانقراضها وهذا واضح لجميع العقلاء لا يحتاج إلى تدليل وأما تخوف المفتي من كثرة السكان وقول الخبراء إن ذلك ينذر بالويل والثبور فهذا شيء لا ينبغي للعاقل فضلا عن العالم أن يلتفت إليه بأن يعلق به أحكاما تخالف الشريعة وعلم الغيب إلى الله سبحانه هو خالق العباد ورازقهم وهو القائل في كتابه الكريم [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وهو القائل عز وجل [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]والقائل [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]والقائل [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أن الله سبحانه إذا خلق الجنين أمر الملك أن يكتب رزقه وأجله وعمله فكل مخلوق له رزقه المقدر على حسب ما يسر الله من الأسباب فكيف يليق بالعاقل أن يستحسن أو يبيح تحديد النسل خوفا من ضيق العيش والله سبحانه المتكفل بالرزق والقادر على كل شيء وإذا كان السكان قد تزايدوا في كل مكان فأسباب الإنتاح والرزق قد كثرت أيضا في كل مكان وقد تسهلت وتنوعت أكثر مما كانت قبل وأحسن مما كانت قبل وهذا من دلائل حكمة الله سبحانه وكمال قدرته وعظيم عنايته بمصالح عباده ثم كيف يليق بمسلم أن يسيء ظنه بربه حتى يبيح للأمة تحديد النسل وحتى يلزم بذلك إذا قررته الدولة خوفا من ضيق العيش وعدم حصول الرزق فأين الإيمان بالله وأين الثقة بخبره وأين التوكل عليه ثم في هذا الظن السيء مشابهة للكفرة الذين كانوا يقتلون أولادهم خشية الفقر فأنكر الله عليهم ذلك وعابهم به في قوله سبحانه [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وقال سبحانه في آية الإسراء [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]
وأما قول المفتي في آخر الفتوى ( وإذا قررت الدولة ذلك يكون العمل به لازما؛ لأن من المتفق عليه أن ولي الأمر إذا أخذ بقول ضعيف يكون حتما ) فهذا القول في غاية السقوط بل هو ظاهر البطلان لأن الحكومة إنما تطاع في المعروف لا فيما يضر الأمة ويخالف الشرع المطهر والقول لتحديد النسل مخالف للشرع ومصلحة الأمة فكيف تلزم طاعتها فيه قال الله عز وجل في حق نبيه صلى الله عليه وسلم [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image003.gif[/IMG]وهو صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بالمعروف ولكن الله عز وجل أراد إعلام الأمة وإرشادها إلى أن طاعة ولاة الأمور إنما تكون في المعروف وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]إنما الطاعة في المعروف [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]وقال عليه الصلاة والسلام [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG]لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق [IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وهذه كلمة موجزة أردنا بها إظهار الحق وكشف اللبس وإرشاد المسلمين إلى ما نعلم من شرع الله سبحانه في هذه المسألة ونسأل الله أن يوفقنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وأن يمن على الجميع بالفقه في دينه والثبات عليه وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن ونزغات الشيطان إنه على كل شيء قدير وصلى وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه مقال نشر في حدود عام 1385 هـ عندما كان سماحة الشيخ عبد العزيز ابن بازنائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الباب الثالث :

1 – تعربف الصحة الانجابية والجنسية واهدافها الاساسية .
3 – اجندة الصحة الانجابية كاملة .
3 – ما وراء الصحة الانجابية .
6 – ما يجب ان تعرفه كل امرأة فى العالم عن الصحة الانجابية .

ما هي ا لصحة الإنجابية ؟
يرد تعريف الصحة الإنجابية في الفقرة 7-2من برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية:
"الصحة الإنجابية هي حالة سلامة كاملة بدنياً وعقلياً واجتماعياً في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته، وليست مجرد السلامة من المرض أو الإعاقة." ولذلك تعني الصحة الإنجابية قدرة الناس على التمتع بحياة جنسية مرضية ومأمونة، وقدرتهم على الإنجاب، وحريتهم في تقرير الإنجاب وموعده وتواتره. ويفهم ضمناً من هذا الشرط الأخير حق الرجال والنساء في أن يكونوا على معرفة بالوسائل المأمونة والفعالة والممكنة والمقبولة التي يختارونها لتنظيم الأسرة فضلاً عن الوسائل الأخرى التي يختارونها لتنظيم الخصوبة والتي لا تتعارض مع القانون، وسهولة الوصول إلى هذه الوسائل، والحق في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المناسبة التي تتيح للمرأة اختيار مراحل الحمل والولادة بصورة مأمونة وتوفير أفضل الفرص للزوجين لإنجاب طفل يتمتع بالصحة.
تقوم هيئة الأمم المتحدة ( مجلس أمن الولايات الأمريكية المتحدة )بالتنظيم و التخطيط والدراسات و إدارة البحوث و المؤتمرات , وصندوق الأمم المتحدة للسكان هو رأس الرمح و المسؤول الأول لتنظيم هذه البرامج بمساعدة باقي المنظمات المختلفة( اليونيسف-الصحة العالمية - و البنك الدولي... ) بالاشتراك مع بعض الجمعيات الحكومية و الجمعيات الطوعية غير الحكومية
NGOS(جمعيات المجتمع المدنى ).والصحة الانجابية هى هدف من اهداف عمل صندوق الامم المتحدة للسكان.
متى بدا التخطيط لخدمات الصحة الانجابية :
نلاحظ اختلاف المسميات لبرامج تحديد النسل على إختلاف الزمان و قبول الدول والافراد لهذه المسميات فقد بدأت بإسم تحديد النسل , تحسين النسل (اليوجينيا ), تنظيم النسل , تنظيم الاسرة, رعاية الامومة والطفولة, الامومة الامنة , تنظيم الوالدية إلى الصحة الانجابية ولكنها فى نهاية المطاف تدعو الى هدف واحد هو حد النمو السكانى فى العالم .
صندوق الامم المتحدة للسكان و التنمية هو المسؤول الأول عن تنظيم المؤتمرات العالمية للمرأة منذ سنة 1950م تبني موضوع تنظيم الأسرة.

كما قام داهية الولايات المتحدة الأمريكية هنري كيسنجر 1974عندما كان مستشاراً لشئون الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون,بإصدار وثيقة تحت تصنيف مخاطر خفية وراء برامج خدمات الصحة الانجابية frown.gifNSSM -200) بعنوان (تأثيرات التزايد السكاني في العالم على أمن الولايات المتحدة ومصالحها الحيوية فيما وراء البحار). وطالبت هذه الوثيقة بفرض سياسات تنظيم الأسرة على ثلاث عشرة من دول العالم الثالث، من بينها 11 دولة إسلامية، والعمل على محاولة تغيير أنماط الأسر التقليدية.و قد جاء فى الوثيقة ايضا ما يلى :

NSSM-200:
Justified the radical population control methods it implemented by claiming it would:
1) Prevent developing nations from becoming politically powerful;
2) Protect U.S. investments in these countries;
3) Maintain U.S. access to these countries’ natural resources;
4) Limit the number of young people in these countries, who are more likely to challenge existing social and political norms.
According to NSSM-200:
“Throughout the implementation of the [population control] process, we have to make sure to hide our tracks and disguise our programs as altruistic . . . hiding the fact that we want access to their natural resources.”
وفى1975م حين عقد مؤتمرا في المكسيك إلى الدعوة لإقرار حرية الاجهاض للمرأة والحرية الجنسية للمراهقين والأطفال!! وتنظيم الأسرة وضبط عدد السكان في دول العالم الثالث. وبعد ذلك بعشر سنوات أي في عام 1985م عقد مؤتمر نيروبي الذي حمل عنوان (استراتيجيات التطلع إلى الأمم من أجل تقدم المرأة). وفي عام 1994م عـقد مؤتمر في القاهرة نظمته هيئة الأمم المتحدة يتناول السكان والتنمية, كما عـقد مؤتمر آخر للتنمية في كوبنهاجن. وبلغت ذروة المطالبات لتمرير المطالبات المشبوهة ضد المرأة والسكان سنة 1995 في مؤتمر المرأة في بكين .الى مؤتمر العنف ضد النساء في العالم الذي عقد في نيويورك العام الماضي 1999م والى المؤتمر الذي تعقده الأمم المتحدة في نيويورك: ـ

تحت عنوان المساواة النوعية بين الذكر والأنثى, والتنمية والسلام في القرن الحادي والعشرين:

Women 2000: gender, equality, development&peace in the 21 8th ventury

أو ما يسمى بمؤتمر بكين + 5 (اشارة لمرور خمس سنوات على المؤتمر الذي عـقد في بكين سنة 1995م)

وحال أوروبا ليس بأحسن من حال حليفها التقليدي ضد المسلمين، فقد أوردت نشرة للأمم المتحدة، صدرت في عام 1989م تحت عنوان : [سكان العالم في بداية القرن]، تقريرًا عن موقع أوروبا المنحصر في الخريطة السكانية للعالم، جاء فيه صراحة : أن أوروبا تذوب الآن كالجليد تحت الشمس، حيث قال التقرير : إن سكان القارة كانوا يمثلون نسبة 15.6% من سكان العالم عام 1950 م، وتراجعت هذه النسبة عام 1985م إلى 10.2% فقط من سكان العالم، وهذه النسبة ستصل عام 2025م إلى 6.4% لا غير، وأن النقص السكاني يقابله زيادة سكانية في أفريقيا، لاسيما البلاد الإسلامية منها، مثل الجزائر، والمغرب، والسودان، ومصر، وهم ـ أعني قادة الغرب ـ يرون أن أوروبا تواجه في المستقبل إما خطر الأسلمة، أو الأفرقة، من جراء الزحف القادم من الجنوب إلى الشمال..
ثمة حدث اخر لم ننتبه اليه هو حصول الصهيونى عميد الاستشراق المعاصر برنارد لويس على اعلى الجوائز الكبرى فى امريكا على كتابه


( الاصولية ) والذى يقرر فيه ان المسلمون يشكلون خطرا ثلاثيا على الغرب :

حضاريا : باعتبارهم برابرة .

امنيا: باعتبارهم ارهابين .

سكانيا : باعتبار تناسلهم و تكاثرهم الكثيف .
فهذه اتفاقات امريكية صهيونية اوروبية تصرخ كلها و تبدى انزعاجها الشديد من تزايد الكثافة السكانية فى العالم و العالم الاسلامى بالتحديد .
فهل نبالغ إذا ما أسأنا الظن بهذه المؤتمرات ، ومقاصدها ؟
المشروع العربى لصحة الاسرة:
تشرف على تنظيم وتسيير عمل المشروع لجنة توجيهية عليا تضم صاحب السمو الملكي طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية و معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية و المدراء التنفيذيين للمنظمات المساهمة وبرنامج الخليج العربي لدعم متظمات الأمم المتحدة الإنمائية ، صندوق الأمم المتحدة للسكان ، صندوق الأوبك للتنمية ، منظمة الصحة العالمية ، المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ، الإتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ، اليونيسيف ، اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا ورؤساء المكاتب التنفيذية للمجالس الوزارية للصحة.
أجندة الصحة الإنجابية :
الهدف الحقيقى من وراء هذه الخدمات هو الوصول الى تحديد النسل عن طريق : نشر وسائل منع لحمل المختلفة الى كل من هو فى سن الخصوبة والانجاب دون اى مراعاه للحالة الاجتماعية او العمر او حتى الدين وذلك يتم عن طرق اباحة كل الطرق المؤدية الى الاستمتاع بالجنس الامن بكل طرقه الشرعية والغير شرعية مع الامن من الحمل و الامراض المنقولة جنسيا بما فيها الايدز . ولكنهم خلصوا الى ان انجع واسهل الطرق يكون عن طريق:
1 – استهداف الشباب والمراهقين:
ونشر الثقافة الجنسية الاباحية وسطهم ومدهم بموانع الحمل المختلفة والتى من اهمها الانواع المختلفة للعوازل الذكرية و الانثوية.وايضا اشاعة كل ما ينشر ويؤدى الى العلاقات الجنسية الشاذة والى لا يوجد فيها نسل وذلك بيت القصيد. ثم ياتى دورمحاربة الزواج المبكر .
2- تمكين المراة:
وان تترك لها هذ المهمة:فلابد من تعليم المراة بحيث نصبح قادرة على العمل الماجور خارج البيت وتهميش دور الامومة و رعاية الصغار وان تكون قادرة على اتخاذ القرارات الخاصة بحياتها الخاصة و العامة وان تتمتع بالحرية الكاملة فى جسدها وذلك بتحدبد العلاقات الجنسية واستعمال موانع الحمل وتاخير سن الزواج والانجاب . وازالة كافةانواع التميز ضدها ومن ذلك محاربة كافة انواع ختان الاناث و العنف الاسرى والمطالبة بمساواتها التامة بالرجل,كما ادخل دور مشاركة الرجال فى مجال الصحة الانجابية فى مشاركة المراة فى اعباء المنزل ورعاية الاطفال حتى تتمكن هى فى مواصلة عملها .
3 - مكافحة المضاعفات :
الناجمة عن نشر ثقافة الصحة الانجابية من : سرطان عنق الرحم الى سرطان الثدى الى المراض الجنسية والتناسلية والتى تؤدى الى العقم والايدز الذى يؤدى الى الموت وهو نهاية مطاف اهدافهم حيث يقل النسل وتقل البشرية خصوصا من هم فى سن الخصوبة العالية..... الشباب!! و.مكافحة الاثار الناتجة عن وجود طبقة عريضة من الشيوخ والمسنين فى هذه المجتمعات التى تعمل على نشر هذه البرامج .
فاذا راجعنا هذة الاجندة كل بانفراد نجدها تتلخص فى الآتى :
1- رعاية الشباب اليافعين و المراهقين .*
2- رعاية الأمهات في الحمل و الولادة وما بعد الولادة .*
3- توفير سلع خدمات تنظيم الأسرة المختلفة. *.
4- تقنين الاجهاض و جعله حق صحي من حقوق المرأة. *
5- مكافحة الأمراض الجنسية و أمراض القناة التناسلية و الإيدز.*
6- مكافحة سرطان الجهاز التناسلي(عنق الرحم).
7 - مكافحة سرطان الثدي.
8-علاج العقم.
9 - محاربة كل أنواع ختان الإناث.
10 - تقديم خدمات لكبار السن. *
11-استغلال المساعدات المقدمة في حالات الكوارث الطبيعية و الحروب و التهجير.*
أجنده أخرى ضمن هذه الخدمات :
1- مكافحة الناسور الناتج عن الولادة.*

ويعتبر مرض ناسور الولادة من القضايا المثيرة لبالغ القلق في تحقيق أمومة سالمة. وتنجم عن هذه الحالة المهملة عواقب بدنية واجتماعية وخيمة تضر بحياة مليوني امرأة على الأقل. وهي تحدث نتيجة للمخاض الطويل والمتعسِّر, وغالباً ما تحصل للشابات فى أول حمل. وينجم عن تمزق الأنسجة بين جدار المهبل والمثانة أو المستقيم الإصابة بفقدان التحكم في التبول والغيط والالتهابات والتقرح. وغالباً ما تتعرض النسوة في هذه الحالة إلى النفور والهجر، وفي معظم الأحيان يموت المواليد نتيجة لتعسِّر الولادة. وللتصدي لهذه المشكلة التي لم يتم القضاء عليها في البلدان الصناعية، فقد أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان حملة عالمية للوقاية من مرض الناسور وزيادة فرص الحصول على العمليات الجراحية لمعالجته.
2- تنمية و تمكين المرأة بواسطة :
*محو امية المراة والتعليم والعمل والاستغناء الاقتصادى والاجتماعى من الرجل.
*ادماج دور الرجل فى الصحة الانجابية .*
يقوم تشجيع وتمكين الرجال من تحمل مسئولية سلوكهم الجنسي والإنجابي وتدعيم دورهم الاجتماعي والأسري على اشراكهم في برامج الصحّة الانجابيّة والتركيز على اهتمامات حديثة لهم بهذة الصحّة وباشراكهم بتنظيم الاسرة. تتضمّن هذه النشرة مواضيع مساهمة ومسئولية الرجل عن الصحّة الإنجابيّة وأخطارها، وتأثيرهم على استخدام وسائل تنظيم الأسرة، بما في ذلك وسائل تجريبيّة لتنظيم الأسرة للرجال، وعمليات قطع قناةالمني، واستخدام الواقي الذكري، وغيرها حتى تتفرغ المرأة من مسؤلياتها داخل المنزل لتشارك في تنمية وبناء المجتمع.
3 - تعزيز المساواة بين الجنسين :
تستطيع المرأة أن تقوم بدور قوي في التنمية المستدامة والقضاء على الفقر ويجب أن تقوم بهذا الدور. فعندما تكون المرأة متعلمة وصحيحة الجسم تنتفع أسرتها ومجتمعها وأمتها. ومع ذلك فإن التمييز والعنف الجنسانيان مستشريان في جميع نواحي الحياة تقريباً، مما يعطل فرص المرأة ويحرمها من القدرة على الممارسة الكاملة لحقوق الإنسان الأساسية.
4 - ترسيخ مفهوم الجندر:
و هو مصطلح أدخل في قاموس كافة مؤتمرات الأمم المتحدة و منظماتها المختلفة بديلا عن كلمة الجنس و الذي كان معروفا بأنه يعنى الذكر و الانثى كما خلقهم الله سبحانه و تعالى. و لكن بعد البحث في حقيقة هذا المصطلح تبين انه يعنى الذكر و الانثى والانثى الذكر و الذكر الانثى و المخنث و اى شكل آخر من أشكال الشواذ جنسيا .و من اهم الفئات التى تدعو الى ترويج هذا المصطلح هم ممن ينادون بالجركة النسوية النوعية والسحاقيات . يجئ السبب الاساسى لتشجيع هذه العلاقات الشاذه لخلوها من مخاطر الانجاب اذن فهى تحقق المتعة الجسدية و الانحلال دون ان يكون هنالك خطر من الانجاب كما فى العلاقات السوية فهى نوع من انواع الجنس الامن ولكن انزل الله سبحانه وتعالى غضبه عليهم بطاعون العصر لذا ارتبطت الجمعيات و المنظمات التى تعمل فى مكافحة هذا المرض الفتاك بالتعاون مع هذه الفئات الشاذة و التى تنادى بضرورة السعى فى ايجاد هذه الفئات و معالجها و الاعتراف بحقوقهم ودعمهم فى المجتمع و التشجيع على عدم نبذهم فى المجتمع .
الجديد فى اهداف الصحة الانجابية :
1- تغيير أنماط السلوك:
يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان طائفة واسعة من التدخلات في مجال الاتصال لتغيير السلوك والتثقيف بشأن مهارات الحياة تُراعى فيها اعتبارات السن ونوع الجنس والبيئة الثقافية. ويتمثل الهدف من تلك التدخلات في تشجيع أساليب الحياة الإيجابية والصحية، والأعراف الاجتماعية الجيدة، والسلوكيات الجنسية الأكثر أماناً. ويستتبع ذلك، لاسيما فيما يتعلق بصغار السن، تشجيع المواقف والمهارات الإيجابية ـ أي احترام الذات والتفاوض والتأقلم والتفكير النقدي وصنع القرار والاتصال وتأكيد الذات.
2- صحة الجندر
Gender health ((جديد))
في كل هذه البنود *يوجد نشر مكثف لكافة أنواع موانع الحمل و تحديد النسل الطوعي أو القسري لتحقيق أهداف مجلس الأمن الأمريكي لحد نسل شعوب العالم ضمن برامج فرض الهيمنة الأمريكية على العالم وخصوصا العالم الإسلامي .


ما وراء خدمات الصحة الإنجابية والجنسية:
يمكننا ان نجمع مكونات الصحة الانجابية الى :
1 - الاجندة الاساسية للصحة الانجابية.
2 - مكافحة المشاكل الصحية الناتجة عن نشر ثقافة الصحة الانجابية .
3 - تحويل نمط الحياة والثقافة (( المجتمع )).

1 - الاجندة الاساسية للصحة الانجابية:
وفيها يتم ترويج ونشر مكثف لكل انواع وسائل منع الحمل المختلفة دون اى مراعاه للحالة الاجتماعية من خلال :
· رعاية الشباب اليافعين و المراهقين (الجنس الامن ) . (Safe Sex )
· الامومة الامنة (رعاية الأمهات في الحمل و الولادة وما بعد الولادة)
. (Safe Motherhood)
2 - مكافحة المشاكل الصحية والاجتماعية الناتجة عن نشر ثقافة الصحة الانجابية
1- مكافحة الأمراض الجنسية التناسلية وأمراض القناة التناسلية . STDS) )
2 – مكافحة طاعون العصر الايدز .(AIDS)
3 - مكافحة سرطان الجهاز التناسلي . (Cervical Cancer)
4 – مكافحة سرطان الثدى . ( Breast Cancer)
5 – مكافحة العقم . (Infertility & Assisted Fertilization )
6 – المسنين والشيوخ .
3 - تحويل نمط الحياة والثقافة (( المجتمع )):
1 -تعزيز المساواة بين الجنسين (( ترسيخ مفهوم الجندر.))
2– تنمية و تمكين المرأة.
3 - استغلال المساعدات المقدمة في حالات الكوارث الطبيعية و الحروب و التهجير.
و الجديد فى اهداف الصحة الانجابية :
1 - تغيير أنماط السلوك الشخصى و الاجتماعى .
2 – صحة الجندر .Genger health )(هذا من أخطر ما وصلت اليه الافكار الجندرية وهو تغير جنس المرأة أو الرجل عن طريق الجراحة والعقاقير الهرمونية من ذكر إلى أنثى و من أنثى إلى ذكر حسب الاجتياجات النفسية والاجتماعية للافراد
و هنا أقول:
على الرغم من بريق صورة هذه الخدمات و تصور حسن نوايا مقدميها من خلال النظرة قريبة المدى ..فان لها أهداف استراتيجية بعيدة المدى (كالسم في الدسم) محطمة لهذه المجتمعات المنقادة لها. حيث انها تهدف و في النهاية إلي إبادة وتحديد نسل هذه الشعوب وهدمها بتقليل قوة و قيمة الأسرة الطبيعية المترابطة و أضعافها ودمارها. وهى تشبه لي قمة الجبل الجليدي الظاهرة من أعلى على سطح الجليد و الذي يغمر تحته باقي الجبل الذي يغلى بما فيه من أخطار و مفاسد و انحلال وخروج من تعاليم ديننا الحنيف ما لا يعلم مداه إلا الله سبحانه و تعالى. وحتى لو وجهت هذه الخدمات إلى مجتمعات غير إسلامية أو ذات قيم أخلاقية ومبادئ و كشفت عن حقيقة أهدافها لما وجدت قبولا لهذة الاجندة حيث توجد الان عدد كبير من المنظمات العالمية التى تعمل على كشف مخططات هذه البرمج والعمل على توعية المجتمعات و تنبيهها ولكن للاسف الشديد كل هذه المنظمات منظمات كنسية صليبية ولكن لها مثلها وقيمها التى تدافع عنها , و لكن أين نحن فى هذا المجال حيث نجد أن كل أجندة هذه البرامج تعمل لترويج كل ما ينهى عنه ديننا الحنيف وتعاليمة السمحة .أسأل الله العلى العظيم أن يكون عملى هذا جزء يسير فى التنوير لهذه الاعاصيرالتى تهب علينا من كل النواحى.
تروج اغلب هذه الخدمات في دول العالم الثالث و هي الدول النامية و الفقيرة بما فيها العالم الإسلامي و هذا هو بيت القصيد !!!!! حيث تنعم هذه البلاد بمعدل نمو سكاني هائل برحمة الله سبحانه و تعالى تمثل خطرا حقيقيا للعالم الغربي و الذي يعانى ما يعانى من حالة الموت السكاني وشيخوخة السكان , والذي اصبح عبارة عن طبقة شيوخ مريضة وعاجزة متعطشة للرعاية الأسرية والاجتماعية و طبقة شباب طائش ومائع منحل غارق في أوحال الرذيلة والخمور والمخدرات والعلاقات الشاذة والأمراض الجنسية والإيدز. و عدد مذهل من المواليد و الأطفال غير الشرعيين الذي يفقد الأسرة الطبيعية السعيدة و المترابطة التي يحتاجها لضمان التنشئه الصالحة .
في نفس الوقت الذي نجد فيه أن الغرب الآن يبذل كل جهده في تكثيف عدد المواليد و رعاية الام الحامل و تقديم كافة المساعدات العينية و المادية و منع تحديد النسل حتى تزيد كثقافتهم السكانية ولو كانت هذه الام عزباء أو الام مراهقة أو كان تلقيحا صناعيا أو استنساخا للبشر في المستقبل القريب, على الرغم من عدم وجود الجو الأسرى المناسب لتنشئة هؤلاء الصغار, وإدعائهم أن المنظمات الاجتماعية ودور الحصانة قادرة وحدها على القيام بتربية الصغار بعيدا عن الجوالاسرى والحنان والمراقبة ووالنصح والارشاد الموجود فى الاسرة الطبيعية.

