صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > إسلاميات > هدي الإسلام

هدي الإسلام معلومات ومواضيع إسلامية مفيدة

نسف شبهة الطعن في القرآن الكريم من خلال مخطوطات صنعاء وغيرها

تقديم الدكتور إيجي وينر حفظه الله بسم الله الرحمن الرحيم نزل القرآن على صدر النبي على بضع وعشرين سنة،وقد نزل منجما يؤسس لعقيدة وشريعة الإسلام، ويواكب مراحل بناء الأمة.نزل يجيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-2013 ~ 06:54 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي نسف شبهة الطعن في القرآن الكريم من خلال مخطوطات صنعاء وغيرها
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


تقديم الدكتور إيجي وينر حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

نزل القرآن على صدر النبي على بضع وعشرين سنة،وقد نزل منجما يؤسس لعقيدة وشريعة الإسلام، ويواكب مراحل بناء الأمة.نزل يجيب على أسئلة المسلمين وغيرهم، وكان القرآن يتنزل بأخبار السابقين إعجازا تاريخيا، وتثبيتا لقلوب المؤمنين. وصدق الله العظيم: ﴿ما فرطنا في الكتاب من شيء﴾

ولقد مرَّ جمع وتبويب القرآن بمراحل ثلاث، الأولى في زمن النبي والثانية في عهد أبى بكر والثالثة في زمن عثمان رضي الله عنهما

والجمع في زمن النبي كان تسجيلا للقرآن بالحفظ في الصدور والكتابة على الرقائق والعُسُبِ والألواح.

وفي زمن أبى بكر جُمِع القرآنُ على الأحرف السبع المُطْلَقات وحفظ في مخطوطة ولكن لم ينسخ منها المسلمون شيئا واستمر الناس على حفظهم وما كتبوه في صحائفهم، ولما امتدت الفتوحات إلى ألسنة غير عربية، قام الخليفة عثمان رضي الله عنه بنسخ المصاحف بطريقة تيسر على الناس القراءة والتلاوة،وفرق مالم ينسخ من الأحرف السبع على المصاحف.

لقد كان الصحابة يتلقون القرآن من النبي ، وهم رضي الله عنهم من حفظ هذا القرآن من فم النبي ، وهم من كتب القرآن نقلا مباشرا من فم النبي . والصحابة رضي الله عنهم، هم الذين جمعوا القرآن في زمن الخليفة أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما ... وهم الذين عاشوا الوحي وسمعوه وسجلوه وحفظوه في صدورهم ....وهم الذين جمعوا القرآن في مخطوطة... وهم الذين نسخوه في صحائف ووزعوه على الأمصار.

يقول مرضى القلوب أن عثمان رضي الله عنه أحرق مصاحف ...
ونقول لم يكتب الصحابة بوحي والهام وإنما كانوا يكتبون ويحفظون من مصدر واحد هو فم الصادق المصدوق، وفي الجمع البكري وكذا العثماني كان الحفاظ جم غفير وكان من الممكن أن يملى زيد بن ثابت ويكتب أبى بن كعب رضي الله عنهما، فقد كانا يحفظان القرآن كله ولكن الصحابة اّثروا أن يراجع الناس ما حفظوه ولذلك لم يكونوا يكتبوا الآية إلا إذا جاء بها صحابي ممن سمع من فم الرسول مباشرة وعليه شاهدين ، والدليل القاطع أن المصحف البكري لم تنسخ منه مصاحف بل ترك الناس وما حفظوا.

ومن هنا يستبين أن الصحابة لم يكونوا يكتبون في صحفهم القرآن فحسب بل وبعض الشروح ولأن الصحابة كانوا يجاهدون في الحياة من اجل الرزق، فلم يكن الصحابي ملازما رسول الله كل الوقت وقد لا يسجل آية وقد لا يمحوا آية نسخت.

لم يتم جمع القران في مكاتب وحجرات مغلقه وإنما كان على مرأى ومشهد من آلاف الصحابة والتواطؤ على التحريف من الآلاف لا يجوز عقلا.

وهذا الكتاب ، أوجز فيه أخي" تلميذ أو abcdef_475 " ، فأبدع .
أرجوا الله أن يجزيه خيرا وأن ينفع به .

دكتور / ايجى وينر


المصدر http://www.ebnmaryam.com/vb/t33587.html

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
قديم 24-06-2013 ~ 06:55 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 2
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، الذي أرسل رسوله – للعالمين -
بالهدى ودين الحق ؛ ليرشد الضالين ، وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ، مالهم به من علم ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .
صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .

لا شك أن علم النقد النصي " T extual Criticism " قد وجه عدة ضربات موجعة للمنصرين ، إذ أنه قد أفقدهم مصداقيتهم ، وأكد الحقائق التي ذكرها القرآن الكريم ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بشأن ما حدث في أسفار أهل الكتاب من تحريف وحذف وإضافة .
لذلك توجه الكثير من المستشرقين لتطبيق " علم النقد النصي " على القرآن الكريم ، وفي الحقيقة أن فلح هذا العلم مع معظم نصوص الكتاب المقدس [1] ، فإنه لا جدوى له مع القرآن الكريم .
فقد فات على هؤلاء المستشرقين أن طريقة حفظ ونقل القرآن تختلف مع الكتاب المقدس إختلاف الليل والنهار ، فطريقة نقل القرآن تختلف جذرياً بين القرآن الكريم والكتاب المقدس ، ولنا في ذلك مثل وهو " السند المتصل " الذي نُقل بواسطته القرآن الكريم ، بينما لا تعرف أسفار الكتاب المقدس عنه شيئاً .


فإذا تم نقد لأحد نصوص الكتاب المقدس من خلال مخطوط ما فهذا أمر منطقي ، أما أن يتم نقد للقرآن الكريم من خلال مخطوط فهذا أمر غير منطقي وغير معقول .


إذ أن القرآن لم يعتمد في نلقه على المسطور وإنما على المحفوظ ، عكس الكتاب المقدس .
ولذلك فمعايير وقواعد النقد النصي لا تصلح أن تُطبق على القرآن الكريم .
ولعل أبرز مظاهر هذا هو إكتشاف عدد من المصريين عدد من الأخطاء الناتجة عن الطباعة في بعض المصاحف وتم على إثر ذلك سحب هذه المصاحف من الأسواق .


لذلك فلو ضاعت جميع مصاحف الأرض لن يضيع القرآن الكريم ، بل سنكتفي بإحضار أصغر أطفالنا من غير العرب من حفاظ القرآن الكريم ليقرؤوه علينا بما حفظوه في صدورهم .

لقد ظهرت في هذه الأيام حملة شوعاء تطعن في القرآن الكريم وعصمته من خلال عدد من المخطوطات القرآنية المكتشفة في صنعاء أو من خلال ما يسمى بـ " النقد النصي للقرآن " .
فمنذ وقت ليس ببعيد رأيت أحد مواقع الدعارة الفكرية ومنتديات المراحيض التصيرية – المستترة زوراً تحت مسمى حوار الإديان – تطعن في عصمة نصوص القرآن الكريم وسلامة نقلها من خلال عدد من المخطوطات القرآنية المكتشفة بصنعاء .
وبعدها بقليل حدثني القمص بسيط أبو الخير عن نفس الأمر قائلاً " لو تحدثت في هذا الأمر لصدمتك " [2] .

والناظر لهذه المواضيع وهذه الشبهات لا يوجد سوى رائحة التفاهة التي تفوح منها ، وكُتاب هذه المواضيع يستشعرون هذا بأنفسهم .
فالدعاوى التي قدموها أوهي من بيوت العنكبوت ، فنجد على سبيل المثال إتهام القرآن بالتحريف لإختلاف رسم كلمة " كلما " كما هو موجود في الرسم العثماني وبين " كل ما " كما جاء في أحد المخطوطات ، أو عدم وجود كلمة غيابها يمثل خلل بمعنى الآية وبدونها تصبح لا معنى لها مثل قوله تعالى :

لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( 28 ) المائدة

ففي إحدى المخطوطات لا توجد كلمة " رب " ، فما معنى الآية بدون كلمة رب ؟ وهل بدونها يستقيم المعنى ؟
كل هذه أسئلة بديهية تقال وغياب هذه الكلمة راجع لخطأ بلا محالة من ناسخ المخطوط ، ومثل هذه الأخطاء موجودة عندهم يقرونها ويتعرفون بيها ويصنفونها على أنها أخطاء مقصودة وأخطاء غير مقصودة .

لذلك فلا يمكن أن تكون الحجة في نقل القرآن هي المكتوب دون المحفوظ ، لأن المحفوظ هو العمدة وهو الأساس في نقل القرآن ، وهو الحجة على المكتوب .
حتى أنه بعد نسخ المصاحف على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكتفي بإرسال المصاحف للأمصار ، بل أرسل معهم القراء لعدم كفاية المصاحف وحدها ، ولو كان ذلك كذلك لكان بالأحري الإقتصار على إرسالها للأمصار .

لذلك لن تقوم حجة بأي مكتوب على المحفوظ ، وهذا هو أساس الموضوع الذي فات على المستشرقين والمنصرين لعدم معرفتهم بـ " التواتر " و " السند المتصل " ، وهذا ما أغلفه متناولي الموضوع .

