صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > المنتديات المسيحية > لاهوتيات

لاهوتيات دراسات حول الكتاب المقدس والتاريخ الكنسي

يعقوب أخ الرب

كان يعقوب أخاً ليسوع المسيح بحسب الجسد ، ولعل هذا يبدو بوضوح من استهلال رسالته إلى الذين فى الشتان إذ قال : « يعقوب عبد اللّه والرب . وهو

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-2012 ~ 12:27 PM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي يعقوب أخ الرب
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


كان يعقوب أخاً ليسوع المسيح بحسب الجسد ، ولعل هذا يبدو بوضوح من استهلال رسالته إلى الذين فى الشتان إذ قال : « يعقوب عبد اللّه والرب يسوع المسيح . وهو فى هذا المعنى يتراجع ليأخذ مكانه فى الصف الوديع بين سائر التلاميذ ويكشف لنا أنه « وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد - كما يقول الرسول بولس - لكن الآن لا نعرفه بعد » ( 2 كو 5 : 16 ) .. وأن علاقة الانتساب الجسدى بالمسيح لا تعطى ميزة لأحد على الإطلاق ، ولا تعد شيئاً إزاء العلاقة الروحية فى ذاك الذى جاء ليجمع المتفرقين إلى واحد ، ... بل إنه إذا كان هناك ما يثير ويدعو إلى التساؤل والدهشة والتعجب ، فهو كيف أن إخوة المسيح عاشوا معه تحت سقف واحد، ومع ذلك لم يؤمنوا به ، .. ما أكثر ما تعلمنا قصة يعقوب أخى الرب من دروس وحقائق ومن ثم يحسن بنا أن نتابعها فيما يلى :

يعقوب ومن هو !!؟


عندما تحدث بولس إلى الغلاطيين وصف يعقوب بأنه أخو الرب ، وهو قطعاً يشير إلى تلك الأخوة المرتبطة بالجسد ، والتى يبدو فيها يعقوب أخاً على الأساس الجسدى ، وإلا لما كانت ثمة تفرقة بينه وبين بطرس أو سائر التلاميذ إذا كان المعنى المقصود روحياً ، وهذا يدعونا للسؤال عن هذه الأخوة حسب الجسد ، ... نود الإشارة باقتضاب إلى النظريات المختلفة فى الموضوع ، فنظرية جيروم التى قال بها عام 383 م ، ويتلاقى معه فيها أوغسطينوس هى أن يعقوب كان ابن خالة المسيح ، ويعتقد القديس جيروم أن يعقوب واحد من الرسل الاثنى عشر ، وحيث إنه لا يمكن أن يكون يعقوب بن زبدى الذى مات أول الرسل شهيداً بسيف هيرودس ، فلابد أن يكون يعقوب بن حلفى ، وحيث أن هناك أماً هى مريم أم يعقوب الصغير ويوسى وكانت احدى الواقفات إلى جانب مريم المجدلية وأم ابنى زبدى كما ذكر متى ( مت 27 : 56 ) فلابد أن تكون هى مريم زوجة كلوبا التى ذكرها يوحنا ( يو 19 : 25 ) حسب القول : « وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية » وعلى حد تصور جيروم ، إن التعبير ينصرف إلى ثلاث سيدات وليس أربعاً ، وعليه فإن أخت أمه مريم زوجة كلوبا هى أم يعقوب ويوسى ، وليست القراءة : أمه وأخت أمه باعتبار أنهما أختان وقفتا إلى جانب مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية ... ونقطة الضعف فى رأى جيروم أنه لا يقبل التصور أن تكون للعذراء أخت اسمها مريم ، هى أم يعقوب ويوسى ، ... وجيروم يتمسك برأيه ، مدفوعاً على الأغلب باستمرار عذراوية مريم العذراء ، ويحاول دعم موقفه بالقول إن كلمة رسول التى وصف بها يعقوب فى رسالة غلاطية لا يمكن أن تنصرف إلى غير الاثنى عشر ، ... وهو رأى غير صحيح لأن بولس وهو من غير الاثنى عشر دعى رسولا كما هو ثابت فى رسائل رومية وكورنثوس وغلاطية ، وبرنابا دعى أيضاً رسولا ( أع 14 : 14 ، 1 كو 9 : 6 ) وسيلا ( أع 15 : 22 ) وأندرونكوس ديونياس ( رو 16 : 7 ) ... على أن هناك نظرية أبيفانس وهى فى 370 م وتقوم على أساس أن هؤلاء الإخوة هم أبناء يوسف من زواج سابق ، ويميل لهذا الرأى الأسقف لايتفوت ، ووجد من قال إن كلوبا أو حلفى كان أخا ليوسف ، وإن الأب مات مبكراً وإن يوسف ضم أولاد أخيه إليه ، وحسبهم أولاده ، فإذا هم إخوة ليسوع المسيح على اعتبار أن يوسف هو أبو المسيح بالتبنى حسب ما هو شائع أو معروف عند اليهود ، ... وعلى أساس نظرية إبيفانس يكون يعقوب أكبر سناً من المسيح ، والمعترضون على هذا الرأى يقولون إن المسيح بهذا المعنى لا يكون البكر الذى يمكن أن يرث عرش داود ، والآخذون بهذا الفكر أو الفكر السابق لا يتصورون أن العذراء يمكن أن تكون قد ولدت بعد المسيح آخرين ، ... على أن هناك نظرية هلفيدس وتقوم على أن الزواج مقدس ، ولا يقلل من مركز العذراء فى شئ أن تتزوج وتأتى بأولاد آخرين ،
( من ناحبة الأم ) ويكفينا هنا الآن أن يعقوب كان أخاً للمسيح بالمعنى الذى يربطه حسب الجسد

