نساء يعتنقن الإسلام

 

 

 

 

 

 

 د.عبد المعطي الدالاتي

كانت حياتهن بلا هدف … فأحببن أن يكون لها معنى ..
كانت أرواحهن مسكونة بالظلام ، فابتغين لها رزق النور ..
كانت قلوبهن تتمرغ في أوحال المادة ، فغمرنها بسبحات الطهر ، وغمسنها في عطور الإيمان ..
حكاياتهن متشابهة!!
رحلة طويلة وشاقة في طريق محفوفةٍ بالشك والشوك ، ثم اللحظة العليا التي اجتزن بها المنعطف الأسمى في حياتهن، بعد أن انتصرن في أكبر معركة تخوضها الروح ..
وتحولن بنقلة واحدة إلى القمة السامقة ! حيث الإسلام ، فرمين على عتبته آصار الجهل والحيرة والضياع هذا المنعطف الذي أعلن فيه شهادة التوحيد ، لا تقاس لحظاته بعقارب الزمن ، بل بدقات القلوب الخافقة الساكنة !.
أي مزيج هذا !؟ سكون كله اضطراب !! واضطراب كله سكون !!
إنها لحظة مقدسة من زمن الجنة ، هبطت إلى زمنهن وحدهن من دون الناس جميعاً ..
إنها لحظة ملهمة أمدّت عقولهن بحيوية هائلة ، وقوة روحية فيّاضة ، فإذا الدنيا وعُبّادها خاضعون لفيض هذه القوة ..
أنا لست أشك أنَّ ملائكة تهبط في ذلك المكان ، وملائكة تصعد لترفع ذلك الإيمان الغض النديّ إلى الله .
أسأل الله الذي أسعدهن في الدنيا بالإسلام ، أن يسعدهن في الآخرة برضاه …

* الشهيدة المفكرة صَبورة أُوريبة
(ماريا ألاسترا) ولدت في الأندلس عام 1949م ، حصلت على إجازة في الفلسفة وعلم النفس من جامعة مدريد ، واعتنقت الإسلام عام 1978م ، وكانت تدير مركز التوثيق والنشر في المجلس الإسلامي ، استشهدت في غرناطة عام 1998م على يد حاقد إسباني بعد لحظات من إنجاز مقالها (مسلمة في القرية العالمية) .
ومما كتبت في هذا المقال الأخير :
"إنني أؤمن بالله الواحد ، وأؤمن بمحمد نبياً ورسولاً ، وبنهجه نهج السلام والخير … وفي الإسلام يولد الإنسان نقياً وحراً دون خطيئة موروثة ليقبل موقعه وقَدره ودوره في العالم" .
"إن الأمة العربية ينتمي بعض الناس إليها ، أما اللغة العربية فننتمي إليها جميعاً ، وتحتل لدينا مكاناً خاصاً ، فالقرآن قد نزل بحروفها ، وهي أداة التبليغ التي استخدمها الرسول محمد *" .
"تُعد التربية اليوم أكثر من أي وقت آخر ، شرطاً ضرورياً ضد الغرق في المحيط الإعلامي ، فصحافتنا موبوءة بأخبار رهيبة ، لأن المواطن المذعور سيكون أسلس قياداً ، وسيعتقد خاشعاً بما يُمليه العَقَديّون !(1).
رحمها الله وأدخلها في عباده الصالحين .

* الكاتبــة مريــم جميلــة
(مارغريت ماركوس) أمريكية من أصل يهودي ، وضعت كتباً منها (الإسلام في مواجهة الغرب) ، و(رحلتي من الكفر إلى الإيمان) و(الإسلام والتجدد) و(الإسلام في النظرية والتطبيق) . تقول :
"لقد وضع الإسلام حلولاً لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق ، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية".
"منذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن الدين ليس ضرورياً للحياة فحسب ، بل هو الحياة بعينها ، وكنت كلما تعمقت في دراسته ازددت يقيناً أن الإسلام وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت العالم".
"كيف يمكن الدخول إلى القرآن الكريم إلا من خلال السنة النبوية ؟! فمن يكفر بالسنة لا بد أنه سيكفر بالقرآن" .
"على النساء المسلمات أن يعرفن نعمة الله عليهن بهذا الدين الذي جاءت أحكامه صائنة لحرماتهن ، راعية لكرامتهن ، محافظة على عفافهن وحياتهن من الانتهاك ومن ضياع الأسرة"(2).

* السيدة سلمى بوافير (صوفي بوافير)
ماجستير في تعليم الفرنسية والرياضيات .
تمثل قصة إسلام السيدة (سلمى بوافير) نموذجاً للرحلة الفكرية الشاقة التي مر بها سـائر الذين اعتنقوا الإسـلام ، وتمثل نموذجاً للإرادة القوية ، والشـجاعة الفكرية وشجاعة الفكر أعظم شجاعة .
تروي السيدة سلمى قصة اهتدائها إلى الإسلام فتقول باعتزاز :
"ولدت في مونتريال بكندا عام 1971 في عائلة كاثوليكية متدينة ، فاعتدت الذهاب إلى الكنيسة ، إلى أن بلغت الرابعة عشرة من عمري ، حيث بدأت تراودني تساؤلات كثيرة حول الخالق وحول الأديان ، كانت هذه التساؤلات منطقية ولكنها سهلة ، ومن عجبٍ أن تصعب على الذين كنت أسألهم ! من هذه الأســئلة : إذا كان الله هــو الذي يضــر وينفع ، وهو الذي يعطي ويمنع ، فلماذا لا نسأله مباشرة ؟! ولماذا يتحتم علينا الذهاب إلى الكاهن كي يتوسط بيننا وبين من خلقنا ؟! أليس القادر على كل شيء هو الأولى بالسؤال ؟ أسئلة كثيرة كهذه كانت تُلحُّ علي ، فلمّا لم أتلق الأجوبة المقنعة عنها توقفت عن الذهاب إلى الكنيسة ، ولم أعد للاستماع لقصص الرهبان غير المقنعة ، والتي لا طائل منها .
لقد كنت أؤمن بالله وبعظمته وبقدرته ، لذلك رحت أدرس أدياناً أخرى ، دون أن أجد فيها أجوبة تشفي تساؤلاتي في الحياة ، وبقيت أعيش الحيرة الفكرية حتى بدأت دراستي الجامعية، فتعرفت على شاب مسلم تعرفت من خلاله على الإسلام، فأدهشني ما وجدت فيه من أجوبة مقنعة عن تساؤلاتي الكبرى ! وبقيت سنة كاملة وأنا غارقة في دراسة هذا الدين الفذ ، حتى استولى حبه على قلبي ، والمنظر الأجمل الذي جذبني إلى الإسلام هو منظر خشوع المسلم بين يدي الله في الصلاة ، كانت تبهرني تلك الحركات المعبرة عن السكينة والأدب وكمال العبودية لله تعالى .
فبدأت أرتاد المسجد ، فوجدت بعض الأخوات الكنديات اللواتي سبقنني إلى الإسلام الأمر الذي شجعني على المضي في الطريق إلى الإسلام ، فارتديت الحجاب أولاً لأختبر إرادتي ، وبقيت أسبوعين حتى كانت لحظة الانعطاف الكبير في حياتي ، حين شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
إن الإسلام الذي جمعني مع هذا الصديق المسلم ، هو نفسه الذي جمعنا من بعد لنكون زوجين مسلمين ، لقد شاء الله أن يكون رفيقي في رحلة الإيمان هو رفيقي في رحلة الحياة" .

*الكاتبة البريطانية إيفلين كوبلد
شاعرة وكاتبة ، من كتبها (البحث عن الله) و(الأخلاق) . تقول :
"يصعب عليَّ تحديد الوقت الذي سطعت فيه حقيقة الإسلام أمامي فارتضيته ديناً ، ويغلب على ظني أني مسلمة منذ نشأتي الأولى ، فالإسلام دين الطبيعة الذي يتقبله المرء فيما لو تُرك لنفسه"(3).
"لما دخلت المسجد النبوي تولّتني رعدة عظيمة ، وخلعت نعلي ، ثم أخذت لنفسي مكاناً قصّياً صليت فيه صلاة الفجر ، وأنا غارقة في عالم هو أقرب إلى الأحلام … رحمتك اللهم ، أي إنسان بعثت به أمة كاملة ، وأرسلت على يديه ألوان الخير إلى الإنسانية !"(4).

وقــلــــت أســارعُ ألقــى النبــيّ *** تعطّرت ، لكن بعطرِ المدينـــهْ
وغامـــت رؤايَ وعــدتُ ســـوايَ *** وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينهْ
سجدتُ ، سموتُ ، عبرتُ السماء *** وغادرتُ جسمي الكثيف وطينهْ
مدينـــةُ حِبّـــي مــراحٌ لقلــبـــي *** سـناءٌ ، صفاءٌ ، نقــاءٌ ، ســكينهْ(5)

"لم نُخلق خاطئين ، ولسنا في حاجة إلى أي خلاص من المسيح عليه السلام ، ولسنا بحاجة إلى أحد ليتوسط بيننا وبين الله الذي نستطيع أن نُقبل عليه بأي وقت وحال.

وأختم هذه الرحلة المباركة بهذه الكلمات العذبة للشاعرة "أكسانتا ترافنيكوفا"
التي أتقنت اللغة العربية ، وتذوقَتها إلى حد الإبداع الشعري الجميل ، وها هي تقول :
خذ قصوري والمراعي .. وبحوري ويراعي .. وكتابي والمدادْ
واهدني قولةُ حقٍ تنجني يوم التنادْ
دع جدالاً يا صديقي وتعالْ .. كي نقول الحق حقاً لا نُبالْ
ونرى النور جلياً رغم آلات الضلالْ
نحن ما جئنا لنطغى .. بل بعثنا لحياةٍ وثراءْ
وصلاةٍ ودعاءْ .. عند أبواب الرجاءْ .. يومها عرسُ السماءْ .

* * *
"من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح"

 [1] عن مقال (مسلمة في القرية العالمية) ترجمة صلاح يحياوي ، مجلة (الفيصل) العدد (291) عام 2000م .
[2] عن (مقدمات العلوم والمناهج) للعلامة أنور الجندي ( مجلد6/ ص199 ) .
[3] عن (الإسلام) للدكتور أحمد شلبي ص (297) .
[4] عن (آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في الغرب)للمفكر أنور الجندي (360) .
[5] ديوان (أحبك ربي) د.عبد المعطي الدالاتي ص (45) .

 

-------------------------------------------------------------------------

 

الرحلة إلى النور

بقلم: الأخت الآيسلندية آنا ليندا

  ترجمة : الأستاذ زكي الطريفي

سأحاول بقدر استطاعتي أن أكون واضحة، وآمل ألاّ يملّ أولئك الَّذين يجدون قصَّتي طويلة. سأبدأ منذ البداية...

ولدت كـ "آنا ليندا تراوستادوتير" لعائلةٍ آيسلنديَّةٍ-دانمركيَّة في ريكجافيك في آيسلندة عام 1966، وعُمِّدتُ في كنيسةٍ لوثريَّة. هاجرت عائلتي إلى فانكوفر في كندا، ومن ثمَّ إلى نيويورك عندما كنت صغيرة. أنهيت دراستي الثانويَّة في السَّادسة عشرة من عمري، وفي عام 1988 حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة مكجيل في مونتريال في كندا. ومنذ ذلك الحين وأنا في سفرٍ حول العالم دارسةً وعاملة. وكانت الدانمرك مقرَّ إقامتي منذ عام 1990.

في عام 1997 -وحين كنت أدرس اللغة العربيَّة في القاهرة- اشترت لي إحدى صديقاتي الإنجليزيَّات -وهي مسيحيَّةٌ من المولودين الجدد- إنجيلاً بعهديْه القديم والجديد. كنت مسرورةً غاية السُّرور لأنِّي قرَّرت بأنِّي بحاجةٍ لمعرفة ماهيَّة الإنجيل وما يحويه. فلقد شعرت بأنِّي أكاد بصعوبةٍ أن أدعو نفسي مسيحيَّة دون دراسة الإنجيل بتمحيص. وفي عام 1998 -وحين كنت أدرس في جامعة دمشق- قرأت الإنجيل كلَّه، من الغلاف إلى الغلاف، آخذةً بعض الملحوظات خلال قراءتي. وحين انتهيت من ذلك، أدركت بأنَّ هناك الكثير الكثير من المتناقضات، والكثير من الأشياء الَّتي لم أتَّفق معها. كوصف الإله والنِّساء، هذا دون ذكر كلِّ الأشياء الَّتي كتبها بولص في العهد الجديد. وحين قرأت عن أولئك الرِّجال المقدَّسين -الرُّسل (عليهم الصَّلاة والسَّلام)- كنوحٍ ولوطٍ وداود.. إلخ، وجدت بأنِّي لا أحترمهم. لقد أحببت وأُعجبت بموسى (من العهد القديم)، وبعيسى (من العهد الجديد) (عليهما صلوات الله وسلامه). وحين انتهيت من قراءة التَّوراة، حاولت الحصول على التلمود الكامل لليهود، ولكن من دون فائدة. لقد سمعت دوماً بأنَّ اليهود -عدا الإصلاحيِّين منهم- لا يعترفون بأيٍّ كان يدخل اليهوديَّة. وأيضاً هناك الكثير -ولكن ليس الكل- من اليهود الصَّهاينة (أولئك الَّذين يدعمون إسرائيل). وأنا من أشدِّ النَّاس عداوةً للصُّهيونيَّة وإسرائيل. وهكذا فأنا بالصُّدفة فلسطينيَّة التوجُّه. وكنت أيضاً أريد ديناً يقبل بالدَّاخلين فيه. ثمَّ انشغلت قليلاً بالبوذيَّة، ولكنِّي قرَّرت بأنَّها لا تناسبني، فالبوذيُّون لا يؤمنون بالله تعالى؛ وأنا أومن بالله تعالى بقوَّة، وكنت دوماً كذلك. لكن البوذيَّة بالنِّسبة لي كانت ما تزال تشكِّل طريقةً بديلةً ما للحياة. أُمِّي وأنا اعتدنا نقاش الهندوسيَّة، ولذا فقد كنت مهتمّةً بها جدّاً، ولكن هناك الكثير من الآلهة الهندوسيَّة بالنِّسبة لي؛ لذا فقد كانت الهندوسيَّة خارج النِّقاش. والواقع أيضاً بأنَّك لا تستطيع الدُّخول في الهندوسيَّة.

حين ولد ابني آندري عمر في أكتوبر 2001، سُئِلتُ إن كنت سأُعمِّده أم لا، وحتى حينئذٍ رفضت ذلك. فقد شعرت بأنَّ الأطفال البريئين سيدخلون الجنة حتماً، معمَّدين كانوا أو غير معمَّدين. وعلى أيَّة حال، كيف كان بإمكاني تقديمه للدِّيانة المسيحيَّة في حين كنت أنا نفسي لا أدعو نفسي بالمسيحيَّة المؤمنة،وهذا على الرُّغم من أنِّي ولدت وترعرعت كبروتستانتيَّة؟! فلم أكن أومن بالثالوث؛ ولا بمريم (عليها السَّلام) كـ "أُمٍّ" للإله؛ ولا بعيسى (عليه الصَّلاة والسَّلام)  كـ "ابن" للإله؛ ولا بعيسى الَّذي يموت (على الصَّليب) ليطهِّرنا من خطايانا؛ ولا بعيسى الَّذي يصرخ على الصَّليب باللغة الآراميَّة: "إيلي، إيلي، لِمَ شبقتني؟" أعني لماذا كان سيصرخ عيسى (عليه الصَّلاة والسَّلام): "إلهي، إلهي، لِمَ تخلَّيت عني؟" في حين أنَّه كان (يُفترض) بأنَّه كان يعلم أنَّ الله تعالى أرسله كرسول له لهذه المهمَّة؟!

لقد نُشِّئْتُ على أن أكون من أشدِّ النَّاس عداوةً للمسلمين والإسلام. هذه حقيقة؛ لقد كنت كذلك. وكنت أيضاً ضدَّ العرب قبل انتقالي للقاهرة لدراسة اللغة العربيَّة (لقد كان يعجبني الخطُّ العربيُّ الجميل). فقد ترعرعت في الولايات المتحدَّة الأمريكيَّة، وعلى الأفلام الأمريكيَّة الَّتي كانت دوماً تُصوِّر العرب على أنَّهم أُصوليُّون، ومتطرِّفون، ومضطهدون للنِّساء، ومتديِّنون متعصِّبون، وإرهابيُّون، وبأنَّهم ليسوا طبيعيِّين، وأنَّهم أُناسٌ محدودو الذَّكاء. والغالبيَّة العظمى من الَّذين يكرهون العرب لم يكونوا في أيِّ بلدٍ عربيٍّ أبداً؛ فالواقع هناك مختلفٌ تماماً.

في عام 1999 عُدْتُ إلى دمشق للعمل في إحدى السَّفارات. وهناك -في عام 2000- قابلت مهندساً يُدْعى مُهنَّداً. ثم تزوَّجنا بعد فترةٍ وجيزةٍ من لقائنا. ولأكون صادقةً، فإنِّي حين تزوَّجت مهنَّداً كان ذلك لأنِّي أحببته، وعلى الرُّغم من كونه مسلمًا! لكنِّي أدركت مع الوقت بأنِّي أحببته لأنَّه كان مسلمًا، ومسلماً جيِّداً. فقد قابلت الكثير من المسلمين هنا في الدانمرك وفي الشَّرق الأوسط، وكما هو الحال في حياتي كلِّها، فقد قابلت بعضاً من الطيِّبين وغير الطيِّبين من المسيحيِّين واليهود والهندوس والبوذيِّين.. إلخ. ولكنِّي اعتقدت بأنَّ كلَّ أولئك المسلمين الَّذين قابلتهم يمثِّلون الإسلام. وفي أيِّ وقتٍ كنت أسأل المسلمين أسئلةً عن الإسلام كان شيء يصدمني: فتقريباً كان كلُّ واحدٍ منهم يدَّعي بأنَّه خبيرٌ بالإسلام، حتَّى أولئك الَّذين أعطوني معلوماتٍ خاطئةً كما عرفت لاحقاً. وكان من الأجدى بهم أن يقولوا فقط: "لا أعرف"، أو "لست متأكِّداً". وفي حين أنِّي لم أكن أحكم أبداً على المسيحيَّة أو أيِّ دينٍ آخر من خلال أتباعه، إلا أنَّه من الغريب أنِّي حكمت على الإسلام من خلال كلِّ عربيٍّ التقيته، وذلك على الرُّغم من أنَّه: أوَّلاً، ليس كلُّ العرب مسلمين. فمنهم البروتستانتيُّون، والكاثوليك، واليهود، والدروز، والأقباط، والعلويُّون.. إلخ؛ وثانياً: أكثر المسلمين ليسوا عربًا. فالمسلمون في إندونيسيا، والهند، والصِّين، ومقدونيا، وماليزيا، وروسيا، وتايلند، وإفريقيا، والبوسنة، وأمريكا، والسُّويد.. إلخ؛ وإلى جانب هؤلاء هناك العرب أيضًا. لقد نُشِّئْتُ على ألا أكون متحيِّزةً، ولكنِّي كنت كذلك. لقد استغرقني وقتاً طويلاً لأُدرك ذلك.

