صفوان الخزرجي

العودة   طريق الخلاص > الأخبار والمقالات > مكتبة طريق الخلاص > كتب ومراجع إسلامية

كتب ومراجع إسلامية حمل كتب وبحوث إلكترونية إسلامية

المسؤولية وكفاءتها الإدارية في منظور الإسلام

بقلم: د. يونس عبدلى موسى يحيى 29 مايو, 2014 نبذة عن د. يونس عبدلى موسى يحيى يونس عبدلى موسى، من مواليد محافظة منديرا كينيا 1/9/1968م، تلقي تعليمه الأولي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-2014 ~ 05:59 AM
نور الإسلام غير متواجد حالياً
افتراضي المسؤولية وكفاءتها الإدارية في منظور الإسلام
  مشاركة رقم 1
 
الصورة الرمزية نور الإسلام
 
مدير عام
تاريخ التسجيل : Jan 2012


منظور, المسؤولية, الإدارية, الإسلام, وكفاءتها

بقلم: د. يونس عبدلى موسى يحيى 29 مايو, 2014
نبذة عن د. يونس عبدلى موسى يحيى

يونس عبدلى موسى، من مواليد محافظة منديرا كينيا 1/9/1968م، تلقي تعليمه الأولي في منديرا، والأوسط في إسيولو1987م، والثانوية في معهد كيساؤني 1990م، وبكالوريوس جامعة إفريقيا العالمية الخرطوم 1995م، وماجستير فقه مقارن من الجامعة الإسلامية في أوغندا 2000م، ثم دكتوراه في الفقه المقارن من جامعة أم درمان الإسلامية 2003/2004م،وحاليا أستاذ الفقه وأصوله المشارك في جامعة إفريقيا العالمية كلية التربية الجامعية في زنجبار، ومن المهتمين بقضايا القرن الأفريقي.
لحفظ الموضوع في جهازك:

مقدمة :

الكفاءة صفة عِلميةٌ وعَملية وقيادية مُكتسبة ، وللبيئة دور بارز في تكوين الشخصية الإدارية، والأمم على دين ملوكها، ففي السنوات العشرين الماضية تعلمت الكثير من التجارب، عملت مع إداريين محنكين كما عملت مع إداريين فاشلين بكل المقاييس؛ فالحياة تجارب تُعلمُك كما يتعلم الرضيع كيفية المشي يخطو ويسقط.

فالكون مُنتظم بإرادة خالقه ، وما ذلك إلاّ ليعلمنا النظام والتخطيط (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) ([1]) “هذه النعمة الكبرى التي تتجلى فيها رحمة الرحمن للإنسان..الترجمة الصادقة الكاملة لنواميس هذا الوجود، ومنهج السماء للأرض الذي يصل أهلها بناموس الوجود ..وموازينهم ونظمهم وأحوالهم على الأساس الثابت الذي يقوم عليه الوجود” ([2]) (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) ([3]).

فالغرب استفاد من التعاليم الربانية بغير الإيمان ، فوصل إلى ما وصل إليه من تقدم ورقي للحضارة الإنسانية، أما الدُّول النامية فكفاءتها العنف والحِيلة والمحسوبية، فتُشتري الأصوات والمناصب بالأموال الطائل؛ لأن طالب ذلك المنصب عالم وعارف أنه غير كفء له وبهذه أتقدم هذه السطور مساهمة منى قد تفيدها لغيرى.

(1)الإساءة في الاختيار:

فالرئيس أو الوزير مثلا يختار حواشيه المحيطون به، وهم الذين أوصلوه إلى المقعد لم يصل إلى سُدة الحكم إلا بالمال فهل مثل هذا يُقدم لشعبه خدمة ورخاء وازدهار؟ فإنه يُنفذ ما تُملي عليه القوة العظمى والمصالح الإقليمية، وفي نهاية المطاف يترك المقعد مُكدس الوجه والسمعة ، وقد نهب ثروة البلد وما هو إلا عبد مملوك لا يأتي بخير وهو كلٌ على شعبه وبلده (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ([4]) فهذا تعبير رباني فالمسلم يمر على هذه الآية أسبوعيا دون أن يدرك مضامينها فكأنها تنطبقُ على عالمنا والثورات العربية شاهدة على ذلك.

(2) التنفيذ بما وعد:

فالإسلام لا يمنع من الترشيح لمنصب ما([5]) إذا رأى ذلك أنه يخدم فيه شعبه ويردّ حقوقه ومكتسباته، ويبسط الأمن والاستقرار اقرأ معي آيات بينات من سورة يوسف (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) ([6]) فإن التاريخ سيذكره وسيجد احتراما من الجميع وسيجازى بما يستحق وترفع مكانته في الدنيا قبل الآخرة (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ([7]) إنها جزاء المحسنين الذين يدركون عواقب مسئولياتهم وما يترتب عليها.

