صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > أخبار منوعة

المسلمون في ملاوي وخطر التنصير

المسلمون في ملاوي وخطر التنصير الاثنين - 27 سبتمبر 2021 الاستعمار والتبشير وجهان لعملة واحدة، وهي حقيقة أثبتها تاريخ القارة الأفريقية، فلا يوجد بلد وطأته أقدام المستعمرين إلا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-2021 ~ 06:03 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي المسلمون في ملاوي وخطر التنصير
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


المسلمون في ملاوي وخطر التنصير
الاثنين - 27 سبتمبر 2021

الاستعمار والتبشير وجهان لعملة واحدة، وهي حقيقة أثبتها تاريخ القارة الأفريقية، فلا يوجد بلد وطأته أقدام المستعمرين إلا وتلحق بهم فورًا جنود التبشير، وأحيانًا نجد أن التبشير يمهد للاستعمار أولًا.

وفي جنوب شرق القارة الأفريقية، تقع دولة ملاوي، التي يواجه فيها المسلمون الجهل والفقر والمرض، والأخطر من ذلك هو طوفان التبشير والتنصير الذي يحيط بهم من كل حدب، والذي استطاع أن يحوّل ذلك البلد الإفريقي الحبيس، من دولة إسلامية إلى دولة مسيحية.

ومن أبرز القضايا التي يعاني منها مسلمو ملاوي، هو حظر الحجاب في المدارس، ومنع الطالبات المسلمات من حضور الدروس وهن مرتديات للحجاب، وقد تفاقمت القضية حتى اضطرت الحكومة للسماح بارتداء الحجاب، بعد ضغط شديد من المسلمين هناك.

فما قصة حظر الحجاب في ملاوي؟ وماذا فعلت الحملات التنصيرية في هذه الدولة؟ وما دور المؤسسات الإسلامية هناك؟ هذا وأكثر في التقرير..





حظر الحجاب.. قضية مستمرة!

في الأشهر الماضية تجددت قضية الحجاب الشارع الملاوي، حيث اتخذت حكومة ملاوي خطوات لبدء السماح للطالبات المسلمات بارتداء الحجاب في جميع المؤسسات التعليمية، وكانت قد خلفت هذه القضية الكثير من الخلافات والاشتباكات؛ بسبب إصرار المدارس الحكومية والمسيحية على حظر الحجاب، ومطالبات المواطنين المسلمين للسماح بارتدائه.

وحدثت الكثير من الاشتباكات في الفترة الماضية، كان آخرها في اكتوبر 2020م، حيث أضرم مهاجمون مجهولون النيران في مكتب مدير مدرسة كاثوليكية بعد أن رفض السماح لطالبات مسلمات بحضور الدروس بالحجاب. وهددت الكنائس الأنجليكانية والكاثوليكية بإغلاق مدارسها في المنطقة في أعقاب هذه الهجمات.

واضطُرت بعض المدارس للإغلاق في الدولة ذات الأغلبية المسيحية، ففي فبراير 2020م، ومع استمرار الخلافات والمشاحنات بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة الشرقية، أغلقت مدرسة "مبيري" المملوكة للكاثوليك في ماتشينغا لأكثر من شهر، بعد أن طالب المجتمع المسلم بالسماح للمتعلمات بتغطية رؤوسهن في المدرسة. وتمنع الكنيسة الكاثوليكية المتعلمين من ارتداء الحجاب لأن هذا يشبه الفصل بين المتعلمين الآخرين من الكنائس المختلفة.

وفي عام 2019م، تم تعليق الدراسة في ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة ثانوية نهارية؛ بسبب الخلافات بين الكنيسة الأنجليكانية والمجتمع المسلم الذين يريدون السماح للفتيات المسلمات بارتداء الحجاب أثناء حضور الفصول الدراسية.

وتعليقًا على الأحداث، يقول الصحفي الملاوي بموقع صوت أمريكا، لاميك ماسينا، أنه طالما سُمح بارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، لكن هذه المدارس التي كانت تحظر الحجاب هي مدارس دينية تمولها الحكومة جزئيًا أو كليًا، فيتم دفع رواتب المعلمين من قِبل الحكومة في هذه المدارس.