فقط، وبعد ساعاتٍ لا تُحصى من الحوار -وفي بعض الأوقات من الجدل- مع زوجي، إلى أن أصبحت منفتحة العقل بما فيه الكفاية لأُدرك بأنَّه لم تكن لديَّ الصُّورة الشَّاملة.

خلال شهر رمضان –شهر تشرين الثاني من عام 2002- سألت مهنَّداً إن كان بإمكانه مساعدتي في قراءة القرآن الكريم بالعربيَّة. كان لديه القليل من الوقت، ولكنِّي كنت مصمِّمةً على قراءة القرآن بالعربيَّة، وبمساعدة ترجمةٍ جيِّدة. حين قرأت القرآن -الكتاب الأقدس في الإسلام- فكَّرت كم هو جميلٌ، وعلميٌّ، ورحيمٌ، ومكرم للمرأة! كلُّ الكتب الَّتي قرأتها تقريباً عن الإسلام كانت مؤلَّفةً من قِبَلِ غير المسلمين، وكانت تُظهر الإسلام بصورةٍ سلبيَّة. وأولئك الَّذين كانوا يكتبون ضدَّ الإسلام كانوا في بعض الأحيان يقتطعون مقتطفاتٍ من القرآن تاركين ما يتبقَّى من الآيات؛ أو أنَّهم كانوا يترجمون الآيات بطريقةٍ خاطئةٍ، إما لهدفٍ ما أو عن طريق الخطأ. كنت أعرف ما يكفي من اللغة العربيَّة لأعرف بأنَّ ما كنت أقرأه كان لا يشبه أيَّ شيءٍ قرأته في حياتي. فهناك الكثير من العلم، والكثير من المعرفة، والَّتي لم تُكتشف إلا في العصر الحديث. أعني أنَّ النبيَّ مُحمَّداً (صلَّى الله عليه وسلَّم) ذكر: الثقوب السَّوداء، والسَّفر في الفضاء، والـ DNA وعلم الوراثة، والتطوُّر، والجيولوجيا، وعلم البحار والمحيطات، وتطوُّر الجنين، وأصل الحياة.... يا إلهي! لقد كنت دوماً أسمع بأنَّ القرآن ما هو إلَّا نسخةً كربونيَّةً عن الإنجيل، ولكن لم يكن أيٌّ من هذا في الإنجيل! وتساءلت مندهشةً كيف كان بإمكان أيِّ إنسانٍ قبل 1400 عام مضت أن يكتب شيئاً كهذا! وبعض هذه الأشياء لم تُكتشف إلا في هذا القرن فقط! عندئذٍ فكَّرت: "حسناً، فالعلماء العرب من الفلكيِّين، وعلماء الرياضيَّات والجغرافيا كانوا متقدِّمين جدًّا في ذلك الوقت، فربَّما اشترك بعضهم في كتابة هذا الكتاب من هنا وهناك معتمدين في ذلك على الإنجيل. ولكنِّي بعدئذٍ حين درست ذلك بشكلٍ أعمق أدركت بأنَّ الثَّورة العلميَّة العربيَّة (الإسلاميَّة) حدثت بعد ظهور الإسلام. وبعدئذٍ قرأت بأنَّ المسلمين يؤمنون بأنَّ القرآن أُوحي به لمُحمَّدٍ (صلَّى الله عليه وسلَّم) من خلال الملك جبريل (عليه السَّلام)، وأنَّه استمراريَّةٌ لكلمة الله تعالى. فالمسلمون يؤمنون بأنَّ أجزاءً من التَّوراة والإنجيل الَّتي تتحدَّث عن حياة عيسى أوحى بها الإله، أو "الله" كما يُدعى الإله باللغة العربيَّة، وليس هذا (اسم الإله "الله") فقط عند المسلمين، بل وعند النَّصارى واليهود الَّذين يتحدَّثون العربيَّة أيضاً. والمسلمون يوقِّرون إبراهيم، وسليمان، وموسى، وعيسى، ونوح (عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين)، وفي الحقيقة يوقرون كلَّ الأنبياء المذكورين في الإنجيل. ومذكورٌ أيضاً بأنَّ هناك أنبياء آخرين جاءوا لأقوامٍ آخرين ليجعلوهم أُناساً طيِّبين. وقد قيل أيضاً بأنَّ بوذا كان أحد هؤلاء الرُّسل، ولكنَّه كعيسى (عليه الصَّلاة والسَّلام) لم يقل للنَّاس بأن يؤمنوا بأنَّه مُساوٍ لله تعالى، وبأنَّه فقط رسولٌ من عنده تعالى. والمسلمون أيضاً يؤمنون بأنَّ مُحمَّداً هو خاتم الرُّسل، إلى أن يعود المسيح (عليه الصَّلاة والسَّلام) إلى الأرض.

إنَّ القرآن يقول بأن الله تعالى يمكن أن يختم على قلوبنا وسمعنا، وأن يضع على أعيننا غشاوة، فلا نستطيع أن نرى ولا أن نشعر برسالة القرآن؛ ففقط وبمشيئة الله تعالى نستطيع ذلك. في الثَّاني عشر من شهر كانون الأوَّل لعام 2002 رأيت رؤيا فظيعةً جعلتني أُفكِّر وأُمحِّص في الدِّين بعمقٍ أكبر. فالرُؤى مهمَّة جدّاً في آيسلندة، وتفسير الأحلام هو عمليّاً علم! لم أعتقد أبداً بأنِّي بحاجةٍ إلى الدِّين. ومع أنَّ الدِّين سحرني دوماً إلا أنِّي كنت أُومن بأنِّي على ما يرام بإيماني بالله تعالى فقط، وأني آخذةٌ جزءًا صغيراً من كلِّ الأديان المختلفة حتَّى حصلت على كوكتيلي الخاص: "خليط آنا".

في شهر كانون الثاني 2003 بدأت البحث على الإنترنت، كنت فقط أبحث عن أشياء مثل: "الإسلام"، "القرآن"، "المسلم".. إلخ. وفي شهر آذار -حين كنت في ريكجافيك- واتتني الفرصة للحديث مع واحدةٍ من أعزِّ صديقاتي الآيسلنديَّات، وهي مسلمة، وقد نصحتني بترجمةٍ جيِّدةٍ للقرآن الكريم بالإنجليزيَّة، وهي ترجمة عبد الله يوسف علي، لأقرأها مع النُّسخة العربيَّة الأصليَّة. فحصلت عليها في شهر نيسان وبدأت باستخدامها للمساعدة.

وفي شهر أيار لعام 2003 ردَّت صديقتي الآيسلنديَّة الزِّيارة، وبَقِيَتْ معنا لمدَّة أسبوعين. تحدَّثنا عن القرآن، وأخبرتها بأنِّي أريد ترجمة القرآن للآيسلنديَّة، فأخبرتني بأنَّ هذا هو حلمها أيضاً. فاتَّفقنا على أن نقوم بذلك معاً. استخدمنا وقتنا بشكلٍ جيِّد، وكنَّا نناقش المسيحيَّة واليهوديَّة والإسلام طيلة اليوم، وكلَّ يوم. فقد تفحَّصتْ دينها اللوثريِّ (السَّابق)، وتأمَّلتْ في اليهوديَّة، وزارتْ إسرائيل (فلسطين المحتلَّة) مرَّتين، وفقط في زيارتها الثَّانية بدأت بتأمُّل الإسلام. لقد مرَّت بنفس الطِّريق كما حصل معي، ووصلت إلى نفس النتائج. وبالعودة إلى عام 1995 أذكر حين أخبرتني بأنَّها أصبحت مسلمة بأنِّي سلكت معها سلوكاً سيِّئاً، فقد كنت سلبيَّةً جدّاً؛ وعارٌ عليَّ أنِّي لم أشدَّ من أزرها!

الآن وجدت بأنِّي أرى نفسي كمسلمة. وأخبرت زوجي عن ذلك، فامتحنني بطريقةٍ مطوَّلة. ثمَّ سألني الانتظار بخصوص تغيير ديني. وأخبرني بأنِّي بدخولي الإسلام يمكن أن أجعل حياتي صعبةً جدّاً، وبأنَّ النَّاس الَّذين لا يعرفون الإسلام سيعاملونني بطريقةٍ مختلفة، وبأنَّه في ذلك الوقت -في عام 2003- وفي هذا العالم الَّذي نعيش فيه سيسخر النَّاس منِّي. وقال بأنِّي ربَّما سأخسر علاقاتي مع عائلتي وأصدقائي إن اعتنقت الإسلام. لقد خشي من أنَّ النَّاس الَّذين لا يعرفوني بشكلٍ جيِّدٍ، أو الَّذين لم أقابلهم منذ وقتٍ طويل، أو  الَّذين لم يلتقوه من قبل، سيظنُّون بأنَّه أكرهني على الدُّخول في الإسلام. فأخبرته بأنَّه إن كانت تلك حقيقة، فإنَّنا لم نكن لنتزوَّج أصلاً، لأنَّنا حين تزوَّجنا كنت ما أزال على المسيحيَّة، وكنت ما أزال مسيحيَّة حتى ذلك الوقت. وحاججته أيضاً بأنَّ النَّاس الَّذين يعرفونني جيِّداً يعرفون أيضاً بأنِّي قويَّةٌ في رأيي، ومدافعةٌ حقيقيَّةٌ عن المرأة والإنسانيَّة، وبأنَّني عنيدة، ولكنِّي لست منغلقة الفكر، وبأنَّه لا يمكن لأحدٍ أن يُسيطر عليّ...فقد حاول والداي ذلك لسنواتٍ دون فائدة!

فقررت عندئذٍ بأنَّه إن كان أصدقائي أو عائلتي لا يريدون أيَّ اتِّصالٍ معي - لأنِّي قرَّرت أن أُصبح مسلمة - فليكن الأمر كذلك! فديني هو شأني الخاص، وأنا فخورةٌ ببحثي في المسيحيَّة، وفي اليهوديَّة، والهندوسيَّة، والبوذيَّة والإسلام. فقد استغرقني الأمر أعواماً عديدةً وساعاتٍ لا تُحصى من القراءة والبحث الرُّوحيِّ لأَصِلَ إلى هذه النُّقطة. فإيماني بالله تعالى هو شيءٌ كنت دوماً آخذه على مَحْمَلِ الجدِّ ولم أكن أبداً خجولةً من إعلان إيماني، وحتَّى عندما كان الآخرون يسخرون منِّي لإيماني بشيءٍ كانوا يقولون بأنَّنا لا نستطيع رؤيته. فكنت أُحاججهم: "انظروا حولكم، كيف لا يمكنكم الإيمان بكائنٍ أعلى خَلَقَ كلَّ شيءٍ من حولنا!". ولأولئك الَّذين ينظرون إلى الإسلام على أنَّه نوع من الموضة أقول: "إنَّه ليس كذلك. بل هو واحدٌ من أكبر الأديان في العالم، إن لم يكن الأكبر، فالآن واحدٌ من كلِّ أربعةٍ من النَّاس في هذا الكوكب هو مسلم. وهو الدِّين الأسرع انتشاراً".

هكذا وفي النِّهاية -في شهر حزيران من عام 2003- قرَّرت أن أصبح مسلمةً بشكلٍ رسميٍّ لكي أستطيع الذِّهاب إلى مكة للحج. لقد كنت أبحث عن الإجابات لوقتٍ طويل -منذ طفولتي- وفي منتصف التسعينات كنت أشتري الكتب عن مختلف الأديان. وفي أعماقي كنت أتخيَّل بأني سأجد الإجابات من أجل نفسي. وأذكر المرَّة الأولى حين سمعت الأذان، وحين نادى المؤذِّن: "الله أكبر" من مأذنة المسجد. كان يوماً جميلاً مشمساً -الأحد من شهر شباط لعام 1997- في القاهرة، وكانت أجراس الكنيسة تقرع أيضاً، ولكنِّي حين سمعت النِّداء للصَّلاة بدأت الدُّموع تنهمر على وجنتيّ، ودون إدراكٍ منِّي لذلك. لم أكن مسلمةً حينئذٍ، ولكنَّ ذلك حرَّك مشاعري. وواحدةٌ من أقدم وأعزِّ صديقاتي، وهي كاثوليكيَّة، كانت في بيروت قبل فترة، وكانت تُقِيمُ في فندقٍ حين صَحَتْ على صوت الأذان في السَّاعة الرَّابعة والنِّصف فجراً في ليلتها الأُولى في لبنان، فتأمَّلتْ في ذلك كم هو مؤثِّرٌ لدرجة أنَّها بكت أيضاً.

حين أقرأ القرآن أشعر به في داخلي، عميقاً في أحشائي، وبأنَّه المناسب بالنِّسبة لي. جمال الوحي القرآنيِّ يجعلني أبكي أحياناً. فهو الطَّريقة الشَّاملة للحياة. ولم يحرِّك مشاعري أيُّ كتابٍ دينيٍّ آخر لدرجة البكاء أبداً.

القرآن ببساطة هو أعقد كتابٍ قرأته في حياتي. فكلَّما قرأته أكثر، فهمته أكثر، وتساءلت أكثر. فالقرآن يلهمك أن تتعلَّم أكثر. ففي كلِّ مرَّةٍ تقرأه، تتكشَّف لك طبقاتٌ أخرى من الفهم. أنا لست خبيرة، ولن أكون أبدًا، حتَّى ولو قرأت منه كلَّ يومٍ لبقيَّة حياتي، فسوف أظلُّ أتعلَّم منه شيئاً جديداً، فهو مليءٌ بالعجائب. وما زلت أُلحق بدراستي القرآنيَّة دراسة الإنجيل، كإنجيل برنابا، والتوراة... إلخ.

وقد حصلت على صديقاتٍ جديداتٍ عبر الإنترنت. فأثناء بحثي على الشبكة وصلت إلى موقعٍ إسلاميٍّ آيسلنديّ: www.islam.is، فاتَّصلت بالكاتبة وبدأنا المراسلة. وفي بداية عام 2004 تقريباً أرسلت لها تقريراً كتبته بعنوان: "الإسلام في آيسلندة 2003"، والَّذي أرسلته إلى حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة، فاقترحت بأن نقوم ثلاثتنا بالعمل على ترجمة معاني القرآن الكريم من العربيَّة إلى الآيسلندية، فهي أيضاً تتكلَّم اللغة العربيَّة. لذا يبدو بأنَّنا سنكون ثلاث آيسلنديَّاتٍ مسلماتٍ يعملن على ترجمة معاني القرآن الكريم. ولأولئك الَّذين يبحثون عن ترجمةٍ إنجليزيَّةٍ جيِّدة، فقد سمعت بأنَّ ترجمة (محمَّد أسد) أيضاً جيَّدة، وسأحصل عليها لنفسي أيضاً.

وقد اشتريت أيضاً كمّاً هائلاً من الكتب للقراءة في كوالالامبور الصَّيف الماضي. فهي مكَّةٌ جديدةٌ للمسلمين من حيث الكتب، وقد تموَّنت حقّاً! فلقد قضينا -زوجي وابني وأنا- شهراً في ماليزيا. ما أروع تلك البلاد! فمن البلاد الإسلاميَّة لم أكن إلا في الشرق الأوسط العربيّ، أما هنا فقد كان عالماً إسلاميّاً جديداً في جنوب شرق آسيا! كانت التجربة رائعة، وهذا أقلُّ ما يمكن أن يُقال. فقد كنت دوماً مغرمةً بالفنِّ والعمارة الإسلاميّيْن، وماليزيا تُعدُّ متحفاً إسلاميّاً في داخل بيوتها وخارجها! فَتَحْتَ حُكْمِ رئيس الوزراء السَّابق محاضر محمَّد، كان للإسلام انبعاثًا. وقد أراد توحيد كلِّ البلاد الإسلاميَّة، ليس فقط فيما يُدعى المؤتمر الإسلاميّ، بل وأراد أيضاً عملةً موحَّدةً، وهي الدِّينار الذهبيّ. يا لها من رؤيا! الإسلام في حاجةٍ لرجالٍ ونساءٍ مثله!

أحاول دوماً أن أكون إيجابيَّة، لذا أظنُّ بأنَّ هذا الزَّمن رائع -القرن الواحد والعشرون! فإن كان بإمكان واحدةٍ مثلي أن تصبح مسلمة، فهناك أملٌ لأيِّ أحد! أصدقائي الَّذين ناقشت معهم الدِّين في الوقت القريب يعرفون بأنِّي أصبحت مسلمة، وكانوا كلُّهم داعمين لي دون تردد. كنت مندهشة شيئاً ما بأنَّهم لم يُصدموا. وقالوا بأنَّهم كانوا يعتقدون بأنِّي لابد يوماً ما أن أجد محرابي الَّذي كنت أبحث عنه لوقتٍ طويل، فكانوا سعداء لأجلي. حتَّى أنَّ بعضهم دعوني باسمي الإسلاميِّ الجديد: نور. مع أنِّي ما زلت أستخدم اسمي "آنا ليندا"، لأنَّه الاسم الَّذي اختاره لي والداي، والذي يمثِّل الشَّخص الَّذي كنته لستةٍ وثلاثين عاماً مضت. "نور" هو فقط استمراريَّةٌ لكينونتي!

هذه هي نهاية قصَّتي: "الرِّحلة إلى النُّور". الرِّحلة التي لا تشكِّل في الحقيقة إلا بدايةٌ فقط!

مع السلامة، والله معكم.

المصدر: موقع مجلة الفرقان http://www.hoffaz.org 

 

----------------------------------------------------------------------------------------

قصة إسلام أيرين

  ترجمة : الأستاذ زكي الطريفي

أكتب قصتي هذه بنيّة أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، فلعلّها تساعد أحد الذين يبحثون عن الحقيقة، فيعرفون أنهم سيجدونها في الإسلام.

لقد أعلنت إسلامي قبل سبع سنوات، والحمد لله. في البداية عرفت شيئاً من الإسلام عن طريق صديقة لي في الجامعة، فقد أنهيت المدرسة الثانوية معتقدة بأن القرآن الكريم كتاب اليهود، وأن المسلمين وثنيون يعبدون الأصنام. ولم تكن لديّ رغبة في تعلُّم دين جديد. وكنت أومن بفكرة أساسية تقول: "بما أن الولايات المتحدة هي الدولة رقم واحد، فإن ذلك يعني أنّ لدينا الأفضل من كل شيء وحتى الدين". ومع أنني كنت أعلم بأن المسيحية ليست ديناً مثاليّاً، لكني كنت أعتقد بأنها أفضل ما هو موجود، وكان لديّ دائماً رأي بأن الإنجيل على الرغم من أنه يحوي كلام الله تعالى فإنه أيضاً يحوي كلام البشر ممن دوَّنوه. وكنت في كل مرة أقرأ فيها الإنجيل أمُرُّ -وبمشيئة الله تعالى- على فقرات هي حقّاً غريبة وقذرة. ولم يكن بإمكاني أن أفهم كيف يمكن أن يقوم أنبياء الله تعالى -عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، وحاشاهم- بفعل تلك الأفعال الكريهة في حين أنّ هناك الكثير من الناس العاديين الذين يعيشون حياتهم كلها حتى دون أن يخطر ببالهم فعل مثل تلك الأفعال غير الأخلاقية المقرفة. كتلك الأفعال المنسوبة للنبي داوود، وسليمان، ولوط وغيرهم -عليهم جميعاً صلوات الله تعالى وسلامه-. وأذكر حين كنت أسمع في الكنيسة أنه إذا كان الأنبياء يفعلون مثل تلك الذنوب والفواحش، فكيف باستطاعتنا نحن الناس العاديين أن نكون أفضل منهم ؟! ونتيجة لذلك -كما يدَّعون- كان يجب على المسيح -عليه الصلاة والسلام- أن يموت على الصليب للتكفير عن ذنوبنا، لأننا ضعفاء ولم نستطع أن نصون أنفسنا بأنفسنا.

