طريق الخلاص
>
الأخبار والمقالات
>
مكتبة طريق الخلاص
>
كتب ومراجع مسيحية
قصة الكتاب المقدس لـِ فريدريك كينيون
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
التسجيل
التعليمـــات
التقويم
كتب ومراجع مسيحية
بحوث ودراسات وكتب مفيدة للباحثين في الدين والعقيدة المسيحية
الذهاب إلى الصفحة...
قصة الكتاب المقدس لـِ فريدريك كينيون
he Story of the Bible A Popular Account of How it Came to Us by Frederic G. Kenyon (1936) قصة الكتاب المقدس فريدريك
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
السابق
التالي
05-02-2012 ~ 11:00 AM
مشاركة رقم
2
مدير عام
تاريخ التسجيل :
Jan 2012
عدد مشاركاتي : 4,722
Chapter 7
The Revision of the Text
الفصل السابع
تنقيح النص
http://www.bible-researcher.com/kenyon/sotb7.html
وصلنا الآن الى نقطه تبعد بمائة عام فقط من زمننا الحاضر(يقصد منتصف الخمسنينات من القرن الماضي) , عندما بدأت انطلاقة جديده فى مجال النقد النصى , و انفتحت فتره حافله بالأحداث المثيره , بها الكثير من الخلافات الحيويه و الاكتشافات الرائعه .
بحلول عام 1830م , كما رأينا , تم التوصل الى مرحلة هامه من خلال أعمال " شولز " و سلفه , حيث جرى جمع الكثير من الأدله و فهرستها لتكون جاهزة تحت أيدى العلماء و جاهزة لاستخدامها .
كانت هناك عدة جهود أخرى , و بصفة خاصه بواسطة " جريسباخ" , من أجل بلورة مبادىء علميه لاستخدام هذه الأدله , و لكنها لم تلق قبولا واسعا من معاصريه .
حان وقت جديد و تحت ضغط الروح النقديه الشائعه فى أواسط القرن التاسع عشر , فقد تهيأ الوضع لبداية جديده تتوافر لها ظروف نجاح أفضل , و أمكن أن تبدأ انطلاقة جديده و التى سرت بقوة أكبر حتى يومنا الحالى .
كان الرائد الرئيسى فى هذه الحركه عالم ألمانى هو " كارل لاشمان " , و الذى تدرب كعالم كلاسيكى , و قام بنشر بعض النصوص الكلاسيكيه , و الذى تبين له أن المشكله التى تقابل العلماء الراغبين فى الوصول الى نص العهد الجديد الحقيقى من خلال المخطوطات المتنوعه و التى تم تناقلها عبر التاريخ حتى وصلت الينا , هى بعينها نفس المشكله التى تواجه العلماء الذين يرغبون فى نشر أعمال ل " ثيوسيدس " أو " افلاطون " , و أنه لا بد أن يجرى التعامل مع نص العهد الجديد بنفس الطريقه .
من المحتمل أن المخطوطات الأقدم قد عانت من الأخطاء بدرجة أقل , و لهذا رأوا أنه من الواجب أن ندرسها أولا , مع عدم اغفال أن هذه المخطوطات قد تحتوى على أخطاء هى الأخرى .
و يمكننا أن نهمل كمية المخطوطات الكبيره التى تعود لفترة متأخره .
جرى تنحية النص المستلم لـ " استفانوس " , و جرى اعداد نص جديد اعتمادا على أقدم المستندات التى توفرت لديه , و التى اشتملت على المخطوطه السكندريه , و الفاتيكانيه ( و التى لم تفحص بدقه كافيه حتى ذلك الوقت ) , و الافرايميه , و بيزا , و كلارومونتانوس , و لوديانوس , و قليلا من القطع من مخطوطات الحروف الكبيره , و أقدم مخطوطتين ل "الفولجاتا اللاتينيه" , و كتابات أربعه أو خمسه من أقدم آباء الكنيسه .
و لم يجر الاعتماد على الترجمه السيريانيه أو القبطيه , لأنه لم يكن يعرف هاتين اللغتين
و حتى يستبعد حدسه الشخصى , اتبع فى كل حاله الأغلب من بين مستنداته التى اعتمد عليها , راجيا فى النهايه - ان لم يصل الى النص الأصلى - أن يصل على الأقل الى النص المعروف فى وقت قبول المسيحيه بواسطة الامبراطوريه الرومانيه .