وأضاف "ماسينا" أن المسألة وصلت إلى نقطة الغليان منذ بضعة أشهر، عندما رفضت المدرسة الممولة من الحكومة الكاثوليكية استقبال الطالبات اللاتي يرتدين الحجاب، مما أجبر الناس في تلك المنطقة المنتشر بها المسلمون، على الاحتجاج بإضرام النار في ممتلكات المدرسة، وتطورت الأحداث إلى إغلاق المدرسة.

وقال "ماسينا" أن وزارة التعليم طلبت من لجنة الشؤون العامة إيجاد حل للمشكلة، ولجنة الشئون العامة هي مجموعة من المنظمات والجماعات الدينية المختلفة في ملاوي، وأوصت اللجنة أنه لا ينبغي إعادة أي طالبة من أي مدرسة بسبب الحجاب، كما يجب عدم إجبار أي طالبة على ارتداء الحجاب في أي مدرسة حصلت على تمويل حكومي.

فـ قضية حظر الحجاب وغيرها من القضايا التي يعاني منها المسلمون في ملاوي، تتركز أسبابها في بقايا الاستعمار وما خلفه وراءه من حملات التنصير والتبشير.



رواسب الاستعمار

انتشر الإسلام بين قبائل ملاوي، في القرن السابع عشر والثامن عشر، من خلال التجار المسلمين القادمين من تنزانيا، الذين استطاعوا عبر أخلاقهم وسماحتهم أن ينشروا الإسلام بين أبناء القبائل.

وهناك من يُرجع بدايات الإسلام في ملاوي إلى التاريخ الذي دخل فيه الإسلام إلى موزمبيق؛ لأن قبيلة "الياو"- وأصلها من موزمبيق- هي التي أدخلت الإسلام إلى ملاوي، وكان ذلك بين عامي 1850م - 1870م؛ عندما أسس تجار العرب من شرق إفريقيا مركزهم التجاري في موزمبيق.

وعندما وصل الأوربيين لاستعمار المنطقة في عام 1859م، أتى معهم المنصِّرون وكان "ليفنجستون" أول منصِّر وصل إلى ملاوي، وتعاقبت البعثات التنصيرية في السنوات التالية، وكان الإسلام منتشرًا بين قبائل الياو والجومبي.

وفي عام 1891م، أعلنت بريطانيا ملاوي كـ محمية بريطانية، وأصبحت "محمية وسط أفريقيا البريطانية"، وبلغ الكفاح السياسي ضد الاحتلال ذروته بانتفاضة 1915م، وعلى الرغم من نجاح الانتفاضة إلا أن كُره الأفارقة للحكم البريطاني استمر، وتشكلت أحزاب لتعبئة الشعب وتحريضه على النضال. وبدأ الاحتلال في استخدام القوة المفرطة ضد المسلمين لا سيما الدعاة العرب، وحصلت مواجهات بين الطرفين قُتل على إثرها الكثير من المسلمين، ولاذ بعضهم بالهروب.

وبعد نضال طويل من الشعب، استَقَلَّت ملاوي عن بريطانيا عام 1966م، وذهب الاحتلال تاركًا خلفه حملات شرسة من جماعات التنصير، التي حوَّلت هذا البلد المسلم إلى بلد ذا أغلبية مسيحية.



من الإسلام إلى المسيحية

عندما جاءت حملات التبشير والتنصير إلى ملاوي في منتصف القرن التاسع عشر، حاولت بذل جهود جبارة من أجل تنصير المسلمين، إلا أن جهودها لم تثمر وفشلت فشلاً ذريعًا؛ رغم الإغراءات المادية الكبيرة التي كانت تقدمها للمسلمين هناك. وبعد 6 سنوات من العمل في ملاوي استطاعت أن تنصِّر فردًا واحدًا، ولم تحقق أي نجاح.

وعندما سقطت ملاوي تحت الاستعمار البريطاني عام 1891م، فرض الاستعمار التنصير عن طريق التعليم، وسيطر المبشرون على غالبية المدارس ومراكز التدريب والمعاهد في مختلف أنحاء ملاوي، وأخذوا يبنون الكنائس ويوزعون الأموال، واستطاعوا عبر تلك الوسائل تحويل ملاوي من بلد يقطنها غالبية مسلمة تصل إلى 70% من عدد السكان، إلى ما يقرب من 30% فقط.

