صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > المقالات

ما لا تعرفه عن خفايا الدين (الصفوي)

أبو الدرداء وتجربة 10 سنوات معايشة فريدة في ولاية الولي السفيه.. وما لا تعرفه عن خفايا الدين (الصفوي) ومنظور عمائم الشيطان للقرآن الكريم.! - الحلقة الثالثة عشرة يشعرُ الفرس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2014 ~ 07:08 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي ما لا تعرفه عن خفايا الدين (الصفوي)
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


معايشة, الثالثة, الحلقة, الدرداء, السفيه, الولي, سنوات, فريدة, ولاية, وتجربة

ما لا تعرفه عن خفايا الدين (الصفوي) iran10.jpg




أبو الدرداء وتجربة 10 سنوات معايشة فريدة في ولاية الولي السفيه.. وما لا تعرفه عن خفايا الدين (الصفوي) ومنظور عمائم الشيطان للقرآن الكريم.! - الحلقة الثالثة عشرة



يشعرُ الفرس الصفويون بأنهم إذا أسلموا لله فقد فنوا وانتهوا.!. هذه هي الحقيقة التي تختلج في نفوسهم، ولذلك فإنهم "يفصَلون" الدين الذي وجدوه بين ظهرانيهم وفق الأهواء والرؤى التي يعتقدون أنها ستجعل من هذا الدين "الإسلام" ثوباً جديداً تتزين به العقلية المجوسية بما يحفظ لها الشعور بالبقاء أو الوجود القومي الفارسي المجوسي، وجعله "الإسلام" غطاءا تُنفَذ من وراءه ومن خلاله مشاريعهم الشريرة تجاه الآخرين. وحتى لا يخلط ُالأوراق على الناس أحدٌ فإنني لا يمكنني أو يمكن لغيري من المسلمين أن يقف بالضد من أًيَة قومية عاشت أو تعيش على هذه الأرض إلا إذا ما خرج عن ملة الإسلام والمسلمين، فالقوميات في مفهوم الإسلام هي آية من آيات {الله سبحانه وتعالى}، ولكن الحديث هنا هو حول السمات الواقعية التي توجد فيها الشخصية الفارسية الصفوية، وخاصة حقدها الفطري والطبيعي على العرب ولكل ما يمتَ للعرب بصلة، سواء كان دين أو فن أو أدب أو تأريخ أو أرض أو إنسان، إنه حقد أسودُ من السخام، ولا يعلم مداه إلاَ الله تعالى وحده.
إن الدين بأبسط تعريف هو "السلوك"، سواء كان ذلك السلوك فردياً أو إجتماعياً. ولا يمكن لأحد أن ينكر أو يتنكر للدين، فحتى الملحدون أو الذين يُعرفون اليوم بإسم "الليبراليون" فإنهم متدينون بدين وضعي وهو "الدين الليبرالي"، فكل إنسان يعيش على هذه الأرض لابد أن يكون له دين معيَن سواء كان ذلك الدين ديناً سماوياً أو نظرية فكرية أو إعتقاد ما، والذين ينكرون الأديان أو المعتقدات فهذا هو دينهم "دين الإنكار". وهكذا فإن دين الصفويين، سواء كان "الديانة المجوسية" أو ربيبتها الصفوية فإنها تحمل أسوأ وأبشع صور الإنحلال الأخلاقي والأدبي والفكري الذي عرفته البشرية، وأسوأ ما فيها "الصفوية" هي أنها دين "كتماني"، إذ لا يمكنك أن تكتشف أو تعرف الشخصية التي أمامك إلاَ بعد معاشرة ويقظة وتأمَل ووقت طويل، إنهم يذبحون بالقطن وليس بالسيف، وهم أخطر تهديد للعرب، فهم يعيشون على حلم يمحون فيه العرب من الوجود!.
ولو كانت المجوسية ديناً سماوياً "على سبيل الفرض"، أو ديناً وضعياً يرنو إلى الخيرلأمكن إيجاد وشيجة معه من خلال بقية علاقة ذلك الدين "المفترض" مع الله {تعالى} أو من خلال مفهوم أو فكرة مشتركة بسيطة بين الإسلام وبينه، أو بين الإنسانية وبينه. كل ذلك قد يجده العرب مع بقية الأمم والشعوب، ولكن مع الفرس فلا.