!! .
على أنه من المعتقد أنه عاش حياة متقشفة ربما كانت بسبب حرصه العميق على التدقيق فى الحياة على نهج يقرب أن يكون فريسياً ، حتى إن البعض أطلق عليه « الفريسى المسيحى » ، وقد نقل يوسابيوس المؤرخ المسيحى عن كاتب فى القرن الثانى يصفه بالقول : « إن هذا الرجل كان نذيراً من بطن أمه ، وإنه لم يشرب خمراً أو مسكراً وامتنع عن أكل اللحوم ، ولم يعل رأسه موسى ، ولم يتدهن بالزيت ، ولم يلبس قط صوفاً بل كانت ملابسه كلها من كتان ، وقد كان معتاداً أن يدخل الهيكل وحده ، وكثيراً ما وجد راكعاً على ركبتيه يسأل المغفرة لشعبه ، حتى اخشوشنت ركبتاه ، وأضحتا كركبتى الجمل لفرط تعوده على التضرع والركوع أمام اللّه ، كما دعوه العادل لصلاحه الزائد » ... ومهما يكن من صحة هذا التقليد ، فإنه يكشف لنا عن طبيعة عاشت مع صرامة الحياة وخشونتها إلى النفس الأخير ! ..

ومع هذا كله فمن السمات الواضحة فى حياة الرجل الوداعة والتواضع ، فهو عبد اللّه ، وهو كثير الإحساس والحدب على الأخ الضعيف الفقير الذى لا يطيق أن يراه فى المجمع ذليلاً أو مهاناً أمام الرجل الغنى الذى يدخل إلى المجمع بخواتم ذهب فى لباس بهى ، ... فى أيام الحرب الأهلية كان هناك قائد من قواد الشمال اسمه الجنرال ميكللند ، وكان شاباً فى الرابعة والثلاثين من عمره ، وقد حدث أن ذهب إليه الرئيس لنكولن فى أثناء فترة دقيقة من فترات الحرب وانتظره فى بيته ثلاث ساعات ، وما أن حضر حتى دعاه الرئيس لاجتماع فى الحال فما كان منه إلا أن أجاب الرئيس إجابة غير لائقة إذ قال له إنه متعب وذاهب إلى فراشه ، وإذ سمع ذلك جون هاى سكرتير لنكولن انفجر غاضباً لهذه الإجابة .. وإذا بلنكولن يبتسم ابتسامة حزينة ويقول لسكرتيره : لا تغضب ياجون فأنا مستعد أن أمسك لميكلند حصانه إذا كان هذا يعطينا النصر ! .. وما أجمل وأعظم روح الرئيس الأمريكى الوديعة !! ..
إن لنكولن يذكرنا بالوداعة العظيمة التى سيطرت على يعقوب الذى لم يجرؤ أن يذكر أنه أخو المسيح بل عبده ورسوله !! ..
يعقوب وإيمانه بالمسيح