بدأ بطباعة طبعه صغيره من العهد الجديد فى عام 1831م , تحتوى على نصه المنقح مع توضيحات بسيطه جدا تبين على أى أساس توصل الى هذا النص , و أتبعه فى عام 1842-1850م بطبعة كبيره , تحتوى على الأدله بشكل أوسع و على الأسس التى اعتمد عليها فى نقده .
لم يكن عمله متقنا تماما , و كانت المواد التى اعتمد عليها أقل بكثير مما لدينا اليوم , و لكن بسبب رفضه الصريح للنص المستلم لعام 1550م , و استخدامه الجرىء لعلم النقد النصى و تطبيقه له على مشاكل الكتاب المقدس , نستطيع أن نقول أنه قدم خدمة جليله , و أشعل نارا لا يزال أوارها حتى اليوم .
حتى تلك اللحظه , كان البحث عن المخطوطات يجرى فى الأماكن الشائعه , و كان مجرد فهرسه و فى بعض الأحيان فحص لهذه المجلدات الموجوده على أرفف الجامعات فى أوربا .
الآن , يبرز شاب على مسرح الأحداث , و الذى نقل نطاق البحث الى أماكن أبعد , و فى مكتبات أبعد , و أضاف عددا من الاضافات المهمه الى القائمه أكثر من أى عالم آخر قبله أو بعده , و الذى توج مجهوده بأعظم عمل مدهش فى تاريخ الحياه العلميه , بأن أظهر أعظم نسختين للكتاب المقدس .
هذا الشاب هو " قسطنطين تشيندروف " ( 1815- 1874) , و الذى فور حصوله على درجته العلميه فى اللاهوت من " ليبزيج " فى عام 1840م , أخذ عهدا على نفسه بالبحث عن كل قطعه من المخطوطات ذات الحروف الكبيره و نشرها , سويا مع بعض المخطوطات ذات الحروف الصغيره .
ان قائمة اكتشافاته مدهشة بالفعل , فقد اكتشف و لأول مره ثمانية عشره مخطوطه من مخطوطات الحروف الكبيره ( كلها باستثناء خمسه عباره عن قطع صغيره) و ستة مخطوطات من مخطوطات الحروف الصعيره , و كان أول ناشر لخمسة و عشرين من مخطوطات الحروف الكبيره ( كلها قطع) , و نشر أحد عشر غيرها أيضا , بعضها ( مثل الفاتيكانيه , الافرايميه , كلارومونتانوس , لاوديانوس ) تحتل مقاما فى الصدراه , و قام بنسخ أربعة أخرى , و بفحص ثلاثة عشر .
و باستثناء المخطوطه السكندريه و مخطوطة بيزا , لم تكن هناك مخطوطه من مخطوطات الحروف الكبيره و التى لها فائدة مهمه بالفعل لم يسهم فيها " تشيندروف " بمجهود قل أو كثر .
فى تلك الاثناء كان يخرج الطبعة تلو الأخرى , و التى كانت تتضمن نتائج اكتشافاته .
و بصفة اجماليه فقد أخرج ثمان طبعات للعهد الجديد اليونانى , و أربعه ل " اللاتينى" , و أربعه للترجمه السبعينيه , بجوار نصوص لأناجيل و رسائل أبوكريفيه , بالأضافه لطبعات من مخطوطات منفصله .
و سيرا على خطى " لاشمان " , فقد ابتعد كلية عن النص المستلم , و اعتمد بصورة رئيسيه على المخطوطات الأقدم , و لكن نصه الذى أعاد بناءه تقلب كثيرا بناء على دراساته الحديثه و ما كان يكتشفه حديثا , و بالتالى فإن اسهامه فى مجال "اعادة بناء النص " أقل أهميه من اسهاماته بإضافة "مواد" جديده الى مجال النقد .
على الرغم من هذا , فإن طبعته الأخيره من العهد الجديد ( 1859-1872) مع جهازها النقدى المتكامل , ظلت هى الطبعة القياسيه عند العلماء , و حاليا فقط يجرى اعداد بديل لها عن طريق انتاج طبعه جديده فى انجلترا وفقا لنفس المنهج , و لكن الطبعه الجديده تحتوى على نتائج الاكتشافات الحديثه التى لم يعش " تشيندروف " حتى يراها .