ولقد كان ولا يزال للفرس الشعوبيين أو الصفويين الدور الأول في كل الكوارث والملمات التي حلَت بالعرب، وبالعراقيين خاصة، وكان آخرها وليس أخيرها الغزو الأمريكي البربري للعراق.
إن المجوسية ترفض فكرة السماء أو {الله} أو الدين المنزَل، وهذا هو الذي يفسَر تمزيق كسرى لكتاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} دون الملوك الذين أُرسلت إليهم كتب مماثلة، فالملوك الآخرون الذين أرسل إليهم النبي {صلى الله عليه وسلم} كتب الدعوة إلى الدين الجديد لا ينفون أنه يمكن {لله } تعالى أن يرسل نبياً، ولكن إختلافهم فيه هو هل أنه أرسله فعلاً أم لم يرسله، ولهذا فإن "بقية الله" فيهم، أو حسَهم الإنساني جعلهم يحترمون كتاب النبي {صلى الله عليه وسلم} ويحترمون الرسول الذي يحمله، بل منهم من أرسل معه الهدايا الزكيَة.
وأما الأمر في ملك الفرس "كسرى" فإنه لا يؤمن بفكرة السماء أصلاً وأساساً، والذين يعطون للناس فكرة أن كسرى قد تجنَى على كتاب رسول الله تعالى {صلى الله عليه وسلم} كعزَة بالإثم أو أنه كان يعلم أنه رسول الله ولكنه عاند وكابر فإنهم بهذا إنما "يرفعون" كسرى إلى درجة من "الحكمة السلبية" هو لا يستحقها، فالرجل لم يكن ليؤمن بهذا الحديث أبداً، وذلك إنطلاقاً من فهمه ورؤيته لهذا الكون والوجود من خلال عقليته المجوسية.
لله في خلقه شؤون، ولو أن هؤلاء الصفويون قبلوا الإسلام حنيفاً {لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} {ولكن كذَبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}. فعلى الرغم من كثرة الخيرات التي أودعها الله تعالى في أرض فارس "فإن لهم معيشة ضنكاً"، سواء من الناحية النفسية أو المعيشية، إذ أنهم لا ينظرون للثروات الطبيعية لديهم إلاَ على أنها "سلاح لمواجهة العرب" أو أنها وسيلة (لإعلاء) كلمة الفرس بين العالمين. ولا أدلَ على ذلك وأثبت عليه من نزعتهم إلى العدوان على الآخرين، فمن طبيعة المعتدي الشره هو أنه لا يفقه النعمة التي بين يديه ولا يشعر بها ولا يتعاطى معها بالشكل الصحيح، وطالما يحاول الإستحواذ على أشياء هي عنده أصلاً! ولكن الفقر النفسي الذي يعيشه يجعله لا يشعر بوجوده إلاَ إذا أفتقر الآخرون. فما أكثر المتسولين وما أكثر المدمنين على المخدرات وما أكثر الساقطين والساقطات في ذلك البلد الذي أصبح إسمه اليوم (جمهوري إسلامي إيران)!.
والذي يسافر بالحافلة البرية أو بالطائرة وهو يجوب أرض إيران الشاسعة الواسعة يشعر بالإستغراب وبتفاهة الفكرة التي حدت بالفرس أن يحتلوا الجزر العربية الثلاث، وخاصة إذا علم أن في إيران أرض لم تطؤها قدم إنسان إلى اليوم منذ فجر الخليقة!!. ولكنها الشراهة التي تنبيء بالفقر المستديم وعدم القناعة بما رزقهم الله به، ومما قسمهُ بين العالمين.
من الأمور التي كنت ألاحظها في مجالس المعممين هي أنهم عندما يمسكون في أيديهم المصاحف في دروس (التفسير) أو (الدروس الدينية) فإنهم دائماً ما كانوا يمسكون مصاحف صغيرة الحجم رغم أن بعضهم يلبس النظارات الطبية ولا يكاد يميَز الحروف! ويوماً بعد يوم عرفت أن لحجم المصحف مناسبات ودلالات في عالم الملالي الذين زاغت أبصارهم فأزاغ الله بصائرهم وقلوبهم على السواء.