وقد أقامت منظمات الامم المتحدة العديد من المؤتمرات الدولية والاقليمية لنشر هذه المفاهيم, ورغم الاختلاف البسيط في موضوعات تلك المؤتمرات إلا أنها تجتمع في عدد من الأهداف تسعى في كل مرة لعرضها وطرحها كسبل نجاة وحماية لحقوق المرأة كما يدعون, ويتبع ذلك بسط بضاعتهم فيما يخص تحديد النسل كهدف اساسى من خلال تدمير الأسرة ورفض القيم والأخلاقيات وعدها حواجز وعقبات في سبيل حقوق الإنسان, كما يزعمون!!
تتلخص أهداف مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة فيما يلي:
أولا : رفض الشرائع السماوية التي تدعم المبادىء والقيم الأخلاقية, التي كفلت للمرأة كرامتها وللأسرة وجودها وحقوقها. (هدم الدين)
ثانيا : توسيع مساحة الحرية الشخصية الجنسية ومنحها شرعية دولية.(هدم العقل) ومن ذلك:
أ) الترويج للعلاقات الجنسية المحرمة خارج نطاق الزواج واعتبار ذلك حقا من حقوق الفرد.
ب) الدفاع عن الشذوذ الجنسي (السحاق واللواط والعلاقات الجنسية المنهى عنها فى عقيدتنا الاسلامية السمحة) وعدم اعتبار ما ينشأ عنه من علاقات محرما أو شاذا بل تبني ما ينشأ عنه كشكل جديد من أشكال الأسرة غير النمطية . (هدم العرض )
ج) عدم رفض الزنا وما ينتج عنه ومطالبة الحكومات بدعم وسائل منع الحمل والاجهاض الامن للمراهقات غير المتزوجات بحجة ان ذلك جزء من حريتهن الشخصية والسعى الى حد نسل الامم ( هدم النسل )
ثالثا : السعي لإقرار تلك الأهداف ثم تنفيذها وفق آلية قوية تفرضها الامم المتحدة على الشعوب والمجتمعات من خلال الضغوط العسكرية والاقتصادية ( هدم اقتصاد الامم - هدم المال) مما يجعلها تتخذ الصفة الشرعية الدولية يؤنب أو يـجرم من يخالفها بحجة ان ذلك مخالف للشرعية الدولية.
هذه هي مجمل أهداف مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة الخاصة بقضايا السكان والأسرة والمرأة.
والتى تسعى فى مجملها الى هدم كل مقاصد الشريعه الاسلامية فى المحافظة على : الدين, العرض , النفس, المال والنسل.
1 - المراهقين و الشباب والجنس الآمن ( Adolescents & safe sex)
ماذا سنجد بعد رفع الرقابة الأسرية عن المراهقين و الشباب والذين حددت أعمارهم من سن 10 – 19 وتشجيعهم على تمردهم على كل القيود والضوابط الاخلاقية والشرعية بحجة حقوق الانسان والحرية والمسؤلية الفردية وانشاء المراكز التدريبية لتدريبهم على اهداف هذه البرامج و كيفية نشرها بين الشباب انفسهم (برامج من الشباب الى الشباب ...الى المجتمع ) أو( من الانداد ...الى الانداد ) وفتح ما اسموه (بمقاهى الرفالات) ووسائل منع الحمل الاخرى مع نشر الثقافة الجنسية المنفتحة دون اى رقابة حتى وصل بهم الحال الى المطالبة بإدخال هذه االثقافة الجنسية فى مناهج التعليم الاساسى والعالى والجامعى. إذا سالنا لماذا كل ذلك ؟؟
ذلك حتى يستمتع هؤلاء الشباب والمراهقين بما يسمى بالجنس الآمن (
safe sex).
وفى نفس الوقت هنالك محاربة صريحة للزواج المبكر للشباب والذى يساعد اكثر فى نشر العفة والفضيلة و التنفير منه والترويج الى حدوث المضاعفات و الموت للام الصغيرة الحامل مع خفض سن الممارسات الجنسية خارج نطاق الزواج الشرعى ورفع سن الزواج.
و هنا يجئ دور خدمات الصحة الإنجابية من توفير لوسائل منع الحمل المختلفة و توفير الحرية الجنسية لديهم للتمتع بحياتهم الخاصة مع تأمينها لهم من الحمل غير المرغوب فيه و من الأمراض الجنسية والتناسلية بما فيها مرض الإيدز ومن هنا يجئ الترويج للعوازل الذكرية والنسوية.وهنالك سؤال مهم للغاية :
هل استعمال الرفالات يحمى من نقل فيروس الايدز ؟؟؟؟
كما أن البنات فى هذه الفترة لعملية الختان , وقد قامت هذه البرامج بمحاربة شرسة لختان الاناث بكل انواعة المختلفة الشرعى منها و الغير شرعى تحت دعوى ان ختان الاناث نوع من انواع العنف ضد المراة وكان سعيهم حسيسا لاصدار قانون فى البلاد يحرم ويجرم كل انواع الختان .و قد تم بحمد الله سبحانه وتعالى اقامة بحوث دراسات اثبتت ان ختان الاناث موجود فى الشريعة الاسلامية وشعيرة من شعائر الله جل وعلا ولا توجد علاقة بينه وبين الختان غير الشرع من حيث الطريقة ولا توجد فيه اى من مضاعفات الختان غير الشرعى و الذى بينا انه محرم دينيا ومرفوض صحيا واجتماعيا . وأن الختان الشرعى للاناث((Safe circumcision )) على حد قولهم. يوازى تماما ختان الذكور من حيث الفوائد الصحية والاجتماعية والجنسية والشرعية, وإذا وافقنا رأيهم فى محاربة ختان الاناث الشرعى فسينتهى بنا المطاف الى محاربة ختان الذكور ايضا والذى ينادى به عالميا من طوائف من الشواذ جنسيا.هنا نتساءل لماذا يرفض هذا الحل الإسلامي السهل لمشكلة الختان الفرعوني التي تعذر حلها بالرغم من جهود 30 سنة؟؟؟؟؟حيث مازالت نسبة الختان غير الشرعى حسب إحصائياتهم عالية 89% - 93 % ؟؟!! فهذا إن دل على شئ فأنما يدل على أن الختان له الخلفية العقائدية في أذهان الناس لابد من أحترامها وتوضح وتصحيح الخطأ و الاعوجاج الموجود فيها وإيجاد البديل الشرعى المناسب.
2 - الأمومة الآمنة........ (safe motherhood ).
فى هذا الجانب من هذه البرامج نجد هنالك عمومية وكثرة للمصطلحات المستعملة وتغيرها المستمر حتى تكتسب القبول لدى الشعوب, فإذا رجعنا الى هذه المسميات نجد انها قد بدأت باسم تحديد النسل فى عهد مالتوس ولم تجد رواجا نسبة لمخالفتها لفطرة المراة والاسرة فى ذلك الزمان ,وتغير الاسم إلى تحسين النسل فى زمن اليوجينيا النازية ولكنه لم يحظ بالقبول لان مروجو الفكرة حصروها فى الفئات الفقيرة والضعيفة المستضعفة فقط وسمحوا للفئات الغنية بالتكاثر والانجاب. وجاء دور تنظيم الاسرة والذى وجد شئ من القبول على اساس ان الاسرة المعنية هى الاسرة الطبيعية الشرعية التى لها اسسها و قواعدها وقوانينها التى تحميها ولا بأس من تنظيمها وبرمجة وترتبيب الانجاب فيها تحت الرعاية الصحية المتوفرة والمسؤلة كل على حسب حاله واجتياجاته وإمكانياته الصحية والنفسية والاجتماعية . ولكن نجد فجأة من خلال هذه البرامج من ينادى بتهميش دور الاسرة الشرعية الطبيعية ونشر مفاهيم عقيمة( بكل دلالات الكلمة) عن أنواع الاسر غير نمطية كما يسمونها و غير شرعية وغير انسانية ومخالفة للفطرة ولكل الشعائر السماوية ولديننا الحنيف حيث هنالك عقوبات وحدود لله سبحانه وتعالى لابد ان تقام على مثل من يقوم بهذه الافعال . وياتى دور مسما اخر هو الامومة والطفولة وهو ايضا يكون مقبولا حيث اضاف وربط بين الام ووليدها فى هذه الفترة وشجع على الرضاعة الطبيعية وحث عليها وتم اقتراح إجازات الامومة للامهات ودور رعاية الطفولة للامهات العاملات وذلك سلاح ذو حدين يخدم مصالح الام فى كفل رعايتها لوليدها كما يخدم مصالحهم فى حد النسل من جانين تأخير الحمل التالى الى ابعد حد ممكن , تشجيع الام وتمكينها للخروج للعمل المأجور خارج بيتها . ثم تم فصل المولود جاء ايضا دور مسمى اخر وهو الامومة الامنة أو السالمة والذى يجب ان يكون ايضا فى ظل الاسرة الشرعية الطبيعية وقد وفرت لها كل حقوقها ورعايتها الصحية طوال فترة الحمل و اثناء الولادة وما بعد الولادة والرضاعة , ولكن حقا علينا ان لا ننسى ان الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قد كفل هذا الحق والامان للام التى جاءت بهذا الحمل عن طريق غير شرعى و راعى أمنها وأمانها وحق وجنينها ولم يبيح لها التخلص منه واجهاضه , حين جاءت اليه المرأة الغامدية واعترفت بالزنا وبحملها حيث امرها صلى الله عليه وسلم بالرجوع و اتمام الحمل والنفاس والرضاعة الى ان انفصل طفلها عنها ثم اقام عليها الحد,رأفة بالحامل والمرضع والنفساء..
ونجد ايضا اسما مرادفا هو تنظيم الوالدية والذى ترعاه ايضا منظمات دولية من خلالها تدعو الى نفس اجندة الصحة الانجابية وتدعم عملها .
هى مسميات مختلفة ظاهرة اهدافها ويصعب فى كثير من الاحيان ترجمتها الى اللغة العربية لكى تقنع العالم يطيب نواياه. والجميع يعلم بان تنظيم الاسرة الطبيعية الشرعية لا غرابة فيه وانه جائز من الناحية الشرعية كل أسرة حسب ظروفها ومتطلباتها وأحوالها لها الحق فى تنظيم عدد افرادها والمسافات بين ولاداتهم على ان لا يكون ذلك التنظيم تحديد لعدد معين خشية إملاق كما منهى عنه بالنصوص القرانية الواضحة .
حتى لو سلمنا بهذه الاهداف السامية نجد ان هنالك تخويف للأمهات و تهويل مقصود من مضاعفات الحمل و الولادة و تهويل شديد لمخاطر الموت من تكرار الحمل والولادة حيث يشيعون ان كل حمل ياتى بمخاطر جديدة و صعوبات اكثر .لذا لابد من تشجيع الامهات على استعمال موانع الحمل لكي تمنع الموت عن نفسها!!!وتحدد عدد أطفالها و تتمتع بالأمومة الآمنة (safe motherhood) .والتى لها اكبر دور فى تمكين المرأة و تشجيعها على تفضيل عملها خارج بيتها من عملها لبيتها واسرتها .
الناسور البولي والشرجى الولادى:
و الذى يعتبر من اهم واصعب المضاعفات التى تحدث من الولادة الطبيعية المتعسرة والتى غالبا ما تتم بدون اى اشراف أو مساعدة حتى من اى قابلة ولو كانت غير مدربة التدريب الكافى .
ومن اهم سبل مكافحة هذه المشكلة التوعية الصحية ووجود كادر صحى مدرب ووجود مستشفيات ومراكز صحية قريبة من سكن المواطنين و سهوله فى المواصلات حتى يتم تحويل مثل هذه الحالات المتعسرة ليتم توليدهم بالطرق الصحيه المناسبة . وهذه متطلبات تخص الخدمات الصحيه وعبء كبير على الدولة يجب ان تتناوله بشئ من الجدية والسرعة حتى لا تترك الفرص للمنظمات الاجنيبة والكنسية لتتولاها وتجد الفرص فى تبنى بناء هذه المراكز و رعاية و تأهيل هؤلاء النسوة المنبوذات و جلب الكوادر الخارجية لتدريب الكوادر المحلية وإجراء العمليات الجراحية ثم يتم بعدها التبشير النصراني بكافة قواه و ردة أغلب هؤلاء المريضات وأسرهم كما هو حاصل في اكبر مستشفيات الناسور في أديس أبابا في أثيوبيا.
الاجهاض الآمن : Safe Abortion
تأكد تقارير الامم النتحدة ومنظمة الصحة العالمية بأن الإجهاض الغير قانونى من أكبروأهم الاخطار التى تواجة صحة المرأة حيث يمثل حوالى 13% من نسبة وفيات الامهات . ومن أهم متطلبات الامومة الامنة أن يكون الاجهاض حق من حقوق المرأة حتى تتمكن من التخليص من الحمل غير المرغوب فيه فى اى وقت حسب قرارها الذى تتخذه لنفسها.وإذا سألنا متى يكون الحمل غير مرغوب فيه ؟ ولأى نوع من النساء ؟
هذا الاجهاض الامن الذى يروجون له بطريقة أو بأخرى هو إجهاض أجنة الزنا والحمل غير الشرعى وللمراهقات والذى يجرى بالطرق الغير مأمونة ومن وراء الكواليس وفيه ما فيه من المضاعفات والمشاكل الصحية. ولكن هل يبرر لنا ذلك أباحة الاجهاض لهؤلاء الفتيات أو حتى المتزوجات تلبية لرغباتهم وحقوقهن الانسانية ؟ إن الاجهاض غير مسموح به فى الشريعة الاسلامية إلا فى حالات خاصة جدا و محدودة جدا ثم يقام بعد ذلك بالطريقة المأمونة الصحيحة تحت الاشراف الطبى المتخصص .
ونجد فى أغلب أجندة الصحة الانجابية بعض الحذر فى التصريحات التى تتناول موضوع الاجهاض مباشرة حيث يدعون فى الوقت الراهن يتوفير الخدمات الصحية لمكافحة المضاعفات التى تحدث بعد الاجهاض والترويج لخطورة الاجهاض غير القانونى ويدعون إلى تدريب الكوادر الطبية جميعها على التعامل مع مضاعفات الإجهاض غير القانونى Post abortion care ثم يدعون للترويج للاجهاض الامن فى وقت لاحق . وذلك لما تم من الحكومات الامريكية المختلفة التى تروج لنفسها عدم موافقتها على الاجهاض عموما كنوع من الدعاية السياسية لها من ناحية ,أو عدم موافقة مذهبها الدينى للاجهاض من ناحية اخرى ,ونجد ذلك واضحا فى قرار الرئيس الامريكى الحالى فى بداية فترة توليه الحكم فى الفترة السابقة فى يناير 2001 حيث اصدر قانون ال (Global Gag Rule )و الذى اعلن من خلاله : سحب الدعم الامريكى لكل المنظمات العالمية التى تدعم المنظمات المدنية (NGOS) خصوصصا فى بلاد العالم النامية إذا كانت هذه المنظمات تدعو الى أى نوع من أنواع الترويج للاجهاض من استشارات أو توجيه او تنفيذ . و ستأتي دور المطالبة بإلغاء القانون السائد في البلاد. وعلى الرغم من وجود كل المضاعفات المعروفة للإجهاض بجميع اشكاله غير انه فى حالة الاجهاض الامن لا يجرى من وراء الكواليس. ثم ياتى يعد ذلك الترويج لوسائل منع الحمل لكل طبقات المجتمع بدون فرز حتى اذا كانت متزوجة او مطلقة او حتى مراهقة ما دام انه حق من حقوقها الانجابية والجنسية) كبديل مناسب يغنى عن عملية الإجهاض و تكاليفها باهظة.
نلاجظ أن هنالك ترويج حاصل فى بلادنا لنوع معين من انواع العقاقير التى تؤدى للاجهاض المبكر ( RU- 486) فى خلال ال 7- 9 الاولى من الحمل بدون وجود اى رقابة صحية لاستعمالها فى هذا المجال مع العلم بان لها حوجة طبية فى بعض الحالات ولكن لابد من مراقبة هذه العقاقير لما فيها من خطورة .
مكافحة المشاكل الصحية والاجتماعية:
الناتجة عن نشر ثقافة الصحة الانجابية اما بالنسبة لمواجهة المشاكل والعقبات التى تنتج عن نشر مفاهيم الثقافة الجنسية و الانحلال و الرزيلة والزنا والشذوذ الجنسى واباحية الاجهاض : وهى
1- مكافحة الأمراض الجنسية و أمراض القناة التناسلية .

2 – مكافحة طاعون العصر الايدز.
3 - مكافحة سرطان الجهاز التناسلي(عنق الرحم)
4 – مكافحة سرطان الثدى .
5- الشيوخ والمسنين .
1 - مكافحة الأمراض الجنسية و أمراض القناة التناسلية:
هنا يتم التركيز على توزيع الواقى الذكرى والانثوى يشكل ملحوظ على انها تعمل من جانبين وليست مثل وسائل منع لمحل الاخرى التى تعمل علىمنع الحمل فقط بينما تعمل الواقيات علىالوقاية من الحمل بجانب الوقاية من الامراض التناسلية بما فيها مرض الايدز .
وهل برامج مكافحة الايدز والامراض التناسلية والجنسية بطريقة الغرب الا برامج دعائية للاباحية والشذوذ الجنسى والتى اصبحت سمة هذا العصر ؟ حيث يتم ارتداء علامة الشواذ ((الربطة الحمراء The Red Ribbon)) من قبل كل من يعمل فى هذه البرامج وهو قد يعلم معناها وقد لا يعلم ...
وهل استعمال هذه الرفالات يحمى من نقل فيروس الايدز ؟؟؟؟
هنالك علامة استفهام كبيرة على هذا الموضوع فقد قامت بعض الجهات عالميا بفحص هذه العوازل الذكرية ومدى أمنها فى الوقاية من فيروس الايدز وقد توصلوا الى ان هذه العوازل قد تم تصنيعها سابقا لمكافحة الامراض التناسلية التى تسببها البكتيريا ولمنع الحمل حيث ان مسامات هذه العوازل لها القدرة على عدم مرور الباكتيربا والحيوانات المنوية ولكنها يمكن ان تسمح بمرور الفيروس لانه اصغر بكثير من الباكتريا والحيوانات المنوية لذلك نجد ان تشجيع الشباب على اللجوء الى استعمال هذه الوسائل قد يؤدى الى انتشار اكثر لمرض الايدز لا للوقاية منه .
ومن الطريف المحزن أن نجد ان معنى كلمة الرفالات التى استعملت لتعريب كلمة condom نجدها فى المعاجم العربية بمعنى كيس يوضع على قضيب التيس لكى لا يفسد !!! فكيف لنا ان ندعو الى معالجة الفساد فى شبابنا وأولادنا بنفس الطريقة التى يعامل بها حيوان ابكم لا عقل له ولا ادراك !! وهل يعالج الفساد بفساد اكبر منه ؟؟؟
2 – مكافحة طاعون العصر الايدز:
حملات مكافحة الايدز على طريقة المنظمات الاجنبية والسياسات العالمية التى لا علاقة لها بالاخلاق والقيم والتعاليم والشرائع السماوية تعمل على زيادة نشر الايدزبين الشعوب الفقيرة والضعيفة والمقصودة بالابادة الجماعية ,فعلى الرغم من تصدير هذه المنظمات لكميات مهولة من العوازل الذكرية والانثوية فإن أعداد الاصابات والموت بهذا المرض الفتاك فى زيادة مستمرة . ولابد أن يوعى المسؤلون إلى أن تتولى جهات مسؤلية برامج مكافحة هذا الوباء وتوعية الامم بان أسلم وأحسن اساليب الوقاية هى الالتزام والنهى عن العلاقات المحرمة والمشبوهه و لابتعاد من الفواحش ما ظهر منها وما بطن و العفة والزواج المبكر والذى فيه الاحصان اللازم للشباب , مثل ما حصل فى يوغندا حين تمت التوعية بهذه الطريقة ووجدوا انخفاض هائل فى معدلات الاصابة بهذا الطاعون .
3 - مكافحة سرطان الجهاز التناسلي(عنق الرحم):
أما السعي لمكافحة سرطان عنق الرحم فأنه معروف لديهم انه يحدث نتيجة لحياة الفساد و الانحلال الأخلاقي وممارسة الجنس مع اكثر من فرد و الالتهابات التناسلية الجنسية بواسطة فيروس 18 - 16HPV .وكما هو معروف ايضا ان امراض الجهاز التناسلى والامراض المنقولة جنسيا بما فيها الايدز فانها نتاج مباشر للزنا والعلاقات الغير شرعية والانحلال والشذوذ الجنسى لذا أضطرت برامج مكافحة سرطان عنق الرحم فى البلاد الغربية بعمل التحالل وأخذ العينات لتحليلها بإمكانيات مالية و تكنولوخية هائله , فما لنا نحن وزيادة التكاليف فى برامج نحن فى غنى عنها إذا تمسكنا بشعائر ديننا وتزينا بمحاسنه .
4 - سرطان الثدي:
اما بالنسبة لسرطان الثدي والذي له علاقة قوية بهرمون ألاستروجين المتواجد في حبوب منع الحمل و طول فترة استعمال الحبوب وتاخير الزواج و الانجاب والرضاعة و إستعمال الهرمونات المعوضة فى مرحلة إنقطاع الطمث . كما أوضحت الدراسات لديهم أن نسبته قد تضاعفت لدى النساء الآتي تعرضن لإجراء الاجهاض القسري فى الشهور الاولى من الحمل في أول حياتهن.
5- مكافحة العقم :
العقم ايضا أغلب ما ينتج بعد الاصابة بالامراض التناسلية و المنقولة جنسيا مما يؤدى الى خلل بانابيب فالوب و التصاقات فى داخل الحوض وحول الاجهزة التناسلية الداخلية مما يؤدى الى عدم الانجاب و اللجوء الى مراكز التلقيح الصناعى. اهتمام خدمات الصحة الإنجابية بمكافحة العقم يدعو للريبة في الوقت الذي يمنعون فيه الانجاب الطبيعى غير المكلف ويشجعون الانجاب الصناعي الذى لا تقدر عليه الطبقات الفقيرة وذلك كما ذكرنا فى تاريخ نشات حركة تحديد النسل العالمية فى انهم كانوا يسعون الى تحسن النسل من سلالات معينة لطبقات اجتماعية معينة (حركة اليوجينيا النازية ) بكل أنواعه و لعل ذلك قد يكون عونا للأسر غير النمطية للحصول على أبناء من خارج العلاقات الأسرية الطبيعية والتلاعب الحاصل عالميا فى المتاجرة بالبويضات وحفظها بالتجميد والبنوك المنوية المنتشرة والاجنة المحفوظه ايضا والاستنساخ كما حدث في أول طفل من الاستنساخ و الذي زرع في رحم إحدىالسحاقيات!!!!
إذن لابد من ان تكون مثل هذة الخدمات عند وجودها فى البلاد الاسلامية - لخدمة الاسر الطبيعية الشرعية – فى ايدى امينة تراعى المبادئ الشرعية قبل الانسانية .
6 – رعاية الكهول و المسنين:
من المضاعفات و الاضرار التى تنتج من تنفيذ برامج الصحة الانجابية تكون طبقة اجتماعية من الشيوخ و الكهول الذين في اشد الحوجه للرعاية الأسرية و الاجتماعية مما أدى إلى أن تطلق على القرن الواحد والعشرين مصطلحات عالمية عدة، بينها مصطلح "عصر الشيخوخة". والذى أدى إلى كثير من الدراسات الاجتماعية والديموغرافية مثل "الثورة الرمادية" Grey Revolution، و"الثورة الصامتة" و"الانسانية الراشدة". وتشير تلك المصطلحات جميعها إلى حال المسنين في هذا القرن, جعل هذا الأمر الحكومات والمنظمات الدولية تطرح إشكالية التعامل مع المسنين، ومدى استيعابهم لمتغيرات العصر وتحدياته وإرهاصاته من جهة والحفاظ على آدميتهم وضمان حقوقهم الإنسانية والمدنية والمهنية من جهة ثانية.
فى الوقت الذى تكون فيه المراة المسؤلة من رعاية هؤلاء العجزة والمسنين فى داخل البيوت فى عملها خارج بيتها مما يضطر الاسر والمجتمعات الى اللجوء الى دور العجزه والمسنين .كما هو حاصل فى التفرق من مسؤولية الأطفال بتوسيع دور حضانة الصغار.
كما يتم توزيع وسائل منع الحمل إلي النساء في سن 40-50 سنه لمنع حملهن فى هذه السن, وترهيب الامهات فى هذه المرحلة من العمر من الحمل لما يكون فيه من انجاب اطفال معوقبن ومتخلفين ومنغولين , ولنا فى أمنا السيدة خديجة الاسوة الحسنة حيث انجبت افضل واحسن ذرية فى الدنيا والاخرة لرسولنا الكريم وهى فى هذه الفترة من حياتها.
ويتم ايضا التشجيع على استعمال الهرمونات المعوضة في مرحلة القطوع ( سن اليأس) HRT . لزيادة العناية بجمال المراة وحماية شيخوختها مع ما فيها من مخاطر جسيمة, والله سبحانه وتعالى أدرى منا بأحوال أجسام هؤلاء النساء وهو القادر ان يتولى تنظيم هذه الهرمونات فى جسد المرأة إن كانت فى حمجة لها فى مثل هذه السن .
تغيير أنماط السلوك الشخصى و الاجتماعى :
يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان طائفة واسعة من التدخلات في مجال الاتصال لتغيير السلوك والتثقيف بشأن مهارات الحياة تُراعى فيها اعتبارات السن ونوع الجنس والبيئة الثقافية. ويتمثل الهدف من تلك التدخلات في:
1- تشجيع أساليب الحياة الإيجابية والصحية،
2 - والأعراف الاجتماعية الجيدة،
3 - والسلوكيات الجنسية الأكثر أماناً.
ويستتبع ذلك، لاسيما فيما يتعلق بصغار السن، تشجيع المواقف والمهارات الإيجابية ـ أي احترام الذات والتفاوض والتأقلم والتفكير النقدي وصنع القرار والاتصال وتأكيد الذات.
وهذا وقد ظهرت هذه التغيرات فى الغرب بعدما نجحت الفلسفة الغربية في اخراج المرأة من خدرها، واقحامها في سوق المنافسة مع الرجال، وبعد أن تخلى كل نوع عن دوره الفطري الذي خلق من أجله؛ أن رجال الغرب يتأنثون وإناثه يسترجلن حيث أصبح توجه الرجل نحو التأنث كما تتجه المرأة نحو الاسترجال في المجتمعات الغربية حيث تختفي الحدود التقليدية بين الجنسين، هذا ما كشفه بحث جديد قامت به مؤسسة بريطانية متخصصة.ففي السنوات العشر المقبلة سيكون الرجل أكثر "تأنثا" حيث يقوم أكثر فأكثر بدور فعال في تربية الصغار، وتزيد اهتماماته بالموضة (!) ويستعمل أدوات التجميل(!) أكثر مثل مواد الزينة وأدوات الرشاقة وحتى إجراء عمليات جراحة التجميل.
فمثلا؛ الدعايات التلفزيونية لترويج حضانات (لفافات) الأطفال يقوم بها الرجال الآن بدلا من النساء، هذا ما كشفه بحث حديث قامت به مؤسسة مراقبة المعلومات البريطانية (داتامونيتر) ونشرته صحيفة "الديلي اكسبريس" اللندنية.
وفي الوقت الذي يتبنى فيه الرجال سلوكيات أنثوية أكثر، يحدث العكس للنساء إذ يتجهن نحو الاسترجال، حيث يلتحقن بالمدارس والجامعات أو العمل أكثر فأكثر بدلا من المكوث في البيت، مع ازدياد عدد اللواتي يتعاطين الخمور باستمرار.ووصلت نسبة زيادة تناول النساء للخمور في بريطانيا خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى 27 %. وكشف البحث، الذي يتنبأ بتغير السلوكيات والعادات الاجتماعية خلال العام المقبل وما بعده، أيضا كيف أن الهوة بين الأجيال تضيق حيث يقبل الصغار في عمر الثانية عشرة على منتجات كانت من قبل لا يطلبها من هم اقل من 17 عاما في العمر.
وحددت "داتا مونيتور" ما وصفته بأنه عشرة "عناصر فعالة" ستؤثر على طبيعة حياة الرجال والنساء والأطفال. هذه العناصر هي: الجنس (ذكر أو أنثى)، العمر، العائلة، الدخل، الفردانية، حياة البيت، الانترنت، المخاطرة، وسائل الراحة والصحة.
ترسيخ مفهوم الجندر:
عدم الاعتراف بالتعريف الحقيقي له من هذه المنظمات دعى الى الريبة . و قد عرف بواسطة منظمة "الصحة العالمية" بأنه: "المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية" بمعنى أن كونك ذكراً أو أنثى عضوياً ليس له علاقة باختيارك لأي نشاط جنسي قد تمارسه فالمرأة ليست امرأة إلا لأن المجتمع أعطاها ذلك الدور،ويمكن حسب هذا التعريف أن يكون الرجل امرأة.. وأن تكون المرأة رجلا تتزوج امرأة من نفس جنسها وبهذا تكون قد غيرت صفاتها الاجتماعية وهذا الأمر ينطبق على الرجل أيضاً.مما يؤدى إلى خلق الآسرغير النمطية و العلاقات الشاذة.
فكيف لنا أن تجيز مثل هذه المفاهيم و أن نعمل على نشرها وتدريسها وأعطاء الدرجات العلمية العليا للراغبين فى دراساتها ؟؟؟ فان التعليم فى حد نفسه جائزومباح ولا غبار عليه ولكن لابد أن يكون جائزا شرعا مثله ومثل تعلم السحر الذى هو محظور ولو كان لمعرفة كيفية معالجة السحر نفسه .
3 - استغلال المساعدات المقدمة في حالات الكوارث الطبيعية و الحروب و التهجير.
هذه الحروب والتى تلعب فيها السياسات الدولية الدور الكبير الذى لا يخفى على اى عاقل مثل ما حدث فى الحروب العالمية وحروب الخليج والحرب فى أفقانستان ,الشيشان ,البوسنا,العراق وفى فلسطين وجنوب وغرب السودان كلها افتعلت و اقيمت لعلة واحدة هى ابادة هذه الشعوب واضاعفها وإهدار مواردها وتشريد وتهجير أهلها ثم يأتوا بهذه الاعانات المزعومة التى أكثر ما بداخلها وسائل حد النسل المختلفة ليحدوا نسل البقية الباقية من هذه الشعوب , وكما حدث فى الزلازل المفتعلة والفيضانات التى جاءت من ورائها لاهلاك هذه الشعوب الضعيفة المستضعفة وابادتها والله تعالى اعلم .

ما يحق لكل إمرأة فى العالم أن تعرفه!!!!!:
1- العلاقة بين الاجهاض و سرطان الثدى !!!:
أعلنت منظمة الصحة العالمية فى دراستها العلمية سنة 1970 فيما يتعلق بموضوع الاجهاض و نسبة سرطان الثدى بعد دراسة 17000 امرأة فىسبع مناطق فى انحاء العالم, هذة الحقائق التى لم تتغير بعد 30 سنة وهى :
النساء اللواتى يحملن فى سن مبكرة هن اقل عرضة لسرطان الثدى من النساء اللواتى يحملن فى سن متاخرة او لا يحملن مطلقا . واثبتت الابحاث ان النساء اللواتى يلدن اول مولود تحت سن 18 سنه يخذن ثلث نسبة الاصاية بسرطان الثدى من اللواتى يلدن طفلا من سن 35 وما فوق ذلك .
و بالنسبة للاجهاض اعلنت منظمة الصحة العالمية ان :
- تزداد نسبة سرطان الثدى مع ممارسة عملية الاجهاض بضعف نسبة الاصابة بعد الحمل الكامل و التام .
- الابحاث الطبية الحديثة فى مختلف المجالات الطبية فى العالم ثبت من النتائج السبب الهرمونى لذلك 25 دراسة علمية فى انحاء العالم و خاصة عند نساء من افريقيا و اسيا و اروبا اثبتت زيادة نسبة الاصابة بسرطا الثدى حتى من عملية اجهاض واحد .
- خطر الاجهاض مع خطر تاخير ولادة اول طفل يزيدان نسبة الاصابة بسرطان الثدى مرتين .
وهل احد منا يستغرب بعد مرور اقل من نصف قرن حيث الاجهاض هو قانونى و منتشر حين نجد ان الاصابة بسرطان الثدى قد تتاعفت نسبتها فى العالم ؟
وهل بلادنا مهيئة باجهزتها الصحية لاستقبال وباء سرطان الثدى ؟؟؟
2 – علاقة هرمون الاستروجين .. ولماذا القيام يعملية الاجهاض تزيد من نسبة سرطان الثدى ؟؟
بينما السقط الطبيعى لا خطر منه على الثدى.
تحت تاثير هرمون الاستروجين يزداد نمو الثديين لكل فتاة مع التاثير على باقى الاعضاء الجنسية الاخرى للفتاة . عند بداية الحمل يزداد هذا الهرمون لنسبة عالية جدا (6 أضعاف ) عما هو عليه عند التلقيح زعند السقط الطبيعى تكون نسبته طبيعية وكانه لم يحدث حمل . الاستروجين هو الذى يجعل الثدى ينمو اكثر خلال الحمل بتاثيرة على الخلايا الاولسة والتى تتطور فى نموها حتى تصبح خلايا مصنعة للحليب بعد ذلك .
ان الخلايا الاولية هى التى تتطور نحو السرطان لاسباب اخرى مثل الاشعة و بعض الكيماويات ..الخ
لذلك اذا تم الحمل لمدة من الزمان وفجأة تمت عملية اجهاض فان المراة تبقى معرضة لسرطان الثدى بسبب وجود الخلايا الاولية الغير متطورة والتى هى فى كمية اكثر مما لو تكن حامل مما يجعلها معرضة اكثر للاصابة بالسرطان وخاصة انها بدات فى التزايد فى بداية الحمل على عكس حالة الحمل الطبيعية الى نهايتها فان الخلايا الاواية هذه تتحول الى خلايا متخصصة لصنع الحليب والتى هى بعيدة عن الاصابة بالسرطان . لذلك فان الابحاث الطبية اثبتت دائما ان الحمل الكامل بدون انقطاع (بالاجهاض ) لا يقود الى سرطان الثدى عادة وكلما تم الحمل فى سن مبكرة دون انقطاع فان خلايا الثدى الاولية تتكون نهائيا لتصبح خلايا متخصصة لصنع الحليب مما يبعدها مبكرا من ان تتعرض للسرطان لانها خلايا غير اولية .
3 – قرار المؤتمر العالمى عن سرطان الثدى عند النساء بوجود العلاقة بين عملية الاجهاض و نشوء سرطان الثدى :
تم اول مؤتمر عالمى عن سرطان الثدى فى كنكستون فى كندا سنة 1997 و كان مساعدا فى تنظيمة جمعية المراة العالمية للحفاظ على الطبيعة و النمو وقدم الدكتور EndocrinologyJoel Brind prof.ofوهو اخصائى معروف فىعلم الغدد الصماء فى جامعة City University
فى امريكا وايضا هو رئيس تحرير المجلة الطبية الدورية و الاجهاض – سرطان الثدى , قدم بحث مفصل فى المؤتمر واثبت بوضوح العلاقة مابين الاجهاض و سرطان الثدى . و بعد مرور سنة 1998 نشر المؤتمر العالمى تقريره العملى للعالم و الذى دعا فيه بجدية الى العمل لمنع الاصابة يسرطان الثدى و كان مما ذكر فى التقرير :
تتعرض المرأة اليوم الى نسبة عالية من هرمون الاستروجين خلال حياتها اكثر مما كانت عليه فى الاجيال السابقة والحقيقة ان المرأة اليوم تتعرض كثيرا الى كمية اكبر من الاستروجين الطبيعى و الصناعى نتيجة لاستعمال حبوب منع الحمل , تاخير الحمل او عدم الحمل وعدم الرضاعة و الاجهاض والغذاء الغنى باللحوم و الدهنيات و المواد الحيوانية والهرمونات المعوضة والتى توصف وتعطى عند سن اليأس . كل هذة الامور تزيد من نسبة الاستروجين وسرطان الثدى ...
لذلك قبل استيراد و قبول اى شعار مثل شعار الحقوق الانجابية او الصحة الانجابية يجب على كل امرأة فى العالم ان تعرف حقها فى معرفة العواقب و الاخطار و الاضرار لاى قرار تختاره ,,,









وما هي خطورة الزواج المتأخر على المرأة ؟؟؟؟:
*تتعرض المرأة أثناء حياتها الى نسبة أكبر من هرمون ألا ستروجين عندما تتعرض الى :
¨ تأخير الحمل .
¨ تأخير الرضاعة الطبيعية .
¨ الاستعمال الطويل لحبوب منع الحمل .
¨ استعمال حبوب تعويض الهرمونات بعد انقطاع الدورة الشهرية.
¨ الاجهاض القسري فى سن مبكرة .
كل ما سبق يؤدى إلى زيادة واضحة في نسبة سرطان الثدي.
كما أن هنالك :
¨ 4.5 مرة زيادة في نسبة إجراء العمليات القيصرية .
¨ زيادة اكثر في حالات مرض السكرى .
¨ زيادة اكثر في حالات ضغط الدم المصاحب للحمل .
¨ زيادة اكثر في حالات عدم الوضع الطبيعي للجنين.
¨ زيادة اكثر في حالات عدم الوضع الطبيعي لراس للجنين.
¨ زيادة اكثر في حالات كبر حجم الجنين في بطن الام مما يؤدى الي عسر الولادة .
¨ زيادة اكثر في حالات الولادة المبكرة (قبل 37 أسبوع).
¨ زيادة اكثر في حالات حمل التوائم.
¨ زيادة اكثر في حالات التشوهات الخلقية في الجنين.
¨ زيادة اكثر في حالات وجود الاورام الحميدة في الرحم .
¨ زيادة اكثر في حالات التهابات و أمراض المفاصل.
¨ زيادة اكثر في حالات العقم.
¨
إيجابيات الزواج والحمل والإنجاب في سن مبكرة:
إن البحوث العلمية والدراسات العالمية تثبت أنه لا يوجد زيادة في مضاعفات الحمل عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 15-19 سنة . وإن المضاعفات التي تحصل عند الحوامل أقل من 15 سنة هي نسبياً قليلة . و من ضمن هذه المضاعفات التى ثبتت هى صغر وزن المولود وذلك من رحمة الله تعالى على الام الصغيرة .
إن إيجابيات الزواج والحمل والإنجاب في سن مبكر عديدة منها :
1- الإخصاب : " إمكانية الحمل " إن نسبة الخصوبة" أي الحمل خلال فترة الزواج " عند الفتيات في سن مبكر تفوق الفتيات في الأعمار الأخرى .
2- الأورام الحميدة والخبيثة : إن أورام الثدي والرحم والمبايض هي أقل عند النساء اللواتي يبدأن الحمل والإنجاب في السنين المبكرة .
3- الحمل المهاجر" خارج الرحم " : حالات الحمل خارج الرحم هي 17,2 /1000 عند النساء اللواتي يزدن عن 35 سنة , وأن النسبة تقل إلى 4،5/1000 عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن 15-24 سنة .
4- الإجهاض تزيد نسبة الإجهاض من 2-4 أضعاف عند النساء بعد 35 سنة من العمر .
5-إن العمليات القيصرية والولادة المبكرة و التشوهات الخلقية ووفاة الجنين داخل الرحم ووفاة الأطفال بعد الولادة جميعها تزداد نسبياً كلما زاد عمر الحامل .
6. إن الحمل والإنجاب هو عمل متكرر وإن المرأة بحاجة إلى فترة زمنية طويلة لإنجاب ما كتب الله لها من أطفال . فالمرأة التي تتزوج في سن متأخر فإنها سوف تنجب أطفالها وهي في سن متأخر ، ومن المثبت طبياً أن الأمراض المزمنة تبدأ بالظهور أو تزيد استفحالاً كلما تقدم الإنسان عمراً وهذه الأمراض المزمنة تزيد مخاطر الحمل والإنجاب وأحياناً تقف عائقاً للحمل والإنجاب .