ولذلك فمثل هؤلاء الذين زعموا أنهم مسوا بذلك عصمة القرآن الكريم أو صدموا المسلمين بحديثهم عن مثل تلك الأشياء كمثل الغريب الذي نزل ببلدة لا يعرف طرقها ولا شعبها .
فهم يتحدثون عن القرآن وهو لا يعرفونه ولا يعرفون هن علومه ولا علوم الإسلام الشرعية أي شيء .
و لأن أهل مكة أدرى بشعابها؛ لذلك سنأخد بأيديهم ونعرف ونوضح لهم ما جهلوه ومالا يعرفوه عسى أن يفهموا ويعوا ما يقولون ...

وعلى هذا ستكون خطة هذا البحث :

· الفصل الأول : كيف وصلنا القرآن ، وفيه ثلاثة مباحث :

- في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- الجمع الأول له في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

- الجمع الثاني في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .

· الفصل الثاني : الإعتماد في نقل القرآن على الصدور وليس السطور .

· الفصل الثالث : المخطوطات الصنعائية : القصة ، الإكتشاف ، والشبهات .

· الفصل الرابع : نماذج وتطبيقات على بعض المخطوطات .

والله ولي التوفيق ، والحمد لله في البدء والختام ...

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ( 227 ) الشعراء

طارق أحمدabcdef_475
__________________________________________________

[1] توجد بعد المشاكل النصية قد وقف أمامها علم النقد النصي عاجزاً مثل 1صم 13 : 1 .

[2] والتسجيل عندنا لمن أراد التأكد .

المصدر http://www.ebnmaryam.com/vb/t33587.html

  رد مع اقتباس
قديم 24-06-2013 ~ 06:56 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 3
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الفصل الأول

كيف وصلنا القرآن

وهو على ثلاثة مباحث :

· في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

· الجمع الأول له في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

· الجمع الثاني في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .

في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كان جبريل عليه السلام يأتي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالوحي قارئاً عليه القرآن الكريم ، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لخوفه وحرصه على حفظ القرآن وعدم نسيانه ، فكان يحرك شفتاه الشريفتين مردداً خلف جبريل عليه السلام قيل أن يفرغ منه مخافة ألا يضيع منه شيئاً .
قال بن عباس رضي الله عنه : كان يحرك شفتيه – صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه فقيل له: {لا تحرك به لسانك} يخشى أن ينفلت منه . [1]

حتى طمئنه ربنا جل وعلا بأن القرآن لن يتفلت ولن يضيع منه إذ قال :

لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ( 16 ) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ ( 17 ) القيامة

وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ( 144 ) طه

وفي الحقيقة كان ذلك هو إظهار لطريقة حفظ وتلقى القرآن الكريم في تلك الأمة التي كانت تعتمد على حفظها وذاكرتها في الدرجة الأولى ، فلم تعتمد هذه الأمة على الكتابة والقراءة ، بل كانت للأمية الأغلبية الساحقة ، وكما كان يفعل جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم ، فكان يقرأ عليهم القرآن ويحفظونه منه .
فها هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم بعضاً وسبعين سورة من القرآن الكريم :

والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة . [2]


حتى قبل الهجرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرسل إلى المدينة من كان يقرأ عليهم القرآن ويعلمهم :

عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشغل فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه و سلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن . [3]

حتى حفظ جم غفير من الصحابة القرآن الكريم ، ومما يوصلنا إلى ذلك معرفة عدد قتلى الحفاظ في حادثتين أثنتين هما حادثة بئر معونة ، ويوم اليمامة .
فقد قتل في بئر معونة سبعون من القراء :

عن أنس بن مالك قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان ... [4]

وكذلك يوم اليمامة :

عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن .. [5]

قال القرطبي رحمه الله :

قد قتل يوم اليمامة سبعون من القراء ، وقتل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلمم ببئر معونة مثل هذا العدد .[6]

هذا ، وقد عُرف جمعاً كبيراً من القراء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما ذكرنا – وسنكتفي بذكر القراء المشهورين منهم على سبيل المثال لا الحصر [7]


· أبو بكر الصديق
· عمر بن الخطاب
· عثمان بن عفان
· على بن أبي طالب
· أبي بن كعب
· عبد الله بن مسعود
· زيد بن ثابت
· أبوموسى الأشعري
· أبو الدرادء
· أبو هريرة الدوسي
· ابن عباس
· عبد الله بن السائب
· حذيفة بن اليمان
· معاذ بن جبل
· أبو زيد الأنصارى
· سالم مولى أبي حذيفة
· عبد الله بن عمر
· عقبة بن عامر
· أبو أيوب الأنصارى
· عبادة بن الصامت
· مجمع بن جارية
· فضالة بن عبيد
· مسلمة بن مخلد
· أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري
· عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة

وهكذا إنتقل النص القرآني صدراً من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صحابته ثم إلى التابعين ومن تبعهم حتى يومنا هذا في سلسلة متصلة لم تنفصل في يوم من الأيام حتى يومنا هذا ، وستظل هكذا قائمة إلى يوم الدين بأمر الله تعالى .