ثم بدأتُ الصراع مع مفهوم الثالوث، مُحاوِلةً أن أفهم كيف أنّ إلهي ليس واحداً، ولكن ثلاثة في آن معاً. فأحدهم خلق الكون، والثاني أريق دمه لتكفير ذنوبنا، وحول الثالث وهو الروح القدس -عليه السلام- كان السؤال ما يزال قائماً... ومع ذلك فكلهم متساوون ؟! عندما كنت أصلّي للإله، كان في مخيلتي صورة محددة لشيخ كهل حكيم بثوب فضفاض يسكن فوق السحاب. وعندما كنت أريد أن أصلّي للمسيح -عليه الصلاة والسلام- كنت أتصوره شابّاً ملتحياً ذا شعر أشقر ذهبي وعينين زرقاوين. أما بالنسبة للروح القدس -عليه السلام-، فقد كان باستطاعتي فقط أن أناشد إلهاً تحيطه الألغاز، لأني لم أكن متأكدة من طبيعة مهامه. ولذلك لم أكن أشعر مطلقاً بأني أصلي لإله واحد. ولكني مع ذلك كنت أتوجه مباشرة إلى الله تعالى حين كنت أجد نفسي في ضيق، لأني كنت متأكدة بأن هذا هو الرهان الأفضل.

عندما بدأت بحثي في الإسلام لم يكن لديّ مشكلة في التوجه في الصلاة مباشرة إلى الله تعالى، فقد كان هذا شيئاً طبيعيّاً. إلا أنني كنت خائفة من التخلي عن إيماني بالسيد المسيح -عليه الصلاة والسلام - ولذلك أمضيت الكثير من الوقت في التأمل حول هذا الموضوع. وبدأت قراءة التاريخ المسيحي بحثاً عن الحقيقة. وعندما تعمّقت أكثر في دراستي بدأت أرى بوضوح أكبر التشابه بين تقديس وتضحية المسيح -عليه الصلاة والسلام- وبين الأساطير اليونانية القديمة التي تعلّمتها في المدرسة الثانوية، حيث يتفق الإله مع امرأة من البشر لإنتاج مولود يمكن أن يكون نصف إله ويملك بعض صفات الألوهية، وأدركت أن هذه المقاربة كانت مهمة جدّاً لـ (بولس) لكي يجعل اليونان الذين كان يدعوهم يقبلون الديانة المسيحية، وعرفت أن بعض أتباعه كانوا لا يوافقونه على هذه الأساليب. فقد بدا لـ (بولس) أن من الممكن أن يكون هذا شكلاً أفضل للعبادة بالنسبة لليونانيين من شكل التوحيد الصارم الذي يفرضه العهد القديم. ولا يعلم ما الذي كان يحصل حينها بالضبط إلا الله تعالى وحده.

وحتى عندما كنت في المدرسة الثانوية، كانت لديّ صعوبات في فهم بعض المسائل المسيحية. وهناك أمران اثنان على وجه الخصوص سبَّبا لي إزعاجاً كبيراً:

الأمر الأول، كان التناقض المباشر بين النصوص في العهد القديم والجديد. فقد كنت دائماً آخذ الوصايا العشر على أنها من المسلَّمات، فهي قوانين واضحة يريدنا الله تعالى أن نلتزم بها ونتبعها. مع أن توجُّهنا في العبادة للسيد المسيح -عليه الصلاة والسلام- كان يخرق الوصية الأولى تماماً، باتخاذنا شريكاً لله تعالى. ولم يكن بإمكاني أن أفهم أبداً لماذا غيَّر الله العليم       -سبحانه وتعالى- رأيه بخصوص الوصية الأولى !

أما الأمر الثاني فكان بخصوص التوبة. ففي العهد القديم طُلب من الناس أن يتوبوا من ذنوبهم؛ أما في العهد الجديد فلم يعد ذلك مهمّاً، حيث إن السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام- قد ضحَّى بنفسه ليكفِّر عن ذنوب الناس. ولذلك لم يقم (بولس) بدعوة مستمعيه للتوبة من ذنوبهم، بل أعلن انتصار الإله على الآثام بصلبه السيد المسيح عليه السلام. فقد برزت في رسالة بولس إلى مؤمني روما الطبيعة المتطرفة للقوة الإلهية بوضوح وذلك بتأكيده على أن الله تعالى -بموت المسيح على الصليب- قام بالقضاء علىكل الشرور -سبحانه وتعالى عما يصفون- فالناس ليسوا مدعوين لعمل الخير لكي يرضى الله تعالى عنهم! إذن فما هو الدافع الذي يمكن أن يكون لدينا لكي نكون أناساً طيبين؟! بالإضافة إلى أن كون الإنسان سيّئاً يمكن أن يكون فيه الكثير من المتعة ! فما كان من المجتمع إلا أن أعاد تعريف قيم الخير والشر.

فلو سألنا أي خبير في رعاية الأطفال فإنه سيقول لنا بأن الأطفال يجب أن يتعلموا بأنّ لأفعالهم نتائج، وهم يشجعون الآباء على أن يسمحوا لأطفالهم بتجربة نتائج أفعالهم واقعيّاً. وبما أن الأفعال في المسيحية ليس لها نتائج، بدأ الناس يتصرفون مثل الأطفال فاسدي التربية؛ مطالبين بالحق في عمل ما يسرّهم، ومطالبين في الوقت ذاته بحب الله تعالى وحب الناس وقبولهم غير المشروط لكل سلوكياتهم حتى الحقير منها! إذن ليس غريباً أن سجوننا قد امتلأت حتى فاضت؛ وأن الآباء لا يستطيعون أن يسيطروا على سلوكيات أبنائهم. مع أن هذا لا يدعونا للقول بأننا في الإسلام نؤمن بدخول الجنة نتيجة لأعمالنا، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بيّن لنا بأننا سوف ندخل الجنة برحمة الله تعالى، والدليل هو ما جاء في الحديث الذي رواه أبوهريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لن يُنجيَ أحداً منكم عملُه. قال رجل: ولا إياك يا رسول الله! قال: ولا إياي، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ولكن سدِّدوا" (صحيح مسلم، رقم 5036).

ولهذه الأسباب لم أكن أعرف حقّاً من هو الله تعالى. فإذا لم يكن السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام- إلهاً مستقلاًّ، ولكن جزءاً من الله تعالى فقط، إذن لمن كان يضحِّي؟! ولمن كان يصلّي في ذلك البستان؟! وإذا كان ذا طبيعة مستقلة عن الله تعالى، فإن هذا يتضمن تركنا لحقيقة التوحيد، وهو ما يناقض تعاليم العهد القديم. كان كلُّ ذلك مربكاً، ففضلت أن لا أفكر به، وأدركت حقيقة أني لم أستطع فهم ديني.

عند هذا المنعطف بدأتْ نقاشاتي الدينية في الجامعة مع زوج المستقبل ... سألني أن أوضح له مفهوم الثالوث. وبعد عدة محاولات فاشلة لكي أفعل ذلك، لوَّحت بيدي في الهواء -كدليل على الإخفاق- مدعية بأني لست عالمة في اللاهوت! وعلى هذا أجابني: "وهل يجب أن تكوني عالمة في اللاهوت لتفهمي الأساس الذي يقوم عليه دينك؟! آآآه" كان هذا مؤلماً حقّاً؛ ولكن الحقيقة تؤلم أحياناً. فحاولت عندئذ -وبطريقة عقلانية بهلوانية- أن أتفكَّر: "من هو الإله الذي أعبده حقيقة؟" واستمعت له بتذمر عندما حدثني عن وحدانية الله تعالى. وأنه سبحانه وتعالى لم يغيّر رأيه بخصوص الوصية الأولى، بل أكمل رسالته للإنسانية من خلال النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فكان عليّ الاعتراف بأن ما قاله كان له وقع معقول . فإن الله تعالى أرسل رسله على التعاقب ولقرون عديدة، لأن الناس كانوا ينحرفون عن الطريق ويحتاجون إلى الهداية. ولكني حتى عند هذه النقطة أخبرته بأنه يمكنه أن يحدثني عن دينه من أجل المعلومات العامة فقط، وقلت له: "لا تحاول أن تدخلني الإسلام، لأنك لن تنجح بذلك أبداً" ، فأجابني: "لن أفعل، ولكني أريد فقط أن تتفهمي المجتمع الذي أتيتُ منه، ومن واجبي كمسلم أن أفعل ذلك". وفعلاً لم يقم هو بإدخالي الإسلام، بل شرح الله تعالى صدري للدين الحق والحمد لله.

في هذه الفترة أعطتني صديقة لي ترجمة للقرآن الكريم وَجَدَتهْا في إحدى المكتبات. ولم تكن تعلم بأن الذي عمل على هذه الترجمة كان يهوديّاً عراقيّاً غرضه إبعاد الناس عن الإسلام، وليس لمساعدتهم في فهم القرآن الكريم. وعندما قرأت الكتاب بدا لي مربكاً، فوضعت دوائر وخطوطاً حول وتحت الفقرات التي أردت أن أسأل صديقي المسلم عنها. وعندما عاد من إجازته في الخارج وضعت الكتاب في يدي ووجهت له أسئلة كثيرة، ولكنه أوضح لي وبهدوء أن تلك الأمور لم تكن من القرآن الكريم. وأعلمني بالمعنى الحقيقي لكلّ الآيات التي سألت عنها وعن أسباب نزولها. ثم وجد لي ترجمة جيدة للقرآن الكريم.وما زلت أذكر حين كنت أجلس وحيدة أقرأ القرآن الكريم باحثة عن أخطاء أو استفسارات. فكنت كلما أقرأ أكثر تصبح قناعتي أكبر بأن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون له إلا مصدر واحد، إنه الله تعالى. قرأت عن رحمة الله تعالى وعن قدرته على مغفرة كل الذنوب -إلا أن يُشرك به- فبدأت أبكي، بل كان نحيباً من أعماق قلبي. بكيت لجهلي ولفرحتي بأني أخيراً وجدت الحقيقة. وعندها أدركت أني تغيّرت وإلى الأبد. وكنت مندهشة من الحقائق العلمية في القرآن الكريم، والتي لم تؤخذ من التوراة والإنجيل -كما يدّعي البعض-، فأنا في ذلك الوقت كنت قد حصلت على درجتي العلمية في علم الأحياء الدقيقة (الميكروبيولوجي)، فأعجبت بشكل خاص بوصف القرآن الكريم لعملية نمو الجنين، وأشياء أخرى. وحالما أصبحت متأكدة بأن القرآن الكريم حقّاً من عند الله تعالى، قررت أن أعتنق الإسلام ليكون ديني. كنت أعلم أن ذلك لن يكون سهلاً، ولكن لا شيء يمكن أن يكون نافعاً أكثر من هذا الدين.

تعلّمت أن الخطوة الأولى والأكثر أهمية لدخول الإسلام هي أن أشهد "بأن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ". وبعد أن فهمت أن السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام- كان رسولاً من عند الله تعالى لبني إسرائيل ليعيدهم إلى صراط الله تعالى المستقيم بعد أن ضلّوا السبيل، لم يكن لديّ صعوبة مع المفهوم الذي يقوم على عبادة الله تعالى وحده. ولكني حينها لم أكن أعرف من هو محمد صلى الله عليه وسلم، ولم أكن أفهم لماذا يتوجّب علينا اتباعه. وأدعو الله تعالى أن يبارك في كل أولئك الذين ساعدوني لأفهم وأقدّر حياة نبينا  صلى الله عليه وسلمخلال السنوات السبع الماضية؛ فقد تعلمت أن الله تعالى أرسله ليكون قدوة ومثالاً للبشرية جمعاء، فجعلة مثالاً لنا جميعاً لكي نتّبعه ونقلّده في كل شؤون حياتنا. فقد كان خُلُقُهُ القرآن صلى الله عليه وسلم. وأدعو الله تعالى أن يهدينا جميعاً لنعيش كما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أختكم في الله

سُميّة فنّون

المصدر: موقع مجلة الفرقان http://www.hoffaz.oصلى الله عليه وسلمg

 

--------------------------------------------------------------------

 

قصة إسلام أمينة أسيلمي

ترجمة : الأستاذ زكي الطريفي

البداية والقرار:

كنت في بداية السنة النهائيّة للحصول على درجتي العلميَّة في دراسة (وسائل الترفيه)، عندما قابلت أوَّل مجموعةٍ من المسلمين في حياتي. وقد كانت السَّنة الأولى التي كُنَّا فيها نستطيع أن نُسجِّل للفصل من خلال الحاسوب، فسجَّلت ثمّ ذهبت لأهتمّ ببعض الأعمال العائليَّة في (أوكلاهوما). فأخذ العمل مني فترةً أطول مما كنت أظنُّ بحيث عدت متأخِّرةً أسبوعين على بداية الفصل. ولكنِّي لم أكن قلقةً حول تعويض ما فاتني، لأنِّي كنت الأولى في صفّي. ومع كوني طالبة في ذلك الوقت كنت أفوز بالجوائز أثناء منافستي مع المتخصِّصين في هذا المجال.

ويجب أن أقول أيضاً بأنِّي كنت خجولةً جدّاً، على الرغم من أنِّي كنت أذهب إلى الكليِّة وأحصل على العلامات العالية، وأُدير عملي الخاص، وعلى الرغم من وجود العديد من الأصدقاء المقرَّبين الّذين كانوا من حولي. فكنت كثيرة الصَّمت، وبطيئةً جدّاً في التعرُّف إلى الناس، فمن النادر أن أتحدَّث لأيِّ أحدٍ إلا إذا اضطررت لذلك أو إن كنت أعرفه من قبل. كانت الدروس التي آخذها تتطلب مني أن أقوم ببعض الأمور الإداريَّة والتّخطيط المدني، بالإضافة إلى وضع البرامج الّتي تناسب الأطفال، فكانوا هم الوحيدين الذين أشعر معهم بالراحة.

حسناً... فلنعد إلى قصتنا. كان التوزيع الذي قام به الحاسوب قد خبَّأ لي مفاجأةً عظيمةً، فقد كنت مُسجَّلةً في مادةٍ مسرحيَّةٍ حيث كنت مُلزمةً بالتمثيل الحيِّ أمام الجمهور. أصابني الخوف الشديد بسبب ذلك، فأنا لا أكاد أتجرَّأ على طرح بعض الأسئلة في قاعدة الدرس، فكيف يمكنني أن أقف على المسرح أمام كلِّ الناس؟! حدَّثت زوجي عن ذلك ولكنَّه كان هادئاً كعادته دائماً، فاقترح عليَّ أن أتحدَّث مع الأستاذ وأشرح له المشكلة، وأن أتَّفق معه على قيامي بكتابة النصِّ أو تجهيز الملابس. ووافق الأستاذ على أن يحاول مساعدتي للخروج من هذا المأزق. وهكذا ذهبت إلى الدرس يوم الثلاثاء التالي.

عندما فتحت باب القاعة لأدخل تلقّيت الصّدمة الثانية. فقد كانت القاعة مليئةً بـ(العرب) أو (لاعبي الجوكي على الجمال) كما يحلو للبعض تسميتهم. حسناً... لم أكن أبداً قد شاهدت أحداً من العرب من قبل ولكنِّي كنت قد سمعت بهم. فما كان مني إلا أن قرَّرت أني -ولا بأيِّ طريقةٍ- لا يمكنني الجلوس في غرفةٍ مليئةٍ بالكفرة القذرين! بل خطر لي أيضاً بأنَّه من الممكن أن ينتقل إليِّ أحد الأمراض المخيفة من أحدهم. فكلُّ الناس كانوا يقولون بأنَّهم قذرون، وأنّهم ليسوا أهلاً للثقة أيضاً. فما كان مني إلا أن أغلقت الباب وعدت أدراجي إلى البيت. ولكني يجب أن أذكر شيئاً صغيراً الآن. فحين كنت أفكّر بهذه الطريقة كنت ألبس سروالاً جلديّاً مثيراً، وحِذاءً ذا كعبٍ عالٍ، وكأس الخمر في يدي... لكنّهم هم الذين كانون (السَّيئين) في نظري!

عندما أخبرت زوجي عن أولئك الطلاب العرب، وأنَّه ولا بأيِّ حال يمكن أن أعود إلى هناك، هدَّأ من روعي بطريقته الهادئة، وذكّرني بأنِّي كنت دوماً أدَّعي بأنّ لله تعالى دائماً سبباً لكلّ شيء، ولربما يتوجَّب عليَّ التفكير جيداً بهذا الأمر قبل أن أتَّخذ قراراً نهائيّاً. وذكّرني أيضاً بأنّ لديَّ منحةً دراسيةً، فإذا كنت أريد المحافظة عليها فإنه يجب عليَّ المحافظة على مُعدّل علاماتي وإلا فإنّ أمراً كهذا يمكن أن يحطّم كلّ شيء. فصلَّيت لله تعالى في اليومين التاليين داعيةً إيَّاه الرَّشاد. وفي يوم الخميس عُدت إلى الصفّ وكان لديَّ اعتقادٌ بأنّ الله تعالى دبَّر هذا لكي أُخلّص أولئك المساكين الكفرة من عذاب جهنم.

بدأت تدريجيّاً أشرح لهم كيف أنهم سيحترقون في جهنم خالدين فيها، إذا لم يقبلوا المسيح (عليه الصلاة والسلام) كمُخَلّصٍ لهم، فتعاملوا معي بلطفٍ جمّ ولكنَّهم لم يهتدوا! عندئذٍ، شرحت لهم كيف أنّ المسيح (عليه الصلاة والسلام) يحبهم وكيف مات على الصليب ليُخلّصهم من آثامهم. وكلّ ما عليهم فعله لينقذوا أنفسهم هو أن يقبلوه في قلوبهم. فظلّوا على نفس المستوى من اللّطف معي، ولكنّهم ما زالوا لا يهتدون!!! ولهذا قرّرت أن أقرأ كتابهم المقدس لأريهم بأنَّ الإسلام دينٌ مُزيَّفٌ وأنَّ محمداً (صلى الله عليه وسلم) إلهٌ مزيَّف. فأعطاني أحدهم نسخةً من ترجمة القرآن الكريم وكتاباً آخر عن الإسلام، وبدأت دراستي. كنت على يقينٍ بأنّي سأجد الدليل الذي أحتاجه وبسرعةٍ كبيرة. لكنّي قرأت القرآن الكريم والكتاب الآخر، ومن ثمّ قرأت خمسة عشر كتاباً أخرى، كان من بينها صحيح مسلم، ثم عدت إلى القرآن الكريم. فقد كنت مُصمِّمةً على هدايتهم! وهكذا استمرت دراستي للإسلام سنةً ونصف.