الباب الرابع

1- العنف ضد المراة وختان الاناث .
2 - الحركة النسوية النوعية. ((الجندر))..
3 - مخطط الحركة النسوية النوعية المتطرفة.
4 - الشذوذ الجنسي من التطبيع إلى التخريب والعولمة.
5 – عولمة المرأة .

ختان الاناث
كأهم بند من بنود العنف ضد المرأة فى السودان

فتوى مجمع الفقه السودانى
فى مشروعية ختان البنات
التاريخ : 16\ ربيع الثانى 1426 ه
الموافق 14 مايو 2005 م
دائرة الإفتاء
فتوى رقم 10 \ د \ 2 \ 26ه
نص الفتوى

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن مسألة ختان الإناث من المسائل التي يدور حولها جدل كثير في الآونة المتأخرة، والذي نقرره بادئ ذي بدء أن الختان شأن أُسَريٌّ محض مبناه على الستر والكتمان، وهذا ملاحظ في أمر الشريعة بإشهار النكاح مثلاً والاحتفاء به وبالمولود في يوم سابعه، ولا نجد أمراً مثله بإشهار الختان سواء للذكور أو الإناث مما يدل على أن الحديث عنه بمثل هذا السفور والإكثار من ذلك مع استعمال الصور التي تكبر العورة المغلظة للمرأة وتقديم ذلك في محاضرات وندوات يحضرها الرجال والنساء إنما هو لأمريراد؛ من إشاعة الحديث عن العورات وأن يكون ذلك شيئاً مألوفاً عند الناس ذكرهم وأنثاهم مما يسقط المروءة ويذهب الحياء عياذاً بالله تعالى، وإذا أردنا أن نبين حكم الشريعة في ختان الإناث فلا بد من تقرير حقائق:

اولها:
أن أهل العلم مجمعون على مشروعية ختان الأنثى، لكنهم مختلفون في درجة المشروعية بين قائل بالوجوب وهم الشافعية، وقائل بالسنية وهم الحنفية والمالكية،
وقائل بالمكرمة وهم الحنابلة رحمة الله على الجميع، والمدار في ذلك على قوله
تعالى (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً) مع ما ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم من أن الختان من ملة إبراهيم عليه السلام، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه {الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب}ولم يفرِّق بين الذكور والإناث. ولمعرفة ذلك ينظر ما قاله الإمام النووي رحمه الله في المجموع شرح المهذب 1/349 وابن قدامة المقدسي رحمه الله في المغني 1/101

ثانيها:
أنه قد تتابعت فتاوى علماء الإسلام المعاصرين في القول بمشروعية ختان
الإناث، ومن هؤلاء صاحب الفضيلة الأستاذ العلامة الشيخ/ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابه (فتاوى شرعية) 1/126ـ127 تحت عنوان (خفض البنات مشروع) ومنهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه (فتاوى معاصرة) 443 ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز المفتي العام في السعودية سابقاً وذلك في (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) 5/119ـ 120ـ121 والعلامة الشيخ الدكتور محمد المختار الشنقيطي في كتابه (أحكام الجراحة الطبية) 167 وانظر كذلك الموسوعة الفقهية 19/28.
ثالثها:

بهذا يُعلم أنه لم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين في القديم ولا الحديث
بالتحريم قط، بل الاتفاق قائم على المشروعية، والقول بالمنع قول محدَث يروِّج له
من يريدون التلبيس والتدليس على الناس؛ لتحقيق مآرب خفية الله أعلم بها.
رابعها:

إذا تبيَّن ذلك عُلم أن فعله خير من تركه، وأنك ـ أيها السائل ـ لو فعلته فقد أتيت بأمر واجب أو مستحب وحصَّلت في ذلك أجراً عظيماً إن شاء الله بحسب نيتك في اتباع السنة وتعظيم الشرع، والواجب عليك التحري عن الطبيبة الموثوقة الحاذقة التي تجري عملية الختان وفق الأصول الطبية والضوابط العلمية التي تتم بها المصلحة وتنتفي المفسدة.
خامسها:

أن الختان المسمى بالفرعوني والذي يتم فيه إيذاء الأنثى بقطع أعضائها أوجزء منها لا يجوز إجراء جراحته، ولا تسليم الأنثى لمن يفعل بها ذلك؛ لأنه شر كبير وضرره متفق وليس فيه مصلحة البتة، وحسبك من فساده اسمه، قال تعالى (وما أمر فرعون برشيد).
والله أعلم
[IMG]file:///C:\Users\Dell\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image012.jpg[/IMG]

الدليل الأغر على أن ختان الأنثى واجب كختان الذكر:
الإسلام دين الفطر السليمة، والطباع القويمة: "فطرة الله التي فَطَر الناس عليها"1، فكل مولـود يولـد على فطرة الإسلام: "كل مولـود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أوينصرانه، أويمجسَّانه".2
والفطرة هي الطريقة الحسنة القديمة، والسنن الحميدة التي سنها الأنبياء والمرسلون، واستحبها عباد الله الصالحون من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
من تلكم السنن الحميدة، والخصال المجيدة، الختان للذكر والأنثى.
وبعد...
فهذا بحث عن حكم ختان الأنثى، وأنه واجب مثل ختان الذكر تماماً، وقد دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع عدة أسباب منها:
· اللغط الكثير والزخم المثير الذي يدور في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمشاهدة في هذه الأيام عن هذا الموضوع.
· الحملة المسعورة التي تنادي بسن قانون يحرم ختان الأنثى أياً ما كان نوعه.
· الخلط المتعمد وغير المتعمد بين ختان السنة المشروع المحمود والختان الفرعوني البغيض المذموم.
· عدم تمييز البعض بين الآداب الشرعية والسنن المرعية من ناحية، وبين العادات والتقاليد الاجتماعية ذات الجذور الوثنية والفرعونية من ناحية أخرى.
· تطفل البعض بحسن نية وبغير حسن نية في الحديث عن أحكام شرعية لا ينبغي لأحد غير العلماء الشرعيين المختصين أن يتكلم فيها، فختان الأنثى من جملة سنن الفطرة التي شرعها الإسلام وسنها الأنبياء والرسل الكرام، ووضح حكمها العلماء الأعلام ، فلا يحل لأحد من استشاريي النساء والتوليد ولا لقانوني، ولا لواحدة من اتحاد النساء أن يتكلم عن حكم الشرع في هذا، دعك عن لجان حقوق الإنسان.
ويعد هذا من التعدي البين على دين الله، ومن التقول على شرع الله، ومن التطفل المذموم، والتدخل المحموم.
ينبغي لولاة الأمر أن يتدخلوا لإيقاف مثل هذه المؤتمرات المشبوهة، فهذه من أولى مهام المسؤولين، إذ لا يحل لكل إنسان أو كل مجموعة من الناس عقد المؤتمرات ومناقشة الأمور الدينية والأحكام الشرعية، والعمل على سن قانون يحظر فيه ما يشـاء ويبيح ما يشاء دون علم المسؤولين أو على غفلة منهم.
وقبل الشروع في المقصود أود التنبيه على الآتي:
أولاً: أن الدين ليس بالرأي، كما قال علي رضي الله عنه: "لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره"؛ فالدين بالدليل، بالكتاب والسنة، فقد أمرنا عند التنازع أن نرد الخلاف إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: الختان الفرعوني ليس من السنة، ويكفيه قبحاً وسوءاً اسمه، وكل المضار التي يحتج بها الأطباء ويرفعونها في دعوى حظر ختان الأنثى هي ناتجة من الختان الفرعوني، وليس من الختان السني، فعلى الأطباء الذين يتصدرون ذلك أن يتقوا الله في أنفسهم أولاً، وأن يتصفوا بالعلمية والموضوعية، وأن لا يخلطوا بين الختان الفرعوني المذموم وبين ختان السنة الذي أوجبه الشارع، وليعلموا أنهم سيقفون وسيسألون عن كل ذلك.
ثالثاً: مجرد الخلاف لا ينفي الشيء ولا يثبته، فكون بعض أهل العلم قال إن ختان الأنثى سنة، وهو قول مرجوح كما سنبينه، لا يبرر لأحد أن يتجرأ ويدعي أن هذا غير مشروع، وينادي بسن قانون يحرمه ويعاقب من يمارس ذلك.
رابعاً: أحذر نفسي وإخواني المسلمين من اتباع الهوى والتشبث ببعض أقوال أهل العلم لتحقيق ما تهواه النفوس.
خامساً: زعم البعض أنه لا يوجد ختان سنة للأنثى من الافتراء على الله، وقد قال الله عز وجل: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون".
فكون الختان السائد في السودان وفي صعيد مصر وفي كثير من البلاد الإفريقية هو الختان الفرعوني فهذا لا ينفي أن هناك ختان سنة، والجهل بالشيء لا يدل على عدم وجوده، وصدق من قال: "من جهل شيئاً عاداه"، ولله در علماء الحديث حيث قرروا: "أن من علم حجة على من لم يعلم".
سادساً: عدم التزام طائفة من المسلمين بذلك مهما كثرت لا يدل على عدم مشروعية ختان الأنثى، بل لقد اختلف المسلمون في مسائل عقدية، مثل تكفير تارك الصلاة كسلاً وعدم تكفيره، وفي رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم لربه بعيني رأسه، وكذلك اختلفوا في قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية، ونحو ذلك.
سابعاً: الخلاف كله ليس سواء، فهناك خلاف راجح وخلاف مرجوح، وخلاف سائغ وخلاف ممنوع، وهكذا.
ثامناً : الحذر من التعامل بردود الأفعال، ولنعلم أن الحسنة بين سيئتين، ودين الله قوامه الوسطية، فلا إفراط ولا تفريط.
وبعد، فقد حان أوان الشروع في المقصود.
تعريف ختان السنة:
الختان لغة: القطع، قال ابن منظور رحمه الله: (وأصل الختن القطع، والختان موضع الختن من الذكر، وموضع القطع من نواة الجارية، قال أبو منصور: هو موضع القطع من الذكر والأنثى، ومنه الحديث المروي: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل"، وهما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الأنثى).
ختان الأنثى اصطلاحـاً : هو قطع شيء يسيـر من الجلدة التي كعُرْف الديك فوق مخـرج البول، وتحرم المبالغة في القطع.
وينبغي على الخاتنات والقابلات أن يتقين الله ولا يمارسن الختان الفرعوني، وعليهن أن يلتزمن بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لخاتنة الأنصار أم عطية: "أخفضي ولا تنهكي، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل".
أول من خُتنت من النساء أمنا هاجر عليها السلام
ختان الذكر والأنثى من سنن المرسلين، وقد شرع على لسان إبراهيم في نفسه وزوجه هاجر عليهما السلام، قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: (وقد روى أبو إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عليّ: أن سارة لما وهبت هاجر لإبراهيم فأصابها، غارت سارة، فحلفت ليغيرن منها ثلاثة أشياء، فخشي إبراهيم أن تقطع أذنيها أو تجدع أنفها، فأمرها أن تخفضها وتثقب أذنيها).
لا غرابة في ذلك، فإن السعي شرع لسعي هاجر بين الصفا والمروة، وكذلك رمي الجمار شرع إحياء لسنة إبراهيم عندما عرض له الشيطان في تلك الأماكن ليصده عن ذبح ابنه والوفاء بوعده لربه، فحصبه لذلك.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله معلقاً على ختن هاجر: (ولا ينكر هذا كما كان مبدأ السعي ـ سعي هاجر بين جبلين تبتغي لابنها القوت، وكما كان مبدأ الجمار ـ حصب إسماعيل للشيطان لما ذهب مع أبيه، فشرعه الله سبحانه لعباده، تذكرة وإحياءاً لسنة خليله، وإقامة لذكره، وإعطاءاً لعبوديته والله أعلم).
حكم ختان الأنثى:
ذهب أهل العلم رحمهم الله في حكم ختان الأنثى والذكر مذاهب، هي:
1. واجب على الرجال والنساء، وهذا مذهب سحنون من أئمة المالكية، والشافعي، ورواية عن أحمد ، وكثير من علماء السلف والخلف.
2. سنة للذكر والأنثى، وهو مذهب أبي حنيفة، وبعض أصحاب مالك، والشافعي، والرواية الثانية عن أحمد.
3. واجب على الرجال سنة على النساء، وهو مذهب بعض الشافعية.
يتضح من ذلك أنه لا فرق في حكم ختان الذكر والأنثى، فحكمهما سواء، وهو يتراوح بين الوجوب والسنة ، والراجح أنه واجب، وذلك للأدلة الآتية:
· قوله تعالى حاضاً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام: "وأوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً"، قال قتادة من أئمة التفسير: هو الاختتان.
· وعن عائشـة رضي الله عنهـا قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاوز الخِتانُ الختانَ فقد وجب الغسل"، وفي رواية: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل".
وهذا الحديث أقوى دليل على وجوب ختان الأنثى، فالآية السابقة قد يرى البعض أن المراد بملة إبراهيم فيها التوحيد، ولكن لا مجال لتأويل هذا الحديث، فقد ساوى بين الذكر والأنثى في حكم الختان.
(قال صالح بن أحمد لأبيه: وفي هذا أن النساء كن يختتن، وسئل عن الرجل تدخل عليه امرأته فلم يجدها مختونة أيجب عليها الختان؟ قال: الختان سنة.
قال الخلال: وأخبرني أبو بكر المروزي وعبد الكريم الهيثم ويوسف بن موسى، دخل كلام بعضهم في بعض، أن أبا عبد الله سئل عن امرأة تدخل على زوجها ولم تختتن: أيجب عليها الختـان؟ فسكت والتفت إلى أبي حفص، فقال : تعرف في هذا شيئاً؟ قال: لا. فقيل له: أتى عليهما ثلاثون وأربعون سنة. فسكت. قيل له: فإن قدرت على أن تختتن؟ قال: حسن.
قال: وأخبرني محمد بن يحيى الكحال، قال: سألت أبا عبد الله عن المرأة تختتن؟ فقال : قد خرجت فيه أشياء. ثم قال: ونظرت فإذا خبر النبي صلى الله عليه وسلم: "حين يلتقي الختانان"، ولا يكون واحداً إنما هما اثنان. قلت لأبي عبد الله: فلا بد منه؟ قال: الرجل أشد. وذلك أن الرجل يختتن، فتلك الجلدة مدلاة على الكمرة فلا ينقي ما ثم، والنساء أهون، لا خلاف في استحبابه للأنثى، واختلف في وجوبه.
وعن أحمد في ذلك روايتان: إحداهما: يجب على الرجال والنساء، والثانية، يختص وجوبه بالذكور).
4. ومن الأدلة على وجوب الختان للذكر والأنثى ما اتفق عليه الشيخان عن أبي هريرة يرفعُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط".
5. حديث أم عطيـة عندما قـال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "اخفضي ولا تنهكي، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل".
وفي رواية: "إذا ختنتِ فلا تنهكي".
6. قال ابن عبد البر رحمه الله: (وروي عن أم عطية ـ الأنصارية ـ أنها كانت تخفض نساء الأنصار).
7. واستدل الموجبون كذلك لختان الأنثى بأن في المشاتمة يقال يا ابن الغلفاء ، وذلك لأن الغلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر من المختونة .
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم الإمام رحمه الله: (ولهذا يقال في المشاتمة: يا ابن الغلفاء، فإن الغلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر، ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتار ونساء الإفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين17، وإذا حصلت المبالغة في الختان ضعفت الشهوة، فلا يكمل مقصود الرجل، فإذا قطع من غير مبالغة حصل المقصود بالاعتدال، والله أعلم).
وقد كان ذلك جواباً على سؤال هل تختتن المرأة أم لا؟ فأجاب بالإيجاب، ثم علق على ذلك .
العلة والحكمة في وجوب ختان الأنثى
العلة والحكمة في وجوب ختان الأنثى تعديل الشهوة عند المرأة، فيالها من علة عظيمة وحكمة بليغة وفائدة كبيرة، كما أن العلة والحكمة في وجوب ختان الذكر تطهيره من النجاسات التي تختزن في الغلفة إذا لم تقطع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وذلك أن المقصود بختان الرجل تطهيره من النجاسة المحتقنة في القلفة، والمقصـود من ختـان المرأة تعديل شهوتها، فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة).
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله معلقاً على حديث أم عطية السابق: "إذا ختنت فلا تنهكي، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل": (ومعنى هذا أن الخافضة إذا استأصلت جلدة الختان ضعفت شهوة المرأة، فقلت حظوتها عند زوجها، كما أنها إذا تركتها كما هي لم تأخذ منها شيئاً ازدادت غُلمتها، فإذا أخذت منها وأبقت، كان ذلك تعديلاً للخلقة والشهوة).
أقوال أهل العلم في حكم ختان الأنثى
قال ابن أبي زيد: (قال مالك: إن النساء يخفضن الجواري. قال غيره: روي أن النبي عليه السلام قال: الختان سنة للرجال مكرمة النساء، وهو في النساء الخفاض، وينبغي أن لا يبالغ في قطع المرأة.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم عطية وكانت تخفض: يا أم عطية أشمي ولا تَنْهكي، فإنه أمْرَى للوجه ودَمِه، وأحظى عند الزوج. يقول: أكثر لماء الوجه ودمه، وأحسن في جماعها.
قال مالك: وأحب للنساء قص الأظافر وحلق العانة، والاختتان، مثل ما هو على الرجال.
قال: ومن ابتاع أمة فليخفضها إن أراد حبسها، وإن كانت للبيع فليس ذلك عليه).
فها نحن نرى أن الإمام مالك رحمه الله ساوى بين ختان الأنثى والذكر في الحكم بقوله "أحب"، وكلمة "أحب" و"أكره" عندما ترد في كلام السلف المتقدمين ليس المراد منهما الاستحباب وكراهية التنزيه، وإنما يريدون بذلك الوجوب والتحريم، ولكن لورعهم وليقظة الوازع الديني في قلوب من يخاطبون يستعملون أحب وأكره، فانتبه لذلك واعرف مغزى مصطلحات القوم حتى لا تنخدع.
وقال حافظ المغرب ابن عبد البر رحمه الله: (وقال ابن القاسم: قال مالك: من الفطرة ختان الرجال والنساء، قال مالك: وأحب للنسـاء من قص الأظفار، وحلق العانة مثل ما هو على الرجال. ذكره الحارث بن مسكين، وسحنون، عن ابن القاسـم).
وقال الإمام النووي رحمه الله: (الختان واجب على الرجال والنساء عندنا24، وبه قال كثيرون من السلف، كذا حكاه الخطابي. وممن أوجبه أحمد، وقال مالك وأبو حنيفة: سنة في حق الجميع. وحكاه الرافعي وجهاً لنا، وحكى وجهاً ثالثاً أنه يجب على الرجال وسنة في المرأة، وهذان الوجهان شاذان، والمذهب الصحيح المشهور الذي نص عليه الشافعي رحمه الله وقطع به الجمهور أنه واجب على الرجال والنساء).
وقال الإمام الخطابي في معالم السنن: (وأما الختان، فإنه وإن كان مذكوراً في جملة السنن فإنه عند كثير من العلماء على الوجوب، وذلك أنه شعار الدين وبه يعرف المسلم من الكافر).
وقال الشيخ منصور بن يونس البهوتي الحنبلي المصري رحمه الله: (ويجب ختان ذكر بأخذ جلدة الحشفة، وقال جمع: إن اقتصر على أكثرها جاز. ويجب ختان أنثى بأخذ جلدة فوق محل الإيلاج تشبه عرف الديك، ويستحب ألا تؤخذ كلها نصاً لحديث :" اخفضي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى للزوج"، رواه الطبراني والحاكم عن الضحاك بن قيس مرفوعاً، وللزوج جبر زوجته المسلمة عليه).
وقال الحافظ العراقي رحمه الله: (الختان هو قطع الغلفة التي تغطي الحشفة من الرجل وقطع بعض الجلدة التي في أعلى فرج المرأة، ويسمى ختان الرجل إعذاراً وختان المرأة خفضاً، واختلف العلماء هل هو واجب؟ فذهب أكثر العلماء إلى أنه سنة وليس بواجب، وهو قول مالك، وأبي حنيفـة، وبعض أصحاب الشافعي، وذهب الشافعي إلى وجوبه وهو مقتضى قول سحنون من المالكية... واحتج من قال سنة بحديث أبي المليح بن أسامة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء"، رواه أحمد في مسنده، والبيهقي، ورواه البيهقي من رواية أبي أيوب وابن عباس. قال ابن عبد البر: إنه يدور على الحجاج بن أرطأة وليس ممن يحتج به، فقلت: قد رواه الطبراني في مسند الشاميين من غير طريق الحجـاج، من روايـة سعيـد بن بشر بن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ، وأجاب من أوجبه بأنه ليس المراد بالسنة هنا خلاف الواجب، بل المراد به الطريقة، واحتجوا على وجوبه بقوله تعالى: "أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً").
وقال ابن قدامة رحمه الله: (ويشرع الختان في حق النساء أيضاً. قال أبو عبد الله: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل"، فيه بيان أن النساء كن يختتن، وحديث عمر: إن ختانة ختنت، فقال: "أبقي منه شيئاً إذا خفضت"، وروى الخلال بإسناد عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء"، وعن جابر بن زيد مثل ذلك موقوفاً عليه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للخافضة أشمي ولا تًنْهكي، فإنه أحظى للزوج وأسرى للوجه"، والخفض ختانة المرأة).
وقال الشيخ البسام في الاختيارات الجلية في شرح ما قاله صاحب عمدة الطالب "ويجب ختان ذكر وأنثى": (هذا المشهور من المذهب، وعليه جماهير الأصحاب، وقدمه في المحرر والفروع والفائق وغيرهم، قال في النظم: هذا أولى، ونصره المجد في شرح الهداية).
الخلاصة:
1. أن حكم الختان يعم الذكر والأنثى.
2. أن الختان واجب على الذكر والأنثى، وإن كان في حق الذكر آكد.
3. الدليل العمدة في تسوية الذكر والأنثى في الختان قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل".
4. أن حكم الختان للذكر والأنثى يتراوح بين الوجوب والسنة، فمن قالوا بوجوبه من العلماء أوجبوه على الجنسين معاً، ومن قالوا بسنيته عموا بذلك الذكر والأنثى.
علة ختان الأنثى تختلف من علة ختان الذكر، فالعلة والحكمة في مشروعية ختان الأنثى تعديل الشهوة، أما بالنسبة للذكر فللتخلص من النجاسات، فلا علاقة البتة بين العلتين ولا صلة بين الحكمين، فتدليل البعض لعدم وجوب ختان الأنثى (بعدم المعنى الموجود في ختان الذكر لأنه لا يتوصل به إلى كمال الطهارة)34، كما قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله لا معنى له أبداً، لاختلاف العلتين، ولأن حاجة الأنثى إلى تعديل شهوتها أمر مقصود لذاته، خاصة في هذا العصر الذي كثر فيه عدد النساء، وتأخر فيه الزواج، وعزف كثير من الشباب عنه لكثرة الفساد وسهولة الوصول إلى الحرام.
فالعلة هذه ينبغي أن تراعى وأن تعتبر فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فعفة الأنثى وصيانتها وتحصينها من الوقوع في الحرام واجب، والختان من أقوى الأسباب التي تعين على ذلك، ولذلك شرع.
5. تهاون كثير من الناس وتركهم لختان الأنثى لا ينبغي أن يكون دافعاً لنا للتخلص من هذه السنة الحميدة، فلا أسوة في ترك السنن المرعية والآداب الشرعية، وإن الأسوة والقدوة تكون بإحياء السنن وإماتة البدع.
6. زعم البعض أنه لا يوجد ختان سنة قول باطل مردود، وحجة داحضة مرفوضة، بل ختان السنة يمارس في كثير من بلاد المسلمين، في نيجيريا مثلاً فإن البنت تختن في يوم سابعها كما أخبرني عدد من الطلاب النيجيريين، وفي السودان عدل كثير من الناس ونفر من الخفاض الفرعوني إلى خفاض السنة، والأمر في كل يوم في ازدياد وتخلص من الخفاض الفرعوني وإحياء لختان السنة.
7. بدلاً من أن نشن حرباً شعواء على الختان من حيث هو علينا أن نميز بين الحق والباطل، والسنة والبدعة، وأن نفرق بين الختان الذي له أضرار كثيرة ومخاطر وخيمة، وبين الختان السني الذي كله خير، وبركة، ورحمة، وعافية، وصحة.
8. لا يحل لأحد أن يفتي في حكم شرعي إلا إذا كان من أهل الاختصاص، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، ولا حرج على الأطباء المختصين أن يتكلموا عن أضرار الختان أو الخفاض الفرعوني، ولكن الحرج كل الحرج أن يدعي البعض أنه ليس هناك ختان سنة أبداً، وأن ختان الأنثى غير مشروع أصلاً، وهي من أكثر الأمور خطراً ومنعاً أن يتحدث فيها من لا علم له بها؟
فرد بعض الأطباء المسلمين لبعض الأحاديث والآيات التي تصف بعض العلاجات نحو قوله تعالى: "فيه شفاء للناس" أي العسل، وحديث الذباب، وتقمص بعض الشياطين للإنس، ونحو ذلك، من التطفل البين الواضح، ومن الرد البين الواضح لما صح عن الله ورسوله، وقد توعد الله من فعل ذلك بالوعيد والثبور وعظائم الأمور.
9. واجب استشاريي النساء والتوليد، والقانونيين، واتحاد المرأة، توعية القابلات والخاتنات بأضرار الخفاض الفرعوني، ودلهن على خفاض السنة، وترغيبهن وحثهن على ذلك، بدلاً من القيام بالحملات المسعورة وعقد المؤتمرات لتضليل الناس والتقول على الله ورسوله من غير علم، فقط لإيجادهم فرصاً واسعة في وسائل الإعلام المختلفة، بينما يحرم العلماء وطلاب العلم الشرعي عن مجرد التعقيب والرد على ما كتب في الصحف أو قدم في الإذاعة المسموعة والمرئية، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
10. خفاض البنات كان معروفاً عند العرب قبل الإسلام، وهو من بقايا ملة إبراهيم والحنيفية السمحاء، إذ أن كثيراً من السنن الحميدة التي كانت سائدة عند العرب في جاهليتهم نحو إعفاء اللحى، وختان الذكر والأنثى، وغيرهما، من بقايا ملة إبراهيم وليست من العادات الجاهلية كما يظن البعض، هدانا الله وإياهم، ولهذا قال عليّ رضي الله عنه في غزوة بدر وقد ضرب أحد المشركين ضربة قاضية: "خذها مني يا ابن قاطعة البظور".
11. الدافع الأول والأخير في اعتقادي لهذه الحملة المحمومة المسعورة ليس هو الحرص على صحة المرأة المسلمة وسلامتها، ولكن التشبه بالكفار، وتقليد من حذرنا الله ورسوله من تقليدهم والتشبه بهم.
12. ألا يخشى المنادون بسن قانون يحظر ختان السنة أن يدخلوا في عموم الوعيد الوارد في قوله عز وجل: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون".35
13. الذين يستدلون على عدم مشروعية ختان الأنثى السني، ويريدون حظره بقانون، بأنه لا يمارس في السعودية، ولو كان حقاً لمورس هناك!! نقول لهم: هذه كلمة حق أريد بها باطل، وإن الحق لا يعرف بالرجال.
ومن عجيب أمر هؤلاء أنهم يرفضون الاستدلال بكلام أي عالم سعودي في العقيدة والتمسك بالسنة ، وفي تغطية الوجه ونحو ذلك: "ولكن إن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا"، فهذا الاستدلال باعثه الهوى.
14. وثمة شيء آخر أن المجتمع النسائي في السعودية وغيرها من دول الخليج يختلف عن مجتمعنا السوداني في أمور هي:
· الزواج المبكر .
· الالتزام بتغطية الوجة والكفين – الحجاب الشرعى .
· انتشار سنة التعدد.
· عدم الاختلاط فى المدارس والجامعات والمعاهد العليا والمركبات العامة
· عدم دخول الرجال الاجانب على النساء .
بينما نجد عكس ذلك كله عندنا، مما يجعل وجه المقارنة بيننا وبينهم غير صحيح، فالزواج متأخر، والاختلاط بين الشباب والشابات متفشٍ في الجامعات، والمعاهد العليا، والمركبات، والأسواق، والاحتفالات، والعلاقات الأسرية المفتوحة، ودخول الرجال الأجانب على النساء الأجنبيات، من الأمور السائغة في المجتمع السوداني ، ومن امتنع من ذلك يوصف بأنه خائن وأن قلبه مريض، ونحو ذلك من الإفك والافتراء، وقد صدق من قال: "رمتني بدائها وانسلت".
فقياس مجتمعنا السوداني مثلاً بالمجتمع السعودي ـ سيما في جانب النساء قياس مع الفارق والفارق الكبير جداً.
15. اعلم أخي الكريم أن دين الله محفوظ وشرعه قائم، ولن يستطيع أحد كائن من كان أن يبدل شرع الله ، فالإسلام دين الفطرة.
16. أن مسؤولية ختان الأنثى هي مسؤولية أولياء الأمور في البيوت، فعليهم أن لا يتساهلوا في هذا الأمر، وأن لا يدعوا جهة رسمية كانت أم متطفلة أن تتدخل في ذلك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، وإنما الطاعة في المعروف، وتذكر أيها الأب الكريم والولي أنك راعٍ، وأنك مسؤول عن رعيتك، وتذكري أيتها الأم الرؤوم أنك راعية في بيت زوجك، فوظيفتك الأساسية هي في حماية من تعولين وعفتهم ، والعمل على ما يعين على ذلك، وختان السنة أكبر معين بعد توفيق الله وحفظه، وغرس الخلق الكريم والسلوك المستقيم في البنات.
17. في توجيهه صلى الله عليه وسلم لخاتنة الأنصار: "اخفضي ولا تنهكي" تحذير من الخفاض الفرعوني، ويعتبر هذا من معجزاته الخبرية الكثيرة التي حذر منها أوأخبر بها وحدثت وتفشت بعده.
18. من المنكر الواضح والخطأ الفاضح ادعاء البعض عدم مشروعية ختان الأنثى ، وقد أوجبه عدد من أهل العلم المقتدى بهم، ولم يفرقوا بينه وبين ختان الذكر ، منهم على سبيل المثال لا الحصر كما مر الشافعية، وهو المشهور من مذهب أحمد، وسحنون من المالكية، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم ، والشيخ منصور بن يونس البهوتي ، وغيرهم كثير، واعتبره سنة عامة العلماء، فهل يحل لأحد أن يترك قول هؤلاء الأخيار ويتبع قول بعض الأطباء والقانونيين وبعض النساء؟
19. استحب بعض أهل العلم للرجل جبر زوجته المسلمة الكبيرة عليه، منهم عدد من الحنابلة، منهم أحمد الإمام، والشيخ منصور البهوتي شيخ الحنابلة في وقته.
20. إن الختان الفرعوني على الرغم من كراهيته والأضرار الكثيرة المترتبة عنه خير من الغلفة والغلمة ـ وهي اشتداد الشهوة عند الفتاة غير المختونة ـ لما فيه من تعديل شهوة البنت، فدرء المفاسد الدينية مقدم على جلب المنافع الدنيوية والله أعلم.
21. ما كتبت هذا التوضيح والبيان إلا نصحاً لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وتحذيراً من تدخل غير المختصين في الحديث عن الأحكام الشرعية والسنن المرعية، وتنبيهاً للمسؤولين وأولياء الأمور أن يتقوا الله فيمن يعولون، وأن لا يسمحوا لكل من هب ودب أن يتكلم ويفتي ويشرع القوانين لحظر ما لا تهواه نفسه لأي غرض من الأغراض.