و لكن أعظم اكتشافاته هو اكتشاف المخطوطه السينائيه , و نشر المخطوطه الفاتيكانيه .
ان قصة اكتشاف المخطوطه السينائيه قد تداولها الناس كثيرا فى الفتره الأخيره بسبب امتلاك المتحف البريطانى لهذه المخطوطه من حكومة روسيا السوفيتيه , و ظهرت العديد من الأساطير بخصوصها , و التى صدقها بعض السذج , و لهذا يجدر بنا أن نعيد عليكم قصة اكتشافها .
فى الواقع , انها قصة رومانسيه بقدر كاف , كان تشيندروف يبلغ من العمر 29 عاما , و كان له ثلاث طبعات من العهد الجديد , و كان يقوم بأبحاثه تحت رعاية الملك " فريدريك أغسطوس " ملك ساكسونيا .
أثناء رحلة " تشيندروف " مر على دير سانت كاثرين فى جبل سيناء , و هناك و وفقا لقصته ( و التى نجحت بكل جداره أن تقاوم كل النقد الذى وجه لها من أجل تكذيبه ) رأى فى أحد الايام سله بها عدد من أوراق لأحد الرقوق , وعليها كتابه من نوع الحروف الكبيره , و التى علم أنها ستدمر فورا كما جرى نفس الأمر مع العديد من أوراق الرقوق قبلها .
طلبها تشيندروف و قد سمح له أن يحتفظ بها , و عددها ثلاثه و أربعون , و التى ثبت اشتمالها على أجزاء من الترجمه السبعينيه , من كتب أخبار الأيام الأول , أرميا , نحميا , و استير , مكتوبه بيد يظهر عليها أنها أقدم من أى شىء رآه قبل ذلك .
و قد رأى أيضا - و لكن لم يسمح له أن يأخذها معه - عددا من الأوراق من كتب اشعياء و المكابيين , و لم يكن هناك ما يشير الى أن هذه المخطوطه احتوت فى يوم من الأيام على العهد الجديد .
و لكن على أى حال , أن تحتفظ بثلاث و أربعين ورقه من الترجمه السبعينيه أقدم بقرن تقريبا من المخطوطه السكندريه أمر جيد , و قد عاد تشيندروف بهذا النصر الى " ليبزيج" و أودع كنزه فى مكتبة الجامعه و عليها اسم " فريدريك أغسطس " , و قام بنشرها , و لكنه كان حريصا ألا يخبر أحدا عن المكان الذى عثر فيه على هذا الاكتشاف
كان تشيندروف يعلم أنه لا تزال أجزاء متبقيه من هذه المخطوطه يتوجب عليه أن يقتنيها , و لم يشأ أن يلف نظر أى انسان آخر الى هذه المسأله , و لهذا فقد اكتفى بأن يقول أن هذه الأوراق يبدو عليها أنها من مصر أو من المناطق المجاوره لمصر , و قد كان هذا صحيحا , و لكنه جزء صغير من الحقيقه .
بعد ذلك بتسع سنوات , تمكن أن يزور سيناء مرة أخرى , و لكن لم يصل الى سمعه أية أخبار عن هذه المخطوطه , و اعتقد أنه ربما يكون قد تحصل عليها مسافر آخر محظوظ , و ربما يكون ضابطا انجليزيا تناثرت الشائعات حتى وصلت الى مسامعه .
بعد ذلك بست سنوات عاد مرة أخرى , و كان يعمل على المخطوطات الموجوده فى ذلك الدير , و لكن لم يصل الى مسامعه أية أنباء عن كنزه المفقود بعد , و فى مساء اليوم الأخير من اقامته , انتهز فرصة و عرض على مضيفه فى الدير نسخة لطبعه من الترجمه السبعينيه و التى كان قد أصدرها منذ سنوات قليله .
حينها , أخبره مضيفه فى الدير أنه أيضا يمتلك نسخة من الترجمه السبعينيه , و تناول من على الرف حزمه ملفوفة فى قماش , و عرضها على تشيندروف الذى أصيب بالدهشه , فقد تبين له أنها تنتمى لمخطوطته التى يبحث عنها .
لقد كانت جائزة تفوق أقصى تصوراته , ليس فقط أنه وجد 199 ورقة أخرى من العهد القديم , و لكنه وجد أيضا العهد الجديد كاملا من بدايته لنهايته و معه رسالة برنابا و كتاب راعى هرماس .