خلال ذلك الوقت، بدأت تظهر بعض المشكلات بيني وبين زوجي. فقد كنت أتغيَّر، ومع أنّ هذا التغيُّر كان في بعض الأمور فقط إلا أنها كانت كافيةً لإزعاجه. فلم أعد أريد الذهاب إلى الخمَّارات والحفلات التي اعتدنا الذهاب إليها كلّ جمعةٍ وسبت. وأصبحت أكثر هدوءاً وأكثر بُعداً عنه. فوصل إلى يقينٍ بأنّ لي علاقةً غير شرعيّة، ولذلك قام بطردي من البيت. فانتقلت إلى شقّةٍ أخرى مع أطفالي، ومع كلّ هذا فقد واصلت جهودي مُصمِّمة على هداية أولئك المسلمين إلى المسيحيَّة!

وفي أحد الأيام طُرق بابي، وحين فتحت الباب رأيت رجلاً يلبس ثوباً أبيضَ طويلاً للنوم وعلى رأسه قطعة قماشٍ كاروهات حمراء اللون، وكان يرافقه ثلاثةٌ من الرجال في ملابس نومهم أيضاً! (لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها عرباً في لباسهم التقليديّ). فشعرت بأنهم أهانوني إهانةً عظيمة. فكيف يسمحون لأنفسهم بأن يطرقوا بابي وهم يرتدون ملابس النوم؟! وأيّ نوعٍ من النساء يظنني هؤلاء؟! وتخيَّلوا صدمتي عندما قال لي الرجل الذي يلبس الخرقة الحمراء على رأسه بأنه يفهم رغبتي في أن أُصبح مسلمة! فأعلمته -وبسرعةٍ- بأنّي لا أريد أن أُصبح مسلمة. ثم تداركت قائلة بأنِّي -وعلى الرغم من ذلك- لديَّ بعض الاستفسارات، إذا كان لديه الوقت.

فمنحني الأخ عبدالعزيز الوقت الكافي، وكان صبوراً جدَّاً في نقاشه معي حول كلّ المسائل. ولم يُشعرني على الإطلاق بأني سخيفةٌ أو أن سؤالي سؤالٌ غبيٌّ. وسألني إن كنت أُومن بأنّ هناك إلهاً واحداً، فقلت: نعم. فسألني إن كنت أُومن بأنّ محمداً صلى الله عليه وسلم كان رسولاً لله تعالى، ومرةً أخرى قلت: نعم. فقال لي: أنت بهذا مسلمة! فجادلته بأني مسيحيّة وأنّي فقط أُحاول أن أفهم الإسلام. أما في داخل نفسي فإنّي كنت أُفكّر: "أنا لا أستطيع أن أُصبح مسلمة، فأنا أمريكيّةٌ بيضاء! وماذا سيقول زوجي؟! وإذا أصبحت مسلمةً فإنّي يجب أن أُطَلّق من زوجي، وعائلتي ستنتهي".

ثم أوضح لي لاحقاً بأنّ تحصيل المعرفة والفهم الروحيّ ما هو إلا كصعود السلّم: "فإذا كنتِ صاعدةً على السلّم وحاولت أن تقفزي عدة درجات مرة واحدة فإن هناك خطورة السقوط. فالشهادتان ما هما إلا الدرجة الأولى على السلم، وهناك أمورٌ كثيرةٌ يجب أن نتحدث عنها". وفي وقتٍ لاحقٍ من مساء ذلك اليوم -الحادي والعشرين من آذار لسنة 1977م وعند صلاة العصر- أعلنت إسلامي. ولكن بما أنّه كانت هناك أمورٌ لم أكن قد تقبَّلتها بعد، وحيث إنّ الصِّدق كان من طبعي دائماً، فقد قمت بإضافة بعض الكلمات إلى الشهادتين فكانت كالتالي: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله" وأضفت: "ولكنِّي لن أُغطّي شعري أبداً، وإذا أخذ زوجي زوجةً أُخرى غيري فإني سوف أقوم بـ...". فسمعت همهماتٍ من بعض الرجال، ولكنَّ عبد العزيز أسكتهم. وعلمت فيما بعد أنّه أخبرهم ألا يناقشوا هذين الأمرين معي مُطلقاً. لقد كان على قناعةٍ بأنِّي سأصل وحدي إلى الفهم الصحيح لهما.

كانت الشهادتان حقّاً هما الخطوة الأولى على سلّم المعرفة الروحيَّة والقُرب من الله تعالى التي حصَّلتها مع مرور الوقت. وواصل عبد العزيز زيارتي والإجابة على أسئلتي. أدعو الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء على صبره وتسامحه. فهو لم يُقَلّل من قدْري، ولم يتفاعل تجاه أيِّ تساؤلٍ كنت أطرحه على أنَّه سؤالٌ سخيفٌ أو غبيّ، بل كان يتعامل مع كلّ سؤالٍ بحصافة، وكان يخبرني دائماً بأنَّ أغبى سؤالٍ هو ذاك الذي لم يُسأل أبداً. آه... هذا ما اعتادت جدتي قوله أيضاً! لقد شرح لي كيف أنّ الله تعالى حثَّنا على طلب العلم والطُّرق التي يمكن أن تزيدنا قُرباً منه. وعندما كان يشرح لي أمراً ما، كان هذا وكأنَّك تراقب زهرةً أمامك كيف تتفتَّح ورقةً ورقةً حتى تصل إلى ذروة الروعة في جمالها. وعندما كنت أخبره بأنَّني لا أُوافق على أمرٍ ما ولماذا، كان دائماً يقول: "أنت مُحقَّةٌ إلى حدٍّ ما"، ومن ثمّ كان يُريني كيف أنظر في عمق المسألة ومن جوانبها المتعدِّدة لكي أصل إلى الفهم التام، والحمد لله!

تعلّمت بمرور الأعوام على يد كثيرٍٍ من الشيوخ. كان كلٌّ منهم مُتميّزاً بشكل ٍ خاص، مع اختلافهم عن بعضهم البعض. وأنا شاكرةٌ لكلٍّ منهم على ما قدَّموه لي من العلم والمعرفة. فقد علَّمني كلٌّ منهم كيف أُنمِّي إيماني وحبِّي للإسلام. وبازدياد معرفتي كانت التغييرات في حياتي تظهر بوضوحٍ أكبر. ففي السنة الأولى بدأت بوضع الحجاب. لا أدري متى بدأت، فقد جاء هذا الأمر تلقائيّاً مع ازدياد معرفتي وفهمي للإسلام. وحتى إنَّني أيضاً بدأت أُناصر تعدُّد الزوجات. فقد أدركت بأنَّ الله تعالى ما كان ليشرع هذا الأمر إلا إذا كان نافعاً، وتدَّبروا قول الله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى . الذي خَلَقَ فَسَوَّى . وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى . وَالّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى . فَجَعَلَهُ غُثَاءً أحْوَى . سَنُقرِئُكَ فَلا تَنْسَى . إلا ما شَاءَ الله إنَِّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى . وَنُيَسِّرُكَ لليُسْرَى) (الأعلى: 1-8).

عندما كنت في بداية دراستي للإسلام، لم أتوقّع أن أجد شيئاً اُريده أو أحتاجه في حياتي الخاصَّة، ولم أكن أظنُّ بأنّ الإسلام يمكن أن يُغيِّر أسلوب حياتي. وفي ذلك الوقت لم يكن لأحدٍ أن يُقنعني بأنِّي سأكون في سكينةٍ وحبٍّ غامرٍ وسعادةٍ بسبب الإسلام.

إنّ هذا الكتاب يتحدَّث عن الإله الواحد خالق الكون. إنّه يصف الطريقة الجميلة التي يُنظّم بها العالم. هذا القرآن العظيم يحوي بين دفّتيه كلَّ الإجابات، فالله تعالى هو الودود، وهو السَّلام، وهو الحافظ، وهو الغفور، وهو الرزَّاق، وهو المدبِّر، وهو الكريم، وهو المجيب، وهو الولي، وهو المُغني! (ألَمْ نَشْرَح لَكَ صَدرْكَ . وَوَضَعْنَا عَنْكَ ِوزْرَكَ . الّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ . وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ . فَإنِ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنْ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح: 1-6). فالقرآن الكريم يعالج كلّ مسائل الوجود ويُرينا الطريق الواضح للفلاح، إنه الخارطة التي تُبيّن لنا طُرُقَ الفوز بمغفرة الله تعالى، وهو (الدَّليل المرشد للحياة) من صانع الحياة سبحانه وتعالى. وإذا سألتموني كم غيَّر الإسلام حياتي، فإنِّي أقول: "كم كنَّا سنحبُّ النُّور لو أنَّنا عشنا فترةً في الظلام". فالإسلام لم يؤثّر في حياتي فقط، بل غيَّرها تماماً.

حياتي العائليّة

كنت وزوجي يُحبُّ أحدنا الآخر حبّاً عظيماً ما زالت آثاره باقيةً إلى الآن في قلبينا. ولكنَّ بعض المشكلات بدأت تظهر بيننا عندما بدأتُ دراستي للإسلام. فقد رآني أتغيَّر ولم يُدرك ما الذي كان يحدث لي. وحتى أنا نفسي لم أكن أُدرك هذا أيضاً، لأنِّي عندئذٍ لم أكن أُلاحظ كم كان سلوكي يتغير. فما كان منه إلا أن وصل إلى اعتقادٍ بأن لا شيء يُمكن أن يُغَيِّرني بهذه الطريقة إلا وجود رجلٍ آخر في حياتي. ولم تكن لديَّ طريقةٌ لكي أشرح له ما الذي كان يُغيِّرني لأنِّي لم أكن أعلم.

وحتى بعد أن أدركت بأنِّي أصبحت مسلمةًَ لم أستطع أن أثنيه عن شكّه، فكان يقول: "ما الذي يمكن أن يجعل المرأة تُغيِّر شيئاً أساسيّاً في حياتها –كدينها- إلا وجود رجلٍ آخر في حياتها!" على كلِّ حال، لقد كان يرى أنّ هذا هو السبب المنطقيَّ الوحيد لما كان يحدث. ومع أنَّه لم يستطع أبداً تقديم الدليل على وجود هذا الرجل الآخر، إلا أنَّه كان يُؤمن بوجوده. فانتهى بنا الأمر إلى طلاقٍ بشع. وقرَّرت المحكمة أن تكون المحكمة الشرعيَّة الأورثوذكسيِّة هي التي تُقرِّر بخصوص حضانة أطفالي.

أعطتني المحكمة الشرعيَّة مُهلةً من الزمن لكي أختار بين أمرين أحلاهما مُرّ, فإما أن أتخلّى عن الإسلام، وبذلك يتركوني مع أطفالي، وإمَّا أن أتنازل عن حضانة أطفالي وأبقى على إسلامي. كنت في حالة ذهولٍ شديدةٍ، فقد كان الاختيار صعباً، وبدا لي وكأنَّ كلا الخيارين مستحيل. وكنت على يقينٍ بأنِّي إذا تخلَّيت عن إسلامي فإنِّي سأُربِّي أطفالي على الضَّلال. ولم تكن هناك طريقة لأُنكر ما كان في قلبي، فكيف لي أن أُنكر الله تعالى؟! فلم أستطع عندئذٍ فعل ذلك. فالتجأت إلى الصلاة لله تعالى، ودعوته كما لم أدْعُهُ من قبل. وبعد مرور نصف ساعةٍ أصبحت على يقينٍ بأنَّه لا يوجد مكانٌ آمن فيه على أطفالي أكثر من أن يكونوا بين يدي الله تعالى. ولو أنكرته الآن فلن تكون هناك طريقة في المستقبل أُعلّم بها أطفالي روعة أن تكون مع الله تعالى. فأخبرت المحكمة بأنِّي أستودع الله تعالى أطفالي، ولاأعدُّ ذلك تخلّياً عنهم!

وغادرت المحكمة مُدركةً بأنّ حياتي بدون أطفالي ستكون في غاية الصعوبة. ومع أنّ قلبي كان مُنفطراً إلا أنَّه كان مطمئنّاً، فعرفت يقيناً بأنِّي فعلت الصَّواب. ووجدت عزائي في آية الكرسي: (اللهُ لا إلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ لَهُ مَا في السَّمَاوَاتِ ومَا في الأرْضِ مَنْ ذا الذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بإذنهِ يَعْلَم مَا بَيْنَ أيْديهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلا يَؤودُهُ حفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَليُّ الْعظِيمُ) (البقرة:255). ودفعتني هذه الآية أيضاً لأبدأ بالبحث في معاني أسماء الله تعالى الحسنى لأكتشف الجمال في كلٍّ منها.

ولم تكن حضانة أطفالي والطلاق هما الابتلاءين الوحيدين حينئذٍ، فبقيّة أفراد عائلتي لم يتقبَّلوا اعتناقي الإسلام، ورفض معظمهم أن يكون لهمُّ أيّ علاقةٍ بي. فكانت أمي تؤمن بأنّ الأمر لا يعدو كونه مرحلةً فقط أمرُّ بها وسوف تذهب في طريقها. أمَّا أختي -المتخصصة في علم النفس- فكانت على يقينٍ بأنِّي -وببساطةٍ شديدةٍ- فقدت عقلي ويجب أن أدخل المشفى للعلاج. وكان أبي يعتقد بأنِّي يجب أن أُقتل قبل أن أنغمس إلى أعماقٍ سحيقةٍ في جهنم. ففي وقتٍ قصيرٍ وجدت نفسي بلا زوج وبلا عائلة... فماذا سيكون بعد؟!

الأصدقاء

معظم أصدقائي تخلّوا عنِّي في السنة الأولى من إسلامي. فلم أَعُدْ في نظرهم مُسلِّيةً على الإطلاق. فأنا لا أرافقهم إلى الخمَّارات والحفلات، ولم أكن مهتمّةً بإيجاد صاحب لي؛ بل كان كلُّ ما أفعله هو قراءة ذلك الكتاب (القرآن) والحديث عن الإسلام... فما هذا الملل؟! ولم يكن لديَّ المعرفة الكافية لكي أساعدهم على فهم الإسلام ولأُبيّن لهم كم هو جميل.

الوظيفة

ثم كانت وظيفتي هي التالية في الذهاب. ففي حين كنت أفوز بكلّ جائزةٍ في مجال عملي، وكانوا يعترفون بخبرتي كمُبتكرةٍ لأساليب كسب المال، إلا أنَّ هذا لم يمنع من أن يكون أول يومٍ وضعت فيه حجابي هو آخر يومٍ في وظيفتي. فأصبحت حينئذٍ بلا عائلةٍ، أو أصدقاء، أو عمل.

المكافأة من الله تعالى على النجاح في الابتلاء

كانت جدَّتي هي شعاع النُّور الأوَّل بعد إسلامي، فلم تُثنِ على قراري فقط بل وانضمَّت إليّ مُعْتنقةً الإسلام مثلي... فيا للمفاجأة! أنا كنت أعرف دائماً أنّها تمتلك الكثير من الحكمة... ولكن إلى هذا الحد؟! وتُوفِّيت بعد اعتناقها الإسلام بساعاتٍ قليلة، رحمها الله تعالى. وعندما أتوقّف لأتأمَّل في ذلك أشعر بأنِّي أغبطها كثيراً. ففي اليوم الذي أعلنت فيه إسلامها، ومُحيَتْ فيه كلُّ آثامها وبُدِّلتْ حسنات، يتوفاها الله تعالى لتكون كفّة حسناتها في الميزان ثقيلةً جدّاً، مما يملأني بسعادةٍ غامرة.

ومع مرور الوقت وازدياد معرفتي بالإسلام كنت أكثر استعداداً للإجابة على أيّ تساؤلات، فتغيَّرت أمورٌ كثيرةٌ في حياتي، ولكنَّ الأثر الأعظم كان للتغييرات التي حصلت في شخصيِّتي.

وبعد بضع سنوات من إعلاني الإسلام، هاتَفَتْني أمي وقالت بأنّها لا تعرف ما هو هذا (الشيء) الذي يُسمَّى (الإسلام)، ولكنّها تأمل في أن أبقى مؤمنةً به، فقد كان يُعجبها ما كان يصنعه الإسلام في حياتي. ثم اتَّصلت بي بعد ذلك بعامين وسألتني: "ماذا يجب على الإنسان أن يفعل ليصبح مسلماً؟" فقلت لها بأنّ كلّ ما عليها أن تفعله هو "شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله". فقالت: "إنّ كلّ أحمقٍ يعرف هذا! ولكن ما هي الإجراءات التي يجب عليَّ القيام بها؟!" فأعدت عليها ما قلت، فقالت: "حسناً، ولكن لا تُخبري أباك الآن". ولكنها لم تكن تعلم بأنّ أبي كان قد سبقها بالحديث مع عن هذا الموضوع. فوالدي -الذي كان يظنُّ بأنَّه من الواجب قتلي قبل أن أتعمَّق في جهنم- كان قد دخل الإسلام قبل ذلك بشهرين. ومن ثم أخبرتني أختي -الخبيرة في الصِّحة النفسيّة- بأنِّي الشخصيَّة الأكثر تحرُّراً من بين من تعرفهم... وإنه لإطراء عظيمٌ حين يصدر ممن هم مثلها!

وبدل أن أُحدثكم بتفاصيل دخول كلٍّ منهم الإسلام، دعوني أخبركم ببساطة بأنِّ معظم أفراد عائلتي يواصلون دخول الإسلام كل سنة. وقد كنت في غاية السعادة حين أخبرني أخٌ عزيزٌ من المركز الإسلاميِّ بأنَّ زوجي السابق دخل الإسلام. وقال لي بأنَّه سأله لماذا يريد اعتناق الإسلام؟ فأجاب: "ذلك لأنّي -ولستَّة عشر عاماً- كنت أُراقب حياة زوجتي كمسلمة، وأنا الآن أريد أن تكون ابنتي مثلها". ثم زارني بعد ذلك وطلب مني أن أُسامحه على كلِّ ما فعله لي. ولكنِّي كنت قد سامحته منذ وقتٍ طويل.

وفي الوقت الذي كنت أكتب فيه هذه السطور، هاتفني ابني البكر –ويتني- ليقول لي بأنَّه سيدخل في الإسلام، وقد خطّط لإعلان إسلامه في المركز الإسلاميّ بعد أسبوعين، وهو الآن يقرأ عن الإسلام قدر ما يستطيع من أجل ذلك... إنّ الله هو الرحمن الرحيم.

بمرور السنين، اشتهرت بحديثي عن الإسلام. والكثير من الذين حضروا للاستماع إليّ دخلوا الإسلام والحمد لله. وازدادت سكينتي الداخليَّة مع ازدياد معرفتي وثقتي بحكمة الله سبحانه وتعالى. فقد عرفت بأنّ الله تعالى ليس فقط خالقي، بل هو أيضاً أعزّ (أصدقائي)، ولذلك فأنا على يقينٍ بأنَّه تعالى سيكون دائماً إلى جانبي، وأنَّه لن يتخلّى عني أبداً. فكلّ خطوةٍ أخطوها تجاهه سبحانه وتعالى يخطو مقابلها تجاهي عشراً؛ وكم هو جميلٌ أن ندرك هذا.