ختان الإناث الشرعى ..رؤية طبية
يقول الله سبحانه وتعالى:
((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)) (آل عمران 104).
قال القرطبي في تأويل هذه الآية:
"(ولتكن منكم) أيها المؤمنون (أمة)، يقول جماعة (يدعون) الناس (إلى الخير) يعني الإسلام وشرائعه التي شرعها الله لعباده، (ويأمرون بالمعروف) يقول: يأمرون الناس باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ودينه الذي جاء به من عند الله، (وينهون عن المنكر) يعني وينهون عن الكفر بالله، والتكذيب بمحمد وبما جاء به من عند الله بجهادهم بالأيدي والجوارح حتى ينقادوا لكم بالطاعة، وقوله (وأولئك هم المفلحون) يعني المنجّون عند الله، والباقون في جناته ونعيمه". اللهم امين.
مقدمة:
لابد قبل الدخول في مناقشة هذا الموضوع أن نفرق بصورة واضحة بين الختان الفرعوني أو غير الشرعي، والختان الشرعي الذي نحن بصدد تأصيله. جميعنا يعرف وبصورة واضحة المضاعفات الصحية والمشاكل الاجتماعية والنفسية الناجمة عن الختان الفرعوني بكل درجاته المتفاوته، والذي لا أساس له في الشريعة الإسلامية وليس له أي إيجابيات صحية تذكر، والذي يجب أن تتضافر الجهود لوقف ممارسته بكل درجاته وفي كل مراحل حياة الإناث، حيث يوجد الآن تغير في السن التي يجري فيها الختان غير الشرعي من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب. وأن نعتبر الختان الشرعي هو من أسلم وأنجح الطرق التي تساعد على التخلص من عادة الختان غير الشرعي و محاربته.
تمهيد:
هذا الموضوع ((ختان الإناث )) من المواضيع التي تمس الحياء وبالرغم من اشتغالي في هذا المجال مدة 22 عاماً إلا أنني أقدم اعتذاري في الخوض في هذا الموضوع بهذه الصراحة و الوضوح، وعزائي قول أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها: "نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين" (البخاري، كتاب العلم 1/276)، وقول الله تعالى: (والله لا يستحي من الحق) (الأحزاب 53).
إن ما دفعني للخوض في هذا الموضوع أنه قد فتح به باب واسع للطعن في الدين الحنيف وسنه المصطفى صلى الله عليه و سلم ,لذا فقد وجب علينا بعد أن تبينا الرأي الفقهي في هذا الموضوع أن نبين الموضع الشرعى المقصود بالختان عند الإناث.وذلك لما رأيناه وسمعناه ممن يدعون إلي التخلي المطلق عن ختان الإناث بحجة انه لا وجود له في الشريعة الإسلامية وليس من السنة حتى يتمكنوا من محاربة الختان غير الشرعى (الفرعوني) والذي هو محارب بلا شك لمجرد اسمه الشائع فقط ناهيك عن المضاعفات والمشاكل التي يؤدى إليها .كما أرجو أن يكون موقفي ورأى هذا لا لشيئي إلا دفاعا عن ديننا وشرعنا الحنيف و تثبيتا للسنة النبوية الشريفة والدعوة للالتزام والتمسك بهما وبالله التوفيق.
كما أنني أحمد الله كثيراً أن هداني إلى أن أسعى في البحث الفقهي الجاد في كثير من المسائل التي واجهتني أثناء ممارسة تخصص النساء والتوليد، منها ختان الإناث، والدماء الطبيعية عند الإناث (الحيض والنفاس والاستحاضة)، والإجهاض، وموانع الحمل.. الخ.
ومن هنا فإني أدعو كل طبيب وكل مسلم أن يسعى بكل جهده في أن يتفقه في دبنه ليجد الخير الذي وعدنا به ..(من أراد الله به خيرا يفقهه في الدين).كما أنني أتوجه بالشكر الجزيل و التقدير الكبير لكل من يسعى في إخراج(( منهج فقه الطيب )) و الذي كنا في أمس الحاجة إليه وسيكون له اثر فعال في تفهم أمور كثيرة لها ارتباط وثيق بصحة المسلم و سلامة أعماله الدينية و الدنيوية.
القارئ الكريم،هنالك في العالم من ينادي بأعلى صوته داعياً للتخلي عن ختان الذكور، بنفس الأسلوب الذي ينادي به للتخلي المطلق عن ختان الإناث،و ذلك في اقرب البلاد العربية إلينا!!!! فأين نحن من هؤلاء؟ إنها خطوات الشيطان… إذا تنازلنا اليوم عن ختان الإناث فسنتنازل غداً عن ختان الذكور تماشياً مع العلمانية والتي هي ليس الفصل بين الدين والدولة فقط، بل العلمانية الحقيقية هي الفصل بين الحياة وبين القيم في الممارسات اليومية الشاملة، و الاتباع الأعمى للغرب.
إن الدعوة إلي التخلي المطلق عن ختان الإناث من أهم أجنده برامج الصحة الإنجابية التي تدعمها المنظمات الأجنبية و الدولية والتي ليس لها اى مصلحة في الشريعة الإسلامية ولا السنة النبوية الشريفة بل و لها دور فعال في عولمة مفاهيم المسلمين و فصل الدين عن كل مفاهيم الحياة واستبدال عقيدتنا السمحة بعقيدة العالم الجديد .
ما هو ختان الإناث الشرعي ؟:
ختان الإناث الشرعي هو قطع أدنى جزء من جلدة في أعلى الفرج. وهي ما يعرف بالقلفة عند الأنثى، وقد كان موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقبله.. وهو من الحنيفية السمحة، ويدل على ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الكلمات التامات التي وردت في قوله سبحانه وتعالى: (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن..) فذكر منها الختان.. [تفسير القرطبي].
والأصل في مشروعية الختان ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الفطرة خمس: الاختتان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط).
واختلف أهل العلم رحمهم الله في الختان بين الوجوب والسنية على :
ثلاثة أقوال:
القول الأول: الختان واجب على الذكر والأنثى (الشافعية).
القول الثاني: الختان سنة للذكر والأنثى (الحنابلة).
القول الثالث: الختان واجب على الذكر ومكرمة للأنثى (المالكية).
والراجح كما ذكر د. محمد مختار الشنقيطي في كتابه أحكام الجراحة الطبية هو المساواة بين الذكر والأنثى في الحكم الشرعي للختان لأن الادلة على مشروعيته مشتركة لحديث: ((خمس من الفطرة..))، وحديث: ((إذا التقى الختانان..)) (صحيح، أخرجه الإمام أحمد 6/161).
كما جاء في كتاب (العادات التي تؤثر على صحة النساء والأطفال) الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية في عام 1979م ما يأتي: "إن الخفاض الأصلي للإناث هو استئصال لقلفة البظر وشبيه بختان الذكور ويعرف بالسنة.. وهذا النوع لم تذكر له إي آثار ضارة علي الصحة". كما أنه في بعض الأحيان يمارس في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى لمعالجة عدم حدوث هزة الارتواء الجنسي عند المرأة في حالة زيادة حجم قلفة البظر أو ضيقها أو وجود التصاقات..
جراحة الختان:
جراحة الختان من العمليات الجراحية القديمة والتي لا تزال تُجرى إلى الآن، وتعد من فروع العمليات الصغرى، وكانت تجرى في كل أنحاء العالم على درجات متفاوتة ولأسباب مختلفة في كل مراحل عمر الأنثى.
وهي بالنسبة لنا في عالمنا الإسلامي تعتبر قبل كل شيء امتثالاً للشرع لما فيها من إصابة الفطرة والاهتداء بالسنة التي حضت على فعلها دون فرق بين الرجال والنساء، وكلنا يعرف أبعاد شرعنا الحنيف وأن كل ما شرع لنا لا بد أن يكون فيه الخير من جميع النواحي ومن بينها الناحية الصحية، وإن لم تظهر فائدته في الحال فسوف تعرف في الأيام القادمة كما حدث بالنسبة لختان الذكور وعرف العالم بأجمعه فوائده وصار شائعاً في جميع الأمم بالرغم من معارضة بعض الطوائف له.
الأسباب الطبية لجراحة الختان:
لجراحة الختان أسباب أهمها:
أسباب عضوية:
ـ حجم القلفة وزيادة طولها.
ـ وجود التهابات بينها وبين البظر مما يؤدي إلى شدة حساسية البظر والألم عند لمسه.
ـ تراكم اللخن مما يزيد من تكاثر البكتريا والتهابات الجهاز البولي الصاعد.
ـ الالتصاقات التي تحدث نتيجة لهذه الالتهابات، والتي تؤدي إلى قفل المجرى البولي والتناسلي خاصة في الأطفال قبل سن البلوغ وفي مرحلة الكبر (نسبة لقلة هرمون الإستروجين).
أسباب جنسية:
ـ قلة الإرتواء الجنسي نسبة لضيق القلفة أو كبر حجمها وبعد البظر إلى داخل الجسم.
ـ شدة الشبق الجنسي نتيجة للالتصاقات والحكة وكثرة الانشغال بالمنطقة وملامستها.
أسباب نفسية:
البرود الجنسي، الهستريا، التبول اللاإرادي، بعض حالات الاكتئاب النفسي، حالة اللمفومينيا.

التكوين الجنيني للجهاز التناسلي:

إذا رجعنا إلى تكوين الجنين داخل رحم الأم نجد أنه في الفترة قبل 8 أسابيع يكون مصدر تكون الأعضاء التناسلية واحد في الذكر والأنثى ثم يكون متطابقاً تماماً من 8-10 أسابيع، وبعدها يبدأ تحور جهاز الذكر تحت تأثير بعض هرمونات الحمل وهرمون الذكور، وتستمر الأنثى على نفس الشكل الأولي. وبعد الأسبوع 12 يمكن التمييز الكامل للذكر والأنثى، ولكن هناك تطابق واضح بين الجنسين في الجهاز التناسلي الخارجي، حيث يكون كيس الصفن والجلد الذي يغطي جسم القضيب مقابل للشفرين الكبيرين، والجزء الأمامي من المجرى البولي التناسلي للذكر والأنسجة المحيطة به (
corpus spongiosum) والتي تمتد لتكون رأس القضيب (glans) تقابل نفس النسيج الموجود داخل الشفرين الصغيرين(bulb of the vestibule)وامتدادها الذي يكون رأس البظر. أما النطف التي تنتج من الخصيتين والمبيضين فإن أصلها الجنيني يجيء من منطقة الحدبة التناسلية التي تقع ما بين العمود الفقري والأضلاع في منطقة صدر الجنين (الصلب والترائب) ثم تنزل إلى أسفل البطن وأكياس الصفن.
القلفة في الإناث :
هي عبارة عن جلدة تبدأ من الفاصل الموجود بين راس و جسم البظر مكونة من سطحين وبطانة بينهما الأعلى جلد عادى و الجزء الذي يواجه البظر غشاء زهامى يفرز مادة زهامية من غدد تايسون و المادة الزهاميه عندما تتجمع تسمى اللخن . يكون اللخن مجال غنى جدا لتكاثر البكتريا و الفطريات و الفيروسات مما يؤدى إلى حدوث التهابات و التصاقات و حكه و روائح مزعجة . كما إن حجم القلفة و طولها متفاوت بشكل ملحوظ من شخص لاخر 0و ليس هنالك اى رابط او علاقة تشريحية بين القلفة و الشفرين الصغيرين وهى تطابق القلفة عند الذكور تماما.
طريقة الختان الشرعي الصحيح للأنثى:
يتم الختان الشرعي عبر خطوات هي :
ـ أولاً: تُهَيأ الطفلة من الناحية النفسية بالشرح البسيط وقراءة بعض الأدعية والقرآن الكريم. وتُثَقف الأم صحيا بتوضيح الحكم الشرعي لختان الأنثى وبالشرح المبسط لتشريح المنطقة وللعملية وفوائدها وكيفية متابعة الجرح حتى يشفى. والتأكد من عدم وجود حالات نزف دموي وراثي بالأسرة، وعدم وجود تشوهات خَلقية بالأعضاء التناسلية للطفلة.
ثانباً: تُعَقم المعدات بواسطة فرن تعقيم أو غلاية. ويُعَقم سطح وداخل القلفة
بالمحاليل المعقمة المعروفة مثل (الإيثانول).
ثالثاً: تُحَرك القلفة
(Prepuce) إلى الخلف حتى تنفصل أي إلتصاقات لها مع رأس البظر. وحتى تظهر نهايتهاالعليا الملتصقة مع جلد جسم البظر. وذلك يساعد على قطع الطبقة السطحية والداخلية للقلفة دون أن يقطع معها شيء من رأس البظر أو من جلد جسم البظر وحتى لا تنمو القلفة مرة أخري. وفي حالة صعوبة فصل القلفة عن رأس البظر يجب تأجيل ختان الطفلة الى وقت يسهل فيه ذلك.
رابعاً: تُخَدر القلفة بحوالي واحد (مل) من البنج الموضعي
(1% lidocaine) بواسطة حقنة صغيرة (Hypodermic needle). ويكون ذلك بتثبيت الجلد الذي يغطي جسم البظر بإبهام اليد اليسرى ثم يحقن البنج بين طبقتي القلفة من أعلى إلى أسفل مبتدئين بخط التقاء القلفة بجلد جسم البظر. ويُنتظر لحوالي ثلاثة دقائق للتأكد من تخدير المنطقة وليزول الإنتفاخ الذي أحدثه البنج.
خامساً: تُسحَب القلفة المخدرة إلى أعلى من مقدمتها، بواسطة جفت تشريح، لإبعادها عن رأس البظر(يُراعى سحب طبقتي القلفة السطحية والداخلية) وتُقبض بواسطة جفت شريان (يُراعى عدم قبض جزء من جلد جسم البظر). يُزال الجزء الذي فوق الجفت بواسطة مقص معكوف. يُترك الجفت الضاغط في مكانه لفترة 5-10 دقائق، حتى لا يحدث نزيف، ثم يُزال الجفت. في حالة حدوث نزيف يُضغط الجرح مرة أخرى بالجفت أو توضع غرزة من الكاتقط
(2/0 catgut) مكان النزيف بشرط عدم ملاقاة طرفي الجلد المقطوع مرة أخرى. يُغَطى الجرح بقطعة معقمة من شاش الفازلين مع القطن وتُثبت، فقط، بواسطة الملابس الداخلية للطفلة. يمكن إزالة الشاش بعد أربع ساعات. في حالة حدوث نزيف بالمنزل يضغط الجرح بالقطن مرة أخرى وتستشار الطبيبة إذا لزم الأمر. لا يحتاج الجرح إلى غيار أو مضادات حيوية من ناحية روتينية. وتُتَابع نظافة الجرح في الأيام التالية بواسطة الماء والصابون أو الماء والملح. ويُراعى عدم ترك فرصة لحدوث التصاقات بين طرفي الجلد المقطوع مع بعضها البعض أو مع رأس البظر. وفي حالة ظهور التهابات تستشار الطبيبة المعالجة.
الخطأ الشائع المتعلق بختان السنة:
هناك خطأ شائع في اعتبار عملية إزالة جزء من البظر مع خياطة الجرح ختان سنة، هذا النوع من الختان غير شرعي وليس من السنة.
موانع ختان الإناث ومضاعفاته:
إن ختان الإناث الذي شرعه الاسلام عملية جراحية بسيطة ومأمونة إذا أجريت من قبل طبيبة أو قابلة خبيرة ومدربة وكانت الأدوات معقمة. ومضاعفاته نادرة جداً ولا تتعدى مضاعفات العمليات البسيطة الأخرى كحدوث نزيف بسيط أو التهابات خفيفة. ولا بد من الكشف الطبي على الطفلة قبل القيام بإجراء الختان.
إن أهم موانع ختان الإناث تتطابق مع تلك التي تخص الذكور. وهي عدم وجود القلفة عند بعض الإناث والتشوهات الخلقية للجهاز التناسلي ووجود بعض أمراض نزف الدم، أو أن يكون الطفل مريضاً وغير مستقر صحياً، ومن أهم موانع الختان عدم وجود الكادر المؤهل للقيام بهذه العملية، وفي هذه الحالة ينصح بتأجيل الختان إلى وقت لاحق توجد فيه الكوادر المؤهلة.

فوائد ختان الإناث:
يقول الاستاذ محمد محمد اللبان: "في ختان الإناث تزال تلك الزائدة التي تمنع وصول المياة إلى الداخل فيصعب نقاء دماء الحيض والبول مما يؤدي إلى روائح كريهة".
كما قدم الدكتور البار إلى المجمع الفقهي برابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة بحثاً جاء فيه: "إن ختان الإنثى أو خفضها الذي ورد في السنة له محاسن كثيرة ذكرها الباحثون في المؤتمر الطبي الإسلامي ـ عن الشريعة والقضايا الطبية المعاصرة ـ هذه الفوائد يمكن أن تلخص في:
ـ ذهاب الغلمة والشبق (وتعني شدة الشهوة والانشغال بها والإفراط فيها)، وذهابهما يعني تعديل الشهوة عند المختونين من الرجال والنساء.
ـ منع الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم اللخن تحت القلفة.
ـ انخفاض معدل التهابات المجاري البولية.
ـ انخفاض معدل التهابات المجاري التناسلية.
فوائد الختان الشرعي هي:
[1] تثبيت شرع الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
[2] الطهارة والنظافة التي تؤدي إلى انخفاض في معدل الالتهابات البولية والتناسلية.
[3] تحسين الخلق حتى يكون الخلق على الفطرة الحنيفية.
[4] تعديل الشهوة.
[5] مراعاة النواحي الاجتماعية والنفسية الناتجة عن التخلي المطلق عن الختان وذلك بتثبيت البديل الصحي الذي ينشط محاربة العادة غير الشرعية والضارة.
[6] إعلاء شعيرة العبادة لا العادة.
العمر المناسب للختان:
يمكن إجراء الختان الشرعي في العمر ما بين 6-10 سنوات في عدم وجود موانع، كما يمكن تأجيله إلى أي سن.
الأسباب التي ساعدت على عدم انخفاض معدل الختان الفرعوني:
[1] الجهل التام بوجود البديل المناسب عند الأطباء.
[2] اتباع التقاليد والعادات بصورة عمياء ومحاولة إرضاء الرجال بمعصية الخالق.
[3] الضعف الشديد في الثقافة الصحية والجنسية عند الجنسين.
[4] القيام بالختان الفرعوني في فترة الشباب بدل الطفولة لتضييق الفتحة التناسلية قبل الزواج.
[5] إصرار الطرفين على عملية العدل لتضييق الفتحة التناسلية مما يحتم وجود الختان الفرعوني.
إذن :
وضح لنا جليا الآن أن موضع ختان الانثى هو نفسه موضع ختان الذكر. وأن اختلاف العلماء إنما جاء في تحديد وجوبه او سنيته فإذا فرطنا في ختان الإناث بحجه عدم ثبوته و عدم مشروعيته فسوف نفرط عاجلا أو آجلا في ختان الذكور.. الذي يمكن أن يطعن في وجوبه و سنيته كذلك.. و الذي يشن العالم المتحضر العلماني نحوه الآن حملات واسعة.
بحجة : و جود فوائد للقلفه!!و محاولات جادة لاسترجاع القلفة المفقودة!!
وحجة: حقوق الإنسان في الحفاظ على سلامة جسمه كاملا!!!
وحجة:حقوق الطفل في عدم التعرض لجسمه بأي تصرف كان حتى من قبل والديه وذلك في الذكوروالإناث!!
المعالجة:
لتدارك مخاطر الختان غير الشرعي يجب العمل على ما يلي:
[1] تثبيت الختان الشرعي وتوضيح فوائده الدينية والصحية والاجتماعية.
[2] تدريب الكوادر الطبية (طبيبات، قابلات، سسترات، وزائرات صحيات) على الطريقة الصحيحة للختان.
[3] نشر الوعي الثقافي الصحي والجنسي المناسب في المجتمع بالطريقة الشرعية المناسبة.
[4] نشر فوائد الختان الشرعي في المجتمعات الإسلامية خاصة وفي العالم عامة.
[5] توضيح أهمية تمارين عضلات الحوض في شد هذه المنطقة وبالعمليات المخصصة لمنطقة العجان بواسطة الطبيب المختص.
الخلاصة:
في الختام نؤكد وجوب التركيز على:
[1] الإقبال على إدخال منهج فقه الطبيب في مناهج كليات الطب وكليات الكوادر الطبية الأخرى.
[2] العمل على تدريب الكوادر الطبية على الطريقة الشرعية، وتثبيت فوائده الدينية والصحية والاجتماعية للمجتمعات الإسلامية خاصة والعالم كافة.
[3] النهي عن الطريقة غير الشرعية للختان، وإظهار ضررها، وبيان حرمتها لكافة قطاعات المجتمعات الإسلامية وللعالم كافة.
[4] تأجيل عملية الختان الشرعي في حالة عدم وجود الكادر المؤهل.
[5] إجراء الكشف الطبي قبل الختان.
[6] الرجوع لقانون 25 المعدل لسنة 73 المعدل لسنة 91 وتثبيته وعدم
إ لغائه لأنه يجرم عملية إجراء الختان غير الشرعي ويستثني الختان الشرعي.

الحركة النسوية النوعية(( الجندر))
تعريف الجندر:
تعرفه منظمة "الصحة العالمية" على أنه "المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية" ..
بمعنى أن كونك ذكراً أو أنثى عضوياً ليس له علاقة باختيارك لأي نشاط جنسي قد تمارسه فالمرأة ليست امرأة إلا لأن المجتمع أعطاها ذلك الدور، ويمكن حسب هذا التعريف أن يكون الرجل امرأة .. وأن تكون المرأة زوجاً تتزوج امرأة من نفس جنسها وبهذا تكون قد غيرت صفاتها الاجتماعية وهذا الأمر ينطبق على الرجل أيضاً.
وتعريف الموسوعة البريطانية يصب في نفس الاتجاه فيقول عن الهوية الجندرية (GENDER IDENTITY ) هي: شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى وفي الأعم الأغلب فإن الهوية الجندرية والخصائص العضوية تكون على اتفاق "أو تكون واحدة"ولكن هناك حالات لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافق بين الصفات العضوية وهويته الجندرية (أي شعوره الشخصي بالذكورة أو الأنوثة) .... وتواصل التعريف بقولها: "إن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة ـ ذكر أو أنثى ـ بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية وهي تتغير وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل".
بمعنى أن الطفل إذا نما في أسرة شاذة جنسياً فإنه قد يميل إلى جنس الذكور لتكوين أسرة بعيداً عن الإناث ليس على أساس الجهاز العضوي، وإنما على أساس التطور الاجتماعي لدوره الجنسي والاجتماعي.
وتواصل الموسوعة البريطانية تعريفها للجندر "كما أنه من الممكن أن تتكون هوية جندرية لاحقة أو ثانوية لتتطور وتطغى على الهوية الجندرية الأساسية ـ الذكورة أو الأنوثة ـ حيث يتم اكتساب أنماط من السلوك الجنسي في وقت لاحق من الحياة ، إذ أن أنماط السلوك الجنسي والغير نمطية منها أيضاً تتطور لاحقاً حتى بين الجنسين …!!".
لذلك لاذ أصحاب مؤتمر بكين الدولي للمرأة بعدم تعريف الجندر مما يدل على خبث النوايا للقائمين عليه وهي الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة وبريطانيا، وكندا وإسرئيل وغيرها .. تحت ستار الأمم المتحدة....!!. أما الأسرة فقد خرج مؤتمر بكين بتوصيات تفيد أن للأسرة أنواعاً وأنماطاً تختلف بحسب المجتمع حيث أقر بوجود 6 أنماط للأسرة حسب الوسط الاجتماعي.
وبعد جهد جهيد استطاعت الدول المحافظة إدخال كلمتي الزوج والزوجة في إطار السياق، ورفضت الدول الغربية إدخال كلمة "التقليدية" في وصف الأسرة وأنماطها، وكانت منظمات الشواذ وراء هذا الموقف؛ إذ اعتبرت إدخال كلمة "التقليدية" عودة إلى الوراء وانتكاسا للمكتسبات التي تم تحقيقها في القاهرة.
وفي نفس الإطار أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وهو مكتب أُنشئ بهدف رعاية التزام الدول وتطبيقها لحقوق الإنسان أكدت على لسان المفوضة العامة للمفوضية السيدة "روبنسون" في كلمة لها أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948م هو وثيقة حية وقد اكتشفت أن هذه الوثيقة ـ وهذه مفاجأة المفاجآت ـ تضمنت في ثناياها حماية "حق التوجه الجنسي" أي الحياة المثلية. وقد التقت هذه المفوضة (ماري روبنسون رئيس جمهورية ايرلندا السابقة) بالحلف الدولي للشواذ وتعهدت خلاله بإعطاء كل تأييدها ودعمها لجهود هذا الحلف الذي يتمتع بالصفة الاستشارية لدى اللجنة الاجتماعية والاقتصادية في الأمم المتحدة ويُعرف باسم:
Ecosoc Article 7 Paragraph H The Econamic and Soucial councilوأعلنت ماري روبنسون عن عزمها تعيين مراقب خاص لمتابعة المسائل المتعلقة بحقوق الشواذ ومنها حق الزواج من نفس الجنس، ومكافحة القوانين المضادة للشذوذ الجنسي .. وأكدت تصميمها على حث لجنة حقوق الإنسان للإعلان عن أن كل تفرقة على أساس السلوك الجنسي هي غير قانونية.
وفي مؤتمر روما لإنشاء المحكمة الجنائية الدولية .. والذي عقد في روما 1998 م ، حاول المؤتمرون إصدار توصيات مُلزمة على المستوى الدولي بتجريم القوانين التي تعاقب على الشذوذ الجنسي أو "المضادة للشذوذ الجنسي" إذ أوردت الدول الغربية في النص ما معناه أن كل تفرقة أو عقاب على أساس "الجندر" تشكل جريمة ضد الإنسانية…!! .
واستطاعت الوفود العربية كشف النقاب عن هذه الجريمة الجديدة في حق الإنسانية وكرامتها، وقد أدخلت كلمة الجندر Gender في تعريف الجرائم في النص الإنجليزي، في حين أن النص العربي والفرنسي للقانون استعمل كلمة جنس SEX.
ورفضت وفود الدول العربية والإسلامية مفهوم الجندر وطالبت بحذف هذا المفهوم أو تعريفه ليتسنى لهم الحكم عليه ، وبعد خلاف استمر أياماً اعترفت الدول الغربية بأنها تعني بالجندر عدم الحياة النمطية للنوع الواحد ، وبالتالي إذا مارس أحدهم الشذوذ الجنسي فعوقب بناءً على القانون الداخلي للدولة كان القاضي مجرماً بحق الإنسانية، لأنه عاقب الشاذ بسبب سلوكه الجنسي الذي من حق الشاذ أن يتمتع به، وأن يبدله تبعاً لأهوائه …!!
ولم تستطع الوفود العربية أن تحذف كلمة جندر من النص وإنما حور المعنى إلى أنه يعني الذكر والأنثى في نطاق المجتمع .. وكلمة نطاق المجتمع ـ بكل أسف ـ لا تخرج عن مجمل التعاريف التي أوردتها سابقاً عن الجندر باعتبار أن دور النوع لكليهما مكتسب من المجتمع ويمكن أن يتغير ويتطور في نطاق حدثية المجتمع نفسه ….!!.
وفي هذا الإطار مصطلح النسوية النوعية (GENDER FAMINISEM) الذي ظهر في كتاب كريستينا هوف سومرز بعنوان (من الذي سرق النسوية ؟؟) والذي راج في أمريكا، ويعني المصطلح أن المرأة أو النساء بشكل عام مسجونات في إطار نظام ظالم هو النظام الأبوي الذي يتحكم فيه الرجل ويفرض سيطرته على المرأة .. فكلمة الفمينيزم "Faminisem" هي نظرية المساواة بين الرجل والمرأة "المساواة بين الجنسين".
وهذه الحركة ترى أن حال المرأة يزداد سوءاً وأنهن يردن إحداث ثورة نوعية جنسية ، وهؤلاء الراديكاليات أو المتطرفات ويسمين أنفسهم المتحركات "LIBERAL" قد بدأن حركتهن في أمريكا وبرزت منها، وقد أجرت جريدة "التايمز" منذ سنوات مسحاً في الولايات المتحدة الأمريكية لمعرفة نسبة النسويات فكانت النتيجة أنهن يشكلن 27% فقط من الأمريكيات، ولكن لهن نفوذ واسع جداً في الأماكن السياسية الحساسة على المستوى العالمي، ولا شك أن نسبتهن زادت الآن سواء في أمريكا أو على المستوى الدولي.
وقد هيمنت ( النوعيات ) على برامج المرأة في أغلب الجامعات الأمريكية ففي مادة بعنوان إعادة صياغة صورة النوع (الجندر) تشرح المادة الموزعة على الطالبات والطلاب فكرة الأمومة المكتسبة وتحث على حق الإجهاض من منطلق أن زواج المرأة بالرجل ظلم ونكاحه لها اغتصاب، كما تشرح المادة أن الذكورة والأنوثة لا تعني شيئاً فهي مجرد نمط اجتماعي يحدده الدور الاجتماعي، وتركز المادة على فكرة التخلص من النوع الذي يعتبر مفتاح التخلص من النظام الأبوي وظلم الرجل.
وعلى هذا الأساس ففي العالم ـ حسب رأيهن ـ خمسة أجناس وليس ذكراً وأنثى فقط هي: "الذكر، الأنثى، الذكر الأنثى، الأنثى الذكر، والمخنثين من الجنسين بالتشكيل الاجتماعي.
وفي برنامج يدرس في كلية هانتر بعنوان "علاقات الأجناس المضادة وكينونة الشذوذ الجنسي" حددت أستاذة المادة هدفها بأنه هدم الفكرة القديمة عن الأنثى وإعداد جيوش من الطلبة والطالبات الخريجين يعتنقون فكرة الأمومة المكتسبة، وأن الأبوية نظام اجتماعي مسيطر على المرأة والأسرة، وتوضح المادة أهدافها النسوية النوعية وفلسفتها الجندرية بأن الرجال والنساء لا يميلون إلى الجنس الآخر، ولكن المجتمع هو سبب ذلك الميل ويمكن تغييره بتغيير الدور الذي يلعبه كل منهما ..؟! ولذلك يقمن بمحاربة انقسام العالم إلى جنسين مختلفين فمثلاً إذا أثبت الفحص الطبي الفوتوغرافي أن الجنين ذكراً يقمن بالإجهاض وإسقاط الجنين، كما يعملن على تعليم الأطفال أن الشذوذ أمر طبيعي.
وتتصيد السحاقيات الفتيات والنساء في فرق النشاط الرياضي في المدارس وفي برامج المرأة في الجامعات، والنساء المعتدى عليهن جنسياً، والهاربات من الحياة الزوجية إلى أماكن إيواء المرأة .. وهكذا حتى أصبحت كلمة (جندر) هي كلمة السر التي حاربت من أجلها السحاقيات في الجلسات التحضيرية لمؤتمر نيويورك، وهاجمت السحاقيات كل من أراد تغيير كلمة السر هذه بلفظ "المرأة" أو "النساء".