(3) عواقب المسؤولية: ([8])

1. أنها فرحة أو ندامة في نهاية المطاف قال صلى الله عليه وسلم (لا تزولُ قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأَل عن أربع خصال: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه) ([9])

2. عدم محاسبة النفس: على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن تكون له ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسِب فيها نفسه، وساعة يتفكَّر فيما فوض إليه يتشاور أهل الحل والعقد وممن يظن فيه الخير والرشاد، وساعة يخلو لحاجته من المطعم والمشرب مع أهله وذويه وأصحابه.

3. اتخاذ قرارات متأنية: إن القرارات الإدارية تتفاوَت وتتنوَّع ما بين المستويات الإدارية، فضلاً عن نوعيَّتها وطبيعتها، الأمر الذي يؤثِّر على الوقت اللازم لاتِّخاذ أي قرار وعليه مراعاة الآتي:

أ‌- استيفاء جميع المعلومات التي تدخل أو لها علاقة في اتخاذ القرار؛ منها: عدم الحكم قبل السماع من جميع الأطراف كما في قصة نبي الله داود وسليمان عليهما السلام – مع مَن تسوَّروا المحراب كما صوره القرآن الكريم .

ب‌- عدم الاستعجال بالحكم إذا لم تتوفَّر المعلومات الكافية كما في قصة نبي الله سليمان – عليه السلام – مع الهدهد ([10]) والنظر في جميع ما يترتب من إيجابيات وسلبيات، وموازنة بين المصالح والمفاسد، وحتى بين المفسدتين وخير الخيرين.

ت‌- ألاَّ يتخذ أيَّ قرار إلاّ بعد مشاورة ومناصحة الآخرين ممَّن لهم علاقة في صنع القرار؛ كما فعل النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم في غزواته كالأحد والأحزاب وصلح الحديبية غيرها.

ث‌- التعامل بحزم مع كل عوائق التنفيذ، وأعلم أن بعض مفاهيمك الشخصية قد تكون من هذه العوائق، حيث يجعل المسؤول مكتبه سجن كبير .

ج‌- حدد دائما أكثر من خيار لكُل قرار.

(4) تحديد الأهداف….:

1. فالإداري الناجح من له أهداف واضحة في مسؤوليته (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ([11]).

2. تعليق النتائج بمشيئة الله وذلك بعد تفريغ الجهد في الأخذ بالأسباب والتوكُّل على الله – تعالى (وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّه ) ([12])، ولا يمنعه من ذلك التخطيط والتنسيق في إدارته.

3. مراعاة حال العامل المكلَّف، وهو وضع الرجل المناسب في العمل المناسب، من أبجديات العدالة التي تقتضي عدم تكليف شخص بعمل لا يحسنه، أو لا تتوافر فيه مؤهلاته؛ وذلك حتى لا يحصل قصور في العمل أو عجز في أدائه، ومن ذلك قصة موسى – عليه السلام – مع ابنه الرجل الصالح ( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ) ([13])

4. الأخذ بمبدأ الشورى في تعاملات الفرد المسلم مع رؤسائه ومرؤوسيه مما يدفعه إلى ضرورة المشاركة في المسؤولية تحقيقاً للمبدأ الإداري السلطة بقدر المسؤولية حتي يتحمل الجميع نتيجة ثمار ذلك القرار.

5. الاهتمام بالرقابة الذاتية وهو أقوى مبدأ رقابي عرفه الإنسان في تاريخه.

6. العدالة بين مرؤوسيه في العطايا والإجازات والتكليف والمعاملة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ([14])

7. الاعتراف بالخطأ في حق العاملين معه وطلب الصفح منهم، وهذا ينقي الجو ، يقدم نموذجاً يحتذى به من الشعور بالمسؤولية ، ولابد أن يتنبه أنه نادراً ما تمر الأخطاء دون أن يتنبه لها الناس. وإن حاول التغطي عن هذا الخطأ فإنه سيبذل قسطاً كبيراً من الطاقة في سبيل التغطية عليه مما يؤدي إلى مضاعفة الأذى وزيادة الضغط من خلال صرفه للوقت والجهد في محاولته للتوصل إلى الحل المناسب؛ أما عندما يعترف بأخطائه فإن ذلك يزيد من تقدير الناس له ، ويصبح الناس أكثر ميلاً إلى كسب ثقتهم كل يبادر مساهمات إيجابية .

8. أن يعطيه الصلاحية للمتعاونين معه على قدر مسئولياتهم، فإذا لم تُؤت الصلاحية على قدر المسؤولية فسوف تفضي بالموظف إلى الفشل، وهذا ليس من العدل في شيء، فمن الخطاء أن يحدد المسئول مهمة ويُحمل مسؤولية تنفيذها إلى أحد الأشخاص ؛ ولكن لسبب ما يمنعه عن صلاحية التنفيذ ، وهكذا يحطم معنويات العاملين معه ، كل يعطى صلاحيات واسعة كلما يكون الإنجاز كثيرا ، مثلا مدير الجامعة تحته:

أ‌- نائبه للشؤون الأكاديمية.