فالمعمم الصفوي عندما يجلس على "المنبر" فإنه يريد أن يوحي إلى الآخرين بأنه يحمل (علماً) أكبر من العلم الذي بين ثنايا صفحات هذا المصحف الذي يحمله! كما أنه يحاول دائماً أن يصغَر من شأن {القرآن الكريم} ما أمكنه ذلك، وليس غريباً في عالم الملالي أن يحمل أحدهم المصحف الشريف بين إصبعيه "الوسطى والسبابة" وهو يتحدَث إلى أتباعه، ولن يعترض عليه أو ينتقده أحد منهم، فهذا {القرآن} ليس في نفوس الصفويين ومن لف لفهم إي توقير له أو أي إحترام أو إعتبار!.
وأما إذا جلس المعمم أو الصفوي المتفيقه في ركن من أركان أحد المعابد أو الحسينيات فإنه يحرص كثيراً وهو يرى الأنظار ترمقه على أن يمسك بيده "مصحفاً" صغير الحجم، أو طلسماً مكتوباً بحروف دقيقة جداً، وذلك ليعطي صورة خيالية للآخرين على أنه "غائص" في عالم البحث والتنقيب عن مكنوزات العلم التي لا يعرفها إلا هؤلاء الصفويون! فهم شديدو الإبتعاد عن تناول المصاحف الكبيرة الحجم والمخطوطة بحروف كبيرة وذلك من أجل إبعاد الناس عن فكرة أن هذا {القرآن} قد يُسَر للذكر {فهل من مدَكر}.
ولكن في حالات أخرى والتي يراد بها "إمتهان" {القرآن الكريم} كما في ما يسمى (دعاء رفع المصاحف) فإنه يتعين هنا "إستعمال" مصاحف بأكبر ما تكون في الحجم، وذلك إمعاناً في الشعور والرغبة في "إمتهان" هذا {القرآن الكريم} الذي أزال الله تعالى به ملك كسرى، والذي {القرآن الكريم} يكنَ له الفرس الصفويون أشد العداء، حيث يضع الصفويون المصاحف "وبالقطع الكبير" على رؤوسهم في ذلك (الدعاء)، حيث يجب عندهم أن يكون مفتوحاً فإن رائحة الشعر والقشرة ستلامس وتنتشر بين ثنايا نصوص {الذكر الحكيم}، كما أن بعض الشعر المتساقط سينتشر بين الصفحات.
وكذلك فإن المجوس قد إبتدعوا هذه الفعلة الشنيعة كذلك للإستخفاف بهذا {القرآن الكريم} وبأنه الثقل الأكبر، وبقوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولاً تقيلاً}.
أتذكَر عندما كنت صغيراً أنه كان في بيتنا العديد من (المصاحف) التي لا يزيد حجمها على الخمسة سنتميترات والتي يطلق عليها أسماء مثل "الحرز أو السختيان أو الطلسم أو الحجاب" وغيرها الكثير. وأما المصحف الكبير الحجم أو الأجزاء الكبيرة فإن من وسائل العبث التي رأيتها حينذاك هي وضع ريشة طائر مع شيء من السكَر بين إحدى صفحاته حيث يروَج أتباع المعتقد بأن هذه الريشة سيكبر حجمها بعد بضعة أيام. وهذه عادة شائعة إلى اليوم في العديد من مدن العراق التي تقع تحت سيطرة المراجع الصفوية.
وأما في إيران فلم أجد هذه العادة لا عند صغير ولا كبير، وذلك ليس إحتراماً {للقرآن الكريم} ولكن هذه الفكرة هي مما هو معدَ للتصدير للعالم الإسلامي، كما أنها مما يعتقد الفرس أنها يمكن أن تضر بعقلية الصغار أو قد تشوش على أذهانهم وتشوه طريقتهم في التفكير، أو أنها ربما تعطي إنطباعاً لدى هؤلاء الصغار الفرس بأن لهذا {القرآن} "معاجز أو خوارق أو آيات"
ولم أجد في كتب القوم وإلى اليوم حديثاً واحداً أو حكاية أو رواية توقر هذا {القرآن الكريم}، بل أن قرائته هي من "اللهو" الذي يمارسه (المؤمن) والذي قُرن بالتفكَه ضمن حديث موضوع عن جعفر بن محمد "يرحمه الله" يعفَ عن ذكره اللسان.
