صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران .. الحلقة الثامنة

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.. ما لا تعرفه فسق وفجور المعممين وسقوط المجتمع الايراني والسعي لتصدير الفكر الشاذ المعادي للاسلام لدول المنطقة.!؟ \ الحلقة الثامنة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2014 ~ 06:34 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران .. الحلقة الثامنة
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


معايشة, الثامنة, الحلقة, الدرداء:, ايران, سنوات, فريدة, وتجربة

أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران .. الحلقة الثامنة mutaa.jpg


أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.. ما لا تعرفه فسق وفجور المعممين وسقوط المجتمع الايراني والسعي لتصدير الفكر الشاذ المعادي للاسلام لدول المنطقة.!؟ \ الحلقة الثامنة





لا أعتقد أن هناك موقفاً مرّ علي في حياتي أصعب من أنني وجدت نفسي قد عشت عمري كله مغفَلاً مخدوعاً بهؤلاء الفرس، فالزمن لا يعود إلى الوراء، ولا يمكن نقل معرفة الحاضر إلى الماضي الذي قد سجله التأريخ وإنتهى الأمر. هل يمكنني أن ألوم الإيرانيين على جهلي بهم؟ لقد كنت أشعر في قرارة نفسي بأن الجهل جريمة قد لا يحاسب عليها القانون! ولكن الجاهل لن يفلت من تبعات جهله التي أضرت به وعاقبته إيَما عقاب.
كثيراً ما وقفتُ أمام صور قتلى الإيرانيين في حربهم ضد العراق، والتي لا يكاد يخلو منها مكان، وأنا أتذكر صور "أصدقائي" الذين إستشهدوا دفاعاً عن العراق وعنَي في الحرب التي فرضها الخميني على العراق، ما أعظم دورهم في صدّ الفرس العتاة، وما أقبحني وقد كنت أكرههم وأنا أقف بكل مشاعري في صف هؤلاء الفرس المجوس.
الكارثة التي تحوم في مخيلتي الآن هي أنني قد تركت في العراق الملايين ممن هم على شاكلتي، كما أن الدول العربية فيها الكثير من الذين لا يعلمون ولا يريدون أن يعلمون حقيقة الفرس، وكلهم قد إستطاعت إيران أن تجنَدهم لها كجنود إحتياط في حربها التي لا ولم ولن تتوقف من أجل بسط نفوذها وسيطرتها على العرب الذين تعتبرهم إيران عدوهم التقليدي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قلت مرة لأحد (العراقيين) الذين يعملون في ما تسمى "منظمة مجاهدو الثورة الإسلامية في العراق": " لم أكن أتصور أن أجد إيران بهذه الصورة السيئة التي وجدتها عليها" فثارت ثائرته وقال: "إن إيران تضع كل إمكاناتها وقدراتها بين أيدينا من أجل قضيتنا وتحقيق هدفنا في بسط ولاية الفقيه على أكبر مساحة ممكنة من الأرض!"، هكذا أصبح هدف الفرس المجوس وحلمهم في إعادة أمجاد فارس وإحياء إمبراطورية كسرى قضية تخص الكثيرين ممن يُحسبون على العرب والمسلمين.
هل يمكن أن ترفع إيران شعار "النار المقدسة" في تعاملها مع العرب وهي تعلم أن الشعوب العربية تدين بدين التوحيد السماوي؟! لا يمكن هذا بطبيعة الحال، فلابد إذن من إستحداث أسلوب جديد في حربها مع العرب، إنه سلاح من داخل دينهم الذي يدينون به، ضرب الدين بالدين نفسه، وهكذا إستطاعوا فعلاً أن يوجدوا الملايين من أمثالي وهم يطعنون بنبيهم وكتابهم ورجالهم وبتأريخهم، ويأتمرون بأوامر العمائم الفارسية ويدورون مع أهواء المجوس دوران الرحى حول قطبها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
إذا كانت "الأرض بتتكلم عربي" كما يقول الشاعر العربي، ففي إيران فإن "الكل بيتكلم فارسي.. الكل، الكل" فقد إختزل الفرس تأريخ كل الشعوب غير الفارسية وفرضوا عليها "ثقافتهم" ولغتهم ومجوسيتهم، ومن يقاوم أو يمانع فإن مصيره حبال المشانق أوغياهب السجون، إضافة إلى التمييز العنصري القائم بكل الأشكال تجاه تلك الشعوب.