ومع هذا ، فقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً للوحي يدونون له ما يتلقاه من جبريل عليه السلام من قرآن على الرقاع والأكتاف والعسب واللخاف والأضلاع والكرانيف وغيرها من الأدوات المتوفرة آنذاك ، وهؤلاء الكتاب هم :

· أبو بكر
· عمر بن الخطاب
· عثمان بن عفان
· على بن أبي طالب
· الزبير بن العوام
· عامر بن فهيرة
· عمرو بن العاص
· أبي بن كعب
· عبد الله بن الأرقم
· ثابت بن قيس بن شماس
· حنظلة بن الربيع الأسيدي
· المغيرة بن شعبة
· عبد الله بن رواحة
· خالد بن الوليد
· خالد بن سعيد بن العاص
· معاوية بن أبي سفيان
· زيد بن ثابت .[8]

وهكذا ، حتى كان القرآن الكريم كاملاً مكتوباً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يكن مجموعاً في مصحف واحد ، بل كان في صدور الحفاظ ومكتوباً على تلك المواد المذكورة آنفاً .

وعلى هذا فالجمع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف الحفظ في الصدور كان عن طريق كتابة الآيات في المواد المتاحة في هذا الوقت ووضعها في مكانها في سورها ولكنها لم تكن مجموعة في مصحف واحد وكان لهذا عدد من الأسباب :

أولها :

أنه لم يوجد من دواعي كتابته في صحف أو مصاحف مثل ما وجد على عهد أبي بكر حتى كتبه في صحف ولا مثل ما وجد على عهد عثمان حتى نسخه في مصاحف فالمسلمون وقتئذ بخير والقراء كثيرون والإسلام لم يستبحر عمرانه بعد والفتنة مأمونة والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة وأدوات الكتابة غير ميسورة وعناية الرسول باستظهار القرآن تفوق الوصف وتوفي على الغاية حتى في طريقة أدائه على حروفه السبعة التي نزل عليها .

وثانيها :

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله من آية أو آيات.

ثالثها :

أن القرآن لم ينزل مرة واحدة بل نزل منجما في مدى عشرين سنة أو أكثر .

رابعها :

أن ترتيب آياته وسوره ليس على ترتيب نزوله فقد علمت أن نزوله كان على حسب الأسباب أما ترتيبه فكان لغير ذلك من الاعتبارات وأنت خبير بأن القرآن لو جمع في صحف أو مصاحف والحال على ما شرحنا لكان عرضة لتغيير الصحف أو المصاحف كلما وقع نسخ أو حدث سبب مع أن الظروف لا تساعد وأدوات الكتابة ليست ميسورة والتعويل كان على الحفظ قبل كل شيء ولكن لما استقر الأمر بختام التنزيل ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمن النسخ وتقرر الترتيب ووجد من الدواعي ما يقتضي نسخه في صحف أو مصاحف وفق الله الخلفاء الراشدين فقاموا بهذا الواجب حفظا للقرآن وحياطة لأصل التشريع الأول مصداقا لقوله سبحانه :
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( 9 ) الحجر

___________________

[1] رواه البخاري في صحيحه 65 : ك : التفسير 75 : 1 : ب : سورة القيامة قوله " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ " ح 4927 ج 3 ص 333 .


[2] رواه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 8 : ب : القراء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ح 5000 ج 3 ص 357 .

ومسلم 44 : ك : فضائل الصحابة 22 : ب : فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله تعالى عنهما ح 4262 ج 7 ص 487 بشرح القاضي عياض .

والنسائي في الكبرى 75 : ك : فضائل القرآن 9 : ذكر قراءة القرآن ح 7997 ج 5 ص 8 .

والبغوي في شرح السنة ج 14 ص 151 .

وأحمد في المسند ج 1 ص 411 ح 3906 .

وقد اخذ باقي القرآن عن أصحابه كما في رواية عاصم عن بدر . فتح الباري ج 9 ص 47 .


[3] رواه أحمد في مسنده ج 5 ص 324 ح 22818 ، وإسناده حسن .


[4] أخرجه مسلم في صحيحه 33 : ك : الإمارة 41 : ب : ثبوت الجنة للشهيد ح 1902 ج 6 ص 325 بشرح القاضي عياض .

[5] أخرجه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 3 : ب : جمع القرآن ح 4986 ج 2 ص 353 .

