المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الغنائم اختراع اسلامي


مزون الطيب
30-01-2012, 06:06 PM
الغنائم هل محللة للمسلمين وهل إبتدعوها المسلمين

جاء الإسلام بشريعة كاملة متكاملة فالأمر الذي يتصوره البعض أن الإسلام قد أبتدع الغنائم ولكن هذا بالطبع خطأ لأن الغنائم من الثوابت في الحروب , فهي ثابتة في كل حرب في أي مكان على الأرض , والغنائم في الحروب فلا يجوز لمسلم أن يتحكم أو يغتنم أموال وممتلكات غير المسلم إلا في الحرب , وبما أن الأمر غير مُبتدع في الإسلام فيجب علينا أن ننظر في الكتاب المقدس بعهديه لنرى هل الأمر موجودا عندهم أم لا ..
ففي الكتاب المقدس أخذ إبراهيم من كدر لعومر وحلفائه غنائم بمباركة الرب وأعطى عُشرها لملكي صادق فيقول كاتب سفر التكوين المجهول14/18-20 :




(وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزا وخمرا. وكان كاهنا لله العلي. وباركه وقال: مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك. فأعطاه عشرا من كل شيء. )
ويقول الأرشيدياكون نجيب جرجس في تفسيره[1]:
(وتقديراً لكهنوت ملكي صادق أعطاه إبرام العُشر من كل ما جلبه من الغنائم وهذا يدل على أن تقديم العشور قديم العهد ... )
أما في التفسير التطبيقي فيقول [2]:
(أعطى أبرام عشر الغنائم لملكي صادق. فحتى في بعض الديانات الوثنية، كان أمرا تقليديا أن يعطي الواحد عشر "مكاسبه" للآلهة. وقد نفذ أبرام هذا التقليد المقبول. لكنه رفض أن يأخذ شيئا من ملك سدوم. ومع أن هذه الغنائم الضخمة كانت ستضاعف ما يقدمه لله من عشور، لكنه رفض لأسباب أهم، فهو ... )

فهذا هو إبراهيم كان يأخذ غنائم حرب , بل إن المسيح قد دعا اليهود إلى إتباع أعمال إبراهيم ودعاهم للعمل بأعماله فيقول يسوع لليهود :
(اجابوا وقالوا لهابونا هو ابراهيم.قال لهم يسوعلو كنتم اولاد ابراهيم لكنتمتعملون اعمال ابراهيم ) يوحنا 8/ 39
ويقول المفسر هلال أمين موسي معلقاً على هذا النص [3]:
( كانت أعمال إبراهيم أعمال الإيمان والطاعة , الإيمان بالله والطاعة لكلمته . لم يحاول إبراهيم قتل أي إنسان وكان يعمل طبقاً للحق الذي يسمعه من السماء , نفس الحق الذي كان الرب يسوع يتكلم به .. )

ويقول المفسر بنيامين بنكرتن في تفسيره لهذا النص[4] :
( فأجابهم الرب: أن ليست لهم نسبة حقيقية لإبراهيم لأنهم لو كانوا منتسبين إليهِ حقيقةً لكانوا يتمثلون بقدوتهِ، ولكن هيهات الفرق بينهم وبينهُ لأنهم حنقوا على المسيح لأنهُ كلَّمهم بالحق من الله، وأما إبراهيم فكان يقبل الحق كما أُعلن لهُ وسلك بموجبهِ )
فإذا كان إبراهيم قد أخذ غنائم ووافقه وأقره يسوع إله النصارى فمن من النصارى ينكر الغنائم ؟ وإبراهيم أيضاً الذي قال عليه بولس أبو المؤمنين (الرسالة إلى رومية 17:4-22 ) .
بل إن موسي قد أمر بأخذ الغنيمة ففي سفر العدد 31 / 9-12 :
(وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار.وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم . وأتوا إلى موسى وألعازار الكاهن وإلى جماعة بني إسرائيل بالسبي والنهب والغنيمة إلى المحلة إلى عربات موآب التي على أردن أريحا. فخرج موسى وألعازار الكاهن وكل رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحلة...)
وبعدها قد أمرهم الرب بتقسم هذه الغنائم في سفر العدد 31/25-28 , فيقول :
( وقال الرب لموسى: أحص النهب المسبي من الناس والبهائم أنت وألعازار الكاهن ورؤوس آباء الجماعة. ونصف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين إلى الحرب وبين كل الجماعة. وارفع زكاة للرب. من رجال الحرب الخارجين إلى القتال واحدة. نفسا من كل خمس مئة من الناس والبقر والحمير والغنم.... )