وكان المبشرون لهم مدارس بدءًا من التعليم الابتدائي وحتى المستوى الجامعي، ولهم دور أيتام ومستشفيات ولهم مراكز صحية حتى في القرى، حيث أصبح الشعب المالاوي مطوَّق من كل الجهات.



بين نيران الجهل والتنصير

نتيجة لمعاناة المسلمين من اضطهاد الاستعمار الذي نهب ثروات البلاد، ومن حملات التبشير الضخمة التي احتكرت التعليم والمدارس هناك، عانى المسلمون من الجهل والأمية، وتحول الكثير منهم إلى المسيحية؛ تحت نيران الفقر والجهل وإغراءات المبشرين، كما انتشر زواج المسلمين من مسيحيات وزواج المسلمات من مسيحيين.

وبدأت البعثات التنصيرية والتبشيرية تُحدِث نجاحًا ملموسًا عندما منحتها السلطات الاستعمارية حق الإشراف على التعليم في ملاوي، وتم فرض تعليم الدين المسيحي في جميع المدارس في سنة 1927م، وحُرم معظم المسلمين من التعليم، وكان ذلك بعد سقوط الدولة العثمانية بعامين.

كما قامت بعض المدارس بتغيير سياسة إدارتها لمنع الطلاب المسلمين من الذهاب للمدارس الإسلامية بعد انتهاء اليوم الدراسي الحكومي، وذلك بمد اليوم الدراسي حتى المغرب وحلول الظلام، حتى يحرم أولاد المسلمين من الذهاب لمدرسة المسجد "الكتاتيب".

وأظهرت الإحصاءات في مجال التعليم حديثًا أن من بين خمسة آلاف طالب جامعي، هناك 65 طالبًا مسلمًا من بينهم طالبتان فقط. وقليل من الفتيات المسلمات يُكْمِلْن تعليمهن الابتدائي، ومن بين سبعين ألف مُعَلِم ملاوي هناك سبعمائة مُعلِم مُسلِمٍ، أي بنسبة 1%. ولا يوجد معهد إسلامي عالي في البلاد لتخريج طلاب مسلمين للمناصب الوظيفية، أو لمواصلة دراساتهم خارج البلاد.

وقد كان التعليم باللغة العربية والسواحلية قبل احتلال ملاوي، ثم تحولت لغة التعليم إلى الإنجليزية، أو اللهجات المحلية بحروف لاتينية، وهكذا أخذت التحديات تبرز في مجال التعليم المهني، وأصبحت المدارس التي أنشأها المسلمون في ملاوي بجهد ذاتي، لا تقوى على المنافسة، وأدى انقطاع المسلمين عن التعليم إلى فقرهم وتخلفهم وابتعادهم عن الثقافة الإسلامية.

إلا أن النهضة الإسلامية في ميادين التعليم وبناء المساجد، برزت عندما هاجر إلى ملاوي عدد من العمال المسلمين من باكستان والهند، وأخذوا في تشييد المساجد والمدارس الإسلامية.



المؤسسات الإسلامية.. جهود محمودة

كما ذكرنا؛ فإن مسلمي ملاوي يواجهون مخاطر عديدة تستهدف وجودهم، فالهدف الإستراتيجي لحملات التنصير والتبشير هو القضاء على الوجود الإسلامي في ملاوي، والإمكانات المادية الهائلة تساعد البعثات التبشيرية على تحقيق أهدافها، مستغلة حالة البؤس والفقر والجهل والمرض التي يحيا فيها المسلمون، كما أن قلة الدعوة والكتب والمدارس والمعاهد الإسلامية، أدت إلى انقطاع كثير من مسلمي ملاوي عن دينهم.

وقد تنبه المسلمون في ملاوي إلى الجهود التبشيرية التي تستهدف وجودهم، وتلمَّس العالم العربي والإسلامي بؤس ومعاناة المسلمين هناك، وفي الآونة الأخيرة تصدّت مؤسسات إسلامية لنشر الإسلام في ملاوي، منها وكالة المسلم الإفريقي، ومقرها في أنجولا.