حقيقة أنّ الله تعالى اختبرني -كما وعد بأن يختبر المؤمنين- ولكنّه أنعم عليّ أكثر مما كان بإمكاني أن آمل. فقبل بضع سنوات أخبرني الأطباء بأنّ لديَّ سرطاناً مُنتشراً. وأوضحوا لي بأنَّه لا يمكن علاجه حيث كان قد تطوَّر لدرجةٍ كبيرة، وعملوا على تهيئتي للموت بإيضاحهم لي مراحل تطوُّر المرض، وأخبروني أنَّه ربما بقي لي سنةً من العمر. كنت قلقةً من أجل أطفالي -وخاصة الأصغر عمراً – فمن ذا الذي سيعتني بهم؟ ومع هذا فلم أقنط من رحمة الله تعالى، وفي النهاية فكلُّنا صائرٌ إلى الموت. وكنت مُتيقِّنةً في قلبي بأنّ الألم الذي كنت أُعانيه يحوي الكثير من البركة.

وأذكر وفاة أحد الأصدقاء -وهو كريم الميساوي الذي مات بالسرطان حين كان في العشرينات من عمره- وفي سكرات الموت الأخيرة كان يبدو عليه الحزن والألم بطريقةٍ لا تُصدَّق، ولكنَّه كان يُشعُّ بحبِّ الله تعالى، وقال لي: "إنّ الله تعالى حقّاً رحيم؛ فهو سبحانه وتعالى يريد لي أن أدخل الجنَّة بكتابٍ نظيف". فعلّمني بموته حبّ الله تعالى لعباده ورأفته بهم، وأعطاني بذلك شيئاً للتأمُّل، فهذا يُعتبر من الأمور التي يَندُر أن يناقشها الناس!

ولم أنتظر طويلاً لأرى النِّعم التي كانت تحلُّ عليَّ من الله تعالى. فالأصدقاء الذين يحبونني كانوا يظهرون من حيث لا أدري. ثمّ أنعم الله تعالى عليَّ بتأدية فريضة الحج. وتعلّمت مدى أهميّة أن نشارك الآخرين حقيقة الإسلام. ولم أكن أهتمُّ إذا كان الناس الذين أتحدَّث إليهم من المسلمين أو من غيرهم، أو إذا كانوا يتفقون معي أم يختلفون، أو إذا كانوا يحبونني أم يكرهونني؛ فقد كانت الموافقة التي أنشُدُها هي موافقة الله تعالى، وكان الحبُّ الوحيد الذي أحتاجه هو حبُّ الله تعالى. ولكنِّي مع هذا اكتشفت بأنّ الناس كانوا يحبونني أكثر وأكثر دون سببٍ واضح. فتذكرت ما قرأته بأنّ الله تعالى إذا أحبَّ عبداً فإنَّه يُلقي له القَبول في الأرض. فأنا لا أستحق كلّ هذا الحب، ولكن لا بدَّ وأنّ هذه نعمةٌ أخرى من نِعَمِ الله تعالى... الله أكبر!

لا توجد الكلمات التي تستطيع أن تُعبِّر عن مدى تغيُّر حياتي بالإسلام، فأنا سعيدةٌ جدّاً بكوني مسلمة. فالإسلام هو حياتي. والإسلام هو نبض قلبي. والإسلام هو الدَّم الذي يجري في عروقي. والإسلام هو قوّتي. والإسلام هو الذي جعل حياتي في غاية الرَّوعة والجمال. فأنا بدون الإسلام لا أساوي شيئاً، فلو حصل -لا قدَّر الله- وتخلّى الله عني لما استطعت البقاء.

"اللهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُوراً وَفيِ بَصَرِي نُوراً وَفي سَمْعي نُوراً وَعَنْ يَميِنِي نُوراً وَعَنْ يَسَارِي نُوراً وَفَوْقِي نوراً وَتَحْتِي نُوراً وَأمَامي نُوراً وَخَلْفي نُوراً وَاجْعَلْ لي نُوراً". (صحيح البخاري).

"رَبِّ اغْفِر لي خَطيئتَي وَجَهْلي وَإسْرَافي في أمْري كُلّه، وَمَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللهُمَّ اغفر لي خَطَايَايَ وَعَمْدي وَجَهْلي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. اللهُمَّ اغْفْر لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ. أنتَ المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ وَأَنْتَ علَى كُلّ شَيءٍ قديِر". (صحيح البخاري).

أختكم في الله

أمينة أسيلمي

المصدر: موقع مجلة الفرقان http://www.hoffaz.org/forqan/F2005/F45/furqan45-21.htm

 

-------------------------------------------------------------------

 

قصة إسلام الأخت شريفة كارلو

 

 إن قصة دخولي الإسلام تأخذ معناها من معنى قول الله تعالى: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين). فقد وضعت خطتي، والمجموعة التي كنت أنتمي إليها حاكت خططها، ولكن الله تعالى مَكَرَ لي فكان كلُّ الخير في مكره جلَّ شأنه.

فعندما كنت في فترة المراهقة وقعت في دائرة اهتمام مجموعة من الأفراد ممن لهم جدول أعمال غاية في الشرِّ والفساد. كانوا -وربما ما زالوا- يشكّلون جمعية متمتعة بحرية الحركة، مكوَّنة من أفراد يعملون في مناصب حكومية، وكان لهم مهمة خاصة وهي "تدمير الإسلام". لم تكن هذه جمعية حكومية رسمية –حسب علمي على الأقل- ولكنهم ببساطة كانوا يستغلّون مناصبهم في الحكومة الأمريكية للمُضيِّ قُدُماً باتجاه هدفهم.

عرض عليَّ أحد أعضاء هذه الجمعية الانضمام إليهم، لأنه لاحظ أني قوية البيان والحجة، ومتحمسة في دفاعي عن حقوق المرأة. أخبرني بأني إذا درست العلاقات الدولية مع التخصص في منطقة الشرق الأوسط، فإنه يضمن لي وظيفة في السفارة الأمريكية في جمهورية مصر العربية. وكان الهدف -في نهاية المطاف- أن أستغلَّ منصبي هناك في الحديث إلى النساء المسلمات، وأن أعمل على دعم "حركة حقوق المرأة" التي ما تزال في طور النمو. فظننت بأنها فكرة عظيمة، لأني رأيت النساء المسلمات على شاشة التلفاز، وظننت بأنهن فقيرات ومضطهدات، فأردت أن أقودهنّ إلى نور الحرية في القرن العشرين.

وبهذه النية بدأت دراستي الجامعية. فدرست القرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي. ودرست بشكلٍ موازٍ أيضاً كل الطرق التي أستطيع بها استخدام هذه المعلومات من أجل تحقيق هدفي وهو تشويه الإسلام. فتعلّمت كيف ألوي أعناق الكلمات لتعني ما أردتها أنا أن تعنيه. وهذه وسيلة فعَّالة.

لكن رسالة الإسلام بدأت تأسرني أثناء دراستي؛ فقد كانت ذات معنى، وكان هذا مما أخافني جدّاً. لذلك – ولكي أقوم بردِّ فعل مضاد- بدأت بتلقّي دروس في المسيحية، واخترت أن آخذ هذه الدروس عند أحد أساتذة الجامعة، كان يتمتع بسمعة مرموقة حيث كان حائزاً على درجة الدكتوراه في علم اللاهوت من جامعة هارفارد. فشعرت بأني سأكون عنده في أيد أمينة. نعم ... كنت في أيد أمينة ولكن ليس لنفس الأسباب التي ذهبت لأجلها. فقد قُدِّرَ أن كان هذا الأستاذ مسيحيّاً موحِّداً؛ فلم يكن يؤمن بالثالوث، أو ألوهية السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام-، بل كان يؤمن بأن السيد المسيح -عليه الصلاة والسلام- كان فقط رسولاً من رسل الله تعالى.

وقد أثبت لنا ذلك بأخذه النصوص الإنجيلية من مصادرها اليونانية والعبرية والآرامية، وبرهن على قوله بأن أشار إلى كل الأماكن التي تم فيها التحريف. وأشار خلال الشرح إلى الأحداث التاريخية التي تناسبت مع هذه التحريفات أو أعقبتها. وما أن أنهيت هذه المادة حتى كانت مسيحيتي قد تحطّمت، ولكني لم أكن مستعدة بعد لقبول الإسلام.

وواصلت دراستي لنفسي ومن أجل وظيفتي المستقبلية، فاستغرقني ذلك قرابة ثلاث سنين. وفي أثناء ذلك الوقت كنت أسأل المسلمين عن دينهم. أحد هؤلاء الذين سألتهم كان أخاً مسلماً من المؤسسة الإسلامية، وعندما لاحظ اهتمامي –والحمد لله- بالدين الإسلامي جعل من تعليمي شغله الشاغل، فكان يحدثني في كل فرصة سانحة. لقد علّمني الكثير عن الإسلام، ولذلك أدعو له الله تعالى دائماً أن يجزيه عني خير الجزاء.

وفي أحد الأيام اتصل بي وأخبرني بأنّ مجموعة مسلمة تزور المدينة وأرادني أن أقابلهم. وافقت على ذلك وذهبت للقائهم بعد صلاة العشاء. كان هناك الكثير من الناس، فأفسحوا لي مكاناً وقعدت بمواجهة سيّد باكستاني كبير في السن. ما شاء الله، لقد كان هذا الأخ واسع الاطلاع في المسائل المسيحية. ودار بيننا النقاش حول كثير من مسائل القرآن الكريم والإنجيل، واستمر لساعات طويلة.

وبعد استماعي لهذا الرجل الحكيم وهو يحدثني ما كنت أعرفه من قبل - من تلك الدروس في المسيحية عند أستاذي الجامعيّ- عرض عليّ هذا الأخ ما لم يعرضه أحدٌ من قبل، فقد دعاني لدخول الإسلام. إنه - وخلال ثلاث سنوات من البحث الطويل- لم يقم أحدٌ بدعوتي لدخول الإسلام. نعم، لقد جادلوني وعلّموني ووعظوني ولكن لم يدعُني أحدٌ لدخول الإسلام. أدعو الله تعالى أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم. وما أن دعاني ذلك الشيخ لدخول الإسلام حتى عرفت بأن الوقت قد حان، لأني عرفت بأنّ هذا هو دين الحق، وكان لزاماً عليَّ أن أتخذ القرار.

والحمد لله الذي شرح صدري للإسلام، فقلت وعلى الفور: "نعم، أريد أن أصبح مسلمة". فرددت بعده الشهادتين بالعربية ومعناهما بالإنجليزية. وأقسم بالله أنِّي شعرت حين نطقت بهما وكأنَّ حملاً ثقيلاً قد رُفِعَ عن صدري، فتنفّست عميقاً وكأني كنت أتنفّس لأول مرة في حياتي.

فأحمد الله تعالى أن أنعم عليَّ بحياة جديدة، وصحيفة أعمال نظيفة، وفرصة لدخول الجنة، وأدعوه تعالى أن أعيش ما تَبَقَّى من عمري وأن أموت على الإسلام. آمين.

أختكم في الله

شريفة كارلو

ترجمة : الأستاذ / زكي شلطف الطريفي

المصدر : مجلة الفرقان الأردنية http://www.hoffaz.org

 

-------------------------------------------------------------------------

قصة إسلام سوزان كارلاند

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين  

دعونا نتدبر و نتأمل هذه القصة الحقيقية

الصحفي مارتين فلانجان يتحدث إلى سوزان كارلاند ، الحاصلة على جائزة المسلمة الأسترالية لهذه السنة

  نشأت سوزان كارلاند فى منطقة فيرمونت حيث لا تزال في ذاكرتها ذكريات لطيفة متعلقة بهذا المكان وتقول كم هو الأمر لطيفا عندما أحاول أن أكرر نفس التجربة مع ابنتي حيث أخذها إلى البحيرات التي كانت تأخذني أمي إليها حيث كنت أقضي وقتا لطيفا في إطعام البط

يتحدث مارتن فلانجان قائلا " نحن الآن في منزل سوزان كارلاند حيث ترتدي تنورة من القطن وقميص طويل الأكمام وحجاب لونه أزرق على النقيض مما كانت علية منذ فترة قصيرة وتتمتع سوزان بطاقة كبيرة وروح المرح حيث تضع صوراً لمشاهير الفكاهة من بين الذين لهم الأثر الكبير فى تكوين شخصيتها ومعذلك فهي تبدوا متعبة حيث كثيرا ما توقظها ليلا ابنتها ذات العشر شهور .

     انفصلا والدي سوزان عندما كانت في السابعة من عمرها و ذهبت سوزان لتعيش مع أمها التي تصفها بالقوة والمودة وأنها كانت لها الأثر الكبير في حياتها .

وتوصف هذه الأم بأنها مسيحية متزمتة تحمل أفكار قساوسة متزمتين من أمثال جون شلبي سبونج. عندما كانت سوزان طفلة كانا والديها ينتميان إلى الكنيسة المتحدة. :كانت سوزان تذهب إلى مدارس الأحد ولكنها ابتعدت عن دروس الأحد لتهتم بأغاني الفيديو وذلك عندما كان عمرها أثنى عشر عاما وتستطرد سوزان " أنا أمنت بالله . أنا دائما أشعر بالرغبة فى معرفة الله "

وعندما كانت في الرابعة عشر من عمرها انضمت إلى كنيسة تنفرد بطابع خاص يتمثل في ادعاء أفرادها بأن الله يتحدث إليهم ليلاً وكان أمراً غريبا بل مستنكراً لديها وامتلأت حيرة من تلك الطريقة لمعرفة الله المحيط بكل شيء وعلى خلاف المعهود إذ بها تتحول إلى نهج المراهقين الذي يتمثل فى حضور الحفلات البالية والحفلات الكبرى والخروج في رحلات طويلة كما توقفت عن حضور دروس علم البيولوجي والانجليزي

وعندما كانت في السابعة عشرة من عمرها كان من بين قراراتها في عامها ا لجديد هو البحث في الأديان ولم يكن الإسلام فى المقام الأول في حيز تفكيرها فهو يبدو لها ( أو صُورلها ) على أنه دين عنيف وغريب وشهواني وكل ما كانت تعرفه عن الإسلام هو جملة كانت قد قرأتها في موسوعة الأطفال والسينما وكانت أمها دائماً تقول لها فيما بعد " أنها تفضل لها أن تتزوج من بائع مخدرات عن أن تتزوج من مسلم".

وتستطرد سوزان قائلة أنها لاتعرف إن كانت هي التي وجدت الإسلام أم الإسلام الذي وجدها. حيث تصور حكايتها من لحظة بدأ تشغيل التلفازلمشاهدة برنامج ويجذب انتباهها مقالات في المجلات والصحف وعلى نحو خاص تبدأ في دراسة الدين الإسلاميحتى تقف على رحمة ومودة تقول عنها أنها أبدا ما توقعت أن تجدها.

وبدرجة كبيرة من الأهمية راق لها الإسلام حيث لا يوجد فيه الفصل بين العقل والجسد والروح كما في المسيحية .

وعندما قررت أن تسلم أخذت تشحذ همتها لتخبر الأصدقاء والعائلة خصوصا أمها مؤجلة تلك اللحظة حتى تدخل القدر ذات ليلة عندما أعلنت أمها أنهم سيتناولون شرائح من لحم الخنزير في ذلك العشاء وهنا بكت أمها وعانقتها وبعد ذلك بعدة أيام لبست سوزان الحجاب.

 

وعن الحجاب تقول سوزان أنه مبالغ فيه إذا ما قورن بالإسلام حيث أن الإسلام يمس كل شكل في حياتك وبالنسبة لي فالإسلام علامة تذكرني بأنني قريبة من الله ويجعلالمرأة رمزا للإسلام أو سفيرا له.

وتقول أنها كثيرا ما كانت تلقى المضايقات في الشارع بسبب إسلامها وأبتعد عنها بعض من أصدقائها المقربين ولكن الآن بعد خمسة سنوات بلغت الرابعة والعشرون فإن لديها أصدقاء مسلمون وغير مسلمون ولديها زوجها المسلم الاسترالي المولد الذي يعمل في معسكرات قريبة من ريشموند وقد حصلت على درجة جامعية علمية في الآداب والعلوم وتود أن تصبح عالمة اجتماع.

أنها تعتقد أن قدرها في الحياة ألا تستسلم أو تخضع. فحجابها يعنى التعليقات الوقحة وكثيراً من النظرات في الشارع. وتفكر في ارتداء قميص مكتوب عليه " إذا ظللت تنظر إلى فستلقى ردا مناسباً. وفى نفس الوقت لا تزال تجد نفسها في جدال داخل المجتمع المسلم بشأن دور المرأة.

تعتقد أن هدفها الأسمى هو العمل بالمساجد حيث كانت المرأة باستمرار بمنأى عن هذا مع أن هناك الكثيرات اللواتي يمكن أن يقمن بذلك ولكن هذا كان محظور حيث ظل هذا الأمر مقصورا فقط على الرجال .

وكثيرا ما كانت تصاب بالإحباط بسبب بعض الاتجاهات داخل المجتمع الاسلامى بسبب مسائل تتعلق بالجنس أو العرق. وهى تعتقد أن الإسلام الحقيقي هو ما تطالب به هي ومجموعة نسائية تزداد أعدادها باستمرار.

إنها عضو فعال داخل المجتمع الإسلامي تتحدث باسم الإسلام في الكنائس والمدارس غير الإسلامية كما تعمل في مساعدة اللاجئين .

وعند ما أخبرناها بأنها فازت بلقب " مسلم هذا العام "وهى جائزة  تقدر ب2000دولار توزعها في المؤسسات الخيرية, قبلت ذلك بشرط أن تنفق هذا المال فى أستراليا على منظمات إسلامية وغير إسلامية .

إن حياتها لم تكن دوما مستقرة ولكنها كما تقول إنها اعتادت على عدم الاستسلام, إنها لم تندم أبدا على التحول إلى الإسلام

المصدر:

http://www.theage.com.au/articles/2004/04/04/1081017035193.html?from=storyrhs

 

         -----------------------------------------------------------------------

 

قصة إسلام فتاة على البالتوك مؤثرة جدا

 

 

 

ظهر مؤخراً اعترافاً من أحدى الأخوات المسلمات حديثاً

وهو تسجيل من غرف البالتوك الشهيرة التي تحاور النصارى في عقيدتهم وترد شبهاتهم حول الإسلام العظيم

الذي منذ أن بزغ نوره واستضاء ضحاه عالياً أفاقاً في عنان الأرض والسماء والشبهات تكال له ليل نهار من أعداءه أعداء الحق والنور .