مخطط الحركة النسوية النوعية المتطرفة
لإلغاء الأسرة وهلاك المرأة
كان لـ'الحركة النسوية' المتطرفة دور واضح، وخطير ومهم في صياغة مسودة برنامج العمل لمؤتمر المرأة في بكين والذي عقد في سبتمبر 1995م، ولم يكن ليخطر ببال أحد ممن قرأ الوثيقة أنها نتاج جهد مضن لحركة ذات نفوذ وأفكار جذرية، وتابعات لا حصر لهن، مؤيدات لها، سلبت عقولهن وضمنت وجودهن في صفها، وأن من ورائها منظمات نسائية وممولين وسياسيين ذوي قوى على أعلى مستوى يروجون لفلسفة الحركة ويعملون على تنفيذ برامج عملها بكل ثقلهم ونفوذهم. ويهدف هذا البحث إلى تلخيص أفكار هذه الحركة لتوعية المرأة المسلمة في كل مكان بمخاطرها.
هذه الحركة عالمية لا تحدها حدود جغرافية ولا تمنعها قيم مجتمع ولا ديانته أو تقاليده من محاولة النفاذ إليه أو إلى الأسرة بصفة عامة والأسرة المسلمة بصفة خاصة، سواء أكانت في الشرق أم في الغرب، تارة بالتستر وراء كلمات براقة مثل 'التحرر' و'المساواة'، وتارة ثانية بالخديعة عن طريق عبارات تتشدق بالمحافظة على 'صحة المرأة الإنجابية' هي في الحقيقة تهدف إلى هلاكها والقضاء على أنوثتها وأمومتها، وتارة ثالثة بالبرامج التنفيذية السياسية والاجتماعية والاقتصادية الدولية التي تهدف في ظاهرها إلى فتح آفاق العمل للمرأة بإدخالها في مشاريع صغيرة ومشاريع 'تنظيم الأسرة' وهي في باطنها تتسلل إلى البنية الاجتماعية لتنخر في قيمها الأساسية المتينة دون أن يشعر أحد بسرطانها المتزايد وهي كذلك تتحكم في تعداد سكان العالم الإسلامي عن طريق التسلل إليه من خلال برامج تنظيم الأسرة وخلق شكل جديد للأسرة المسلمة تسميه 'أسرة المستقبل'، والهدف الذي لا يخفى على أي مسلم هو القضاء التدريجي على خصوبة المرأة وتحديد نسلها والحد من تكاثر المسلمين، إننا نريد بصفة خاصة أن تقوم الأمهات المسلمات المطلعات على مخاطر الحركة بأن يُحِذِّرن الفتيات المسلمات من أساليبها وكيفية انتشارها لأنها تسري كالأخطبوط في المدارس والجامعات ولها من يروِّج لها، وسأقوم بإعطاء الأدلة على ذلك أثناء شرح طبيعة الحركة وأهدافها، والوعي بفكر ومخططات أعدائنا لابد من أن يدفعنا بقوة إلى المزيد من العمل للمثابرة على شرح ونشر مبادئ الإسلام الشاملة العادلة السمحة البعيدة عن الغلو، ولا يفوتنا أن الأمم المتحدة تعمل على تنفيذ مخططاتها في الغرب والشرق دون استئذان من أحد، وأنها تسعى إلى تنفيذ جميع برامج عمل مؤتمراتها.
وكم من مؤتمر عقد وشعاره تحرير المرأة، وهذه المؤتمرات تعقد، لقتل الفضيلة وإخراج المرأة من دورها الطبيعي وجعلها سلعة رخيصة مبتذلة، ويتجلى لكل عاقل أن المؤتمرات هي بمثابة عرض صارخ لمبادئ الحضارة الغربية التي تشهد على نفسها بالخواء الروحي والفشل الخلقي، كاشفة النقاب عن وجهها المترهل وزيف أفكارها التي بلغت ذروة التعقيد، وها هي نتيجة مناهج علم النفس الفاسدة والفلسفات الواهية في مجالات العلوم الإنسانية تنادي في النهاية بخلق عالم بلا رجال.
إن ديننا الحنيف الكامل الشامل سد جميع أبواب الحاجات ووضع حلاً لجميع المشكلات ولم يترك مجالاً لما تقدمه النسويات والمغاليات من حقوق للمسلمات، ولا ننسى أن الإسلام هو الذي حرر المرأة من عبوديتها الموروثة من الحضارة الرومانية والإغريقية، وكانت تدفن حية وتباع وتشترى وتعامل معاملة العبيد فأعاد لها مكانتها وحماها من الإذلال وألبسها حلل التقوى والاحترام، وهي أبهى الحلل وأجملها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولهذا فإن الحركة النسوية النوعية تهاجم الإسلام بصفة خاصة والأديان الأخرى بصفة عامة، وقد ظهرت عميلاتها في المؤتمر وكان لهن وجود واضح أثناء المحاضرات والدروس التخصصية في منتدى المنظمات غير الحكومية، وعميلات الحركة لازلن يعملن بهمة ونشاط لترويج أفكارهن بين المسلمات على اختلاف التزامهن في الولايات المتحدة ودول العالم الإسلامي.
القوى الضاغطة على مؤتمرات الأمم المتحدة:
زاد نفوذ المنظمات الأهلية في الأمم المتحدة في السنوات القليلة الماضية، وكان أكثر المنظمات الأهلية نشاطاً منظمة النساء للبيئة والتنمية، وترأس هذه المنظمة سيدة الكونجرس السابقة بيللا آبزوج ،وقد تفوقت على حركة المنظمات الأهلية الأخرى، وعمل في حزبها فريق من العاملين النشطاء قاموا بتجهيز المسودة حتى تمارس الضغوط المطلوبة لتمرير برنامج عملها، وكان لهذه المنظمة أكبر الأثر في تنظيم الاجتماع العالمي النسائي الاستراتيجي في جلن كوف بنيويورك في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر 1994م، وفي ذلك الاجتماع جاء النشطاء من جميع أنحاء العالم وفريق العاملين من الأمم المتحدة للتخطيط لمؤتمر قمة كوبنهاجن للنساء، وحين أخفقت المتطرفات في إدخال التعديل الخاص بالحقوق المتساوية في ميثاق الولايات المتحدة قمن بتكوين منظمة دولية تعوضهن ذلك النقص وهي منظمة 'رفع جميع أنواع التمييز ضد المرأة' واسمها:

Convention on the elimination of all forms of discrimination
against women CEDAW
وقد حققت لهن ما لم يحققنه من خلال المنظمة الأولى، وهي تعطى حق الإجهاض وحق التوظيف للأقليات دون اشتراط كفاءتهم بمؤهلات علمية أو خبرتهم، وضرب عرض الحائط بالقيم الدينية التي تناقض النسوية المتطرفة، وكانت وحليفاتها مصممة على الفوز في كوبنهاجن وبكين بما لم تستطع تحقيقه في القاهرة وهو قبول وجهة النظر النوعية genderperspective متضمنة الحقوق الإنجابية والجنسية.
معنى النسوية النوعية :
مصطلح 'النسوية النوعية'
Gender Feminism ظهر وراج في كتاب كريستينا هوف سومرز بعنوان: 'من الذي سرق النسوية؟' حيث شرحت الفرق بينه وبين لفظ 'التكافل النسوي' في الحركات النسوية السابقة، قالت إن التكافل النسوي هو الاعتقاد بضرورة المساواة الأخلاقية والقانونية للجنسين والمطالبة بالمعاملة العادلة دون تفرقة، وهؤلاء النساء يرين أن حال المرأة في الغرب قد تحسن والدليل على ذلك، في نظرهن، زيادة ارتياد المرأة أماكن العمل خارج البيت وأنها أصبحت بذلك نافعة للمجتمع، إذ إن النساء الآن يشكلن في أمريكا 55% من القوة العاملة وقد ضاقت الفجوة بين أجر المرأة وأجر الرجل مقارنة بالماضي 'ونساء التكافل العلمانيات' يردن فرصة متكافئة للحصول على الحقوق وفرص العمل، أما النسوية النوعية فتعتقد أن النساء الأمريكيات مسجونات في إطار نظام ظالم ـ نظـام أبوي ـ يتحكم الرجل فيه ويفرض سيطرته على المرأة، وأن حالها قد ازداد سوءاً ويردن إحداث ثورة نوعية 'جنسية' وهؤلاء هن الراديكاليات أو المتطرفات ويسمين أنفسهن المتحركات Liberals، والحق يُقال إنهن قلة بدليل أنه حين أجرت جريدة التايمز منذ سنوات مسحاً في الولايات المتحدة لمعرفة نسبة النسويات كانت النتيجة أنهن يشكلن 27% فقط من الأمريكيات، غير أن أصواتهن عالية ولهن نفوذ في الأماكن السياسية الحساسة على المستوى العالمي وغالبية النساء الأمريكيات يردن حقوق المرأة ولا يعتبرن أنفسهن نسويات نوعيات أو حتى نسويات متكافلات، ومن أهم سمات النسوية النوعية أنها لا تنادي بحقوق المرأة من أجل رفعتها أو سداد احتياجاتها، بل لفلسفة تعتنقها ولا تقتنع بغيرها.
الجذور الفلسفية للنسوية النوعية :
نظرية النوع: تعتقد النساء النوعيات أن الرجل ليس رجلاً لأن الله خلقه رجلاً ولا المرأة امرأة لأن الله خلقها هكذا، إن الحالة التي تبدو لنا طبيعية ليست كذلك، وليست هناك مجموعة خواص لنوع بعينه، حتى سمات الحياة النفسية لا تخص الجنسين، وليس هناك جنس أفضل من جنس، هذه النظرية لا تقبل العلاقة القائمة الآن بين الرجل والمرأة وتعتبر أنها مفروضة اجتماعياً في إطار الحياة الزوجية بحيث تصبح المرأة الجانب المظلوم المهيض الجناح، ولهذا فالنكاح في نظر 'النوعيات' يعتبر اغتصاباً، والعلاقة بين جنسين متضادين لا تعطي المرأة حقها ومن ثم فالشذوذ هو البديل للعلاقات التي خلقها الله ـ العلاقات الفطرية والطبيعية منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، ويصبح الطبيعي في نظرهن شاذاً والشاذ طبيعياً.
الماركسية أساس الشذوذ وتسعى لتدمير الأسرة :
هذه النظرية مبنية على نظرية ماركس لفهم التاريخ، فالتاريخ في نظره عبارة عن صراعات طبيعية يصارع فيها المظلوم الظالم، وحين يفيق المظلوم ويعي ظلمه يتبرم ويثور فيتغلب على الظالم ويصبح هو الدكتاتور وبهذا ينقلب المظلوم ظالماً، ويقول فريدريك أنجلز زميل ماركس في كتابه 'أصل الأسرة، الملكية والدولة': 'إن أول عامل تسبب في هضم الحقوق النسوية هو وضع عبء الإنجاب على المرأة. وينشأ أول عداء في الزيجات المبنية على اختيار شريك واحد. وأول ظلم طبيعي هو ظلم الرجل للمرأة حيث أراد الرجل أن يعرف من هو أبو المولود ففرض على المرأة زوجاً واحداً، ولهذا استعبد المرأة'. ويرى أنه من الضرورة إزالة الملكية الخاصة 'حتى لا يتحكم الرجل بماله في المرأة'، ولابد من إباحة الطلاق وقبول الزنى واللقطاء ودفع المرأة للخروج من البيت ـ إلى القوى العاملة ـ ووضع الأطفال في حضانات، كما أنه لابد من محو الدين، وبهذا تختفي الحالة الطبيعية للمرأة كأم، ولقد أضافت النسوية المتطرفة أن الماركسية فشلت في تحرير المرأة بالكامل إذ إنها لم تهاجم الأسرة مباشرة، فالأسرة هي سبب ما يسمى 'بالطبيعي'.
الثورة على الأسرة :
وتتهم النسويات النوعيات الأسرة بأنها تخلق العراقيل في سبيل تطور المرأة من الناحية الإنسانية، وبعد سنوات من نشر فلسفتهن راجت فكرة تحدي العلاقات الطبيعية بين الرجل والمرأة وفكرة الزواج، وتحركن في المدارس والجامعات تطالبن بحرية التخطيط لأسرة المستقبل دون التحرج من أي عقوبة قانونية أو اجتماعية إذا قامت الأسرة على أساس زواج المرأة بأخرى أو اتخذت الخليلات من أمثالها، وتختار الفتاة أن تعيش بلا ذرية أو تختار المشاركة في أمومة اصطنعتها بالحصول على نطف من معامل بيولوجية أو عن طريق تأجير أرحام الأخريات وجلب الأجنة والأطفال من الأجيرات أو اللجوء إلى اللقيطات لخوض هذه التجربة الجديدة، وقد أطلقن على هذا النوع من الارتباط أشكالاً جديدة أو أنماطاً جديدة للأسرة، وبهذه الحقوق يصبح لديهن الحق في استقلالهن التام خارج سجن الإطار النوعي أو الجنسي. وهذه نانسي شودري، الكاتبة النسوية، في كتابها 'إنجاب المرأة' تهاجم الأمومة على أنها سجن للمرأة في إطار نوعي تفرضه على نفسها، بمعنى أن السيدة الأم ليس من الضروري أن تكون سيدة ولا أماً، وترى تغيير نظام المجتمع كي تتغير الأنماط الأسرية التقليدية فتتغير المرأة لتلعب دور الرجل.
وتعتقد النوعيات أنه حين يزداد عدد النساء في القوى العاملة خارج البيت يكون هذا مدعاة إلى التغيير داخل البيت، ولا يتوقف ذلك على رغبة النساء، بل يفرض المجتمع عليهن ذلك ويصبح أمراً واقعاً لا يستطعن مقاومته، وكل مناهضة لهذا الوضع تعتبر من قبيل التخلف والرجعية، ويفرض التيار النوعي نفسه فتصبح معتقداته قانوناً بعد أن يخضع له صناع القرار، وترى النوعيات أن مسؤوليات المرأة الأسرية هي العبء الأول على المرأة والعقبة الكئود في سبيل برنامج عمل النوعيات، فلابد من العمل على اقتلاع فكرة الأسرة التقليدية من أذهان نساء العالمين.
وقد استطاعت النوعيات صياغة بنود وثيقة مؤتمر بكين أملاً في تطبيقها دولياً حتى على الدول الإسلامية دون الإفصاح عن مصطلحاتهم الخفية أو إيضاح عباراتهم المطاطة الفضفاضة التي يخال للمرء أنها تخلق جنة أرضية للمرأة، وقد وردت باللغة الإنجليزية وطمست المعاني الخطيرة والمنافية للشرع من الترجمة الرسمية التي تم توزيعها على الدول الإسلامية والعربية، وقد أمن شرهم كل مسلم غيور على دينه عرف لغتهم وأطلعه الله على مكرهم، ومن الغريب أن من هؤلاء النسوة من ادعى الإسلام، وقام بمهاجمته في المؤتمر، وقام بمحاولة فرض سيطرته على بيانات تصدر باسم الجماعة المسلمة، ويشاء الله عز وجل أن يكشف حقيقتهن حين حضرت إحدى الأخوات محاضرة رأت فيها الوجه الآخر لهؤلاء النسوة، وشهدت الهجوم السافر على الشريعة والسنة المطهرة، ورأتهن يتشدقن بالحرص على حقوق المرأة المسلمة وتقدمها ورفعتها، وقد ناقشت إحداهن نصوص الأحاديث الشريفة معي قبل المؤتمر، مدعية أن الإسلام يهين المرأة وأن ذلك يدعوها إلى إعادة النظر فيه، وصدق الله العظيم إذ قال: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله [المجادلة:22]، ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم 63 [التوبة].


الشذوذ الجنسي
من التطبيع إلى التخريب والعولمة
الشذوذ الجنسي أو الجنسية المثلية وجه من وجوه الحداثة وما بعد الحداثة، ونتيجة منطقية لمقدمات سابقة في الزمن بدأت يوم أطيح بالبابا من عرشه الروحي الديني، وبالأمبراطور من عرشه الزمني والسياسي. ومنذئذ انفلت قطار الحرية لا يلوي على شيء، تحرر سريع من الدين والقيم والأخلاق، وتعظيم وتضخيم أكبر وأعلى للجانب المادي الواقعي من الإنسان والحياة. فكان طبيعيا أن يتحرر الجنس من سلاسل وقيود ضخمة كبلت حريته على مدى من الزمن يطول قرونا وقرونا. وبما أن الباب انفتح على مصراعيه أشد ما يكون الانفتاح، فإن تحرير شهوة الجنس تعدى كل الحدود وأشبع النهمة، بكل الوسائل والطرق في موجة إباحية لا نظير لها. الرغبة الجامحة المنطلقة تجاوزت العلاقات بين الجنسين الذكر والأنثى فيما أحل الله وما حرم، إلى اتباع عمل القوم الذين كانوا يعملون الخبائث في قرية سدوم قرب البحر الميت، أي إلى الشذوذ الجنسي أو الجنسية المثلية أو إتيان الذكران من العالمين سواء كانوا "بالغين" أم قاصرين.
ريادة يهودية للشذوذ:
والشذوذ الجنسي لم يكتف بالبقاء في دياره الغربية حيث ظهر أول مرة على يد اليهود النمساويين والألمان، وبالضبط مع كل من ماجنوس هير شفيلد (1886 ـ 1935) ومساعده كورت هيلر (1885 ـ 1927). وكان هيلر أول من طالب باعتبار الشواذ جنسيا أقلية لابد من حمايتها على ما يثبته المفكر العبقري المتخصص في اليهود واليهود الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه (دراسة في الحركات الهدامة والسرية.. اليد الخفية. (انظر الفصل الخامس.. الإباحية الجنسية اليهودية.. ص 165 ـ 179).
مع مرور الزمن، اتسع التسامح الديني والسياسي في الغرب مع ظاهرة الشذوذ الجنسي. ففي 1988 أصدر الكنيست الصهيوني قانونا بإلغاء القانون الذي يجرم العلاقات الجنسية الشاذة ولا يعفي، الشواذ من الخدمة العسكرية ، ولكنهم ينقلون إلى مواقع غير هامة من الناحية الأمنية، ويوجد في إسرائيل جماعة تسمى جماعة الدفاع عن الحقوق الشخصية تأسست عام 1957. وبعد عام 1988 ظهرت مجلات شاذة جنسيا في إسرائيل باللغتين العبرية والإنجليزية. وفي يونيو 1991 عقد في تل أبيب المؤتمر الدولي الثالث للشواذ جنسيا من الذكور والإناث والمخنثين. وهناك اتجاه في إسرائيل نحو منح المزيد من الحريات للشواذ جنسيا. وقد صرحت ياليل ديان ابنة موشي ديان أن العلاقة بين الملك داود ويوناتان هي علاقة شاذة جنسيا. وقد عرضت مسرحية في إسرائيل تتناول سيرة داود الملك بنفس الطريقة. وهناك العديد من الأفلام والأعمال الفنية التي تتعامل مع هذا الموضوع. وقد عقد أول "زواج" بين ذكرين من الشواذ جنسيا في "إسرائيل" على يد حاخام إصلاحي عام( 1998نفس المرجع).
الآن تركب الجنسية المثلية مركب العولمة العابر للقارات وتسعى إلى تدويل نفسها، وفرض الأمر الواقع على الدول المستضعفة بما فيها الدول الإسلامية ومنها المغرب.
مع توالي العصور عرفت كثير من الجماعات والمجتمعات صورا من الشذوذ الجنسي، غير أنها لم تصل في ظهورها وتنظيماتها إلى ما وصلت إليه اليوم في كل من القارة الأوروبية والقارة الأمريكية.
في الولايات المتحدة أظهر أول بحث في علم الاجتماع وخاصة في التقرير المتعلق بالرغبة الجنسية المسمى تقرير كينسي نسبة إلى صاحبه، أظهر هذا البحث أن 37% من الذكور و13 % من الإناث كانت لهم في حياتهم تجربة شاذة. لكن ذلك لا يجعل من أحدهم شاذا بالمعنى المتداول، غير أن عدد الذين اعترفوا بالشذوذ حسب تعريفه المعروف يقدر بين 3% و5% والذكران فيها يضاعفون الإناث ضعفين.
وفي سنة 1970 أظهر استطلاع للرأي في فرنسا أن 75% من الناس يرون أن الشذوذ الجنسي طبيعي في حين أن 25% لا يعترفون به.
الحرية والفردانية .. الرهان الحداثي الجديد:
لا يكاد يمر يوم أو أسبوع أو شهر حتى تندلع مناقشات حامية في الغرب حول الشذوذو الجنسي. مناقشات تعرض المواقف الرافضة للظاهرة والأخرى المؤيدة، وتجد لها مكانا فسيحا في وسائل الإعلام.
وتصل المواجهات الكلامية إلى حد عنيف تذكر بالمواجهات القديمة التي عرفتها الساحات الإعلامية في السبعينيات بين الفئات السياسية حول الصراعات الاجتماعية والسياسية. تغير الشكل والموضوع، لكن القوة والاندفاع والأسلوب المستفز بقيت كلها. فغداة اليوم الذي تعرضت فيه الولايات المتحدة لأحداث 11 شتنبر 2001 قام زعيم المحافظين المسيحيين ليعلن أن هذا عقاب من الله نتيجة السماح للشواذ بالظهور ومباركة أفعالهم والتمكين لهم في الحياة العامة. وما لبث أن تلقى الرد في اليوم نفسه من الجهات الشاذة على تصريحاته. ومن القضايا التي يكثر حولها النقاش الحاد العجز عن إيجاد حل لوباء السيدا (الايدز) المنتشر في الأوساط الشاذة واتهام الجهات الحكومية بالتفريط في ذلك، والتراجع القضائي في حالات كثيرة متعلقة بالتحرش الجنسي، والمواجهات المتكررة حول الطائفة الشاذة في فرنسا. وإن قراءة أولية للأدبيات المرتبطة بالقضية من بلاغات وبيانات وتحليلات وتعليقات ومنشورات ومسيرات تعيد إلى الأذهان المواجهات الإيديولوجية السابقة التي كانت تدور حول المذاهب الشمولية والوطنية والحرب الباردة والإمبريالية والفيتنام. نفس المناخ ونفس النعوت والمرجعيات المؤسسة ونفس الحجج أيضا. الخائن لطائفته، والكاثوليكي المحاصر، والفاشستي، أوصاف حلت محل العدو الطبقي والبورجوازي المتعفن والمستغل...
وعلى العموم فإن السياق العام للتحولات الكبرى في تاريخ الغرب انتقل بالمجتمع بعد ثورات متتالية من نفسية القطيع الذي كان يرعاه الراعي الديني متمثلا في الكنيسة ومن حولها وفي الراعي السياسي ممثلا في القصور والذين فيها، إلى نفسية الفرد الذي لا شيء يعلو فوقه، والذي اتخذ الهوى والمال والقوة الجسدية المادية آلهة تعظم وتمجد. ومنذ سبعينات القرن الماضي أصبحت الحرية المطلقة الرهان الرئيسي. رهان يستحق الربح والدفاع وتأكيد الذات والوجود. وأصبح الجسد وملكيته الساحة الفسيحة لهذا الرهان.
السياق الأمريكي.. والسياق الأوروبي :
اتخذ الشذوذ الجنسي في العقودالأخيرة من القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين سياقين متمايزين أحدهما أمريكي والثاني فرنسي. حدث ذلك بعد أن تم الاعتراف بالشذوذ وتطبيعه. والانتظام في هيئات دولية وجهوية. في السياق الأمريكي اندفع القوم الشاذون نحو تكوين مجموعات خاصة تعلن عن "خصوصيتها" وانتماء الأعضاء إليها بناء على الشذوذ معتبرة إياه العنصر الوحيد والمميز. "الخصوصية" المعنية تساوي خصوصية الأجناس الأمريكية والمجموعات الإثنية والثقافية والاجتماعية المكونة للولايات المتحدة. وهكذا طالب المطالبون منهم بالحقوق نفسها الممنوحة للطوائف والمجموعات الأخرى، بل ذهبت إلى حد المطالبة بتدريس الثقافة الشاذة في المؤسسات التعليمية وإدراجها في البرامج والمناهج.
وتزعم المطالبة الفصيل الطلابي للشواذ والسحاقيات بالجامعات الأمريكية لإحياء ثقافة الجنسية المثلية "المسحوقة" دوما عبر التاريخ. وإعطائها مكانتها اللائقة بين الثقافات المدروسة في المؤسسات، وهكذا ظهرت شعب آداب الجنسية المثلية، وسوسيولوجيا الجنسية المثلية، وموسيقاها انطلاقا من "إبداعات" الشواذ والسحاقيات. حدث ذلك في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كما حدث مثله لشعب متخصصة في ثقافات الهنود والأمريكيين والسود الأمريكيين والإسبان الأمريكيين وغيرهم. وكان آخر تلك الشعب الجنسية المثلية سنة 1995 بمدينة (بيركلي)، بعد أن سبقتها جامعات (ديوك) و(جون هوبكينز). ومن أشهر المنظرين لها العاملين فيها شواذ جامعيون منهم (إيف سيد غويك) و(جوديت باتلر) و(جوناتان غولدبيرغ) و(مايكل وارنر). وكان المؤسس الرئيسي لهذا الاتجاه هو المؤرخ الشاذ (جون بوزويل) المتوفى بالسيدا (الايدز) عام 1984 وصاحب كتاب (المسيحية، التسامح الاجتماعي والجنسية المثلية) الذي ترجم إلى الفرنسية عام 1985 بعد أن طبع في الولايات المتحدة سنة 1980.
الجنسية المثلية الأمريكية ذهبت إلى أبعد من ذلك حين زعمت أن الشذوذ الجنسي أمر بيولوجي ذو صلة بنظرية النوع ولا دخل فيه للثقافة ولا للقيم والدين. ففي التسعينات من القرن الماضي زعم بعض المنظرين للشذوذ الجنسي الأمريكي وجود مورث جنسي شاذ هو (
XQ82)، نظرية دفع بها الدكتور (دين هاملر) العامل بالمركز الوطني للسرطان بواشنطن. وتأسيسا على ذلك نادى أصحاب الجنسية المثلية الأمريكية أن لا دخل للإنسان في شذوذه وهواه مادامت الوراثة البيولوجية هي صاحبة القرار، مثلهم في ذلك مثل الجنس الأسود والأصفر والأحمر، فلا دخل لهؤلاء في ألوان جلودهم، ومن ثم يحق لهم الإعلان عن هويتهم والافتخار بذلك.
وعلى العكس من السياق الأمريكي، رفضت الجنسية المثلية الأوروبية عامة والفرنسية خاصة نظريات (دين هاملر) جملة وتفصيلا، واجتهدوا في دحضها على أسس علمية وتاريخية وسياسية، وشبهوها بالهلاوس النازية التي زعم فيها هتلر ومن معه أن الجنس الأرقى يحمل وراثات صبغية تؤكد ذلك وتسمح له بالعلو والتفوق والسيطرة العالمية. وذهبت النظريات التفسيرية الأوروبية إلى القول بأثر المحيط والبيئة، خاصة في فترة الطفولة في الاتجاه نحو المثلية الجنسية، وأفادت بعض الدراسات في هذا المجال إلى أن الشاذين كانت لهم أمهات مسيطرات وقويات وآباء عدوانيون رافضون، أو كانت لهم طفولة أنثوية لاعبوا فيها الإناث ولبسوا لباسهن وتشبهوا بهن بدلا من الذكور، مع قيام الوالدين، وخاصة الأم بتشجيع مثل هذا السلوك.
التنظيم الدولي والمحميون العرب:
يعتبر التنطيم الدولي للشواذ والسحاقيات (لجنة حقوق الإنسان) المظلة العالمية التي تعني بقضايا الشاذين من الذكور والإناث، وقد اتخذت لنفسها ـ اختصارا الحروف الأولى لاسمها وهي :
IGL HRC
International Gay and Lesbian. Human Rihgts Commission.
وحسب الأدبيات والوثائق المتوفرة، فقد قسم التنظيم الدولي أعضاءه وفق القارات والتجمعات الإقليمية والأديان، والقوميات أيضا. وينشط في خدمة التنظيم اختصاصيون في القانون ومنظرون إيديولوجيون وإعلاميون وسياسيون وأدباء وفنانون وغيرهم.
بالنسبة للعرب وذوي الانتماء الديني الإسلامي ـ حسب ما تصفه بهم أدبياته المثلية الجنسية ـ فقد قسموا حسب القارات والتجمعات الإقليمية، فهناك مثلا الشواذ العرب و"المسلمون" في كندا والولايات المتحدة، وهناك الشواذ العرب المسلمون في أوروبا، وهناك شواذ البلدان والأوطان.
غير أن المثير والمستفز للشعور العربي الإسلامي أن المنظمين يتعمدون اختيار أسماء عربية ذات حمولة دينية واضحة زيادة في الاستفزاز والتضليل بعد الغواية والانحلال. فمثلا اختار الأمريكيون اسم "الفاتحة"ـ حاشا لله ـ ليكون الإسم المفضل لهم. "الفاتحة" هو اسم السورة الأولى في القرآن الكريم كما يعلم ذلك الخاص والعام.
وإمعانا في ما ذهبوا إليه، كتبوا الترجمة الإنجليزية لمعاني آيات الفاتحة على صفحاتهم. التنظيم ظهر في نوفمبر 1997. أما الشواذ العرب في أوروبا فقد تم جمعهم تحت اسم "
سواسية". ولا يخفى ما في هذا الإسم من ارتباط بالحديث النبوي الشريف (الناس سواسية كأسنان المشط).
أما شواذ المغرب العربي فقد جمعوا تحت اسم "كلمة" التي أسسها الصحافي الجزائري فؤاد الزيراوي بفرنسا ثم تفرع عنهم التونسيون والجزائريون والمغاربة كل حسب رايته وبلده: "شواذ المغرب" و"شواذ الجزائر" و"شواذ تونس".
رعاية غربية وحملة إعلامية:
الأسماء التي سيقت من قبل تظهر رغبة واضحة من قبل أهل الغواية والانحراف في التطبيع الديني والقانوني والثقافي للشذوذ في الأقطار العربية والإسلامية.
ذلك ما يستخلص من التصريحات والكتابات المتواطئة على ذلك من أوروبا وأمريكا ومن المغرب أيضا. الشواذ الذين لا يستطيعون الإعلان عن منكرهم في البلدان العربية والإسلامية يتم تهجيرهم واستدعاؤهم إلى الغرب لتحويلهم إلى مضطهدين ومظلومين، ثم إلى لاجئين سياسيين وحقوقيين تجب نصرتهم ورعايتهم من قبل المنظمات الحقوقية والسياسية الغربية، ويتولى لإعلام صناعة الصورة والألم.
ومن الأمثلة على ذلك الضجة الإعلامية التي أعقبت مجموعة من الشواذ و"عبدة الشيطان" في الوقت نفسه في مصر سنة 2001، بعدما ثبت في حقهم ممارسة طقوس غربية واستهانة بالدين الإسلامي وعبادة الشيطان وممارسة الشذوذ والعلاقة مع الكيان الصهيوني. المثير في القضية هو حضور ممثلي السفارات البلجيكية والدنماركية والسويدية والفرنسية والبريطانية والفرع الفرنسي لمنظمة العفو الدولية وحركة الخضر (غرين بيس) الفرنسية. وقد طالبت هاتان الأخيرتان بالإفراج الفوري عن المعتقلين لمجرد توجهاتهم الجنسية. منظمة العفو طلبت إجراء محاكمة منصفة وعادلة وفتح تحقيق حول الادعاءات بحصول تعذيب، كما طلبت احترام حق كل شخص في أن يعيش بحرية توجهه الجنسي في مصر. الحملة الإعلامية المصاحبة ذهبت إلى اتهام النظام المصري بالتحول إلى نظام أصولي. قالت الأسبوعية الفرنسية "ماريان" ممثلا في عددها من 27 إلى 2 شتنبر 2001 على الصفحة 48 تحت عنوان "صيد الشواذ": "تؤكد مصر بكل براعة إرادتها في التحول إلى بلد أصولي.. بإلقائها القبض على 52 شخصا مشتبها في شذوذهم وتقديمهم للعدالة، يريد النظام أن يبرهن على أنه لا يمزح في تطبيقه للأخلاق القرآنية" ثم تضيف الصحيفة في إشارة إلى التيار الإسلامي وعلاقته بالدولة (الإسلاميون الأقوياء على مقاعد البرلمان وجدوا أنفسهم متجاوزين من طرف النظام في هذه العملية.. لا مساس بشريعتي الإسلامية.. تتسابق الدولة مع المتطرفين بمزيد من التطرف رغبة منها في إنصافهم..).
(مسلمون وإخوة..)!!
كل الأسلحة مستعملة وكل الضربات مباحة لتطبيع الشذوذ والتمكين له في الدول الإسلامية والعربية. وفضلا عن الضغوط الإعلامية والقانونية والسياسية، سلك المتهورون مسلكا مظلما، ألا وهو "أسلمة الشذوذ". المقصود بالأسلمة الادعاء بأن الإسلام ـ قرآنا وسنة وسيرة وتاريخا ـ ليس مناهضا للشذوذ، بل على العكس من ذلك بلغ في ذلك قمة التسامح، أما الاضطهاد والممانعة فراجعة إلى جهل المسلمين بدينهم وصحابة النبي. جهل وقلة فهم لمعاني النصوص ضاعفته أمية مستفحلة. قال المدعو أنيس أحد أصحاب الجزائري فؤاد الزيراوي (لم يكن الإسلاميون هم السبب في فراري إلى فرنسا، ولكنه المجتمع (...) قضيت 35 سنة في الجزائر وأنا صامت مختفي..)
ويقول مغربي آخر (ينبغي أن لا ننسى أن 70% من المجتمع المغربي أمي وبالتالي فإن مصدره الوحيد هو القرآن.. كل التفاسير خاطئة، فالنص القرآني غير محفوظ، وكذلك النصوص والتفاسير غير جيدة.)
لذلك إقترح أحدهم إعادة قراءة القرآن وإعادة تفسير النصوص كما تفعل الولايات المتحدة ومن والاها عندما تطالب بحذف النصوص الداعية إلى الإيمان والجهاد من البرامج التعليمية العربية والإسلامية.
وفي هذا الصدد قال آخر منهم (الخطاب هو الخطاب الديني. ولا يمكننا التقدم إذا لم نحتفظ بمسافة معتبرة من النصوص (القرآن والسنة) ومن التقاليد..) ثم يضيف متحدثا عن ما يراه في الحمام من حشمة (في الحمام يضع الناس ثيابهم ولا يشعرون.. ولست أدري من أين أتوا بهذه الحشمة).
التنظيم الأمريكي الذي يسمي نفسه (الفاتحة) نظم لقاءات وندوات في فروعه بالمدن الأمريكية والكندية ثم في لندن، وكانت أول ندوة له لشواذه تحت عنوان "مسلمون وإخوة". ومن مطبوعاته ومؤلفاته "التصالح مع الله" و"نظرة جديدة للقرآن" و"شاذ ومسلم" و"الجنس والشهوة الذكرية في المجتمعات الإسلامية."
أدهى من ذلك وأمر وأخطر اتهام تنظيم (كلمة) المغاربي للدين الإسلامي بتشجيعه للشذوذ الجنسي وذلك عن طريق التفريق بين الجنسية.
فضائيات وأفلام وروايات:
أنشأ الشذوذ الجنسي لنفسه ولغيره فضائيات وقنوات تلفزية في كل من كندا ودولة الكيان الصهيوني. كما أنه أنتج أفلاما كثيرة للدفاع والترويج والتطبيع. وقد وصلت الأفلام إلى 261 فيلما ابتداء من سنة 1948 في سنة 2000.
ففي اثنين وخمسين عاما ووصل المعدل إلى فيلمين ونصف كل سنة. كان أول فيلم هو "الحبل" وآخرها "الفيلم الياباني "طابو ناجيزا إيشيما" يوم 17/5/0002. ومن الأفلام ذات الصلة فيلم (سوى) المصور في المغرب وفيلم (سامية: الشيكولاتة الساخنة). ويعقد التجمع الشاذ ـ المهرجان السنوي للفيلم من شهر مارس من كل عام.
في الجانب الروائي ساهم كثير من الكتاب الغربيين والمتغربين الموالين لهم في كتابة روايات وقصص ومسرحيات في الموضوع. وقد شكلت بلدان الشمال الإفريقي مع بداية الغزو الاستعماري وجهة لعدد من الأدباء الغربيين.
ففي تونس والجزائر مدينة بسكرة ثم الجزائر العاصمة حل كل من (أندريه جيد) و(أوسكار وايلد) و(شارل دوبو) و(هنري دي مانتيرلان) ليقوموا بأفعالهم الجنسية المثلية خفية، وكانوا بذلك روادا أوائل لمن أتى بعدهم قاصدا أماكن الفحشاء والمنكر خاصة تونس والمغرب. ويذكر أن آخرين سبقوا في التأسيس الروائي لسيرة جنسية مثلية كالروائي (فيليب هيريات) صاحب رواية "معرض الصبيان". ومن اللاحقين يذكر ميشيل هيلبيك صاحب رواية "بلاتفورم" و(نيكولا جونز غورلان) صاحب رواية "زهرة حلوة".
هذا دون إغفال مشاركة كتاب مغاربة في الترويج للجنسية المثلية مثل كتاب "حياة ثلاثية" للكاتبة المغربية بهاء الطرابلسي التي شجعتها السفارة الفرنسية ومركزها الثقافي عندما وهبت لها جائزة الأطلس الكبير جزاء على روايتها الفرنكوفونية.
المواجهة القادمة :
منذ الإعلان عن عزم "شواذ المغرب" بالظهور العلني والاعتراف القانوني بهم، وحضور عمدة إحدى المدن الفرنسية بصفته الشاذة إلى المملكة المغربية دعما لإخوانه في الغي والرذيلة، بدأت نذر مواجهة فاصلة على الأبواب بين الجبهة الدينية العريضة والفئة المنحرفة. وهكذا أصدرت رابطة علماء المغرب بيانا لها حول الموضوع اعتبرت فيه أن الإقدام على مثل هذه الخطوة تحديا لإسلامية الدولة والمجتمع، ودعته فيه إلى المواجهة الحازمة لمثل هذا، كما دعت إلى استنكار الأمر وحذرت من عواقب السماح لظهور الفاحشة وعلانيتها بالمغرب، ودعت إلى مقاومة القادمين من خارج المغرب، ووصفت السكوت عن تنظيم مسيرة أو إنشاء مقرات في المغرب تقصيرا في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي السياق ذاته أخذت المجالس العلمية الإقليمية في التحرك وتحسيس المواطنين بخطورة الشذوذ وعواقبه على النفس والمجتمع. وتناول خطباء الجمعة الموضوع في خطبهم الأسبوعية محذرين من السكوت عن المنكر وضرورة الحذر والمواجهة.
المواجهة ليست بين مغاربة ومغاربة، ولكنها بين جبهة دينية لاأخلاقية دولية، وجبهة إباحية لا أخلاقية تضغط على دول العالم الإسلامي بمختلف الأساليب، وتستعمل عدة أسلحة.
ومن المنتظر أن تشتعل المعركة كما اشتعلت أيام الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية. وللإشارة فإن التنظيم الدولي لحماية الشذوذ الجنسي لم يكن بعيدا عن تلك مالمعركة، وستشكف عن ذلك في الوقت المناسب.