وموّلت الكويت ترجمة القرآن الكريم إلى لغة الشيشيوا، وهي واحدة من اللغات الرسمية في ملاوي. وقامت لجنة مسلمي إفريقيا الكويتية بإنشاء 70 مسجدًا بملحقاتهم، وأصلحت أكثر من 100 مسجد.

ومن أهم المنظمات العاملة "رابطة مسلمي ملاوي"، وهي المنظمة الأم، وقد تأسست عام 1956م، كمظلة رابطة بين المسلمين في ملاوي، فجميع الاتحادات والجمعيات المحلية الإسلامية تعمل تحت إشراف هذه الجمعية.

وهناك منظمات إسلامية إنمائية ودعوية عربية، مثل: الوكالة الإفريقية المسلمة، وهي منظمة دعوية كويتية تعمل في مجال كفالة الأيتام ورعايتهم وبناء المساجد وتوزيع الكتب الإسلامية.

وهناك الندوة العالمية للشباب الإسلامي، التي تعمل في مجال الدعوة والإغاثة وتركِّز على برامج تربية النشء وتحفيظهم القرآن ورعايتهم، كما توزع الكتب الإسلامية باللغة الملاوية، وتعقد المؤتمرات والندوات، كما يعملون في مجال حفر الآبار لتوفير المياه للمسلمين، وكذلك تنظيم دورات لإعداد الأئمة.

هناك جهود قوية تقوم بها بعض الدول العربية والإسلامية لمساعدة المسلمين، ولكن تلك الجهود تحتاج إلى الدعم من أجل الضغط على حكومة ملاوي لتحسين أوضاع المسلمين هناك، إضافة إلى الاهتمام ببناء المساجد والمدارس والمعاهد الإسلامية، وتزويدها بالدعاة والمعلمين والكتب الإسلامية، مع استقبال أبناء مسلمي ملاوي للتعلم في الجامعات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي، مع ضرورة وضع خطة إستراتيجية للدعوة، والتنسيق بين المنظمات العاملة هناك لتكامل الرعاية وتغطية الأهداف المرجوَّة.



روضة علي عبد الغفار

صحفية مهتمة بالشأن الأفريقي



المراجع


1- Lameck Masina, Malawi Moves to Allow Hijabs in All Schools, voanews, 6 June 2021.

https://www.voanews.com/africa/malaw...bs-all-schools



2- Watipaso Mzungu, minister mtambo appeals for patience over hijab infrared tempers, nyasatimes, 18 May 2021.

https://www.nyasatimes.com/minister-...rared-tempers/



3- Yohane Symon, Christians and Muslims clash in Balaka, Times 360 Malawi, 5 November 2019.

https://times.mw/christians-muslims-clash-in-balaka/



4- Olorunwa lawal, Malawi: Arsonists Raze Pry School’s Headteacher Office Over Hijab Row, news central, 28 October 2020.

https://newscentral.africa/2020/10/2...ver-hijab-row/



5- عنف بين مسلمين ومسيحيين في مالاوي بسبب الحجاب، يورو نيوز، 5 نوفمبر 2019.

https://arabic.euronews.com/2019/11/...lim-christians



6- ليلونغوي، رجب جانيك، "حظر الحجاب" يعكّر صفو المدرّسات والطالبات في مالاوي، وكالة الأناضول، 7 مارس 2018.

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%8...%D9%8A/1081961



7- عائشة الدوسري، كيف لجأ الاستعمار للتخلص من اللغة العربية تمهيداً للتنصير، مجلة اللغة العربية، 12 أغسطس 2021.

https://www.arabiclanguageic.org/print_page.php?id=4941



8- ثروت البطاوي، مسلمو ملاوي تحديات مواجهة الفقر والتنصير، موقع قصة إسلام، 12 فبراير 2013.

https://islamstory.com/ar/artical/26...81%D9%82%D8%B1
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سياسة التنصير ...!!! نور الإسلام المقالات 0 13-11-2017 07:28 AM
التنصير في السودان نور الإسلام المقالات 0 30-06-2014 03:05 PM
التنصير في موريتانيا نور الإسلام نصرانيات 0 05-05-2013 06:01 PM
أفغانستان على شفا هوة التنصير مزون الطيب المقالات 0 02-03-2012 07:27 PM
أوكار التنصير نور الإسلام هدي الإسلام 0 22-02-2012 11:28 AM


الساعة الآن 07:34 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22