لم أجد أو ألمس في نفوس الفرس الصفويين أي شعور بالكراهية تجاه الذين يختلف معهم المسلمون عادة أو الذين يكون المسلمون معهم في حالة صراع، بل أنه كلما إزدادت حالة الصراع تلك فإن الصفويين يحاولون تحسين صورتهم "أعداء الإسلام" مقابل الحط من صورة العرب والمسلمين، وأتذكر عندما كنت في إيران، وخلال أيام من إشتداد عمليات القتل التي يمارسها الصهاينة تجاه الفلسطينيين العزَل فقد تحدًث لنا أحد المعممين المستعرقين وكان يلبس عمامة سوداء، وقد أخذ يعلَق على لقطة تداولتها بإسهاب جميع قنوات التلفزة الإيرانية ومنها قناة إسمها "قناة سحر" حيث يظهر فيها جندي صهيوني وهو يفر من رشقات الصبيان الفلسطينيين له بالحجارة، وقد أخذ ذلك المعمم يطري على (أخلاق) ذلك الجندي الصهيوني والذي كما يقول المعمم "لم يرد على أولائك الصبية الذين يرشقونه بالحجارة بإطلاق النار عليهم بينما كان "العرب" ينشرون دينهم "بالسيف والقتل"!.
ومن الحكايات التي كنت أسمعها في نوادي المعممين هي أن أحد اليهود بعدما (رأى) ما فعله (المسلمون) بالإمام الحسين {رضي الله عنه} - عند حد قولهم - فقد قال لهم "مستهجناً فعلتهم": إن اليهود عثروا يوماً على أثر في الطين لحافر بغل موسى {عليه السلام} فأقاموا على ذلك الحافر مزاراً مقدساً!، وذلك (كدليل على طاعة اليهود ومحبتهم لموسى) {عليه السلام}. ولا أحسب أن التأريخ شهد على أمة بالكفر والزيغ والعصيان ومعاندتهم لنبيهم من هؤلاء اليهود، والذين باؤوا بغضب من الله تعالى إلى يوم القيامة.
وحكاية أخرى أو رواية يرويها المعممون في سياق المدح والإطراء للذين يخالفون المسلمين ومحاولة الحط من قدر المسلمين والنيل منهم حيث تقول الحكاية أن أحد النصارى عندما رأى "رأس الحسين" {رضي الله عنه} فقد أعطى ليزيد بن معاوية وزن الرأس الشريف ذهباً مقابل أن يحتفظ به لليلة واحدة، حيث قام بنحت تمثال له، وأعاده في اليوم التالي!.
ومن دلالات مثل هذه الأقاويل التي ينسجها المعممون الصفويون هي محاولة النيل من قدر المسلمين وذمهم ومدح أندادهم أو المخالفين لهم، وكذلك غرس شريعة بناء الأضرحة والقبور، وغير ذلك الكثير مما يصب في هدف الإساءة إلى الإسلام الحنيف وإلى العرب الذين رفعوا رايته عبر العصور.
{الطلقاء} تعني "الأحرار"، أليس كذلك؟، والطلقاء هم المسلمون الذين دخلوا الإسلام بعد فتح {مكة}، حيث قال لهم رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بعد أن دخل جيشه إلى مكة المكرمة: {ما تظنون إني فاعل بكم}؟، قالول "خيراً، أخ كريم وإبن أخ كريم" فقال {صلى الله عليه وسلم}: {إذهبوا فأنتم الطلقاء}. ولكن كلمة "الطلقاء" في المفهوم الصفوي الحاقد على العرب عموماً فإن لها معنى سلبي في الأذهان، يسيئون من خلاله لكل مسلمي الفتح، كما أنهم يسيئون كعادتهم للنبي العربي {صلى الله عليه وسلم}، ولطالما يتفكهون بهذه اللفظة في مجالسهم ويطلقونها على العديد من الشخصيات الإسلامية، مثلما يفعلون مع كلمات أخرى مثل "الوهابيون" أو "القرآنيون" أو "السنَيون" أو "الحنفيون" وغيرها كثير.