مخلص التسجيل يدور حول (نشيد الإنشاد ) الموجود بالكتاب المقدس

وسبحان من وهب خلقه فطراً نقية سليمة تستطيع أن تميز كلام خالقها عن كلام من هو دونه

تقول الأخت

رأيت إحدى الفتيات المسلمات في الترام (وسيلة مواصلات ) تقرأ القرآن الكريم بمنتهى العزة والفخر دون وجل أو خوف أو استحياء من كلام ربها

ففكرت أنا أن أفتح كتابى المقدس وأقرأ منه أمام الناس كما فعلت الفتاة المسلمة وقرأت أمام الناس

ولكن حدثت لى مفاجأة لم أكن أتخيلها ....... لم استطع أن أقرأ من كتابى أمام الناس !!

لحيائي مما هو موجود فيه من ألفاظ تخدش الحياء ويساء الظن بمن يقرأها

وترددي هذا كان سبباً في أن أذهب للكنيسة وأسأل أحد آباء الكنيسة , وسألته عما بداخلي من وجل وحيرة من عدم قدرتى على قراء ة نشيد الإنشاد أمام غير المسلمين وكيف سأتصرف معهم حين يساء الظن بكلام الله قبل أن يساء الظن بى أنا الأخرى

فقال لى رداً غير مقنع على الإطلاق وساق عدة تبريرات لايتقبلها أى أحد مهما كان مستوى بساطة عقله

وصدق الله العظيم حين قال

{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79

وهنا قررت أن أقرأ نشيد الإنشاد أمام الناس على الملأ .. ظناً منى أنه قد يظهر لي من يقول (ياسلام على كلام ربنا) أو (ياسلام دا كلام ربنا جميل ) فقرأت الآتى

جميلةٌ أنتِ يا رفيقتي،

جميلةٌ أنتِ!

عيناكِ حمامتانِ

مِنْ وراءِ حِجابِكِ.

شَعرُكِ قطيعُ معَزٍ

نازل مِنْ جبَل جلعادَ.

2  أسنانُكِ قطيعٌ مَجزوزٌ

طالِعٌ مِنَ الاغتِسالِ.

كُلُّ واحدٍ وتَوأمُهُ،

وما مِنْ واحدٍ مَفقودٍ.

3 شَفَتاكِ سِلْكٌ مِنَ القِرمِزِ،

وكَلامُ فَمِكِ جميلٌ.

خدَّاكِ فَلْقَتا رُمَّانةٍ

مِنْ وراءِ حِجابِكِ.

4 عُنُقُكِ كبُرْج داوُدَ

مَبنِيًّ للسِّلاحِ.

ألفُ تُرْسٍ مُعَلَّقٌ فيهِ،

وكُلُّ دُروعِ الجبابِرةِ.

5 ثدياكِ تَوأما ظبْيةٍ

صغيرانِ يَرعيانِ بَينَ السَّوسَنِ.

6قَبلَ أنْ يَطلَعَ النَّهارُ،

قَبلَ أنْ تَهربَ الظِّلالُ،

أمضي إلى جبلِ المُرِّ

وإلى تلِّ البَخورِ.

7  جميلةٌ كلُّكِ يا رفيقتي،

وما فيكِ عَيبٌ.

8 تَعالَي معي مِنْ لبنانَ يا عروسُ،

معي مِنْ لبنانَ.

مِنْ أعالي أمانَةَ اَنْظُري،

مِنْ رأسِ شَنيرَ وحَرمونَ،

مِنْ مَرابِضِ الأسودِ اَنظري،

مِنْ جبالِ النُّمورِ.

9 خلَبْتِ قلبي يا عروسَتي

ولكن حدث ما كنت أخاف أن يحدث فقد اقترب أحد الشباب منى وقال لى كلاماً سيئاً جداً يصفنى كأننى أحدي بنات الليل .

وهنا وانهارت الأخت في البكاء أكثر من قبل وقالت (ليه يارب الناس تفهم كلامك خطأ , هو انت يارب لم تكن تعلم بأن هذا سيحدث لمن يقرأ كلامك ؟)!!!

أقول

وأترك بقية التسجيل لمن يريد أن يسمعه كاملاً على هذا الرابط

http://www.way2gana.net/s/playmaq-1066-0.html

في الحقيقة هذا ما أحتاج أن أعلق عليه فقط من الكلام السابق

كم من مسلم لم يقدر نعمة الله عليه بكلامه الذي أوحاه إلى نبيه ومصطفاه , فلم يقرأ كلام ربه ولم يتدبر مافيه فضلاً عن أن يدعوا إليه .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال

فى الحديث الذى أخرجه الإمام أحمد فى مسنده عن تميم الداري قال

(سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار، و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل الله به الكفر، و كان تميم الداري يقول : قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير و الشرف و العز، و لقد أصاب من كان منهم كافرا الذل و الصغار و الجزية)

والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ...

   ------------------------------------------------------------

لا إله إلا الله والرؤيا التي تحققت

 

شرف النساء باعتناق الإسلام
وقصة الأخت/ شرف النساء تعطي مثالاً في الفرق بين الأسرة قبل الإسلام... وبعد الإسلام فلم تكن حياة الإنسان سعيدة بوجود أبيه وأمه على قيد الحياة فحسب، بل لابد لحياته أن يكون لها نظام، وأمل يعيش من أجله، وهدف يعرف منه الإنسان لماذا خلقه الله تعالى حتى يرسم لنفسه حياة دينية مفعمة بالحب لخالقه، وحبه لوالديه وكل من هو حوله... وهذا ما سوف نعرفه في هذه القصة من خلال الحلم السامي " لا إله إلا الله".
نشأتها
ولدت في قرية صغيرة من قرى سريلانكا تلك البلد التي تتعدد فيها الديانات فهناك النصرانية والبوذية والهندوسية والكل يعبد ما تهواه نفسه... بالإضافة إلى الدين الإسلامي الحنيف، تختلط حياة الناس من كل الأديان ويعيشون جنباً إلى جنب وكل إنسان يتصف بأخلاق دينه وتظهر عليه علامات توضح منهجه في الحياة... فالمسلمون يذهبون إلى المساجد... عندما يرتفع صوت المؤذن وكذلك النصارى يرتادون الكنائس كلما دق ناقوس الكنيسة... ويأتي في المرتبة الأخيرة عبَّاد الأصنام من البوذيين والهندوس... وهؤلاء عبادتهم متيسرة لهم فكل منهم يتخذ إلهه حسب هواه إن كان صنماً أو شجرة أو فأراً أو شمساً أو... أو... الخ..

الرياح العاصفة

المهم أني كنت أعيش في بيت متواضع مع أبي وأمي وأختي الصغرى... في ظل هذه الأسرة عشت أمام هبوب رياح يملؤها نكد الحياة وتفكك رباط الأسرة من الناحية الدينية والاجتماعية... فلم يكن أبي متمسكاً بمبادئ دينه أو يعرف واجبات حياته الاجتماعية... فعصفت هذه الرياح بالأسرة وأدت إلى تحول حياتي إلى شبه ضياع، وأصبحت يتيمة لأب، وأبي على قيد الحياة... فالوالد يجب عليه أن يرعى أسرته ويظلل بجناحيه على أسرته ويخلق فيها الهدوء والأمان ولكن أين الوالد من هذه الصفات ... لم يكن أبي من الآباء الذين يقدرون مسئولية أبنائهم ولم يكن من الأزواج الذين يعرفون الحب والمودة لنسائهم، كان كثير التغيب عن البيت يقضى معظم أوقاته مع رفاقه يتسكع في المقاهي وقوارع الطرق، وكأنه ليس لديه أسرة !!

لم يكن حريصاً على رعايتنا أو الإنفاق علينا.. مما جعلنا في حالة شديدة من البؤس وطغي على حياتنا جواً ذا صيف حار نحتاج فيه إلى من يلطف من حولنا المنزل بنسيم الربيع البارد. وأصبحت العلاقة بين أبي وأمي واهيةً وصار بيتنا كبيت العنكبوت قابل للتفكك في أي وقت... ولم يعد للصفات الزوجية مكاناً في حياة أمي وأبي ... وكان الطلاق هو نهاية المطاف.

الحياة القاسية

أصبحت ظروفنا المعيشية صعبة جداً وكشرت لنا الحياة عن أنيابها فنحن الآن بلا عائل.. ومن أين لأمي أن تسد رمقنا أو تصرف علينا.. فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة... والجو أمسى على الأسرة خريفاً تساقطت فيه أوراق الحنان والرحمة الأسرية .. وطارت واحترقت فيه زهور العطف الفطري .. فأين الوالد ... وأين هو الآن؟؟

رعاية عمي

بدأت حاجتنا تتزايد يوماً بعد يوم إلى الغذاء والكساء ومصاريف المدرسة... لجأنا إلى عمي ووجد نفسه أمام الأمر الواقع... ورق لحالتنا ... وبدأ ينفق علينا ويمد يده لمساعدتنا ... فصفاته تختلف تماماً عن صفات والدي رويداً رويداً ... أخذ يرعاني أنا ووالدتي وأختي .

زوجة عمي القاسية

لما بلغت الثامنة من عمري تزوج عمي بامرأة تشبه أبي في عدم العطف والرحمة، وتسببت في قطع مساعداته لنا فتلك المرأة لم تساعدنا ولم تدع لنا باباً إلا وأوصدته وأحكمت إغلاقه!! وحولت عمي من رجل معطاء إلى رجل حبس عواطفه عنا .

زواج أمي

انتقلنا أنا وأمي إلى بيت جدي ... بيت أبيها... وبعد أن قضينا فترة قصيرة في هذا البيت ... تقدم رجل مسلم للزواج من أمي، وافقت أمي أن تعيش حياتها في ظل رجل يحميها من الصواعق وسيول الحياة الجارفة.

واجهت أمي معارضة من أهلنا بسبب اختلاف الدين ولكن الظروف المعيشية كانت في صالح الأم أن تحسم لها الأمر وتجعلها تقاوم كل هذه المعارضة القوية... وذلك لتحمي نفسها من الضياع ... ووافقت دون تردد على الزواج من الرجل المسلم وبذلك تستطيع أمي أن تحمينا من مهبات الرياح، ولتحصل على سند واعتبار بين المجتمع علاوة على الحفاظ على شرفها بيد أن الأمر الذي جعل أمي تتمسك بقوة بالزواج من هذا المسلم هي أخلاقه وصفاته الحسنة التي طمأنت أمي... فكل ما أمره به دينه كان يؤديه.

الحياة تبتسم من جديد

بدأت الحياة تبتسم لي في ظل هذه الأسرة .. في كنف الرجل المسلم الذي يعرف حقوقه وواجباته حول بيته. كان ورعاً خلوقاً بالفعل... يؤدي الصلاة في وقتها ... كثير الذهاب إلى المسجد.

إسلام أمي

لم تلبث أمي في بيت الزوج المسلم إلا قليلاً من الشهور واعتنقت الإسلام بفضل الله تعالى ثم بفضل أخلاق هذا الزوج المسلم الذي وجدت في رعايته الأبوة والأخوة وللعلم أن زوج أمي هذا لم يرغمها على تعاليم الإسلام أو اعتناقه بيد أن المعاملة الحسنة هي التي أرغمت أمي على الهداية والوصول إلى الطريق المستقيم.

أما أنا فكنت أعيش مع أختي الصغرى في بيت جدتي، التي تعلقت بحبها كثيراً، حيث أنها كانت تظلل عليَّ بحنانها، وتنصحني كثيراً فلم أطق يوماً فراقها ولو للحظة، ولكن كنت أقوم بزيارة أمي في أيام محددة من الأسبوع، كنت ألمس الأبوة في عيون هذا الرجل الذي يتميز بسعة قلبه ورجاحة عقله فلم يكن يفرق بيني وبين ابنته من أمي، فقد كان يعاملنا بالتساوي في العطف والحب والحنان، وكأنه نهراً فياضا.

كان يعبر بمشاعره بطرق مختلفة منها شراء الهدايا، واصطحابنا معه إلى أماكن النزهة والترفيه الشيء الذي فقدته مع والدي الذي أنا من صُلبه.

ورغم ذلك لم أحبذ الانتقال للعيش مع أمي بسبب حب جدتي لي وهي والدة أمي، فلم ترض أن أفارقها.

الحديث عن الإسلام

وفي ظل الزيارات المتعددة التي كنت أزور فيها أمي وزوجها، كانا يحدثاني عن الإسلام، وكانت أمي تحاول إقناعي بأن هذا الدين هو دين الأمن والسلام للفرد والأسرة والمجتمع، كما رأيت الفرق بين حياتي في ظل أبي غير المسلم، وفي ظل زوج أمي المسلم، كانت دائماً تقول لي: إن الإسلام يرد على جميع التساؤلات التي ترد إلى ذهن الانسان في كثير من الأمور الدينية، ولكن كل ذلك دون جدوى.

نقطة التحول في حياتي

في سن الرابعة عشر من عمري، جذبني حنان الأبوة لهذا الرجل الذي وجدته عوضاً عن أبي، وذهبت للعيش معهم لمدة سنتين، وكانت تلك الفترة نقطة التحول في حياتي، فقد كان لشدة ورعه الأثر البالغ في نفسي، بالإضافة إلى ذلك فقد كان يقص علينا قصص الأنبياء عليهم السلام، وحياة الصالحين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، مبيناً أن الحضارة الإنسانية بدأت ببعث الرسل والأنبياء، وكان يركز من خلال أحاديثه على القيم والمبادئ الدينية المستفادة من تلك القصص المفيدة.

الدعوة غير المباشرة

وبهذه الطريقة كان يعرفني بالإسلام وتعاليمه، ويشرحها لي دون أن أشعر بأنه يحاول إقناعي بالإسلام، ونظراً لأني كنت في سن المراهقة وأبحث عن الحرية حسب فهمي واعتقادي، فقد كنت في نفس الوقت أخاف أن أفتقدها في ظل الإسلام.

وبعد مرحلة التعرف على الإسلام وفهم سماحته وجمال الحياة في هذا الدين، بدأ يعطيني بعض الكتب والكتيبات الإسلامية والأشرطة لزيادة فهم الإسلام، لأني كنت أحب القراءة.

وبهذه الصفة كنت متفوقة دائماً في دراستي .

الرؤيا الرائعة

وفي ذات ليلة من الليالي، وبينما أنا غارقة في سبات عميق، رأيت جبلا كبيرا يخر هداً ويتحطم ويتحول إلى كوم تراب ويظهر مكانه نور وتخرج من وسطه عبارة "لا إله إلا الله" يا إلهي ما أجمل هذا ... إنها هدية رب العالمين الذي يعلم السر وأخفى ... وعندما استيقظت صباحاً على الفور تذكرت هذه الرؤيا الرائعة، وأسرعت إلى أمي وذكرت لها ما حدث هي وزوجها... لقد فرحا أشد الفرح وبشراني، بأنه خير بإذن الله وابتسم كل منهما للآخر.

الرؤيا الثانية

وبعد يومين من هذا رأيت أيضا رؤيا لم تغب عن بالي حتى اليوم، وكانت تلك الرؤيا تتكرر دائماً كلما نمت، والذي كان يحدث أنني أشاهد رجالاً من العرب يرتدون ملابس بيضاء، وهم يشكلون دائرة, وأنا بينهم في وسط هذه الدائرة، وكانوا يرددون عبارات جميلة باللغة العربية وأنا أرددها خلفهم، وذلك دون أن أعرف هذه اللغة، وكالعادة أسرعت إلى أمي وزوجها وقصصت لهما ما حدث.

ما معني هذه العبارات؟ وما تفسير هذه الرؤيا؟

وبجواب زوج أمي وتفسيره لها أثلج صدري، وازداد تلهفي لمعرفة الكثير عن الإسلام وزادت قراءتي لهذا الدين.

ولما انتهيت من الامتحانات في هذه السنة الدراسية وهي آخر مراحل الثانوية – كانت الساعات تمر ببطء وكأنها سنين حيث كنت متلهفة لمعرفة النتيجة.

النجاح في الدراسة

وبعد ظهور النتائج ذهبت إلى المدرسة لأعرف نتيجتي، ووقعت عيناي على درجاتي العالية، طرت فرحاً... وانطلقت مسرعة إلى أمي لأبشرها بنجاحي والتفوق.

عانقتني وعيناها تذرفان بالدمع، وجاشت بالبكاء وتذكرت كم كانت حياتها قبل الإسلام، وهي الآن في مأمن وفي حمى دين عظيم، ثم قالت : مبروك يا بنتي مبروك يا حبيبتي... وأسرعت إلى أبي أيضاً الذي ربى عندي الأمل وسعة الصدر وقبل جبيني قائلاً وفقك الله يا بنتي!

اعتناق الإسلام... ومعانقة الإيمان

قلت له إن التوفيق حقيقة هو من عند الله بفضل الإسلام وأخلاقه ونبله وحفاظه على حياة الإنسانية، وكرامته للمرأة كل هذا جعلني أتفوق في ظل الأسرة المسلمة، والآن هناك بشرى عظيمة هي أعظم من نجاحي، هذه النتيجة سوف تكون النجاح في الدنيا وفي الآخرة، وهي الفوز الحقيقي للإنسان ... وقد طال شوقي لأن أظهر حبي للإسلام والمسلمين.. قالت ... أمي ... هيا يا بنتي شوقتينا... قولي لنا ما هي البشرى؟!

البشرى : النطق بالشهادتين

أماه ... البشرى هي أعظم بشرى في تاريخ البشر ... الإسلام إني أريد أن أعتنق الإسلام... فخرت أمي على وجهها ساجدة لرب العالمين بالبكاء وهي تردد الحمد لله رب العالمين... ولم تكن البشرى عند زوج أمي أقل فرحاً عنها ... فصاح بالتكبير الله اكبر .. الله أكبر ورفع يداه إلى السماء، يحمد ربه ودموعه على خديه الحمد لله الذي جعل مني سبباً في الهداية – أحمدك يا رب أحمدك يا رب ... وفي هذه اللحظات التي لا تنسى وهي ميلادي الحقيقي " نطقت الشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" وبرئت من كل دين يخالف الإسلام، بعدما كان يرددها أمامي زوج أمي، وأصبحت مسلمة محبة للإسلام... والقراءة عنه وسوف أحاول أن أرد الجميل لهذا الدين الذي أخرجني من الضياع وحقق لي الأمان ووجدته حضناً دافئاً، وسأدعو إليه.

فشتان الفرق بين الأسرة المسلمة، وغيرها... ومثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى... فالحمد لله الذي هداني للإسلام وما كان لي ذلك إلا أن هداني الله، الذي عوضني عن أبي وأعطاني والداً مربيا يعرف ربه حق المعرفة فجزاه الله عني خير الجزاء.

