صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم > الإسلام في أوروبا

الإسلام في لاتفيا (2)

الإسلام في لاتفيا (2) الخميس 05 مايو 2011 نعرض في حلقتنا اليوم إلى حال الإسلام ومن ثم المسلمين في لاتفيا, تعتبر لاتفيا إحدى دول أوروبا الشرقية و البلطيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-2012 ~ 07:48 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي الإسلام في لاتفيا (2)
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


لاتفيا, الإسلام

الإسلام في لاتفيا (2)
الخميس 05 مايو 2011

نعرض في حلقتنا اليوم إلى حال الإسلام ومن ثم المسلمين في لاتفيا, تعتبر لاتفيا إحدى دول أوروبا الشرقية و البلطيق كما ذكرنا من قبل,ولقد طرق الإسلام أبواب قارة أوربا من الجهة الشرقية، وذلك بمحاولات المسلمين المتكررة لفتح القسطنطينية منذ خلافة معاوية بن أبي سفيان(41- 60هـ).
دخل العرب إلى أوروبا الشرقية من ناحية دربند في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي ففي عام119هـ-737م غزا مروان بن محمد أرمينية فدخل من باب اللان، ومر بأرض اللان كلها حتى خرج منها إلى بلاد الخزر. وبرغم الحروب الطويلة بين الدولة العباسية والدولة الخزرية، دامت العلاقات التجارية بين الدولتين، وتوسعت حتى زار تجار المسلمين المدن الخزرية في شمال بحر الخزر، وحلوا بها وبنوا بها دورهم ومساجدهم.
وكانت دولة الخزر على جزء صغير من شرق أوروبا، وانتشر الإسلام في جزء منه أوسع، إذ تكونت دولة إسلامية باسم بلغار في مجمع نهري كاما (جلمان) والفولجا (إتل) في أواخر القرن الثالث الهجري، وبداية القرن الرابع الهجري - التاسع والعاشر الميلاديين-.
وتمت مراسلات ومفاوضات مع الخليفة المقتدر بالله العباسي، وزارت بلاد البلغار بعثة من قبل الخليفة المقتدر،وحافظت بلاد البلغار على علاقاتها التجارية النشيطة بالبلاد الإسلامية المجاورة لها في الجنوب لمدة ثلاثمائة عام، واستفادت بطرق التجارة والسفن التي تتصل بالقوقاز وخوارزم، هذا وما يعرف عن المجتمع البلغاري وسياسة المملكة البلغارية وثقافتها وعلمائها قليل، وقد فوجئ المسلمون وغيرهم من القاطنين في شرق أوروبا بفطاحل المغول من أقاصي آسيا في القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي،وغلبوهم في أكثر من موقعة, واستولوا على أراضي البلغار والروس الصقالبة حتى وصلوا إلى حدود أوروبا الغربية.

وأعطى الغزو المغولي لأوروبا الشرقية في العقدين الثالث والرابع من القرن الثالث عشر الميلادي إطاراً سياسيا لشعوب السهوب الذين اجتمعوا في تلك المنطقة، فأقام المغول عاصمة على نهر الفولجا الأسفل، وأسسوا أسرة حاكمة من نسل باتوخان الذي فتح روسيا وهو حفيد (جنكيز خان)، وكان المغول قليلي العدد، وكانوا يعتمدون اعتماداً كبيراً على (القبجاق)، ومع الوقت تحدثوا بلغتهم واندمجوا فيهم، وقد عرفت دولتهم في المصطلح الروسي وبالتالي الأوروبي باسم القبيلة الذهبية: الجيش الذهبي.

ومع تحول هذه الدولة إلى الإسلام في أواخر القرنين السابع والثامن الهجريين-الثالث عشر والرابع عشر من الميلاد,أصبحت هناك دولة إسلامية تسيطر على كل أوروبا الشرقية من البلطيق إلى البحر الأسود، وفي شبه جزيرة القرم، وفي وديان الأنهار الكبيرة، وخصوصاً على طول نهر الفولجا، وأدت موجات الاستيطان والدخول إلى إيجاد شعب إسلامي ضخم ونشيط يقطن مدناً مزدهرة.

وتعتبر منطقة شرق أوروبا أرض خصبة للدعوة الاسلامية وطالب المشايخ والدعاة المعروفين بتوجيه جانب من نشاطهم لهذه المنطقة التى تمتد جغرافيا لتشمل أكثر من 18 دولة تقع لاتفيا ضمنها.
أوضح مدير مكتب شرق أوروبا بالاتحاد أن عدد المسلمين فى دول شرق أوروبا يتجاوز 35 مليون مسلم،كلهم من أهل البلاد الاصليين،عدا أقل من نصف مليون من الوافدين من ذوى الأصول العربية, وتختص دولة لاتفيا بحوالي 10000مسلم .

وأضاف:" أن منطقة شرق أوروبا سقطت فترة من الحسابات الدعوية ل" سبب تاريخى يرجع إلى سقوط الخلافة الإسلامية -التى ربطت الجزء الاساسى وهو دول الشرق الاسلامى بالاطراف التى تمثل دول وسط اسيا ودول شرق أوروبا-،وحينما سقطت الخلافة انفرط هذا العقد فضاعت هذه البلاد وراء أسوار الشيوعية"،وقال:" إن أسلوب الدعوة فى شرق أوروبا يعتمد على تأهيل المسلمين المحليين لبناء تلك البلاد.....".ويعرف عن اللاتفيون أنهم متحفظين ورسميين ,إضافة إلى أنهم ودودين,لذلك يذكر أن عدد الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام ويدخلون فيه يزداد.