والترمذي 48 : ك : التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 10 : ب : سورة التوبة ح 3103 ج 5 ص 281 ، وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني .

والنسائي في الكبرى 75 : ك : فضائل القرآن 8 : ب : ذكر كاتب الوحي ح 7995 ج 5 ص 8 .

[6] مناهل العرفان ج 1 ص 205 .

[7] المزيد في معرفة كبار القراء للإمام الذهبي ج 1 ص 102 وما بعدها .

[8] زاد المعاد ج 1 ص 45 .




  رد مع اقتباس
قديم 24-06-2013 ~ 06:56 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 4
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الجمع الأول في عهد الصديق أبي بكر :

في عام احدى عشر من الهجرة قامت معركة ضروس أطلق عليها اسم " اليمامة " استشهد فيها العديد من القراء ، مما دفع الفاروق عمر لمخاطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في جمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يضيع ، وظل أبي بكر الصديق يتردد في الأمر ويراجعه عمر حتى وافق على فكرة الجمع في مصحف واحد ، مع يقين هؤلاء بوعد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه ، فشرع ابي بكر الصديق آخذاً بالأسباب بالقيام بهذه المهمة وكلف زيد بن ثابت بهذه المهمة ، ذلك الشاب القوي الذي لا ينهمك ، الذي توافرت عدة صفات فيه مثل حفظه للقرآن الكريم ، وكان من كتبة الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم ، كما حضر العرضة الأخيرة للقرآن الكريم :

عن عبيد بنالسباقِ، أن زيد بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ قال أرسلإلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بنالخطاب عنده قال أَبو بكر ـ رضى الله عنه ـ إن عمرأتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامةبقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتلبالقراء بالمواطِن، فيذهب كثير من القرآنوإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.‏ قلت لعمركيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليهوسلم قال عمر هذا والله خير.‏ فلم يزل عمريراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت فيذلك الذي رأى عمر.‏ قال زيد قال أبو بكر إنكرجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحىلرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعهفوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كانأثقل على مما أَمرني من جمع القرآن قلت كيفتفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلمقال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعنِيحتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكروعمر ـ رضى الله عنهما ـ فتتبعت القرآن أجمعه منالعسب واللخاف وصدور الرجال حتَّى وجدت آخرسورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهامع أحد غيره " ‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ " حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبِي بكرحتى توفّاه الله ثم عند عمر حياتَه ثم عندحفصة بِنت عمر ـ رضى الله عنه ـ‏ . [1]

وبالفعل قد بدأ العمل وكانت خطته كالآتي :

· أن يأتي كل من تلقى شيء من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيد ومن معه .
· أن لا يقبل من أحد شيء حتى يشهد عليه شهيدان، أي أنه لم يكن يكتفي بمجرد وجدان الشيء مكتوبًا حتى يشهد عليه شهيدان .
· أن يكتب ما يؤتى به في الصحف .
· أن لا يقبل مما يؤتى به إلا ما تحقق فيه الشروط الآتية :
- أن يكون مكتوبا بين يدي النبي ، لا من مجرد الحفظ، مع المبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا الشرط .
- أن يكون مما ثبت عرضه على النبي عام وفاته، أي في العرضة الأخيرة ، وذلك أن ما لم يثبت عرضه في العرضة الأخيرة لم تثبت قرآنيته .
· أن تكتب الآيات في سورها على الترتيب والضبط اللذين تلقاهما المسلمون عن النبي .

مزايا جمع القرآن في عهد أبي بكر :

· أنه جمع القرآن على أدق وجوه البحث والتحري، وأسلم أصول التثبت العلمي .
· حصول إجماع الأمة على قبوله، ورضى جميع المسلمين به .
· بلوغ ما جمع في هذا الجمع حد التواتر، إذ حضره وشهد عليه ما يزيد على عدد التواتر من الصحابة .
· أنه اقتصر في جمع القرآن على ما ثبت قرآنيته من الأحرف السبعة، بثبوت عرضه في العرضة الأخيرة، فكان شاملاً لما بقي من الأحرف السبعة، ولم يكن فيه شيء مما نسخت تلاوته .
· أنه كان مرتب الآيات دون السور .
· حظي هذا الجمع المبارك برضى المسلمين، وحصل عليه إجماع الصحابة ، ولقي منهم العناية الفائقة .

وقد قوبلت لتك الصحف التي جمعها زيد بما يستحق من عناية فائقة ، فحفظها أبو بكر عنده . ثم حفظها عمر بعده . ثم حفظتها أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بعد وفاة أبيها . حتى طلبها منها خليفة المسلمين عثمان رضي الله عنه حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن ثم ردها إليها [2] كما سنرى إن شاء الله .