يقول العلامة أوريجانوس معلقاً على هذا النص[5] :
(هكذاأيضًابأمرالرب أقام بنوإسرائيل الحرب ضد المديانيين وجلبوا غنيمةهامة وزن ضخم من الذهب والفضة,وأشياءأخرىوعددكبيرمنالبهائموالأسرى ..)
ويقول القمص تادرس يعقوب معلقاً على هذا النص[6] :
(سبوا النساء وأطفالهن وجميع البهائم والمواشي وكل الممتلكات؛ كان ذلك عملاً رمزيًا للإنسان الغالب روحيًا فإنه يسبي الجسد "النساء" ليعمل لحساب الله في اتفاق مع النفس. أما الأطفال فيشيرون إلى الثمار، فعِوَض أن يكون الجسد بأعماله يخدم الشيطان يصير آلة برّ لله، مقدسًا وطاهرًا. أما البهائم وكل الممتلكات فتشير إلى الغرائز والطاقات... هذه التي كانت دنسة تصير مقدسة، وعِوَض أن تكون ثقلاً تصير معينًا لنا في عبادتنا لله. إيماننا لا يحمل عداوة ضد الجسد ولا ضد أحاسيسه أو عواطفه أو أعماله أو طاقاته ومواهبه، إنما يحمل تحولاً جذريًا له بكل ممتلكاته وأعماله للعمل لحساب مملكة المسيح.)

ويقول مجموعة كهنة وخدام كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة [7]:
( بعد نهاية الحرب , حرق رجال إسرائيل كل مدن المديانيين بجميع المنازل ولكنهم أبقوا على النساء والأطفال الصغار والحيوانات كلها لأنفسهم ورجعوا بكل ما حصلوا عليه إلى مكان استقرار باقي الشعب عند شرق الأردن ... وأيضًاأعطىأمرًا باستخراجالقرابينللرب : للذينذهبواللحربرأسغنمعلىخمسمائة,والذين جلسوافيالمعسكرواحدعلىخمسين,هذاهومضمونالقصة .)
وناموس موسي هو الذي قال فيه كاتب رسالة العبرانيين المجهول :
(من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهوديموت بدونرأفة ) رسالة العبرانين 10/28 .
وهو الذي قال فيه يسوع إله النصارى في إنجيل متي 5 / 17-18 :
(لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقضبل لاكمّل, فاني الحق اقول لكم الى ان تزولالسماء والارضلا يزول حرف واحد او نقطة واحدة منالناموسحتى يكون الكل )
فلا يوجد أي نصراني يعارض شريعة أو ناموس موسي الذي فرضها على النصارى , فإذا كانت الغنائم من فرائض موسي فهل يعترض أحد النصارى عليها ؟

بل إن إله المسيحية قد أمر شعبه عند الدخول لشعب هناك أمران , الأمر الأول طلب العهد وإن صالحوك فإستعبدهم لخدمتك , وإن قاتلوك فاقتل الرجال وخذ أي شيء غنيمة لك النساء والأطفال والأموال وكل شيء في سفر التثنية 20 / 10-15 , فيقول :
(حين تقرب من مدينة لتحاربها استدعها للصلح , فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك , وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها , وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف , وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك , هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا ... )

هذا النص والذي يدعوا إلى قمة الذل والإستعباد لكل من خالف العقيدة وكل من خالف أفكار اليهود فيستعبدوه وإن اعترض فاقتلوه وخذوا أهله غنائم لكم , ولكن هذه العنصرية غير موجودة في الإسلام العظيم لم تكن الحرب في الاسلام هدفها إبادة المخالف أو إستعبادهم ولكن هدفها حرب المعادي والمتهجم على الإسلام العظيم ولنر الآن أقوال علماء المسيحية في هذه النصوص المريبة ..

فيقول القمص تادرس يعقوب ملطي معلقاً على هذا النص[8] :
(بالنسبة للأمم البعيدة يرسل إليهم لإقامة عهود سلام، فإن قبلوا يقومون بخدمة الله وشعبه (10-15) . لا يجوز لهم أن ينزلوا في معركة مع الجيران ما لم يقدِّموا أولاً إعلانًا عامًا، فيه يطلبون الصلح ... من لا يقبل هذه الشروط لا يبقون في مدينتهم كائنًا حيًا متى كانت من الأمم السبع، أمَّا إذا كانت من المدن المجاورة فيقتل الرجال ويستبقى النساء والأطفال مع الحيوانات وكل غنائمها. أمَّا سبب التمييز فهو ألا يترك أي أثر في وسط الشعب للعبادة الوثنيَّة...)