عولمة المرأة
عولمة المرأة أي جعلها كائناً عالمياً يمكـن وصفه بأنه كائن فوق الحكومات أو كائن عابر للقارات.. ولجعلها كائناً عالمياً كان لا بد مـن عقـد المؤتمرات الدولية وتوقيع المعاهدات والاتفاقيات العالمية التي تلزم الحكومات بحقوق هذا الكائن، وتمثل توصيات المؤتمرات الدولية والمعاهدات والاتفاقيات العالمية المرجعية العالمية الجـديـدة التي يمكن وصفها بأنها "أيديـولوجية نسوية" لها قوة الأيديولوجيات السياسية التي عرفها القرن الماضي ثم انهارت وخبت وماتت.
وكما كان يحدث بالنسبة للأيديولوجيات السياسية والفكرية فإن الأيديولوجية النسوية الجديدة يراد لها أن يكون معتنقوها في كل العالم وفي كل الدول والشعوب وفي كل الأعمال؛ فإنها الوسيلة الجديدة لغزو العالم وشعوبه، وهي الدين الجديد الذي يُراد للعالم أن يتوحد خلفه ويدين به: بيد أن الخطر في هذه الأيديولوجية والدين الجديد يكمن في أن الذي يُبشر بها ويدعو إليها هو النظام العالمي الجديد الذي حقق ما اعتبره انتصاراً نهائياً وعالمياً للفكر الغربي العلماني، ويريد أن يفرض هذا الدين والأيديولوجية بالقوة على العالم كله بحيث تكون هناك قوة عالمية واحدة ومرجعية كونية واحدة وإنسان عالمي واحد، وتنهار كل الحدود والقيود والحصون أمام هذه القوة العالمية الجديدة والمنفردة بحيث تصبــح إرادتهــا ورغباتهــا ومصالحهــا مُسلَّـمـاً بهـــا ومُرحَّباً بقدومها بلا أي عوائق من الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس أو القومية أو الثقـافـة. أي أن المرجعية الكونية الجديدة هي بديل لكل ما عرفته الأمم والأجناس البشرية مـن ثقافات وتاريـخ وصراعـــات وأفكار؛ بحيث يغــدو كل هـذا ذكـــرى بلا قيمـــة ولا معنى، وتصبح القيمة والمعنى في المرجعيـة الـكـونـيـة البديلة والجديدة التي يتحوَّل البشر جميعاً فيها عبيداً للإله الذي قررها، وهو النظام العالمي الجديد.
كما أن خطر هذه الأيديولوجية البديلة يتمثل أيضاً في اقتحام مناطق كان يُنظر إليها باعتبارها خاصة أو شخصيـة وينظم أوضاعها بشكل أساسٍ الدينُ والتقاليد والأعراف المحلية والثقافات الخاصة، أي أن الاقتحام والهدم لهذه الأيديولوجية ينال مناطق متصلة بالهوية والثقافة والوجود وهي محور الكيان الإنساني والوجود البشري. ويقف وراء هذه الأيديولوجية فكر شيطاني يريد أن يجعل من الأخلاق فوضى ومن الفاحشة شيوعاً وذيوعاً.
وتستمد النسوية الجديدة جذورها الفكرية من الماركسية الحديثة "حيث تعتبر أن خطأ الماركسية القديمة هو اللجوء إلى الأساليب الاقتصادية لبناء مجتمع لا طبقي؛ بينما اللجوء إلى الأسالـيـب الاجـتماعية هو السبيل الوحيد لمجتمع خالٍ من الطبقات والميول الطبقية، وتمثل "الأسرة" والأمومة في نظر "الماركسية الحديثة" ـ التي تستمد النسوية أفكارها منها ـ تمثل السبب وراء نظام طبقي جنسي يقهر المرأة لا يرجع إلا لدورها في الحمل والأمومة.
وإذا كانت السنن الكـونية ـ الطبيعية عندهم ـ هي التي اقتضت هذا الاختلاف البيولوجي فلا بد من الثورة على هـذه الـسـنـن ـ الـطـبـيعية ـ والتخلص منها بحيث تصبح الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة فروقاً اجتماعية مـتصلة بالأدوار التي يؤديها كلٌّ من الرجل والمرأة وليست متصلة بالخواص البيولوجية لكل مـنـهـما؛ ومن ثَمَّ فإذا قام الرجل بوظيفة المرأة وقامت المرأة بوظيفة الرجل فإنه لن يكون هناك ذكــر وأنثى وإنما سيكون هناك نوع "جندر" وهذا النوع هو الذي سيحدد طبيعة دوره في الحـيـاة بحيـث يجوز للأنثـى أن تمــارس دور الذكــر والعكس، وبحــيث لا تكـون هناك أســرة بالمعنـى التقليـــدي ولا أبنــاء ولا رجل ولا امرأة، وإنما أسر جديدة شاذة وأبناءٌ نتاج للتلقيح الصناعي؛ فأي فكر شيطاني ذلك الذي تتبناه "النسوية الجديدة"؟! وأي قوة تجعل من الأمم المتحدة وأمريكا والغرب تتبنى هذا الفكر الشيطاني لفرضه على العالم؟!! إنها تعبير عـن إرادة لا نقول علمانية وإنما إلحادية لتحويل الوجود البشري وجوداً بلا قيمة ولا معنى تـنـتـفـي معه العناية من استخلاف الله للإنسان في الأرض. وفي الواقع فإن هذا الفكر الإجرامي لـيـس خطراً على المجتمعات الإسلامية فحسب ولكنه خطر على الحضارة الإنسانية ذاتها؛ لكن المجتمعات الإسلامية تأتي في القلب من معتقد هذا المخطط الإجرامي البديل والجديد.
أدوات المرجعية الجديدة:
الإعلان الـعـالـمـي لـحـقوق الإنسان الذي تم إرساؤه عام 1948م يمثل البذرة الأولى لهذه المرجعية الجديدة التي طـرحـت موضوع الأسرة والمرأة قضية عالمية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكن ضجيج القضايا السياسية والاقتصادية على دول العالم الثالث في هذا الوقت غطى على الجانب الاجتماعي والثقافي المتصل بالأسرة والمرأة والأحوال الشخصية؛ فمنذ عام 1950م حاولت الأمم الـمـتـحدة عقد الدورة الأولى لمؤتمراتها الدولية حول المرأة والأسرة بعنوان: "تنظيم الأسرة" لكن الـحـكـومة المصرية في العهد الملكي قاومته بقوة، وأخفق المؤتمر الذي كان يترأسه ماركسيٌّ صهيوني، ثـم عاودت الأمم المتحدة مرة ثانية تطلعها في بناء المرجعية النسوية الجديدة، فعقدت مؤتمراً في المكسيك عام 1957م ودعت فيه إلى حرية الإجهاض للمرأة والحرية الجنسية للمراهقيـن والأطفال وتنظيم الأسرة لضبط عدد السكان في العالم الثالث، وأخفق هذا المؤتمر أيضاً، ثم عقد مؤتمر في "نيروبي" عام1958م بعنوان: "استراتيجيات التطلع إلى الأمام من أجل تقــــــــدم المرأة" ثم كان مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية الذي عقد في سبتمبر 1994م، وأخيراً كان مــؤتـمـر المرأة في بكين الذي عُقد عام 1995م تحت عنوان: "المساواة والتنمية والسلم" وهو المؤتمر الــذي ختمت به الأمم المتحدة القرن الماضي، وانتهت إلى الشكل النهائي للمرجعية الجديدة والـبـديـلـة التي يراد فرضها على العالم والتي تهدف بكلمة واحدة إلى "عولمة المرأة".
وعولمة المرأة هو الجانب الاجتماعي والثقافي في "العولمة" الذي تسعى الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبــــا إلى فرضه على بقية العالم خاصة العالم الثالث. والتوصيات والوثائق التي توقع عليها الـدول والحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة تعتبر ملزمة لها، كما أن الأمم المتحدة تقوم بكل هـيـئـاتـها ومؤسساتها بتنفيذ ما جاء في توصيات هذه المؤتمرات الدولية ووثائقها بما في ذلك المراقـبــــة والمتابعة لمدى الـتـزام الدول والحكومات بها. كما أن المنظمات غير الحكومية الممثلة في الأمــم الـمـتـحــــدة تمثل قوة ضغط في دولها لمراقبة التزام هذه الدول بقرارات الأمم المتحدة وتوصياتها ومتابعة ذلـك، وهي فـي هـــــذا تشبه "جواسيس للأمم المتحدة" في دولها.
ولا تكتفي الأمـم المتحدة بذلك وإنما تعقد مؤتمرات مع الأطراف الحكومية والمنظمات غير الحـكـــــومـيــة كل سنة أو سنتين للتأكد من الالتزام الحكومي بالمرجعية الكونية البديلة والخضوع للنظام العالمي الجديد؛ فهناك مؤتمر سنوي يطلق عليه مؤتمر السكان + 1 أو + 2 أو + 3 وهكذا حتى يأتي موعد المؤتمر الدولي القادم للسكان عام 2004م. وأيضاً بالنسبة لمؤتمر بكين(1) قد عُقد بكين + 5 في الصين وسوف يعقد مؤتمر للمرأة أيضاً عام 2005م أي بعد عشر سنوات من مؤتمر المرأة الذي عُقد فـي بـكـين، أي أن هناك آلية دولية لها طابع الفرض والإلزام والمتابعة تتدخل في الشؤون الداخلية للدول لتطلب منها الالتزام بما وقعت عليه؛ وهذه الآلية يمكن أن تمارس الإرهاب بفرض العقوبات الدولية على الدول التي ترى الأمم المتحدة أنهــا غير ملتزمــة؛ كما أن هـــذه الآلــيــة تمــارس الإغراء بمنــح معونات أو قروض أو ما شابه إذا التزمت بمقررات الشرعية الجديدة.
ومن ثَـمَّ فــإن ما يجـــري في مصــر أو المغــرب أو الأردن بـشــأن تغيير قوانين الأحـــوال الشخصية أو العقوبات هو جزء من الالتزام بالأجندة الدولية التي وافقت هذه الدول عليها في المؤتمرات الدولية وليس تعبيراً عن حاجة داخلية لشعوب هـــــذه الدول. فحق المرأة في فسخ عقد الزواج، وحقها في السفر هي وأولادها بلا قيود، وحقها فـي الـمـواطـنـــة الذي يستخدم ستاراً لمساواتها مع الرجل في الإرث والطلاق وعدم الخضوع لسلطة ـ أي رفـــض القوامة ـ وإقامة علاقات ود وصداقة خارج نطاق البيت والعائلة، كل هذه القضايا كانــت مطروحة باعتبارها جزءاً من أجندة دولية للتسليم بالدخول في طاعة النظام العالمي الجديد والإقرار بالالتزام بالدين النسوي البديل.
وفي الواقع فإن كل ما سيحدث في هذا الإطار سيكون مثل تأسيس "المجلس القومي للمرأة" فـي مـــصــر(2) الذي يضم الوجوه النسوية المصرية التي تدعو للأيديولوجية الجديدة بلا خجل أو حياء.
وهذه الوجــوه النسوية هي انعكاس للفكر الغربي النسوي؛ حيث تشعر تجاه المرأة الغربية بالنقص، وتشعر أن الالتحاق الفكري بها سوف يعوض هذا النقص لهن ـ كما يبلغ النقص بهذه الــوجــــــــوه حد كراهية الدين الإسلامي ونظمه الاجتماعية وقوانينه في الاجتماع والأسرة؛ وهم في ذلـك أشــــبــه "بالـلامنتمي" ومن ثَمَّ فهذه الوجوه تعبر عن حالة نفسية مرضية؛ ورفعها إلى مستوى التـخـطيط والحديث عن قضايا المرأة ليس سوى خضوع للقوى الدولية الخارجية التي تحب أن يعبر عـــن أوضاع المرأة في العالم الإسلامي النسوةُ اللاتي يرددن الأفكار الغربية ويبشرن بالأيديولوجية النسوية الجديدة.
وثيقة بكين .. مفردات المرجعية الجديدة:
وبالعودة إلى وثيقة بكين التي تمثل منتهى الـفـــكــر النسوي الجديد نجد مخططاً واضحاً لتدمير الأسرة والمرأة، وتدمير الحضارة البشرية ذاتها، ويبدو لنا أن الحضارة الغربية تريد أن تدمر الحضارات الأخرى وعلى رأسها الحضارة الإســــلامـيـة بعد أن شارفت هي على الـهــــــلاك والتدمير والفوضى بسبب خضوعها للأفكار النسوية والــشــــذوذ الـجـنـســي والأخلاقي.
ومن الـمـؤكـد أن الجانب الثقافي والاجتماعي الذي يراد فرضه على الحضارات الأخرى ـ والإسلامية عـلـى رأســـــهـــــا ـ هـــو جزءٌ مما أطلق عليه "صموئيل هنتنجتون": "صراع الحضارات" هذه الوثيقة ـ وهي في حقـيـقـتـهـــــــــا تمثل مخططاً ـ تحاول فرض مصطلح "النوعGender" بدلاً من كلمة Sex والتي تشير إلـى الـذكــر والأنثى ـ أما النوع فمعناه رفض حقيقة أن الوضع البيولوجي هو المصير لكل فرد، ورفض حقـيـقـة أن اختلاف الذكر والأنثى هو من صنع الله ـ عز وجل ـ وإنما الاختلاف ناتج عن التـنـشـئــة الاجـتـمــاعية والأسرية والبيئة التي يتحكم فيها الرجل. وتتضمن هذه النزعة فرض فكرة حق الإنسان في تغيير هويته الجنسية وأدواره المترتبة عليها، ومن ثَمَّ الاعتراف رسمياً بالشواذ والمخنثـيـن والـمـطالبة بإدراج حقوقهم الانحرافية ضمن حقوق الإنسان ومنها حقهم في الزواج وتكوين أسر والحصول على أطفال بالتبني أو تأجير البطون. وتطالب الوثيقة بحق المرأة والفتاة في التمتع بحـــرية جنسية آمنة مع من تشاء وفي أي سن تشاء وليس بالضرورة في إطار الزواج الشرعي؛ فالمهم هو تقديم المشورة والنصيحة لتكون هذه العلاقات (الآثمة) مأمونة العواقب سواء من ناحية الإنجاب أو من ناحية الإصابة بمرض الإيدز.
وتطالب "وثـيـقـــة بكين" الحكومات بإعطاء الأولوية لتعزيز تمتع المرأة والرجل ـ بالكامل وعلى قدم المساواة ـ بجـمـيــــع حقوق الإنسان والحريات بدون أي نوع من التميز وحماية ذلك، ويدخل ضمن هذه الحقوق والحـــرياتِ: الحريــاتُ الجنسية بتنويعاتهــا المختلفــة والتحكـم في الحمــل والإجـهــــــاض وكـل ما يخالف الشرائع السماوية، وتطالب الوثيقة الحكومات بالاهتمام بتلبية الحاجـــات التثقيفية والخدمية للمراهقين ليتمكنوا من معالجة الجانب الجنسي في حياتهم معالجة إيجــابية ومسؤولة، وتطالب بحق المراهقات الحوامل في مواصلة التعليم دون إدانة لهذا الحمل السِّفَاح.
ولا تتحدث "وثيقة بكين" عن الزواج من حـيــــث إنه رباط شرعي يجمع الرجل والمرأة في إطار اجتماعي هو الأسرة؛ وإنما ترى أن الزواج الـمـبـكر يعوق المرأة، ومن ثَمَّ فهي تطالب برفع سن الزواج وتحريم الزواج المبكر. ولا ترد كلمة "الــــوالدين" إلا مصحوبة بعبارة "أو كل من تقع عليه مسؤولية الأطفال مسؤولية قانونية" في إشــــــارة إلى مختلف أنواع الأسر المثلية، ولا تستخدم الوثيقة عبارة الزوج وإنما الشريك أو الزميل.
وتخاطب وثيقة بكين المرأة الفرد وليست المرأة التي هي نواة الأســــرة، ولذا فالمرأة العاملة هي المرأة المعتبرة؛ أمَّا المرأة العاملة داخل البيت ـ ربة الأسرة ـ فـيُـنـظــــر إليها باعتبارها متخلفة وخارج السياق الدولي الجديد؛ لأنها لا تمارس عملاً بمقابل، ولأنها ربطت نفسها بالزوج والأولاد والأسرة، ولذا فعبارة: "الأمومة" وردت حوالي ست مرات؛ بينما كلمة: "جندر" جاءت ستين مرة وجاءت كلمة "جنس" في مواضع كثيرة. إن وثـيـقــــة بكين التي أصبحت "مقررات بكين" ووقعت عليها 180 دولة هي أساس المرجعية الكونـيــــة البديلة والتي أشارت بوضوح إلى أن الدين يقف عائقاً أمام تحقيق هذه المقررات، ولذا ناشـــــدت المقرراتُ المؤسساتِ الدينيةَ لكي تساعد على تحويل مقررات مؤتمر بكين إلى واقع ـ أي أن تصبح المؤسسات الدينية أحد أدوات المرجعية الكونية الجديدة التي يتبناها النظام العالمي ويسعى لفرضها على العالم. وهنا لا بد من تأمُّل دور بعض المؤسسات الدينية الإسلامية في الموافقة على تمرير المطالب التي تفرضها الأجندة الدولية مثل حق الزوجة في السفر بدون إذن الـزوج وكــــذا الأولاد القُصَّر بمــــا في ذلك البنات. والمثير أن تستخدم الوثيقة كلمة (المساواة) للتعبير عن إزالة الاختلافات بين الرجل والمرأة، وتستخدم (التنمية) للتعبير عن الحرية الجنسية والانفلات الأخلاقي، وتستخدم كلمة (السلـم) لمطالبة الحكومات بخفض نفقاتها العسكرية وتحويل الإنفاق إلى خـطــــط التـخــريب والتدمير للأيديولوجية النسوية الجديدة؛ حيث تلزم مقررات بكين الحكومات المحلية بتـنـفـيــذ الأهداف الاستراتيجية للنظام العالمي الجديد فيما يتصل بإقرار الأيديولوجية النسوية الجـديــدة، وذلك بمساعدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
هذه هي المفردات الجديدة والمقررات التي يسعى النظام العالمي الجديد لفرضها أيديولوجية كــونية على العالم. وبالطبع فإنه يستهدف من وراء ذلك ضرب مواطن القوة في الحضارات المختلفة معه.
وبالــنـسـبـــة للـحـضـارة الإسلامية فلا يزال الدين الإسلامي يمثل مرجعية للناس ونظاماً لحياتهم خاصة في مسائــل الأسرة والأحوال الشخصية وفي مسائل الفكر والثقافة والاعتقاد وهو ما يزعج الأمم الـمـتـحــــدة والغرب؛ إذ إن المسلمين يمثلون ملياراً وربع مليار نسمة، والعالم الإسلامي بإمكاناته وثرواته وأهله يهدد النظام العالمي الجديد بفقدان سيطرته عليه ما بقي الإسلام حاكماً للـجـــوانــب الاجتماعية والثقافية وللهوية، ولذا لا بد من تسديد الضرب إلى الصميم للقضاء على الهوية الإسلامية وعلى النظم الاجتماعية التي أثبتت أنها القلعة التي حمت العالم الإسلامي من السقوط والانهيار، ولذا فإن الصراع مع الغرب انتقل من السياسي والاقتصادي إلى الديني والثقافي والاجتماعي المتصل بالهوية والوجود؛ وهو ما يتطلب وعياً جديداً وأدوات جديدة؛ كما يتطلب يقظة ومقاومة.

الباب الخامس:
الرؤية الاسلامية
1 - الإعلان الإسلامي لدور المرأة في تنمية المجتمع المسلم
2 - التربية الجنسية فى القران الكريم والسنه النبوية الشريفة .
3 - الوقاية من مرض الايدزمن منظور اسلامى.
4 – تمكين المرأة.
5 – توصيات هامة.
6 – المراجع .















الإعلان الإسلامي لدور المرأة في تنمية المجتمع المسلم
قرار رقم : 114 (8/12):
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الثانية عشر بالرياض في المملكة العربية السعودية من 25 جمادى الآخرة 1421هـ إلى غرة رجب 1421هـ (23-28 سبتمبر 2000) بعد اطلاعه على توصيات ندوة الخبراء حول دور المرأة في تنمية المجتمع الإسلامي التي عقدت بطهران بالجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة من 17-19 من ذي القعدة 1415هـ الموافق 17-19 أبريل 1995 بموجب القرار رقم 10/7 – ث (ق.أ) الصادر عن مؤتمر القمة الإسلامي السابع ، والتي تم تعديلها من قبل شعبة الفتوى في دورتي المجمع التاسعة والعاشرة .
وتأكيداً للقيم التي أحاط الإسلام المرأة بها، وناقضتها مؤتمرات المرأة العالمية وبخاصة مؤتمري القاهرة وبكين ، وما تلاهما، وفي ضوء ما صدر من بيانات إسلامية لمواجهة تلك الحملات المنكرة ، قرر ما يلي :
أولاً: إن من أهداف الإسلام بناء مجتمع يكون فيه لكل من الرجل والمرأة دور متكامل في عملية البناء والتنمية ، وقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها كاملة على أساس ينسجم مع شخصيتها ، وقدراتها وكفايتها ، وتطلعاتها ودورها الرئيس في الحياة .
وفي التصور الإسلامي يشكل المجتمع وحدة متكاملة يتم فيها التعامل مع الرجل والمرأة بصورة شاملة ، ويؤكد القرآن الكريم ، والسنة النبوية على وحدة الأمة الإسلامية بعناصرها الحيوية ، فلكل من المرأة والرجل شخصيته ، ومكانته في المجتمع الإسلامي .
ثانياً: الأسرة المبنية على الزواج الشرعي حجر الزاوية في البناء الاجتماعي السليم ، ولذا فالإسلام يرفض أية صورة مزعومة أخرى للأسرة ، وأية علاقة بديلة خارج هذا الإطار الشرعي ، وللمرأة بمقتضى أمومتها وخصائصها الدور الأساس في استقرار ورفاه هذا البناء العائلي .
ثالثاً: إن الأمومة هي إحدى وظائف المرأة الطبيعية في حياتها ، ولن تستطيع أداء هذه الرسالة النبيلة على أحسن وجه وتكوين الأجيال القادمة إلا إذا حصلت على جميع حقوقها الإسلامية لتقوم بمهمتها في مجالات الحياة الخاصة بها .
رابعاً: المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانية ، كما أن للمرأة من الحقوق وعليها من الواجبات ما يلائم فطرتها وقدراتها وتكوينها ، وبينما يتمتع كل من الرجل والمرأة بصفات طبيعية متفاوتة فهما متكاملان في المسئوليات المنوطة بكل منهما في الشريعة الإسلامية .
خامساً: الدعوة إلى احترام المرأة في جميع المجالات ، ورفض العنف الذي ما زالت تعاني منه في بعض البيئات ، ومنه العنف المنزلي ، والاستغلال الجنسي ، والتصوير الإباحي ، والدعارة ، والاتجار بالمرأة ، والمضايقات الجنسية مما هو ملاحظ في كثير من المجتمعات التي تمتهن المرأة ، وكرامتها ، وتتنكر لحقوقها الشرعية ، وهي أمور منكرة دخيلة لا علاقة للإسلام بها .
سادساً: قيام الوسائل الإعلامية بتعزيز الدور الإيجابي للمرأة ورفض جميع أشكال استغلال المرأة في وسائل الإعلام والإعلان ، والدعاية المسيئة للقيم والفضائل مما يشكل تحقيراً لشخصيتها وامتهاناً لكرامتها .
سابعاً: ينبغي بذل جميع الجهود لتخفيف آلام النساء والمجموعات الضعيفة وبصفة خاصة النساء المسلمات اللائي ما زلن ضحايا النزاعات المسلحة والاحتلال الأجنبي والفقر وضحايا الضغوط الاقتصادية الأجنبية .
ثامناً: إن التنمية الشاملة المتواصلة لا يمكن تحقيقها إلا على أساس من القيم الدينية والأخلاقية ، وهذا يقتضي رفض محاولات فرض مفاهيم ثقافية واجتماعية دخيلة وإدانة الهجمات المتواصلة من بعض الجهات ضد المفاهيم والأحكام الإسلامية المتعلقة بالمرأة .
تاسعاً: الإنكار الشديد لأساليب بعض الحكومات في منع المرأة المسلمة من الالتزام بدينها وإقامة شعائره وما افترضه الله عليها كالحشمة والحجاب .
عاشراً: العمل على جعل مؤسسات التعليم النسوي بجميع مراحله منفصلاً عن تعليم الذكور وفاءً بحقوق المرأة المشروعة وقياماً بمقتضيات الشريعة .
حادي عشر: إن الشريعة الإسلامية في مصادرها الأساسية هي المرجع الوحيد لتفسير أو توضيح أي مادة من مواد هذا الإعلان .
والله سبحانه وتعالى أعلم .