عكف تشيندروف - المفعم بالسعاده- على نسخ رسالة برنابا طوال الليل , و تساءل عن امكانية أن يصطحب المخطوطه معه الى القاهره من أجل أن ينسخها .
كان رئيس الدير غائبا , و قد اعترض أحد الرهبان , و بالتالى فقد غادر تشيندروف بدون هذه المخطوطه , و لكن لما عرض الأمر على رئيس الدير فى القاهره , و قد كان الدير له فرع هناك , وافق على ذلك , و أرسل أحدهم على جمل ليحضرها ل " تشيندروف " , الذى بدأ هو و مساعدوه بنسخ المخطوطه ورقة تلو ورقه .
فى تلك الأثناء , اقترح تشيندروف أن يعرض الرهبان المخطوطه على القيصر حامى الكنيسه اليونانيه , و بما أن الرهبان رغبوا فى استمالة القيصر بخصوص انتخابات متنازع عليها جرت فى أسقفية سيناء , فقد مالوا الى قبول هذا العرض .
استمرت المفاوضات لفترة طويله , كما هو معتاد فى الشرق , و لكن بعد تسعة شهور , سمح ل " تشيندروف " أن يصطحب المخطوطه معه الى " سانت بترسبرج " لكى يراقب طباعتها , و بعد فترة قصيره تم تعيين رئيس الأساقفه ذلك فى منصبه كما كان يأمل.
كان تشيندروف يعمل باتفاق تام مع رؤساء الدير , و لما تأخر القيصر فى رد الهديه و التى كانت تنتظر كعادة شرقيه , تدخل تشيندروف مرة ثانيه , و جمع مبلغا كبيرا من المال ( فى تلك الأيام) حوالى 9000 روبل , و عددا من أدوات الزينه و وهبها لهم .
أثنى كل المعاصرين على ما فعله تشيندروف , فقد كان الرهبان ( و الذين لم يكونوا يقدرون المخطوطه فى بداية الأمر ) يرغبون فى جائزة قيمه نظيرها .
أما الأجيال التاليه فهى فقط التى ندمت على زرع الطمع فى نفوس هؤلاء الرهبان , و لكن فى جيل تشيندروف الذى أعطى الرهبان هذه العطيه , كان الجميع راضيا , و قد ظل تشيندروف على علاقة طيبة بهم الى آخر حياته .
لقد كان تشيندروف راضيا بلا شك , فقد أظهر الى النور مخطوطة تحتوى على كل العهد الجديد تقريبا , تقريبا نصف العهد القديم , و هى أقدم بحوالى مائة عام من أى مخطوطه أخرى كانت موجوده حينها باستثناء المخطوطه الفاتيكانيه غير السليمه بدرجة كبيره .
ان المخطوطة السينائيه كتاب رائع , مكتوبه فى أربعة أعمده و بأجمل الخطوط المستخدمه فى الحروف الكبيره , و على أوراق رقوق جيده تبلغ قياساتها حوالى خمسة عشر بوصه فى ثلاثة عشر و نصف بوصه , و سليمه بنحو جيد .
نشرها تشيندروف كاملة فى صورة نسخه عام 1862 م , و قد عرضت بعض أوراقها فى معرض لندن العظيم فى ذلك العام , و فى عام 1911م نشرت صحافة جامعة أكسفورد صور فوتوغرافيه من العهد الجديد , و أعقبتها بصور فوتوغرافيه للعهد القديم عام 1922م , بناء على الصور التى التقطها البروفيسور " كيرسوب ليك " و تحت رئاسته .
ظلت المخطوطه فى " سانت بيترسبرج " حوالى ثلاثة أرباع القرن , الى أن تمكنت الحكومه السوفيتيه من شرائها , و بعد مفاوضات مطوله دخلت الى المتحف البريطانى فى وقت الكريسماس , 1933م , و هناك - كما نأمل - وصلت الى مكانها الأخير , جنبا الى جنب مع المخطوطه السكندريه .
واكب اكتشاف هذه المخطوطه حادث هزلى , و الذى طفا على سطح الأحداث فى وقت شرائها بواسطة المتحف البريطانى .
كان هناك رجل يونانى مبدع اسمه " سيمونيدز ", أحضر الى انجلترا حوالى عام 1855م بعض المخطوطات , و من بينها مؤلف يزعم أنه تاريخ لمصر كتبه مؤلف يونانى اسمه " أورانيوس " .