ألا تحس معى أن يعقوب وإخوته وهم أبعد الناس عن الإيمان بالمسيح حتى يوم قيامته ، قصة مثيرة عجيبة يلزم أن نتوقف عندها قليلاً أو طويلاً ، للدرس والتأمل ، .. هذه السنوات الطويلة فى مدينة الناصرة وهم يعيشون معه تحت سقف واحد يرقبونه فى حياته وتصرفاته وحركاته وسكناته وكلماته وصبره وحلمه وجوده وتفانيه ، ولا يدفعهم هذا إلى الالتصاق بالنموذج الأعلى الذى لا نظير له فى كل أجيال التاريخ ، ... كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة ، وكيف يمكن تصورها ، وهى أعلى من كل تصور أو خيال ، ... لقد تخيل ألكسندر هوايت يعقوب وهو يقول فيمـــا بعــــــد : « ضعوا عيونكم على البيت ، فقد اخطأت خطأ قاسياً هو أنى لم أفتح عينى على البيت إلا متأخراüً ومتأخراً جداً .. على أنى الآن أذكر ،
، كان أقرب إلى روح المعمدان منه إلى روح يسوع المسيح ، أو كما يقول ألكسندر هوايت إنه عاش نصف فريسى إلى آخر أيام حياته على الأرض ، ومثل هذا النوع من الناس يصعب إقناعه، أو تحويل مجرى فكره ،

الرسول يعقوب كان يمثل فى الزمن المبكر للكنيسة المسيحية ، هذا الانفصال التدريجى بين المجمع اليهودى والكنيسة المسيحية ، فقد درج التلاميذ والرسل فى أول الأمر ، على ألا يروا فى الكنيسة المسيحية شيئاً مستقلا عن المجتمع اليهودى ، وكان من عادتهم الذهاب إلى المجمع والمشاركة فى العبادة ، ثم طرح الإيمان المسيحى هناك ، ولم يهجروا هذه العادة إلا بعد أن أرغموا على تركها ، ... وعندما أقاموا اجتماعات منفصلة كانت فى نظرهم مجامع ، ومن هنا نجد يعقوب يكتب فى رسالته إلى المسيحيين الذين كانوا فى الأصل يهودا ، فيذكر أنهم من : « الاثنى عشر سبطا الذين فى الشتات » ، ويشير إلى اجتماع الكنيسة بلفظ « مجمع » وقد شاعت فى الرسالة الألفاظ العديدة التى تربط بين العهد القديم والعهد الجديد وتصلح لليهودى كما للمسيحى ، .. ومن الثابت أن خدمة يعقوب كان مركزها الرئيسى مدينة أورشليم حيث كان أسقفا فى الكنيسة هناك ، وقد حدث وهو يرعى هذه الكنيسة ، أن اشتدت المجاعة على المؤمنين فيها ، الأمر الذى دعا بولس وبرنابا وسائر الكنائس فى أوربا وأسيا أن يذكروا إخوتهم المنكوبين فى اليهودية ، وأغلب الظن أن هذا هو السبب الذى جعل يعقوب ، إلى جانب نزعته اليهودية المتزمتة أصلا ، شديد التركيز على المسيحية العملية

ذكر المؤرخ اليهودى يوسيفوس أن يعقوب قبض عليه عقب موت فستوس ، وقبل مجئ الوالى الجديد . وحوكم بتهمة كسر الناموس ورجم ، ويقول يوسابيوس وجيروم إن كثيرين من اليهود اعتقدوا أن الحصار الذى حدث لأورشليم وخرابها كان بسبب قتل هذا الرجل الذى كان مكرما عند المسيحيين واليهود على حد سواء
اليهود كانوا يرون فيه زعيم الفريق المتمسك بالناموس حتى إن بعضهم عندما ذهب إلى أنطاكية ، وأحدثوا قلقاً كبيراً بسبب اصرارهم على الناموس ، أشاعوا بين الإخوة أنهم جاءوا من قبل يعقوب !! ..
المصدر / نساء ورجال الكتاب المقدس - بتصرف

المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرب عند المسيحيين لا يقوى أن يرفع حجرا نور الإسلام لاهوتيات 0 13-05-2014 06:54 AM
الرب خـروف نور الإسلام لاهوتيات 0 06-08-2012 12:12 PM
وثيقة ضياع اسفار الكتاب المقدس باعتراف ديونيسيوس يعقوب نور الإسلام لاهوتيات 0 14-01-2012 09:54 PM
بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون مزون الطيب كتب ومراجع مسيحية 0 13-01-2012 08:08 PM
الرب مخلص مسيحه نور الإسلام لاهوتيات 1 10-01-2012 07:58 PM


الساعة الآن 07:02 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22