من الأمور التي لا أجد لها تفسيراً إلى الآن هو أن جميع منظمات الأمم المتحدة وسفارات الدول الأوروبية فإنه من المستحيل الإتصال بها أو اللقاء بمسؤوليها دون موافقة الموظف الإيراني في تلك الدوائر، فجميع الإتصالات الهاتفية يتلقاها موظفون إيرانيون مسؤولون يعملون في جميع تلك المنظمات والسفارات، وما إن يعرف ذلك الموظف الفارسي بأن المتصل أو القادم لتقديم طلب أو عرض قضية ما بأنه عربي حتى يصرفه بطريقة أو بأخرى. لقد كنا نقف "أنا والكثير من الذين ضاقت بهم السبل" ونقضي ساعات النهار أمام مكاتب الأمم المتحدة في الأحواز وطهران دون أن نتمكن من الأتصال بأي من العاملين أو المسؤولين فيها من غير الإيرانيين، لقد كانت بناياتها تبدو وكأنها قلاع حصينة من قلاع الروم القديمة يصعب بل يستحيل إختراقها. وهكذا فلا أعلم أن أحداً إستطاع أن يوصل صوته إلى هذه "المنظمة" الذائعة الصيت، أو أية سفارة من تلك السفارات الأوروبية.
لقد كنت أنا والكثير من الذين لم يستطيعوا المطاولة أكثر في مسايرة الأوضاع نشعر بأننا في سجن كبير وبين فكي كماشة من الصعب الإفلات منها، كان يمكن للإيرانيين أن يلقوا بنا على الحدود العراقية، ولكنهم كانوا يتلذذون بمعاناتنا، فهذه مشاهد تثير النشوة في نفوس الفرس الصفويين وهم يرون هؤلاء "العرب" بهذه الأحوال المزرية، ويمارسون عليهم كل أحقادهم المجوسية، كما أنهم كانوا يستلمون مبالغ كبيرة من قبل بعض المنظمات الإنسانية لا يُعرف مصيرها، علاوة على إستخدام الغالبية من (العراقيين) "وهذا هو الهدف الرئيسي" في تنفيذ المخططات الشريرة تجاه العراق.
كان ساحل "بندر عباس" في جنوب إيران هو المنفذ الأجدر بالمحاولة للتخلص من هذا السجن، فقد كنا نسمع بأن الذين فشلوا في الهرب عن طريق الحدود الباكستانية الشرقية وتم إلقاء القبض عليهم فقد تم تسليمهم إلى مقرات "حزب المؤتمر الوطني التابع للمدعو أحمد الجلبي" التي تنتشر في شمال العراق، فكان الكثيرون يذهبون إلى ميناء "بندر عباس" ويعملون هناك كحمَالين "عتالين" في تفريغ وتحميل السفن التجارية القادمة من أقطار الدنيا، وما إن تسنح غفلة عن الأنظار حتى يندسون في قاع الباخرة التي قد علموا جنسيتها من العلم الذي ترفعه، وكل ذلك يتم بدفع الأموال والإتفاق مع المقاولين من غير الفرس الذين يعملون هناك بحيث تُعطى فرصة واحدة مقابل مبلغ معين من المال، فإن نجحت المحاولة فكأن الإنسان عصفور وقد أفلت من القفص وإلاً فالمصير هو الجلد والسجن والإهانة على أيدي السلطات الأمنية المحلية الإيرانية.
لقد توفي الكثير داخل "كابينات" محركات البواخر، فلا أحد يعرف كيف ستعمل هذه المكائن التي ينزوي بينها وهي متوقفة الآن، وما إن يتم تشغيلها عند مغادرة الميناء حتى يبدأ مشهد "إنتحاري" لضخامتها وسرعة دورانها، فما إن تلقف قطعة من قميص أو جسد ذلك الحالم بالخلاص إلاً وحولته إلى أشلاء بسرعة البرق. فكان أأمن مكان هو حاويات الوقود أو الزيت "البراميل"، فيقوم المقاول الذي تم الإتفاق معه بفتح أحد البراميل خلسة ليغطس فيه ذلك "الإنسان" فيُبقي رأسه فقط إلى خارج الزيت، وما إن يسمع أية حركة أو صوت فعليه أن يُغطس رأسه أيضاً ليكون جسمه بالكامل غاطساً داخل برميل الزيت أو الوقود، ويتنفس عن طريق ماسورة بلاستيكية "صوندة" تُحفظ في الجيب.، ويقوم بحساب الوقت الذي يمر عليه عن طريق التخمين وحركة الأمواج، فالظلام هو الذي يسود المكان ولا سبيل لمعرفة الليل من النهار. فإذا نجح في تخمينه وقدَر بالشكل الصحيح بأن السفينة قد أصبحت خارج المياه الإقليمية لإيران فإن إعادته عند إكتشافه أمر مستبعد تماماً، وأما إذا إكتُشف قبل ذلك فيعاد إلى الساحل وخاصة إذا لم تكن السفينة قد تحركت بعد.