وبعد ذلك جئت للكويت للعمل فوجدتها هي أمان من لا أمان له، وشعرت بالإسلام يتحرك على ظهر هذه الأرض من خلال المعاملة الإسلامية الراقية، والسلوك الإسلامي الفائق، وكيف لا والمآذن في كل مكان، ينطلق منها في اليوم – خمس مرات – صيحة الله أكبر التي تتعانق مع تسبيح الملائكة الكرام، وصلي الله على الحبيب محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المصدر : نقلا عن موقع اللجنة العالمية للتعريف بالإسلام

 

--------------------------------------------------------------------------

 

 

هداني الله إلى الإسلام

 

 أيها الأخوة هذا الدين العظيم الإسلام إذا وجد من يعرضه عرضا صحيحا سليما فإن النفوس بفطرتها تقبل عليه أيا كان دينها.
تقول صاحبتها كاتبة القصة التي لم أهتدِ إلى اسمها:
رأيتها بوجهها المضيء في مسجد يقع على ربوة في مدينة أمريكية صغيرة تقرأ القرآن الذي كان مترجماً إلى اللغة الإنجليزية، سلمت عليها فردت ببشاشة، تجاذبنا أطراف الحديث وسرعان ما صرنا صديقتين حميمتين. وفي ليلة جمعتنا على شاطئ بحيرة جميلة حكت لي قصة إسلامها، فأحببت أن أحدثكم بها لعلها تكون لنا عظة وعِبرة.
قالت الأخت نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة وبعد انفصال أبي عن أمي تزوج بأخرى أذاقتني أصناف العذاب، فهربت وأنا في السابعة عشرة من ولاية إلى أخرى حيث التقيت بشباب عرب وهم - كما حكت رفيقاتي المشردات كرماء - وما على إحداهن إلا الابتسام في وجههم حتى تنال عشاء، وتأوي ليلتها تحت سقف دافئ وعلى فراش مريح ! وفعلت مثلهن.. في نهاية كل سهرة كنت أهرب، فلم أكن أحب مثل هذه العلاقات، ثم إنني أكره العرب، ولكني لم أكن سعيدة بحياتي ولم أشعر بالأمان، بل كنت دائما أشعر بالضيق والضياع.....لجأت إلى الدين لكي أشعر بالروحانية ولأستمد منه قوة دافعة في الحياة، ولكن ديني اليهودي لم يكن مقنعاً، وجدته دينا لا يحترم المرأة، ولا يحترم الإنسانية، ديناً أنانياً كرهته ووجدت فيه التخلف، ولم أجد فيه بغيتي فأنا لاأقتنع بالخرافات ولا الأساطير....فتنصرت... وكانت النصرانية أكثر تناقضا في أشياء لا يصدقها عقل، ويطلبون منا التسليم بها، سألت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه ؟ كيف ينجب ؟ كيف يكون لديننا ثلاثة آلهة ولا نرى أحداً منهم، احترت، تركت كل شيء ولكنني كنت أعلم أن للعالم خالقا. وكنت في كل ليلة أفكر، وأفكر حتى الصباح.
في ليلة كئيبة – وكل لياليّ كانت كئيبة - وفي وقت السحر كنت على وشك الانتحار من سوء حالتي النفسية، كنت في الحضيض لا شيء له معنى، المطر يهطل بغزارة، السحب تتراكم وكأنها سجن يحيط بي، والكون حولي يقتلني، ضيق الشجر ينظر إلى ببغض، قطرة مطر تعزف لحنا كريها رتيبا، وأنا أطل من نافذة في بيت مهجور... وجدت نفسي أتضرع لله، يا رب أعرف أنك هنا أعرف أنك تحبني، أنا سجينة،،، أنا مخلوقتك الضعيفة أرشدني إلى الطريق، رباه إما أن ترشدني أوتقتلني.. كنت أبكي بحرقة حتى غفوت. وفي الصباح صحوت بقلب منشرح لا أدري كنهه... خرجت كعادتي أسعى للرزق لعل أحدهم يدفع تكاليف فطوري، أوأغسل له الصحون فأتقاضى أجرها... هناك التقيت بشاب عربي تحدثت إليه طويلا، وطلب مني بعد الإفطار أن أذهب معه إلى بيته، وعرض علي أن أعيش معه، فوافقت على عرضه ورافقته إلى بيته..
بينما نحن نتغدى ونشرب ونضحك دخل علينا شاب ملتح اسمه سعد كما عرفت من جليسي الذي هتف باسمه متفاجئا، أخذ هذا الشاب بيد صديقي وطرده، وبقيت أرتعد - فها أنا أمام إرهابي وجها لوجه !!- لم يفعل شيئا مخيفا، بل طلب مني وبكل أدب أن أذهب إلى بيتي. فقلت له: لا بيت لي، نظر نحوي بحزن، استشعرته في قسمات وجهه، وقال حسنا ابقي هنا هذه الليلة - فقد كان البرد قارساً - وفي الغد ارحلي، وخذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عملا، وهم بالخروج فاستوقفته وقلت له شكرا، فلتبقَ أنت هنا وسأخرج أنا، ولكن لي رجاء...
أريد أن تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك ومعي، فجلس وأخذ يحدثني، وعيناه في الأرض فقال: إنه الإسلام يحرم المحرمات ويُحل الحلال، ويحرم الخلوة بالنساء وشرب الخمر ويحثنا على الإحسان إلى الناس وعلى حسن الخلق.... تعجبت، أهؤلاء الذين يقال " إنهم إرهابيون " ؟! لقد كنت أظنهم يحملون مسدسات، ويقتلون كل من يقابلون... هكذا علمني الإعلام الأمريكي قلت له أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام، هل لك أن تخبرني، قال لي: سأذهب بك إلى عائلة مسلمة متدينة تعيش هنا، أعلم أنهم سيعلمونك خير تعليم.
فانطلق بي في اليوم التالي إليهم، وفي الساعة العاشرة كنت في بيتهم حيث رحبوا بي..وأخذت أسأل وأسأل، والدكتور سليمان رب الأسرة يجيب، حتى اقتنعت تماما بكل ما قال، وعلمت أني وجدت ما كنت أبحث عنه، دين صريح واضح متوافق مع الفطرة لم أجد أية صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت...كله حق...
أحسست بنشوة لا تضاهى حينما أعلنت إسلامي وارتديت الحجاب من فوري في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة..... في الساعة الواحدة مساء أخذتني السيدة إلى أجمل غرف البيت وقالت هي لك، ابقي فيها ما شئت. رأتني أنظر إلى النافذة وأبتسم، ودموعي تنهمر على خدي.. سألتني عن السبب، قلت لها إنني كنت بالأمس في مثل هذا الوقت تماما أقف إلى نافذة وأتضرع إلى الله ربي: إما أن تدلني على الطريق الحق وإما أن تميتني.. لقد دلني وأكرمني وأنا الآن مسلمة مكرمة أعرف ربي وأعرف طريقي إليه.. الإسلام هو الطريق، الإسلام هوالطريق...وأخذت السيدة تبكي معي وتحتضنني...

أعدها ونقّحها: دكتور عثمان قدري مكانسي

نقلا عن موقع صيد الفوائد

http://www.saaid.net/

 

--------------------------------------------------------------------------

 

نصارى الغرب يلحقن بقوافل المسلمات في غزة

 

 

 

روكسانه : شعرت بهيبة القرآن الكريم قبل أن أعتنق الإسلام

غزة/ من ريما محمد زنادة :

rimacartoon@hotmail.com

أنعم الله تعالى على قلبي روكسانه وكورا الإسلام وجعله طريقاً ليهتدوا به، ونبراس يضيء وهج مسيرتهما في حياة جديدة في ظل الإسلام بعد أن طويتا بل مزقتا صفحاتهما القديمة قبل أن يخترق الإسلام أفئدتهم التي كتب الله تعالى لها الحياة بعد موت سابق.

أكرمني الله تعالى

" شاء الله تعالى أن يدخل نور الهدى إلى قلبي فأكرمني بنعمة الإسلام فنطقت الشهادتين ليس بلساني فحسب بل نطقتها كل جوارحي التي أنعمها المولى علي " بهذه الكلمات استهلت روكسانه رومانية الأصل التي سميت نفسها بعد إسلامها فاطمة الزهراء حديثها .

 وأضافت ونور الإسلام قد وهج على جبهتها المشرقة بنور الإسلام: إن إسلامي كان بالتدرج  فعندما كنت طفلة في رومانيا لم أشعر بالطمأنينة خاصة عندما كنت أذهب للكنيسة، وأقوم بالطقوس الدينية أشعر بضيق في داخلي حيث أسمع العديد من العبارات التي لا أعي معناها وأجدها غريبة من نوعها مثل تقبيل الصور التي يدعي النصارى أنها صورة النبي عيسى ومريم العذراء "عليهما الصلاة والسلام" والأغرب من ذلك أن كل صورة تختلف عن الأخرى بشكلها وشخصياتها، وكثيرا ًما كنت أسمع لكلام القسيس وغالباً لا أفهم كلامه، وكثيراً ما كنت أضحك لأفعالهم مما جعله دافعاً في داخلي بعدم الذهاب للكنيسة.

وأوضحت بعد أن رسمت ابتسامة الرضا والشكر لله تعالى، أنها من خلال دخولها للإسلام استطاعت أن تجد إجابات للعديد من الأسئلة التي عجزت النصرانية عن الإجابة عليها.

 وبقلب مطمئن بذكر سبحانه وتعالى أشارت إلى أنها في إحدى الأيام وجدت شريط فرغبت بسماعه، وشاء الله تعالى أن يكون للدعاية الهندي أحمد ديدات يحتوي على حوار بين المسلمين والنصارى، فكان المسلون يجيبون على كل الأسئلة التي توجه إليهم بأدلة قرآنية حيث سمعت أمور عن الإسلام لم تسمع عنها من قبل مما أثر ذلك في نفسها بالرغبة للتعرف أكثر عن الإسلام عكس النصارى الذين عجزوا عن تفسير ما يقومون به من عبادات وغيرها من الأمور.   

في الغرب

وبينما كانت تتحدث معي فاطمة في عيادة الأسنان حيث تعمل طبيبة أسنان دخلت إحدى المريضات فاستأذنت بعض الوقت للقيام بعملها وكانت قبل ذلك طلبت فنجان من الشاي وعندما أحضر لها الفنجان طلبت منها المريضة أن تؤجل الكشف على أسنانها من أجل أن تشرب الشاي قبل أن يبرد رفضت د.فاطمة وقالت وهي تبتسم :" أقوم بعلاجك أولاً ثم بعد ذلك أشرب الشاي المهم أسنانك "  وبعد علاجها للمريضة استكملت حديثها معي بشيء من الابتسامة التي تؤكد تغير حياتها بعد الإسلام.

وذكرت بشي من الحزن بأن الكثير من هم في دول الغرب لم يتعرفوا على الدين الإسلامي بمعناه الحقيقي.

وبنبرة حزن كانت واضحة على كلماتها "يرجع ذلك للأسف الشديد إلى بعض الأشخاص الذين يحملون الإسلام بالهوية فقط حيث كانوا يقوموا بأفعال في الغرب كان الغرب أنفسهم لا يقوموا بها، إضافة إلى عدم إجابتهم بصدق حول الأسئلة التي تتوجه إليهم عن الإسلام".

وبابتسامة جديدة رسمتها على كلماتها" هذا لا ينفي وجود مسلمين كانوا يحملون في قلوبهم الإيمان، وطاعة الله تعالى مما عمل على دخول الطمأنينة في قلوبنا فكان منهم زوجي فلسطيني الأصل ملتزم بتطبيق تعاليم الدين الإسلامي مما جعل أفعاله تحبب قلبي إلي الإسلام" .

 وتابعت قولها والشعور بالأمان استحوذ على فؤادها" حينما كنت أرى القرآن الكريم قبل إسلامي أشعر بأنه كتاب عظيم لأنه كلام الله تعالى مما جعلني أشعر بالهيبة وأنا أراه ".

أعرف دينك

أما إيمان من كندا  التي أرادت أن يستقر الإسلام ليس في قلبها فحسب بل في اسمها أيضاً حيث قامت بتغير اسمها من كورا إلى إيمان.

شاء سبحانه وتعالى أن يخترق نور الإسلام في فؤادها لتستنشق هواء نقي يتطلبه جسدها لتنتقل به في حياتها من الظلمات إلى النور قائلة:" أسلمت بعد أن اطلعت على مجموعة من الكتب حول الديانات مما جعلني أتعرف أكثر على الدين الإسلامي".

وتابعت بالكثير من الثقة التي كانت واضحة عليها " قبل أن أكون مسلمة درست الدين على طريقتي الخاصة لعدة شهور لأتعرف على الدين الذي سأعتنقه ثم قررت بعد ذلك أن أسلم بعد أن تأكدت أنه الشيء الوحيد الصحيح في حياتي ".

وحول نظرتها للمسلمين أشارت إلى أن الإسلام كامل، ولكن المسلمين ليسوا كذلك متمنية من كل مسلم أن يتعلم أمور دينه جيداً، وعن الأديان الأخرى حتى يستطيع أن يدعوا إليه بطريقة وأسلوب صحيح .

صورة لأحد  أحياء مدينة غزة

دور المسلمين

وعن دور المسلمين تجاه من أسلم حديثاً قال د.ماهر أحمد السوسي أستاذ الفقة المقارن المساعد بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية،" يجب أن نعلم أن المسلم مكلف بنشر الإسلام، ودعوة الناس إليه، حيث هو دين الله للناس جميعا، وفي هذا يقول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر تؤمنون بالله ..) فالآية الكريمة تبين أن أمة المسلمين قد أخرجت للناس جميعاً، ولم تبعث لنفسها فقط، بل كلفت بحمل عبء دعوة الناس جميعاً إلى هذا الدين".

وأضاف: من خلال ما سبق يتبين أن للمسلمين دوراً هاماً تجاه من يدخل في الإسلام، وهو العمل على رسم صورة واضحة وحقيقية عن الإسلام كما أراده الله سبحانه وتعالى، لا كما يريده الداعية.

وذكر بأنه من واجب المسلمين تجاه من اسلم  حديثاً أن نكون لهم قدوة حسنة، وأن نجسد الإسلام على شكل سلوك وتصرفات، هي في حقيقتها أوامر الإسلام ونواهيه، وأن نتصرف أمامهم بخلاف ما ندعوهم إليه، وبمعنى آخر يجب أن نكون أمامهم صورة حيّة للإسلام.

ونوه إلى وجود كثير من الأخطاء التي تصدر عن كثير ممن يتعاملون مع المسلمين الجدد ذلك التعالي والاعتداء بالنفس، ومحاولة الإيحاء لهؤلاء أنهم بسبب حداثة إسلامهم دون سائر المسلين، وأن غيرهم من المسلمين هم أفضل منهم، وهذا مما يصد هؤلاء عن الإسلام لما يرونه من سوء خلق المسلمين.

ونوه إلى تحقيق ذلك ينبغي على من يتعامل مع هؤلاء أن يكون متفهماً لروح الإسلام وحقيقته، عالماً بما يدعو الناس إليه علماً صحيحاً، وأن يبتعد عن الاجتهادات الشخصية، والتحليلات المزاجية للأشياء.

وأما عن دور الدول الإسلامية ذكر د. السوسي بأنها عليها بالأصل أن تقوم بتوفير الإمكانيات المالية والمعنوية والفكرية التي يمكن من خلالها الانطلاق إلى دعوة الناس إلى الإسلام وترغيبهم فيه، ومن ذلك إعداد الدعاة المدربين، العارفين بالإسلام على حقيقته، ذوي الملكات الخاصة القادرة على إقناع الناس بما يحملون من تعاليم شريعة الإسلام.

وحول دور الزوج مع زوجته غير المسلمة  أردف د. السوسي قائلاً :إن  الزوج أقرب اجتماعياً وعاطفياً إلى زوجته، وأكثر التصاقاً بها، وهذا يلقى على الزوج مهاماً أكثر من غيره حيث أن الإسلام لا يفرض على من تزوج بغير المسلمة أن يلزمها بالإسلام، أو أن يدفعها إلى الإسلام رغماً عنها، لقول الله تعالى (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي) .

وفيما يتعلق ببعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المسلمين في الغرب التي تسيء للمسلمين أكد قائلاً : "إن المسلمين ليسو ملائكة، فهم كسائر البشر قد يخطئون وقد يصيبون، وأنه ليس شرطاً أن يكون كل مسلم قد وصل الذروة في الإسلام، فمن طبيعة النفس البشرية أنها تخطئ أحياناً، وتقصر أحياناً أخرى، يقول الله تعالى: (وما أبرئ نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، منوهاً إلى أن هؤلاء موجود في كل الديانات والمذاهب".

 

---------------------------------------------------------

 

من هونغ كونغ إلى بريطانيا هل يضيع إسلامها

 

إعداد سحر لبّان

لفتت نظري بهدوئها وامارات الحزن المرتسمة على محيّاها، نعم انها طالبة جديدة التحقت بالمعهد حديثا بعد عطلة عيد الفطر.

اتتني المكتبة وطلبت بخجل شديد كتبا عن الاسلام، اعطيتها ما طلبت وتركتها وانصرفت الى عملي.

وتكرّرت لقاءاتنا، بحكم عملي كأمينة لمكتبة الجامعة، بالاضافة إلى تعليمي اللغة العربية فيها، كنت اراها كل اسبوع في حصة المكتبة تجلس منزوية لوحدها، صامتة، تقرأ كتبا عن الاسلام، عكس طالباتنا القديمات، فأكثر ما يلفتن انظارهن الكتب التي تتكلم عن الزواج وعن حقوق المرأة او القصص الاجتماعية او الخرافية.

كل هذا دفعني للتفكير بأمرها، علام ينطوي صمتها ؟لماذا كلّ هذا الحزن؟ولماذا اراها دائما وحيدة؟

وقرّرت التقرّب منها والتكلّم معها، ومحاولة كسر الحاجز الذي وضعته بينها وبين الاخريات، ونجحت في ذلك والحمد لله، وكانت المفاجأة.

إنها فتاة من هونغ كونغ من أصل هندي، في السادسة والعشرين من عمرها، كانت تدين الديانة الهندوسية، وأسلمت منذ أقل من سنة .

طلبت منها كتابة قصة اسلامها والمصاعب التي واجهتها وتواجهها حتى الآن، وبعد أيام أتتني في المكتبة وسلمتني اوراقا كانت عبارة عن قصة اسلامها باللغة الانكليزية، وطلبت مني نشرها مع عدم ذكر اسمها الاصلي خشية معرفة أهلها بمكانها، وإليكم اخواني الافاضل قصة اسلام هذه الفتاة مع الدعاء لها بالتثبيت والعون، اللهم آمين.

تقول في رسالتها:اخوتي واخواتي في الله الاعزاء : احييكم بتحية الاسلام والتي هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وانا سعيدة اذ اتقاسم معكم اليوم قصة تعرفي على هذا الدين القويم، وعلى نعمة الله تعالى لي بانارة طريقي لدخول دينه الصحيح والحمد لله رب العالمين.

اسمي بعد الاسلام حفصة فاروق، واخترت هذا الاسم تيمنا بالسيدة حفصة زوجة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وابنة اميرنا الصحابي العادل عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله تعالى عنه.

انا فتاة هندية كنت ادين بالديانة الهندوسية كما هم اهلي اليوم، واسأله تعالى ان يهديهم للدين الصحيح، اللهم آمين

انتقلنا الى هونغ كونغ حيث التحقت هناك بمدرسة آسيوية، وحيث كات معظم الطالبات هناك مسلمات .

وكنا كثيرا ما يتكلمن مع بعضهن عن الاسلام وعن روعته واخلاق المسلم الصحيح، مما دفعني فضولي للتعرف على هذا الدين الذي تدينه اكثر صاحباتي في المدرسة، وبدأت اسألهن عنه، ولم اكن اتصور ردود فعلهن وهن يتكلمن عنه بحماس شديد ورغبة في هدايتي اليه .