و قد ترك هذا أثرا حتى على بعض النخبه , فقد بدأ عالم ألمانى بارز يدعى " ديندروف " بإعداد طبعة منها من أجل صحيفة أكسفورد , و قد طبعت بعض صفحاتها بالفعل , الى أن لاحظ عالم ألمانى آخر أن الأحداث الزمنيه المسجله بها منقوله من عمل معاصر بدون أدنى شك .
لقد كان التزوير واضحا , و تم ايقاف العمل على الفور , و الأوراق التى بقيت منها تثير الفضول .
( و أيضا يمكن أن يضاف أن "سيمونيدز" زعم أنه عثر من بين بعض المجموعات المصريه التى توجد عند رجل من ليفربول على مخطوطه للقديس " متى " كتبت بعد خمس عشرة عام من الصعود , و أجزاء من مخطوطات تعود للقرن الأول لرسائل القديس يعقوب و القديس يهوذا , مع أشياء أخرى مدهشه , و التى نشرها فى نفس عام نشر المخطوطه السينائيه , و لكنها أخفقت فى اثبات أصالتها , و لا يزال من الممكن أن تشاهدها حتى اليوم فى ليفربول , و أن تتعرف كيف أن العلم بالبرديات كان قليلا حينها )
بسبب هذه الأحداث , فقد أقحم تشيندروف فى الجدال الدائر حول " كتاب أورانيوس " و قد تذمر ضده " سيمونيدز " , و الذى ادعى أن " كتاب أورانيوس " عمل أصلى , بينما أنه هو بنفسه قد قام على نسخ كل المخطوطه السينائيه فى مدة ستة شهور فى عام 1840 م فى جبل " آثوس " اعتمادا على طبعه فى موسكو للكتاب المقدس اليونانى .
ان هذه القصه تعج بالمستحيلات , ففى عام 1840م كان " سيمونيدز " لا يزال فى الخامسة عشره من عمره , و لم يكن من الممكن له أن يتحصل على 350 ورقه من رق قديم , و لا يمكن له أيضا أن ينسخها فى الوقت الذى زعمه .
ان هذه المخطوطه لم تكتبها يد واحده , و لكن بواسطة ثلاثة نساخ على الأقل , و عليها تصحيحات قام بها عدة نساخ آخرون , و لا يوجد نسخه لكتاب مقدس فى موسكو يمكن أن تكون قد نسخت منه , و بالتالى فإن قصة " سيمونيدز " تعتبر واحده من الجرائم الهزليه , انها طريفه و لكنها لا تستحق أن يلتفت لها و لو للحظة واحده .
قام تشيندروف بنشر المخطوطه السينائيه فى عام 1862م , ثم حول اهتمامه بعد ذلك الى المخطوطه الفاتيكانيه , و التى كان قد نشر لها طبعتان بواسطة الكاردينال " ماى " فى أعوام 1857م و 1859م , و التى كان بينهما اختلافات كثيره لدرجة أنه لا يمكن الوثوق بأى منهما .
زار " تشيندروف " روما فى عام 1866 , و بصعوبة بالغه سمح له أن يفحص بعض الفقرات المحدده من المخطوطه الفاتيكانيه فى مدة أربعة عشر عاما , و خلال ثلاث ساعات فقط من العمل يوميا , و خارج نطاق هذا الإذن الذى حصل عليه فقد تمكن من نسخ عشرين صفحه بالكامل , ثم حجبت المخطوطه بعد ذلك .
بالرغم من ذلك , فقد تمكن - بناء على نتائج بحثه- أن ينشر فى عام 1867م طبعة قطعت شوطا طويلا فى تقديم الأدله الخاصه بهذه المخطوطه بين أيدى العلماء , و قد أكمل هذا العمل فى عام 1868م بطبعة للعهد الجديد ( تبعها بعد عدة أعوام العهد القديم ) أعدت من أجل الفاتيكان خاصة بواسطة " فيرسيلونى " و " كوزا " .
و بهذه الطريقه , فقد امتلك دارسو العهد الجديد بحلول عام 1868م نسختين عظيمتين للكتاب المقدس أقدم بمائة عام مما كان بحوزتهم حينذاك .
و بالتالى فقد وجد دافع قوى من أجل القيام بعملية تنقيح دقيقه للنص اليونانى الشائع الاستعمال , لأن هاتين المخطوطتين الجديدتين لا تدعمان النص المستلم و مع ذلك فإن كل الدارسين تقريبا اعتبروهما ذات مقام أعلى من النص المستلم .