__________________________________________

[1] تقدم تخريجه .

[2] مناهل العرفان ج 1 ص 214 .

  رد مع اقتباس
قديم 24-06-2013 ~ 06:57 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي
  مشاركة رقم 5
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


الجمع الثاني للقرآن : في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :

لما اتسعت الفتوحات الإسلامية في زمن عثمان واستبحر العمران وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار ونبتت ناشئة جديدة كانت بحاجة إلى دراسة القرآن وطال عهد الناس بالرسول والوحي والتنزيل وكان أهل كل إقليم من أقاليم الإسلام يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود وغيرهم يقرأ بقراءة أبي موسى الأشعري فكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة بطريقة فتحت باب الشقاق والنزاع في قراءة القرآن أشبه بما كان بين الصحابة قبل أن يعلموا أن القرآن نزل على سبعة أحرف بل كان هذا الشقاق أشد لبعد عهد هؤلاء بالنبوة وعدم وجود الرسول بينهم يطمئنون إلى حكمه ويصدرون جميعا عن رأيه واستفحل الداء حتى كفر بعضهم بعضا وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير ولم يقف هذا الطغيان عند حد بل كاد يلفح بناره جميع البلاد الإسلامية حتى الحجاز والمدينة وأصاب الصغار والكبار على سواء و كانت الأمصار النائية أشد اختلافا ونزاعا من المدينة والحجاز وكان الذين يسمعون اختلاف القراءات من تلك الأمصار إذا جمعتهم المجامع أو التقوا على جهاد أعدائهم يعجبون من ذلك وكانوا يمعنون في التعجب والإنكار كلما سمعوا زيادة في اختلاف طرق أداء القرآن وتأدى بهم التعجب إلى الشك والمداجاة ثم إلى التأثيم والملاحاة وتيقظت الفتنة التي كادت تطيح فيها الرؤوس وتسفك الدماء وتقود المسلمين إلى مثل اختلاف اليهود والنصارى في كتابهم أضف إلى ذلك أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن لم تكن معروفة لأهل تلك الأمصار ولم يكن من السهل عليهم أن يعرفوها كلها حتى يتحاكموا إليها فيما يختلفون إنما كان كل صحابي في إقليم يقرئهم بما يعرف فقط من الحروف التي نزل عليها القرآن ولم يكن بين أيديهم مصحف جامع يرجعون إليه فيما شجر بينهم من هذا الخلاف والشقاق البعيد لهذه الأسباب والأحداث رأى عثمان بثاقب رأيه وصادق نظره أن يتدارك الخرق قبل أن يتسع على الراقع وأن يستأصل الداء قبل أن يعز الدواء فجمع أعلام الصحابة وذوي البصر منهم وأجال الرأي بينه وبينهم في علاج هذه الفتنة ووضع حد لذلك الاختلاف وحسم مادة هذا النزاع فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل منها إلى الأمصار وأن يؤمر الناس بإحراق كل ما عداها وألا يعتمدوا سواها وبذلك يرأب الصدع ويجبر الكسر وتعتبر تلك المصاحف العثمانية الرسمية نورهم الهادي في ظلام هذا الإختلاف ومصباحهم الكشاف في ليل تلك الفتنة وحكمهم العدل في ذاك النزاع والمراء وشفاءهم الناجع من مصيبة ذلك الداء :

عن شهاب أن أنس بن مالك حدثهأن حذيفة بن اليمانقدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهلالعراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أميرالمؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارىفأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردهاإليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبيروسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقالعثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء منالقرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحففي المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخواوأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .[1]

تنفيذ قرار الجمع :

شرع عثمان رضي الله عنه في تنفيذ هذا القرار الحكيم ، حول أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين من الهجرة ، فعهد في نسخ المصحاف إلى أربعة من خيرة الصحابة وثقات الحفاظ وهم ، زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام . وهؤلاء الثلاثة الأخيرون من قريش .
وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ، فبعثت إليه بالصحف التي عندها – كما تقدم في الحديث – وهي الصحف التي جمع القرآن عليها في عهد أبي بكر رضي الله عنه ، وأخذت لجنة الأربعة هؤلاء في نسخها ، وجاء في بعض الروايات أن الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا اثنى عشر رجلاً . وما كانوا يكتبون شيئاً إلا بعد أن يعرض على الصحابة ، ويقروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على هذا النحو الذي نجده الآن في المصاحف .[2]

خطة العمل :