بل إن يشوع عبد الرب قام أيضاً بأخذ الغنائم للرب كما أمره الرب فقد ذُكر في الكتاب المقدس سفر يشوع 6/19 :
( وكل الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد تكون قدسًا للرب وتدخل في خزانة الرب )
بل وأيضاً يشوع عندما دخل عاي أخذ كل غنائمها له ولشعبه بأمر الرب في سفر يشوع 8 / 2 :
(فتفعل بعاي وملكها كما فعلت بأريحا وملكها. غير أن غنيمتها وبهائمها تنهبونها لنفوسكم. اجعل كمينا للمدينة من ورائها .. )
ويعلق التفسير التطبيقي على هذا النص فيقول 64:
(ماذا سمح الله لبني إسرائيل بالاحتفاظ بالغنائم هذه المرة؟ كانت شرائع بني إسرائيل فيما يتعلق بالغنائم تغطي موقفين : (1) المدن التي مثل أريحا تحت "تحريم" من الله (دينونته على الوثنية) لا يمكن أن تؤخذ غنائمها، إذ كان يجب أن يحتفظ شعب الله بقداسته منفصلا عن كل تأثير للوثنية. (2) كان توزيع الغنائم من المدن التي ليست تحت "التحريم" أمرا عاديا في الحروب، فكان ذلك يمد الجيش والأمة بالأطعمة وقطعان المواشي، والأسلحة التي يحتاجون إليها في وقت الحرب. لم تكن عاي تحت "التحريم". وكان الجيش المنتصر في حاجة إلى الطعام والمعدات. وحيث أنه لم تكن تدفع مرتبات للجنود، كانت الغنائم جزءا من الحوافز والمكافآت للذهاب للحرب.)

بل إن داود أيضاً أخذ الغنائم في الحروب كما أمر الرب له ففي سفر صموئيل الأول 30/26 :
(ولما جاء داود إلى صقلغ أرسل من الغنيمة إلى شيوخ يهوذا إلى أصحابه قائلا: هذه لكم بركة من غنيمة أعداء الرب.)
وداود هذا الذي قال فيه الكتاب المقدس أنه عمل كل ما هو مستقيم فيقول :
(لان داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولم يحد عن شيء مما اوصاه به كل ايام حياته الا في قضية اوريا الحثّي ) سفر الملوك الأول 15/5 .
وأيضاً داود كانت له الخزائن والغنائم والجيوش ! التي كانت تحارب بإسم الرب فيقول كاتب سفر الأخبار الأول المجهول26/26-27 :
(شلوميث هذا وإخوته كانوا على جميع خزائن الأقداس التي قدسها داود الملك ورؤوس الآباء ورؤساء الألوف والمئات ورؤساء الجيش. من الحروب ومن الغنائم قدسوا لتشديد بيت الرب.)
ويقول القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره لهذا النص [9] :
(كانت هناك خزائن للأشياء التي قُدّست من الحروب والغنائم (عدد 27) كعرفان وشكر على الحماية الإلهية، فإبراهيم قدّم لملشيصادق عُشرًا من رأس الغنائم (عب 7: 4)، وفي أيام موسى كان رجال الحرب عند عودتهم منتصرين يقدّمون من غنائمهم قربانًا للرب (عدد 31: 50)، وبعد ذلك تم إحياء هذه العادة المبرورة وليس فقط صموئيل وداود بل أيضًا أبنير ويوآب قدّسوا من غنائمهم لتشديد بيت الرب (عدد 28)، ففي أعمال البر والخير يتوقع الله منا الكثير مما يًغْدقه علينا، فالنجاح العظيم يدعو لرد يتناسب معه، فعندما ننظر إلى مقتنياتنا نرى الأشياء المريحة وربما الأشياء الفخمة والفاخرة ولكن أين الأشياء التي تقدّست؟ .)

هذه هي أوامر الإله في المسيحية للأنبياء وهكذا أقرها ووافق عليها العهد الجديد حين مجد هؤلاء ومجد أفعالهم بل والمسيح نفسه يمجد هؤلاء الأنبياء . فكيف يعترض أحد على الغنائم في الحروب الإسلامية والتي هي قاعدة حربية أسسها الكتاب المقدس ولا أحد يعترض عليها في كتابهم ؟.

كتبه / الأستاذ معاذ عليان
----------------------------------------

[1]تفسير الكتاب المقدس – سفر التكوين – للإرشيدياكون نجيب جرجس صفحة 157 .
[2]التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – نخبة من العلماء واللاهوتيين – صفحة39 .
[3] تفسير إنجيل يوحنا – جمع وتقديم هلال آمين موسي صفحة 172.
[4] تفسير الكتاب المقدس شرح إنجيليوحنا- بنيامين بنكرتن في تفسير هذا النص يوحنا 8 / 39.
[5]عظات أوريجانوس على سفر العدد – صفحة 181 .
[6]من تفسير وتأملات الآباء الأولين – سفر العدد – القمص تادرس يعقوب ملطي .
[7]الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم شرح لكل آية – مجموعة من كهنة وخدام كنيسة مار مرقس – الجزء الثالث صفحة 266 .
[8]من تفسير وتأملات الآباء الأولين – سفر التثنية – القمص تادرس يعقوب ملطي صفحة407.
64التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – نخبة من العلماء والمفسرين صفحة 439.
[9] من تفسير وتأملات الآباء الأولين – سفر الأخبار الأيام الأول – في تفسيره لسفر الأخبار الأول 26/26-27.