الضوابط الشرعية والتربية الجنسية
المستمدة من القرآن والسنة:
يجدر بنا بداية أن نوضح مفهومين رئيسين: الأول "الإعلام الجنسي" والثاني "التربية الجنسية". الإعلام الجنسي هو إكساب الشخص (الطفل هنا) معلومات معينة عن موضوع الجنس، أما التربية الجنسية فهي أشمل وأعم، حيث تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الشخص من هذا الموضوع في المستقبل.
الثقافة الجنسية؟:
تقوم المدارس وبعض الجمعيات في أمريكا بإعداد برامج لتوعية الأطفال والمراهقين بالممارسات الجنسية وكيفية تجنب الآثار غير المرغوب فيها في حالة الممارسات غير الشرعية كالحمل ؟! وهي تقوم أساسًا على مبدأ حق الطفل في التعرف على جسده ، وكيفية إشباع رغباته من جميع النواحي ، وهذا هو التعريف الرسمي لها من منبعها الأصلي في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن المواضيع التي تحتوي عليها هذه البرامج : المعاشرة بين الجنسين ، العادة السرية ، الإجهاض ، كيفية ممارسة الجنس دون خطر الحمل ، مساعدة المراهق على تحديد اتجاهه الجنسي ، أي تحديد أي الجنسين يفضل أن يعاشر ، العادة السرية كوسيلة للإشباع الجنسي بعد البلوغ ، العلاقات الشاذة كبديل مُرضٍ للعلاقات العادية ، وهذه المواضيع مدرجة في برامج الثقافة الجنسية المطروحة للتدريس في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية .
أما من سن 15 - 18 فيضاف لهم المواضيع التالية:
من حق النساء أن يقررن إجراء الإجهاض ، من حق الناس احترام تعاليم دينهم وتقاليدهم ، ولكن هذا لا علاقة له بحقوق المرء الشخصية ، عدم وجود دليل على أن الصور الفاضحة تسبب أي إثارة جنسية ، خدمة التواصل مع الشريك الجنسي بشأن الاحتياطات اللازمة لكليهما ، تعليم المراهقين كيفية الحوار حول هذه العلاقات والحدود التي يجب التوقف عندها .
الآباء الأمريكيون يرفضون هذه الجمعيات ويسمونها "بالوحش" الذى يتخفى تحت مسميات علمية للتحكم في السلوك الاجتماعي للناس عن طريق الأطفال ، ويقول الآباء : إن الغرض المعلن لهذه الجمعيات هو تخفيف حالات الحمل عند المراهقات تحت شعار الإنسانية ، وتأخير الممارسة الجنسية لحمايتهن من الإجهاض ، أما الغرض الخفي فهو إعطاء الأطفال تعليمًا جنسياً شاملاً طبيعياً وشاذًا، ويقول الآباء : إن من حقهم تعليم أبنائهم أمور الحياة الزوجية من خلال تعاليم الإنجيل ، وليس بهذه السبل الفاضحة ، وقد أدى ضغط الآباء إلى أن أصبحت هذه البرامج فى المدارس مرهونة بمواقف الأبوين
ويرتفع الآن في أمريكا شعار "قل لا للجنس" ولكنه حقيقة لا يعني الإحجام عن الجنس قبل الزواج ، ولكن تقليل نسبة حالات الحمل عند المراهقة بتأخير الممارسة مع أي شخص حتى تلتقي الفتاة بالشخص المناسب ، وذلك لتجنب الإصابة بالأمراض الجنسية أو حدوث الحمل المبكر.
وتحاول الولايات المتحدة إدخال هذا البرنامج في مناهجها الدراسية لتشجيع الشباب على تأخير العلاقات الجنسية الكاملة حتى الزواج إن أمكن ، ومن العناوين المقترح إدخالها فى المنهج :

"قبل الجنس"
استخدام العازل ، هل يقلل أو يمنع الأمراض الجنسية و الايدز ؟؟؟
لمَ يفضل الشخص العلاقات الطبيعية على العلاقات الشاذة ؟
ما الوضع القانوني للشواذ ؟:
حق الآباء في الاطلاع على المناهج المقترحة .
وهذا المشروع من المتوقع أن ينفق عليه 50 مليون دولار لإقناع الشباب بالإحجام عن العلاقات الجنسية حتى الزواج ، وقد خصص له بالفعل 400 مليون دولار كميزانية كلية لتنفيذه بكافة مراحله .
أما عن حمل المراهقات في أمريكا فتقترح هذه البرامج الحلول التالية :
- إعطاء الحبوب للبنات في عيادات المدارس ، تقديم نصائح تتعلق بالصحة الإنجابية ، تغيير القانون حتى لا تضطر الفتاة للحصول على موافقة الأبوين للتغييب عن المدرسة في حالة ذهابها لمراكز الرعاية الخاصة بالصحة الإنجابية ، إعطاء وسائل منع الحمل فى سرية تامة .
وقد رد الآباء فى أمريكا ببث رسالة على شبكة الإنترنت تسجل اعتراضهم على "الوحش" المسمى "بالإنسانية" فهم يقولون : إن هذه البرامج تسحب السلطة من الآباء فى توجيه أولادهم ، ويصرون على الإبقاء على هذا الحق لهم وحدهم ويرفضون الوقوف موقف المتفرج !!
وقد أدرجت هيئة الأمم المتحدة برنامج "الثقافة الجنسية" في برامج الصحة الإنجابية والمطلوب تدريسها في مدارسنا لطلابنا المسلمين والمسيحيين على حد سواء ومهما كان من تغيير الأسماء "ثقافة أسرية" أو "ثقافة زوجية" فالمضمون واحد وهو ما عرضناه من مصدره الأساس وهو برامج الأمم المتحدة الرسمية والتي تنفذه عن طريق المدارس والجمعيات، فهل آن لنا أن ننتبه إلى الهدف الحقيقي وراء هذه البرامج حتى لو تم تعديل بعض محتواها لمناسبة مجتمعاتنا المحافظة ؟.

التربية الجنسية:
يتخوف الآباء والأمهات عادة من أسئلة الأبناء الجنسية والمحرجة، أو حتى يتهربون من شرح الموضوع لهم، إما لأنهم تعرفوا على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع التربية الجنسية"، أو لأنهم يشعرون بأن عملية "التربية الجنسية" والخوض في الموضوع قد يتعرض في آخر المطاف إلى حياة الآباء والأمهات الخاصة، مما يثير لديهم تحفظا.
والأبناء لديهم ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرا طبيعيا عن يقظة عقولهم، وبالتالي ينبغي على المربي ألا تربكه كثرة الأسئلة أو مضمونها، وألا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل على المربين التجاوب مع هذه الحاجة.
ويفضل بدءا من سن العاشرة عند الابن، والثامنة عند البنت، أن يتم شرح التغيرات الهرمونية التي ستطرأ عليهم خلال مرحلة المراهقة، وتقدم هذه التحولات لهما على أنها ترقية ومسؤولية. ويمكن أن يتم الشرح بالشكل التالي:
بالنسبة للفتيات:

يجب على الأم أو المربية أن تؤكد على الناحية الإيجابية من لبدء الحيض، وأن تشرع في تعليم الفتاة الجوانب الشرعية للحيض، وكيف تتعامل معه، وكيفية النظافة الشخصية أثناءه، ثم كيف تتطهر منه، وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية بالنسبة للصلاة والصيام ومسّ المصحف وغير ذلك.. وتتابعها عن كثب، وتجيبها على أسئلتها التي ترد على ذهنها بعد هذا الحوار بدون حرج وبصورة مفتوحة تماما، ولا تتحرج من أي معلومة، لأن الفتاة إذا شعرت أن الأم أو المربية لا تعطيها المعلومة كاملة فإنها ستبحث عنها وتصل إليها من مصدر آخر لا نعلمه، وسيعطيها لها محملة بالأخطاء والعادات السيئة والضارة، فنحن لن نستطيع وقتها أن نعلم ماذا سيقول لها هذا المصدر والذي غالبا ما يكون هو زميلاتها، أو وسائل الإعلام.

بالنسبة للفتى:
من واجب الأب أو المربي أن يعلماه بكافة التغييرات التي سيشهدها جسده، في الفترة المقبلة. ولا بد من إعلامه بأن السائل المنوي قد يقذف في أثناء نومه، وأن القذف الذي ترافقه لذة هو ظاهرة طبيعية، لأنها دلالة على رجولته، ولكن يستتبع ذلك آداب شرعية خاصة بالطهارة والغسل، وإن الميل إلى الجنس الآخر شيء وارد، ولكن الإسلام حدد لنا سبل التلاقي الحلال في إطار الزواج، وشرع لنا الصيام في حالة عدم القدرة على الزواج، لتربية النفس على تحمل الصعاب والتي منها الرغبة في لقاء الجنس الآخر - على أن يكون ذلك بنبرة كلها تفهم - ولا يغفل هنا القائم بالشرح ذكر "المودة والرحمة" التي يرزقها الله للأزواج.
أما بالنسبة لأسئلة الأبناء الجنسية، فلا مانع من الإجابة عليها، ولكن هناك عدة شروط يفضل توفرها في الإجابة:

1 - أن تكون مناسبة لسن وحاجة الابن: فيجب التجاوب مع أسئلة الابن في حينها وعدم تأجيلها لما له من مضرة فقدان الثقة بالسائل، وإضاعة فرصة ذهبية للخوض في الموضوع ، حيث يكون الابن متحمسا ومتقبلا لما يقدم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضى.
2 - متكاملة: بمعنى عدم اقتصار التربية هنا على المعلومات الفسيولوجية والتشريحية، لأن فضول الابن يتعدى ذلك، بل لا بد من إدراج أبعاد أخرى كالبعد الديني، وذلك بشرح الأحاديث الواردة في هذا الصدد، مثل سؤال الصحابة الكرام له صلى الله عليه وسلم: "أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" (رواه مسلم). بمعنى أن لا نغفل بعد اللذة في الحديث، ولكن يربط ذلك بضرورة بقاء هذه اللذة في ضمن إطارها الشرعي (الزواج) حتى يحصل الأجر من الله تعالى.
3 - مستمرة: هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي معلومات تعطى مرة واحدة، دفعة واحدة، وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المربي في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة، مثلا مرة عن طريق كتاب، أو شريط فيديو، أو درس في المسجد، كي تترسخ في ذهنه تدريجيا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله.
4 - في ظل مناخ حواري هادئ: المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية الصحيحة، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم بالمحبة، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله، كفيل في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد "الجنس" والوصول إلى نضج جنسي، متوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحاء، وأحكام ديننا الحنيف.

ثقافة جنسية رصينة:
أولاً: الإسراف في الحياء :
لقد توارثنا تصورًا خاطئًا مؤداه أن خلق الحياء يمنع المسلم من أن يخوض في أي حديث يتصل بأمور الجنس، وتربينا على اجتناب التعرض لأي أمر من هذا القبيل، سواء بالسؤال إذا اشتدت حاجتنا إلى سؤال أم بالجواب إن طلب منا الجواب، أو بالمشاركة في مناقشة هامة وجادة، إن الجنس وكل ما يتعلق به من قريب أو بعيد يظل-في إطار هذا التصور الخاطئ- وراء حجب كثيفة لا يستطيع اختراقها إلا من كان جسورًا إلى درجة الوقاحة أو كان ماجنًا، أو كان من الدهماء الذين حرموا كل صور التهذيب.
أما الأسوياء والمهذبون فشأنهم عندنا عجيب، إذا أثير حديث جاد وبصورة عرضية فيه رائحة الجنس تراهم وقد تضرج وجههم من الخجل، وارتج عليهم في المسلك والقول، وكأنهم وقعوا في مأزق حرج، وربما لاذوا بالفرار بعيدًا، وإذا فرضنا أن تجرأ أحد الكبار (والد أو مدرس) وفتح حديثًا يقصد به تقديم نصيحة في أمر من أمور الجنس فإنك ترى المستمعين قد استقبلوه بامتعاض، وقالوا لأنفسهم: ليته سكت، وربما انصرفوا بعيدا أو حاولوا توجيه الحديث وجهة أخرى، وإذا حوصروا واضطروا للإنصات طلوا على مضض وكأن آذانهم ونفوسهم لا تطيق احتمال سماع مثل هذا الكلام الثقيل!!
وإذا كان لا بد من حديث الجأت إليه ضرورة ملحة فلا بد أن يكون همسًا وبين جدران مغلقة بل محكمة الإغلاق، وكأنهم يأتون أمرًا خبيثًا منكرًا، ينبغي إخفاؤه عن أعين الناس وعن آذانهم، ثم لا بد أن يمهدوا للحديث تمهيدًا طويلاً ثم يلجون في الموضوع على استحياء وفي حرج بالغ، ولا يكادون معه يفصحون عما يريدون إلا بعد عناء شديد ومجاهدة مضنية، وإذا عرضت للشاب أو الشابة مشكلة تتصل بالأمور الجنسية أو الأعضاء الجنسية حار في التماس التصرف الملائم، والجهة التي يمكن أن يقصدها بحثًا عن حل أو علاج، هل يتحدث مع الوالد أو الوالدة أم مع الخادم أو الخادمة، مع المدرس أو المدرسة، أم مع الزميل أو الزميلة، وغالبا ما يكون الحديث مع الخادمة أو الخادم، ومع الزميل أو الزميلة أهون منه مع الوالد أو الوالدة ومع المدرس أو المدرسة، والسبب هو الحاجز الذي أقامه هؤلاء الكبار بينهم وبين أبنائهم وتلاميذهم، أقاموه بصورة غير مباشرة بصمتهم عن كل ما يتعلق بالأمور الجنسية سنوات طوال، وبصدهم للصغار حين يثيرون أسئلتهم الساذجة البريئة في مجال الجنس.
وهذا مما ألقى في روع الأبناء منذ الصغر أن كل ماله صلة بالأمور الجنسية يعتبر عيبًا لا يجوز الخوض فيه، وأمر يحسن من باب الحياء أو الواجب البعد عنه بعد المشرقين وهكذا صار من شأن المهذبين أن يفضلوا الصمت، ويتحملوا آثاره مهما كانت مزعجة مؤلمة، على معاناة الحديث، مع أن الحديث يمكن أن يُسهم في علاج المشكلات، بل قد يكون فيه البلسم لجراح نفسية عميقة، وخلاصة الأمر أن ذلك الحياء المسرف ما هو إلا وضع نفسي نشأ ونما وتمكن منا، حتى ليستعصي علاجه إذا حاولنا العلاج، وذلك نتيجة أوهام وتقاليد بالية ما أنزل الله بها من سلطان لكننا توارثناها جيلاً بعد جيل، وكأنها دين نستمسك به ونلقى الله عليه، وما درينا أننا أسرفنا على أنفسنا، واتبعنا أهواءنا، وخالفنا شرع الله الحكيم، وهدي نبينا الكريم وسيرة أصحابه الأطهار
ثانيا: الحياء السوي على هدي الكتاب والسنة :
نعتقد أن هناك وهمًا كبيرًا قد أحاط بمعنى الحياء نريد مستعينين بالله أن نحاول إزالة هذا الوهم الذي أدى إلى بناء سد منيع هائل بين المسلم وبين معرفة تقاليد دينه في جانب خطير من حياة كل إنسان رجلاً كان أو امرأة، وهذا الجانب يشمل كل ما له صلة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية، حقًا أنه قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة ترفع من شأن الحياء.
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعه فإن الحياء من الإيمان" رواه البخاري ومسلم.
- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت" رواه البخاري ومسلم.
- وعن عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء لا يأتي إلا بخير"، فقال بشير بن كعب: مكتوب في الحكمة، إن من الحياء وقارًا، وإن من الحياء سكينة فقال له عمران: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحيفتك!. رواه البخاري ومسلم.
قال الحافظ ابن حجر : قوله: "والحياء شعبة من الإيمان" الحياء في اللغة تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، وفي الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، لهذا جاء في الحديث الآخر: "الحياء خير كله" ولكن استعماله وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب علم ونية، فهو من الإيمان لهذا، ولكونه باعثًا على فعل الطاعة، وحاجزًا عن فعل المعصية، ولا يقال: رب حياء يمنع عن القول الحق أو فعل الخير، لأن ذلك ليس شرعيًّا".
وقال الحافظ أيضًا: "قال عياض وغيره: إنما جعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزة، لأن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى قصد واكتساب علم، وأما كونه خيرًا كله ولا يأتي إلا بخير فأشكل حمله على العموم، لأنه قد يصد صاحبه عن مواجهة من يرتكب المنكرات ويحمله على الإخلال ببعض الحقوق، والجواب أن المراد بالحياء في هذه الأحاديث ما يكون شرعيًّا، والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس شرعيًّا بل هو عجز ومهانة.
وينبغي أن نتأمل هذا البيان من الحافظ ابن حجر ومن القاضي عياض، وتمييزهما بين الحياء السوي وبين الحياء المريض، أولهما يقول: "ولا يقال رب حياء يمنع عن قول الحق أو فعل الخير، لأن ذلك ليس شرعيًّا" وثانيهما يقول: والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياء شرعيًّا بل هو عجز ومهانة".
ونخلص من هذا الكلام الرصين إلى أن الحياء السوي الذي يجله الإسلام، ويأمر به كل مسلم ومسلمة، هو ذلك الخلق الذي يبعث على اجتناب القبيح من الفعال، وهو غير الحياء الأعوج، والأفضل أن نسميه بالخجل المرضي، حتى يظل لفظ الحياء له جلاله الذي يسبغه عليه الإسلام، ولا يختلط بأوهام خارجة تمامًا عن معناه الشرعي، هذا الخجل المرضي هو الذي يحول بين الفرد رجلاً كان أو امرأة وبين قول الحق في موقف، أو يصرفه عن فعل الخير في موقف آخر، وذلك لأدنى ملابسة عارضة يحيط بها الموقف أو ذاك، كأن يكون هناك حشد كبير أو يكون الفرد حديث عهد بالأشخاص الحضور أو يكون أصغرهم سنًا أو مكانة، أو يكون الحضور من الجنس الآخر بعضهم أو كلهم، أو يكون موضوع قول الحق أو عمل المعروف له علاقة بالجنس الآخر، أو أن يكون الموضوع نفسه له صلة بالثقافة الجنسية أو ما إلى ذلك من ملابسات ضئيلة الشأن في ميزان الحق والواجب. فإذا حدث أي من هذه الملابسات فينبغي أن نسميه ضعفًا عن فعل الواجب، أو جبنًا عن قول الحق، وهكذا نسمي الأشياء بأسمائها، ونميز الحياء الشرعي عن الخجل المرضي، ولننظر الآن كيف صحح أنس رضي الله عنه فهم ابنته للحياء الشرعي:
- فعن ثابت البناني قال: "كنت عند أنس وعنده ابنة له. قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها!! واسوأتاه.. واسوأتاه. قال: هي خير منك، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها". رواه البخاري.
ولدينا في القرآن والسنة نماذج ترسم لنا كيف لا يمنع الحياء من قول الحق أو فعل الخير، وإن كان الحق والمعروف لهما صلة بالأمور الجنسية أو بالجنس الآخر، صحيح أنه يمكن أن يحدث داخل النفس نوع من التوتر يصاحب القول أو الفعل، وهذا أمر محمود، وكثيرًا ما يلازم الحياء السوي.
نموذج من القرآن عن الحياء السوي:
قال تعالى: "فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا" سورة القصص الآية: 25.
فهنا فتاة تخرج للقاء رجل غريب، ومن الطبيعي بل ومن المحمود أن يصيبها قدر من الحياء، لكن أن يبلغ بها الحياء درجة تمنعها من الخروج لهذا اللقاء وتحقيق مصلحة واجبة أو مندوبة فهذا هو المرفوض المذموم.
نماذج من السنة عن الحياء السوي:
- عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض فقال: تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهِّر فتحسن الطهور، ثم يصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شئون رأسها ، ثم تصب عليه الماء ثم تأخذ فرصة مُمَسَّكة فتطهِّر بها، فقالت أسماء: وكيف تُطهِّر بها؟ قال: سبحان الله تطهرين بها، فقالت عائشة -كأنها تخفي ذلك- تتبعين أثر الدم، وسألته عن غسل الجنابة فقال: تأخذ ماء فتطهـِّر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شئون رأسها ثم تفيض عليها الماء.
فقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. رواه البخاري ومسلم وهذه رواية مسلم.
وصدقت عائشة أم المؤمنين إذ تصف نساء الأنصار بالحياء، ذاك الحياء السوي الذي لم يمنعهن من قول الحق وعمل المعروف، وهو هنا في صورة طلب العلم والفقه في الدين.
لكن لا حرج في أن يستجيب المؤمن لما يصيبه من حياء سوي، فلا يواجه الموقف بنفسه، ويلجأ إلى وسيلة أخرى تحقق المصلحة دون مواجهة، وهذا ما يفعله صحابي جليل:
- فعن علي بن أبي طالب قال: "كنت رجلاً مذَّاء فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وفي رواية: لمكان ابنته) فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال: فيه الوضوء. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية عن أبي داود عن علي قال: "كنت رجلاً مذاءً، فجعلت أغتسل حتى تشقق ظهري" وفي رواية لابن حبان: عن المقداد بن الأسود "أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه؟ فإن عندي ابنته، وأنا استحيي أن أسأله. قال المقداد: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه، وليتوضأ وضوءه للصلاة". ورد في فتح الباري: قال ابن دقيق العيد: كثرة المذي هنا ناشئة عن غلبة الشهوة مع صحة الجسد.
وقال الحافظ ابن حجر، في الحديث استعمال الأدب في ترك المواجهة لما يستحيي منه المرء عرفًا، وحسن المعاشرة مع الأصهار، وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها، وقد تقدم استدلال المصنف (أي البخاري) به في كتاب العلم لمن استحيا فأمر غيره بالسؤال، لأن فيه جمعًا بين المصلحتين: استعمال الحياء وعدم التفريط في معرفة الحكم.
ثم إنه أحيانا يلجأ الإنسان صاحب الحياء السوي إلى التخفيف مما يحسه من توتر (أي حياء) وذلك بأن يقدم بين يدي حديثه عن أمر من أمور الجنس -أو يعقب عليه- فيصرح بما يخالجه من حياء وهذه نماذج لهذا السلوك السوي:
- عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأت الماء. فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت: يا رسول الله.. أو تحتلم المرأة؟ قال: نعم. تربت يمينك . فبم يشبهها ولدها؟. رواه البخاري ومسلم.
وقد أورد البخاري هذا الحديث تحت باب "الحياء في العلم" وقال مجاهد: لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر".
عن أبي موسى قال: اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار فقال الأنصار: لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء، وقال المهاجرون: بل إذا خالط فقد وجب الغسل، قال أبو موسى: فأنا أشفيكم من ذلك، فقمت فاستأذنت على عائشة فأُذن لي، فقلت لها : يا أماه أو -يا أم المؤمنين إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك، فقالت: لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلاً عنه أمك التي ولدتك، فإنما أنا أمك، قلت: فما يوجب الغسل؟ قالت: على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل. رواه مسلم.
ولننظر هنا كيف يظن رجل أن طلب العلم من امرأة في أمر من الأمور الجنسية، يعتبر من الرفث ، الذي ينبغي أن ينأى عنه الرجل الحيي، فترد عليه عائشة في صراحة ووضوح، دونما حرج، بأن يدفع ذاك الظن الخاطئ.
على أن هناك مجالين لها علاقة بالأمور الجنسية يفرض الحياء السوي الصمت الكامل فيهما:
المجال الأول: هو مجال أسرار المباشرة الزوجية.
والمجال الثاني: هو مجال العبث واللهو والتندر بأمور تتعلق بالمتعة الجنسية، مما يزيح عنها رداء الصون والعفاف ويعرضها للابتذال، هذا فضلاً عما قد يثيره من الشهوة، لا سيما عند غير المتزوجين

ثالثا: لا حياء في تقديم الثقافة الجنسية المشروعة أو طلبها:
ينبغي أن نكون على ذكر من أن الله سبحانه وتعالى، قد أنزل في كتابة الكريم من أمور الجنس شيئا كثيرًا، وفيه شواهد تطبيقية على أن ذكر الأمور الجنسية في مناسبتها لا يتعارض مع الحياء بوجه من الوجوه، وقد أنزل الله كتابه نورًا لعباده، ويسره لهم ليتلوه جميعا ويتدبره الرجل والمرأة والشاب والشيخ، فقال تعالى: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" (سورة القمر الآية: 40) كما ينبغي أن نكون على ذكر أيضا من أنه ورد في السنة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها". رواه البخاري ومسلم.
ولم يمنع هذا الحياء الجم- بل البالغ أقصى درجات الكمال، لم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يعلم الناس أمور الجنس، ويستمع إلى أسئلتهم وشكاواهم المتعلقة بالجنس في سماحة ويسر، حتى وإن كانت بعض تلك الأسئلة والشكاوي صارخة التعبير.
ونؤكد أنه ينبغي أن تكون لنا القدوة الحسنة في آيات كتاب الله العزيز وفي سنة رسوله الأمين فنتعلم منهما النهج السوي في الحديث عن أمور الجنس نهجًا يتسم بسمو في التعبير -مما يتوافق مع الحياء السوي، كاستعمال الكناية والمجاز، حيث يغنيان عن الحقيقة، والإشارة حيث تغني عن العبارة، والتلميح حيث يغني عن التصريح، والإجمال حيث يغني عن التفصيل، على أن الحياء السوي لا يتعارض مع نوع من التصريح أحيانا، أو مع شيء من التفصيل أحيانا، حتى يكون البيان أكمل بيان.
وسنعرض هنا مجموعة شواهد تبين كيف عالج القرآن الكريم في أدب كثيرًا من القضايا التي لها علاقة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية، فقدم بذلك للمؤمنين والمؤمنات ثقافة جنسية رصينة، ثم نعرض شواهد أخرى تبين كي تأسَّى رسولنا صلى الله عليه وسلم بالقرآن العظيم، وكذلك صحابته الكرام ثم بعده، فعالجوا جميع تلك القضايا في وضوح، وهو على أتم الحياء وأكمله في الوقت نفسه، فبدافع من الحياء كانوا يقفون من الحديث عند قدر الحاجة لا يتجاوزونها، وكانوا يتحرون الجد ويجتنبون الهزل وكانوا يقصدون المصلحة لا المفسدة، رائدهم دائما العفاف والطهر لا المجون ولا الفجور.
إن أعضاء البدن كله تشمله الطهارة والكرامة سواء كانت ضمن الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو الجهاز التناسلي، وكذلك إعمال الإنسان كلها تشمل الطهارة والكرامة، إذا تمت وفق شرع الله، سواء أكانت أعمال التجارة، أو أعمال القتال أو أعمال المباشرة الجنسية، لذا كان من الطبيعي أن تذكر أعضاء التناسل، وأعمال المباشرة الجنسية، وما يؤدي إليها وما ينتج عنها عندما تأتي المناسبة، كما تذكر أعضاء الأكل والشرب أو أعمال القتال عندما يأتي مناسبتها.
وكما أنه لا حرج في ذكر اليدين والفم أو في ذكر الدم والدمع، فلا حرج في ذكر السوأتين والفرج أو في ذكر النطفة والمني، وكما أنه لا حرج في ذكر الجوع والظمأ، أو في ذكر أكل الطعام وشرب الماء، فكذلك لا حرج في ذكر المحيض والطهر وفي ذكر الرفث إلى النساء ومس النساء، ما دامت المناسبة مشروعة، والأسلوب راقيًا، والهدف هو مصلحة المؤمنين والمؤمنات في دينهم ودنياهم.