· الاعتماد على جمع أبي بكر الصديق ، ويظهر هذا جليًّا في طلب عثمان الصحف التي جمع فيها أبو بكر القرآن من حفصة - رضي الله عنها ، وقد كانت هذه الصحف -كما مر- مستندةً إلى الأصل المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .
· أن يتعاهد لجنة الجمع ويشرف عليها خليفة المسلمين بنفسه:
فعن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار ، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت ، قال: فبعثوا إلى الربــعة التي في بيت عمر، فجيء بها ، قال: وكان عثمان يتعاهدهم .[3]

· أن يأتي كل من عنده شيء من القرآن سمعه من الرسول بما عنده، وأن يشترك الجميع في علم ما جمع، فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده شيء منه ، ولا يرتاب أحد فيما يودع المصحف، ولا يشك في أنه جمع عن ملأ منهم .
· الاقتصار عند الاختلاف على لغة قريش .
· أن يمنع كتابة ما نسخت تلاوته ، وما لم يكن في العرضة الأخيرة ، وما كانت روايته آحادًا ، وما لم تعلم قرآنيته، أو ما ليس بقرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة، شرحًا لمعنى، أو بيانا لناسخ أو منسوخٍ، أو نحو ذلك .
· أن يشتمل الجمع على الأحرف التي نزل بها القرآن، والتي ثبت عرضها في العرضة الأخيرة .
· بعد الفراغ من كتابة المصحف الإمام يراجعه زيد بن ثابت ، ثم يراجعه عثمان بنفسه .

مزايا هذا الجمع :

· مشاركة جميع من شهد الجمع من الصحابة فيه، وإشراف الخليفة عليه بنفسه .
· بلوغ من شهد هذا الجمع وأقره عدد التواتر .
· الاقتصار على ما ثبت بالتواتر، دون ما كانت روايته آحادًا .
· إهمال ما نسخت تلاوته، وما لم يستقر في العرضة الأخيرة .
· ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن، بخلاف صحف أبي بكر ، فقد كانت مرتبة الآيات دون السور .
· كتابة عدد من المصاحف يجمع وجوه القراءات المختلفة التي نزل بِها القرآن الكريم .
· تجريد هذه المصاحف من كل ما ليس من القرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة من تفسير للفظ، أو بيان لناسخ أو منسوخ، أو نحو ذلك .
· ولقد حظي الجمع العثماني برضى من شهده من أصحاب النبي والتابعين، وقطع الله به دابر الفتنة التي كادت تشتعل في بلاد المسلمين، إذ جمعهم على ما ثبتت قرآنيته، فانتهى بذلك ما كان حاصلاً من الاختلاف بين المسلمين .

ولما كان الاعتماد في نقل القرآن ولا يزال على التلقي من صدور الرجال ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اختار عثمان حفاظا يثق بهم وأنفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولا ثواني مبالغة في الأمر وتوثيقا للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب روي أن عثمان رضي الله عنه أمر زيد بن ثابت أن يقرىء بالمدني وبعث عبد الله بن السائب مع المكي والمغيرة بن شهاب مع الشامي وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي وعامر بن عبد القيس مع البصري ثم نقل التابعون عن الصحابة فقرأ أهل كل مصر بما في مصحفهم تلقيا عن الصحابة الذين تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم فقاموا في ذلك مقام الصحابة الذين تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم ثم تفرغ قوم للقراءة والأخذ والضبط حتى صاروا في هذا الباب أئمة يرحل إليهم ويؤخذ عنهم وأجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم واعتماد روايتهم ومن هنا نسبت القراءة إليهم وأجمعت الأمة وهي معصومة من الخطأ في إجماعها على ما في هذه المصاحف وعلى ترك كل ما خالفها من زيادة ونقص وإبدال لأنه لم يثبت عندهم ثبوتا متواترا أنه من القرآن . [4]

عدد المصاحف العثمانية :

اختلفوا في عدد المصاحف التي استنسخها عثمان رضي الله عنه ، فصوب ابن عاشر أنها ستة : المكي ، والشامي ، والبصري ، والكوفي ، والمدني العام الذي سيره عثمان رضي الله عنه من محل نسخه إلى مقره ، والمدني الخاص به الذي حبسه لنفسه وخو المسمى بالإمام .
وقال صاحب زاد القراء : لما جمع عثمان القرآن في مصحف سماه الإمام ونسخ منه مصاحف فأنفذ منها مصحفاً غلى مكة ، ومصحفاً إلى الكوفة ، ومصحفاً إلى البصرة ، ومصحفاً إلى الشام ، وحبس مصحفاً بالمدينة ، وهذا القول كسابقه في أنها ستة ، وذهب السيوطي وابن حجر إلى أنها خمسة . ولعلهما أراد بالخمسة ما عدا المصحف الإمام فيكون الخلاف لفظياً بينه وبين سابقيه .
وقيل : إنها ثمانية متفق عليها ، وهي : الكوفي ، والبصري ، والشامي ، والمدني العام ، والمدني الخاص ، وثلاثة مختلف فيها وهي المكي ، ومصحف البحرين ، ومصحف اليمن . وقيل إن عثمان رضي الله عنه أنفذ إلى مصر مصحفاً .
ولعل القول بأن عددها ستة هو اولى الأقوال بالقبول . والمفهوم على كل حال أن ثمان رضي الله عنه قد استنسخ عدداً من المصحاف يفي بحاجة الأمة وجمع كلمتها وإطفاء فتنتها . [5]

