صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة

“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة لأثبت لرَبِّي بأني مسلم الطيبي بلباس الآباء البيض طنجة انتر 12 يوليو

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-2014 ~ 10:59 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


(الحلقة, أقرأ, الطيبي:, القرآن, الكنيسة, خادم, رحلة, وأصلي


“محمد خيسوس”.. رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة لأثبت لرَبِّي بأني مسلم

رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة 14+1-620x340.jpg

الطيبي بلباس الآباء البيض


طنجة انتر 12 يوليو 2014 ( 11:00 )
رحلة تيه | (الحلقة 14) الطيبي: كنت أقرأ القرآن وأصلي سرا داخل الكنيسة 10476992_86058053063

محمد الطيبي (خيسوس ماريا ديلا أوليفا)

محمد الطيبي، أو خيسوس ماريا ديلا أوليفا.. اسمان لشخص واحد قد لا تتكرر قصة حياته الفريدة مع أي شخص آخر، فالطفل الذي ولد في أربعينيات القرن الماضي بإحدى القرى الجبلية بمنطقة العرائش، سيجد نفسه وسط مغامرة تتلوها مغامرات، مؤلمة في أغلب الأحيان، ومضحكة في مناسبات قليلة، أما في مرات أخرى، فيصر صاحبها على تحويل مبكياتها إلى مضحكات..
حياة قاسية قضاها الطيبي منتقلا بين القرى الجبيلة، باحثا عن حنان لم يكد يعرفه يوما بعدما انفصل والداه مبكرا، ليدخل مرحلة توهان عاطفي اقتادته إلى حضن أسرة إسبانية، لتتدخل يوما ما يد “مخزنية” قاسية، ستزيد من الأمر تعقيدا وسترمي به دون أن يدري إلى الكنيسة وعوالم التنصير.. هي رحلة طويلة وغريبة لهذا الشخص وسط عالم المسيحية، والأغرب منها إصراره على أنه كان “راهبا مسلما”.
لكنه ما كاد يخرج من هاته المغامرة حتى دخل في مغامرة لا تقل غموضا، عندما انضم إلى الجيشين الإسباني والمغربي، وبينهما سيقوده حظه الغريب إلى وحشة المعتقل السري ورعب انقلاب الصخيرات، ملتقيا بأسماء لطالما تحدث عنها التاريخ الأمني والعسكري للمغرب، غير جازم في أي خانة تصنف…

الحلقة الرابعة عشرة:

- هل كانت جماعة “الآباء البيض” حكرا على الذكور؟
كانت هناك فتيات يسمين “الأخوات البيض”، وكانت مهمتهن تقتصر على خدمة الرهبان والطلبة، عبر التنظيم والتنظيف والطبخ، وكن لا يختلط بالرجال إلا لماما، أو يوم الأحد عند الصلاة الأسبوعية، وأتذكر أنني كنت “أعاني” من رؤية الراهبات (يضحك)، فقد كانت بعضهن جميلات جدا، وكنت أفتن بهن، وأنا وقتها كنت في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة، والزواج ممنوع على الرهبان… وكنت أكفر عن ذلك عن طريق الاعتراف الذي حدثتك عنه، لدرجة أنا الراهب الذي أعترف له استغرب ذات مرة من تكراري نفس “الخطيئة”، فخاطبني “أليس لديك معاص أخرى غير هاته” وأردف “عليك أن تكبح جماح نفسك”، وهذا الراهب، وكان يدعى “الأب مورينو” تزوج الأن وصار لديه أبناء، ولا زلت على تواصل معه.
- كيف، هل ترك الرهبنة؟
نعم، يبدو أنه لم يعط يطيق الحياة الرهبانية.. وليس وحده الذي فعل ذلك، بل كل الذين درسوا معي حذو حذوه، بل حتى المدرسة نفسها أغلقت أبوابها وصارت مأوى للعجزة، وكأن القرآن الذي كنت أقرأه داخل ذاك المكان “خْرْج فيه” (ضاحكا).
- حدثنا عن قصة القرآن الذي كنت تقرؤه داخل الكنيسة، والصلاة التي كنت تؤديها؟
لقد كنت كلما هممت ببدأ يومي في الفجر، أقرأ الفاتحة والمعوذتين وسورة الإخلاص، ثم أردد عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل”، أتبعها بأدعية علمها لي جدي، ثم أتلوا تحية الصلاة، وفيها شهادة بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وكنت دائما أفكر أنني قد أنام ليلا فلا أستيقظ في اليوم الموالي لأن روحي قد قبضت، وكانت هاته الفكرة ترعبني، فصرت أنتظر إلى حلول الليل، فأدخل الحمام وأتوضأ، ثم أدخل غرفتي وأصلي الصلوات الخمس مجتمعة، من الصبح إلى العشاء، سرا بطبيعة الحال، لم أكن أتقن كل شروط الوضوء والصلاة، لكن كنت مصرا على أن اثبت لربي ثم لنفسي أني مسلم، وكنت أناجي الله قائلا “أنظر يا رب أنا لا أشرك بك”.
لقد كان داخلي حماس لتعاليم الدين الإسلامي داخل الكنيسة أكثر من خارجها، حتى أنني عندما دخلت الجيش المغربي، فيما بعد، كنت قد انقطعت عن الصلاة لفترة معينة، ثم بدأت أتفكر في التناقض الغريب الذي وقعت فيه، فكيف أصر على الصلاة وأنا محاصر بالرهبان وسط الكنيسة، ثم اتركها وقد صرت حرا؟
- كيف استطعت ان تعيش هذا الفصام بين “محمد” المسلم، و”خيسوس” النصراني؟
لقد كان من صفاتي أني لا أستطيع قول “لا”، حتى للأشياء التي لست مقتنعا بها، للظروف التي سبق أن حكيتها لك، وكنت غير قادر على الاقتناع بأشياء كثيرة داخل الكنيسة، لكنني كنت محتاجا للبقاء فيها، فكان سبيلي للحفاظ على قناعاتي العودة للوراء وتذكر الماضي.
كنت دائما أستحظر المعاناة التي واجهتها، من الفقر والقسوة ومحاولة الاغتصاب والضياع والاستغلال، فأصف نفسي بـ”الأعور الذي يعيش ملكا وسط أمة العميان”، بمعنى أني صرت أتوفر على حياة مريحة نسبيا، وإيماني الحقيقي في قلبي، فأنا بذلك أفضل حالا من الكثير من الفتيان في مثل سني وظروفي.. ولو اخترت إظهار إسلامي لعدت لحياة الشقاء.. لقد كان هذا تفكيري وأنا بعد صغير السن، أما الآن فأقول لو عذبت لإجباري على ترك الإسلام ما تركته، مصداقا لقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”.
- كنت لا تستطيع استيعاب “الثالوث المقدس” عند المسيحيين، وذات مرة سألت راهبا عن ذلك، ماذا أجابك؟
أما الثالوث، أو ما يعرف أيضا بمعجزة الروح القدس، فهو معتقد نصراني يقول إن الله يتجسد في نفسه وكلمته الذي هو الابن والروح القدس، وهم ثلاثة أشياء لكنهم أيضا شيء واحد.. وهذا ما لم أتستطع استيعابه قط، ولعب دورا مهما في ثباتي على العقيدة الإسلامية، فكيف أومن بما لا أفهمه؟ فقط كنت أقول “نعم” أومن بالثالوث، لكن لم أكن كذلك في قرارة نفسي.. صحيح أن العديد من تعاليم المسيحية جيدة، مثل تحريم الكذب والسرقة والزنا والحض فعل الخيرات والصدقات، لكن على صخرة الثالوث يتكسر الاقتناع. وعندما سألت الراهب لم يجبني، فقط اكتفى بالقول “هاته معجزة علينا الإيمان بها دون أن نكثر من الأسئلة”، وأضاف “الإيمان بالثالوث هو أساس العقيدة، وبها يعرف المؤمن الصالح الحقيقي”.
- شيء آخر لم تستوعبه، هو دعاء عيسى عند صلبه، هو أيضا لم تفهمه؟
القصة تقول إن يسوع، عندما بلغ منه الألم مبلغه وهو على الصليب، وقبل لحظات من خروج روحه، حسب المعتقد المسيحي، صار يصرخ ويبكي ويردد “إيلي إيلي، لماذا تركني”، وإيلي معناها “إلهي” بالآرمية، وكنت أقول كيف يمكن للرب أن يترك ابنه يتألم هكذا، وكيف يعاتب الابن أباه على تخليه عنه لو كان حقا يتألم لخلاص أتباعه.. فلما سألتأ الرهبان عن ذلك أجابني “إن يسوع كان آنذاك يطهر أتباعه من ذنوبهم إن هم آمنوا به”، لكن هذا لم يكن صلب سؤالي في الحقيقة، بمعنى أنه راوغني وفقط.
هاته الأشياء كانت بالنسبة لي حاسمة، ففعل الخيرات واجتناب الأشياء السيئة ليس دافعا كافيا لاعتناق المسيحية، بل هي أمور موجودة في ديانات أخرى، وأحيانا حتى غير المؤمنين يلتزمون بها.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الحلقة, أقرأ, الطيبي:, القرآن, الكنيسة, خادم, رحلة, وأصلي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة تيه | (الحلقة 12) الطيبي: عند تعميدي سألني الراهب عن اسمي نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:57 AM
رحلة تيه | (الحلقة 11) الطيبي: شعرت بالخوف عند ولوج الكنيسة للمرة الأولى نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:55 AM
رحلة تيه | (الحلقة 4) الطيبي: كان أطفال القرية يشرعون في حفظ القرآن في سن الثالثة نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:39 AM
رحلة تيه | (الحلقة 3) الطيبي: الإسبان كانوا يفقرون الناس بالضرائب نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:37 AM
رحلة تيه | (الحلقة 2) الطيبي: القياد كانوا يعيشون حياة الملوك نور الإسلام أخبار منوعة 0 27-07-2014 10:36 AM


الساعة الآن 10:41 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22