لقد نجح البعض في محاولاتهم، ومنهم أحوازيون أيضاً، وفشل البعض، ومنهم من دفع حياته ثمناً لمحاولة الخلاص من كابوس دولة "الولي الفقيه"، والذين نجحوا في محاولاتهم كانوا يرسلون لنا صورهم وحكاياتهم من كندا وأمريكا وإيطاليا وغيرها، فكنا نغبطهم كثيراً، ونتمنى أن ننال مثلهم الخلاص. وأذكر من بين حكاياتهم التي أرسلوها لنا أن أحدهم عندما خرج من أحد البراميل على القبطان حيث السفينة في عرض البحر وهو كمومياء سوداء داكنة، فقد هال ذلك المشهد قبطان السفينة، وأخذوا يلتقطون له الصور وقال أحدهم: "أنا لا أستطيع أن أتصور ذلك الدافع الذي جعلك تقوم بهذه المجازفة!".
كنت يوماً من أيام السنة الأولى من وجودي في إيران في مدينة مشهد، والتي يسمونها "مشهد المقدسة" لوجود قبر الإمام علي بن موسى الرضى "رضي الله عنه"، فرأيت عربة بيضاء كبيرة "كرفان" مكتوب عليها "إهداء خون" أي التبرع بالدم، وأمامها أشخاص يرتدون "الصداري" البيضاء، فرأيتها "فرصة" للتبرع بشيء من دمي "للجمهورية"، فكانت المفاجأة أنهم لم يقبلوا مني التبرع بالدم بعد أن علموا بأنني "عراقي"، وبدت عليهم علامات السخرية وبعض كلمات التهكم، وأصروا على ذلك رغم إلحاحي السخيف، وقد علمت في ما بعد بأن الفرس الصفويون لا يريدون أن يختلط الدم العربي مع دمهم "الآري" الذي يعتبرونه مقدساً، وخاصة بهذه العشوائية التي ليس للشخص الذي يُنقل إليه الدم فيهاعلمٌ بمصدره أو موافقة على قبوله.!؟
يستخدم الإيرانيون عبارة "بسمه تعالى" بدل عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" والتي فرضوها على دوائر العراق الآن عن طريق عملائهم، وذلك إنطلاقاً من حقدهم على "الله" تعالى وبغضهم لهذا التعريف الذي يُعرَفه الإسلام بهذه الصفات وهذه التسمية، وهذا التعريف وهذه البسملة هي نفسها التي إستهل به النبي { صلى الله عليه وسلم} كتابه لكسرى، والذي مزقه دوناً عن بقية ملوك الأرض. ويبرر الفرس إستخدام هذه العبارة اليوم بإنهم يحرصون على (إحترام) عبارة البسملة الإسلامية فلا يذكرونها في الأوراق التي يتم تداولها في الدوائر العامة، ولكن الذي يدحظ هذا الإدعاء الكاذب هو أن الكثير من الكتب التي يستهلونها بكلمة "بسمه تعالى" فإنها تتظمن في كثير من الأحيان آيات من القرآن الكريم، على سبيل الإستدلال أو الإستشهاد!. كما أن الفرس تمكنوا من رفع هذه البسملة من إستهلال الحديث لدى أتباعهم ممن يُحسبون على المسلمين وإستبدلوها "بالصلاة على محمد وآل محمد"، وحتى هذه الصلاة فإنها مقرونة "بآل محمد" الذين جعلوهم حصراً بأبناء الإمام الحسين {رضي الله تعالى عنه وعنهم} من إبنة كسرى.
عندما يقول الصفويون "ظاهراً": "أللهم صلي على محمد وآل محمد" فإن الأصل عندهم هم "الآل من إبنة كسرى" فلا يصلَون على النبي وحده أبداً أبداً لأن ذلك يعتبر إقراراً منهم بتمام نبوته وكمال رسالته، والفرس الصفويون يعتبرون أن جُلَ رسالة النبي {صلى الله عليه وسلم} تتلخص في التبليغ عن إمامة علي {رضي الله عنه} والأئمة من إبنة كسرى من بعده. كما يوهمون أتباعهم ويتهمون عامة المسلمين بأنهم "لا يحبون آل البيت فلا يصلَون عليهم"، والذي يصلي على النبي وحده يسمَون صلاته بالصلاة البتراء.