أين المصحاف العثمانية الآن :

وليس بين أيدينا دليل قاطع على وجود المصاحف العثمانية فضلا عن تعيين أمكنتها وقصارى ما علمناه أخيرا أن ابن الجزري رأى في زمانه مصحف أهل الشام ورأى في مصر مصحفا أيضا أما المصاحف الأثرية التي تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنها إنها مصاحف عثمانية فإننا نشك كثيرا في صحة هذه النسبة إلى عثمان رضي الله عنه لأن بها زركشة ونقوشا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ولبيان أعشار القرآن ومعلوم أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا ومن النقط والشكل أيضا كما علمت نعم إن المصحف المحفوظ في خزانة الآثار بالمسجد الحسيني والمنسوب إلى عثمان رضي الله عنه مكتوب بالخط الكوفي القديم مع تجويف حروفه وسعة حجمه جدا ورسمه يوافق رسم المصحف المدني أو الشامي حيث رسم فيه كلمة من يرتدد من سورة المائدة بدالين اثنين مع فك الإدغام وهي فيها بهذا الرسم فأكبر الظن أن هذا المصحف منقول من المصاحف العثمانية على رسم بعضها وكذلك المصحف المحفوظ بتلك الخزانة ويقال إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتبه بخطه يلاحظ فيه أنه مكتوب بذلك الخط الكوفي القديم بيد أنه أصغر حجما وخطه أقل تجويفا من سابقه ورسمه يوافق غير المدني والشامي من المصاحف العثمانية حيث رسمت فيه الكلمة السابقة من يرتد بدال واحدة مع الإدغام وهي في غيرهما كذلك فمن الجائز أن يكون كاتبه عليا أو يكون قد أمر بكتابته في الكوفة ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئا ما دام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن على أن المصاحف العثمانية نسخت على غرارها الآلاف المؤلفة في كل عصر ومصر مع المحافظة على الرسم العثماني . [6]

الفرق بين الجمع في مراحله الثلاثة :

فالجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان عبارة عن كتابة الآيات وترتيبها ووضعها في مكانها الخاص من سورها ولكن مع بعثرة الكتابة وتفرقها بين عسب وعظام وحجارة ورقاع ونحو ذلك حسبما تتيسر أدوات الكتابة وكان الغرض من هذا الجمع زيادة التوثق للقرآن وإن كان التعويل أيامئذ كان على الحفظ والاستظهار .

أما الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه فقد كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات أيضا مقتصرا فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقا له بالتواتر والإجماع # وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة مجموعا مرتبا خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه .

وأما الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام واستنساخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية ملاحظا فيها تلك المزايا السالف ذكرها مع ترتيب سوره وآياته جميعا . وكان الغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل

لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) يونس

_____________________________________

[1] أخرجه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 3 : ب : جمع القرآن ح 4987 ج 3 ص 354 .

والترمذي 48 : ك : التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 10 : ب : سورة التوبة ح 3104 ج 5 ص 283 .

والنسائي 75 : ك : فضائل القرآن 5 : ب : بلسان من نزل القرآن ح 7988 ج 5 ص 6 .

وأبي يعلى في مسنده ج 1 ص 91 ح 92 .

[2] مناهل العرفان ج 1 ص 217 .

[3] أورده بن كثير في فضائل القرآن ص 85 وصححه .

[4] مناهل العرفان ج 1 ص 337 .

[5] مناهل العرفان ج 1 ص 336 .

[6] مناهل العرفان ج 1 ص 337 ، 338 .

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة حول القرآن الكريم نور الإسلام خطب إسلامية 0 02-04-2014 07:21 AM
الوسطية في القرآن الكريم نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 20-05-2013 06:24 AM
الرد على شبهة أن القرآن الكريم من تأليف سيدنا محمد عليه السلام نور الإسلام هدي الإسلام 0 17-05-2013 06:25 PM
الهداية في القرآن ... من خلال سورة البقرة مزون الطيب هدي الإسلام 0 17-02-2012 02:55 PM
ادعية في القرآن الكريم نور الإسلام هدي الإسلام 0 11-01-2012 08:36 PM


الساعة الآن 10:43 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22