أصدر تشيندروف نفسه فى عام 1969-1872م نصا منقحا للعهد الجديد معتمدا على المخطوطتين السينائيه و الفاتيكانيه بصورة رئيسيه , مع جهاز نقدى متكامل للقراءات المختلفه فى كل النصوص المهمه الموجوده و الترجمات الرئيسيه و اقتباسات الآباء الأوائل .
و تظل هذه الطبعه أكثر النسخ نفعا للعلماء حتى يومنا هذا , بالرغم من احتياجنا الى الانتفاع بنتائج الاكتشافات الجديده و التى يتوجب علينا أن نشرحها , و قد قامت بهذه المهمه لجنه انجليزيه , و التى نشر أول جزء من عملها ( انجيل مرقص , نشر بواسطة
Rev. S. C. E. Legg )
منذ فتره ليست بالبعيده .
فى انجلترا خصوصا , و حيث كانت هناك رغبة قويه فى القيام بعملية التنقيح , و قد لبيت هذه الرغبه بطريقتين .
من ناحيه , فقد قام عالمان بارزان من كامبريدج هما ويستكوت و هورت بإعداد نص يونانى منقح للعهد الجديد , مع شرح كامل للأسس التى سار عليها عملهما , و من ناحية أخرى , فقد عين المجمع الكنسى الإنجيلى فى كانتربرى لجنة فى عام 1870م مهمتها اعداد طبعه منقحه للكتاب المقدس الموجود باللغه الإنجليزيه .
و قد سار العملان جنبا الى جنب , و قد قدمت نتائج العملين الى العالم بصوره متزامنه فى مايو 1881م .
لقد كان ويستكوت و هورت من أعضاء لجنة المراجعه , و تحملا نصيبا كبيرا من العمل فيها
و بالتالى فإن النسخه المنقحه و ان كانت لا تعبر عن رأيهما بدقه , الا أنها مصطبغه بآرائهما بشكل كبير , و كان لطبعتهما تأثير تاريخى عظيم على كل مسار النقد النصى اللاحق لهما , لدرجة أنه من الضرورى أن نفهم تعليقهما و النظريات التى أرسوها حتى نتفهم المشكلات التى يجب أن نتعامل معها فى يومنا هذا .
لقد استخدم "ويستكوت و هورت" المواد التى جمعها تشيندروف الاستخدام الكامل , و فى الحقيقه , فإن أهم ميزه لعملهما هى الأهميه الكبيره التى أضفوها على المخطوطه الفاتيكانيه التى اعتبروها فى المقام الأول , ثم المخطوطه السينائيه التى اعتبروها فى المقام الثانى بعدها .
و سيرا على القواعد التى أرساها "جريسباخ" , كما شرحنا بالأعلى , فقد قسموا كل المستندات الى أربع عائلات :
1- مجموعه سموها " المجموعه المحايده " و يمثلها بصوره رئيسيه المخطوطه الفاتيكانيه و المخطوطه السينائيه , و يدعهما بصورة تزيد أو تنقص حوالى ثمانية أو عشرة مخطوطات متأخره من مخطوطات الحرف الكبير , و عدد من مخطوطات الحروف الصغيره التى لم يطرأ عليها - بصوره تزيد أو تنقص- تنقيح الى النص القياسى , و عدد من الترجمات القبطيه ( و التى كان اقدمها و هى " الترجمه الصعيديه" غير معروفه بشكل جيد) , و العالم السكندرى الكبير " أوريجين" الذى يعود الى أوائل القرن الثالث الميلادى .
2- مجموعة أخرى صغيره و غير محددة المعالم , وجدت فى مصر , و لكنها ليست متوافقه مع "مجموعة المخطوطه الفاتيكانيه " , و التى أسموها " المجموعه السكندريه " .
3- مجموعة أخرى اسموها " المجموعه الغربيه " , لأن ما يمثلها بصورة رئيسيه هى الترجمه اللاتينيه القديمه , و المخطوطه بيزا ( و التى يوجد بها نص لاتينى بجانب نص يونانى ) , و يوجد آثار لها فى العديد من مخطوطات الحرف الصغير , و المخطوطه السيريانيه القديمه الوحيده التى كانت معروفه حينها , و فوق كل ما سبق , كل اقتباسات آباء الكنيسه الأوائل تقريبا , و هذه العائله لها أهمية بسبب عمرها , و يميزها انحرافها الشديد ( خصوصا فى سفر لوقا و سفر الأعمال ) عن كل من " المجموعه المحايده " , و عن " النص المستلم " .