لقد كنت أشعر كثيراً ومن خلال مارأيته من حقد الفرس على العرب والمسلمين وعلى الدين الإسلامي الحنيف بأنهم إنما يدعون إلى "آل بيت النار المقدسة" وليس إلى آل بيت النبي {صلى الله عليه وآله وسلم} كما يزعمون.
وفي الوقت الذي يُعاقب أشد العقاب من يثبت أنه إمتهن أو أساء إلى صورة "الخامنئي" أو أي من أركان النظام الإيراني، فإنه تنتشر في إيران صورة لشخص عليه الكثير من الملامح الخنثية والخلاعة، [ينسبونها للنبي محمد {صلى الله عليه وسلم}]، وهذه الصورة تُمتهن بشكل كبير جداً في المناطق التي تكون فيها غالبية صفوية أو في المجتمعات التي يعم فيها الجهل وما أكثرها في إيران، وفي بعض الأحيان تجد هذه الصورة ملقاة على الشوارع أو في مجاري المياه الثقيلة.
كما أن هناك العديد من "البوسترات" التي تسيء من خلال تصميمها لمقدسات المسلمين، وأذكر منها صورة تمثل "نبي الله إيراهيم" {عليه السلام} مفتول العضلات وهو يهم بذبح إبنه إسماعيل {عليه السلام} وقد تم تصميمها بحيث يكون المشهد مصوَراً من أعلى قمة جبل فتبدو "الكعبة" في مكان بعيد في أسفل الصورة وقد جُعل الخنجر الذي بيد إبراهيم {عليه السلام} وهو يمس طرف الكعبة بتعمَد واضح وبشكل يبعث على الإستفزاز، ولكنه يعبر عن نظرة مجوسية وحقد صفوي على بيت الله الحرام، كما أن هناك من يعتقد بأن نبي الله إبراهيم {عليه السلام} لم يكن عربياً وإنما كان فارسياً، وفي إيران اليوم الكثير ممن يصرَحون بهذا القول علناَ.
لشيوع ما يسمونه "زواج المتعة" في إيران ما بين الصفويين وخاصة في مدن مشهد وقم وطهران، فقد ولَد ذلك الإختلاط الشاذ جيلاً من "اللُقطاء" يملأ الحدائق والأرصفة والمزارات وتعج به "مراكز التأهيل والرعاية" وخاصة في هذه المدن الثلاث التي يُعرف الكثير من سكانها بالإنحلال عن كل القيم والقوانين الإجتماعية والعلاقات السوية، كما أن ظاهرة "مثليي الجنس" في هذه المدن بشكل خاص مما يثير العجب، فلا يكاد يمر يوم في طهران "مثلاً" من دون أن تشاهد أحد هؤلاء "المثليين أو المخنثين" حيث يتميزون بمظهرهم الخارجي وميوعتهم وطريقة حديثهم، كما أن المجتمع قد إعتاد على وجودهم كجزء من تكوينة المجتمع هناك.
في مدينة "قم" التي يسمونها "قم المقدسة" أيضاً لوجود قبر ومزار كبير فيها يقولون أنه يعود لإحدى بنات الإمام موسى الكاظم {رضي الله عنهما} ويسمونها "معصومة" أو "معصومة قم" فإن في هذه المدينة المكتظة بالسكان ترى العجب العُجاب، إنها صورة متكاملة لمجتمع يدين بدين مختلف عن كل الأديان، فأما ظاهره فـ"ضريح مقدس" وعمائم بيضاء وسوداء وملوَنة، ومكتبات تضم كتباً لا حصر لها "يُقبل على شرائها الوافدون عادة" ومدارس دينية "معظم طلابها من الوافدين أيضاً" وأسواق وفنادق كثيرة ومكاتب للمعممين، ومحلات بيع حلوى "الساهون" التي تشتهر بها هذه المدينة. وأما قاع ذلك المجتمع الآسن، فإن أول ما يدور في ذهن من عرف عنه شيئاً "مهما كانت درجة ورعه" هو أن يتسائل: "لماذا لا يُطبق الله السماوات على الأرض؟!"، فمن مظاهر هذا المجتمع الغريب هو أن المعممين الذين يملؤون مركز المدينة بخاصة فإنهم حريصون على إستخدام الدراجات النارية "الموتورسيكل" في تنقلاتهم، وتركب معهم إلى الوراء "زوجاتهم" أو النساء اللاتي أتفقن معهم على ما تسمى بزيجات "المتعة". معمم يقود دراجة نارية وخلفة إمرأة تجلس على المقعد الخلفي هو أكثر المشاهد شيوعاً في مدينة قم "المقدسة".

