صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي فلما أجبت “محمد” قال من اليوم أنت “خيسوس ماريا” الطيبي داخل الكنيسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:57 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, الراهب, الطيبي:, اسمي, تعميدي, رحلة, سألني


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي فلما أجبت “محمد” قال من اليوم أنت “خيسوس ماريا”

رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي 12-620x434.jpg

الطيبي داخل الكنيسة


طنجة انتر- 10 يوليو 2014 ( 11:22 )
رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة الثانية عشرة:

- هل كنت تعي خطورة أن يصبح المسلم نصرانيا رغم حداثة سنك؟
بالتأكيد، فقد كنت أعي أن المسيحية إشراك بالله الواحد، ولولا قسوة الفقر والجوع وبحثي عمن يعطف علي، لما ولجت الكنيسة.
- حدثنا عن تعلم “العهدين الجيد والقديم”، وعن مراحل التعليم الكنسي بصفة عامة؟
في البداية تعلمنا قوانين الكنيسة الأم في الفاتيكان، وهي ستة قوانين، في مقدمتها الطاعة لأوامر الرب وللكنيسة وللرهبان، ثم المشاركة في الأعمال الكنسية والتي تبدأ من 8 سنوات، وخاصة مبدأ الاعتراف، الذي يعد فرضا في الديانة المسيحية، فالعصاة عليهم أن يتوجهوا إلى راهب بينهم وبينه نافذة عليها شباك، ويعترفون له بمعاصيهم، وأنا بدوري كنت أشارك في الاعتراف بعد التعميد..
القانون الثاني هو تناول الخبز المقدس، وهو مزيج بين الطحين والخمر، ويسمى في لغة الكنيسة “العشاء الأخير” أو “المشهد الأخير”، ويعتقد المسيحيون أن آخر طعام للمسيح قبل صلبه كان هو الخبز والخمر، فأوصى بها حوارييه، قبل أن يحدثهم قائلا “أحدكم باعني”.
وفيما بعد تعلمت العهد الجديد، المرتبط بما بعد مجيء عيسى، لكن حفظه صعب جدا، حتى كبار الرهبان لم يكونوا يحفظونه لأنه مكتوب باللاتينية، والمسيحيون ملزمون بحفظ بعض الآيات التي تتم بها الصلاة.. وكان التعبد يتم باللاتينية، التي لا يعرفها إلا الراهب الأكبر الذي يقود الصلوات، عكس دروس القوانين الكنسية وحديث الأحد أو حديث يسوع، فهي دروس تقدم بالإسبانية.. أنا هنا أحكي لك عن فترة بدايات الستينات، لكن بعد 1963 ستقوم الكنائس الأوروبية تباعا باعتماد الصلوات الكنسية باللغات المحلية.
- كيف كان توزيع الصلوات الكنسية؟
كان الصلاة تتم في الصباح فقط، مرة واحدة، وتستمر لنصف ساعة تقريبا، وتبدأ بالخبز المقدس، الذي يجب على الراهب تناوله مروة واحدة ووحيدة في اليوم، ثم تبدأ الصلاة بتراتيل من الكتاب المقدس وأدعية، يتلوها الراهب ونحن نرددها أو نتبعها بأجزاء اخرى أو نؤمن على الدعوات، بعدها يبدأ حديث يسوع، وهو عبارة عن موعظة، قبل أن يبدأ درس حول الأناجيل، فيتلوا الراهب أجزاء منه باللاتينية ثم يترجمها للإسبانية.
- كم المدة التي فصلت بين دخولك الكنيسة وتعميدك؟
سنتان ونصف أو ثلاث سنوات.
- تكلم لنا قليلا عن التعميد؟
التعميد عملية لا بد أن يمر منها كل مسيحي، وبالنسبة لي بدأت بامتحان حول مدى انضباطي ومعرفتي بالقوانين الستة.
- هل تتذكر يوم ومراسيم تعميدك؟
نعم، كان اليوم هو 15 غشت من سنة 1963 أو 1964، لا أتذكر السنة بالتحديد، وقبل التعميد يتم البحث عن أب وأم ليقبلا بالتبني، وأتذكر أنه قبل حفل تعميدي تم توزيع منشورات على شكل دعوات لسكان سبتة، تشير إلى أن شخصا من المسلمين سيتبع دين المسيح.