4- عدد كبير من المستندات المتأخره و التى أسموها " المجموعه السيريانيه " , لأنهم ظنوا أن هذا النوع من النصوص , و الذى ساد فى كل أرجاء الكنيسه الشرقيه فى نهاية المطاف يعود أصله الى عمل تنقيحى بدأ فى المناطق المجاوره لأنطاكيه التى توجد فى سوريا , و ذلك تقريبا عند أواخر القرن الرابع الميلادى .
تم اقصاء "المجموعه السيريانيه " كما فعل جريسباخ و لاشمان , لأن (كما سبقا و قالا لأول مره ) ليس فقط أن المستندات التى تحتويها متأخره زمنيا , و لكن أيضا لأنه لا توجد قراءه خاصه بها عند أى كاتب قبل " ذهبى الفم " , و الذى كان يعمل فى أنطاكيه فى أواخر سنوات القرن الرابع .
و قد اعتبرا " النص الغربى " أقل فى القيمه من " النص المحايد " بناء على الدليل الداخلى , و أن قيمته تقل أيضا بسبب أن شواهده مختلفه كثيرا فيما بينها .
قال ويستكوت و هورت أن "النص السكندرى" يختلف مع "النص المحايد" فى تفاصيل غير ذات قيمه , و لكنهما اعتقدا أن " النص المحايد " و بالأخص المخطوطه الفاتيكانيه قد وصلت الينا دون أن يطرأ عليها فساد مؤثر فى العصور القديمه .
و بالتالى فقد ألقوا بكل ثقلهم و ايمانهم على " المجموعه المحايده " فقط , و لم يفارقوا ما تقول به المخطوطه الفاتيكانيه إلا فى مواضع معدوده قليله , أو فى المواضع التى يظهر فيها وجود خطأ من الناسخ بكل جلاء .
عن طريق ويستكوت و هورت , فإن الطالب الذى يدرس الكتاب المقدس قد امتلك أخيرا نصا يونانيا مؤسسا على أقدم المستندات , و معه نظريه نقديه متكامله تدعم هذا النص .
و قد امتلك القارىء الإنجليزى فى " الترجمه المنقحه " ترجمة و إن لم تكن قد أخذت مباشرة أو بالكامل من نص ويستكوت و هورت , الا أنها على الأقل أصح بكثير من " النص المستلم " الذى كان بين يدى صناع " الترجمه المعتمده " , و التى شاع استخدامها فى العالم منذ ذاك .....حتى الآن كان المكسب واضحا .
بالرغم من ذلك , و لسوء الحظ , فإن المترجمين لم يطيعوا التعليمات التى أمروا بها , بألا يدخلوا تغييرات بقدر الإمكان على نص " الترجمه المعتمده " , مع أداء عملهم بإخلاص فى نفس الوقت, و لكن من الواضح أنهم فسروا معنى " الإخلاص " على نطاق أوسع .
هناك عدد من التغييرات الطفيفه تسببت فيها الحذلقه العلميه , التى لم تراعى النظم الداخلى لتراث مترجمى الملك جيمس , و تسببت بصد القارىء و الذى وجد أن أشهر الفقرات فى أشهر المواضع من كتابه المقدس ( الأناجيل) قد قدمت له بصوره مغايره دون وجود تفسير مقنع لهذا الأمر .
و بالتالى , أثر هذا تأثيرا سلبيا عظيما على قبول الناس ل " النسخه المنقحه " كبديل ل " النسخه المعتمده " , و لكن لا يجب علينا فى ذات الوقت ألا نغفل عن مزايا هذه الترجمه - أى الترجمه المنقحه - .
حيثما يكون الإختلاف بين الترجمتين بسبب النص المترجم ذاته , فمن الواضح جدا أن ما ورد فى " الترجمه المنقحه " هو الصحيح , بالرغم أن بعض العلماء المعاصرين قد يفضلون أن توضع القراءات المغايره فى الهامش فى بعض الحالات ( بسبب تحفظهم الشديد فى قبول القراءات المغايره) .