من الصعب جداً بل ومن شبه العسير، والحال على ما هي عليه، أن يستنير المحسوبون على العرب والعراقيون منهم خاصة، ويعرفون حقيقة هؤلاء المجوس، فهم "الصفويون" يحملون أمرهم محمل الجد بكل ما تعنيه هذه الكلمة ويتربصون ويترصدون للعرب، ويوصلون الليل بالنهار والصيف بالشتاء والشيخوخة بالصبا والقوة بالضعف، وتستعر في نفوسهم نار لا يخمد لضاها ألى يوم الدين. ومن أكبر شواهد الرغبة الجامحة في الإنتقام من العرب هي أن يوم المجوس الموعود الذي سينتقم فيه حفيد كسرى من هؤلاء العرب فإنه حتى وإن لم يبق من الدنيا إلاَ يوماً واحداً على يوم القيامة فإن الله تعالى "سيطيل" هذا اليوم حتى تتم فيه عملية الإنتقام والتصفية. ولقد كنت واحداً من هؤلاء الذين لا يعرفون شيئاً عن حقيقة هؤلاء الصفويين وذلك لشدة مكرهم ودهائهم وجدَهم في أمرهم من جهة، وضعف الوعي والتوعية والإعلام التنويري المقابل الذي تتطلبه عملية الصد والمقاومة من جهة أخرى، وكم سيجازي الله تعالى قناتي "صفا" و"وصال" وأمثالهما والقائمين عليهما من الأجر والثواب وقد إنبرتى كفيلقين هبطا من السماء ليذبَا عن الحياض والأعراض في زمن عزَ فيه الناصر والمعين لهذا الدين الحنيف وهذه الأمة العظيمة!؟.
من الأمثلة البسيطة على مكر هؤلاء الصفويين ما حصل قبل أيام من خروج (تظاهرة) في طهران من تنظيم وإشراف الملالي هناك وقد رفع (المتظاهرون) لافتات كثيرة مكتوب عليها أقذع عبارات الذم والتعريض بالحكام العرب الذين ثار الشعب عليهم وأسقطهم في تونس ومصر وليبيا. فالرسالة الكاذبة التي سيتلقاها المشاهد العربي هي أن الشارع الإيراني متعاطف مع هذه الشعوب العربية ويعيش همومها! ولكن حقيقة الأمر هي أن عامة الإيرانيين من الصفويين يمكن تأليبهم وتجميعهم بسهولة بغرض الشماتة والتشفَي من هؤلاء "الزعماء العرب"، فالإيرانيون لا يعنيهم من يكون في البلدان العربية الظالم والمظلوم، أو الجلاد والضحية، فكلهم في أعين الصفويين عرب وحسْب. ولو كانوا صادقين في إدعائهم لحملوا شعاراً واحداً أو لافتة واحدة تندد بالقمع والإرهاب الذي تمارسه عصابة النظام التابع الذليل بحق أبناء الشعب السوري الأبي!، وهيهيات أن يفعلوا مثل هذا، ولكن إذا ما سقط ذلك النظام المتهالك فلا غرابة أن نرى الإيرانيين وهم يحملون صور سقوطه البائس بعد أن يتنكَرون له ويلقون بكل جيفته وعوراته على العرب، ويتنصلون من كل دور لهم في تنصيبه وتجنيده وتجنيد أمثاله على الشعوب العربية، تماماً مثلما سيفعلون بعملائهم وأذنابهم في العراق.
ولكن المتلقَي العربي من الذين لا يعرفون حقيقة المجوس فإنه سوف لن يرى إلاَ ظاهراً من الصورة المرسومة أمامه بعناية تامة وهو أن الشعب الفارسي الصفوي متعاطف معه! ولكن أبعاد هذه الصورة لا تخفى على الشعب العربي والشعوب المسلمة التي تعيش في إيران، ولا حتى على غيرهم من باقي الشعوب، فهؤلاء الذين يعيشون في داخل إيران ويعانون من أشد أنواع التمييز العنصري على أيدي هؤلاء الملالي، فإنهم يدركون تماماً أن هؤلاء الصفويين لم يتظاهروا ولن يتظاهروا يوماً لنصرة العرب والمسلمين وإنما شماتة بهم وفرحاً بسقوطهم وإستبشاراً بمجيء عميل آخر وطاغية أشد ليذيق هذه الشعوب العربية ردحاً من الظلم والجور والتنكيل.