ومرة بينما كنت اجلس في الصف في حصة الفراغ اطالع كتابا اتسلى به لتمضية الوقت، اذ بي اسمع حوارا بين اثنتين تجلسان قريبا مني، كانتا تتكلمان عن الجنة والنار وان الجنة هي للمسلمين، اما غير المسلم فله والعياذ بالله النار. هذه العبارة هزتني وتملكتني رغبة شديدة بالتعمق في معرفة هذا الدين، ومعرفة جواب سؤال تردّد كثيرا في ذهني، لماذا الجنة للمسلمين فقط؟ والذين لا يدينون بدين الاسلام لماذا لهم النار؟ وماهي الجنة؟ وما هي النار؟ فبدأت مشوار بحثي للتعرف اكثر عن الاسلام، فاستخدمت لذلك الانترنت، وبدأت اقرأ عن الاسلام واستمع الى المحاضرات لمعرفة الجواب، وبحثي هذا اخذ مني اكثر من سنة، وانا اشعر كل يوم وبعد كل محاضرة بقرب اكثر الى دين الله الصحيح .

وذات يوم شعرت انني يجب علي النطق بالشهادتين وان هذا هو الدين الذي يجب علي اتباعه، وشعرت بتعلق شديد بالله تعالى، وكنت امضي الليالي ابكي واسأله تعالى ان ييسر لي الدخول بدينه، وان يشرح صدري للاسلام ويكون عونا لي.ومضيت على هذا المنوال أياما عديدة، وذات ليلة لم أستطع النوم فيها، هرعت الى الهاتف متصلة بصاحبتي في المدرسة وأيقظتها من النوم لأزفّ إليها قراري هذا، ونطقت بالشهادة عبر الهاتف، ورفرف قلبي بين جنباتي، وفاضت عينيّ شلالات من الدمع، وعدت وردّدت الشهادتين مرات ومرات، كنت كطائر يطير في السماء، وما عدت اسمع الا رجع صوتي بالشهادتين يضجّ في أذني، آه كم أنا سعيدة اليوم، اليوم هو يوم مولدي، اليوم ولدت من جديد، ولدت حفصة فاروق، وماتت الأولى .

وفي اليوم التالي، أعدت الشهادتين على مسمع صاحباتي في المدرسة، ورذدتها فاختلطت بأصوات تكبير الطالبات، وامتزجت دموعي بدموعهن، وبكيت فرحة لاستجابة رب العباد لدعائي، وهدايتي لطريقه القويم .

لن انسى هذا اليوم ما حييت، فهو كان الفاصل بين الجنة والنار .

وبدأت مشواري الطويل لتعلم الاسلام وتعاليمه، بدأته بزيارة للمسجد لأتعلم الصلاة.

ذهبت للمسجد لوحدي،أول مرّة أدخل مسجدا، كم مرة راقبت المصلين وهم يدخلونه ويخرجون منه، كم مرة وقفت اتأمل بناءه وتصميمه، لم يخطر ببالي قط أنني سأرتاده بيوم، ولكن، ها أنا بداخله، يا لروعة هذا المكان،فعلا إنه بيت من بيوت الله، شعرت برهبة ملأت كياني، ما ان عتبت بقدميّ باب المسجد، انا الآن في بيتك يا الله، يا من لك الحمد والشكر، وتناهى إلى أذني صوت الامام يبدأ بالصلاة.لم أشاهد مسلما يصلي قبل اليوم،أخذت بحركات المصلين وبصوت الامام وهو يتلو القرآن، كم صوته شجي، وقفت أتأملهم، وأنا أشعر بسعادة كبيرة تغمرني، متى سأنضم إلى هذه الصفوف؟ علي أن أتعلم الصلاة بسرعة . وتكرّرت زياراتي للمسجد وأصبحت يومية، وبدأت احاول ان اتعلم الصلاة بمراقبتي للمصلين فيه، ولكن عناية الله تعالى لي لم تكن لتتركني، فبعد عدة اسابيع من ذهابي الدائم للمسجد تعرفت على اخوات في الله كن ولله الحمد خير عون لي، حيث اسرعن وتسابقن لتعليمي كيفية الصلاة وتعليمي ايضا الحروف العربية .

سبحان الله، ما كنت لأتصور ردود فعل الاخوات الطيبات في المسجد حينما علمن انني جديدة في الاسلام، وكيف أنهن عاملنني باحترام شديد، وبذلن ما في وسعهن لمساعدتي، فكانت ثمرة جهودهن أنني ولله الحمد تعلمت الصلاة على الشكل الصحيح، وكذلك تعلمت قراءة القرآن .

أول مرّة وقفت فيها بين يدي الله تعالى، لم أستطع تكملة صلاتي من شدة البكاء، يومها أبكيت جميع الحاضرات، لم أكن لأصدق أنّ الصلاة صلة بين العبد وربّه إلا حينما جرّبت ذلك، كنت أشعر أنّني بين يديه تعالى، وعند سجودي ما كنت أودّ أن أقوم منه،يا الله كم أنا في نعمة، أين كنت وأين أصبحت، هذا من فضلك يا الله.

كل هذا واهلي لم يكن لديهم اي علم باسلامي، وعندما بدأت الصلاة في البيت، كانت امي قد سافرت الى والدي واخي في الهند، وبقيت في هونغ كونغ لوحدي، لذلك لم اواجه في حينها اي مشكلة في ممارسة الفرائض من صلاة وصيام.

ولكن بعد مرور اشهر من دخولي الاسلام، أهدتني أخت لي في المسجد حجابا وطلبت مني أن أجربه، حملته والاخوات يراقبنني بتلهف،و وضعته على رأسي، وضعت تاج المرأة المسلمة، ونظرت لنفسي في المرآة، هل هذه أنا؟ وسقطت دمعة حارة، كيف لي أن انزعه بعد أن وضعته؟ هو فرض على كلّ مسلمة، وأنا اليوم عليّ أن آتي بكل الفرائض، كيف لي ان انزع بيدي تاجا توّج رأسي،لا، منذ اليوم لن أخرج من غير حجاب أبدا، بل منذ هذه اللحظة،وقررت ارتداءه، وبارتدائي لتاج المرأة الاسلامي والذي هو شعار المرأة المسلمة، كان بمثابة تصريح واعلان عن اسلامي للآخرين.

الحمد لله لا يوجد احد من عائلتي في هونغ كونغ، ولكنني كنت أتهيّب من مقابلة أحد يعرفني ويعرف عائلتي، فكنت كثيرا ما اكون مرتبكة وانا اسير على الطريق خوفا من مفاجأة احدهم لي، وكنت على يقين ان المواجهة آتية لا محالة .

وذات يوم قابلت في طريقي صديقة اختي،التي نظرت الي باستغراب ثم بامتعاض. لم اهتم لنظراتها، ولم اكن لأهتم برأي احد ممن هم في هونغ كونغ، أنا على يقين أنني على صواب، وأنا فخورة بإسلامي، لكن اكثر ما كان يهمني هو ماذا ممكن ان يفعل اهلي عندما يعلمون باسلامي؟

بعد مقابلتي لصديقة اختي بايام قليلة، اتصل بي والدي وطلب مني الحضور فورا للهند، طبعا، عرفت ما وراء طلبه هذا، خاصة انه صرّح أنّ عليّ الزواج بأسرع وقت من عريس هندوسيّ تقدم لي، وما كنت لأوافق على الذهاب ابدا،كيف أذهب وأنا على معرفة بما يمكن أن ينتظرني هناك حين وصولي ؟ فوالدي ما كان ليتصل إلا بعد أن تناهى إلى مسامعه خبر دخولي للاسلام، واعرف ما هي فكرتهم عن هذا الدين وعمن يدينون به. كان لا بدّ لي من الرفض، ورفضي جعل والدي يتيقن أن ما سمعه كان صدقا، ورفضت متعللة بالدروس وقرب الامتحانات، ولكنه لم يكن ليقنعه جوابي هذا، وقرر أن يأتيني هو.

قرار قدومه وقعت عليّ كالصاعقة، يا رب... ماذا أفعل؟ أنقذتني من نارالكفر فانقذني من نار أبي.

واحترت في امري.. ماذا سأفعل الآن؟ وكيف سأواجهه؟ هل سيتقبل اسلامي؟ وماذا لو لم يتقبله؟

أسئلة كثيرة كانت تقضّ مضجعي وترافقني نهاري، كنت أقوم الليل متضرعة إلى الله تعالى أن ينقذني، ليس خوفا على نفسي، لكن خوفا على إسلامي، فقد كنت جديدة العهد به.

لم يستطع والدي العودة الى هونغ كونغ فور اتخاذه هذا القرار، وهذا ما ترك لي فسحة من الوقت للتصرّف، وكنت قد سمعت عن اخت هندية كانت مثلي تدين بالهندوسية قبل اسلامها، وحاولت سابقا التواصل معها ولكن لم اجد منها اي ردّ.

ولكن، الله لطيف دائما وابدا بعباده المخلصين، وعندما اشتدّت بي الأزمة وتفاقمت، وشعرت ان لا ملجأ ولا منجى الا الى الله تعالى، وصلني رد الاخت زوافيرة، وكانت رسالة النجاة لي.

الاخت زوافيرة اخبرتني في رسالتها انها قد تركت هونغ كونغ وذهبت الى بريطانيا فارّة بدينها وبولديها، حيث التحقت بالعمل كمشرفة في معهد اسلامي في نوتنغهام، ودعتني الى القدوم اليها وحذرتني من مواجهة اهلي باسلامي . وهكذا كان، حزمت ما خفّ من المتاع وهرولت مسرعة لبريطانيا، كنت في سباق مع الزمن،لذلك، لم أنتبه إلى أنّ عليّ قطع تذكرة سفر ذهاب وإياب، وإحضار مبلغ من المال يكون كافيا لاقامتي، و ما ان وصلت مطار هيثرو حتى وجدت ان الامر لم يكن بهذه السهولة، ورفض اعطائي تأشيرة دخول للبلد، مع أنني املك جواز سفر من هونغ كونغ، يخوّلني دخول بريطانيا متى اردت، واعادوني من حيث اتيت، متحججين أنني ما أتيت إلى بريطانيا الا للبقاء فيها للأبد، وحجتهم على ذلك عدم حيازتي لتذكرة العودة، ناهيك عن أن المبلغ الذي أحمله لا يخولني الانفاق على نفسي اثناء اقامتي وكذلك شراء تذكرة العودة عند انتهاء الزيارة.

كيف لم انتبه إلى هذه الأمور قبل أن اخطو هذه الخطوة؟ كلّ هذا سببه السرعة بالهرب من مقابلة والدي. الآن علي العودة وقد تكون المواجهة.

مشاعر كثيرة انتابتني وأنا أنتظر في المطار قرار الرفض، مزيج من خوف وقلق واضطراب، ناهيك عن التعب والساعات الطويلة التي امضيتها في المطار،وسؤال واحد يتردّد في خاطري الى اين اذهب ؟ والدي لابد ان يكون قد وصل هونغ كونغ الآن،و عرف بهروبي، فالله المستعان، والتجأت الى الله، وسألته بتضرّع أن ينقذني مما أنا فيه، ووصلت هونغ كونغ ولم يكن باستطاعتي العودة الى بيتي خوفا من مواجهة أبي، فهو لابدّ أنّه قد وصل البلد وعلم بهروبي، وأظنّ أنّه بدأ البحث عني، ولذلك كان لامفرّ من تغيير السكن، فسكنت مع اخت مسلمة لمدة شهرين، وكنت خلال هذين الشهرين اخفي نفسي عن العيون بجلباب ونقاب .

ولم اعرف إلى متى سأبقى على هذا الحال، وبقيت على اتصال مع الاخت زوافيرة، التي كانت تشجعني على الثبات والصبر، وأغرتني بمعاودة القدوم إلى بريطانيا، لكن بعد تفكير وتدبر.

وفي شهر رمضان المبارك، شاء الله تعالى لي أن أعاود الكرة، والحمد لله رب العالمين، توّجت محاولتي بالنجاح، وها أنا الآن أدرس في هذه الجامعة، وأسكن فيها، وقد منّ الله تعالى عليّ بعطف الأخت الطيبة زوافيرة فكانت لي بمثابة الأم التي فقدتها، وابنتها بمثابة الاخت الصغرى وابنها بمثابة الأخ.

الآن وأنا هنا أشعر ولله الحمد أن إيماني أصبح أقوى من الأول، فلم أعد أكتفي بتلاوة القرآن كما كنت في هونغ كونغ، بل بدأت أقرأ عن الاسلام وعن تعاليمه.

لا أستطيع الانكار أنني اشتاق كثيرا لأهلي، وأنهم دائما ببالي وفكري، وكثيرا ما أهتف ليلا منادية أمي، لكن ...اسلامي هو الاهم، والله سبحانه وتعالى يبتلي المسلم، ويرسل العون . الله سبحانه وتعالى حرمني من الاهل الحقيقيين، ولكنه عوضني بأهل في الاسلام، معلماتي، صاحباتي، كلهن أهلي وأنا أشعر بينهن بالراحة والحب والامتنان، فالحمد والشكر لك يا الله على نعمتك ورحمتك ولطفك بي.

انا لن أنسى أهلي، وان شاء الله تعالى سيأتي اليوم الذي استطيع فيه أن اواجههم باسلامي، وان ادعوهم اليه واشرح لهم كم الاسلام رائع وليس مثلما كنا نظنه ويصورونه لنا .

لقد وجدت في الاسلام ما لم أجده في ديانتي السابقة وهذا مؤكد، لأنه دين الله تعالى أما الآخر فهو دين الشيطان .

وجدت في الاسلام السلام والرحمة، وحسن التعامل مع الآخرين، وجدت فيه جواب كلّ سؤال قد يخطر على بال ايّ انسان، وهذا طبعا لأنه من عند خالق الانسان وصانعه .

الاسلام كرّم المرأة ورفع من شأنها، وان هو طلب منها لبس الحجاب والتستر فهذا لأجلها هي ولأجل مجتمع سليم، وحضّ على الابتعاد عن الاختلاط وحافظ على الاسرة .

مهما تكلّمت عن الاسلام فسيبقى قليل قليل.

كلمة أخيرة : ارجوكم، اسألوا الله تعالى لي الثبات ولأهلي الهداية ولعائلة الاخت زوافيرة بالتوفيق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نقلا عن موقع صيد الفوائد

http://www.saaid.net/daeyat/saharlabban/3.htm

 

 

 

------------------------------------------------------------------------------------

 

يهودية تعتنق الإسلام وتتطلع للحج والعمرة

 

 

آية قالت إنها ذاقت طعم الطمأنينة للمرة الأولى في حياتها

فور اعتناقها الإسلام تيمنت "موران" اليهودية بآيات المصحف الشريف فبدلت اسمها إلى "آية" وهي تتطلع للحج والعمرة ومستعدة لتحمل كل الصعاب من أجل دينها ولا يهمها -حسب ما تقول- سوى طاعة الله.

وموران أو آية سيدة يهودية من مدينة عكا داخل أراضي 48 أشهرت إسلامها يوم الجمعة رغم احتجاجات شديدة من والديها، وقالت إنها ذاقت طعم الطمأنينة والتقوى للمرة الأولى في حياتها.

تقول آية (31 عاما) التي تزوجت من شاب عربي قبل بضع سنوات إن تعاليم الإسلام كانت تستهويها منذ تعرفت عليها بفضل مجاورة أهلها للمسلمين في عكا واحتكاكها مع ذوي زوجها.

وتضيف آية التي تتحدث بلغة تخلط بين العربية والعبرية "اعتدت قبل إسلامي أن أصلي خمس مرات باليوم إلى أن اعتنقت الإسلام وبدأت أحس بمخافة الله بشكل حقيقي".

وتقول "رغم أني لم أمارس طقوس الديانة اليهودية، لكن الإيمان بالله كان ينمو في قلبي، وكنت أبحث عن الأمان والطمأنينة والراحة النفسية فلم أجدها سوى بالسجود بين يديه".

وعن قرار اعتناقها الإسلام قالت آية للجزيرة نت إنها قررت إشهار إيمانها الجديد خلال أدائها صلاة العصر في مسجد الجزار حيث تواظب على أداء الصلوات فيه يوميا مع أخواتها المسلمات اللواتي رحبن بها بحرارة، كما تقول.

وأعربت عن سعادتها بقرارها النابع من "تفهمي لدين الإسلام وجوهره والمعاملة الحسنة التي تلقيتها من المسلمين الذين وقفوا إلى جانبي"، وهو ما شدها إلى الإسلام، حسب قولها. 

الحلم

ويبدو أن آية لم تكتف بإشهار دينها، بل تتحين الفرصة لتحقيق حلمها بزيارة قبر النبي الأكرم وأداء فريضة الحج، كما لم تكتف بحصولها على الطمأنينة وحدها فسارعت لتسجيل أولادها الثلاثة رامي وتمام وعمري، في مدرسة عربية بعدما غيرت اسمي ابنتيها إلى آمنة أم الرسول وفاطمة ابنته، داعية النساء المسلمات الالتزام بعبادة الله وتعاليمه.

وتعتبر آية التي تتمتع بسماع الأناشيد الدينية وأغاني المغني البريطاني سامي يوسف أن الله كتب لها عمرا جديدا بمنحها هذه الطمأنينة، وهي تكثر من ترديد (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) و "يا الله يا رب العالمين احفظني مسلمة ليوم الدين".

وذكرت أنها عندما توجهت لمجلس الحاخامات اليهودية في القدس للتنازل عن الديانة اليهودية سألها أحد الحاخامات عن تحولها لدين الإسلام فأجابته "أنت لن تعرف ما أشعر به بعد النطق بشهادة الإسلام".

صدمة الوالد


اعتناق الابنة الشابة للإسلام صدم عائلتها، حسب ما ذكرته، لكن والدتها كانت أكثر تفهما ولفتت إلى أنها تأمل أن يغير الله موقف والدها الرافض لاعتناقها الإسلام.

وأضافت "أنا مستعدة لتحمل أي صعاب لأجل دين الإسلام، ولا يهمني سوى طاعة الله، لقد أخبرت والدي بأني ألبس الحجاب وبأنني مسلمة ومستعدة أن أقّبل أيديكما وجبينكما مرضاة لله الذي أوصى برضى الوالدين".

الاقتتال فتنة


وبحزن تحدثت آية عن مشاهد اقتتال الأشقاء في غزة، وشددت على أن ما أسمته بـ"الفتنة" ستحقق لإسرائيل أعذب أحلامها للتخلص من القضية الفلسطينية.

آية وجهت أول مناشدة لها لفرقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالاحتكام للقرآن الكريم والعمل بحكم الصلاح بين الطائفتين المتقاتلتين.

وأضافت "سألت عن موقف الدين في حال نشوب الخلافات بين المسلمين، فعلمتني إحدى الأخوات في مسجد الجزار في عكا سورة الحجرات وأذكرهم بالآية القائلة "وأقسطوا إن الله يحب المقسطين".

المصدر: الجزيرة نت  تقرير وديع عواودة-حيفا

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0FB0A442-D10F-4AF9-ADD2-87B92A7A17E8.htm