صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > الإسلام والعالم

الإسلام والعالم رصد ومتابعة أخبار الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم

نور الإسلام يسطع على بنما (2)

نور الإسلام يسطع على بنما (2)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-2013 ~ 09:27 PM
مزون الطيب غير متواجد حالياً
افتراضي نور الإسلام يسطع على بنما (2)
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية مزون الطيب
 
الله اكبر
تاريخ التسجيل : Jan 2012


نور الإسلام يسطع على بنما (2)




نور الإسلام يسطع على بنما (2) version4_%D8%A7%D9%8





أحبتي في الله نواصل رحلتنا اليوم على الأراضي البنمية,وكنا في الحلقة السابقة ذكرنا نبذة مختصرة عن جغرفية وتاريخ بنما,واليوم نتناول في حديثنا كيفية وصول الإسلام إلى هناك,كيف سطعت أنواره على تلك البقعة النائية من العالم فهيا بنا.

إخوتي أخواتي إن تاريخ دخول الإسلام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى ليس معروفاً بتفاصيله وحيثياته وهو بحاجة لدراسات معمقة،ويعتقد بعض الباحثين أن تاريخ المسلمين بالأمريكتين مسكوت عنه ومعتم عليه،نظراً للحقائق التاريخية والدينية والاجتماعية البارزة التي تؤكد من أول وهلة من دراستها وتحليلها..أن المسلمين في هذه القارة الشاسعة هم السكان الأصليون والمكتشفون الحقيقيون لها.

يذكر التاريخ عدة أقوال في التوقيت الحقيقي لدخول الإسلام إلى بنما,أحدهم أن بنما قد عرفت الإسلام في القرن العاشر الهجرى .. حيث هاجر إليها عدد من مسلمي الأندلس وبعض المسلمين من الشام. لكن الوجود الإسلامي في هذه الفترة كان ضعيفا بسبب قلّة المسلمين.ومنها أيضاً أن أسبانيا قد جلبت العديد من المسلمين عندما فكّرت في حفر قناة بنما في عام 1299 هجرية-أي في القرن الثاني عشر الهجري- ( 1881 ميلادية ) .

بينما ورد في كتاب دور العرب في اكتشاف العالم الجديد) أن أول هجرة للمسلمين إلى بنما كانت في بداية النصف الثاني من القرن السادس عشر، فقد كانت أول مجموعة مسلمة وصلت إلى بنما عبارة عن عبيد أتى بهم المستعمرون الأسبان إلى أمريكا ليعملوا في مناجم الذهب، وكان هؤلاء العبيد كأمثالهم من العبيد في أمريكا، ثوريين ومتعلمين ورافضين للعبودية.

وفي عام 1552م وصلت إلى بنما مجموعة من العبيد من قبيلة (مندينكا) وكانوا مسلمين وذوي ذكاء عال،وكان من هذه القبيلة فخذ (باس) وهو مشهور ومعروف بذكاء سكانه في قارة أفريقيا، بحيث كانوا يقرؤون ويكتبون،واستمرت معهم هذه الأجواء الثقافية والعلمية والدينية إلى بنما بعدما نجوا من سفينتهم التي غرقت في المحيط الأطلنطي المحاذي لشواطئ بنما,وقد تمكن حوالي 400 إلى 500 منهم من الهرب،والعيش في حرية في بنما،وعندما أحست السلطات الإسبانية الاستعمارية بدخول العبيد المسلمين إلى بنما أحرارًا بعدما نجوا من هذا الغرق أصدرت قانونًا يمنع المسلمين من دخولهم إلى أمريكا،لكن لشدة ذكائهم وثقافتهم أمروا عليهم زعيمًا يدعى بيانو ويبدو أن كلمة بيانو مشتقة من كلمة بيان في اللغة العربية،وقد قادهم هذا الزعيم المسلم ضد المستعمرين الأسبان.هذا ويقدر عدد هذه الجماعة بحوالي 1500 شخص.

و يحكي التاريخ البنمي عن هؤلاء أنهم كانوا متمسكين بالإسلام بقوة،حتى يروى أن الإسبانيين قبضوا على اثنين من هذه الجماعة في كمين،وحكموا على الإمام بالشنق بعد أن عرضوا عليه الارتداد عن الإسلام،فرفض فقتلوه،ثم قذفوه للكلاب الجائعة وهو يحمد الله.

هذا وقد مات الكثير من هؤلاء العبيد وهم يدافعون عن الإسلام،وقاموا كذلك بعدة ثورات ضد الأسبان كإخوانهم العبيد في مناطق كثيرة من قارة أمريكا،وعندما أصبح هؤلاء يشكلون خطرًا على المستعمر الإسباني لجأ إلى المكر والخداع،وزرع الفتنة بينهم،الأمر الذي دفع بالمستعمر أن يجلس معهم إلى مائدة المفاوضات،وأنجز بيانو عدة معاهدات مع حاكم بنما الإسباني لكي يبقى هو وأفراد قبيلته بسلام، وقد وفى بيانو بكل معاهداته مع الإسبانيين؛لكن الإسبانيين الصليبيين الذين لا عهد لهم نقضوا تلك المعاهدات.

ولما تيقن الحاكم الإسباني أورسوا أنه لن يستطيع أن يسيطر عليهم حتى بالقتال،احتال على الأمير بيانو زعيم المسلمين،وأنشأ معه صداقة مزيفة،ثم دعاه مع أربعين من رجاله إلى حفل،وسمم الجميع،وبقي بيانو على قيد الحياة مع سبعة من أصدقائه،ثم قبض عليه وحبس،وأخذ إلى دولة بيرو،ومن هناك نقل إلى إسبانيا حيث مات،إلا أن الإسبانيين عند موته قاموا بتصفية المسلمين جسديًا،وقضوا على كل شيء ينتمي للإسلام وحضارته،وقد كان عدد المقاتلين مع القائد بيانو حوالي 1200 مقاتل من الأفارقة الذين كانوا يعرفون باسم الآبقين،والآبق عندهم هو الرجل الشديد السواد،وما زالت هذه الكلمة مستعملة في موريتانيا إلى الآن.