لقد قلت مرة وأقولها الآن، وليس ذلك من حنكة ثاقبة أو أو معرفة تحليلة وأنما من تجربة عشتها وعايشتها في إيران، وهي أن الملالي في طهران ومادامت الثورات العربية مستعرة فإنهم يعيشون في حالة الإطمئنان من جانب الشعب الفارسي الصفوي وخاصة في طهران من أن يثور أو يحرك ساكناً ضدهم ما دامت الشعوب العربية في حالة الحركة، وذلك لأن الصفويين الشعوبيين لا يحبون التواصل مع هذه الشعوب العربية بل يحبون التميَز والإمتياز عليها حتى وإن كانوا يعانون أشد مما تعانيه تلك الشعوب، وهكذا يحيق المكر السيء بأهله. ولا غرابة أن نشهد يوماً يخرج فيه الإيرانيون ضد جلاديهم من الملالي، ولكن بعد أن يرى هؤلاء الإيرانيون أو يعتقدون بوجود المسافة المناسبة والإنفصال التام والمتجرد عن فضاءات الثورات التحررية العربية، لتكون لهم ثورتهم الإيرانية الفارسية الشعوبية المجوسية التأريخية.....وليتهم يعلمون يوماً أن هذه الشعوب التي شمتوا بها وبمعاناتها يوماً فإنها تحب الخير لهم ولغيرهم مثلما تحبه لأنفسها، فهذه سجية العرب وهذا هو دينهم الذي يدينون به، ولا فضل لديهم لأحد إلاَ بالإحسان والتقوى والورع.
وعلى ذكر التظاهر والمظاهرات، فإن الذي يريد أن ينظر كيف تتعامل السلطات الإيرانية مع حالة التظاهر فلينظر إلى ما يفعله النظام المجرم في سوريا، مع الفارق أن هذه الوحشية يستعملها الملالي في التعامل مع غيرهم من القوميات والأديان وخاصة العرب وأهل السنة والجماعة، فقد لا يبخل حارس في أحد سجون طهران بعلبة دخان يعطيها لأحد الموقوفين من الصفويين، أو بشربة ماء لمحكوم يساق إلى الإعدام، ولكن هذا الحارس نفسه سيجر جثة المجني عليه بيده إلى الأسفل عندما تكون الضحية من غير الصفويين بعد أن سيق ذلك المجني عليه إلى الموت ضمآناً جائعاً.
لقد شهدتُ في إيران الكثير من حالات التظاهر العفوية وخاصة في إقليم الأحواز والتي كان معظمها يحدث من باب الإعتراض على نتائج "الإنتخابات" المحلية، وما أكثر الذين تعتقلهم السلطات هناك فيُغيَبون ولا يعودون لأهليهم، ومنهم من يدفع ذووه مبالغ طائلة للإفراج عنه، وفي هذه الحال فإنه يكون عرضة لإعتقال آخر، ولذا فعليه أن يتوارى عن مدينته أو قريته ما أمكنه ذلك.
وللحديث بقية.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معايشة, الثالثة, الحلقة, الدرداء, السفيه, الولي, سنوات, فريدة, ولاية, وتجربة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما لا تعرفه عن خفايا إباحية (الشذوذ) ومباركة عمائم الشيطان لأفساد المجتمعات وهدم الدين الاسلامي نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 07:03 PM
أبو الدرداء وتجربة 10 سنوات معايشة فريدة في ولاية الولي السفيه.. الحلقة الحادية عشر نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 06:46 PM
أبو الدرداء وتجربة 10 سنوات معايشة فريدة في ولاية الولي السفيه .. الحلقة العاشرة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 06:42 PM
أبو الدرداء وتجربة 10 سنوات معايشة فريدة في ولاية الولي السفيه .. الحلقة التاسعة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 06:38 PM
أبو الدرداء: وتجربة معايشة فريدة 10 سنوات في ايران.!؟ الحلقة الثالثة نور الإسلام المقالات 0 26-06-2014 11:41 AM


الساعة الآن 10:40 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22