يوم التعميد غصت الكنيسة بالناس، فحضرت أنا لأتقدم بين يدي الراهب فرانسيسكو، فسألني عن اسمي، فقلت بسذاجة “محمد”، رغم أن الجميع كان يناديني “خيسوس”، فأجابني: منذ اليوم سيصير اسمك “خيسوس ماريا”…
واخارت لي أبا وأما أيضا، هما السيدان “خوسي وإيسابيل ديلا أوليفا”، واللذان سأحمل اسمهما العائلي، وأثناء مراسيم التعميد وقف أبي بالتبني يمينا وأمي يسارا، ثم صب الراهب الماء “المقدس” على رأسي، بعدها أعطاني قليلا من الملح أضعه على لساني، قبل أن يردد “خوسي ماريا.. أعمدك باسم الأب والأم والروح القدس”، ثم رسم علامة الصليب، وبذلك أصبحت مسيحيا رسميا.
- كم ظللت في كنيسة سبتة قبل الانتقال لمدينة لوغرونيو؟
بقيت بها حوالي 4 سنوات، فعندما انتقلت إلى لوغرونيو كنت قد تعديت 17 سنة بقليل.
- ما قصتك مع التجار المغاربة الذين قدموا إلى سبتة؟
إنها من أسوأ اللحظات التي عشتها في حياتي، كان هؤلاء قد قدموا إلى سبتة بغرض التجارة على ما أظن، وكان من عادتي أحيانا ان أخرج للتجول بين شوارع المدينة، وكان خبر اعتناقي المسيحية قد انتشر بسرعة، فلم يكن خبر مثل هذا ليخفى بين مغاربة سبتة، فلما صادفني هؤلاء، شرعوا في شتمي وسبي، وبصق أحدهم علي، وصاروا ينعتونني بالكافر، ثم بدؤوا يرمون علي اللعنات.. وقتها أحسست بألم وخوف كبيرين، وكأنني منبوذ بين أهلي.. لكنني صرت أقول في نفسي “هؤلاء عوض أن يشتموني الآن، كان عليهم إنقاذي من الفقر الذي كنت أغرق فيه”.
- لديك حكاية أخرى مثيرة مع شخص إسباني بمثابة نسخة أخرى لهاته الحكاية؟
نعم، هذا الشخص يدعى “كارلوس غيين” عاش في طنجة مدة طويلة، وكان يستطيع التحدث بالدارجة قليلا.. التقاني وأنا تجول بينما كان في حالة سكر طافح، فاستوقفي وخاطبي بالإسبانية قائلا “أنت تعيش بوجهين.. أنت تستغل ديانتنا”، وكأنه كان يقول لي يستحيل أن تكون متنصرا فعلا.. وفي داخلي كنت واثقا من أنه على صواب، وشعرت بحرقة كلمة الحق، لكن الواقع هو أن الجوع والقسوة هما ما دفعاني لتغيير ديني.. لكني أيضا شعرت أني منبوذ من الجميع، من المغاربة المسلمين الذين أنتسب في الأصل لهم، ومن المسيحيين الإسبان الذين صرت واحدا منهم.
- هل كنت تحس أنك لا تزال مسلما؟
أنا أصر على أنني لم أتنصر إلا خارجيا، أما إيماني بالإسلام ومعتقداته فكان راسخا، وأتذكر أنني عندما انتقلت إلى كنيسة لوغرونيو، وهي أكبر وأهم من كنيسة في سبتة، كنت، بمجرد اقترابي من الكنيسة، أقرأ الفاتحة و”قل هو الله أحد”، قبل أن تطأها قدماي.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, الراهب, الطيبي:, اسمي, تعميدي, رحلة, سألني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 9) الطيبي: اعتداء “مخازني” علي غير حياتي ودفعي للرحيل إلى سبتة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:47 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM
رحلة تيه | (الحلقة 1) الطيبي: اسمي محمد والكنيسة منحتني اسم خيسوس ماريا نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:34 AM


الساعة الآن 12:51 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22