وأما المناطق التي عاش فيها هذا القائد بيانو ومن كان معه من المسلمين فتدعى سان ميجيل،وتشيبو،وباكورا،وسان بلاس،وفي المناطق الموازية

لنهر بيانو الحالي الذي سمي باسم هذا القائد المسلم، وما زال الأفارقة السود يشكلون نسبة كبيرة في بنما، ولا سيما في منطقة (كولون) لكن المجموعات المهاجرة الأولى ذابت في محيط هذه البلاد، وتكاد تكون المعلومات التاريخية معدومة عن المسلمين الذين بقوا تلك الفترة في بنما، وعما حدث لهم، لكن الأغلب أنه تمت تصفيتهم جسديًا من طرف محاكم التفتيش الإسبانية التي أنشئت خصيصًا لهؤلاء الضعفاء

و الواقع أن الإسلام قد دخل فعلياً إلى بنما خلال عملية حفر القناة،فوصل إليها عدد من العمال المسلمين للقيام بمشروع الحفر،وكانوا من مسلمي البنغال من شبه القارة الهندية الباكستانية، ووصل إليها كذلك 500 مسلم صيني في سنة 1908م،ولكن هذه الموجة ذابت وانتشرت في أرجاء أمريكا،والبقية الباقية منهم حاول القديانيون السيطرة عليهم،لكنهم فشلوا،كما أن الكنيسة البنمية تكالبت مع حكام بنما فأصدروا قانوناً سنة 1938م يمنع العناصر الآسيوية والإفريقية من الدخول إلى بنما ما عدا الذي يتكلم الإسبانية منهم.

وكان يتزعم هذه المجموعات الهندو باكستانية شخصان هما:علي أكبر وعبدالجبار بابو،كما أتت إلى بنما مجموعة أخرى من بومباي عام 1929م. وكان من بينهم محمد إبراهيم وعائلة موسى وإسماعيل وغيرهم،وأطلق على هؤلاء "جمعية الهنود الباكستانيين السنيين المسلمين"، وكانوا يقيمون شعائرهم الدينية في مصلى لهم في بيت خشبي في طريق كولون،ثم بنوا مصلى على أرض تبرع بها للجمعية علي أكبر،ثم توالت الهجرات القوية التي اجتاحت بنما خلال مطلع العشرينيات وجلهم من لبنان.

وبعد الجالية اللبنانية في العدد والتأثير المهاجرون من أصل فلسطيني، ثم شمال إفريقيا وخاصة (المغرب تونس مصر الجزائر). وتمتاز الجالية الهندية المسلمة عن غيرها من جاليات أمريكا اللاتينية، بأنها تحرص أشد الحرص على تعليم أبنائها مبادئ الدين الإسلامي الحنيف واللغة العربية.

وقد قام أحد أفراد الجالية سليمان بيكو سنة 1983م بشراء قطعة أرض،وبناء مسجد عليها على نفقته الخاصة.وبعد انتهائه من بناء المسجد قام بشراء عمارة تتكون من عدة شقق أوقفها باسم المسجد,وهذا ويبلغ عدد المساجد في بنما تسعة مساجد موزعة في العاصمة وبقية المدن،من أهمها: المسجد الكبير في العاصمة بنما وهو تابع للمركز الثقافي الإسلامي في بنما، وكذلك المركز الثقافي الإسلامي في مدينة كولون.

وشهدت بنما في السنوات الأخيرة اقبالا متزايدا على اعتناق الإسلام .فأعلن أكثر من ألف شخص إسلامهم,كما تم تأسيس بعض المساجد الجديدة والمدارس الإسلامية,ووصلتها هجرات إسلامية معاصرة من مسلمي الهند والصين والشام,وتنظّم المراكز الإسلامية في فنزويلا وترينداد زيارات دورية إلى بنما لدراسة أحوال المسلمين وتقديم المساعدات اللازمة لهم وتزويدهم بترجمات معانى القرآن الكريم باللغة الأسبانية والكتب الدينية بهذه اللغة.حتى أصبحت الأقلية المسلمة ذات هوية أصيلة ومعترف بحقوقها في البلاد .

وقد أشارت التقارير الواردة من بنما أنها أرض خصبة لانتشار الإسلام وأن نصف مليون نسمة هناك مهيأون لاعتناق هذا الدين الحنيف حيث تنتشر الأسماء الإسلامية بين الأفارقة مما يؤكد أن أصولهم التاريخية كانت أصولا إسلامية,وأن أجدادهم كانوا من المسلمين الذين نقلوا إلى الأمريكتين بعد اكتشافها.
انتهت رحلتنا اليوم ونعدكم بمواصلة المسير في الحلقة القادمة إن شاء الله.
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نور الإسلام يسطع على بنما (3) مزون الطيب الإسلام والعالم 0 21-06-2013 09:29 PM
نور الإسلام يسطع على بنما مزون الطيب الإسلام والعالم 0 21-06-2013 09:25 PM
نور الإسلام يسطع على بنما نور الإسلام الإسلام والعالم 2 28-04-2013 08:28 PM
نور الإسلام يسطع على هسبانيولا (2) مزون الطيب الإسلام والعالم 0 02-03-2012 07:45 PM
نور الإسلام يسطع على هسبانيولا مزون الطيب الإسلام والعالم 0 02-03-2012 07:43 PM


الساعة الآن 09:53 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22