الثقة معدومة بين الأفراد والعوائل، فلا يدع صاحب البيت ضيفه جالساً مع عائلته حتى وإن كان برفقة عائلته هو الإخر للحظة واحدة، فـ"غفلة" ثوان قد تتسبب في "عقد" زواج مؤقت ما بين الضيف وزوجة المضيف أو إحدى بناته أو بالعكس. ويُعرف "زواج المتعة" في قم وفي إيران عموماً بإسم "الصيغة" والذي يمثل "زواج المتعة" ولكنهم يستخدمون كلمة "صيغة" بدل كلمة "متعة".
"الحيلة الشرعية" هي حل لكل الإشكالات أو القضايا الشرعية أو الأخلاقية، فإذا أراد الصائم "مثلاً" أن يقطع (صيامه) في أي وقت أو أي يوم يشاء فما عليه إلاَ أن يفتعل سفراً ضمن (المسافة الشرعية) ثم يعود إلى مكانه ويأكل طعامه بالهناء والشفاء!. ولهذا فإن من أسباب إنعدام الثقة في المجتمع هناك هو معرفتهم بأن الطرف المقابل يحتفظ في نفسه لكل منقصة أو خيانة أو شائنة بحيلة شرعية تجعله يشعر بإنه في مأمن من مخالفة الدين أو الشريعة، وبأنه في مأمن مما توعد الله به من عقاب. فالزنا والربا وأكل مال اليتيم والكذب والغش والخداع وعدم حفظ الأمانة قد تمت "شرعنتها" في ذلك المجتمع المتهريء.
الربا قد تمت شرعنته بما يسمونه "الدين بالهدية" أي أنك إذا أردت أن تستدين مبلغاً معيناً من المال فعليك أن تدفع مبلغاً شرطياً آخر متفق عليه عند السداد يسمى "الهدية"، وكلما جاوزت موعد السداد فإن (الهدية) تزداد "شرطياً"، وكل ذلك يُثبَت على الورق وبحضورعدد من الشهود. والدين عادة يكون ما بين المعمم "الدائن" والإنسان البسيط "المستدين" وليس بين معمم ومعمم فإبليس لا يثق بإبليس، والنظرة السائدة لؤلائك الدائنين والتي يروج لها المعممون أنفسهم هي أنهم على حق في ما يفعلون، فلو أنهم وضعوا أموالهم تلك في البنوك طيلة بقائها عند المدستدين لإزدادت تلك الأموال بدل أن "يحبسها" ذلك المستدين عنده كل ذلك الوقت، فإن ذلك "إضرار" بصاحب المال "والله يأمر بالعدل والإحسان!". هكذا هو الدين عند أولائك القوم.
إن الشغل الشاغل للمعممين هناك بالإضافة إلى ممارسة الشهوات فهو العمل على تصدير فكر منحرف هداَم للمجتمعات العربية والإسلامية. إن في مدينة "قم" بالذات ماكينة ضخمة جداً تعمل ليل نهار على كيفية إفساد تلك الشعوب، ومما يؤسف له حقاً هو أن العرب لا يقدًرون ذلك الخطر الذي تصدَره إيران إلى بلدانهم، ولا يقومون بفعل ما هو مطلوب تجاه ذلك الخطر الذي يفتك بدينهم ومجتمعاتهم منذ قرون عديدة.
من خلال ما رأيته في تلك البلاد جعلني أؤمن يقيناً بأن مصير العرب والمسلمين منوط بدرجة وعيهم تجاهها وبكيفية التعامل مع ما تصدَره لهم إيران من وسائل الفتك والتدمير الذي يلحق بدينهم الذي يؤول إليه صلاح أمرهم بدنياهم وأُخراهم على السواء. وليس ما يحصل في العراق إلاً تجسيد بسيط لذلك الفعل الفارسي الصفوي اللئيم.
وللحديث بقية.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معايشة, الثامنة, الحلقة, الدرداء:, ايران, سنوات, فريدة, وتجربة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة السابعة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:52 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الخامسة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:47 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الرابعة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:44 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثالثة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:41 AM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثانية نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:40 AM


الساعة الآن 05:32 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22