التدابير الوقائية من الإيدز في الإسلام
إنَّ أمر الوقاية وتدابيرها في الإسلام أمرٌ أصيل، ويندرج تحت قاعدة (سد الـذرائع) التي تقضي بإغلاق جميع السُبُل المؤدية إلى المحرم أو إلى الضرر. كما أنه يندرج تحت قواعد مثل:
ـ "درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح": فكل ما يمكن أن يترتب عليه ضرر يُحجم عنه ويُمنع مع عدم الالتفات إلى المصالح المرجوة من ورائه.
ـ "الدفع أقوى من الرفع"؛ بمعنى أن منع الشيء قبل وقوعه يُعدُّ أقوى في التأثير في التعامل مع ذلك الشيء الضار مما لو انتظرنا أن يقع ثم نحاول بعد ذلك إزالته. هذا بالإضافة إلى كون الدفع ـ عن طريق الوقاية ـ يُعدُّ أسهل وأيسر وأقل تعقيداً من الرفع لآثار الضرر الذي حلَّ، وهذا قد يجُر أضراراً ومفاسد أخرى معه .. وهذا معنى قولهم "الوقاية خيرٌ من العلاج"، ولكن الفقه الإسلامي أسبق في ذلك.
وفيما يلي نخلُص إلى مجموعة من التوصيات التي نرى أنَّ الوقاية من مرض الإيدز لا تتحقق إلا بها، وأنَّ الأخذ بها يُعدُّ واجباً شرعياً بحسبان أنَّ "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" . كما تقول القاعدة الأصولية، وتتمثل هذه التوصيات في الآتي:
(أ) في المقام الأول: على الدولة عبر جميع مؤسساتها مراعاة الآتي:
1. تسهيل الزواج وتشجيعه.
2. محاربة الاختلاط بين الجنسين في جميع المرافق.
3. توقيع أقسى وأقصى العقوبات على من يتعمد نقل المرض للأصحاء.
4. محاربة الفواحش، وسد جميع السُبُل المؤدية إليها، ومعاقبة أصحابها.
5. ضبط إجراءات الزواج وعدم السماح بالتزاوج بين مريض الإيدز مع أحد الأصحاء.
6. القيام برصد دقيق لحالات الحمل والإنجاب ومتابعة حالات الأمهات.
(ب) دعوياً وتربوياً: على الأسر والدُّعاة والتربويين وجميع المؤسسات الرسمية والشعبية مراعاة الآتي:
1. التأكيد على أهمية الدعوة والتربية الإسلامية في تنشئة النشء والمجتمع، وضرورة توجيه الأجيال الجديدة إلى السلوك الملتزم بتعاليم الإسلام، لما في ذلك من وقايتهم من الانحرافات بكل أنواعها، والتي تؤدي في الغالب إلى الأمراض العضوية الفتَّاكة كالإيدز، وما يصاحبه من الأمراض النفسية للمريض وأقاربه.
2. التأكيد على أهمية التوعية الدينية الصحيحة لجميع فئات المجتمع، وخاصةً النشء والشباب.
3. الاهتمام بتقوية الواز ع الديني عبر كل المنابر المتاحة في وسائل الإعلام والمسجد وجمعيات النفع العام العاملة في هذا المجال.
4. ضرورة توضيح الأحكام الشرعية المتعلقة بالممارسات الجنسية المحرَّمة سواء كان ذلك من حيث الممارسة المباشرة أو غيرها، وسواء كان بالمشاركة فيها شخصياً أو المساعدة عليها بأي وجهٍ من وجوه المساعدة: كالترويج والإعلان وغير ذلك.
5. التأكيد على أهمية قيام الدُّعاة بدورٍ أكبر في مخاطبة المعنيين في هذا الجانب من شبابٍ لاهٍ مستهتر يميل إلى المجون والانفلات، وأولياء أمور غير مبالين ولا مدركين لخطورة الإيدز. والمطلوب تكثيف وعظ الجميع بخطورة الإيدز، وحُرمة الزنا، وأنَّ الإيدز نتيجة طبيعية لمقارفة الحرام ـ في أغلب الأحوال ـ وأنَّه عذاب في الدُّنيا قبل الآخرة، ومسئولية ولي الأمر أمام الله تعالى بسبب تقصيره إن كان والداً أو مسئولاً.
(ج) اجتماعياً:
1. التأكيد على أهمية دور الأسرة والعلاقات بين أفرادها في بناء الشخصية الإسلامية السويَّة وغرس الإيمان والقيم في النفوس، ومتابعة الأبناء وملاحظتهم لمعالجة أي انحرافٍ عند بدايته.
2. أهمية الاهتمام بالتوعية والتثقيف الدِّيني للأسرة.
3. أهمية الترابط الأسري وقوة العلاقات بين أفراد الأسرة، حتى لا يلجأ أحد أفرادها إلى معالجة مشكلاته وأزماته بطريقته الخاصة عبر أصدقاء وقرناء السوء.
4. أهمية الالتفات إلى المشكلات والخلافات التي تنشأ داخل الأسرة، والتوعية بالطريقة الشرعية للتعامل معها، وأن تقوم الجمعيات المختصة بدورها في هذا الإطار.
5. التأكيد على دور المؤسسات التعليمية ـ كالمدارس والجامعات ـ وأهمية وجود اتصال مستمر بينها وبين الأسرة لحل المشكلات مبكِّراً بالتعاون فيما بينها.
6. التأكيد على أهمية الرعاية الاجتماعية السليمة في كل المؤسسات، وذلك للتعامل مع المنحرفين أو المبتلين بالممارسات المحرَّمة.
7. أهمية التدريب للمدرسين بهدف المساعدة للاستكشاف المبكِّر لحالات الانحراف، والعلاقات الخاطئة، بل وبداية المرض، إن لم يكن لوقاية هؤلاء فلوقاية غيرهم من الأسوياء.
(د) صحياً:
1. الاهتمام بالتوعية الصحية، وتوضيح المخاطر الصحية للإيدز، مع عرض المعلومات والأرقام والصور التي توضِّح خطورة المرض، وتبيِّن طرق الوقاية منه.
2. أهمية تطبيق الفحص الدوري للجميع وذلك عبر مراكز وجهات موثوقة، وتقنين ذلك والإلزام به في كل المعاملات والمرافق، مع مراعاة التدرُّج المناسب لتطبيق البرنامج.
3. إنشاء جمعيات صحية في المدارس والمؤسسات المختلفة، تضطلع بدور التوعية المناسبة وتقديم المعلومات لمن يطلبها، وتبذل جهدها لوقاية الناس من الإيدز، بالتعاون مع الجهات المختصة.
4. التأكيد والتشديد على تجنُّب أي خطوة أو عملية طبية أو غيرها، قد تؤدي إلى نقل المرض من المصاب إلى غيره، وذلك مثل:
- نقل دم لم يتم التحقق من سلامته، أو مشتقات دم ملوَّثة كالبلازما، أو العامل الذي يساعد على تجلُّط الدم لمرضى الهيموفيليا.
- نقل عضو أو نسيج من جسم شخص مصاب إلى آخر سليم، مثل زرع الكُلى أو قرنية العين أو غيرها من الأعضاء.
- استخدام إبرة لحقن شخصٍ مصاب بالعدوى ثم وخز شخص سليم بنفس الإبرة.
- استخدام أدوات سبق أن اخترقت جلد شخصٍ مصابٍ أو تلوَّثت بدمه أو سوائل جسمه مثل شفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان وأدوات الوشم والوخز بالإبرة وثقب الأذن وكي شعر الوجه للسيدات.
(هـ) عموماً:
1. أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين في مجال الوقاية من الإيدز: وذلك لأنَّ الحكمة ضالَّة المؤمن، أين وجدها فهو أولى الناس بها.
2. ضرورة التنسيق بين الجهات المختلفة داخل الدولة: الصحية، الأمنية، الاجتماعية، الدينية، التربوية والإعلامية، في سبيل وضع وتطبيق البرامج المناسبة للوقائية من الإيدز، وذلك تعاوناً على البر والتقوى، ولأن الإنسان قليلٌ بنفسه، كثيرٌ بإخوانه، ضعيفٌ لوحده، قويٌّ مع المجموعة.
تمكين المرأة Women Empowerment
تعليم المراة :
وكلنا مع تعليم المراة والحرص على تزويدها بكل ما يؤهلها الى خير الدارين.
ومساعدتها فى تحقيق طموحاتها وأبراز مقدراتها والتى قد تفوق مقدرات الشاب الذى فى نفس عمرها و ظروفها , ولكن علينا أن لا ننسى ما لدى هذه الطفلة ,اوالشابة من حاجيات فطرية اساسية خصوصا فى فترة الشباب لها كل الحق لانسانى لتستمتع بها ولكن كيف ؟ ؟ وماهى اولويات حياتها ؟؟ إذن لابد لنا من تحديد هذه الاولويات وتوفير الكيفية الشرعية الصحيحة التى توفر لها متطلباتها الاساسية , وذلك لا يتم الا
ان يعاد بناء استراتيجية تعليم المرأة في بلاد المسلمين على تحقيق الأهداف الأساسية التالية:
أ - تخريج امرأة حسنة التعبد لربها.
ب - تخريج امرأة حسنة التبعل لزوجها.
ج - تخريج امرأة حسنة التربية لأبنائها.
د - تخريج امرأة حسنة الادارة لبيتها.
هـ - تخريج امرأة حسنة الإعمار لمجتمعها – فيما يخصها.
إن الخلل في تعليم المرأة المتمثل في تماثل منهجها التعليمي مع الرجل، بحيث يؤهلها للوظائف التي يؤهل لها الرجل؛ لأنهما أعدا بطريقة واحدة، ونالا دراسة واحدة، هو اعتداء على حقها، وانتقاص لكرامتها. فلقد أثبتت الوقائع المعاصرة, علاقة هذا الخلل بالعنوسة، والطلاق، والإحباطات النفسية، والمشكلات الأسرية.
نعم كلنا نعرف أن للمرأة قدرات فائقة في تحمل المسؤولية و التعليم العالي في كل مستوياته !!! و لها الحق فى العمل المشروع و الخالى من المحرمات و الاهدار بثوابت خروج المراة . ولكن من الذي سيقوم بمسؤولية الحمل و الولادة و إدارة شؤون البيت ؟ما هي أولويات المرأة في الحياة؟؟ هل اذا طالبنا الرجال بالرجوع الى محل المراة فى داخل المنزل وإعطائهم اجازات الوالدية كما ينادون اليوم ,هل يستطيع الرجل حل محل المرأة فى داخل بيتها ؟؟ لنا أن نمكنها و نساعدها في القيام بمهامها الأساسية التي خلقت من اجلها حتى إذا فرغت منها لا مانع بعدها أن تقوم بكافة المهام المتاحة لها حسب الضوابط الشرعية و ليس حسب حريتها الشخصية وحقوقها الإنسانية و حقوقها الجنسية التي تقرها لها ألهه أخرى والعياذ بالله .
وأين نحن من حسن تبعل المرأة لزوجها والذي يعدل أغلب عبادات الرجل؟ وان تكون هي الودود الولود!!
و أين نحن من احتساب اجر الأفراط؟ و شهادة التي تموت متأثرة بوليدها في الولادة او ما بعد الولادة !! وهذا لا يعنى أننا نسعى لموت الأمهات !! كلا والله و لكن إذا حصل فلنحتسب و نسترجع و ليس تقصيرا من و لكن بتقدير من الله سبحانه وتعالى.
عمل المرأة :
إن الإسلام يحث المسلم، ذكراً كان أو أنثى، على العمل، بالمفهوم الشرعي للعمل لا بالمفهوم المغلوط أو المستورد فالرجل عامل في طلب الرزق وبناء المجتمع، كما أن المرأة عاملة في بيتها وفي بناء نواة المجتمع وهى الأسرة.
ولأهمية الأمر، نشير هنا إلى مغالطة شائعة في مفهوم العمل، عند الحديث أو المطالبة بعمل المرأة، حيث يخصص في عمل من سمي في اصطلاح الفقهاء " بالأجير الخاص"، وهو: " العمل مدفوع الأجر"، أو: "تلك الأعمال التي تمارسها المرأة حال كونها أجيرة تحت قوامة شخص لا تربطها به إلا الروابط المادية"". فلا يحتسب من العمل -مثلاً- تلك الأعمال التي تمارسها المرأة في بيتها، من تربية للأبناء، أو حسن تبعل للزوج، أو رعاية لوالدين ونحو ذلك. وغالبا ما توصم المرأة غير الأجيرة بأنها عاطلة، وبأن عدم دخول المرأة "سوق العمل" أجيرة يعتبر تعطيلاً لنصف المجتمع. وهذه مغالطة، انطلت على كثير من الناس مثقفهم وعاميهم إلا من رحم الله. حتى أصبح الخيار, في حس المرأة, هو أن تكون "عاملة" خارج بيتها أو تكون "عاطلة" في بيتها، والصحيح أن الخيار هو إما أن تكون عاملة أجيرة للغير أو تكون عاملة حرة في وظيفتها الأساسية.
إن الخلل في هذا المفهوم يدفع المرأة لتضغط على نفسها، وعلى أسرتها، وعلى مجتمعها؛ لتتحول من كونها عاملة حرة في بيتها، لتكون أجيرة خارج بيتها، مما يؤدي إلى ظلمها، وإلى تقصيرها في حق زوجها وأبنائها وإلى تضييق فرص العمل أمام الرجل، فتزداد البطالة وتتفاقم نتائجها السلبية الأمنية ,الاقتصادية، والأخلاقية، وتقل فرص الزواج، وتزداد العنوسة. ولا يحقق هذا التحول إلا هدفاً خادعاً، وحالاً بئيساً. ولقد أثبتت الأرقام الاقتصادية التفصيلية في أحد تقارير الأمم المتحدة في أوائل الثمانينيات الميلادية – والتي لم تفند حتى الآن- {أن خروج المرأة للعمل أجيرة يكلف مجتمعها 40% من الدخل القومي}. وذلك خلافا لما يُروج له من أن خروجها للعمل أجيرة يدعم الاقتصاد و الناتج المحلي، كما أن التقرير ذاته يقول في فقرة أخرى : { لو أن نساء العالم تلقين أجوراً نظير القيام بالأعمال المنزلية لبلغ ذلك نصف الدخل القومي لكل بلد}.
إن احتساب المرأة عملها أجيرة، في الأعمال الملائمة لها -مما تدعو إليه الحاجة الاجتماعية الحقيقية لا الموهومة، أو تدفع إليه الحاجة الشخصية يعتبر حالة جائزة شرعاً، ما دامت منضبطة بضوابط الشرع، دون التوسع فيها، فوجود الحاجة الاجتماعية أو الشخصية لعمل بعض النساء لا يبرر المطالبة بمزاحمتها للرجل في مجال عمله، أو بإهمالها مجال عملها الأساس.
وفي هذا المقام، نذكر بمسؤولية المجتمع ومؤسسات الدولة في السعي الجاد لإزالة هذه الحاجة، أو تقليلها، أو تخفيف آثارها. فإن من الظلم البين أن تعامل المرأة وظيفيا كالرجل تماماً، في ساعات العمل، أو مناطقه، أو فتراته، أو نوعيته، أو سنوات التقاعد .. ونحو ذلك، دون تقدير لوظيفتها الأساسية في بناء الأسرة السليمة، ولطبيعتها البشرية، كما نؤكد على مسئولية المجتمع والدولة في علاج مشكلة الفقر والذي هو سبب رئيس في معاناة العديد من النساء داخل المجتمع، ودفعهن للعمل غير الملائم لطبيعتهن.
حق المراة فى كمال جسدها : (Bodily Integrity)
هذا من اهم واخطرالمواضيع المطروحة من برامج الصحة الانجابية والجنسية للمرأة والتى تدعو من خلال برامج تمكين المراة الى توعية المراة بضرورة ان تتمسك بحقها فى جسدها وكماله وان تكون هى المسؤلة الوحيدة فى استخدام هذا الجسد كيف شاءت ومتى شاءت و مع من تشاء وتحمى نفسها من سيطرة الرجل على جسدها، واعتقال ذاتها وحريتها كفرد له وعيه وإرادته الخاصة حتى تتمكن من تقرير حقوقها الجنسية و الانجابية وتحديد نسلها وانواع ممارساتها الجنسية وتحديد الشريك على ان تكون بطريقة امنة تحميها من الحمل غير المرغوب فيه و من الامراض المنقولة جنسيا بما فيها مرض الايدز .
ولو طورنا تفكيرنا فى مسألة الشريك، وأدرناها على نحو أكثر ارتباطاً بما يسمونة بالنوع الاجتماعى لجرنا هذا إلى تفسير لبعض العلاقات المثلية، حيث تمثل النموذج الأكثر فجاجة للحرية الفردية، فهى من ناحية رمزية نكوص جسدى واكتفاء وانكفاء على الذات المتمثلة فى النوع الواحد، وتعبير صارخ عن فكرة العزلة، والخوف من الآخر، وذلك بسجن رغبات وطموحات الذات داخل الجسد، أو داخل النوع الواحد، عندئذ لايصبح الجسد نافذة الذات علىالآخر بل يصبح مقبرة لها،والمثلية فى النهاية تجسد خوف الإنسان المعاصر من طبيعة المسؤلية التى تنشأ عن اختياره لمن يشاركه جسده. أذن فلا عجب حين نجد ان المنادون بسلامة وكمال الجسد (Bodily Integrity )هم من المثلين واصحاب العلاقات الشاذة .هل يعنى هذا أن الحرية الفردية تهدد الوجود الإنسانى وتسم العالم بالفوضى والتشوه وانعدام المسؤلية الأخلاقية والاجتماعية والدينية؟
إن صيانة الجسد واحترامه، وإن كانت تعبر عن أصفى درجات الحرية الفردية إلا إنها لاتتم إلا فى سياق مجتمعى فالفرد لايمكنه حماية جسده، وإنما تحميه القوانين والأعراف والضوابط الاجتماعية، ومن ثم فأمر الجسد يخص الشرائع أكثر من أى شئ آخر، وإن بدت هذه الشرائع فى ظاهرها متعارضة مع الحرية الفردية، ولكنها فى جوهرها تضمن حياة الفرد وتحمى جسده.
ونجد أن الأصول الشرعية للإسلام لا تعرف هذه الفصل بين الإنسان وجسده ولاتتجاهل مطالبه وحاجاته، بل الإسلام يراعى ما للجسد من حاجات "إن لبدنك عليك حقاً"، وثمة إشارات عديدة فى القران الكريم توثق العلاقة بين الإنسان وجسده وتطالبه باحترامه، فأعضاء الجسد قد تشهد ضد أو مع صاحبها يوم القيامة، كما أن الإسلام لا يفصل بين النفس والجسم بل يعتبر كل منها مرادفاً للآخر، فالإشارة إلى تحريم قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، تتضمن مجازاً عن تحريم إهلاك الجسد وتمنحه المكانة الرمزية التى نتصور فيها النفس.

التوصيات
إخوتى واخواتى فى الله:
إن التيار الاجتماعي للعولمة يحمل مخاطر كثيرة على الإنسان ، لأنه سيفرض عليه نمطاً من قوانين الحياة تخالف فطرته ، وتخالف ما بعثت به الرسل ، ونزلت به الكتب الإلهية ، وأن قوانين العولمة الاجتماعية التي تصاغ في بعض مؤتمرات هيئة الأم المتحدة تهدف إلى تغيير حياة الأسرة ، من خلال تعميم نماذج فاسدة لتكوين الأسرة . حيث تسعى إلى صياغة قوانين وضعية لفرضها على العالم تتضمن مجموعة من الأمور الخطيرة التي تتعارض مع الشريعة الاسلامية و باقى الرسالات الإلهية والنى تسعى جميعها الى الحد من نسل الامم المسلمة و غيرها فى العالم ... مثل:

1- إباحة الإجهاض إباحة مطلقة .
2- اعتبار الحرية الجنسية حقاً من حقوق المراهقين والأطفال ، ووجوب حمايتها بالقوانين .
3- منح المراهقين الحق في حياة خاصة لا تنتهك من أحد حتى من الوالدين .
4- التأكيد على واجب الحكومات والمؤسسات العامة في حماية حقوق المراهقين والأطفال في استخدام جميع الوسائل التي تعين على حرية الاتصال الجنسي .
5- الدعوة إلى تأخير الزواج ودعوة الحكومات والمؤسسات إلى منع الزواج المبكر بكل الوسائل.
6- قبول قيام علاقات بين الجنسين خارج نطاق الزوجية المشروعة وتسهيلها بوسائل الرعاية الطبية ، ودعوة المجتمعات للتسامح معها .
7 – السعى الى تمكين المراة و حثها على الاهتمام بالعمل خارج بيتها وتحصبل الاجر اكثر من اهتمامها بواجباتها الاساسية فى حياتها و القيام برعاية زوجها و ابنائها .
8- التسوية بين الرجال والنساء في الأحكام كلها .
9 – نشر وسائل منع الحمل فى كل مكان وضمان سهولة الحصول عليها لكل من يحتاجها بدون اى ضوابط او قوانين .
1- توصية خاصة :
إخوتى واخواتى فى الله اوصيكم ونفسى:
1- ضرورة استحضار الإخلاص في كل اعمالنا ؛ إذ إنه من وسائل الدعوة إلى الله عز وجل، وبدون الإخلاص تصبح كل هذه الأعمال هباءاً منثوراً يوم الدين .
2 - الـثـقـة بـنـصر الله والتفاؤل بالخير خاصة في مثل هذا الوقت الذي قلَّ فيه الناصر، وهكذا كان هدي الرسـول صلى الله عليه وسلم عـنـد الفتن تفاؤلاً وحسن ظن بالله وثقة به مع العمل الجاد المستمر.
3 - تعميق قضية الهويـة والانتماء لهذا الدين فى المجتمع وتوضيح مقتضيات ذلك ولوازمه كوجوب المحبة الكاملة لله، والانقياد التام لشرعه فيما وافق هوى العبد وفيما خالفه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به".

وصية لأخواتى النساء:
4 - تجلية رسالة المرأة المسلمة في الحـيـاة والدور المنوط بها في عصرنا في سبيل نهضة الأمة ورقيها واستعادتها لعزتها، والسبل المعينة لها على أداء ذلك.
5 - العناية بالجوانب الإيمانية والعبادية لدى المرأة، وتزويدها بالعلم الشرعي، وبخاصة فيما تحتاج إليه ولا يسعها جهله في مراحل حياتها المختلفة.
6 - رفع مستوى ثقافة المرأة وتحبيبها بالقراءة وتدريبها على ممارسة التثقيف الذاتي والاستفادة من الوسائل التقنية المتاحة في ذلك.
7 - رفع مستوى وعي المرأة وإدراكها لواقعها والـتـغـيـرات الضـخـمة الحاصلة فيه، وما يحاك ضد الأمة عموماً والمرأة خصوصاً من مخططات تهدف إلى إبعادهـا عن دينها، وتهميش دورها في الحياة بشكل يجعلها تعيش في عزلة شعورية عن حاضرها.

وصية لإخوانـي الرجال :
أخى فى الله المراة هى أمك, زوجتك,اختك, عمتك,خالتك وابنتك هل ترضى لها كل ذلك ؟؟
إذن لابد من حمايتها و الغيرة عليها والمحافظة على حقوقها و اعانتها فلا بد من :
1 - تـوعـيـة المجتـمـع بأهمية دور المرأة في نهضة الأمة ورقيها، ومطالبة أفراده بمؤازرتها والتواصي برفــع صور الظلم المختلفة عنها والموجودة في بعض البيئات، وترك اللامبالاة والغفلة والتهميش للـمـرأة الذي يقع فيه بعض الأفراد، إقتداءً بنبينا صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المرأة.
2 - إبانة أهداف العلمانيين والتي من أبرزها:
أ - الـتـشـكـيك بالأصول وإزاحة ثوابت الأمة العقدية وأسسها الفكرية والسلوكية وإحلال حضارة الغرب وقيمه مكانها.
ب - إخراج المرأة عن العبودية لله ـ عز وجل ـ والاستمساك بشرعه، وجعلها مجرد متاع في مسارح الرذيلة وملاهي الخنا ووسائل الإعلان وأوراق الصحف والمجلات وشاشات التلفزة والقنوات الفضائية.
ج - الدعوة إلى التفلت الديني والفوضى الاجتماعية تحت مسمى الحرية والمساواة.
د - إيضاح أن حقيقـــة الحقوق المزعومة التي يطالبون بإعطائها للمرأة حق الإلحاد والزنا والعري والحمل السفاح والشذوذ الجنسي سالكين طريقة التلميع للوسائل والتزوير للحقائق والإظهار للباطل بمظهر أخاذ.

3 - تتبع العلمانيين وكـشـــف تــاريـخـهـم ودراسة إنتاجهم الفكري ورصد أنشطتهم ووزنها بميزان الشرع وإبانة ما فيها مما يتناقض مــــع ثوابت الأمة والسعي إلى زعزعتها لكي يتم فضح القوم وكشف انعزالهم عن قيم الإسلام وحـضــــارته، وارتباطهم خدمة وتربية وفكراً وسلوكاً بجهات خارجية معادية تسعى إلى استئصال هــــوية الأمة وإحلال قيمها مكانها، وذلك من شأنه أن يمكن العلماء والدعاة من نقل الطرف الآخر من مرحلة الهجوم إلى الدفاع.
4 - تـتـبـع مـــداخلهم النفسية وأنشطتهم الجاذبة لكثير من النساء والعمل على الحد منها والتخفيف من آثارها وإيجاد بدائل إسلامية عنها.
6 - بـيـــان حقيقة واقع المرأة في الغرب وكشف ضخامة الأمراض والمشكلات التي تواجهها على كافة الأصعدة ،وفي ذلك أعظم تعرية للعلمانيين والذين يطالبون المرأة في مجتمعاتنا بمحاكاة الـمــرأة الغربية والسير على منوالها إن هي أرادت سلوك طريق التقدم والمضي في دروب الحضارة ـ كما زعموا ـ.

وصية للاباء والامهات:
1 - العمل على توعية الابناء الشباب و المراهقين عن طريق التربية الجنسية الشرعية السليمة والراقية والهادفة التى تدعو الى الاصلاح لا لنشر الفساد و الانحلال , وذلك عن طريق الاسرة و القيادة السليمة فيها من الوالدين على حسب السن و المستوى الفكرى للابناء و المستنبطة من الشرع الحنيف القران الكريم و السنه النبوية الشريفة .والحث على الالتزام والتعفف من غض البصر و حفظ الفرج و صحبة الاخيار و الصراحة والحياء و تدارك المشاكل فى بداياتها .
2- شجيع الزواج المبكر و تحمل المسؤلية .
3- شجيع العمل على التكاثر المنظم و المسؤل و الاهتمام بالرعاية الخاصة بالحوامل و الوالدات من كل النواحى الطبية و النفسية و الغذائية والاجتماعية والتذكير بحرمة حد النسل و بركة التكاثر وصية للعلماء و صانعى القرار فى البلاد:
على الدول والمنظمات الإسلامية بيان موقف الإسلام من القضايا المعروضة ، وخاصة ما يلي :
1- تحديد الشبهات التـي يـثـيـــرونها حول النظام الإسلامي في مجال المرأة مما يتخذونه وسيلة لتشكيك المرأة في دينها وزعزعة عقيدتها، والقيام بتفنيدها والإثبات ـ عقلاً وواقعاً - أن النظام الإسلامي هو الطريق الأمــثــل لـحـمـايـة المرأة من الظلم وصيانة المجتمع من الفساد، وإعطاء كل ذي حق حقه.
2- بيان أن الإجهاض في نظر الشريعة الإسلامية جريمة وأنها تمنعه منعاً باتاً إلا في حالة الخطر على حياة الأم وتحت ضوابط طبية و فقهية رشيدة .
3- بيان أن الإسلام اهتم بالأسرة المستقرة المبنية على الزواج الشرعي وجعل كلاً من الزوجين سكناً للآخر وأن الله جعل بينهما المودة والرحمة لتكون الأسرة المتراحمة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع الإنساني. تثبيت دور الاسرة الشرعية فى المجتمعات بنوعيها النووية و الممتدة و ما فيها من بر و صلة رحم خصوصا للمسنين و العجزة .
4- بيان عناية الإسلام بتربية النشء وجعل مهمة هذه التربية منوطة بالوالدين ثم بالدولة والمجتمع في إطار التعاون بين هذه الجهات في ضوء ما فصلته الشريعة الغراء .
5- بيان عناية الإسلام بأدب السلوك وحماية المجتمع من الفواحش والانحرافات حتى يظل المجتمع نظيفاً طاهراً .
6- رفض البرامج التي تدعو إلى إطلاق التسوية بين الرجال والنساء .
7- وضع مشاريع بديلة لمعالجة ما تثيره الأمم المتحدة في إطار من الشريعة الغراء والأخلاق الحميدة. مثل ما حدث فى مكافحة الختان غير الشرعى (الفرعونى ) و استبداله بالختان الشرعى .
· على المسلم كان رجلا او امراة ان يتحرى الحلال فيما يسمى تنظيم الاسرة ويعمل به ولا يتخذ من فساد المجتمع مبررا لارتكاب الحرام.
· على الدول العربية و الاسلامية ان تحارب مشروع تحديد النسل محاربة جادة و صريحة.
· على الدول العربية و الاسلامية ان تعمل حظرا على يبع وسائل منع الحمل وذلك للحفاظ علىالاخلاق و الصحة العامة و ان تتخذ الاجراءات الوقائية و القانونية المؤدية الى ذلك و الا تسمح باستعمال تلك الوسائل الا فى الحالات العلاجية فقط.
· على الدول الاسلامية و العربية ان تسعى لزيادة عدد سكانها خاصة جمهورية السودان الديمقراطية التى تملك ثروات طبيعية هائلة .
· على الدول العربية و الاسلامية ان تهيب بالاجهزة الاحصائية و تعمل على تطويرها حتى تتمكن من التخطيط السليم فى المجالات الاجتماعية و الاقتصادية .
و هنالك ملاحظة هامة خاصة بتنظيم الاسرة فى مجتمعنا السودانى وهى ان عمل المراة يمثل اهم الدوافع لتنظيم الاسرة وان تحديد النسل يجد رواجا اكبر بين اوساط الاغنياء و المثقفين ,اما الفقراء و بالرغم من معاناتهم المادية فهم لا يلجأون الى تنظيم اسرهم لان الام غالبا غير عامله, وهذا بالطبع مؤثر سالب لانه يؤدى تدريجيا الى قحط العقول المفكرة .
و بما ان الاحساس بحرمة التحديد او حتى الشك فى الحل مازال موجودا عند كثير من المسلمين لجأ العاملون على تحديد النسل الى الخدعة الصحية مستغلين بذلك تردى الاحوال المعيشية و الاقتصادية ليقولوا بان كثرة الانجاب تمثل خطرا كبيرا على صحة الام وهم يعلمون علم اليقين بان الخطر يكمن فى تردى الاحوال الصحية و انتشار الامراض و تعرض الام الحامل لسؤ التغذية و الظروف الاقتصادية القاسية لا فى الانجاب!!!!!!!!


خـــاتمة

هذا غيض من فيض المخاطر الخفية فى ما وراء الجهود الضخمة التي تقودها الامم المتحدة لتنفيذ مخطط الحركة الصهيونية الماسونية التى تضم تحتها حركة النوراين الشيطانية لنشر ثقافاتها و لنشر عقيدتها وتحقيق نظام العالم الجديد وعقيدة العالم الجديد .

تيار عالمى قوى مفروض من القوىالصهيونية الصليبية (البروتستانتية) الطاغية على الدول الفقيرة و النامية خصوصا الدول الإسلامية لابادتها والحد من نسلها و تفكيك أسرتها و تحطيم كيانها,وجر العالم إلى اسفل مستنقعات الرذيلة و الانحلال والفساد بطريق مباشر او غير مباشر ,من حيث يدرى ولا يدرى ...حسب ظنهم و عقائدهم بضرورة تجهيز العالم بهذا الوضع توقعا لخروج المسيح الدجال بين يدى الساعة و نزول سيدنا عيسى المسيح ابن مريم (عليه السلام) لقتال المسيح الدجال وصدق رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- حين حدث عن أحوال الناس قبل خروج المسيح الدجال حيث تكثر الزلازل والهرج والقتل والزنا وتكثر النساء ويقل الرجال وتكتفى النساء بالنساء ويكتفي الرجال بالرجال _ كما فى الاحاديث الصحيحة الواردة عن أشراط الساعة ...
ونعوذ بالله السميع العليم من فتنة القبر وفتنة الغنى وفتنة الفقر وفتنة المسيح الدجال .
أسال الله العظيم أن يجعل كيدهم في نحورهم و يخرجنا من الظالمين آمنين.
آمن.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

المراجع

1- الأمم المتحدة، تشرين الثاني/نوفمبر 2002 - صادرة عن إدارة شؤون الإعلام DPI/2020 - 20m
2 - اليوجينيا – بروفسير أحمد مستجير –سلسلة اقرأ فى بحور العلم – الجزء الثانى - دار المعارف.
3-ا لورقة الفقهية د. فتحية حسن ميرغنى جامعة أم د رمان الإسلامية تأصيل ختان الإناث.
4 – الشيخ محمد الامين الحاج الدليل الاغر على وجوب ختان الاناث – موقع الدين النصيحة
5 - التدابير الوقائية من الإيدز في الإسلام د. إسماعيل محمد حنفي موقع المشكاة الاسلامية.نت .
6 - ختان الاناث بين في الطب و الاسلام بين الافراط و التفريط د. امال احمد البشير ماجستير طب المجتع .
7 – كتاب ختان الاناث رؤية طبية د. ست البنات خالد محمد على.اختصاصى نساء وتوليد.
8- كتاب قضية تحديد النسل فى الشربعة الاسلامية (رسالة ماجستير) لام كلثوم يحيى مصطفى.
9 - نتورك بالعربيّة:الرجال والصحة الانجابية مجلد 19 عدد 1، 1999 (17
10- فتوى ابن بازفى حكم تحديد النسل – موقع الشيخ ابن باز .
11- قراءة من الكتاب:زيف الاعتقاد فى مضار تكاثر العباد تاليف :أ.د. جعفر حسن الشايقى.















مراجع الشبكة العنكبوتية :

http://links.islammemo.cc/org/index13.as11 -
2 - Basic Facts About the United Nations, Sales No. E.95.I.31
7- Panos Institute 1999,Young Lives at risk, briefings no. 35
8 -safe motherhood www.who.int\reproductiveh-ealth8
9 - Mending The Torn Lives, www.unfpd.org
11 -Initiatives in Reproductive Health Policy, 11 - Volume 1, Number 1 January 1996.
12 -http://www.unfpa.org/arabic/about/mission.htm#women1
14- www. China radio international
19-http://www.armageddonbooks.com/30kah.html-
20-http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/adam

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مؤرخ يهودي: الحلم الصهيوني وراء مآسي فلسطين نور الإسلام أخبار منوعة 0 25-04-2013 07:15 PM
نفحُ العطر دليل خدمات تويتر نور الإسلام أخبار منوعة 0 02-05-2012 03:54 PM
الوابل الصيب من الكلم الطيب نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 11-04-2012 04:41 PM
قصة إسلام جو (أحمد دوبسون) ابن وزير الصحة البريطاني نور الإسلام لماذا أسلموا؟؟ 0 14-01-2012 01:45 PM
إدارة مخاطر الصكوك الإسلامية نور الإسلام المكتبة العامة 1 11-01-2012 06:51 PM


الساعة الآن 04:23 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22