كذلك , فإن بعض الصعوبات التى كانت توجد فى " الرسائل " قد انجلت , بسبب اتضاح المعنى الذى كان يقصده بولس نتيجة الدراسات المضنيه .... كان للتغييرات التى حدثت على نص الأناجيل الأثر السلبى الأكبر , و بما أن هذه الكتب - أى الأناجيل - كانت الأكثر شيوعا بين الناس , فقد أثرت على حكم الناس على الترجمة كلها بالسلب .
علاوه على ما سبق , فإن " الترجمه المنقحه للعهد القديم " و التى صدرت بعد ذلك فى عام 1885م , لم تتعرض لنفس النقد السابق , لأنه لم يتوافر بين أيدى المترجمين نص جديد , فقد كان النص العبرى بين أيديهم هو نفس النص الذى يعود لعام 1611م , و كذلك لأنهم لم يتعهدوا أن يدخلوا تغييرات من " الترجمه السبعينيه " .
من ناحية أخرى , فإن فهم العبريه قد أحدث تقدما هائلا منذ زمن " الترجمه المعتمده " , و كان بوسع المترجمين أن يلقوا الضوء على العديد من الفقرات الغامضه و خصوصا تلك التى توجد فى كتب الأنبياء .
بشكل اجمالى , فقد كانوا حذرين من ادخال أية تعديلات الا اذا تطلبها نظم الكلام , و قد كانوا يتعاملون - فى معظم الأحيان- مع نص ليس مألوفا لدى الناس بعكس الأناجيل , و بالتالى فإن عملهم هذا لم يلق تذمرا واسعا , و قد اعترف بنفع هذا العمل بشكل عام .
ان أى طالب جاد يدرس الكتاب المقدس بالإنجليزيه و يهمل فى دراسته " الترجمه المنقحه " سيخسر الكثير بكل تأكيد .
صحيح , أن " الترجمه المنقحه " لا تمثل أعظم الأعمال باللغه الإنجليزيه , و صحيح أنها لا تقص علينا القصه المقدسه بلغة ملوكية فخمه , الا أنها تعطينا نصا أكثر دقه خاضعا لمقاييس البحث العلمى بدرجة أكبر , و اذا أردنا أن نتأكد من المعنى الذى يقصده الكتاب المقدس , فلا بد أن نحرص على مطالعة " النسخه المنقحه "
على كل طالب يرغب فى دراسة الكتاب المقدس أن ينتفع بكلتا الترجمتين , فإحداهما تفيده فى ايضاح المعنى بناء على التراث الأدبى المشروح بشكل كبير , و الأخرى تفيده فى معرفة النص الأدق و المعنى الحقيقى لكلمة الحياه .
نور الإسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نور الإسلام
البحث عن كل مشاركات نور الإسلام
مواقع النشر (المفضلة)
Digg
del.icio.us
StumbleUpon
Google
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1
( الأعضاء 0 والزوار 1)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
BB code
is
متاحة
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
قوانين المنتدى
الانتقال السريع
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
إسلاميات
هدي الإسلام
أبواب الدعوة
شبكات تواصل دعوية
خطب إسلامية
أبواب التوبة و قصص التائبين
لماذا أسلموا؟؟
المنتديات المسيحية
نصرانيات
لاهوتيات
مناظرات وحوارات
الأخبار والمقالات
أخبار منوعة
الإسلام والعالم
الإسلام في أوروبا
الإسلام في أسيا
الإسلام في أفريقيا
المقالات
مكتبة طريق الخلاص
المكتبة العامة
كتب ومراجع إسلامية
كتب ومراجع مسيحية
المواضيع المتشابهه
الموضوع
كاتب الموضوع
المنتدى
مشاركات
آخر مشاركة
محمد في الكتاب المقدس
نور الإسلام
كتب ومراجع مسيحية
0
30-05-2013
06:34 AM
الملكوت في الكتاب المقدس
نور الإسلام
لاهوتيات
0
15-05-2013
06:09 PM
محمد في الكتاب المقدس
نور الإسلام
لاهوتيات
0
30-09-2012
04:49 PM
تحريف الكتاب المقدس
نور الإسلام
لاهوتيات
0
06-08-2012
11:54 AM
فساد أنبياء الكتاب المقدس
نور الإسلام
لاهوتيات
0
06-08-2012
11:30 AM
الساعة الآن
07:08 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By Almuhajir
الأرشيف
الأعلى
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22