هذا وتذكر رئيسة الشؤون الدينية والاجتماعية التابعة لوزارة العدل في "لاتفيا": إن رؤساء الجاليات الإسلامية الحاليين في "لاتفيا" يذكرون أنه يعيش في "لاتفيا" حوالى 10 آلاف شخص يعتنقون الإسلام، ولكن البيانات المتاحة لدينا تشير إلى أنه - على سبيل المثال - في عام 2009 تم تسجيل 300 شخص فقط في 15 جالية.إلا أنها أضافت:" أن البيانات الرسمية لدينا لا تسجل هذه الزيادة.ولم يلاحظ تزايد عدد الجاليات الإسلامية,حيث كانت المرة الأخيرة التي سجل فيها تزايد عدد الجاليات الإسلامية في عام 2005.

أما عن المؤسسات و المنظمات الإسلامية فهناك المركز الثقافي الإسلامي ,واتحاد الجاليات الإسلامية في العاصمة ريجا,ويوجد مسجد السلام في فينتسبيلس,وهناك بعض المواقع الإلكترونية التي تخدم الجالية الإسلامية على سبيل المثال موقع ومنتدى اللغة اللاتفية و الموقع الرسمي للجالية الإسلامية, ومما يؤسف له عدم وجود مدارس ولا جامعات تخدم المسلمين.

ومن ناحية أخرى وافق برلمان جمهورية "لاتفيا"على تذكية اللحوم بالطريقة الإسلامية الشرعية،التي ترفض الصعق قبل الذبح،ثم القيام بتصدير تلك اللحوم إلى "السويد" التي تمنع من التذكية الشرعية بناء على مزاعم حقوق الحيوان التي ترى أن هذه الطريقة الشرعية في التذكية لا تتناسب مع الرفق بالحيوان.

ولكن من جهة أخرى تعاني الأقليات في أوروبا الشرقية عموماً وفي لاتفيا خاصة من مشكلات مشتركة وهي:

• التمييز العنصي والديني والذي جر معه إشكالات اقتصادية بسبب التمييز في الحصول على فرص عمل مما أثر ذلك في التعليم والثقافة إذ فرضت القوانين التعسفية على أبناء الأقلية المسلمة مما منعها من الإلتحاق بالمدارس والجامعات الحكومية.

• غياب الهوية الأسلامية: إذ يشعر الكثيرون بفقدان التمييز في الشخصية الاسلامية وضعف التأثير الإيجابي على قضاياومتطلبات البلاد.

• الاضطهاد الشيوعي للمسلمين: والذي منع المسلمين من الإتصال بأخوانهم في أرجاء العالم حسيّاً ومعنوياً ومحاولة الحكومات الشيوعية مع الهوية الاسلامية للمسلمين.

• الكراهية فمعظم بلاد أوروبا الشرقية حكمها المسلمون زمنا طويلاً ثم انتهى الحكم الاسلامي فيها والأنظمة الحالية تعمل على رسم صورة مشوهة للفترة التي حكم فيها المسلمون أوروبا الشرقية مستندين لبعض الأخطاء التي وقعت من الأتراك والتتار آنذاك.
• العمل من أجل الكسب المادي . وقد أدى التركيز على هذا الهدف إلى إغفال العديد من المهام الأخرى التربوية والتنشيئية والاجتماعية والدينية.
• التمسك بمعتقدات لا تطابق بالضرورة حقائق الإسلام ومبادئه الحق.
• غياب رؤية موحدة بين الجاليات المسلمة، وغياب التنسيق اللازم لتحقيق الأهداف المشتركة على المستوى التربوي أو الاجتماعي أو الديني، وسيادة خلافات تعود لتنوع الجنسيات الأصلية.كما أن المسلمين يعانون تعدد الأطراف التي تتجاذبهم، "فالمسلم مطالب بالانتماء إلى عقيدته.
• لا تتوفر مصادر تمويل محلية رسمية أو أوقاف المراكز الإسلامية بالمقارنة بما عليه الحال فى هذا الشأن فى الدول الاسلامية.
وأخيراً فإن النهوض بالأقليات المسلمة لا بد أن يبدأ من داخل هذه الأقليات، التي يجب أن تنظم صفوفها، وتوحد كلمتها، وتعمل على تقوية نفسها، والمشاركة في صنع القرار داخل الدولة التي تعيش فيها، وذلك باستغلال الظروف المحيطة بها بذكاء، كما فعلت الأقلية اليهودية في الغرب,ويجب على العالم الإسلامي دعم هذه الأقليات والدفاع عن حقوقها؛لتقف في وجه التحديات التي تواجهها.
فالدين الإسلامي دين واحد للجميع, وإذا أردنا التطور والتقدم فعلينا أن نتلاحم وننسى أحقادنا الداخلية، متعاونين مع المؤسسات الحكومية لخلق مناهج نستطيع أن نبني بها جالية إسلامية متآخية, والفرصة متاحة أمام الإسلام اليوم ليصبح الديانة الأولى للقرن الجديد في العالم كله،لكن هذه الفرصة تظل قابلة للضياع إذا لم نضطلع نحن المسلمون بوضع الأساس القوي لعمل تعاوني مخلص بين علماء الإسلام، مهمته إحداث تغيرات رئيسة في المواقف والمداخل تُبنى على أساس عقدي،وتجعل الحركة الإسلامية أكثر حيوية،وتزيل الصدأ الذي علا الدعوة الإسلامية من خارجها،وبذلك يستعيد الإسلام مكانته الأولى في العالم كله.
وفقنا الله جميعاً إلى ما فيه خير ديننا ودنيانا وإلى الملتقى في موضوع آخر إن شاء الله.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لاتفيا, الإسلام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإسلام في لاتفيا مزون الطيب الإسلام في أوروبا 0 02-03-2012 07:48 PM


الساعة الآن 04:25 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22