ب‌- ونائبه للشؤون الإدارية والمالية.

ت‌- وعمداء الكليات والمراكز، يحب إعطاء كل من هؤلاء دوره في الإدارة مع مراعاة اللوائح الداخلية.

9. ألا يجعل العمل مقيداً بشخص معين، أحد أكثر مساوئ العمل شُيوعاً في الإدارة هو أن يربط المرء نفسه بعجلة شخص آخر، إن مما يغري بالوقوع في هذا الشَّرَك حين يشعر المرء أنه مصيب عندما يحاول أن يستفيد من ربط نفسه بشخص يتميز بنفوذ كبير ، وبالرغم من أن ثمة فوائد قريبة إلا أنها لعبة في غاية الخطورة وعليه أن يتنبه ذلك .

(5): فالإداري النجاح هو من يتصف بالآتي:

1. الناجح يفكر في حل الأزمات، والفاشل يفكر في تعقيدها قصدا أو لقلة درايته.

2. الفاشل لا تنتهي أعذاره وتسويفه في التنفيذ.

3. الناجح يخطط ويسعى مساعدة الآخرين، والفاشل يفرح بفشل الآخرين.

4. الناجح يتريث في الحل ويشاور غيره، والفاشل يفكر في المثاليات بدل الأساسيات.

5. الناجح عنده أحلام ورؤى، ويخطط في مراحل العمل، ويكتب استراتيجيات دقيقة.

6. الناجح من يستفيد إخفاقاته السابقة ، حتى لا يقع في نفس المشكلة.

7. الناجح من يعطي غيره الصلاحيات ليدرب كوادر جيدة في المؤسسة.

8. الناجح يشجع من تحت امرأته ومسؤوليته.

9. الناجح من يعد للمؤسسة خطة خماسية أ ثلاثية أو رباعية.

10. التطور: عرف القادة أن التعلم هو مسيرة مستمرة وهم لا يتوقفون عن اتخاذ الإجراء اللازم للنمو الشخصي و المهني. كذلك هم يحافظون على اتصالهم بكل ما هو حديث من مسارات وأدوات ووقائع حديثة في عالمي التكنولوجيا و الأعمال. إن أفضل القادة هم الذين يدركون أن البقاء في طليعة وظيفتهم أو مهنتهم يتطلب التعلم المستمر والاستفسار والاكتشاف والابتكار بالإضافة إلى التحليل والرقابة الشخصية المستمرة.

11. الإدارة الناجحة هي التي تُغير الأشخاص دائما ، ولكن في عالمنا الثالث أصبحت المراكز شبه مملكة ، هو المسؤول إلى موته، هذه إدارة فاشلة حيث إذا مات ذلك المؤسس توقف كل شيء والإدارة الناجحة هي الإدارة الجماعية ، وتبنى القرارات قرارات جماعية .

الهوامش

______________________

[1] سورة الرحمن، الآية: 5

[2] في ظلال القرآن، سيد قطب، 6/3446

[3] سورة يسن ، الآية: 40

[4] سورة النحل، الآية : 76

[5] أنظر كتابنا: النظم الإسلامية وخصائصها ومصادرها وأهداف

[6] سورة يوسف، الآية: 55

[7] سورة يوسف، الآية : 100

[8] راجع كتابنا: التخطيط وأهميته في الإسلام طبع عام 2009م ص: 90-94

[9] أخرجه البخاري

[10] وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا وهي مسألة معروفة عند علماء الأصول راجع كتابنا”أنوار العقول في علم الأصول ص: 177، أصول الفقه الإسلامي، وهبة الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه، عبد الكريم زيدان، إمتاع العقول في علم الأصول، عبد القادر شيبة الحمد.

[11] سورة الملك الآية 22

[12] سورة الكهف، الآية: 23- 24

[13] سورة القصص الآية 26.

[14] سورة المائدة، الآية : 8 .
المصدر: طريق الخلاص


  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
منظور, المسؤولية, الإدارية, الإسلام, وكفاءتها


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النظافة من منظور اسلامى نور الإسلام هدي الإسلام 0 06-11-2013 04:58 PM
تنمية المجتمع من منظور إسلامي نور الإسلام كتب ومراجع إسلامية 0 26-05-2013 07:10 AM
مفهوم الرقابة الإدارية مزون الطيب المكتبة العامة 0 08-03-2012 07:24 PM
مادة مهارات حاسوب علمية لطلبة نظم المعلومات الإدارية مزون الطيب المكتبة العامة 0 30-01-2012 08:31 PM
ثقافة المنظمات الإدارية الناجحة نور الإسلام المكتبة العامة 0 13-01-2012 04:33 PM


الساعة الآن 10:33 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22